مدينتي

[Sherief AbdelWahab]

كل واحد في الركن دة ح نتكلم عن المدن اللي اتولدنا و عشنا فيها لفترات..و عن ذكرياتنا فيها..

خلص الكلام

[Scorpion]

عندما يسألني أي إنسان عن أحلي سنين عمري … قد يتبادر الي ذهني سنين الطفولة و شقاوتها …أو سنين المراهقة و أول حب … أو الشباب و الصداقات الرائعة ..او الجامعة … أو الحب الناضج الذي تكلل بالزواج .. أو عندما كان طفلي جنينآ .. او الآن … و لكني لا أستطيع ان أجاوب بغير .. أحلي سنين عمري هي الثلاث سنوات التي قضيتها بأسوان ..

واحة السلام في داخلي … المكان الذي صالحت فيه نفسي و العالم كله … حيث عشت في وئام كامل مع كل ما يحيط بي … أسوان ما أروعك .. و ما أبعدك الآن جنتي التي هجرتها مجبرآ … هي مصر الحقيقية … الوجوه السمراء الباسمة من القلب … المتواضعة بحق …الراضية من قلبها بدون إصطناع أو أقنعة … مدينة أفلاطون الفاضلة … وجدت بها دفء الأهل و صدق الصداقة التي لا تعرف رياء أو كذب …لا أستطيع أن أنسي أبتسامة الحاج حمادة الأبوية …و لا شبه تبني العديسي و أسرته الرائعة لي … و لا رفقاء وحدتي أسامة و أشرف … و لا أطباق أم علاء الشهية كلما " صعبت عليها " من وجبات المطاعم … مئات من الوجوه الصديقة تملأ قلبي بالبهجة كلما فكرت فيها …

أسوان … ما أجملك … ما أجمل نيلك .. ما أروع الأشرعة اليضاء مفرودة فوق مراكب تتهادي فوق صفحة مياهك .. تملأ قلبك بالهدوء و الصفاء و الأمل .. هناك .. في جزيرة الفنتين .. ألوان الجنة متمازجة في تناسق رائع تصنع خلفية شاطئك … نيلك الأزرق … و نخيلك الأخضر.. و جبالك الصفراء و ينعكس علي الكل حمرة شمس الغروب … لحظات السعادة التي كانت تغمرني أثناء تناولي الشاي في شرفة فندق كتراكت العتيق متمتعآ بهذه اللوحة الألهية التي تراها عيناي .. لا تضاهيها أي لحظات أخري في أي مكان آخر فوق سطح هذا الكوكب …

حتي الموت يتحول الي قصة حب … و وردة حمراء تتغير كل يوم أمام قبر الأغاخان … يرفرف قلبك بكل رقة مع رفة أجنحة الطيور في حديقة نباتاتها النادرة …قمة الرومانسية و الصفاء تظهر أمامك عندما ينبثق معبد فيلة أمامك فجأة فوق تلك الجزيرة الوادعة .. معبد فيلة سيظل دائمآ بالنسبة لي أروع معبد بناه الأنسان علي الأطلاق .. أكاد أري إيزيس تتهادي في ثوبها الشفاف الأبيض تبحث عن رفيق دربها أوزيريس … أنتظر أن يقفز حورس الطفل من مخبأه بين ذراعي بين لحظة و الأخري … تنساب في داخلي أنغام الهارب و أنا أولج في قدس أقداس الفراعنة .. ثم أكتشف انه ليس الهارب و لكن ربابة أو سمسية يعزفها أحد احفاد هؤلاء الفراعنة .. صبي نوبي ... شاديآ بصوت عذب كلمات لا أستطيع أن افهمها .. و لكن أستطيع أن أشعر بانها كلمات حب ..

ثم اضرب في صحرائها ساعات حتي اصل الي ما بعد الشلالات .. خطوات قبل أن التقي بأبناء عمومتنا .. أبناء الوادي .. و هناك أمشي خطوات .. ثم .. عندما التف حول منحني ..أرفع رأسي في ذهول من روعة ما أري .. نعم … أنه هو .. رمسيس الثاني في قمة قوته و عظمته .. مثال الهيمنة المصرية علي العالم .. في زمن كانت مصر فيه بالفعل أم الدنيا .. و ها هو معبد أبو سمبل شاهدآ علي كل ذلك .. و لكن .. بجوار معبده ترك معبدآ آخرآ كشهادة حب أبدية لزوجته نفرتاري .. تلك الجميلة الآتية من بعيد ..تشهد حتي الان ان الموت لم يستطع ان يفرق بينهما … تشهد اني و اجدادي و احفادي و كثيرين مثلي سنرحل و يطوينا النسيان.. و لكنهم هم سيظلون الي اخر الزمان….

أرجع مرة أخري الي أسوان .. و أتجول في شوارعها متلقيآ إبتسامات الجميع … أتمشي في سوقها ممتعآ نظري بهذا المهرجان من الألوان و روائح البهارات المميزة .. ألمس الأقمشة القطنية .. و المصنوعات اليدوية .. و هذا و ذلك .. أدخل محل .. و آخر .. و آخر .. اتبادل الحديث مع الجميع .. أشعر باني أعرفهم جميعآ منذ ولادتي .. امشي و أمشي .. دون أن يقترب مني أحدآ بألحاح التجار المعروف….

أشعر بالأجهاد .. و أقاوم الرغبة في العودة الي منزلي .. و لكن مرور حنطور بجانبي يجعلني أستسلم … أقفز داخله طالبآ من هذا الصبي الباسم أن يوصلني .. أملأ رئتاي بهواء الليل المنعش .. ناظرآ الي أضواء أوبروي التي تنعكس علي صفحة المياه …

و في شرفة منزلي الصغير .. اتناول بعض حبات التمر الأبريمي .. ناظرآ مرة أخري الي الأفق .. الي تلك البواخر التي تدخل المدينة .. تنبعث منها الضحكات .. فلست أنا الوحيد التي أهدته أسوان شعور البهجة و السعادة …

كم أفتقدك يا مدينتي الجميلة .. و لكنه أفتقاد سينتهي .. إذا كان في عمري بقية …عندما يأتي اليوم الذي سأتوقف فيه عن الدوران المستمر .. عندما يفكوني من الساقية و ينزعوا عن عيناي الرباط .. و يتركوني حرآ .. ساعتها سوف أركض اليك بكل ما بقي لي من قوة .. قاضيآ ما بقي لي من عمر بين أحضانك …هذا وعد.. و انا لم أخلف ابدآ وعدآ ...

اسوان

أشكرك بالفعل يا عزيزي شريف لفتحك هذا الموضوع .. أحمل دائمآ دينآ لي تجاه هذه المدينة .. و بتلك السطور التي

عبرت فيها عن جزءآ يسيرآ عما احمله .. قد اكون اوفيت حقها…

[kfaya]

مدينتك أسوان ....

بصراحة يا بختك انك عشت سنوات فى أسوان , و التى زرتها مرات قليلة و وقعت فى عشقها من أول نظرة ....

تلك المدينة تدخل القلب مباشرة بأهلها أولا و ما يتميزون به عن سائر شعب مصر من طيبة على شهامة على رجولة على قناعة و عزة نفس ليس لها مثيل ... حتى أننى فى كثير من الأحيان كنت أشترى هدايا لست فى حاجة اليها فقط لكى أتواصل فى الحديث مع ناس أسوان .....

أما أسوان المدينة و المكان فسبحان الله تدخل قلبك و تسكن به منذ اللحظات الأولى ... ما هذا الهدوء , و جمال الطبيعة البكر بلا زواق و لا تزين .... لن أستطيع أن أصفها كما وصفها العزيز سكوبى

و كل أمنيتى أن أعود اليها يوما لأشبع عينى و قلبى بجمالها ....

حكاية على الماشى ... بجوار منزل أختى تسكن أسرة أسوانية و لهم فتاة جميلة مخطوبة من عدة سنوات ... قابلتهم من مده بسيطة و سألت الأم مازحا أوعى يكون خطيب بنتك غير رأية..... فاءذا بهى تحتد و تقول ..... احنا رجالتنا ما بتسبش ... و بناتنا ما بتفرطش ....