قــلـوب دافـئة....#*#

[Doofy]

============================================

رغم أن التجربة قد أنتهت تقريبا ورغم قساوة الذكرى إلا أننا يجب أن نخرج منها بخبرة الموقف وعبرة النهاية...

فالعلاقة الأنسانية قد تغرق في تفاصيلنا اليومية البالية وقد تداس بأحذية الحياة العصرية فتدفن في مكانها وتختفي..

حتى وأن مات الحب بيد من لا تستحقه...فإن الأحساس لا يمكن أن يموت أو أن يتبخر طالما وجد في الأنسان قلب يعيش لينبض...

كان الطقس شديد البرودة فالسماء معتمة والسواد هو سيدها...

:

أسرعت وأنا أمطتي قدمي في طريقي الا المنزل ...التفت حولي فلم أجد أحدا في ردهات شارعنا الطويل المعتم...

:

وعندما وصلت إلى مدخل بيتنا وجدت قطة حديثة الولادة تلتصق بباب المدخل تحاول أن تحتمي من قسوة البرد عليها...

:

دفعت الباب ولكني لم أدخل..وظللت منتظرا حتى دخلت إلى داخل المبنى ثم تقدمت خطوات قليلة والتفتت وهي تنظر لي..ظلت بضع ثواني وهي ترقبني فاحسست بأنها تشكرني قبل أن تختفي ألى عالمها الآخر..

:

تركت هذا الموقف وانسحبت مسرعا لأصعد السلم وانا أقفز درجتين في كل مرة...فهي عادتي منذ طفولتي...

:

وعندما وصلت إلى باب شقتنا طرقت الباب فلم أجد من يجيب.. مددت يدي تحت عتبة الباب فوجدت المفتاح بأسفلها ..حمدت الله ودخلت ثم أغلقت الباب بقوة وكأني الطم برودة الجو على خدها القاسي المتجمد...

:

ها أنا وحدي من جديد ...دخلت الى غرفتي أغير ملابسي لحين أن يغلي الماء الذي وضعته لكي أعد كوب من قهوتي المفضلة...رجعت إلى القدح وانتظرت وأنا مستمتع بصوت الصفير الذي يصدره الماء عند غليانه في القدح تارة وبوضع كف يدي المتجمد بأعلاه تارة أخرى..

:

أخذت فنجاني الممتلئ لآخره وبدأت معه رحلتي إلى غرفتي..فأنا أخاف أن تنسكب القهوة على الأرض فأتزاني في حمل مثل هذه الأشياء معدوم..

:

حمدت الله لوصولي سالما إلى مكتبي لكي أضع الفنجان سريعا ثم جلست على كرسيّ المريح أستمع إلى الهواء وهو يصارع في دخلوه فتحات النافذة الضيقه محدثا أصواتا تزيل وحدة المكان...

:

أحتسيت رشفة من الفنجان وأنا أشعر بالنشوة الدافئة وهي تنتشر في جسمي الذي يكاد يحتضر من برودة المكان لتوزع فيه الحياة من جديد...

:

أسندت رأسي إلى الكرسي وأغمضت عيني وظللت أبحث في أرشيف ذكرياتي حتى وجدتتها... أنها صورة المخلوقة اللتي أحببتها من صميم فؤادي....والتي حكم علي القدر بأن تكون بعيدة عني أغلب الوقت...وربما للأبد.. ولكنها دائما بداخلي أجدها أينما بحثت..أحس بها دائما وهي تجول بين أفكاري..

:

فتحت عيني على هذا الصوت المفاجئ ..فأدركت سريعا أنه صوت ساعة الحائط المزعج...

:

أنتظرت حتى أنتهت دقات الساعة العاشرة مساء لكي ينتابني بعدها شعور جديد بالوحدة..فخطر بداخلي أن أكتب رسالة لحبيبتي فلقد تعودت أن أخاطبها من خلال رسائلي حتى وان لم أبعث بها اليها...

:

فبدأت رسالتي كالمعتاد بأسم حبي لها حبيبتي...واليوم بعد ما هزني الحنين للكتابة وخفق الشوق في قلبي تجدينني أبحث عن دفتري القديم..أقلب صفحاته أبحث عن ورقة بيضاء لم أمارس عليها لعبتي المفضلة في كتابة أسمك على كل ركن من أركانها أو رسم وجهك بينا سطورها...

:

وبالصدفة.. وجدت ورقة بيضاء ناصعة كقلبك الصافي ...غريبة!! تساءلت كيف سلمت هذه الورقة من شخابيطي ولعبي..؟؟ فرحت بها كثيرا وقمت مسرعا أبحث عن قلمي المسكين الذي انتظر منذ زمن ليرتمي بين أصابعي..ليكتب لك أجمل الكلمات وأعذبها..وبعد أن أستعديت بكل أدوات الكتابة..الصفحة البيضاء والقلم المتحمس,جلست في حيرة..!! أه ماذا أكتب..؟؟! كيف أعبر ..؟؟! كيف أصف ما بداخلي...؟؟!

:

تنقطع حيرتي فجأة بأنقطاع تيار الكهرباء وكأنه شعر بحالي وبحال قلمي الذي عجز عن الكتابة....

:

تحسست طريقي إلى سريري ثم قفزت بداخله ودفنت جسدي تحت لحافي..

:

وحينها دقت الساعة الثانية عشر معلنة عن بدأ يوم جديد ينبض معه قلبي الدافئ مع قلبها...

تحياتي :P

[فــيــروز]

جميله اوى يا دوفى :unsure:

احيان كثيره افكر ان اجمل وقت يشعر فيه الانسان بالدفء و قيمته هو حين يقف خلف نافذته يرقب سقوط المطر و يخرج لسانه للعالم mf-:

ما شاء الله محاورات المصريين به مواهب عديده :blink:

[Doofy]

=========================================

بـالنـسبـالـي مـن الصـعـب أن الـواحـد يـشـعر بـالـدفئ بـمـفرده...

لأن الوحـده شـئ أن دل دائما فـيـدل عـلى الـنقص ...

نـقـص الأهـل...

نـقـص الـصـديـق.....

نـقـص الـحبـيـب...

نـقـص الأنـسـان نـفـسـه فـي عـصـور الحضـارة الـوهـمية الـتي لـبـت أحـتـياجـات الأنـسـان الخـارجيـة و هـدمـتـه داخـليا...

فـتـقـسى القـلـوب وتـتـجمـد داخـل أبدانـنا وتـظـل القـلـوب الـدافـئة عمـلة نـادرة لمـن أسـتـطاع أن يصمـد و يحـافـظ عـلى لقب ..أنـســان

بشكرك يا فيروز على المشاركه :angry:

[Abouhemeed]

و الله يا جماعة فكرتوني بقصيدة كنت كتبتها منذ فترة بإسم الدفا عفا ..

و هي تعبر عن الوفاء .. و الحب ..

و اسمحوا لي أن أوردها هنا ..

يوم ميلادي كان ليا شمخة و زهوة

مكسي ستان و في العيون فرحة

شايلاني صبايا تتغمز بعيون إرحة

و جدعان تزف شوار و تزغرد النسوة

نسيت يا صاحبي و لا فاكر ليلة الدخلة

ستر و غطا كنت فرحان ببداية الأسرة

أضم الأحبة في حضني و لي في الغرام نظرة

بالصلاة على النبي في عين الحسود حصوة

كنت في الحلال و رضا الرب سوا وياك

أفكرك تذكره و تحمده على ما أعطاك

أسمع دعاك في الليل و دعايا معاك

بالستر في الدنيا و الفلاح في أخراك

قبل الفجر ما يشقشق أتزحلق من فوقك

لأجل تصحى و صلاة الفجر لا تفوتك

و تسعى لرزقك و تجري على قوتك

و بعد العشا أنتظر و أفرح برجوعك

سنه و الثانية و هلت الأنجال

كل واحد فيهم نام علي و بال

بسعادة و رضا في أغلب الأحوال

ما هو دا نصيبي في تربية الأجيال

في الفرح شاركتك فرحتك

و في الطرح جففت دمعتك

و دعيت يحرس لك سكتك

و أفضل دايما في خدمتك

قال المثل الدفا عفا و البرد لحاس القفا

في المرض ضميتك و مشيت معاك للشفا

بعد الشتا أسيبك بعد ما أترقع و أترفا

فراق على لقا و جوه الدولاب أتنفى

و يوم حسيت بأيد حد غريب

ينفضني يفحصني بقسوة عن قريب

يسموه بكيا أو بائع الكراكيب

دا مخرم مرقع لا يسوى و لا يجيب

أهانني و أنا عليه موش قادر أرد أجيب

و رماني في بؤجته بدون طي و لا ترتيب

ودارت بي ذكريات أمس بعيد و قريب

شفت فيها مع صاحبي فرح و سمعت نحيب

ساعتها بس عرفت إني مغادر الأحباب

و بعد الهنا و الدفا رموني أمام الباب

كتمت دمعي و إتقطعت بي الأسباب

و استسلمت لقدري و نسيت كل عتاب

شالني و مشيت مع صاحب ليا جديد

سمعته يتمتم لحاف تمام يلزمه تنجيد

تاخده لشوار بنتها الحاجة أم سعيد

و أكسب لي قرشين حلال منه أكيد

ساعتها لقيت الدنيا مهاش سيعانى

بعد ما إترميت ح أرجع للحياة ثاني

و أعيد الكره مع ناس شرياني

أحمدك يا رب فاكرني لا بتنساني

أبو حميد المصري

[حمامة]

أخوكم حمامة عضو جديد وهذه أول مشاركة لي

القصة رائعة والقصيدة أيضا، وأجمل ما فيهما التركيز على الجانب الإنساني الذي يضع غلافا من الشاعرية يخفف من قسوة الجانب المادي المسيطر على حياتنا.

[Doofy]

============================================

طيب كويس أني كتبت القصه علشان تفكرنا بالقصيده الجميله دي يا أبو حميد اللي أسلوبها بيفكرني بأسلوب ناس بحبهم زاي الأبنودي ونجم...

شكرا ليك و للأخ حمامة على المشاركه ..

تحياتي أخوكم \ دوفي prt: