>*<..حطم مصداتك الفكرية .ولاتفقد قناعاتك ..>*<

[همسة الغامدي]

...~~مدخــــــــــــــــــــــل~~...

في حفلة عشاء اقمتها لجاراتي عزمت بعض صديقاتي من المعلمات

وفي اثناء الحفل لاحظت ان جارتي (المقربة) منقبضة الملامح وترمقني بنظرات غاضبة

لم اتوقف عند هذه الجزئية فقد استغرقتني متطلبات الترحيب والتقديم حتى نسيتها ..او بالاصح تناسيتها !!

...انفض المولد وغادر الضيوف بمن فيهم جارتي القريبة على غير عادتها

حين كنت أرتب مع (الخادمة) بقايا الفوضى (الانيقة) اخذ هاتفي يرن دون توقف ..كانت جارتي تتصل تعاتبني

قالت بعد (ديكورات) التحية والسلام

==آخر شئ كنت اتخيله ياهمسة انك تصادقين الاشكال هذي!!!

--مين تقصدين ؟؟؟

==هذي اللي اسمها(...)

--ايش فيها .سوت لك شئ؟؟

==وهي تقدر تسوي لي شئ ..انا اتكلم عن ملابسها وشكلها ...عاجبتك يعني ؟؟؟

آآآه .....يعني الحين انتي واثقة ان شكلك وملابسك اعجبت الجميع ؟؟؟

==والمعنى ؟؟؟؟؟......(قالتها بعصبية )

--المعنى ياجارتي الحلوة ان زي ماانت كنت مقتنعة بشكلك وملابسك تعجبك

فالاخرين زيك مقتنعين بشكلهم وملابسهم تعجبهم

..

..

طال الحديث وكنت مرهقة جدا ولاطاقة لي بجدل عقيم بعد عشاء فاخر

لهذا حاولت انهاء المكالمة باقل الخسائر النفسية

لكن جارتي الجميلة بدأت تهددني (تلميحا لاتصريحا)

انه يجب ان اقطع علاقتي بهذه المعلمة لانها لاتشبهني على حد زعمها

وحيث انني لا استجيب للتهديد بكل انواعه

ولست جيدة في اطاعة الاوامر خاصة من الانداد قلت لها بنغمة حازمة

==ام فلان ..انتي تعبت معي اليوم شكلك مصدعة خذي حبتين بنادول وروحي نامي

واوعدك لما اعمل حفلة فيها صديقاتي المعلمات ما اعزمك عشان ما اضايقك ....تصبحي على خير

واقفلت الخط

...كانت محادثة جارتي كفيلة بطرد كل بوادر النوم التي غازلت جفوني بعد يوم حافل بالتفاصيل الانثوية المرهقة

تسآلت ..لماذا يحرص البعض ان تكون لديه تلك (المصدات) الرافضة للآخر وتجعله يتخذ منه موقفا استباقيا دون ان يعرفه حتى؟؟

من أجل تلك الليلة التي كنت اطارد فيها النعاس واتوسل ليلي في غفوة طويلة كتبت هذه الخواطر

( ربما) يمر من هنا عابر (ما) ويفعل مثلما فعلت جاراتي ويحطم مصداته او بعضها ..فاغلبنا عنده مصد او اكثر

***انت (ذكي ) ..فلماذا تفترض (الغباء) في الاخرين وانهم لايفهمون ولايعقلون شيئا مماحولهم

عفوا انت بهذا الافتراض تسئ (لذكائك)..فكيف تحاور غبيا ..وتجادل احمقا ؟؟؟

اذن حطم هذا (المصد) وبقدر ذكائك احترم ذكاء الاخر ولاتقلل من شأنه أبدا لانك لو فعلت فأنت تقلل من شأنك ابتداءا

***انت (مقتنع) بفكرتك حد اليقين فلماذا تتوقع ان الاخر يجب ان يكون اقتناعه بفكرته (هشا) وضعيفا

وعليه ان يتركها ويلعنها بمجرد ان يسمع حديثك ؟؟؟؟

عفوا انت بهذا التوقع تسئ (لفكرتك) لان الفكرة القوية والثورية والواقعية يجب ان يعارضها فكرة بنفس قوتها وواقعيتها

فهشاشة فكرة الاخر وتهافتهايدل ان فكرتك لاتقل عنها والا ماحاجتك لتدافع عنها امام فكرة هشة وتافهة !!؟؟

اذن حطم هذا (المصد)فبقدر ايمانك بفكرتك يؤمن الاخر بفكرته ..فاياك ان تحقر فكرة احد ابدا والا فانك ستشاركه ذلك التحقير !!!

***انت تعتبر عقلك (منفتحا) وشخصيتك مستقلة فلماذا تعتبر ان الاخر عقله (مغيب) وشخصيتة بلا معالم ويعيش بتبعية بغيضة ؟؟

انت هنا تسئ (لعقلك) لان هذا معناه انك وحدك(الواعي) بين مجموعة من (المغيبين ) والامعات

وهذا لعمري منتهى النرجسية الكريهة التي اربأ باي عاقل ان يتبناها

اذن حطم هذا (المصد) وكن على ثقة ان غيرك مثلك ..عقله في اعلى مستوى من الانفتاح

وان الشخصية التي تحاورك تملك زمام امورها مثلك (وربما) اكثر

***انت ترى نفسك (نقي) وطاهر وصالح ...فلماذا تحكم على الآخر انه فاسد وفاسق ومنافق ؟؟؟

عفوا انت هنا تسئ (لربك) لانك تتعدى على علمه وتزعم انك مطلع على النوايا

فورا حطم هذا (المصد) واستغفر ربك لانك لاتعلم ان كان الله راضيا عنك او ساخطا

فلربما يكون ذلك الاخر الذي اسبغت عليه حلة شيطانية هو الذي نال رضا الله

وانت نلت سخطه حين تأليت وحكمت بماليس من حقك!!!

....كل المصدات السابقة ..اتوقع انكم قادرون على تحطيمها ...كل مانحتاجه

القليل من التأمل والكثيير من الارادة وشئ من الهدوء !!

لكن المصد الاخير اخشى انه يحتاج لاكثر من ذلك

***انت (تكره) احدهم لانه يخالفك ...يعارضك ...لايفكر مثلك ..

ودون ان تشعر يتحول الى (عدو) تتربص به كل حين وتسعى للايقاع به

فقط لترضي (بذرة سوداء) نبتت في وجدانك دون ان تنتبه لها

وستكبر لتتحول (اجمة) كثيفة لايخترقها صوت الحق

هنا انت تسئ (لروحك) ..فكراهيتك لاتؤذيه ..وبغضك لن يصل اليه ولكنهما يحرقان مساحات بيضاء من قلبك

وكما قال احد المستبصرين (حين تكره احد فكأنك تشرب سما وتنتظر ان يموت من تكرهه)

ايها العزيز

حطم هذا المصد فليس في العمر مساحة ..لنكره او نبغض او نتعادى

احب الجميع ..لانك تستحق ان (يحبك ) الجميع

.................................................ودمتم بلا مصدات

[همسة الغامدي]

نحو شخصية بلا مصدات .....تذكروا جيدا حين يحضر (العطر)يختفي الضجيج

..لامي (حفظها الله) حكمة جميلة غرستها فينا وتشربتها انا حتى ثملت بها واصبحت منهجي فيما اقول واكتب

لن استطيع كتابتها بنفس عبارة امي لان مفرداتها غارقة في المحلية وربما لايفهمها البعض ممن هم بعيدون عنا اقليميا

لهذا ساكتبها بلغة مبسطة يفهمها الجميع حكمة امي تقول ...

الكلمة (الطيبة)والكلمة(السيئة) تخرج من نفس المكان ..فلماذا تجعل فمك (......) وانت قادر ان تجعله قارورة عطر

بامكانكم ان تضعوا في المكان الفارغ ماشئتم من (قبيح الروائح)..

ووالله ماغضبت يوما او استفزني احدهم الا ووجدتني وجها لوجه امام هذه الصورة المعبرة

وبسبب عشقي للعطور فان (القارورة) تنتصر دوما

[همسة الغامدي]

نحو حوار راقي خالي من (التشنجات )............تذكروا ان الصوت العالي لايعني ابدا ان صاحبه على حق

*

*

*

ارتفاع وتيرة الصوت اثناء النقاش تعني ان احد الاطراف بدأ يفقد (اعصابه)

وهذا الامر يجعله لاشعوريا يوجه قوته نحو شخص محاوره لانحو فكرته

حين تصطدم بهكذا محاور ..اوقف النقاش فورا وانسحب قبل ان تفقد انت بدورك اعصابك ويتحول النقاش الى صراع ديكة

[همسة الغامدي]

من اجل (متحاور )يحترمك ..............تذكر دائما انه لايوجد نقطة في اخر سطر الحوار.بل نهاية مفتوحة

*

*

حين تناقش احدهم وتحاوره فلا تضع في ذهنك ان ينتهي الحوار بقبول فكرة احدكما وسقوط الاخرى

هذا التفكير سيقودك للانتصار لفكرتك بطريقة قد تؤذي من تتحاور معه(وهو مثلك) ..دائما اترك مساحة مفتوحة للحوار

فنهاية الحوار تعني التوقف عن التفكير ولا اظنك تريد لعقلك ان يتوقف من اجل اسقاط فكرة احد ما

[همسة الغامدي]

من اجل (فكرة) تبقى صامدة رغم الطوفان........تذكروا ان قطرة ماء صغيرة قد تفجر صخرة مع الاستمرار والهدوء

*

*

ليس مهما ان تتكلم كثيرا ...

ولايجدي ان تطيل الردود ..

المهم ان تستمر وبوتيرة هادئة ودائما استحضر قوة القطرة

الامواج ...عنيفة وصارخة ومع ذلك نادرا ماتفتت صخور الشاطئ !!![/

[همسة الغامدي]

نحو فضاء يجمعنا بلا اصطدامات (دامية)... تذكروا ان اختلافنا ميزة وليس عيب

*

*

*

<< ربما نكون في نفس الكبسولة الزمنية لكن لي تفكيري ولك تفكيرك

فانا وانت ليس بالضرورة ان نكون (نحن) دائما ..فأنا (أنا) وانت ( انت)..>>

استـــــــــــــدراك ....

مابين القوسين عبارة لاحدهم (لا اعرفه)وجدتها في طريقي ذات تصفح

[همسة الغامدي]

من اجل (نقاش) مثمر .. ..تذكروا انناحين نتحاور نعرف كيف نفكر!!

*

*

قبل ان تدخل في حوار مع احدهم (حدد) اولا لماذا تحاوره ..

هل تسعى لاقناعه بفكرتك..ام تدافع عن رؤيتك ..ام تدفع شبهة عن معتقدك ؟؟

الاقناع بالفكرة يحتاج لذكاء

والدفاع عن الرؤية يحتاج لهدوء

ودفع الشبهة يحتاج سعة علم

*

*

اما ان كنت دخلت الحوار لكي تصطف في طابور المتكلمين

فلاتحتاج لاكثر من كلمات ترصها كيفما تشاء

[همسة الغامدي]

في الحوار لايوجد انتصار ولهذا فالانسحاب حين يحتدم الجدال لايعد هزيمة بل حنكة وذكاء

*

*

*

الاصرار على مقارعة الحجة بالحجة حتى اخر قطرة صوت من اكثر الاشياء التي تفسد نكهة الحوار

وكل طرف يريد ان يكون صوته هو الاخير في مجابهة اشبه بالمصارعة ..ليس عليكم ان تفعلوا ذلك

تذكر انك وان نجحت في اسقاط حجة محاورك فسوف ياتي من يسقط حجتك فلاتفرح بنصر مزيف

[همسة الغامدي]

الاختلاف يوسع مداركنا ويزيد خبراتنا..لكننا (عن جهل او عن عمد) نحول الحوار لميدان صراع نستعرض فيه (رجولة)حروفنا

*

*

*

ذات مرة كنت اتناقش مع صديقة (تضايقت)من سلوك معلمة معنا في الغرفة

قالت ::هي ليه تسوي كده ؟؟هي اصلا ليش كده؟؟ليش هي مو زيك ؟؟

قلت لها ؟لاننا علبة الوان ..هل رائت علبة الوان كلها لون واحد ؟؟

ردت علي بس هي لونها قاتم ..قلت حتى الالوان القاتمة مهمة لرسم اي لوحة

احبتي ..مهما كانت الوان قلوبنا فنحن تجمعنا علبة واحدة ..دعونا نتعاون لنرسم لوحة جميلة للمستقبل

مش مهم نتفق ..اصلا ليس هدفا ان نتفق ...بل الهدف ان نختلف (برقي)

[همسة الغامدي]

انت تعتبر عقلك (منفتحا) وشخصيتك مستقلة فلماذا تعتبر ان الاخر عقله (مغيب) وشخصيتة بلا معالم ويعيش بتبعية بغيضة ؟؟

انت هنا تسئ (لعقلك) لان هذا معناه انك وحدك(الواعي) بين مجموعة من (المغيبين ) والامعات

وهذا لعمري منتهى النرجسية الكريهة التي اربأ باي عاقل ان يتبناها

اذن حطم هذا (المصد) وكن على ثقة ان غيرك مثلك ..عقله في اعلى مستوى من الانفتاح

وان الشخصية التي تحاورك تملك زمام امورها مثلك (وربما) اكثر

*

*

لاحظت ان البعض يرى الحق معه بطريقة (جازمة)وان الطرف الاخر (مغيب )تماما ..وليس له رأي بل هو يتبع غيره بلا دليل

تذكرت هنا ماحدث معي في بداية اختراقي لعالم الشيعة والغوص في فكرهم ...كنت احاور (معلمات) عبقريات في تخصصاتهن

وكنت اسال نفسي كما يفعل بعض الافاضل هنا (اين عقولهن)معقولة واحدة بهذا الذكاء تصدق تلك الافكار والتناقضات

كيف لايقتنعون بهذه الادله الدامغة التي اطرحها في حواري ..معقول لهذه الدرجة عقولهم مطموسة

وبعد تفكير طوويل جاءتني الاجابة ...لوجاءني احد وشكك في قناعاتي الدينيةالتي تربيت ونشأت عليها..كيف ساتقبل الامر؟؟

لن اقبل بالطبع ...قال لي عقلي ..فهن اذن مثلك مؤمنات بتلك القيم كايمانك بافكارك فلاتناطحيهن بما لا تسمحين لا حد ان يناطحك فيه

احبتي قلتها سابقا واعيدها هنا ......لاتفترض انك الذكي الوحيد والعاقل الوحيد والصواب الوحيد ...افتح مداركك واستوعب الجميع

[همسة الغامدي]

لاتسمح لاحد ان يلوث قلبك ....

حين تجد محاورك يكره فكرتك حد تمنى زوالك من الدنيا

فلاتدخل معه منطقة السواد تلك ...

لاتحاول ان تتجمل له اكثر فتسقط اكثر

يغدو الصمت احيانا لغة تقول كل شئ

[همسة الغامدي]

مازال لدي يقين ان الفكرة التي تخاف من (الكلمات ) هي فكرة هشة ويقين اصحابها بها يشبه خيط العنكبوت

والا مالذي يجعلهم يخشون كلمات ناعمة .....فرق شاسع بين فكرة تخشى الكلمة وفكرة لاترهبها رصاصة