اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أخي المسلم صباح الخير


Recommended Posts

الصوم والصلاه والزكاه

شرح مبسط

الصلاه والصوم والزكاه فى الاسلام فروض - اما فى المسيحية تسمي وسائط نعمة

بمعنى - لما انا صلى واصوم واعطى صدقة – دا حيخلينى لي صله بالله اكثر من الشخص العادي – طبيعي اى شخص بيصوم ويصلى ويذكر ربنا طول اليوم بيحاول شوية شوية يبعد عن اى ذنوب ومعاصي تدريجيا حتى لو بسيطة حيكون ضميره صاحي لاى تجربة من الشيطان - فلا يقع فى اخطاء الفكر ولا اللسان ولا الافعال النجسة .

لان الصلاه تقربنا من الله والصوم يقربنا من الله وبالتالى ما يترتب على ذلك من صدقة او عشور

الصلاه هى الصلة التى تصل الانسان بالله ويتكلم مع الله كلام مباشر والله يسمعه -

ويوجد ايضا صلاه جماعية فى الكنيسة كما فى المزمور "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب"

الزكاه – تسمي فى المسيحية عشور او صدقة

العشور بمعنى اعطى عشر المبلغ ( اى بنسبة 10% ) من المبلغ اللى معانا لمساعدة اى انسان فقير او محتاج او جيران او اصدقاء - اى انسان تعرف انه محتاج بتديله - اى انسان - من العشور ودى بتطلعها من اى دخل فلوس ليك او من مرتبك يعنى اخد مرتبي مثال 100 جنيه بيبقي العشور 10 جنيه ملك لربنا وبتديهم صدقة للفقرا والباقي بيبقي ملكى انا اتصرف فيهم .

المقصود من العشور او الصدقة ان يعلمنا الله صفة العطاء - لانها من اهم الصفات التى يجب ان يتحلى بها الانسان البار والمرتبط بالله

وطبعا يندرج تحت صفة العطاء - الرحمة ( للفقراء المحتاجين ) والمحبة ( للاخرين ) والتسامح ( لمن اساؤه الي ) والتواضع ( فى انكار ذاتى لانى فى الخفاء اعطى الصدقة ) . . . وصفات كثيرة . .. . .

ويقول السيد المسيح عن الصدقة - لا تصنعوا صدقتكم امام الناس للتظاهر فتكونون بذلك قد استوفيتم اجرك من الناس اجعل صدقتك فى الخفاء الله فقط يراك - بس اللى يشوفك هو الله - ويجازيك بالصالح لدرجة حتى ( لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك )

يقول الكتاب المقدس - متى الاصحاح 6

احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

2 فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!

3 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ

4 لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.

يتبع > > > >

تم تعديل بواسطة اغابي

نـحن البلـــــدان الحقيقـيــة فى هــذا العـــالم . . . وليـــــس مــا يرســــم فـــوق الخرائــط

نـحن الرمـــوز الحقيقيــــة فى هــــذا العــالم . . . وليــــــس اسمـــــاء القـــــادة العظمــاء . . . لاننـا نحـن من صنعـناهـم

فرسـان العالـم الحقيقيـون . . هــم شعــوب الارض

رابط هذا التعليق
شارك

خدى بالك يا اغابى فيه اسئله انا سألتها مافيش حد جاوبنى عليها ؟؟

بالنسبه لكلامك عن الصلاه والصوم

اللى فهمته من كلامك ان تارك الصلاه والصوم والزكاه ليس عليه ذنب ؟؟

والذنوب فقط على التعامل مع الناس يعنى ؟؟

يعنى لو واحد تعامله كويس مع الناس ولكن لا بيصلى ولا بيصوم ولا بيروح الكنيسه بس هو مسيحى يعنى

يبقى ليس عليه ذنب

انا كده فاهم صح ولا ايه ؟

لما الدنيا تقسى عليك اوعى تخاف منها وتكش تربس عترس فيها ياولدى هى كده متجش غير وش

دوس فيها وجمد قلبك بس اياك على ضعيف تفش توصل فيها لاعلى مناصب بس اياك فى يوم تغش

رابط هذا التعليق
شارك

خدى بالك يا اغابى فيه اسئله انا سألتها مافيش حد جاوبنى عليها ؟؟

بالنسبه لكلامك عن الصلاه والصوم

اللى فهمته من كلامك ان تارك الصلاه والصوم والزكاه ليس عليه ذنب ؟؟

والذنوب فقط على التعامل مع الناس يعنى ؟؟

يعنى لو واحد تعامله كويس مع الناس ولكن لا بيصلى ولا بيصوم ولا بيروح الكنيسه بس هو مسيحى يعنى

يبقى ليس عليه ذنب

انا كده فاهم صح ولا ايه ؟

عندنا اية هتوضحلك الامور كلها

( ايمان بدون اعمال ميت )

بمعنى لو انت بتصوم وبتصلى ومبتحبش حد وقلبك مليان كرة للناس

عند اللة ميت

[وسط][/وسط]2ah7ju81.gif

رابط هذا التعليق
شارك

العشور

هل يجوز اخراج العشور الى المحتاجين من غير المسيحيين؟

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

العشور

هل يجوز اخراج العشور الى المحتاجين من غير المسيحيين؟

المسيحية لا تفرق بين الاديان لان المحتاجين يقول عنهم السيد المسيح اخوتى الاصاعر

لذلك نحن نعطى العشور لكل محتاج فلا يقتصر على المسيحيين فقط

والكنيسة ايضا تعطى عشور كل شهر للمحتاجين مسلمين ومسيحيين

وفى المواسم والاعياد يقف المحتاجين امام الكنائس مسلمين ومسيحيين وتعطيهم اكل وملابس

وايضا اعرف اسر كثيرة مسلمين ياتون للكنيسة لكى تساعدهم فى تجهيز اولاده فى الافراح

وعندنا أية مهمة توضحلك الامور وهى (من سالك فأعطية ومن اراد ثوبك فأعطية الرداء ايضا )

[وسط][/وسط]2ah7ju81.gif

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

I can't explain how happy I'm to read through this thread!! I read every single post!

the funny thing is that I starting preparing for a very similar thread but I never got to post it lol

Sorry guys, I have been away for a while due to some technical difficulties.

I will post to this thread once I get my new laptop and get an Arabic keyboard!

واكيد فيه جيل أوصافه غير نفس الاوصاف

إن شاف يوعى وإن وعي ما يخاف

http://www.youtube.com/watch?v=-ngd0DARowQ

رابط هذا التعليق
شارك

ما هو حكم الدين اليهودي في الديانة المسيحية الان

وكيف يرى المسيحين اليهود سواء اليهود في فلسطين وغيرها

وهل هناك مسيحيين صهاينة؟

تحياتي

:flr1:

أخي الفاضل محمد

اول سؤالين ردهما في منتهي البساطة

الأول ...الدين اليهودي لا يعترف بالدين المسيحي و لا بالسيد المسيح و مازلوا في انتظار وصول مسيحآ مختلفآ ...

الثاني .. كيف "يري" المسيحيين اليهود في فلسطين او غيرها ..

المسيحيين ينظرون الي معتنقي اليهودية كجزء من تاريخهم شخصيآ ... و بالطبع لا يملكون ان يحكموا علي ايمانهم او علي ايمان اي انسان آخر ,,, فليس هذا شأنهم و لا طبيعة الديانة المسيحية نفسها ...

اما اذا كنت تقصد نظرة المسيحيين الي الصهيونية .. فأنا شبه متأكد ان جميع مسيحي مصر ينظرون اليهم نفس نظرة المسلمين .

السؤال الثالث و ان كان مباشر و قصير جدآ .. و لكنه معقد و مركب بطريقة ليست من السهل شرحها .. و ان كنت في موضوع آخر حاولت ان أحدد تلك العلاقة :

ما بين اليهودية و المسيحية ....

تاريخيآ ...الكثير من الذي انشغلوا ببداية التلاقي بين اليهودية و البروتستانتية .. فيما أسموه "المسيحية المتهودة " أو "الأصولية المسيحية" إلي القرن السادس عشر عندما بدأت البروتستانتية في أمريكا تروج لفكرة العودة الي الأصول ( النصوص المقدسة ) .. و الدعوة الي العودة للكتاب المقدس ( العهد القديم ) بأعتباره مصدر المسيحية أو أساسها ... مع التركيز الشديد علي العهد القديم فقط بقصصه و شخصياته و رموزه ... و معه بدأ قسم كبير من البروتستانت يفكر بفلسطين كأرض يهودية .. و تقليص تاريخها قبل السيد المسيح الي تلك القصص التي تدور حول الوجود العبراني في ارض ... و أثر هذا الأمر في حياة الناس اليومية من حيث تشبعهم بمفاهيم اليهودية .. و حتي في مجال اللغة .. أدي تيار "التهويد" الي أعلاء اللغة العبرية علي كل اللغات الأخري ... و كان هذا التحول في سلم اولويات البروتستانت الأمريكيين و ترويجه ... ليتخذ مكانة موازية لما تمتعت به اللاتينية كلغة العلم و المعرفة و الدين بما أسموه "حرفية كلمة الله" كسلاح أساسي في معركتهم ضد الكنيسة الكاثوليكية و النظام القديم برمته ... و التبعية الي رواج الأفكار و الكتابات اليهودية ...

و رويدآ رويدآ زاد أهتمامهم بالدراسات اليهودية التي كانت تروج مفاهيم و أفكار ابعد ما تكون عن المسيحية الحقة و تصب فقط في خانة المسيحية المتهودة .. أي مجموعة المفاهيم و الأفكار اليهودية التي أخترقت صميم العقيدة المسيحية .. تلك المفاهيم التي تدور حول اليهود كشعب الله المختار ... و أن هناك ثمة ميثاق أو وعدآ الهيآ يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين ... بل ربط الأيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون .. أي بـأعادة تجميع اليهود في فلسطين حتي يظهر السيد المسيح فيهم ...

تلك الأمور الثلاثة تؤلف اليوم قاعدة "الصهيونية البروتستانتية" التي تربط الدين بالقومية .. و تسخر الأعتقاد الديني المسيحي لتحقيق مكاسب يهودية ...

خلاصة القول أن فلسطين اصبحت .. في قراءات الكنائس البروتستانتية و مواعظها .. الأرض اليهودية ... و صار اليهود "شعب فلسطين " الغرباء في أوربا و الغائبين عن وطنهم ... و العائدين اليه في الوقت المناسب ...

هذا التصاعد و التحول الفكري نجده يتدعم بواسطة "الحركة البيوريتانية " في انجلترا في القرن السابع عشر .. تلك الحركة التي كانت تمثل أشد أشكال البروتستانتية تطرفآ ... و كانوا يجمعون علي حب الخير لليهودية و الأنطباع بأن اليهود هم خلفاء العبرانيين القدامي .... الأكثر من ذلك أن صنفوا أتفسهم "أبناء أسرائيل" .. و لقد أسهم كل ذلك في بدء الدعوة "لأحياء السامية" .. و مولد الأصولية المسيحية و التي دعت الي مباديء ما لبثت أن صارت الأساس الأيدولوجي للحركة الصهيونية ...

أي أنه منذ نشأة المجتمع الأمريكي .. شكل المهاجرون الجدد ... "البيوريتانيون".... هذا المجتمع بما يتوافق مع عقيدتهم ... و التي ذهب البعض إلي أن يري في ذلك المصدر الأول للحياة الأمريكية ... و بأرتباط هذه العقيدة بالرأسمالية نشأت أمريكا حيث ولد المجتمع و الدين الجديد في آن واحد .. و لكنه ليس دينآ ربانيآ .. هو دينآ مبني علي المنفعة المادية و الحياة الأرضية فقط .. فقط كي يبرر أي تصرفات تفرضها المصلحة ...

كان هذا تاريخ العلاقة ... و في باقي الحديث سوف يتم عرض تطورها ....

و حتي لا يصاب القاريء بالملل تستطيع قراءة الباقي في هذا الموضوع :

الديانة المسيحية في أمريكا و الغرب

تحياتي و احتراماتي

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الرهبنة في المسيحية

فكرة الرهبنة ليست قاصرة فقط علي الديانة المسيحية .. بل نجدها في ديانات أخري بل و في عصور سبقت المسيحية نفسها .. و ان كانت تبلورت بصورة متكاملة في المسيحية و بالأخص بدأت في مصر و منها انتشرت الي العالم كله ...

تضافرت عوامل كثيرة ( دينية و اجتماعية ) جعلت الكثيرين يؤمنون تمامآ بأهميتها و انهم من خلالها ينفذون تعاليم السيد المسيح نفسه و من بعده رسله الأبرار ...

يذكر الأنجيل ان شاب غني ذهب الي السيد المسيح يسأله ماذا يجب ان يفعل كي تكن له الحياة الأبدية ( يدخل الجنة )

فقال له السيد المسيح ان عليه ان يتبع علي الأقل الوصايا العشر المذكورة في التوراة و عندما رد عليه الشاب الغني ان كل تلك الوصايا قد "حفظها" بمعني انه ينفذها منذ طفولته و طلب منه ان يدله علي طريق أكيد للجنة .. فجاء رد السيد المسيح :

ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني

بغض النظر عما فعله الشاب الغني بعد ذلك و هل قام بتلك الوصية أم لا .. لكن محور مداخلتنا هنا يبدأ من تلك النصيحة .. فهي التي جعلت الأباء الأوائل ينفذونها حرفيآ في زهدهم للدنيا و ارساء اول ركائز و قواعد لحياة الرهبنة .. لقد استولت تلك النصيحة علي افئدتهم هي و مثيلاتها سواء من اقوال السيد المسيح نفسه مثل الآية الأخري التي قال فيها :

كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية

و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين

و عليه ظهرت اول مجموعة للنساك مع بدء دخول المسيحية الي مصر و لجأوا الي الفيافي و عاشوا حياة زهد فلسفية ...ويقول المؤرخ القس منسى يوحنا أن اول دير مسيحى تأسس كان فى سنة 151 م حيث عزم فرونتيوس على ترك العالم زهداً فى الدنيا وملاذها فجمع إليه جماعة من الأخوة وسار بهم إلى وادى النطرون وإلى منطقة الجيزة وهناك قضوا بقية حياتهم بالنسك والتعبد فى بعض الكهوف الصخرية ...

و لكن الرهبنة المصرية أخذت بعدآ أعمق مع بداية فترة الأضطهاد الحقيقي ( البيزنطي ) للمسيحيين المصريين و التي جعلت فئة منهم تلجأ الي الصحراء حاملة معها هذا الأيمان العميق و اسست اول نواة للرهبنة المسيحية في العالم كله ....

كان هذا مدخل مبسط لبداية فكرة الرهبنة في مصر و سوف أحاول في المداخلة القادمة شرح فلسفة هذا الأختيار "الصعب" ...

تحياتي و مودتي

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

من منا لم تمر به لحظة شعر بقربه الشديد من الله .. شخصيآ مررت بتلك التجربة مرات عديدة و كلها كانت في مكان قفر و كنت دائمآ وحدي ... علي جبل موسي في سينا ... في عرض البحر علي مركب صغير ... في تمشية اقوم بها من فترة للأخري في غابة صغيرة قريبة مني هنا ... و كل مرة اشعر بنفس شعور هذا الشخص الذي تغلب علي دنيته و زهد فيها الي درجة الأنفصال عنها تمامآ بكامل ارادته ....

الراهب أو الراهبة هو أنسان إمتلأ وجدانه بالحب الإلهى ... لا يريد شيئاً غير التسبيح و مناجاة الله ... هؤلاء الناس قال لنا عنهم السيد المسيح فى أمثاله " أنهم وجدوا جوهرة غالية الثمن فباعوا كل شئ وتبعوه" .

نستطيع ان نلخص عناصر الرهبنة في ثلاث نقاط رئيسية ... اعتزال العالم للتعبد ... نذر للتبتل الي الله ... اختيار حياة الفقر ...

فاعتزال الراهب او الراهبة للعالم لا يعني هربا من مسئوليات الحياة .. او من المواقف الإنفعالية التى تواجه الشخص فى العالم ... كما انها ليست نوعاً من السلوك السلبى و إلا كانت الرهبانية سلوكاً مرضياً .

الرهبنة هدفها العمل الناجح والتفرغ للتعبد و إنقطاع الإنسان للرياضيات الروحية والعقلية.. هى إنصراف للتأمل والتصوف... وخلود إلى السكون... والوجود الدائم فى حضرة الله والتفكير الدائم فيه والإتحاد به وفى إرضاؤه والتفكير فى عمل الخير دائماً .

التبتل .. و هو اصعب تلك العناصر علي الأطلاق .. لأنه شيئآ ضد طبيعة الأنسان .. ضد غريزته .. و لكنه ثمنآ يدفعه الراهب او الراهبة بكل اقتناع .. حياة العزوبة الإختيارية مدى الحياة ... هذا النذر ليس هرباً من مسؤوليات الزواج ... ولا كراهية للمرأة أو الأولاد ... ولكن إيثارا وطلباً منه لحياة أفضل لكى لا يكون منشغلاً عن الرب ومنفصلاً عنه بهموم العالم ومشاكله ...

و كما ذكرت في المداخلة السابقة .. من يتخذ هذا الطريق يتخذه و هو مقتنع انه ينفذ تعاليم السيد المسيح وذلك حسب قوله نفسه :

" فمن إستطاع أن يحتمل فليحتمل ... وكل من ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو إمرأة أو بنين أو حقولاً لأجل إسمى , يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية (إنجيل متى 19: 12- 29)

و في رسائل التلاميذ ايضآ ما يمكن ان يكون سندآ لأختيار مماثل .. ففي الرسالة الي أهل كورنثوس نجد هذا الجزء :

" فإن غير المتزوج يهتم فيما للرب وكيف يرضى الرب , أما المتزوج فيهتم للعالم كيف يرضى إمرأته , إن بين الزوجة والعذراء فرقاً , غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة فى الجسد وفى الروح , واما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضى رجلها"

وليس نذر البتوليه هو القضاء على الجنس البشرى لأن هذا الطريق هو طريق ضيق جداً ويسميه القديسين طريق القلة وهذا واضح من قول السيد المسيح :

" ليس الجميع يحتملون هذا الكلام إلا الذين وهب لهم (متى 19: 11)

اما اختيار حياة الفقر .. و هو اختيار صعب أيضآ و بالأخص لمن هو بالفعل غني .. فهو دائمآ يأتي من تعاليم السيد المسيح :

" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين الرب والمال "

فلا مجال للشك ان محبة المال هى أصل لكل الشرور لهذا إشترطت قوانين الرهبنة إختيار العيش فى حياة الفقر طواعية ويقنع الإنسان بحياة الكفاف مكتفياً بالضروريات فقط ويأكل من عمل يديه .. ولهذا تشترط أيضآ قبل الإعتزال فى الدير تنفيذ وصية السيد المسيح القائلة :

" إن كنت تريد أن تكون كاملاً فإذهب ويع كل شئ لك وإعطيه للمساكين فيكون لك كنز فى السماء وتعال وأتبعنى ( متى 19: 21) .

وإذا حدث أن توفر المال للراهب من عمل يديه فقد نصت قوانين الرهبنة أن يصير هذا المال ملكاً للدير أو الكنيسة من بعد حياته طبقاً للفكر الرهبانى :

" أنه إذا كان الراهب قد مات عن طلب الحياة فى العالم بإيثاره وإختياره , فمن كان ميتاً لا يرث ولا يورث , بل أنه لا يملك لنفسه شيئاً لأنه قد وهب حياته كلها للرب "

وليس معنى إختيار الفقر طواعية أن الرهبنة هى طريق الفقراء الذين لجأوا إلى الدير هرباً من أعباء الحياة .. فتاريخ الرهبنة طويل ينبئنا عن أعداد لا حصر لها من ذوى الثراء ومن كانوا فى مناصب عليا... ومع ذلك تركوا كل شئ وتبعوا السيد المسيح ...فآثروا الفقر والتعبد على الغنى والجاه وهم فى ثقة أن المناصب الرفيعة إنما هى نفاية من أجل ربح خلاصهم.

وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر... القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان كان يملك 300 فدان من أجود الأراضى باعها ووزع ثمنها على الفقراء ...

القديس باخوميوس "أبو الشركة" كان قائداً فى الجيش إعتزل منصبه الكبير وترهب

القديس أرسانيوس كان " معلم لأولاد الملوك" وكان ابن لأحد قضاة روما وأستاذاً خاصاً لأركاديوس ابن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وكان يحيا فى قصر الإمبراطور حياة القصور فى بذخ وترف ونعيم ...

القديس مار مينا العجائبى كان ابنا لحاكم مريوط...

والقديس يوحنا صاحب الإنجيل المذهب كان ابنا لملك ...

القديسة دميانة كان ابوها حاكماً لأقليم البرلس ..

نادر ابن الدكتورة ليلي جارتنا كان جراح كبير و كان بالفعل ناجح في جميع جوانب حياته .. و لكنه ترك كل هذا و لجأ الي سلك الرهبنة ..

هؤلاء وغيرهم تركوا الغنى والجاه والسلطان ونعيم الحياة وترفها وآثروا حياة الزهد والنسك والتعبد ... سكنوا فى البرارى وشقوق الأرض من اجل عظم محبتهم فى الله ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

سكوب.....مساء الخير

ممكن اسأل سؤال؟؟

انت كتبت

لا يريد شيئاً غير التسبيح و مناجاة الله

لما الراهب او اى مسيحى بيسبح....ممكن اعرف بيقول ايه؟؟

:roseop: :roseop:

رابط هذا التعليق
شارك

مساء النور و البنور و كل حاجة حلوة أختي العزيزة fatfouta

سعادتي بالغة لرؤية سطورك تعود لتنير المحاورات مرة أخري ....

ردآ علي سؤالك أكذب اذا ذكرت لك تحديدآ ما يذكره الرهبان في صلواتهم ... ففي كل حياتي لم أقم سوي بزيارة واحدة لدير و كانت في زمن المراهقة .. و لا اتذكر عنها شيئآ اللهم تعليق سخيف ساخر قمت به و كان من جراءه غضب أمي العزيزة مني لفترة طويلة ...

بالطبع لجميع أجزاء النهار يتلون الصلوات الخاصة بها .. و أعتقد ان الفاضلة أغابي او الفاضل جو أجدر مني بالرد علي هذا السؤال ...

بالنسبة للمسيحي العادي .. فتسبيحاته و صلواته تأتي من تعاليم السيد المسيح .. و من تعاليم الرسل و القديسين .. الأجبية ... و ما يختلج في صدورهم مباشرة ...

بالنسبة لي شخصيآ صلواتي تبدأ دائمآ بالصلاة الربانية و التي يتم تلاوتها في جميع الكنائس علي مختلف مذاهبهم ( تمثل لنا ما تمثله "الفاتحة" بالنسبة لكم ) .. و هي التي علمها لنا السيد المسيح :

2 فقال لهم متى صليتم فقولوا
ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض* 3 خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم* 4 و اغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير*

ثم صلاة للسيدة العذراء مستوحاة من بشارة الملاك لها ... ثم يبدأ حوار من طرف واحد بيني و بينه .... و طبعآ لازم ينتهي بطلبات دنيوية .. ما هو أصل انا مش راهب ..

و للصلاة في المسيحية سيتم تخصيص مداخلة منفصلة تجيب بصورة أوضح و اكثر تفصيلآ ...

كل مودتي و احترامي

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

سكوب العزيز

انا اللى فعلا سعيدة انى اشوفك بتكتب تانى بعد الأجازة اللى طالت علينا

انا متشكرة على ردك على سؤالى ومنتظرة فعلا انى اعرف كيفية الصلاة فى المسيحية

:roseop: md2:

تم تعديل بواسطة fatfouta
رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

سنيور سكوب صباح الخير

بالصدفه قريت الخبر دا معلش ممكن توضيح للموضوع

إضغط هنا

و سؤالي لحضرتك

واحد زنا و قامت الكنيسة بالتطليق لعلة الزنا تمام كده

الزوجة من حقها تتجوز تاني صح؟

هو بقى اللي زنا دا ممنوع انه يتجوز تاني؟ايه النص الصريح اللي بيقول ده في الكتاب و ايه الحكمة منه؟

رابط هذا التعليق
شارك

الزواج... التعدد .... الطلاق في المسيحية

سيدتي الفاضلة remo

اشكرك علي سؤالك الذي سيسمح باضفاء بعض الضؤ للأخوة الأعزاء عن فكرة الزواج في المسيحية ....

الزواج علاقة شرعية تنادي بها كل العقائد ... قد تختلف طقوسها من عقيدة لأخري و لكن يبقي هدفها الديني واحد ... بينما في الطلاق و التعدد ما يحدث الأختلاف و بالأخص بين المسيحية و العقائد الأخري ..

و لكن لنبدأ بالترتيب ... فلنتكلم أولآ عن الزواج .. مفهومه شروطه ... و أهدافه في المسيحية ... ثم نتكلم عن التعدد و الطلاق و الذي سيكون فيه الرد علي سؤال حضرتك

مفهوم الزواج في الدين المسيحي هو أنه سُنّة مقدسة من الله تعالى ... هو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد وامرأة واحدة ...وتُعرف هذه الرابطة برابطة الزواج ...التي يتساوى فيها كل من المرأة والرجل...فيكون كل منهما مساوياً ومكملاً للآخر ... وذلك بحسب شريعة الله القائلة:

"لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" (تكوين 2:24).

فكلمات الله عز وجل تعني أنه عندما يتزوج رجل بامرأة فإنه يكمّلها وهي تكمله...ويذوب كيان كل واحد منهما بالآخر في المحبة المتبادلة والتفاهم... وذلك بحسب وصيته تعالى القائلة:

"عندما يتزوج رجل بامرأة فإنهما ليس بعد اثنين بل جسد واحد" (متى 19:6).

وهذا يعني أن رابطة الزواج يجب أن تدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته... إذ ينبغي على الرجل أن لا ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة ...أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية...فهي نصفه الآخر الذي يكمّله... و واجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظة تامة كما يحافظ على نفسه ...ويحبها كما يحب نفسه تماماً.

كما ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها... تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج...وعليها أن تنظر إليه كنصفها الآخر المكمّل لها... وكحصن لها يدافع عنها ويصونها. لأنه كما أن السيد المسيح هو رأس الكنيسة ...فكذلك الرجل هو رأس المرأة (أفسس 5:23).

وبناء على ذلك على كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه. والمفروض أن تدوم هذه الرابطة الزوجية رابطة مقدسة حتى الموت لأن :

ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان (متى 19:6).

- هذا هو مفهوم الزواج في الدين المسيحي.

ما هي الغاية من الزواج المسيحي؟

- إن غاية الزواج والهدف منه في الدين المسيحي، يمكن أن نلخصها فيما يلي:

1 - استئناس أحد الفريقين بالآخر ... أي الزوج والزوجة ... ومساعدته ومواساته في حالات العسر واليسر.

2 - تقديس الغرائز والميول الطبيعية التي أوجدها الله في الإنسان وتوجيهها التوجيه الصحيح.

3 - تكوين رابطة مقدسة بين شخصين مختلفين ... ذكر وأنثى ... واتحادهما اتحاداً روحياً في جسد واحد بحيث يكون كل منهما مكملاً للآخر ... وهذا سرّ إلهي عظيم ورد ذكره في الكتاب المقدس (أفسس 5:31-32). ونتيجة لهذا الاتحاد تنشأ محبة وتفاهم مشتركان.

4 - إنجاب ذريّة صالحة تتربى .

هذه هي الأهداف الأربعة التي يرمي إليها الزواج في الدين المسيحي.

كيف يتم الزواج عادة عند المسيحيين؟

لا توجد طريقة واحدة يتم فيها الزواج... لأن لكل بلد ولكل شعب عاداته وتقاليده. ... ولكن على سبيل المثال أول خطوة هي أن يكون كل من الشاب والفتاة في سن مناسبة للزواج وتحمّل المسئوليات ...وبصحة جيدة تؤهلهما لذلك.

أما بالنسبة للطريقة المتبعة فعادة هي أن يختار الشاب فتاة مناسبة قد يتعرّف عليها شخصياً.. أو بواسطة الأهل والأصدقاء.. فيذهب مع أهله ويطلب يدها من أهلها .. فإذا وافقت الفتاة ووافق أهلها تكون هناك فترة تعارف بين الشاب والفتاة على أخلاق بعضهما ... وعن مبادئ كل منهما الشخصية والعقائدية وغيرها .. ويتفاهمان بالنسبة لبعض الأمور التي تهمّ كلاًّ منهما.. وتسمى هذه الفترة فترة الخطبة. وبعد ذلك يتم الزواج... وتتم مراسيم الزواج في الكنيسة... وتجري على يد أحد رجال الدين بناء على كلمة الله والطقوس الكنسية المتّبعة وبوجود المدعوّين من أهل وأصدقاء ومعارف الطرفين وبوجود شهود على ذلك .

شروط خاصة بالنسبة للزواج

قد يكون هناك شروط خاصة بين الطرفين بالنسبة للمسكن وفرش البيت وغيرها من الأمور التي تهمهما علماً بأن الشاب والفتاة يتعاونان في بعض الأحيان.... وما يجدر ذكره أن ليس هناك مهر يدفعه العريس للعروس أو لأهلها بقصد الزواج.... ومن أهم الشروط هو أن يكون الشاب المتقدم للزواج غير مرتبط مع شريك آخر وكذلك الفتاة.... كما ينبغي على الشاب أن يطلب يد الفتاة التي تناسبه وتصلح أن تكون شريكة لحياته... دون أن يكون هناك إجبار أو إكراه في الموضوع بالنسبة للطرفين.

أعتقد انه حتي اتمام مراسم الزفاف لا توجد اختلافات جوهرية (بخلاف المهر) بين المسيحية و الأسلام

للتعدد و الطلاق حديث آخر ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

التعدد ...

التعاليم المسيحية المستمدة من الإنجيل المقدس تنص أنه على الرجل أن يرتبط بزوجة واحدة فقط. فالزواج بحسب مفهوم الدين المسيحي هو سُنّة مقدسة رتّبها الله تعالى...يرتبط فيها الرجل والمرأة برباط روحي... يُعرف برابطة الزواج.

وفي هذه الرابطة المقدسة مثلما كتبت في المداخلة السابقة يتساوى الرجل والمرأة ... ويكون كل واحد منهما مكملاً للآخر...وذلك بحسب الكتاب المقدس :

"لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" (تكوين 2:24).

يجب أن يكون الرجل والمرأة في الزواج المسيحي جسداً واحداً ... لن يستطيع متي تزوج واحدآ منهم ان يتقاسم هذ الجسد مع جسد آخر لأنه أصبح جزءآ من آخر و لم يعد مثلما كان سابقآ ...

الطلاق

من ما سبق نفهم أن الزواج في الدين المسيحي أمر مقدس بل و يطلق عليه البعض في الكنيسة المسيحية لقب سر الزواج. وعلى الرجل أن يقترن بامرأة واحدة يكون وإياها كأنهما جسد واحد ينمو في المحبة والتفاهم ..والعطاء ... والتضحية...وعليهما أن يعيشا معاً...ويحافظا على مبادئهما المسيحية في السرّاء والضراء....في أيام العسر واليُسر.

والكنيسة المسيحية في كل تاريخها علمت أن زواج الرجل ينبغي أن يكون بامرأة واحدة مدى الحياة...وأن يكون كل من الزوجين...أميناً لعهود الزوجية المقدسة. وقد اهتمت الديانة المسيحية بالزواج... وجعلته من المقدسات الدينية... فمنعت تعدّد الزوجات وحرّمته... كما حرّمت الطلاق مبدئياً كقاعدة عامة.

وذلك استناداً إلى ما قاله السيد المسيح عندما جاء إليه الفريسيون ليجرّبوه قائلين له:

" هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟

فأجاب وقال لهم: أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال: من أجل هذا يترك الرجل وأباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً؟ إذاً ليسا بعد اثنان، بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان.

قالوا له: فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق؟ قال لمهم: إن موسى من أجل قساوة قلوبكم آّن لكم أن تُطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هذا. وأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني، والذي يتزوج بمطلقة يزني" (متى 19:3-9).

الزواج في المسيحية يقوم على أسس جوهرية نستطيع أن نلخصها بما يلي:

أولاً: القدسية : فالزواج المسيحي المبني على كلمة الله، هو رباط مقدس.

ثانياً: الوحدة والاتحاد : الوحدة تقوم على أساس أن يتخذ الرجل الواحد امرأة واحدة فقد جاء في رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس:

"ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (1كورنثوس 7:2).

ثالثاً: المحبة واحترام: أن يقوم الزواج المسيحي على أساس المحبة والاحترام والتفاهم المتبادل بين الزوجين (أفسس 5).

رابعاً: الثبات وعدم الانحلال: وهذا يعني أن الزواج يجب أن يدوم ولا يُحل بقوة سلطان بشري إلا بالموت.

هذه هي أهم الأسس للزواج المسيحي المثالي.

ولكن بعيدآ عن المثالية فنحن كلنا بشر و هناك حالات يكون من نتيجتها تصدّع بنيان الزواج أو تفسّخه ...لذلك لابد من إيجاد وسائل لمعالجة مثل هذه الحالات معالجة فعّالة ... وبناء عليه فقد أُسندت معالجة مثل هذه الحالات إلى المحاكم الروحية الكنيسة لإيجاد التشريعات المناسبة لتبرير الطلاق ... أو فسخ الزواج أو بطلانه ... والتي هي بالنتيجة شيء واحد ...إلا أنه يسمى طلاقاً بالنسبة للبعض في حالة الزنى فقط ... ولا يحقّ لمن طُلّق بسبب الزنى أن يتزوج ثانية ( و هذا هو الرد علي سؤال حضرتك و الذي أعلم انه عقاب قاسي حتي و لو ندم الزاني و تاب و لكنه كان يعلم ثمن فعلته تلك قبل القيام بها ) ... بينما يجوز ذلك في الحالات الأخرى.

ومع أن المرجع الأول الذي يُعتمد عليه لتبرير الطلاق هو الكتاب المقدس ...الذي ينص في أكثر من موضع على أن

"من طلّق امرأته إلا لعلة الزنى، يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني" (متى 5:32).

فمع ذلك اضطرت الكنيسة لوضع تشريعات واجتهادات خاصة لمعالجة موضوع الزواج الفاشل... الذي يحوّل الحياة الزوجية إلى جحيم وشقاء... ومن هذه الاجتهادات والتشريعات:

1 - حالة الزنى... عند اقتراف أحد الطرفين جريمة الزنى وتدنيس قدسية الزواج.

2 - إصابة أحد الزوجين بالجنون والانفعالات النفسية الشديدة التي لا يمكن شفاؤها والتي تشكّل خطراً على الحياة الزوجية والأولاد فيما بعد.

3 - عند ترك الزوجين بيت الزوجية دون إذن أو علم الآخر... ودوام ذلك لفترة طويلة قد تكون ثلاث سنوات أو أكثر (عند بعض الطوائف).

5 - عندما يكون زواج أحد الطرفين من الآخر بالإكراه ودون موافقته ورضاه.

بالإضافة إلى ذلك، هناك آراء وأفكار لا تقبلها المسيحية حول الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق أو فسخ الزواج... مثل عدم الانسجام الجسدي الذي يؤثر على السعادة الزوجية. وقد ذهب البعض إلى أن اختلاف الدين بين الزوجين أو العجز الجنسي الدائم..

أو كل ما يسبب تصدّع صرح الزوجية هو سبب كافٍ للطلاق.

إلا أن المسيحية بشكل عام لا تقبل بالطلاق المعلّق على الأهواء والنزعات الخاصة أو النزوات أو التراضي والاتفاق بين الزوجين على الطلاق... إذ يجب أن تكون هناك أسباب هامة تؤدي إلى ذلك .. ويعود تقديرها للمحاكم الروحية لدى الطوائف المسيحية.

ومما يجدر ذكره أن بعض الطوائف المسيحية لا تجيز الطلاق لأن الشريكين قد صارا في الزواج المقدس جسداً واحداً لا يجوز الفصل بينهما مهما تكن الأسباب. ولهذا فهي تقرّر الهجر بين الزوجين لمدة طويلة يختبر فيها كل من الطرفين نفسه على أمل أن يكون هناك مجال لعودة الوفاق بينهما. وليس هناك قانون عام أو قاعدة عامة يجوز الطلاق بموجبها... بل إن كل حالة تؤخذ على حدة يقرر بشأنها بحسب الموجبات المؤدية إلى الخلاف والحل الذي ترتئيه المحكمة الروحية المسئولة عن شئون الأحوال الشخصية.

ومع أن الطلاق مرفوض في الدين المسيحي.. لأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان.. إلا أن هناك وجهات نظر أخرى تحاول معالجة هذا الموضوع لإيجاد منفذ لحالات يستعصى فيها على الإطلاق الجمع بين اثنين واستمرار حياتهما معاً ... على أساس أن التعاليم المسيحية ليست جامدة ... وتهتم بالروح بدل الحرف.. فإذا كان لا يمكن الجمع بين اثنين في محبة ووفاق فهل من العدل والحكمة أن يبقيا معاً في حياة لا تُطاق؟

وخلاصة القول إن الأساس للأسرة المسيحية المثالية بالنسبة للحياة الزوجية هو مبدأ عدم الطلاق.. وهذا حق ...ولكن في المقابل يجب عدم نسيان ناموس الرحمة والمحبة.

فالطلاق هو شر... والعيش في جو من الحقد والضغينة والكراهية وسوء التفاهم الدائم والتشنج هو شرّ أيضاً... وفي هذه الحالات الشاذة يمكن اختيار أهون الشرّين... وهو فسخ عقد الزواج أو ما يُعرف بالطلاق.

بهذا نلاحظ أن الديانة المسيحية تقدس الزواج بين الرجل والمرأة تقديساً كاملاً... ولا تشجع - بل تحرّم - الطلاق في الحالات التي يمكن فيها إنقاذ هذا الزواج..لأن ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان. وأن الطلاق - إن حدث - فهو معالجة لأمور شاذة لا يمكن إصلاحها.

أرجو أن أكون أستطعت بذلك شرح طبيعة هذه المسألة من جانبها الديني المسيحي ..

تحياتي و احتراماتي

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

معلش يا سنيور حضرتك يمكن ما فهمتش سؤالي

اوضحه لحضرتك

واحد متجوز و خان مراته و تم التفريق بينهم

بعد كده بقى يكملوا حياتهم ازاي؟

رابط هذا التعليق
شارك

سيدتي الفاضلة .....

اولا "تم التفريق بينهم" اجده تعبير خاطيء.. لانه في حالتنا تلك كان حسب طلب الزوجة التي خانها زوجها ..

و ردآ علي سؤال حضرتك من المؤكد انه "دينيآ" لا يتم مباركة زواجه من أخري و لا يملك رجل دين اورثوزكسي اي حق في اقامة طقوس دينية لزواجه من اخري ...

بينما في حالة الزوجة البريئة فمن حقها أن تتزوج مرة اخري.

و لمزيد من المعلومات التفصيلية ادعوكي سيدتي الفاضلة لتصفح هذا الرابط الذي يحتوي علي احكام الاحوال الشخصية للأقباط .

فائق تحياتي

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

مقدمة تعريفية :

"بابا" هي في الأصل كلمة قبطية تنطق " بي آبا " وتعني الأب، ويقال أن أول من دعي بهذا اللقب هو القديس إنيانوس البطريرك الثاني لكرسي الإسكندرية الرسولي.

بابا الإسكندرية هو أسقف الإسكندرية تثبَّت هذا بقرار من المجمع المسكوني الأول بنيقية عام 325 م. البند رقم 5 وهو رئيس المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلى سلطة في الكنيسة الإسكندرية.

الكرازة المرقصية، تعني ان المسيحية دخلت مصر بكرازة، مارمرقس، والكرازة تعني التبشير، فمار مرقس بدأ دعوته بالتبشير في منتصف القرن الأول الميلادي

ورغم أن المقر البطريركي تم نقله للقاهرة فإن اللقب لا زال يُستعمل للدلالة على أن التبشير بالمسيحية في مصر بدأ من الإسكندرية.

**********************************

شروط انتخاب البابا

تضع لائحة الكنيسة الخاصة بانتخاب البابا والتي أقرت عام 1957 شروطا عديدة يجب أن تتوافر فيمن يترشح لشغل المقعد البابوي.. أبرزها أن يكون مصريا قبطيا أرثوذكسيا .... وأن يكون من الرهبان المتبتلين (غير المتزوجين ولم يسبق لهم الزواج)، ويبلغ من العمر 40 عاما ميلادية على الأقل عند خلو الكرسي البابوي ... وأن يكون قد قضى في الرهبنة مدة لا تقل عن 15 عاما ... وألا يكون مسؤولا عن أي إبريشية ... وهو ما يجعل خلافة البابا محصورة في عدد لا يتجاوز 100 أسقف.

وتحدد اللائحة طريقة اختيار البابا عن طريق ما يسمى "المجمع الانتخابي" ... الذي يضم نحو 1500 شخص هم فقط لديهم الحق في التصويت لاختيار البابا ... من بين نحو كذا مليون قبطي ( ضع الرقم الذي يعجبك )

فإذا خلا كرسى البطريرك بسبب وفاة شاغله أو لأى سبب آخر فيجتمع المجمع المقدس والمجلس الملى العام بناء على دعوة أقدم المطارنة رسامة وبرياسته وفى ميعاد لا يجاوز سبعة أيام من تاريخ خلو الكرسى لاختيار أحد المطارنة قائمقام البطريرك .. ويصدر أمر جمهورى بتعيين القائمقام البطريرك ليتولى شئون البطريركية الجارية بحسب القوانين والتقاليد الكنسية وطبقاً للوائح المعمل بها وذلك الى أن يتم تعيين البطريرك ... ثم تقوم لجنة مكونة من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملي بتحرير جداول الناخبين الذين سيمثلون المجمع الانتخابي ويكون لهم حق التصويت ... .

وتقوم اللجنة بقيد أسماء الناخبين من الفئات التي حددتها اللائحة ومن بينها المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة ووكلائها .... و24 كاهنا من كهنة القاهرة ... و7 من كهنة الإسكندرية ... والوزراء الأقباط الحاليين والسابقين .... وأعضاء مجلس الأمة الأقباط (البرلمان حاليا)، وأصحاب الصحف ورؤساء تحريرها.. ومحرري الصحف اليومية شريطة أن يكونوا أعضاء في نقابة الصحفيين.

وذلك إضافة إلى 12 من الأراخنة (أغنياء ووجهاء الأقباط) من كل محافظة بشرط أن يكون كل منهم بلغ من العمر 35 عاما.. وأن يكون حاصلا على شهادة دراسية عالية ..

وتجري عملية التصويت في يوم واحد في حضور مندوب من وزارة الداخلية ... ويتم إعلان أسماء الثلاثة مرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات بحسب الترتيب ... ويتم في "الأحد" التالي اختيار البابا من بين الفائزين الثلاثة عن طريق ما يسمى بـ"القرعة الهيكلية".. والتي تجري في الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة..

وتجرى القرعة عن طريق كتابة أسماء الفائزين الثلاثة في ثلاث ورقات وطيها بدقة .. ثم يقوم أحد الأطفال باختيار ورقة يكون صاحبها هو البابا الجديد...وتتم القرعة داخل غرفة الهيكل. متي تم ذلك تبدأ مراسم تنصيبه بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .. و في نفس الوقت و لأسباب تتعلق بالمسائل المدنية والشهر العقاري والمؤسسات التابعة للدولة الملزمة لهذا المنصب يتم اصدار قرار جمهوري يعتمد هذا التعيين ...

مما سبق نستطيع ان نلاحظ ان اللبس الذي يحدث عادة في تفسير دور الدولة المدنية في التعيين او حتي العزل يكون محصورآ فقط في تلك المسائل الدنيوية ... فالبابا او اي كاهن بوجه عام ليس موظفآ مدنيآ يتم تعيينه او رفده.. و لكي لا نذهب بعيد ... أعتقد ان معظمنا عاصر قرار الرئيس السابق السادات في عزل البابا شنودة ... و لكنه لم يستطيع ان يجبر أحدآ علي اختيار بابا جديد او حتي حاول هو شخصيآ تعيين بابا بدلآ منه .. و ظل البابا شنودة يزاول كل مهامه الدينية من الدير بينما انتقلت المهام "البيروقراطية" بقرار جمهوري آخر للجنة كنسية تم تعيينها من قبل السادات نفسه ... و استمر هذا الوضع لفترة حتي تمت اعادة تلك الخصائص اليه مرة أخري في عصر الرئيس مبارك ... و لكنه في النهاية ظل دائمآ بطريرك الأقباط ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

هل التبشير بالدين المسيحي يا سكوب عندكم أمر مقدس و من الاولويات؟

و ماهي الطرق المتبعه في التبشير بشكل ملخص؟

بمعنى هل تعتمد على المال و الإنفاق في الأساس

أم انها دعوه بطريقه توضح الايجابيات للمسيحيه فقط

أم انها دعوه توضح سلبيات الديانات الأخرى ايضا؟

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

سنيور سكوب

النهاردة كنت باتفرج على برنامج في دريم و كان مستضيف المفكر كمال زاخر و اسقف بس اعذرني مش فاكره اسمه

المهم الحوار طبعا كان عن موضوع الزواج التاني بعد التطليق

فالاسقف قال ان الزاني دا طبعا استحالة يتجوز تاني بس طبعا بعد ما يتوب بنقبله في الكنيسة و نرعاه و بيتناول

قام المفكر كمال سأل الاسقف سؤال مهم و دا سؤالي لحضرتك من باب التوضيح

كمال زاخر سال الاسقف ازاي بتقبله و بتدخله في اعظم سر من اسرار الكنيسة اللي هو التناول اللي معناه قبول دم و لحم الرب و مش قادر تقبل تديله حق الزواج مع ان التناول اعظم من الزواج؟

خايفة اكون زهقتك مني يا سنيور بس و الله عاوزة افهم :roseop:

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...