اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خبر مكذوب عن رسالة دكتوراه تؤكد أن الحجاب ليس من الدين


عادل أبوزيد

Recommended Posts

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 56
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

الصور المنشورة

عنوان الموضوع صادم وخاصة انه ليس مجرد مقال في جريدة يومية و لكنه محتوى رسالة دكتوراه جادة أجازها الازهر الشريف بتقدير امتياز

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

لو انا اللي قتخت موضوغ عن الحجاب كان الرقيب تدخل قائلا هذا موضوع تم قتله بحثا هنا و لا داعي للحكي في المحكي

انما اختلفت الاشخاص فاختلفت ردود الافعال رغم اتفاق الافعال

المهم

الحجاب مش من الاسلام و كل الاجيال الماضية من لدن رسول الله الي قبل ثمانون عاما خطأ و فاهمين الاسلام خطأ بينما الاستاذ عادل ابو زيد هيفهمنا الدين الصحيح

وليس الحجاب فحسب . كتير جدا مش من الاسلام ومصريين على هجر القرآن والتمسك باحاديث لاتمد بصله لا للاسلام ولا لاى دين ايا ان كان

قطع يدى السارق ليست من الاسلام

رجم الزانى ليس من الاسلام

رضاعه الكبير ليست من الاسلام

قتل المرتد ليس من الاسلام

كلها عادات قبليه وضعوها فى السنه ونسبوها لعلماء ورددها علماء العصور ورائهم بقلب اعمى وجعلوا القرآن مهجورا ورفعوا من شأن البخارى ومسلم واحطوا من شأن القرآن

بعد الكلمتين دول يا باز افندي يا اخويا انت تدورلك علي ملة تانية و تشتري دماغك

بلا صداع يا راجل

الأستاذ جمال البنا تكلم في هذا الموضوع وتقريبا قال نفس الكلام في حديث تليفزيوني

و نعم الدليل ما استندت اليه يا خاج محمد

و اخيرا

عايز استخدم كل الفاظ الاعتراض المكتوبة و المنطوقة بس مش هينفع

انما اللي هحكيلكم عنه هنا

http://almogaz.com/politics/news/2012/05/18/276788#.T7bfGWjAs0g.facebook

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

حاولت التحقق من وجود الشخصية اصلا (مصطفى محمد راشد ).. وجدت الموضوع قد نشر من قبل في روز اليوسف من فترة

ثم وجدت طلبة ازهر في نفس الكلية التي يدعي الانتساب اليها ينكرون وجود استاذ بهذا الاسم لديهم

حتى الجائزة التي يقال انه حصل عليها.. مبارك للسلام.. لم اجد لها اثرا

ساحاول الوصول الى رسالة الدكتوراة المزعومة

لكن الملفت ان اغلب ذكر هذا الموضوع كان على مواقع تنصيرية

يبدو ان الاسم ليس لشخصية حقيقية والغريب ان ذكر اسمه دائما مقرون بالتحول من الأسلام للمسيحية ( التنصير ) وأغلب المواقع التي اهتمت بأخبار هذه الشخصية أغلبها مواقع مسيحية.

اذن عنوان الموضوع على حاله "الازهر يؤكد" هو محل شك.. من جهة لغموض الشخصية نفسها ومن جهة لعدم العثور على الرسالة نفسها

ارجو تغيير العنوان كما ترونه مناسبا

نرجو من الإدارة تغيير عنوان الموضوع

وإن كان غلقه أولي نظرا لعدم التأكد من صحة الخبر والإحتمال الأكبر ان الخبر غير صحيح

MIyq1.png

رابط هذا التعليق
شارك

سبحان الله .. هذا حقا زمان الفتن ..

من صحيح مسلم :

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا . فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء . وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء . حتى تصير على قلبين ،

على أبيض مثل الصفا . فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض .

والآخر أسود مربادا ، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . إلا ما أشرب من هواه " .

نسأل الله أن يحفظنا من الفتن وأن يثبّّت قلوبنا على دينه وأن يصرّف قلوبنا على طاعته .

رابط هذا التعليق
شارك

بصراحه مش فاهم ايه هو منطق المعترضين على الموضوع

رسالة دكتوراه خرجت من الازهر تتعارض مع ماهو دارج (سواء كان المقصود بغطاء الوجه او الرأس)

فين المشكله؟

طالما انتم مقتنعون بثوابتكم اعتقد ان موضوع او مليون موضوع لن يعني شيئا

بل بالعكس فهو مفيد لكم لتستمعوا الى الرأي الآخر (ايا كان) بدلا من الاستماع الى نفس الرأي دائما و مشكووووووووووووووووووووووور دائما

تحياتي

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

بصراحه مش فاهم ايه هو منطق المعترضين على الموضوع

رسالة دكتوراه خرجت من الازهر تتعارض مع ماهو دارج (سواء كان المقصود بغطاء الوجه او الرأس)

فين المشكله؟

طالما انتم مقتنعون بثوابتكم اعتقد ان موضوع او مليون موضوع لن يعني شيئا

بل بالعكس فهو مفيد لكم لتستمعوا الى الرأي الآخر (ايا كان) بدلا من الاستماع الى نفس الرأي دائما و مشكووووووووووووووووووووووور دائما

تحياتي

الرسالة لم تخرج ولم تتطلع بل ولم تولد من الأساس

وأرى الأستاذ عادل على غير عادته لم يتحقق مما نشر قبل أن ينشر

وبناء عليه الموضوع على حسب ما عهدنا من الإدارة

يستحق : إما الحذف

أو الغلق

أو تغير العنوان

وبما أنك ممن يرون الكلام عن الحجاب من الدعاة والمشايخ لا يستحق كل ما قيل

فأكيد مناقشة موضوع نوقش مرارا وتكرارا ،لا داعي له أيضا من وجهة النظر الأخرى

لا يوجد مسلم بحق يستمتع برأي يخالف ثوابته التي من القرآن وصحيح السنة

هل ضاعت الفرصة لنحيا كراما في دولة محترمة وشعب مصون؟؟؟

انتبه مصر تعود إلى الخلف

رابط هذا التعليق
شارك

الازهر يؤكد ان الحجاب ليس من الدين سالة دكتوراه بامتياز من الازهر الشريف

الموضوع باين من عنوانه .... وهو إن كاتبه الأستاذ : عادل يستنهض الجميع ليدخلوا لشتم الأزهر بحجة الأزهر منها براء .... ويبدوا أن البعض صدق فدخل يدافع عن الحجاب ... ضد الأزهر وكأنه أصبح ضد العفة ومع السفور والتبرج ... ومن هنا فأنا مع من يحتج على بقاء هذا الموضوع المكذوب على الأزهر ... وأنا ضد من يسيء إليه .... ليس من اليوم ... ولكن هكذا كنت وسأظل إن شاء الله

... وأتذكر موضوع مشابه للأستاذ عادل يهاجم فيه المفتي ويسلم ويعظم فيه البابا ..إيه حكايتك مع الأزهر يا أستاذ : عادل

لم يفعلها البابا شنودة .. و فعلها مفتي الديار المصرية تعظيم سلام لروح قداسة البابا الذي رفض زيارة القدس إلا بعد تحريرها

كنت أحسب إن حضرتك هتتكلم على موضوع الساعة

مظاهرة ضد مطالبته المسيحيات الاقتداء بملابس المسلمات.. الأنبا بيشوى: الفتاة القبطية محتشمة

مظاهرات نسائية ضد بيشوى بعد مطالبته القبطيات بـ (الاحتشام الإسلامى)

....فهل حضرتك عايز تخاطب بهذا الموضوع الجانب المسيحي ...... وهل حد ممكن يصدق إن الأنبا بيشوي عايز المسيحييات يقتدوا بالمسلمات في الاحتشام الإسلامي ..... يروح الأزهر قايل ليس الحجاب من الدين وينكر نصوص القرآن ...... الأزهر يا أستاذ : عادل اللي طول عمره مع العفة والاحتشام وضد التبرج والسفور

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

للاسف موقع (ياساتر) على النت موقع غير رسمى موثق كموقع مصراوى مثلا او الشروق

فبالتالى مشكوك فى صحة معلوماته التى كثيرا ماتكون للشبهة والاثارة وليست لها جهات

مسئولة عن نشر الخبر

فهى اشبه بالصحف الصفراء التى نسمع عنها لايهمها الا نشر الفضائح او مواد الاثارة

لا لشئ الا للتربح وزيادة المبيعات كذلك هو الحال فى موقع ياساتر

فاكثر نشراته غير اخلاقية بالمرة او اخبار مثيرة عن الفنانين والشخصيات العامة

منشورة فى ظل عنوان مثير للفت الانتباه والمضمون غالبا مايكون فارغا

فلا عجب ان ينشر مثل تلك الاخبار والترويج لها

والحمد لله سواء تمت تلك الدراسة بالفعل او لا فبديهات اى بيت مسلم محترم متدين كل من

فيه على يقين بحتمية حجاب الانثى متى بلغتْ وحتى ان تاخر ارتداءوه وذلك بيختلف من

اسرة لاخرى حسب تدينها وحسب مستواها الاجتماعى فكلما زاد المستوى الاجتماعى ارتفاعا

كلما زاد الترفيه الاجتماعى ومن ضمنها عدم ارتداء الحجاب الا فى المسنات وفى بعض الاحيان

وليس ذلك نقص ايمان منهم لا لكنها عادات نشأوا وتربوا عليها فاستمر الحال

ما استفسر عنه هنا هو مالغرض من نشر الموضوع هنا فى المحاورات

هل هو دعوة لنشر فكر ما معين ام تشكيكنا فى امور دينا

ام انها دعوة مغلفة للتخلى عن الحجاب ودعوة للتبرج والسفور من خلال بحث او دراسة استعلم

عنها الاخوة الافاضل كما ورد ولم يجدوا لها تأكيد

اخيرا جمال البنا ليس احد علماء الازهر نستسقى منه فتوانا

لانه اراؤه معظمها مثيرة للجدل والفتنة واقربها اباحة القُبل بين الشباب تحت بند اللمم

الذى يغُتفر وماهى الا دعوة منه لنشر الرذيلة بين مستوى الشباب

رابط هذا التعليق
شارك

لاء لاء

شىء غريب فعلا . ومش فاهم ايه حكايه تغيير العنوانين او حذف او غلق المواضيع دى . بالذات من التيارات الاسلاميه أو ما يسموا كذالك

فى حين ان مواضيعهم معظمها متشابه ولا يخرج عن وصف معين إلا القليل منهم

المفترض انه الموضوع موضوع للنقاش باساليب جديده وفكر جديد ينير العقول التى عاشت عقود عده فى ظلام . بل فى عربده مفتعله لاغراض سياسيه بحته

فكم موضوع مفتوح على سبيل المثال وليس الحصر للمرشح الاستبن هنا فى المحاورات . عدوا كده كام موضوع ومفيش حد اعترض لا من الادارة ولا من الاعضاء

ثم ان جميع المواضيع الموجوده على النت قتلت واتشرحت بالسنج بحثا . ايه الجديد !!!

وايه المانع اننا نسمع اصوات الغير ؟

اعتقد انها جريمه اننا فقط نستمع الى اصواتنا فقط

ف الى كل من عبث وعربد ودمر وشوه الدين الاسلامى . بعون الله سنضربه فى مقتل

ومن اراد يالاسلام سوء من هذا الفكر الوهابى المتطرف الذى فتحت له ابواب العبث بالاسلام من قبل المسلمين والتيارات المنحرفه والمؤجورة لهذا الغرض

سنفتح معهم الموضوع على مصرعيه ونحن لهم بالمرصاد بعون الله حتى يكفوا عن هذا العبث فى دين الله

بس اتغده واظبط كوبايه شاى بالنعناع وارجعلكوا

ولى عودات وليست عوده

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

أولا أنا لا أصدق فى وجود رسالة كهذه إلا إذا صدَّقت أن ثورة قد قامت فى الأزهر وتم تغيير كل أساتذته ومشايخه وأنه قد تم حرق هيئة الفتوى فيه وأنه تم فصل إدارته عن هيئة تدريسه

من المرجح أن شخصية الدكتور صاحب الرسالة إما وهمية أو حقيقية وتم انتحال الاسم .. وفى الحالتين فإن هذا يعنى أن هناك إما حملة أو حملة مضادة .. وأنا أرجح احتمال الحملة المضادة

وسواء كانت وهمية أو موجودة وانتحلت .. وسواء كانت حملة أو حملة مضادة .. فمن الضرورى أن نسأل أنفسنا : وما غرض هذه الحملة ؟

أعتقد أنه فصل فى مهزلة الفتنة الطائفية التى بدأت فى السبعينيات عندما ارتكب السادات خطيئته الكبرى (وربما الوحيدة) بإطلاق التيار السياسى المتأسلم من عقاله الذى وضعه فيه عبد الناصر ليحدث توازنا مع التيارات السياسية الناصرية والقومية واليسارية التى كانت تسبب للسادات مشاكل جمة

الحملة هى الوجه الآخر لحملة أو حملات أخرى للتهليل والتكبير لكل من يدخل فى الاسلام بعد تغيير ديانته التى ولد بها .. فالحملة تصف الدكتور تارة بأنه رئيس قسم الشريعة فى أزهر دمنهور ، وتارة بأنه حاصل على جائزة مبارك فى كذا .. وعضو المجلس الأفرو أسيوى للتقريب بين الأديان و و و و وذلك لإبراز الحادث الجلل الذى يتوازى مع حادث إسلام راهب أو قس

بحثت عن مصدر الخبر ولم استطع تحديد المصدر الرئيسى .. ولكنى وجدت صفحة من مجلة روز اليوسف عمرها ثلاث سنوات لمقال بقلم الدكتور .. قد تكون صفحة حقيقية أو مفبركة .. هاهى الصفحة

gallery_5280_10_135906.jpg

وهى تدور حول نفس الموضوع

ووجدت أن موضوع الرسالة نام لمدة ثلاث سنوات ثم بـُعث من مرقده منذ أسابيع .. ولا أستبعد أن المستهدف هذه المرة هو مؤسسة الأزهر .. إحدى مؤسسات الدولة التى تجرى محاولات هدمها من الخارج ، وللأسف من الداخل أيضا ، برأس حربة تطلق على نفسها وصف "إسلامى" حتى أن الصحافة العربية فى بلد عربى تتماهى فيها دعوى "جمعية إحياء التراث الإسلامى" مع دعوى "الجماعة" الأم فى مصر قد بدأت اليوم فى تناول الخبر والتعليق عليه .. سأضع نافذة الخبر حتى يتسنى لكم قراءة تعليقات القراء وتهجم بعضها على مؤسسة الأزهر

رابط جريدة الأنباء الكويتية

لنا لقاء آخر للتعليق على الموضوع نفسه وعلى مطالبات بعض الأخوات والأخوة بإغلاق الموضوع أو حذفه أو تغيير عنوانه ومناقشة الموضوع والمطالبات مناقشة حرة تدل على تغير عقلياتنا فى مواجهة ما نختلف فيه بطريقة ليس فيها إقصاء أو إرهاب فكرى ..

وفى نفس الوقت أعتقد أن بيانا من الأزهر ، وبيانا من روز اليوسف قد يلقيان ضوءا على هذا الظلام

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

عنوان الموضوع صادم وخاصة انه ليس مجرد مقال في جريدة يومية و لكنه محتوى رسالة دكتوراه جادة أجازها الازهر الشريف بتقدير امتياز

http://www.yasatir.c...6Th1I0E.twitter

رساله إجازها الأزهر.... فى موضوع طال فيه الحديث و لم يصل لرأى

لا أعرف لم تُصر تيارات بعينها على رفض أى نوع من التفكير مغاير لفكرهم... رفض مجرد قرائه فكر الآخر للرد عليه... و الردود كلها ما هى إلا تكرار لما سبق أن قالوه و فهموه بشكل معين... رفض مبدئى... و إسطوانه تتكرر.... يعنى عدم وجود حجه للرد... و من ثم إتهام من جاء بالرئى الآخر... بعدم الفهم... ثم إرهابه فكريا... بكلام مثل... يعنى إنت حتفهم اكثر من سيدنا محمد... و حتفهم أكثر من الصحابه.. و التابعين!!!! بينما فى هذا الموضوع بالذات لا يوجد أى كلام صريح لا قرآن ولا فى الحديث عن سيدنا محمد... لا يوجد نص واحد... لكن توجد نصوص متعدده... عن كلمه الحجاب... و لا يوجد فى نص واحد منهم ما يقول إن هذا الحجاب مقصود به زى معين.... جمال البنا كتب عده مقالات فى هذا الموضوع و كتاب عن الحجاب

للأسف كل من رد عليه رد بإنه متخلف عقليا أو مبتدع أو ما هو من هذا القبيل... ولا رد موضوعى إطلاقا... إلا تكرار الآيات و الأحاديث مع الإصرار على إن معناها ما تعودوا عليه و ليس ما ذهب إليه البنا... يعنى بلا أى موضوعيه فى الرد... إطلاقا

أتسائل شخصيا... فى عهد النبوه... و سيدنا محمد فى وسط الناس و فى العهود المباركه التى تلته... حدث سرقه و قتل و زنا و رجوع عن الزكاه... ورد ما يؤكد ذلك... و هى أمور من الكبائرفهل من المعقول أن لم يرد أى شىء عن إمرأه خرجت حاسره الرأس.. و أى أحد إنتقدها أو وبخها أو عزرها؟؟؟ أكيد حصل فهى من الصغائر إذا كانت الكبائر حدثت... فبديهى إن ما هو أقل يحث ....و لكن لم يذكر شى عنها.... لم!!!! لإنه لا يوجد فرض فيها هذا هو الإحتمال

لكن أكيد... هناك حد أدنى من الإحتشام للمرأه و الرجل.. لا بد من الإلتزام به و يؤاخذ الفرد لو تجاوزه...أما الحجاب بالشكل الدارج فلا أظنه إلا شكل تعودنا عليه... مثل الشيخ يلبس جلباب و جبه و عمامه بطربوش أحمر... و لو لم يلبسها فهو نفس الشيخ

من كتابات جمال البنا لمن أراد أن يعرف

عن أى حجاب تتكلمون : أولا الحجاب فى القرآن

أولا: الحجاب القرآني

_____________

وردت كلمة الحجاب فى القرآن الكريم فى سبعة مواضع كالآتي:

1. ]وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ[ {الأعراف 46}

2. ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا[ {الأحزاب 53}

3. ]فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ[ {ص 32}

4. ]وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ[ {فصلت 5}

5. ]وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ[ {الشورى 51}

6. ]وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِيـنَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا[ {الإسراء 45}

7. ]فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا[ {مريم 17}

يتضح من هذا الذكر لكلمة "الحجاب" أنها لا تعني أبدا زيا، كما يتوهم الناس، وانما حجابا، قد يكون كالجبل الذي جعله الله دكا عندما تجلى له فى سورة الشورى وقد تكون أغلفة على القلوب أو حجابا بين المؤمنين والكافرين يوم القيامة أو كناية عن غروب الشمس ..

وحتى فى الآية التي تعلق فيها "الحجاب" بنساء الرسول فان الصياغة كلها بدءاً من"وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ" تستبعد أن يكون المضمون زيا أنهم لن يسألونهن "من وراء زى"، ولكن من وراء ستر. من نوع ما يحجب السائل عن نساء الرسول ..

من هذا يتضح أن القرآن الكريم لا يستخدم كلمة "حجاب" بمعنى زي، وأن تفسيرها بهذا المعنى تفسير خاطئ وأن تعبير "تحجبت" لا يستقيم. مع المعنى القرآني لكلمة حجاب الا اذا كان الخطأ المشهور أولى من الصواب المهجور.

على أن الملابسات التي أدت إلى هذا الحجاب الذي فصل ما بين زوجات الرسول، وعامة الناس بقدر ما تؤكد معنى "الستر" بقدر ما توضح وجاهة الاجراء. فقد كانت "حجرات" الرسول فى المسجد. وكان المسجد هو ملتقى النشاط العام ففيه تقام الصلوات وتعلن الأخبار والتوجيهات النبوية، ويحضر الوفود وينشد الشعراء. وعلى حوافيه يقيم فى "صفه" بعض فقراء المسلمين الذين ليس لهم ملاذ خاص ويوجد فيه الكرام البررة من الصحابة كما قد يوجد فيه المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والأعراب الجفاة ، وقد لا يتورع أحد هؤلاء من أن يبول فى المسجد ! ..

فى هذا المسجد بنيت تسع حجرات لزوجات الرسول خمس بنيت بالجريد المغطى بالتراب والأربع الأخرى من الحجر وكان على كل منها ستر وقيل ان لحجرة عائشة باب.

وجاء فى سيرة بن هشام: "كانت بيوته عليه السلام تسعة، بعضها من جريد مطين بالطين وسقفها جريد، وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض مسقفة بالجريد أيضا.

وقال الحسن ابن أبي الحسن: كنت أدخل بيوت النبي عليه السلام وأنا غلام مراهق فأنال السقف بيدي.

وكانت لحجراته عليه السلام أكسية من شعر مربوطة في خشب عرعر. وفي تاريخ البخارى: أن بابه عليه السلام كان يقرع بالاظافير، أى لا حلق له.

ولما توفيت أزواجه عليه السلام خلطت البيوت والحجر بالمسجد، وذلك فى زمن عبدالملك، فلما ورد كتابه بذلك ضج أهل المدينة بالبكاء كيوم وفاته عليه السلام.

وكان سريره خشبات مشدودة بالليف بيعت زمن بنى أمية فاشتراها رجل بأربعة آلاف درهم" انتهى.[31]

وليس من الصعب أن نتصور سذاجة هذه الحجرات، وخلوها من المتاع المألوف، وأنها فى المسجد، الذى هو الملتقى العام حيث يوجد بتعبير عمر "البر والفاجر" وكان منهم من يجلسون أمام حجرات زوجات الرسول ويكلمونهن أو يظهرون صورا من التطفل. وكان بعض العرب لا يعرف الاستئذان أو يرى فيه ذلة، كما حدث مع عيينة بن حصن عندما دخل على الرسول وكانت عائشة إلى جنبه دون استئذان فلما عاتبه الرسول "أين الاذن يا عيينة " قال هذا ببساطة انه لا يذكر انه استأذن مرة واحدة فى حياته.. ثم سأل الرسول عمن يجانبه فقال له هذه عائشة، فسأل الرسول أن يأخذها ويعطيه زوجته.. وهى لا تقل جمالا. فأفهمه الرسول أن هذا لا يجوز، وعجبت عائشة من جلافة الرجل وسألت الرسول عنه فقال لها انه أمير قومه.. وكان الرسول يطلق عليه "الاحمق المطاع" وهذه الواقعة – وقد تكون هناك وقائع أخرى مثلها – تبرر مطلب عمر بن الخطاب، من الرسول أن يحجب نساءه، واستمر الحال دون حجاب حتى حدثت واقعة معينة. قعندما أعرس الرسول بزينب بنت جحش أقام طبقا للتقليد الإسلامى وليمة دعا اليها بعض الناس وكانوا يأتون جماعات يأكلون ثم ينصرفون، ولكن ثلاثة ظلوا يتحدثون بعد أن أكلوا فى الوقت الذي كان الرسول يريد أن يدخل حجرته ولما كان الرسول شديد الحياء فقد تركهم ثم عاد بعد فترة فوجدهم لا يزالون فى حديثهم فتركهم وعاد بعد أن بدءوا فى الانصراف. وكان أنس بن مالك يقوم بخدمته فلم يكد الرسول يدخل حجرته حتى اسدل الستار دون أنس. فقد أنزل الله تعالى تلك الآيات التي اعتبرها الفقهاء "آية الحجاب" واعتبروا نزولها فيصلا بين عهدين وهى :

]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا[ {الأحزاب 53}

كانت الآية 53 من سورة الاحزاب ردا يتناسب مع خصوصية الواقعة، وما اتسم تصرف البعض من فجاجة فنزلت فوراً، قوية، صريحة، تعلم الناس آداب اللياقة والاستئذان وأصول الزيارة. فنصت أولا على عدم دخول بيوت النبي الا أن يؤذن لهم فاذا أذن لهم لتناول طعام فعليهم تناوله ثم الانصراف دون الجلوس "ومطارحة القول" وتبادل الأحاديث. وخصت الآية الزوجات بحماية خاصة تحجبهم عن الأعين الفضولية، كما تضمنت الآية تأديبا آخر هو أن ليس لهم أن يؤذؤا الرسول ولا أن ينكحوا أزواجه من بعده ولعل هؤلاء الذين كانوا يتطارحون الحديث فى مناسبة زواج قد تطرق بعضهم إلى مثل هذه الفكرة، أو أن الآية وجدت المناسبة بعد أن فكرة بعضهم فى هذا.. خاصة وأن الآيات من 50 حتى 53 كانت عن نساء الرسول، وحرمت احدى هذه الآيات 52 على الرسول أن يتزوج بعدهن أو أن يبدل بهن من أزواج.

وهذه الآية التي أطلقوا عليها آية الحجاب واعتبروها نصا قاطعا فى وضع النقاب وعدم الخروج ليست فى حقيقة الحال الا تعليما للمسلمين آداب الزيارة والاستئذان وهى من هذه الناحية مقبولة للجميع، وتسرى على الجميع. فما يسوغ أن يدخل أي واحد على أي واحد آخر دون استئذان. وقد حدد القرآن آداب الزيارة فى الآيات 27 و28 و29 من سورة النور وكذلك الآيات 58 و59 من السورة نفسها.

الآية المشهورة إذن – آية الحجاب – ليست فى حقيقتها الا قطعة من الآداب يمكن أن يتضمنها أى كتاب عن آداب اللياقة والاتيكيت.

وفي الوقت نفسه فان الاقرار فى البيوت – حتى بالنسبة لزوجات الرسول، ما كان يمنع محاورتهن ومخاطبتهن، وقد كانت عائشة تسمع من وراء حجابها أبا هريرة وهو يسرد أحاديثه سردا بطريقة تخالف طريقة الرسول، كما نعلم أن من الصحابة والتابعين من كانوا يسألونها وتجيب عليهم، وكانوا يستمعون صوت سواكها وهى تساك. مما يعنى أن الحجاب لم يكن مصمتا، وأنه كان "ينقر بالاظافير".

وجاء فى الأدب المفرد للامام البخاري.. "حدثنا عبدالله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني عبدالرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة رضى الله عنها حدثت أن عبدالله بن الزبير قال فى بيع أو عطاء أعطته عائشة والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها فقالت أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة فهو لله نذران لا أكلم ابن الزبير كلمة أبدا فاستشفع ابن الزبير بالمهاجرين حين طالت هجرتها اياه فقالت والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ولا أحنث نذرى أبدا فلما طال على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبدالرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بنى زهرة فقال لهما أنشدكما الله الا دخلتما على عائشة فانها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين عليه بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة فقالا السلام على النبى ورحمة الله وبركاته أندخل فقالت عائشة ادخلوا قالا كلنا يا أم المؤمنين قالت نعم أدخلوا كلكم ولا تعلم عائشة أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير فى الحجاب واعتنق عائشة وطفق يناشدها يبكى وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة الا كلمته وقبلت منه ويقولان قد علمت أن رسول الله r نهى عما قد عملت من الهجر وأنه لا يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالي قال فلما أكثروا التذكير والتحريج طفقت تذكرهم وتبكى وتقول اني قد نذرت والنذر شديد فلم يزالوا بها حتى كلمت ابن الزبير ثم اعتقت بنذرها أربعين رقبة."]

وجاء فى الأدب المفرد أيضا عن عائشة ان يهودا أتوا إلى النبي r فقالوا السلام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم قال الرسول مهلا ياعائشة عليك بالرفق وايك والعنف والفحش قالت أو لم تسمع ما قالوا قال أو لم تسمعي ما قلت رددت عليها فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في.[33]

ومرة أخرى فان القرار فى البيوت ما كان يمنع الخروج منها اذا تطلبت الأمور ذلك وقد كان اجتهاد عائشة صائبا عندما خرجت لتصلح – كأم للمؤمنين – بين فريقين من المؤمنين وهى تعلم أن الرسول قال ان اصلاح ذات البين خير من الصلاة والزكاة الخ... وقد كاد مسعاها ينجح لو لا كيد الكائدين الذين أفسدوا عليها الأمر وتسببوا فى تلك الموقعة الرهيبة – موقعة الجمل التي وان دارت حول هودجها، فانها لم تكن مسئولة عنها، ولا جدال أن ذكرى هذا الحدث وتصور مئات الأيدي التي قطعت وهى تدافع عن هودجها كان يدفعها للبكاء. وأي شخص ولو كان كجلمود صخر – لا يبكى اذا وضع هذا الموضع ؟ وتذكر شلالات الدماء التى كانت تنبجس من مئات الأيدى دفاعا عنه..

على أن في القرآن الكريم عددا من الآيات لم تتحدث عن حجاب على وجه التعيين، ولكن عن آداب العلاقة ما بين الرجل والمرأة. وهى الآيات التى يستشهدون بها على الحجاب والنقاب ومنع الاختلاط الخ... ومن هنا فمن الخير أن نثبتها حتى تكون تحت عين القارئ وليأخذ الفكرة الكاملة عنها.

وجاءت هذه الآيات فى سورتي النور والاحزاب ويلحظ أن الطابع العام لهما هو تعليم المؤمنين الآداب والسلوكيات سوا ما كان منها بين الرجل والمرأة أو بين المؤمنين والرسول.

وفيما يلي هذه الآيات ..

أولاً: من سورة النور

_____________

§ ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ[ {النور 31}

§ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(58) وَإِذَا بَلَغَ الأطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(59) وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[ {النور 60}

ثانيا: من سورة الأحزاب

_______________

§ ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً(28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا[ {الأحزاب 29}

§ ]يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ {الأحزاب 32-33}

§ ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا(51) لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا(52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا(53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا[ {الأحزاب 54}

§ ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[ {الأحزاب 59}.

ويلحظ فى هذه الآيات :

أمر بغض النظر موجه للمؤمنين وللمؤمنات على السواء وهذا يفترض ضمنا وجود امرأة لا تضع نقابا، ولا تحبس فى قعر بيتها اذ لو كان الأمر كذلك لما كان هناك معنى لغض البصر، فما من نظر إلى شبح أسود أو شخص ملثم، وكيف يتأتى النظر وراء الجدران. وقد يدل على هذا أيضا أن غض النظر ووجه المرأة مكشوف أمر طبيعى لأن الرجل لا يضع نقابا، ولا يتستر وراء الجدران.[34]

1. تضمنت الآية {31 من سورة الأحزاب}. نهيا عن أن يبدى النساء زينتهن إلا ما ظهر منها وهذا الاستثناء يجّوز ظهور الزينة الظاهرة. ولا يعنينا كثيرا تفسير المفسرين لأنه ما من شك أن القرآن الكريم أراد بهذه الصياغة أن توجد مجالا للاجتهادات لا بد وأن يتفاوت الذى بدوره يخضع لتفاعل الضرورات والتطورات وللقيم الإسلامية، وفى رضا النفس والقل مقنع، ولو أراد القرآن حسما أو تحديدا لذكر التحديد.

2. نص {الآية 53} على أن يضرب النساء بخمرهن على جيوبهن فهنا نص على تغطية فتحة الصدر فى الثوب.

3. تضمنت الآية توجيها بأن لا يبدين زينتهن إلا لاثنى عشر فئة ضمت الأزواج وآباء الزوجات وأباء الأزواج والأبناء وأبناء الأزواج واخوانهن وأبناء اخوانهن وأبناء اخواتهن ونسائهن وما ملكت إيمانهن والتابعين غير ذوى الأربعة من الرجال والأطفال الذين لم يطلعوا على عورات النساء.

هذا المجتمع الذي ضم فئات من الأقارب، كما ضم الصديقات أو الخدم (ما ملكت أيمانكم) والمسنين من الرجال والأطفال الصغار تستطيع المرأة أن تبدى زينتها أمامهم، ولم يحدد القرآن مضمون زينة، ولكن السياق يجعلها تقارب ما تبديه المرأة أمام زوجها والأقارب الأدنين الذين هم محارم.

اننا عندما نأخذ هذه الآيات على ظاهرها، وما يوحى به سياقها فيمكن القول إنها تفتح ثغرة كبيرة فى سد الحجاب، لأنها ليست فحسب تبيح الاختلاط بل أيضا ابداء الزينة لمجموعات يمكن أن يصل عددهن لمائة.

وقد رجعت إلى التفاسير المعتمدة ابن جرير الطبرى، وابن كثير، والرازى لأعرف ماذا قالوا أمام هذه القضية فوجدتهم يعيدون ويزيدون فى شكليات وجزئيات وتفاصيل فما هى الزينة وما هى الزينة الظاهرة والباطنة وتعريف كل فئة من الفئات المستثناه دون أن يعرضوا لما يمكن للمرأة أن تبديه أمام هذه المجموعة المخصوصة التي أباح الله لها الاختلاط، وأباح لها ابداء الزينة أمامها، ولكنهم تجاهلوا هذه النقطة وركزوا الحديث على الزينة الظاهرة التى يجوز إبداؤها للأغراب وهى الوجه والكفين.. وتجاهلوا طويلاً التفرقة الهامة والمميزة للفئات المستثناة فلما ألجأتهم الضرورة أمام النصوص جاء حديثهم ملتبساً، غامضاً لا يكاد يبين، ومتعارضاً، وكأنه عز عليهم التفرقة فجاءوا بأقوال تطمسها كما هو ظاهر بوجه خاص فى تفسير الطبرى الذى عرض عدداً كبيراً من الآراء المتعارضة والمتداخلة. منها أن الزينة التى تبدى لهذه الفئات هى "الخلخال والقرط والدملج، وما أمرت بتغطيته بخمارها – وكأنه لا يريد أن يقول الجيب أو الصدر – وما وراء ما أبيح لها كشفه وإبرازه فى الصلاة وللأجنبين من الناس. والذراعين إلى فوق ذلك إلا لبعولتهن. وقيل هذا ما فوق الذراع وقيل ما فوق الجيب وقيل قرطاها وقلادتها وسوارها. فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها فإنه لا تبديه إلا لزوجها وقيل الطوق والقرطين (تفسير بن حرير الطبرى الصفحات 93، 94، 95 من الجزء 18 الطبعة الأولى بولاق سنة 1328 وقد اختصرنا ذكر السند وبعض الإضافات رحمة بالقراء).

أما ابن كثير فقد ذهب فى بعض الروايات إلى أنه بالنسبة للمحارم يجوز للمرأة أن تبدى زينتها ولكن من غير تبرج. (ص 101 الجزء السادس طبعة المنار سنة 1347).

وجاء فى تفسير البغوى المطبوع تحت تفسير ابن كثير أنه يجوز لهؤلاء أن ينظروا إلى الزينة الباطنة ولا ينظرون إلى ما بين السرة والركبة (ص99 ج6).

وكان الرازى فى تفسيره مفاتيح الغيب أكثرهم تفصيلا. إذ قسم المجموعة إلى ثلاثة أقسام فجعل الزوج وحده قسما، وله أن ينظر إلى زوجته كما يشاء وإلى كل شئ فيها. أما الابن والأب والأخ والجد وأبى الزوجة وكل ذي محرم، والرضاع كالنسب يجوز لهم أن ينظروا إلى الشعر والصدر والساقين والذراع وما أشبه. أما التابعين غير ذوى الاربة من الرجال وكذلك مملوك المرأة فلا بأس أن تقوم المرأة الشابة بين يدى هؤلاء فى درع وخمار صفيق بغير ملحفة، ولا يحل لهؤلاء أن يروا فيها شعرا ولا بشراً والستر فى هذا كله أفضل. (ص182 ج23 – دار الكتب).

وأردنا أن نخلص من عالم الاسلاف إلى عالم المعاصرين فوجدنا أن الشهيد سيد قطب بعد أن ذكر الآية قال فى الظلال "هذا التحشم وسيلة من الوسائل الوقائية للفرد والجماعة.. ومن ثم يبيح القرآن تركه عندما يأمن الفتنة. فيستثنى المحارم الذين لا تتوجه ميولهم عادة ولا تثور شهواتهم وهم :

الأباء والأبناء وأباء الأزواج وأبناؤهم، والاخوة وأبناء الاخوة، وأبناء الاخوات.. كما يستثنى النساء المؤمنات: "أو نسائهن" فأما غير المسلمات فلا. لأنهن قد يصفن لأزواجهن واخوتهن، وأبناء ملتهن مفاتن نساء المسلمين وعوراتهن لو اطلعن عليها. وفى الصحيحين: "لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها كأنه يراها".. أما المسلمات فهن أمينات، يمنعهن دينهن أن يصفن لرجالهن جسم امرأة مسلمة وزينتها.. ويستثنى كذلك "ما ملكت أيمانهن" قيل من الاناث فقط، وقيل: ومن الذكور كذلك. لأن الرقيق لا تمتد شهوته إلى سيدته. والاول أولى، لأن الرقيق انسان تهيج فيه شهوة الانسان، مهما يكن له من وضع خاص، فى فترة من الزمن ويستثنى "التابعين غير أولى الاربة من الرجال".. وهم الذين لا يشتهون النساء لسبب من الأسباب كالجب والعنة والبلاهة والجنون .. وسائر ما يمنع الرجل أن يشتهي نفسه المرأة. لأنه لا فتنة هنا ولا اغراء.. ويستثنى "الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء".. وهم الأطفال الذين لا يثير جسم المرأة فيهم الشعور الجنسي.. فإذا ميزوا، وثار فيهم هذا الشعور – ولو كانوا دون البلوغ – فهم غير داخلين فى هذا الاستثناء.

وهؤلاء كلهم – عدا الأزواج – ليس عليهم ولا على المرأة جناح أن يروا منها، الا ما تحت السرة إلى تحت الركبة. لانتفاء الفتنة التي من أجلها كان الستر والغطاء. فأما الزوج فله رؤية كل جسدها بلا استثناء" ( ص96 الجزء الثامن عشر – الطبعة الأولى – طبعة عيسى البابلي الحلبي وشركاءه).

والكلام الذى جاء فى الظلال هو أقرب الكلام إلى سياق الآية، وهو أيضا الذى يلحظ الحكمة في التشريع إلا وهى أنهم محارم فانتفى مبرر التحجب وبمقتضى هذا التفسير فان هذه المجموعة التي يمكن أن تبلغ المائة أو تزيد (خاصة وان ما يحرم من الرضاعة يحرم من النسب). ويمكن للمرأة المسلمة أن تجلس معهم، وهى مرتدية زيا يمكن أن يكشف عن جسمها باستثناء ما بين السرة والركبة.

هذه آية موجودة فى صميم آيات الحجاب وهى مع هذا توجد مجتمعا مختلطا كأشد وأوثق ما يكون الاختلاط .

فهل يحقق هذا فى أي مجتمع اسلامي أم أن المسلمين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه .

لقد غرس القرآن الكريم واحة مونقة وسط صحراء الأعراف الجاهلية القاحلة فى شكل مجتمع مختلط يمكن أن يضم مائة ما بين رجل وامرأة يجتمعون معا، ويمكن للمرأة أن ترتدى من الأزياء ما تشاء بشرط أن لا يتعدى ما يكشفه ما بين السرة والركبة. أي يدخل فيما يباح ما يسمونه "الديكولتيه" الذي يكشف عن الصدر والظهر. ويلبس عادة فى مناسبات السهرة ولكن شيئا من هذا ما كان ليخطر فى بال العرب الجفاة فى الجاهلية القديمة والمسلمين المعاصرين الذين يعيشون جاهليتهم الجديدة. بل أن من المحتمل أن يرموا من يقول هذا بالزندقة والزيغ والكفر والتحلل الخ... وهو لا يأتى بسوى ما جاء به القرآن ..

f

تضمنت سورة النور آيات عديدة عن آداب الاستئذان (الآيات 27 و28 و29). التى نصت على عدم دخول البيوت حتى يستأذن ويسلم على أهلها. فان لم يكن بها أحد، فلا دخول حتى يؤذن لكم، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا ونصت الآية 28 على أنه إذا كانت البيوت غير مسكونة أى أنها ليست للسكن الخاص ولكنها محال عامه فلا حرج فى دخولها وعادت السورة فى الآيات من 58 إلى 60 إلى هذا الموضوع نفسه فنهت عن الزيارة قبل صلاة الفجر, وفى الظهيرة، وبعد صلاة العشاء. لأن هذه الأوقات هى التي يتخفف فيها الناس من ثيابهم وأوجبت الآية 59 الاستئذان على الأطفال اذا بلغوا الحلم وأن يستئذنوا كما يستأذن الكبار.

وأباحت الآية 60 للمسنات من السيدات أن يخففن من الثياب دون أن يتبرجن بزينة وهذا هو الأليق بهن ..

ثانيا: سورة الأحزاب.. تماثل سورة الأحزاب سورة النور فى طابعها التهذيبي والسلوكى. ولكنها تتميز عنها بأن منها آيات عديدة خاصة بالرسول، وما يجب على المؤمنين تجاهه من توقير، وتمتد هذه الخصوصية من شخص الرسول إلى نسائه.

وفيما يلى إجمال ما تعرضه الآيات من توجيهات أو أوامر أو نواه.

تبدأ الآية السادسة فى الحديث عن خصوصيات الرسول فتقول أنه ]أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ[ وهذه الخصوصية ليست لأحد من الرجال، وكذلك بالنسبة لزوجاته – فلا تطبق على النساء الآخريات – وسنرى أن هذا النسق ينتظم الآيات التى ستتلو، والتى تتحدث عن النبى ونسائه.

1. فى الآية 28 التى يطلق عليها آية التخيير يخير الرسول نساءه بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله. والنتيجة معلومة طبعاً فما كان هناك شىء يعدل الله ورسوله ..

2. وتقرر الآية 39 مضاعفة العذاب ضعفين لمن يأت من زوجات الرسول بفاحشة مبينة، وهذا بالطبع ما لا يصدق على النساء الأخريات .

3. آيات {31، 32، 33، 34} هى من الآيات التى يربطون ما بينها وبين آية الحجاب وهى التى تبدأ يا نساء النبى لستن كأحد من النساء. وختمت بالآيات ]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فى بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا(34)[. وكل منصف نزيه لا يحمل فكراً ذاتياً سابقاً، ولا يطوع الآيات أو يتطفل عليها يرى أن الآيات محددة، مغلقة، منحصرة على نساء الرسول اللائى لسن كأحد من النساء، وأنهن "أَهْلَ الْبَيْتِ" و"مَا يُتْلَى فى بُيُوتِكُنَّ" فأى شىء أصرح أو أكثر بيانا فى خصوصية هذه الآيات وأنها مقصورة على نساء الرسول، إلا إذا أردنا أن نتقول على القرآن ما لم يقله..

وعلى أى حال، فإن الشىء الجديد البارز فى الآيات هو "وقرن في بيوتكن" وهو نوع من تكريم زوجات النبى اللاتى لسن كأحد من النساء، فلا يفترض فيهن السعى فى الأسواق أو الأختلاط بالعامة.

على أن هناك تفسيراً لكلمة "وقرن في بيوتكن" أورده الطبرى عندما قال "اختلف القراء، فمنهم من قرأ وَقرن (بفتح القاف) فالمعنى أقررن فى بيوتكن من القرار ومنهم من قرأ (وقِِرن) بكسر القاف فالمعنى كُنَّ أكثر وقاراً وسكينة (من الوقار)."

ثم قال "وهذه القراءة (أى الثانية) أولى عندنا بالصواب لأن ذلك إذا كان من الوقار كما أحذنا فلا شك أن القراءة بكسر القاف."

وهذا المعنى الذى رجحه الطبرى يقلب تصورات دعاة الحجاب والاحتباس فى البيوت ..

4. تتابع الآيات {50 و51 و52} الحديث عن خصوصيات الرسول وعلاقاته بزوجاته. وهى تسير فى الاتجاه نفسه الذى سارت فيه الآيات من {31 – 34} من ناحية الخصوصية على الرسول ونسائه. وكأنها تقابل خصوصيات الرسول بعد أن وضحت خصوصيات نسائه هى تعطى الرسول حقوقاً خاصة ]تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ[ إلخ... وتحرم عليه فى الوقت نفسه النساء. أو أن يبدل أزواجه ولو أعجبه حسنهن.

تأتى الآيات الحاسمة {52 و53} وقد بدأت بأداب الاستئذان والتى تضمنت النص ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[ وقد تحدثنا عن الآية وملابساتها فى مستهل الفصل. والآية مثل الآيات 31 و32 فى إبراز الخصوصية لنساء النبى بصورة تستبعد اشتراك الآخرين فيه على نقيض ما ذهب إليه المفسرون وتستطرد الآيات فى الحديث عن نساء الرسول وعن شخص الرسول ويختم ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ {56}.

5. إذا كانت الآيات السابقة واضحة فى خصوصيتها لنساء النبى والنبى نفسه، فإن الآية 59 تشرك مع أزواج الرسول نساء المؤمنين وتطلب من الجميع أن "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ". وبُنى ذلك على أنه "أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ" وبصرف النظر عن تفسيرات الفقهاء فلا جدال أن أى امرأة تلتزم الحشمة تكون أبعد عن الأذى والتطفل من أخرى متبذلة أو متبرجة كأنها تستدعى الإيذاء أو توحى بعدم مقاومتها فالآية قائمة على منطق سليم تماماً.

ولكن اختلف فى تفسير "الإدناء" فالمفسرون القدامى يفسرونها ستر الوجه بقناع أى أن الإدناء يتجه نحو الوجه والرأس ولكن الفسرين المحدثين يذهبون إلى أنه ما قد يكون أقرب إلى تعبير كلمة الإدناء فيقولون إنه تطويل الثوب، وإلى هذا ذهب الشيخ الشعراوى فى العديد من أحاديثه...

وقد استخدم القرآن الكريم تعبير "يُدْنِينَ" كما استخدم من قبل "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" لأنه يتقبل كما ذكرنا آنفا الاجتهادات التى تتلاءم مع التطورات أو أن يستقر فى النفس والضمير المعنى العام بحيث يستصحب العملية ويوجهها .

وهناك تعليق فقهى علىالآية تقدم به الشيخ عبد المتعال الصعيدى فى كتابه "فى ميدان الاجتهاد" ص45 تعليقا على الآية ]يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[. إذ قال وإنى أرى أن لا دلالة فى هذه الآية على وجوب ذلك النقاب لأن الصيغة "يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ" لا تدل على الوجوب لأن الأمربالأمر بشىء لا يدل على وجوب هذا الشىء كما هو مذهب جمهور علماء الأصول، ولأن قوله "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ" مما يدل على أن ذلك لا يدفع الفساد حتما، وإنما هو أدنى إلى دفعه ومثل هذا يكون مندوبا لا واجبا.

f

واستعراض كل ما جاء فى القرآن الكريم عن المرأة يوضح أن الحجاب لم يرد إلا بالنسبة لزوجات الرسول وأن هذا الحجاب ليس زياً ولكنه ستار يحول دون الدخول دون استئذان، وهو الأمر الذى يفترض لأقل الناس فضلاً عن زوجات الرسول.

وليس فيما عرضنا من آيات تحديداً صريحاً ومباشراً لزى وإن كان هناك مثل هذا فهو بالنسبة لتغطية فتحة الصدر فى أثواب النساء أما بقية التوجيهات والأوامر فقد صيغت فى عبارة عامة، مرنة، تعطى المعنى ولكنها لا تحدد الشكل تفصلياً.

وأكد القرآن بصريح العبارة أن نساء النبى لسن كأحد من النساء وأن لهن خصائص تميزهن تماماً كأن يكن أمهات المؤمنين وكأن لا يتزوج الرسول عليهن وكأن لا يتزوجن بعد الرسول، والأمر بالقرار فى البيوت. والحجاب هو من هذه الخصوصيات ومده على النساء كافة افتيات صريح على القرآن وتطفل عليه ومخالفة لما أراد وقد أساء الذين قاموا بذلك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

وقد كان الصحابة أنفسهم يعلمون أن الحجاب هو من خصوصيات الرسول. وعندما أسرت صفية وآلت إلى الرسول تساءل المسلمون هل يتخذها زوجة أو أمة. فلما حجبها عرفوا أنه تزوجها وحدث ما يوؤكد هذا من الناحية السلبية عندما شك أبو بكر فى امرأة هل تزوجها الرسول أم لا. فقال عمر أنه لم يتزوجها لأنه لم يضرب عليها الحجاب.

وكل ما أورده المفسرون (ابن كثير – الطبرى والجصاص) وغيرهم ليدللوا على أن الآيات التى نزلت خاصة بنساء النبى تنسحب على نساء المؤمنين واضح الركاكة والافتعال وينبغى ألا يوخذ به.

كما أن الإدعاء بأن سفور المرأة المسلمة فى عهد الرسول واختلاطها بالرجال مع ما يفترض للمرأة المسلمة من احتشام وحرص على الكرامة كان قبل "نزول آية الحجاب" إدعاء سقيم أولاً لأن آية الحجاب نزلت خاصة لنساء النبى فلا يقاس العام بالخاص ولا معنى للقول بالنسبة لتصرفات سائر النساء أنها كانت قبل آية الحجاب. وثانيا لأن تصرفات المرأة المسلمة فى عهد أبى بكر وعمر كانت تصرفات نساء قويات الشخصية، عاليات الصوت، لهن فعالية فى المجتمع. حتى فى عهد الرسول. وبعد نزول آية الحجاب فان عددا كبيرا من النساء حارين فى هوازن وفى خيبر، ولا يمكن لامرأة أن تحارب وهى مغطاة الوجه، وقد واصلت الصحابية الجليلة نسيبة أم عمارة حياتها الجهادية التى بدأت بمشاركة الرسول فى أحد وبقية الغزوات حتى واصلت المسيرة فحضرت غمار أشد معركة مع مسيلمة وقطعت فيها ذراعها. بينما كانت أم سليم تركب الأسطول الإسلامى المتجه إلى قبرص لتشارك الغزاة.

وأين يذهبون من هذا النص الصريح ؟ ]وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ[ فكيف يأمر الله النساء بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اذا كن محبوسات فى البيوت ممتنعات عن الخروج وبأي سلطان يقصرون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على النساء دون الرجال أي ليس على النساء أن يأمرن بمعروف أو ينهين عن منكر يخص عالم الرجال وإنما إطار ذلك محصور بالنساء فحسب والآية تقول "بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ".

والآية الأخرى تقول "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" ولا تعطى الرجال من ميزة إلا "دَرَجَةٌ" مهما وسعت فليست الا درجة.

f

أخيرا جداً علينا عندما نفسر آيات القرآن الكريم أن نضع نصب أعيننا أن القرآن انما نزل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الجهالة إلى المعرفة وليضع عنهم اصرهم والأغلال التى كانت عليهم. فالقرآن يهدف للمعرفة والحرية. ويجب أن تفسر الآيات فى ضؤ هذا الهدف الأمثل الذى جاء به القرآن بحيث يعد كل تفسير يدعو للانغلاق والتقييد والتجهيل مجافيا لروح الإسلام ومقاصده العليا، ولا يكون مستحقا للاتباع مهما كان قائله.

53UW1.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عن أى حجاب تتكلمون : الحجاب أيام الرسول - الحجاب السلفى (النقاب)ء

عن أي حجاب تتكلمون ؟؟ ثانيا: الحجاب أيام الرسول ثالثا: الحجاب السلفى = النقاب

إذا كانت الآيات التى جاءت فى سورة الأحزاب وفى سورة النور والتى تضمنت "أية الحجاب" كما يقولون لا تفرض زيا معيناً.. وبوجه خاص "النقاب" ولا تفرض على نساء المؤمنين ما فرضته على نساء الرسول من القرار فى البيوت. فإن النقطة التى تحتاج إلى تحقق هى ماذا كان عليه حال النساء بالفعل أيام الرسول فى زيهن، وفى اختلاطهن بالرجال ...

لابد أن نقول إن الإسلام يلتزم بالاحتشام وينهى عن التبرج. فهذا أصل عام ودائم وهو ما ينتظر من كل الأديان.

وكانت المرأة الجاهلية لا تعنى بهذه القضية بوجه خاص، وقد أمرهن الإسلام بتغطية الجيوب لأنهن كن يرخين الخمار على ظهورهن فتظهر فتحة الصدر حتى جذور أثدائهن. ودل هذا على أن المرأة الجاهلية كانت تسير مكشوفة الوجه (واليدين بالطبع) مبديه فتحة الصدر.

وكان هذا ما تمليه طبيعة البادية، شأن المرأة العربية فى هذا كالفلاحة المصرية التى تكشف عن وجهها وتطرح خمارها أو "طرحتها" على ظهرها، ولكنها متأثرة بالتوجيه الإسلامى تجعل ثوبها ساتراً لفتحة الصدر.

وهذا لا يمنع من أن بعض القبائل متأثرة بأطراف حدود شبة الجزيرة العربية فى الشام والعراق – كانت تأخذ بالنقاب الذى كان مطبقاً فى هذه النواحى.

ولم يكن العامل المؤثر على حياة ووضع المرأة الجاهلية هو الزى، ولكن أن المجتمع الجاهلي الذى كان يقوم على الغارات والنهب والذى كانت تسليته الخمر والقمار استبعد المرأة من هذا المجتمع ولم يكن لها دور فيه. ونحن لا نقرأ عن دور المرأة فى مجتمعات اللهو أو الندوة أو حرب البسوس أو حرب داحس والغبراء أو غيرها من الغارات المتبادلة ما بين القبائل ...

بل يمكن القول إن هذا الوضع كان له أثر سلبي، وكان فى أصل تعميق عاطفة الغيرة والحرص على العرض، لأن هذه الغارات والحروب كانت تعرض المرأة للسبى ويكون من حق الغالب الاستحواذ عليها واغتصابها وكانت تلك هى سبة الدهر عند العربي الجاهلي وهى التى حملته على الوأد حتى لا تتعرض الابنة للسبى عندما تكبر. وهى التى جعلتهم يرون أن "القبر" هو الستر الحقيقي للمرأة، كما قال شاعرهم ...

إني وأن سيق إلى المهر

ألفُ وعبدان وَذودِ[38] عشر

أحب أصهاري إليَّ القبر !

وقال الآخر :

لكل أبي بيت يُرَجَّى بقاؤها

ثلاثة أصهار إذا ذُكَر الصهر

فبيت يغطيها، وبعل يصونها

وقبر يواريها، وخيرهم القبر!

فالمرأة الجاهلية لم يكن مضيق عليها فى قضية الزى والاختلاط والعلاقات الجنسية التى وصلت إلى تعدد الأزواج، ولكنها كانت مجردة من الحقوق فليس لها دور فى مجتمع يقوم على الغارات آونة، وعلى مجالس الخمر والقمار آونة أخرى. والذى تحكم فى موضوع المرأة هو العاطفة العقيمة التى بدأت خشية السبى وتحولت إلى حرص على "العرض" وغيره اختلطت بمزيج من حمية الجاهلية والشرف المزعوم، ومع استقرار الأوضاع بعد الرسالة النبوية وبوجه خاص، عند ظهور المدن الإسلامية والبيوت الخ... كان النقاب وتحريم الاختلاط هو ما يحقق هذه الغيرة، وهذه العاطفة التى تقوم على العرض وتمزج بالشرف.

ولم يكن هذا بالطبع هو رأي الإسلام، لأن الخط الرئيسي للإسلام يقوم على العدالة والمساواة بين الجنسين فى الحقوق والواجبات – مع ملاحظة الحشمة وضبط العلاقات الجنسية. من هنا جاءت كل النصوص التى تنهى عن التبرج والخلاعة وإشاعة الفحشاء وتأمر بالاحتشام، وجاءت كذلك النصوص التى تحدد العلاقات الجنسية والزواج والطلاق وإرث المرأة الخ...

ولم يكن من شأن هذه أن تأخذ شكل النقاب.

وكل الشواهد لدينا تؤكد أن المرأة فى عهد الرسول لم تكن تضع نقاباً يغطى وجهها، وهذه الحقيقة يدل عليها قيام المرأة بدور فعال فى المجتمع الإسلامي شمل المشاركة فى الصلوات وأداء الحج.. والمشاركة فى الحروب.. ولم يكن معقولاً أن تقوم بهذه المهام وهى منقبة.

والحالات التى تثبت أن وجوه النساء كانت مكشوفة على عهد رسول الله. وأنه تقبل هذا ولم يأمر واحدة بتغطية وجهها برغم تعدد لقاءات النساء بالرسول وهن مكشوفات الوجوه عديدة وتحفل بها الكتب، فلا داعي لذكرها.

وقد أمر الرسول بأن لا تمنع النساء عن الصلاة بالمسجد [39] وأمرهن بالحج ونص على أن يكن مكشوفات الوجوه عند الطواف. وأمر بأن تحتشد النساء جميعاً عند صلاة العيد ومن لم تكن لها ثوب فلتستعير ثوباً من أخرى

بل إننا نجد حديثاً فى البخارى "كان الرجال والنساء يتوضوءن فى جامع رسول الله r جميعاً" وجاء الحديث تحت باب حكم "وضوء الرجل مع امرأته فى إناء واحد" وجاء فى "إرشاد السارى لشرح صحيح البخارى" للعلامة القسطلانى، الجزء الأول، ص 223 – مطبعة بولاق سنة 1275 هـ :

قال (حدثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي (قال اخبرنا مالك) الإمام (عن نافع) مولي ابن عمر (عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما وفى رواية أبى ذر، وابن عساكر عن ابن عمر (أنه قال كان الرجال والنساء) أى الجنس منهما (يتوضؤن فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً) أى حال كونهم مجتمعين لا متفرقين زاد ابن ماجة عن هشام بن عروة عن مالك فى هذا الحديث من إناء واحد وزاد آبو داود من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع ابن عمر ندلى فيه أيدينا وفى صحيح ابن خزيمة من طريق معمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه أبصر النبى صلي الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من أناء واحد كلهم يتطهرون منه وهو محمول على ما قبل نزول الحجاب وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم [40] وفى قوله زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة للجواز فإن الصحابى إذا كانوا يفعلون فى زمنه صلى الله عليه وسلم يكون حكمه الرفع كما هو الصحيح، ورواة هذا الحديث الأربعة ما بين تنيسى ومدنى وفيه الإخبار والتحديث والعنعنة والقول وهو من سلسلة الذهب وهو عند المؤلف رحمه الله أصح الأسانيد [41] وكل ما لدينا عن سيرة وعمل الرسول يوضح لنا أنه كان عظيم التقدير للمرأة. وأن فكرة عزلها عن المجتمع وتشديد الوطأة عليها وحرمانها من الحقوق وإلزامها زياً يثقل عليها الخ... كان مستبعداً تماماً فبالإضافة إلى ما أشرنا إليه من أمره النساء بحضور صلاة العيد، وتوجيهه الرجال لعدم منعهن من المساجد، وأنه ما أمر واحدة بأن تغطى وجهها فإنه كان كما هو ثابت يبايع النساء.. وقد كان فى بيعة العقبة الثانية قبيل الهجرة اثنتان من النساء بايعن مع من بايع من الرجال. وما جاء من أحاديث أنه لم يمس أيديهن يغلب أنها موضوعة، وبعضها مثل الزعم بوضع إناء به ماء الخ... يثير الضحك.

وكان الرسول يزور الصحابيات عندما يمرضن وكان يتردد علي بعضهن، وعندما يكون فى قباء يزور أم حرام، وربما ينام القيلولة عندها وعندما دعا أحدهم الرسول علي طعام أصر الرسول علي أن تصحبه عائشة ورضخ الرجل."[42] وكان الرسول إذا مر بجماعة من النسوة يسلم عليهن ويردُنَ عليه السلام.

ومعلوم أن الرسول كان يكرم زوجاته ويتحبب إليهن وإذا سئل عن أحب الناس إليه قال "عائشة" وأنه كان يقف لها حتى تشاهد لعب الحبشة بجوار المسجد وأنه كان يسابقها وتسابقه، وكان يضع ركبته لتصعد عليها صفيه إلى ناقتها ويقوم عندما تأتيه ابنته فاطمة ويأخذ بيدها ويقبلها ويجلسها وأنه كان يكرم من يزوره من كرام السيدات خاصة من كن يزرنه أيام خديجة ويفرش لهن رداءه.. وأنه كان يبتغى مرضاة أزواجه حتى عاتبه الله فى هذا.. وكانت آخر كلماته "استوصوا بالنساء" ..

وعن عائشة قالت: قال رسول الله r إني لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت علىّ غضبى فقلت من أين تعرف ذلك. قال إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت على غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل يا والله رسول الله ما أهجر إلا اسمك "متفق عليه".

وهذه كلها تصرفات فارس نبيل "جنتلمان" يكرم المرأة ويحترمها..

لقد ولد الرسول r يتيماً، فقامت أمه على تربيته، وعهدت به إلى حليمة السعدية لترضعه في البادية الحرة وليلتقط العربية الفصيحة ولم تكد تعود به إلى أمه طفلاً يبدأ الخطو حتى توفيت أمه، فتولته حاضنته الأمينة المخلصة أم أيمن فعاش طوال طفولته بين أحضان النساء.

ولما شب وضع الله تعالى فى طريقه السيدة خديجة التى جعلتها فراستها. الصادقة تفضله على غيره ممن كان أكثر مالاً وأقرب نسبا وفى خديجة وجد الرسول الأمن والأمان فلما جاءه الوحي وعاد إليها ملتاعاً تلقته بين ساعديها ووطدت الثقة فيه وأسلمت معه.

وعندما بدأت الدعوة بادر كثير من النساء بالإيمان بها وتحملن العذاب الأليم، وإذا كانت خديجة هي أول نفس آمنت، فإن سمية هي أول نفس استشهدت.

هذه الصلة الوثيقة للرسول بالمرأة أما وحاضنة، ثم زوجة وراعية.. ثم مؤمنة مضحية، ولمسه ما فى المرأة من حب وحنان وتضحية وإخلاص تركت فى نفسه أثراً عميقاً وغرست الفكرة الطيبة الكريمة عن المرأة وانعكس ذلك على سلوكياته وتصرفاته واتجاهه العام نصيراً لها وداعياً لحقوقها ومندداً بكل ظلم أو اضطهاد يلحق بها.

من هنا نفهم كيف يقول هذا الرسول الذى بعث لأقوام يفخرون بالرجل ويجعلون المرأة عارا "أنا ابن العواتك[43] من سليم" ويقول "لو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء" ويقول "النساء شقائق الرجال" ويقول "ما أكرمهن إلا كريم وما أبغضهن إلا لئيم" ويقول "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وكيف كان الرسول العظيم فى مهنة أهله.

وقد حما القرآن وطبق الرسول حقوق المرأة ووقف ضد عدوان الرجال وقضي على كل العادات الذميمة من عضل أو ظهار وجعل أمر التزويج رهنا بقبول المرأة وأعطي الزوجة حق الخلع لا لشىء إلا لأنها لا تحب زوجها وأن لم تعب عليه شيئاً فى خلق أو مال وآمر أبا أن يزوج بنته ممن تحب هى، وليس ممن يريد هو وقال "ألحقها بهواها" وقبل وهو الرسول العظيم أن ترفض مولاه شفاعته فى أن تعيد زوجها عندما قالت المرأة لا حاجة لي به، رغم أن زوجها هذا كان يحبها وكان يبكي فى طرقات المدينة حتى تبتل لحيته ..

وكان الرسول يحب للمرأة أن تأخذ بحظ من التزين يميزها عن الرجل، وكانت إبراز وسائله عند النساء وقتئذ هي الخضاب[44] وكان الخضاب محبباً إلى الرسول إلى درجة أنه كان يشيح بوجهه عن كل من لم تختضب ويقول "كأن يدها يد رجل" وقد انتهز فرصة المبايعة ليشترط الخضاب، ورد عدداً من المبايعات لأنهن غير مختضبات، فاختضبن وعدن فبايعهن، بل فى حالات أخري كان الخضاب والتمشط وصور أخري من التجمل أجزاء من البيعة، بحيث ظلت إحدى المبايعات تختضب حتى سن الثمانين !

هذه كلها حالات تدل على فهم عميق لعالم المرأة، ونفسيتها وطبيعتها واحترام لإرادة المرأة.. حتى لو كانت جارية.. أعتقتها عائشة ..

ولو أن المسلمين احترموا سنة رسولهم فى التعامل مع المرأة وتقديرها واحترامها وأن يحبوهن كما أحب الرسول عائشة وأن يعلنوا هذا الحب لهن، لكان هذا أول خطوة على طريق السعادة الزوجية. ذلك أن المرأة عندما تسمع من زوجها كلمة "أحبك" فإن هذا يضرم فى عروقها نشوة كما لو كانت خمراً وتحس وكأنما تدق داخل نفسها المزاهر والزغاريد ولا تسأل بعد عن عطائها لزوجها.

وقد أحست النساء بسماحة الإسلام فأقبلن على الإيمان به أفواجاً ولسنا فى حاجه لأن نشير إلى دور خديجة فى دعم الدعوة الناشئة، وأنها كانت أول من أسلم وكان وقوفها وراء الرسول فى ساعات العسرة وعندما تجهم له سادة قريش من أكبر ما أعانه على الصبر والثبات ..

وقد حرر أبو بكر سبعة من المستضعفين الذين كانوا يعذبون لإيمانهم بالإسلام أربعة منهم نساء (بلال وعامر بن فهيرة، وزئيره، وحارثة ابن المؤمل، والنهدية، وابنتها، وأم عبيس).

وكان إيمان بنات أو زوجات المشركين دليلاً لا يدحض على التجاوب العميق بينهن وبين الإسلام فقد أمنت رملة بنت أبى سفيان (أم حبيبة زوج الرسول) وأم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط الذى كان يتولى تعذيب المسلمين وبايعت الرسول ثم خرجت وحيدة مهاجرة إلى المدينة حتى قيض الله رجلاً من خزاعة استكمل معهما الرحلة، ولم تكد تستقر حتى جاء أخواها يطالبان بها ولكن الرسول رفض، فلم يكن الشأن معها شأن الرجال وبسببها نزلت سورة الممتحنة.

وهذه أم سلمة تهاجر وحيده تحمل ابنها حتى لاقت عثمان بن طلحه فأصطحبها إلى المدينة.

حتى بنت أبى لهب العدو اللدود للرسول والذى أنزل الله فيه وفى امرأته مـا أنزل - وهى درة - أسلمت وهاجرت إلى الرسول، ولما آذاها البعض بذكر أبيها دافع عنها الرسول وقال "لا يؤذى حي بميت".

وهذه أم الفضل امرأة العباس – وهى لبابة الكبرى – وهى فيما قيل أول امرأة آمنت بعد خديجة وظل زوجها العباس على دين آبائه ردحاً طويلاً.

وهذه أم سليم بنت ملحان ذات الذكر المأثور تؤمن، فيغضب منها زوجها ويخرج إلى الشام فيموت هناك ويعرض عليها أبو طلحة الزواج، وكان كافراً فاشترطت إيمانه كصداق لها، وعندما قال "أشهد أن لا أله ألا الله وأن محمد رسول الله" قبلت زواجه.

ونقرأ عن سيدات كان لهن نشاط عام مثل أم شريك التى قال عنها الرسول "تلك امرأة يغشاها أصحابي" وكانت كما قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة "كانت غنية عظيمة النفقة فى سبيل الله، ينزل عليها الضيفان". ونقرأ عن فاطمة بنت قيس التى اجتمع فى بيتها أهل الشورى عندما قتل عمر ونقرأ عن تلك المرأة التى كانت تعد طعاماً لمجموعة من الصحابة "فإذا صلينا الجمعة – كما يقول الصحابي انصرفنا نسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة" (الأدب المفرد – البخارى باب تسليم الرجال عن النساء) ونقرأ عن حفصة – أم المؤمنين التى احتفظت بأصول المصحف حتى طلبها عثمان منها لينسخ مصحفه الإمام، ونجد عائشة وهى تروى أكثر من ألفى حديث من أكثر الأحاديث مصداقية.

فإذا نشبت حرب شاركت فيها بداء من غزوة بدر واحد، حتى حروب الشام والقادسية، وكانت هذه المشاركة تأخذ فى الأعم صورة مداواة الجرحى مثل رفيدة التى كان لها خيمة قريبة من ميدان القتال وُوضع فيها سعد بن معاذ عندما أصيب "وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب نفسها على خدمة من كانت به صنيعة من المسلمين" كما جاء فى الإصابة فى تمييز الصحابة ص 81 ج 8.

وروى مسلم عن أنس: "أن عائشة وأم سليم، كانتا فى يوم "أحُد" مشمرتين، تنقلان القرب على متونهما (ظهورهما) ثم تفرغانها فى أفواه القوم، ثم ترجعان فتملأنها"، ووجود عائشة هنا – وهى فى العقد الثانى من عمرها – يرد على الذين ادعوا أن الاشتراك فى الغزوات والمعارك كان مقصوراً على العجائز والمتقدمات في السن.

"وروى الإمام أحمد أن ست نسوة من نساء المؤمنين كن مع الجيش الذى حاصر "خيبر" يتناولن السهام، ويسقين السويق، ويداوين الجرحى ويغزلن الشعر، ويعن فى سبيل الله، وقد أعطاهن النبى r نصيباً من الغنيمة."[45]

وروى البخاري عن عمر بن الخطاب أنه سمع الرسول يقول عن أم سليط التى حملت السلاح ودافعت عنه يوم أحد "ما ألتفت يميناً ولا شمالاً إلا ورأيت أم سليط تقاتل دوني" وجاء فى البخارى أيضاً فى باب مداواة النساء للجرحى في الغزو أن الرُبَيّع بنت مسعود وجماعة من نساء كن يسقين الجرحى.

وعندما رأى الرسول الخروج إلى خيبر قالت أم سفيان الأسلمية للرسول عليه الصلاة والسلام يا رسول الله أخرج معك أخرز السقاء وأداوى الجرحى فإذن لها الرسول وقال إن لك صواحب قد أذنت لهن من قومك أو من غيرهم فكوني مع أم سلمة.

قالت أم عطية غزوت مع رسول الله سبع غزوات كنت أخلفهم فى رحالهم.

وجاء فى الإصابة (ج 8 ص 251) عن أم الضحاك بنت مسعود الأنصارية الحارثية أنها شهدت خيبر مع الرسول "فأسهم لها سهم رجل" وعند تحقيقه لهذه النقطة أورد خبراً أن الرسول قسم لامرأتين حضرتا القتال وهما أم الضحاك بنت مسعود أخت حويصه ومحيصه، وأخت حذيفة بن اليمان "أعطى كل واحدة منهما مثل سهم رجل" وأهميه هذه الواقعة المساواة بين النساء والرجال فى الغنيمة، وكانت الروايات السابقة تذكر أن الرسول "رضخ" لبعض المشاركات فى المعركة "رضيخة" وهى أقل من السهم.

أما نسيبه بنت كعب، وهى أم عمارة ومشهورة باسمها وكنيتها فقد حاربت أمام رسول الله فى أحد بالسيف عندما انكشف عنه أصحابه وأصابتها جروح وقال عنها الرسول "لمقامها خير من مقام فلان وفلان" وحاربت فى معركة اليمامة جيش مسيلمة وأبلت بلاءً حسناً وقطعت ذراعها فى المعركة.[46]

أما أم حرام بنت ملحان زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الذى كان من قاده فتح مصر فقد وعدها الرسول أن تكون ممن يركبون البحر غزاة فى سبيل الله وتحقق لها ذلك عندما اشتركت فى الأسطول الإسلامى الذى غزا قبرص ودفنت هناك.[47]

واحتفظت المرأة المسلمة بهذا التقليد فى حضور المعارك للتمريض أو القتال فروى عن أم موسى بن نصير أنها شهدت مع زوجها اليرموك وأنها قتلت علجاً (أى فارساً رومياً) وأخذت سلبه، وروى عن صفية بنت أبي طالب أنها فى خيبر قتلت يهودياً بعد أن أحجم حسان بن ثابت عن ذلك، وروى عن خوله بنت الأزور أنه كان لها دور مجيد فى حروب الشام.

وجاء فى مجمع الزوائد أن أسماء بنت يزيد بن السكن بنت عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعه من الروم بعمود فسطاط "رواه الطبرانى ورجاله ثقات".

وشهدت الخنساء موقعة القادسية ومعها بنوها الأربعة الذين استشهدوا جميعاً فقالت الحمد الله الذى شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته، وكان عمر بن الخطاب يعطيها أرزاق أبنائها الأربعة حتى قبُض وهذه هي الخنساء التى أمضت حياتها فى رثاء أخيها صخر وقد خلقها الإسلام خلقاً جديداً.

وهذه المعارك تمت بعد نزول آية الحجاب المزعومة، بل فى أيام الخلفاء الراشدين.

وثمة واقعة تصور كيف كانت أشد العلاقات الزوجية حساسية تعالج بسهولة ويسر أوردها الإمام أحمد بن حنبل فى المسند قال :

(عن نضله بن طريف) أن رجلا منهم يقال له الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذه خرج فى رجب يمير أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشزا عليه فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بصل بن كعب بن قمشع بن دلف بن أهصم بن عبد الله بن الحرماز فجعلها خلف ظهره، فلما قدم ولم يجدها فى بيته وأخبر أنها نشزت عليه وأنها عاذت بمطرف بن بهصل فاتاه فقال يا بن العم أعندك امرأتى معاذه فادفعها إلى؟ فقال ليست عندى ولو كانت عندى لم أدفعها إليك، وقال وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبى r فعاذ به وانشأ يقول :

يا سيد الناس وديـان العـرب إليـك أشكو ذربـة من الذرب

كالذئبة الغبشاء فى ظل السرب خرجت أبغيها الطعام فى رجب

فخلفتني بنــزاع وهــرب أخلفت العهد ولطـت بالذنـب

وقذفتني بيـن عِيـص مؤتشب وهـن شـر غالـب لمن غلب

فقال النبى r عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب، فشكا إليه امرأته ما صنعت به وأنها عند رجل منهم يقال له مطرف بن بُهصل فكتب له النبى r فقرئ عليه فقال لها يا معاذه هذا كتاب النبى r فيك فأنا دافعك إليه، قالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذاك عليه ودفعها إليه فأنشأ يقول :

لعمرك ما حبـى معاذهَ بالـذى يغّيره الواشي ولا قِـدَمُ العهد

ولا سوءُ ما جاءت به إذ أزالها غُواة الرجال إذ يناجونها بعدى

فهذه امرأة "ناشز" كما يقولون هجرت زوجها ولاذت بآخر ليس من محارمها "ولطت بالذنب" فجاء زوجها يرجو إعادتها فرفض فشكاه إلى الرسول فأمر الرسول الرجل بإعادة الزوجة فأبت الزوجة إلا بعد أن يستوثق من زوجها أن لا يوآخذها، وقبل الرجل، ولم يصفح عنها فحسب، بل إنه عبر فى شعره عن اعتزازه وتمسكه بها.

f

هذه كلها شواهد تثبت المساهمة النشطة فى المجتمع وروح الثقة والبراءة التى كانت تحكم العلاقات وما كان يمكن – والأمر هكذا – للمرأة أن تضع نقاباً كثيفاً على وجهها.

ولا نجد إشارة صريحة إلى نقاب إلا فى حالتين :

الأولى : وهى التى تكرر ورودها فى المراجع الفقهية وأخرجها أبو داود من طريق فرج بن فضالة عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال :

(جاءت امرأة إلى النبى r يقال لها: أم خلاد، وهى متنقبة تسأل عن أبنها وهو مقتول، فقال لها بعض أصحاب النبى r جئت تسألين عن ابنك وأنت منقبة ؟ فقالت: إن أرزأ أبني فلن أرزأ حيائي! فقال رسول الله r ابنك له أجر شهيدين. فقالت: ولم ذاك يا رسول الله ؟؟ قال: لأنه قتله أهل الكتاب) أ .هـ ..

وعلق مؤلف "تذكير الأصحاب بتحرير النقاب" :

"وهم يزعمون أن هذا نص صريح على إقرار r وسلم للمرأة على انتقابها ويكفى أن نبين – هنا – مدى الضعف والنكارة فى هذه الرواية :

فقد قال البخاري (أمير المؤمنين فى الحديث) رضى الله عنه، عن الراويين لهذه الرواية وهما: عبد الخبير بن ثابت بن قيس، وفرج بن فضاله (عبد الخبير هذا روى عنه فرج بن فضاله، حديثه ليس بالقائم، فرج عنده مناكير) وكذلك ما ذكره أبو حاتم الرازى (عالم الجرح والتعديل)، (عبد الخبير حديثه ليس بالقائم منكر الحديث) وهذا فى مختصر المنذرى.

وعلق الدكتور يوسف القرضاوى على الحديث تحت عنوان "الصحابة يستغربون لبس النقاب "وقال" بل ثبت فى السُنة ما يدل على أن لبس النقاب إذا وقع فى بعض الأحيان كان أمراً غريباً يلفت النظر ويوجب السؤال والاستفهام !

ولو كان النقاب أمراً معتاداً للنساء فى ذلك لما كان هناك وجه لقول الراوى: إنها جاءت وهى متنقبه، وما كان ثمة معنى لاستغراب الصحابة وقولهم لها: "جئت تسألين عن ابنك وأنت متنقبه" ؟

ورد المرأة يدل على أن حياءها هو الذى دفعها إلى الانتقاب، وليس أمر الله ورسوله، ولو كان النقاب واجباً شرعياً ، لغير هذا الجواب ، بل ما صدر السؤال أصلاً، فالمسلم لا يسأل: لماذا أقام الصلاة، أو آتي الزكاة، وفى القواعد المقررة: ما جاء على الأصل لا يسأل عن علته."[48]

أما الخبر الثانى فقد جاء فى كتاب الإصابة فى تمييز الصحابة لابن حجر فى الجزء الثامن وهو الخاص بالصحابيات فى ترجمة "مندوس بنت عمرو بن حبيس بن لوزان بن عبدود الأنصارية أخت المنذر بن عمرو وأم سلمة بن مخلد" إذ جاء.

"ذكرت فى المبايعات وذكر ابن الأثير أن بنتها قريبة روت عنها أنها أتت النبى r فقالت يا رسول الله النار النار فقال ما تحواك فأخبرته بأمرها وهى منقبة فقال يا أمة الله أسفرى فإن الإسفار من الإسلام والنقاب من الفجور ونسبه إلى ابن منده وأبى نعيم ولم أراه فى واحـد منهمـا."[49]

ومع أن ابن حجر لم يعثر عليها فى ابن منده وأبى نعيم إلا أنه لم ير من واجبه أن يقول كلمة استنكار، ولو أن النقاب من مفاخر الإسلام ومن القواعد المقررة فيه، فأظن أنه لم يكن يضن بها ونحن على كل حال نضع الواقعة لمن يريد البحث والتنقيب.

والسؤال الذى يستحق كل الأهمية هو :

إذا كان هذا حال المرأة أيام الرسول وحتى فى الخلافة الراشدة فكيف تطور الأمر إلى النقاب الكثيف وعزل المرأة عن الحياة والمجتمع وإبقائها فى دياجير الجهالة وحبسها وراء الجدر.

هناك عدد من الأسباب ...

‌أ. منها أن التجديد الذى جاء به الإسلام فى مجال المرأة بالذات لم يقابل بتفهم وترحاب، ولم يجد تجاوباً لأن قضية المرأة ارتبطت فى الجاهلية بالعرض، والشرف الذى يجعل لها حساسية ويربطها بحماية الجاهلية ويبعدها عن أي تعقل أو اتزان. وقد قال عمر بن الخطاب "والله ما كنا نري فى النساء شيئاً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل"، وعندما راجعته زوجته فى أمر نهرها وقال لها ما أنت وذاك إنما أنت لعبة فى البيت وَرَدَّ حفيد له، عندما ذكر له أبوه (وهو عبد الله بن عمر) أن الرسول قال "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" بلى والله لنمنعهن، لا يتخذنها دغلاً " ..

وتثبت الوقائع أن "العرب عزفوا عن التجديدات التى أمر بها الرسول، والرسول بين ظهرانيهم. فكرهوا أن تستأمر الفتاه فيمن تتزوجه، وكرهوا أن ينظر الرجل إلى من يريد الزواج منها وكرهوا أن تصلى النساء فى المساجد (بما فيهم عمر بن الخطاب والزبير بن العوام) وكرهوا آية الملاعنة وقال سعد بن عباده للرسول "أهكذا أنزلت" أما ما قسمه اله للنساء من ميراث فقد عز عليهم وحاولوا التملص منه وراجعوا الرسول وقالوا يا رسول الله تعطى الجارية أى البنت نصف ما ترك أبوها وليست تركـب الفـرس ولا تقاتـل القـوم ولا تحوز الغنيمة" وتوقعـوا أن يستجيب لهم فـرد عليهـم الرسـول بالآيـة: ]آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا[. وليست هذه إلا أمثلة عارضة.

ولم يكن بين صحابة محمد من يماثله فى فهمه للمرأة وتقديره لمنزلتها، فهذا أبو بكر لم يتورع أن يلطم عائشة لما لم يعجبه أسلوبها فى الحديث. وكان الرسول قد استقدمه ليحكم بينه وبينها فى أمر أشتجر بينهما ولم يتقبل الرسول هذا، وقال ما لهذا أحضرناك.. أما عمر فقد كان له رأى سيئ فى المرأة، وقد لطم أخته التى أسلمت قبله لطمة أدمت وجهها، وقد بذل جهده ليتوصل إلى حجب نساء الرسول (وكان محقاً) وحاول أن يثني زوجته عن الصلاة فى المسجد. فرفضت على أنه كان وقافاً عند الحق فلم يمنعها. وعندما جبهته المرأة فى المسجد بقول الله ]وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا[. قال أخطأ عمر وأصابت امرأة وإن كان فى هذه نفسها ما ينم عن رأيه فى المرأة..

وكان من رأى عمر أن المرأة لعبة يلعب بها الرجل فى البيت وقد كان من زوجاته زوجة سماها الرسول "جميلة" وكان عمر يحبها كما كانت تبادله الحب، وكان إذا خرج للصلاة مشت معه من فراشها حتى الباب فإذا أراد الخروج قبلته ورجعت إلى فراشها. ومع هذا فقد طلقها أما الزبير بن العوام الذى كان له أربع زوجات فكان إذا غضب على إحداهن ضربها بعود المشجب حتى يكسره عليها... فأين هذا من أخلاق الرسول...

وحاول الزبير بن العوام أن ينهى زوجته – وهى نفسها زوجة عمر السابقة التى تزوجها بعد اغتيال عمر فرفضت وقالت: "يا بن العوام أتريد أن أدع لغيرتك مصلي صليت فيه مع رسول الله وأبي بكر" ؟ ولكنه لم ييأس فترصد لها فى ظلام الفجر، متنكراً، ونال منها، فعادت مغضبة، ولم تعد تذهب إلى المسجد فسألها فقالت له فسد الناس !

وهناك شواهد عديدة أخري توضح أن المجتمع العربي لم يتجاوب قلبياً مع تجديدات الإسلام، أو مواقف الرسول أو سياسته مع زوجاته، ولم يطل عهد بالرسول حتى يعمق فكره بين الأعراب الجفاة، وبعد عشرين سنه من وفاته جاء الملك العضوض الذى طوى الصفحة النبوية فى مجالات عديدة كان منها المرأة.

ب. إن قوى عديدة كانت تزحف على المجتمع الإسلامى وتزحزحه من العهد النبوى وتسير به إلى عهود أخرى تختلف تماماً عما كان عليه الأمر وقت الرسول، وقد عبر عن هذا التغيير الذى لمسه فى وقت مبكر أنس ابن مالك عندما قال "ما أعرف شيئاً اليوم مما كنا عليه على عهد رسول الله قال قلنا فأين الصلاة قال أو لم تصنعوا فى الصلاة ما قد علمتم يعني تأخيرها عن وقتها المختار- وهو أيضاً ما لاحظه أبو الدرداء عندما دخل على زوجته وهو مغضب فقلت من أغضبك قال والله لا أعرف فيهم من أمر محمد r شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً- وفى رواية إلا الصلاة.[50]

إن النقلة من المدينة المنورة إلى دمشق كانت بعيده المدى... ففى المدينة كان الأنصار يحبون المهاجرين للدرجة التى تجعل النصارى يعرض على أخيه المهاجر نصف أرضه وأن يطلق إحدى زوجتيه ليتزوجها المهاجر. وكان الرسول بينهم – وقد كان – كما قال الله ]سراجاً منيراً[ و]رحمة للعالمين[ ]أولى بالمؤمنين من أنفسهم[ – ]عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم[. فلما غاب عنهم ظهرت بينهم العداوات، "وانطلقوا يضرب بعضهم رقاب بعض". وما أكثر ما قطعت من أيدي حول جمل عائشة وما أكثر ما تشربت أرض صفين دماء جلة الصحابة وأصحاب الذكر والبلاء فى نصر الإسلام واعتلى معاوية وهو الطليق ابن الطليق أبى سفيان عدو الإسلام الألد.. وهند "أكلة الأكباد" منبر الرسول ونصب لكعب الأحبار منيراً فى دمشق يتلو منه ضلالاته وأقاصيصه التوراتيه.. وتحولت الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض وظهر من الخلفاء من يحمل اسم السفاح "فأين هذا من أبى بكر، وعمر الذين طلبا إلى الناس أن يقوماهما، وعندما جبه أعرابى عمر بن الخطاب أن يقومه بالسيف إذا لمس منه انحرافاً، قال عمر "لا خير فيكم ما لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها" أين من عمر الذى كان يرى أن دم فرد مسلم أفضل من فتح مدينة بالحجاج الذى يقول "أرى رؤوساً قد أينعت وقد حان قطافها" أو زياد الذى يأخذ البرىء بإثم المذنب، ويلاحق الناس حتى يقولوا "انج سعد فقد هلك سعيد" أو عبد الملك بن مروان الذى قال "من قال لي يرحمك الله قطعت عنقه".

تغير المجتمع الإسلامي. ظهرت دمشق العاصمة الإمبراطورية ونقل إليها معاوية وهو والي الشام لعشرين سنة متوالية الكثير من التقاليد البيزنطية. واستشرى وضع الأحاديث. وتقوقع الفقهاء. بعد أن شاهدوا مصارع الصحابة، ومقتل حجر بن عدي وعاينوا فظائع فتح المدينة واستباحة بيوتها ورجالها ونسائها.. يوم "الحرة" وشاهدوا بأعينهم ضرب الكعبة بالمنجنيق.

بالإضافة إلى هذا فإن سماحة الإسلام وقوته حملت جماهير عديدة من أهل البلاد المفتوحة فى فارس والشام على الإيمان بالإسلام وحملوا إلى الإسلام رواسب ووراثات حضارتهم وعاداتهم القديمة ومارسوها وكانت أكثر المجالات تأثراً بها البيت، والمرأة وكانت هذه الرواسب، كما رأينا فى الفصل الثالث – الحجاب كميراث تاريخي – تضع الحجاب على المرأة وتبقيها داخل البيت وتحرمها الحقوق المدنية..

لقد أذنت هذه الأحداث الجسام وانقلاب الحكم إلى ملك عضوض بأفول شمس الحرية التى جاء بها الإسلام، وأطبق على المجتمع الاستبداد. وعندما يظهر الاستبداد فإنه ينتهي إلى المرأة. لأنها الأضعف فى النهاية فقد يظن الفلاح أو العامل هو آخر من يبوء بأوزار الاستبداد لأنه لا يملك له دفعاً، ولكنه يملك – ولو بطريقة غير مقصودة – أن يحوله إلى زوجته، ومن غير المعقول أن يوجد المواطن المستعبد، وتوجد المرأة الحرة لأن قبضة الاستبداد ستنتهي إلى المرأة وتعصف بما منحها الإسلام من حريات.

وهناك بعد عامل آخر، إن تركز الحكم فى دمشق التى كانت موئلا للحكم البيزنطي قروناً عديدة كان له تأثير على نمط الحياة العربية. وكانت المرأة فى بيزنطة متخلفة يضرب عليها الحجاب من أيام أثينا وروما ثم جاء الآباء الأول للكنيسة برأيهم السيئ عن المرأة، ولا جدال أن ذلك تسرب بطريقة ما إلى المجتمع الإسلامى الذى أصبحت دمشق عاصمة له.. فتجاور الحضارات لابد أن يحمل تأثيرها.

ج. ثم جاءت النقلة الثالثة من دمشق إلى بغداد أشد تأثيراً وأعظم وقعاً وكان الحكم العباسي فارسياً بمعني الكلمة يدين لفارس (خراسان) بالثورة على الخلافة الأموية التى كانت تتشبث بظلال عربية. فزحفت التقاليد الفارسية على الحياة الاجتماعية وظهر طوفان من الجواري والتحلل معهن يقابله "من التشدد مع المرأة الحرة.. وظهر أول توجيه يحض صراحة على حجاب المرأة أوصى به ابن المقفع. وهو فارسي الأصل". "وأكفف عليهن من أبصارهن فإن شده الحجاب خير لك من الارتياب وليس خروجهن بأشد من دخول من لا يوثق به عليهن، فإن استطعت ألا يعرفن غيرك "فأفعل" فهذا نص صريح يوجب الحجاب الكثيف على المرأة ويحبسها وراء أربعة جدران.

د. وكانت النقلة الرابعة مع سيطرة الترك بعد الفرس وتحول الخلافة العباسية بحيث أصبح الخليفة أداة طيعة فى يد العسكر.

خليفة فى قفص بين وصيف وبغا

يقول ما قالا له كما تقول الببغا ‍‍‍‍‍‍‍‍!

والترك بالنسبة للمرأة يماثلون الفرس، وربما أسوأ فى فكرتهم عن المرأة وضرورة حجبها فى البيوت وإبعادها عن الحياة.

هـ. وأخيراً سقطت الخلافة العباسية تحت سنابك التتار وأنهي هولاكو صفحتها وجاءت أفواج من الترك والديلم والتتار لا يحسنون – بل لا يعرفون – العربية، وفرضوا تقاليد "إلياسا" على المجتمع الإسلامي كما أشار إلى ذلك ابن كثير وتحدث عنه ابن تيمية.

وفى النهاية ظهر الحريم. وظهر السلطان الذى يصدر منشوراً "كل امرأة تسير كاشفة وجهها فى الطريق بغير نقاب تعاقب بقص شعرها بالشفرة (الموس) وتمتطى حماراً بالمقلوب وتعرض فى الأسواق العامة بين تصفيق الصبية وصياح المتفرجين" ...

هذه التطورات الكاسحة العميقة فرضت نفسها على الفكر النبوي وغيرت كل معالم المجتمع العربى عهد الرسول فى السياسة، والقانون والاقتصاد الذى وصل فى عهد الخلافة العباسية إلى رأسمالية تجاربه أدت إلى قومه الزنج وغيرها من القومات التى كان الجيش العباسي يكبتها كما كبح الجيش الروماني ثورة سبارتاكوس وغيره... بل لقد ظهر أثر الثقافة اليونانية فى وقت مبكر فى العقيدة نفسها وبالذات فكر أرسطو. وعلى أساس أفكار أرسطو قام علم الكلام وعلى أساس منطقه قام القياس وقد أفرد الغزالى فى كتابه المستصفى مقدمة طويلة عن منطق أرسطو واعتبر أن من لا يعلمه "لا يوثق بكلامه أصلا" فإذا كان فكر أرسطو قد طال العقيدة فهل يعجز عن أن يؤثر على فكرة المرأة، وأرسطو كما أوضحنا هو زعيم القائلين بدونية المرأة. وأن محلها البيت.. فلماذا لا يكون الفقهاء قد تأثروا بفكر أرسطو عن المرأة كما تأثروا بمنطقه؟ قد لا يكون لدينا شواهد معلنة، وقد تكون هذه الشواهد قد ضاعت فيما ضاع من آثار، على أن التأثر عملية نفسية وهى تشق طريقها كما تسلك الوراثة النفسية طريقها فى أشخاص الأبناء والأحفاد ويحدث هذا دون شعور لأن العرق دساس والتأثير النفسى للحضارات لا يقل عن التأثير البيولوجى للسلالات. وإذا كان طوفان الموالى قد زحم طرقات المدينة أيام عمر بن الخطاب وقامت أكبر حركة تزاوج ما بين العرب والموالى فأى عجب فى أن ينقل هؤلاء الموالى – ومعظمهم من فارس – تقاليد فارس عن المرأة إلى المجتمع الإسلامى. إن عملية تقزيم المرأة وتجريدها من الحقوق التى قررها القرآن والرسول بدأت فى فترة مبكرة، وبدعم من التقاليد الجاهلية القديمة ثم التقاليد اليونانية الفارسية والتركية الوافدة. فكيف يمكن أن يصمد تجديد الإسلام.

f

وقد يدعى أنصار النقاب والجدران الأربعة. بعد كل هذا أن القضية ليست قضية تأثيرات حضارية متلاحقة كانت كلها ضد المرأة، ولكنها قضية نصوص جاءت من اليوم الأول للإسلام، فى القرآن الكريم وفى الأحاديث النبوية.

وقد فندنا فى ما تقدم من هذا الكتاب ما يدعونه من تفسيرات للآيات، وقد يكفى هنا أن نقول إن الله تعالى لو أراد حجب الشعر والوجه، وأن لا تخرج المرأة من بيتها أو تختلط بالرجل لما أعجزه تعالى أن ينص على هذا صراحة فى القرآن فيقول للنساء المؤمنات غطوا شعوركن ووجوهكن والزمن بيوتكن ولا تختلطن بالرجال ولا تمارسن الأعمال "إن هذا لم يرد، ولكن وردت توجيهات بألفاظ عامة تحتمل اتجاهات كثيرة أشرنا إلى بعضها من قبل تنهى عن تبرج الجاهلية الأولى فلا داعى للتقول على القرآن ما لم يقل والافتيات عليه بمعان ذاتية من فكر أصحابها.

إن التجديد الذى جاء به القرآن والرسول لم يعمر سوى خمسين عاما هى مدة الرسالة النبوية والخلافة الراشدة، ثم توالت بعدها الأحداث. وما كانت هذه المدة القصيرة لتستطيع أن تقتلع جذور الجاهلية الأولى، والحضارات القديمة من عهد حمورابى أو أن تصد موجات التيارات الوافدة من يونانية وفارسية وبيزنطية وتأثيرات الترك والديلم والمماليك الذين لم نعرف حتى الآن بأى لغة كانوا يتكلمون، وكان لا بد أن تمسخ قضية المرأة عما أراده الله ورسوله.. إلى ما كانت عليه العصور القديمة والتيارات الوافدة شأنها فى هذا شأن ما أنتاب المجتمع الإسلامى من نكوص عن عهد الرسول. ولماذا تبقى قضية المرأة بمنجاة عن هذه التطورات وهى أشد القضايا حساسية ؟ وهل ما حدث فى قضية المرأة أكثر مما حدث لكلمة معاذ "اجتهد رأيى ولا ألو" فجاء الأسلاف وأغلقوا أبواب "لا ألو" وجعلوا الاجتهاد قميص كتاِّف.

من أجل هذا فإن التطور الذى انتهت إليه قضية المرأة وخالفت فيه ما كانت عليه أيام الرسول لا يثير الدهشة، ولا يبدوا عجيبا إلا للذين ليس لديهم فكرة عن سنن المجتمع وأن التغيير والتطوير، سواء إلى الأفضل أو الأسوأ أمراً لا مناص عنه للمجتمع البشرى.

f

أخيراً فإن هذه المعالجة للحجاب أيام الرسول لا تعد تامة ما لم نتصدى للأحاديث المزعومة التى كانت هى الأساس لتقرير الحجاب وتحريم الاختلاط والتى تكون هى محور الاحتجاج بها، والاستناد عليها، ويفسرها الفقهاء .. بما يقف الكتاب والمفكرون أمامها حيارى.

وهذا الأمر لا يعجزنا، لأننا قدمنا إضافة فى فهم ومعالجة السنة تحل الإشكال.

على أننا قبل أن نلجأ إليها نقول إن عدداً كبيراً من هذه الأحاديث ضعيفة أو موضوعة حتى بمعايير المحدثين أنفسهم، وأن الفقهاء استخدموها على عوارها لرفع خسيستهم ولتشديد الوطأة على المرأة.

فالحديث الذى يعد أساساً للاحتجاج وتحريم الاختلاط "المرأة عورة" حديث قال فيه الشيخ القرضاوى. "تفرد به الترمذى عن سائر أصحاب السنن ولم يصفه بالصحة بل اكتفى بوصفه بالحسن والغرابة وذلك لآن بعض رواته ليسوا فى الدرجة العليا من القبول والتوثيق، بل لا يخلو من كلام فى حفظهم مثل عمرو بن عاصم وهمام بن يحيى."[51]

والحديث الذى يعد الأساس لتحريم الولاية على المرأة، "لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" – هو من حديث الآحاد. والراوى الوحيد له (وهو أبو بكرة المختلف فى أسمه) مجرح، ومن الذين قال عنهم القرآن الكريم (ولا تقبلوا لهم شهادة أبداَ وأولئك هم الفاسقون). فقد أوقع عليه عمر بن الخطاب حد القذف. ورفض أن يتوب، فانطبقت عليه الآية. ومن ثم كان يجب أن لا تتضمنه كتب الحديث ثم هو فى موضوعه ومتنه يمثل حالة معينه أنصب عليها حديث الرسول بحيث لا يمكن أن تقبل كمبدأ عام، على الأقل لأنه لو قبل كذلك لكان هذا تكذيبا للقرآن الذى امتدح ملكة سبأ والتى أفلحت فى إنقاذ شعبها من جحيم الحروب. كما أنه أيضا يكذب وقائع التاريخ فى مختلف دول العالم.

هناك أحاديث عديدة أريد بها إحداث "حاسة" وليس الإقلاع عن عمل أو اتخاذ تصرف معين، وهناك أحاديث أسئ فهمها كالحديث عن نقصان العقل والدين الذى هو فى حد ذاته دليل على امتياز خاص بها هى أنها قادرة على التأثير على لب الرجل الحازم. رغم أنها لا تصلى أو تصوم عند الحيض، وأن شهادتها نصف شهادة الرجل – وهى – كما هو واضح – لا علاقة بموضوعية لها بالعقل وإنما نسبت إليها من منظور دينى.

على كل حال، فإن الموقف الأصولى الذى وضعناه اعتمادا على تأصيل إسلامى شرحناه فى كتابنا "السنة" وهو الجزء الثانى من كتاب "نحو فقه جديد" هو أن السنّة ليس لها تأبيد القرآن الكريم، وأنه يؤخذ بها ما ظلت صالحة فإذا ظهر أن التطور جاوزها، فإننا نعود إلى القرآن الكريم لالتماس الحلول بما يتفق مع مقاصد وقيم القرآن.

فمن ثم فإذا وجدت أحاديث ثبت تخلفها عن التطور فإننا نتوقف أمامها دون أى حرج لأكثر من سبب، وبناء على أكثر من أساس كلها إسلامية لعل أبسطها نفى الحرج وعدم التكليف بما يجاوز الوسع والطاقة.. وانتفاء العلة أو الحكمة. وهذه كلها مبررات أصولية تدعو للتجاوز عن نص ما، والأخذ بنص آخر. ولكن الفقهاء لم يلجؤوا إلى هذه المعالجة ذات الفعالية والتى تلحظ الاعتبارات والمتغيرات لأن خطهم الأصلى "ثبوتى" يقوم على قواعد المنطق الصورى ويلجأ إلى سد الذريعة وليس للتعامل معها.

z

ثالثا: الحجاب السلفى = النقاب

__________________

نأتى الأن إلى الحجاب كما هو فى مفهوم السلف. بعد أن خضع لقوى التطور التى أشرنا إليها آنفا، وهو لا يعنى إلا شيئا واحداً ستر الوجه، كما كان الحال لدى اليهود والأثينيين والفرس. وهو ما يتفق مع نزعة الفقهاء المغالية فى سد الذريعة بحيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الحجاب الإسلامى. والإسلام برئ منها.

ومع أن معظم الفقهاء المعاصرين قد استبعدوا النقاب وأخذوا بحجاب "كشف الوجه والكفين" إلا أن هناك مجموعات قوية – خاصة فى السعودية والخليج واندونيسيا وباكستان – تعتبر أن الحجاب الحق هو النقاب. وحجتهم الكبرى هى أنه هو الذى كان مطبقا من أيام السلف الصالح حتى الحقبة المعاصرة، كما يفسرون الآيات تفسيرا يتفق مع ما يذهبون إليه.

وقد يوضح فكرتهم بعض الفتاوى والكتابات التي يصدرونها فى هذا الموضوع.

ففى إحدى فتاوى الأزهر قال شيخة الشيخ جاد الحق. عن الحجاب.

"الحجاب وسيلة من وسائل تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا التنظيم ضرورى لتعاون الجنسين على عمارة الأرض بالخير، وكل منهما مأمور به ومكلف بالحفاظ عليه، لما هو معلوم من الأثر القوى لغريزة الجنس فى السلوك، ولذلك كان مفروضا قبل الإسلام فى الأديان السماوية، وموجودا فى التشريعات الوضعية.

وليس هو قاصراً على ستر الزينة والمفاتن وغض البصر، بل يدخل فيه عدم الخلوة وعدم التلامس وعدم الخضوع بالقول، ومنع كل ما يثير الفتنة ويغرى بالسوء، والنقاب الذى يغطى وجه المرأة جزء من الحجاب المفروض عليها فى ملابسها وحليتها وفى عطورها وسائر ما تتزين به، وتحرص عليه كرائم النساء من قديم الزمن. وهو فى الإسلام مختلف فيه بين الفقهاء فى وجوبة أو ندبه لغير الفاتنات بجمالهن الطبيعى، وذلك بناء على اختلافهم فى تفسير قوله تعالى: ]وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ[ وقوله: ]يَاأَيُّهَا النبى قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[. هل ضرب الخمار على الجيوب وادناء الجلاليب يستلزم تغطية الوجه أولا، وهل الوجه من الزينة الظاهرة التى لا مانع من إبدائها ؟

وكان كرائم النساء يحرصن عليه حياء من الرجال لا أمراً واجباً، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم ينكر على سبيعة بنت الحارث أن اظهرت الكحل والخضاب حتى راها الصحابى أبو السنابل" ومع جواز كشف الوجه يحرم نظر الأجنبى إليه والنصوص فى ذلك كثيرة.[52]

وفى مجلة البحوث الإسلامية التى تصدرها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوى والإرشاد والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء جاءت فتوى طويلة مسهبة للشيخ عبدج العزيز بن باز نجتزئ منها.

نهى سبحانه فى هذه الآيات (الآيه 32 والآية 33 الأحزاب). نساء النبى الكريم أمهات المؤمنين وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من فى قلبه مرض (شهوة الزنا) ويظن أنهن يوافقنه على ذلك وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة لما فى ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا واذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وايمانهن فغيرهن أولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة عصمنا الله واياكم من مضلات الفتن. ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه فى هذه الآية ]وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[. فإن هذا الأمر أحكام عامة لنساء النبي r وغيرهن وقال عز وجل ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ[. فهذه الآية الكريمة نص واضح فى وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم وقد أوضح الله سبحانه فى هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه الى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة.[53]

"وأما ما يروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه فسر (ما ظهر منها) بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب. وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع كما سبق فى الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها. ويدل على أن ابن عباس أراد بذلك ما رواه على بن أبى طلحة عنه أنه قال: أمر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، وبيدين عينا واحدة. وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق. وهو الحق الذي لا ريب فيه. وأما ما رواه أبو داود فى سننه عن عائشة رضى الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما دخلت على رسول الله r وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله r وقال "يا أسماء ان المرأة اذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" وأشار الى وجهه وكفيه. فهو حديث ضعيف الإسناد لا يصح عن النبى r لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة وهو لم يسمع منها فهو منقطع ولهذا قال أبو داود بعد روايته لهذا الحديث هذا مرسل، خالد لم يدرك عائشه... ولأن فى اسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته وفيه علة أخرى ثالثة وهى: عنعنة قتاده عن خالد بن دريك وهو مدلس.

ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، وقد تقدم قوله تعالى: ]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[. ولم يستثن شيئا، وهى آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها وحمل ما سواها عليها والحكم فيها عام فى نساء النبى r وغيرهن من نساء المؤمنين. وتقدم في سورة النور ما يرشد الى ذلك وهو ما ذكره الله سبحانه فى حق القواعد وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين: إحداهما: كونهن لا يرجون النكاح. والثانى: عدم التبرج بالزينة. وسبق الكلام على ذلك وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة."[54] انتهى..

ومعروف بالطبع أن نساء السعودية والخليج يأخذن النقاب، وهو ما نجده أيضا فى اندونيسيا والباكستان وبعض الدول الأخرى، متأثرين بهذه الفتوى وأمثالها.

والركاكة والتحيز فى هذه الفتوى ظاهرة جلية.. وهو ما يجعلنا نؤمن أن الحماسة للنقاب لا تعود الى نصوص قرآنية، قدر ما تعود الى مزاج نفسى، وفكرة سابقة ومؤصلة عن فتنة المرأة، وسوء الظن بالمؤمنيين والمؤمنات.

ويرتكز هذا المنطق على أن الدعوة لكشف الوجه والكفين (التى يطلقون عليها السفور) "هى التى تؤدى الى "الفجور" وتحت عنوان "السفور مطية الفجور" كتب الشيخ محمد احمد اسماعيل كبير السلفيه بالإسكندرية فى كتابه معركة السفور والحجاب "معلوم أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها، والخروج منها، فكلما فرط من العبد معصية، قالت أخرى الى جانبه: (أعملنى أيضا)، فاذا عملها قالت الثالثة: كذلك، وهلم جرا، حتى تصير المعاصي هيئات راسخة، وصفات لازمة، وملكات ثابتة، بحيث لو عطل المسئ سيئاته لضاقت عليه نفسه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأحس من نفسه أنه كالحوت اذا فارق الماء، حتى يعاودها فتسكن فى نفسه، وتقر عينه، ولا يزال المسكين يألف المعاصى حتى ينسلخ من قلبه استقباحها، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، بل يحبها حتى يرسل الله عليه الشياطين تؤزه إليها أزا، فيكونون أعوانا عليه.

إن الذى يسمح لقدمه أن تنزلق خطوة واحدة فى أول الطريق، لا يدري الى أين تسوقه قدماه، وإلى أين ينتهي به السير، لذا كان علينا أن نضع للأشياء حدودا لا نسمح لأنفسنا بتخطيها.

لقد تذرع الشيطان الى الفجور الذي نراه اليوم، ونعانى ويلاته بالسفور كخطوه أولى، يستنزل بها المرأة المسلمة من عليائها وعفتها".

ويستطرد ...

"ولما كان تمسك المسلمين بالحجاب أصلا من أصول نظامهم الاجتماعى، نهج أعداء المرأة المسلمة سياسة تكسير الموجة شيئا فشيئا، وهى سياسة استعمارية معروفة، فكانت الخطوة الأولى إبراز فكرة جديدة كنقطة انطلاق يتبعها ما وراءها، وتضفى عليها الصبغة الدينية الشرعية حتى لا تصدم شعور العامة، ويكون التذرع بالدين وفتح باب الاجتهاد سبيلا الى قبولها، ولا بد فى ذلك من استدراج بعض الشيوخ والعلماء لكي يدلوا بدلوهم فى القضية، باعتبار أنها خلاف فقهي فيه راجح ومرجوح، ومن هنا تبدأ القابلية للتردد وزلزلة الأفكار، أجل لا بد أن يبدأ الزحف بصحبة الشيوخ الذين تقدسهم العامة، والذين يستغلون فى البداية كأسلحة مؤقتة، ولا بأس أيضا بالتنقيب فى الاسفار والبحث هنا وهناك عن عبارات وفتاوى مبتورة تسوغ الأنحراف عن الشريعة، ثم بعد ذلك وبعد تمكن الفكرة الجديدة من القلوب وشن الحملات على ما يخالفها من الأوضاع الاجتماعية السائدة، يبدأ الانخلاع من الدين شيئا فشيئا، لتختفى النبرة الإسلامية حينا، ثم تأتي مرحلة الهدم والضرب العشوائى الذى يحطم كل شئ.

لقد بدأت حركة "تحرير المرأة" على أيدى المتفرنجين، فقلدهم بعض الخطباء الجهلة، والكتاب الفسقة، ونشبت المعركة الأولى أول ما نشبت حول (كشف وجه المرأة) أى السفور، وأقام العلماء الناصحون الدنيا وأقعدوها، ليحبطوا تلك الدعوة إلى السفور، لا لأنه الحكم الراجح في المسألة فحسب، ولكن لأنهم فطنوا لحقيقة الخطة المدمرة التى تستهدف القضاء على المرأة المسلمة، وتحطيم كيانها، لقد نادوا بتخليص المرأة من الحجاب ولزوم البيت، والخضوع للآباء، والخنوع للأزواج، والبعد عن الحياة الاجتماعية والسياسية، وواتت هذه الحركة فرصة وجود الأمة المسلمة مستعبدة للأجنبي الكافر، مستعمرة له، ترزح تحت نيرانه، وتئن تحت كلكله، تتوجب لما يصب عليها من جام غضبه، وما يسومها من سوء عذابه فنسبوا – مكرا وخديعة – كل ما حل بالأمة المسلمة من تأخر وضعف وهوان، إلى حجاب المرأة وعفتها وحيائها، وبعدها عن التعليم العقيم، والسياسة الفاجرة، والحياة الاجتماعية الفاسدة.

وانخدع كثير من النساء وأوليائهن بتلك الدعاوى المعسولة المسمومة، وأخذت الفتاة المسلمة تتمرد على الحجاب، وتحاول التخلص منه، فبدأت لأول مرة بالقاء البرقع الذي كان على وجهها، ونزع النقاب من الوجه كذلك، فظهرت الوجوه ما يحجبها برقع، ولا يغطيها نقاب، وانا لله وانا إليه راجعون.

لقد كانت خطوة جريئة من المرأة يومذاك، صفق لها دعاة السفور، وعباد الشهوات، ورواد الفجور ..

ثم كان أن خطا الناس الى أبعد مما نادى به قاسم أمين، فقد زعم أنه إنما يدعو الى الوقوف بالحجاب عندما أمر الله به، ولم يدع قط الى كشف العورات كالأذرع والسوق وغيرها، ولم يدع صراحة الى الاختلاط بالرجال ومراقصتهم، كلا ولا دعا الى شئ مما نراه الأن من انحطاط وتهتك، ولكن قاسم أمين – وان لم يدع الى ذلك صراحة – هو الذى فتح الباب لهذه الدعوات، وهو الذى سن تلك السنة القبيحة، سنة السفور، لتكون ذريعة الى ما تلاها من فساد، وهو الذى خطا بالمرأة المسلمة فى طريق يعلم كل عاقل ان الناس لابد ان يسيروا فيه من بعده خطوات وخطوات.. ويعلم كل مدرك واع ان الخلف بين المسلمين وبين الغربيين فى هذه القضية خاصة مما لا يرجى معه اتفاق إلا بفناء أحد المذهبين فى الأخر تماما، وبلا قيود وبلا حد وسط.

ومعظم النار من مستصغر الشرر.

أخذت الأمور تطور سريعا حتى استنفدت دعوة قاسم أمين – فى وقت وجيز – كل اغراضه، وسارت الحال على سنة التدرج المعروفة، واندفع الناس إلى ما وراء السفور فى سرعة غير منتظرة، وقد بدات الفتنة العظمى بأن خلعت المرأة النقاب، وخلعت معه ما هو أغلى منه ثمنا، ألا وهو ثوب الحياء الذى طالما صان وجهها ان يكون معروضا مبذولا لكل من شاء أن يراه من أجنبى أو فاسق أو كافر، ثم استبدلت المرأة المعطف الأسود بالحبرة.[55] وما هى إلا فترة من الزمن حتى امتدت يد التحرر إلى الخمار الذى كان لا يزال يستر شعر الرأس، وبدأ – لأول مرة – شعر المسلمة مكشوفا لا شئ عليه يستره عن أعين الناس من أجانب وأقارب، وبذلك شل جسم الحياء فى المرأة، ولم يعد قادرا على منعها من أن تحدث، وتجالس، أو تصافح، وتضاحك من شاءت من الرجال عامة، وأصدقاء وأقارب الزوج خاصة، وان بعدوا أو سفلوا.

وتأتى بعد ذلك الخطوة الأكثر جرأة اذ تعمد المرأة الى ملاءتها أو عباءتها أو معطفها، فتلفها كالثوب الخلق، وترمى بها بعيدا عن ساحة الحياة، وتخرج المرأة المسلمة لأول مرة فى تاريخ اسلامها فى درع سابغ مزين بالألوان المزخرفة، تحته غلاله لطيفة، وما فوقه شئ..

ثم اذا بالمقص يتحيف هذه الثياب في الذيول والأكمام، وفي الجيوب، ولم يزل يجور عليها، فضيقها على صاحبتها حتى أصبحت كبعض جلده، ثم أنها تجاوزت ذلك كله الى الظهور على شواطئ البحر في المصايف بما لا يكاد يستر شيئا، ولم تعد عصمة النساء في أيدى أزواجهن، ولكنها أصبحت في أيدى صانعي الأزياء في باريس وغيرها من اليهود ومشيعى الفجور."[56] انتهى

لقد عرضنا هذه الفقرة على طولها لأنها تعرض جانبا من "نفسية" هذه الجماعات ليمكن فهمه، ومما يكشف جانبا آخر من نفسيتهم ما جاء فى كتاب " فصل الخطاب فى مسألة الحجاب والنقاب" .

"إن المسئولية عن الحجاب مسئولية مشتركة بين ثلاثة: المرأة المسلمة، وولى أمرها العائل لها، وولى أمرنا وهو الحاكم.. فهو مسئول عن الحجاب، وتوفير الإمان الغريزى للرجل والمرأة.. وهو ما أسميناه بالحق الوقائي فى صيانة العرض، باعتباره واحدا من أهم حقوق الإنسان داخل المجتمع الإسلامى دون غيره من المجتمعات.. وسيكون هذا الموضوع برمته محلا لدراسة خاصة فيما بعد ان شاء الله تعالى، حيث نستعرض الأدلة على مسئولية الحاكم المسلم عن هذا الحق الذي ضاع واندثر فى بلاد المسلمين... وكما يكون مسئولا عن الحجاب، فهو مسئول أيضا عن الأمر بغض البصر.. ففى كلا الأمرين يأتي خطاب الله تعالى إلى نبيه r والى من تولى أمر المسلمين من بعده فى قوله تعالى: ].. قل ..[، وفى غض البصر قال الله تعالى : ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم..ْ[.. ]وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[. ليتبين لنا من ذلك أن كلا من هذين الأمرين – الحجاب وغض البصر – ليس شيئا هينا يكفى لامتثاله إيمان المؤمن أو المؤمنة فحسب بحيث ينفرد كل منهما بتحقيق هذا الأدب أو ذلك، بل لا بد من أن تكون هناك قوة حاكمة، وسلطة رائدة – كسلطة النبى r وإمام المسلمين وحاكمهم فى كل عصر تقوم على تحقيق هذه الأداب بما منحها الله من قوة السلطان وحراسة شرع الله فى الأرض، فتذكر المؤمنين به، وتراقب تطبيقه، وتتخذ ما تراه من اجراءات وقائية، تؤمن الأفراد على غرائزهم وأعراضهم، وتدابير احترازية تحفظ للناس إنسانيتهم وكرامتهم، حتى يتميز المجتمع الإسلامى عن غيره من المجتمعات.. فهو فى مقابل تقييده الشهوات، لا بد أن يمنع الإثارات، ويقى الغرائز الصراعات ليتحقق العفاف، ويسود المجتمع الحياء.[57]

وحدثت تطورات سياسية فى مصر أعطت هؤلاء دفعة فى عهد السادات رحمه الله عندما اعتمد عليهم فى كبح جماح الناصرين والشيوعيين فأساءوا واسرفوا وسيطر مئات منهم على الجامعات وارادوا فرض المنقبات على كليات الطب، وفى سنة 1985 حدث ما سمى بمعركة النقاب وهى كما يرويها الدكتور احمد شوقى الفنجرى فى كتابه النقاب". وتبدا القصة بان بعض طالبات الجامعة وخاصة كلية الطب قد اخترن لبس النقاب والقفازات لتغطية وجوههن وأيديهن وقد استدعاهن العميد وأبلغهن بأن لائحة الجامعة لا تسمح للطالبة باخفاء وجهها لما فى ذلك من مشاكل الأمن الى جانب صعوبة تلقى العلم فى الدروس العملية.. وفى يوم الأمتحان أصر الممتحنون على عدم إجراء الأمتحان إلا بعد أن يكشفن وجوههن.. حتى لا يكون هناك مجال للتزوير أو أن تنتحل إحداهن شخصية الأخرى وتطور الأمر بعد ذلك بسرعة حين أصرت الطالبات فتدخل رجال الشرطة.. ثم تدخل الطلبة من أعضاء الجماعات الدينية المتطرفة فتدخل الطلبة المعارضون لهم وأفلت الزمام وانقلب الموقف الى مظاهرات عنف من الجانبين.. ثم انتقلت المعركة الى صفحات الجرائد اليومية فى مصر ومنها انتقلت الى جميع الصحف فى دول العالم العربى وخاصة دول الخليج والسعودية حيث يعتبر بعضهم أن النقاب من أوامر الدين.. وأن خلعه إهدار للشريعة ومخالفة لأوامر الله."[58]

وليس من العجيب مع هذا الهوس أن يستوقف بعض الطلبة أساتذة لهم يسيرون مع سيدات ليسألوهم عن علاقتهم بهن كأن الله تعالى جعلهم رقباء فى الأرض وأعطاهم سلطة التفتيش ومعرفة الانساب. ومع من أساتذتهم فى الجامعة.

إذا كان هذا هو المنطق الذى سيطر على السلفيين وجعلهم يتمسكون بالنقاب، فلنا أن نتصور مدى تغلغل هذا المنطق فى عصور الجهالة التى استحوذت على العالم الإسلامى القرون السبعة الأخيرة ..

على أن من الحق أن نعترف أن للقوم سندا مما كان ممارسا فى بعض عهود الإسلام، يصرف النظر عن اتفاقه مع الأصول الإسلامية، لأن الممارسات لا تكون دائما مقننة، ولا نلتمس الحكم على المبدأ من الممارسة، وإنما يكون الحكم على الممارسة بالمبدأ ..

وقد عرضنا للطريقة التى تحول بها الحجاب الى نقاب فى ختام الفقرة السابقة، ويتضح منها قوة العوامل التى أدت إليه، بحيث استسلم الفقهاء أمامها حتى ظل النقاب مفروضا على المرأة المسلمة لألف عام. وظلت محبوسة مخبوءة فى البيوت، محرومة من العلم والعمل فلا عجب إذا ظهر دعاة للنقاب فى هذا العصر، واذا اتصفوا بهذه الصورة من الضيق والتعصب.

والعقم الذي تكشف عنه كتاباتهم التى عرضنا فقرات منها، وفى الوقت نفسه فلا قيمة لهم لأنهم من الغثاء والزبد الذي يذهب جفاء.

هذا للعلم... و لا اقصد الدخول فى أى جدل حوله

من أراد الرد ..فليرد الدليل بالدليل

عزرا على الإطاله.. و للإداره بالقطع النظر فى مناسبه الإطاله من عدمها

53UW1.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عدنا

نفس التعجب يدهشنى انا ايضا فكل ما ذكر فى موضوع الحجاب انه فرض لم يأتى شىء عنه لافى القرآن ولا السنه النبويه الشريفه

ومع ذالك يريدوا ان يجعلوا القرآن مهجورا وايضا السنه مهجوره . وأيضا هذا الاصرار الغريب على ان ما قيل لانقاش فيه وكل من يناقشه يبغضونه وكأنه كما يقولون كلماتهم المشهوده . غلطنا فى البخارى . حتى هذا الوصف ما هو االا تعليه لشأن البخارى على رساله محمد (ص) نفسه وايضا تعليته على القرآن

فسألتهم ولم يجيبوا . ماحال البخارى ومسلم ايضا من فرضيه الحجاب . لاشىء . فلما تعظمونه فى مواقع عده ولم تنتقضوه هو ومسلم بعدم تسجيل فرضيه الحجاب فى كتبه اذا كانت ممثله فى البخارى نفسه او مسلم

والردود الرفض لمجرد الرفض فقط واستنادا لاحاديث احاديه مجهوله المصدر . اهو العشق للتسليم لاى شىء يقال حتى لو كان ضد الاسلام وضد الرسول ذاته

لان ما أتى بالحديثين يتناقض كل منها على حده كما اسلفنا فى المشاركات السابقه .

أم اردتم ان يكون هذا التناقض موجود فى كتب السنه ليعطى مساحه هائله لضرب الرسول وانتقاده !!!

نحن لاندعوا الى التبرج كما قال البعض ولا ندعوا الى الرزيله ولا كننا ندعو الى الحق فالحق احق ان يتبع ولكل وجه نظره

ومن ارادت ان تظل بالحجاب ومن ثم النقاب هذا شأنها ونحترمها على ذالك ونقدرها كل التقدير على احتشامها لذاتها واحترامها لنفسها

ومن ارادت ان تخلع هذا الحجاب وتحتشم وتحترم دينها واهلها ومعتقداتنا وديننا بدون حجاب ولا نقاب . لها ايضا كل التحيه والتقدير

ايها الساده الافاضل

من يريد ان يتفضل معنا بالحوار عليه ان يأتى بالحجه مقابل الحجه التى اتينا بها ولكن كونه ان تكون الحجه هى الرفض لمجرد الرفض فهذا ليس حوار وانما حوار الصم والبكم الذين سلموا انفسهم لمجهوليين لم يعرفوا هويتهم وغايتهم

الموضوع اخطر من هذا بكثير ولم يقتصر على النقاب والحجاب وهذه القضايا الفرعيه التى لاتثمن ولا تغنى من جوع فهى فى الاول وفى الاخر مجرد قشور والغقل يحتم علينا ان نركز فى صميم الاسلام وليس قشوره ولا نحصره فى جلباب قصير وحجاب ونقاب !!!

سأخفف المشاركات كالعاده حتى لايملو ضيوفنا الاعزاء واعضائنا الافاضل من القراءة

يتبع

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع ايها الساده اخطر بكثير من حجاب ونقاب كما قلت

الغايه منه هو ضرب الاسلام بشتى الطرق والوسائل

سؤال استوقفنى واريد ان استوقفقم انتم ايضا مع هذا السؤال

لماذا تقتل اليهود علماء الذرة المسلمين ولم تقتل علماء الدين الاسلامى ؟؟؟؟؟؟؟؟

الاجابه واضحه وضوح الشمس . لان المنظومه العربيه محتله منذ ستون عاما

ولا استبعد ان يكونوا من قيل عنهم علماء تابعين لهم من مشارق الارض ومغاربها

بدايه من الفكر الوهابى العبثى والتكفيرى وبث سمومه فى الاسلام من خلال اليهود ومن خلال آل مرخان الذين قضوا على كل تراثنا الاسلامى فى السعوديه وصمتوا كل ما اسموهم علماء من مشارق الارض ومغاربها ايضا

فمن هنا اعلن الان كفرى بكل من سموهم علماء ارتضوا ان يقضوا هؤلاء على كل تراثنا الاسلامى

ولم يعترضوا على حمايه اثار اليهود بمرسوم ملكى مكتوب عليه ممنوع الاقتراب او التصوير او النقل لاثار اليهود فى قلب المملكه العربيه السعوديه

فماذا فعلوا هؤلاء بتراثنا الاسلامى ولما صمتوا كل العلماء على هذا التجاوز بل الجرايم هذه التى ارتكبت فى حق الاسلام من من يدعوا انهم حماه الحمى

فأسئلهم وليتهم يجيبوا ولن يجيبوا لانهم عماه القلوب والابصار وسلموا انفسهم لمنظومه يهوديه ارادت ان تنفى تاريخنا الاسلامى

أسئلهم اين بيت رسول الله الان ولما هدموه الوهابيين

اين بيت خديجه بنت خويلد احد زوجات الرسول (ص) وهى اول النساء التى أمنت برسالته

اين بيت ابو بكر الصديق الان وعمر وعثمان وعلى بن ابى طالب

اين بيت حمزة صياد الاسود وعم النبى

اين بيت فاطمه بنت محمد وابنائها الحسن والحسين

اين بيت عائشه وسائر آل البيت

لماذا صمت من سموهم علماء على هدم كل هذا تحت زريعه الوهابيه الحقيرة . التبارك وما الى ذالك من هرتلات

واذا كان هذا صحيح فلما لم يهدموا أثار اليهود وحفظوها بمرسوم ملكى .!!!!

اين ثراثنا الاسلامى يامن سموكم علماء المسلمين ولما صمتم على هدمه وتركت ثماثيل الفراعنه وكل شىء يخصهم ووافقتم على هدم اثارنا

فهل تماثيل الفراعنه اكثر تقديرا من تراثنا نحن ؟

اليس من حقى كمسلم ان ازور كل هذه البيوت عند وصولى الى المملكه وأسالهم اين هذه البيوت لكل آل البيت

اين بيوت المهاجريين والانصار .

اريد ان اعرفهم فقط واتباهى بهم وانظر لهذا المكان لامن اجل التقديس كما زعموا هؤلاء الافاقين وانما من اجل الامبهار بهم

اريد ان ابهر نفسى بهذه الاماكن التى ساقت ورائها العالم بأثرة .

لقد خرجت من هذا المكان . اين هذا المكان دولونى عليه رحمكم الله

فلا محيب

فاعود والحصرة تمتلكنى . وعلى النقيض لو سألتهم عن تراث اليهود لدلونى عليه !!!!!!!!!!

صرخاتى لم تتوقف على صفحات الانترنت وصوتى لم يكتمه احد طالما حييت وسأحاربكم اينما تكونوا واينما تولوا وجوهكم

آما آن لنا الان ان نعيد رساله محمد بن عبد الله وليست رساله محمد بن عبد الوهاب الى سابق مجدها ؟؟؟؟

يتبع

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

الى خفافيش الظلام ومن سموهم علماء

لما صمتم على تقزيم الكعبه الشريفه ودفنها من قبل آل مرخان

لما صمتم على محاصرة كعبتنا بناطحات السحاب والساعه التى لاريب فيها

فهل سنطوف حول ناطحات السحاب التى حاصرت الكعبه الشريفه وقزمتها ومن ثم الساعه التى علت الى عنان السماء وكأن الارض ضاقت بآل سعود

لما قزمتم كعبتنا ؟

الى هذا الحد المخزى وصل بهم الحال . ووافقت نفس العلماء المستأجرين بالصمت الرهيب

ليتهم صمتوا فقط على هذه الجريمه النكراء . بل حولوها الى بطولات وانجازات للوهابيه

ونتيجه هذه الانجازات . الحج لكعبتنا اصبحت بالقرعه لضيق المكان . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!

يالها من انجازات خارقه تتغنى بها الوهابيه وآل مرخان

افيقوا من هذا الخبل . نختلف على الحجاب وكعبتنا الشريفه فى خطر

وسنرى ماذا فعلوا الوهابيه بكعبتنا فى المشاركه القادمه لا بالحجاب الذى تختلفون عليه اذا كان فرضا من عدمه ونتناسى كعبتنا

يتبع

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

بل بالعكس فهو مفيد لكم لتستمعوا الى الرأي الآخر (ايا كان)

لا يوجد مسلم بحق يستمتع برأي يخالف ثوابته التي من القرآن وصحيح السنة

فرق كبير جدا بين ان تسمع و ان تستمتع يا دكتوره !!!

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

247829159.jpg

303784897.jpg

405059886.jpg

اين ذهبت الكعبه ولما قزمت بهذا الشكل

يتبع

الحجاب أم كعبتنا الشريفه ؟

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

955559173.jpg

154467156.jpg

173977005.jpg

145848068.jpg

هل ضاقت الارض بما رحبت حتى نقزم كعبه المسلمين ونختلف فقط على الحجاب ؟

أم حولوا الوهابيه كعبتنا الى مشروع استثمارى ومنتج سياحى ؟ !!!

وهل سنطوف حول ناطحات السحاب هذه ياوهابيه ؟

كفرت بكل علماء المسلمين الذين صمتوا على هذه الجريمه وقبضوا ثمنها السكوت والهونا فى حجاب ونقاب

وهل هو فرض او غير فرض ؟!!!!!!!

عبيد وصناع الأصنام يكرهون دوما من يقوم

بتكسيرها

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 سنة...

ده اسمه التمسك بقشور الاسلام . وحصره فى حجاب ونقاب وجلباب قصيرة وسواك

يعنى اسلام شكلى . وافعالاهم لاتليق باى دين . اذن ده مجرد مجال لدخول اعداء الدين الاسلامى للهجوم عليه من خلال هؤلاء بتصرفاتهم المقصوده

وليس الحجاب فحسب . كتير جدا مش من الاسلام ومصرين على هجر القرآن والتمسك باحاديث لاتمد بصله لا للاسلام ولا لاى دين ايا ان كان

قطع يدى السارق ليست من الاسلام

عنوان الموضوع للأسف مضلل و ليس صادم.... لإننا اعتادنا على مثل هذه الادعائات المضللة التى يتم الصاقها دائما بالازهر.... بل و بالقرآن نفسه... بل والله نفسه سبحانه و تعالى.

و آدى نموذج من نماذج الادعائات المضللة.

قطع يدى السارق ليست من الاسلام.

طيب الآية اللى فى القرآن اللى بتقول لنا نقطع يد السارق... نعمل فيها ايه؟ هل معنى كده انها انتهت صلاحيتها؟ طيب هل فيه دليل من القرآن بيقول مثلا ما معناه ان الآن عفونا عن السارق و انتهى العمل بهذا؟

لإن اى حكم نزل فى القرآن و تم تعديله... هتلاقى التعديل فى القرآن برضه... الآن خففنا عنكم... قد علمنا ان فيكم ضعفا... الى آخره.

اما الادعاء الاخطر بقى... مسألة هجر القرآن.

تحب اجيب لك كام آية فيها إقرار بطاعة الرسول... و بعدم مجادلته فى الحق... و تشير إلى ان الرسول تم الوحى اليه بطريقة اخرى غير القرآن بأن يفعل كذا و كذا...

يعنى إذا كان القرآن بيتكلم مثلا عن خبر وصل للرسول و الرسول قاله للصحابة... و الخبر ده مش موجود فى القرآن... يعنى لم يتم ذكره قبل هذه الآية... فهذا يعنى ان الرسول قد يصله وحى فى صورة مغايرة للقرآن...

يعنى القرآن ليس الصورة الوحيدة للوحى, و لكن الوحى له صور متعددة.

و بينى و بينك المشكلة اكبر من كده بكتير.

المشكلة مش ان الواحد يقول رأيه و يعرضه مهما كان رأى شاذ او مختلف او منفتح...

المشكلة ان اللى بيقول الرأى ده, مش بيفصل بين الرأى و بين المعلومة... و معندوش استعداد انه يبحث عن المعلومة.

فيه فرق كبير قوى بين المعلومة و الرأى.... بين الخبر و بين الرأى...

و لما واحد جاهل بالمعلومة يصدر نفسه علشان يفتى, فدى كارثة... و الكارثة الاكبر انه يصر على جهله.

عموما نصيحة يا ريت تقرا القرآن الاول و بلاش تهجره انت... علشان لو قريت فى القرآن, هتشوف حاجات هتصدمك.

تم تعديل بواسطة محاور

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)


فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)


صدق الله العظيم



مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)



وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)


صدق الله العظيم



رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...