فــيــروز بتاريخ: 13 سبتمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 سبتمبر 2003 الذين يعلقون المشانق للفن المبدع إذا تعارض مع توجهاتهم بقلم :مها عبد الفتاح عندما يصطدم الإبداع مع السلطة.. سلطة الحكم أم سلطة رؤوس الأموال فما يعود من فارق بين دول ترفع لواء الحريات عالية ودول تقيد الحريات علنا... الوسائل ربما هي التي تفرق والإذعان 'لمن' هو كل الفارق و... أتابع هذا الموضوع منذ صيف العام الماضي عندما بدأ بزوبعة طارئة تحولت مع بدء هذا العام إلي عاصفة، ثم إعصار فمعركة شرسة تجري بين ربوع أمريكا.. معركة تدور بين إبداع الفن وقوامه الصدق وبين قوي تعودت أن تمهد الطريق أمام أهدافها فلا تستعصي وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة و... نختار أن نعرض للمعركة الآن بعد أن دخلت مراحلها النهائية: فإما انتصار الفن الرفيع وحرية التعبير والصدق أو الهزيمة البائنة لهم أمام قوي الابتزاز والتهديد.... غلاة اليهود الأمريكيين يشنون حملة شعواء علي الفنان المشهور مل جبسون منذ العام الماضي لمنع الفيلم الذي أخرجه وشبه مجعد حاليا من العرض قبل أن يجري عليه تعديلات وتغييرات محددة في صميم الموضوع... جبسون لا يمثل في الفيلم وإنما قام بإخراجه وشارك في كتابة السيناريو وقام بتمويله حتي بلغت تكاليفه أكثر من 24 مليون دولار حتي الآن دفعها من جيبه الخاص بدون شركاء: الفيلم 'آلام المسيح' والمرادف للعنوان بالانجليزية هو PASSION ويدور حول الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة في حياة السيد المسيح علي الأرض بتركيز خاص لم يتحقق لعمل فني آخر من قبل. جبسون رافض تماما لأي تغيير أو تعديل والفيلم شبه جاهز وإن لم يتفق علي توزيعه حتي هذه اللحظة ومايزال رهن الحرب القائمة بين بعض المنظمات اليهودية.. إنما جبسون ليس بالخصم الضعيف الذي يسهل عليهم ابتلاعه ولا هو بواقف وحده وإنما هو أولا مقاتل عتيد وليس فقط في أفلامه فهو من عمالقة الصف الأول في السينما الأمريكية فوق أنه فنان سينمائي متعدد المواهب علي نحو نادر ويكفي أن يشهد له فيلمه الذي لا ينسي 'شجاعة قلب' ذلك الذي قام ببطولته وشارك في إخراجه وحصل عنه علي الأسكار... تلك الملحمة الدموية البارعة إلي حد القسوة التي قدمها في دور البطولة، شخصية البطل الأسكوتلندي 'ويليام والاس' الذي قاد المقاومة ضد انجلترا في العصور الوسطي... إنما عن فيلم آلام المسيح فكل ما يفعله حتي الآن لا يزيد عن دعوة أفواج من الشخصيات العامة والنقاد ليشهدوا الفيلم في عروض خاصة ليحكموا بينه وبينهم هؤلاء الغلاة من اليهود الأمريكيين... دعا رجال دين كاثوليك وبروتستانت ونقادا وشخصيات عامة وعدد غير قليل من اليهود المستقلين غير الملتزمين إلا بالإبداع وحده... ومجموع الآراء المنشورة علي الانترنت نقلا عن تلك الشخصيات تدل في مجملها علي أنه أعظم رواية سينمائية دينية تحققت لهوليوود حتي الآن... إنما يبدو أن سر النقمة هو خروجه عن عباءة المنتجين اليهود الذين تولوا تمويل جميع الأفلام الدينية الكبري التي أنتجتها هوليوود حتي الان باستثناء هذا الفيلم.! بدأت الحملة ضد جبسون في صيف العام الماضي بمجرد أن عرف نبأ بدء التصوير في إيطاليا... وفي حديث مع جبسون أجرته شبكة فوكس الأمريكية في يناير هذا العام كشف هو عن كثير من وسائل الحرب التي شنوها عليه... بدءوا أولا بالتفتيش في كل ثنايا حياته الخاصة لم يتركوا منها شيئا بعثوا إلي استراليا فيمن يبحث في ماضيه بأكمله حتي أحواله المالية مع البنوك متتبعين مسيرة أمواله حتي التبرعات والهبات وإلي من يقدمها.. فتشوا في كل ركن من حياته بحثا عن أي ما يصلح للتشهير... فلما لم يجدوا شيئا يفي بالغرض تحولوا إلي الأصدقاء والمعارف ومن يتعامل معهم في البيزنس بل تحرشوا بأفراد عائلته في استراليا بما فيهم أبيه الهرم الذي يبلغ الخامسة والثمانين من العمر.... بعدها أي في شهر مارس الماضي بدأت الحرب المعلنة فقد عثروا علي ما ظنوا أنه غايتهم... وبدأت بمقالات مستفزة ثم تواصلت بمقالات نارية توجه الاتهامات إلي الأب علها تنال من الابن وأخذوا ينشرونها في كبيرات الصحف الأمريكية ثم... أسقطوا قنبلتهم النووية! سلطو اتهاماتهم علي الأدب 'هاتون جبسون' الرجل الكاثوليكي الوقور والمؤلف المحترم واتهموه بخطيئتين: الأولي أن في ماضيه سابقة تساؤل متشكك في رقم 'الستة مليون يهودي' ضحايا الهولوكوست.. ذلك الرقم المقدس غير المسموح لأحد أن يزحزحه في الحجم كثيرا أو قليلا! إذن جبسون الابن (كاره ابن كاره) لليهود متأصل في معاداة السامية مع أن من الشخصيات اليهودية من انتقد وشكك في حجم هذا الرقم مثل (نورمان فينكلشتاين) مؤلف كتاب 'صناعة الهولوكوست: استغلال معاناة اليهود'... أما الخطيئة الأخري فهو تشكيكه علنا في المفهوم الرسمي لهجوم 11 سبتمبر إذ يعتقد جبسون الأب ويبدو أنه أعلن ذلك 'أن الطائرتين اللتان اخترقتا برجي مبني التجارة العالمي قد وجهت إلي هدفيهما بالريموت كونترول وليس بواسطة الانتحاريين العرب'. وكما جاء في المقال الذي نجشر بمجلة نيويورك تايمز بتاريخ 9 مارس 2003 يجنسب إلي جبسون الأب اتهاماته للماسونية العالمية المعومة من اليهود بأنها استطاعت اختراق الفاتيكان مما أدي إلي وثيقة تبرئة اليهود و.. أمور أخري من هذا القبيل... إبراهام فوكسمان من عصبة مناهضة التشهير المعروفة اختصارا ب (ADL) و.. (رابي) مارفن هاير مؤسس الجامعة اليهودية في لوس انجلوس (جامعة يشيفا) والعميد الحالي لمركز سيمون فيزنتال الذي يتابع المعادين للسامية علي رأس قيادة هذه الحرب غير عدد من أعضاء اللجنة الأمريكية اليهودية بالتعاون طبعا مع كبريات أعمدة الميديا الأمريكية.... مثلا شبكة 'سي إن إن' وغيرها يتجاهلون تماما الآراء التي سجلها وأعلنها من أجتيح لهم مشاهدة الفيلم وشهاداتهم فيه.... مثلا كبير أساقفة كولورادو 'تشارلز تشابوت' شاهد الفيلم ووصفه بأنه 'عمل فني فوق الممتاز وفي غاية الأمانة من الوجهة الدينية'... بل قال إن الاندفاع في الهجوم علي الفيلم هو نوع من أنواع التخويف للمسيحيين غير مقبول 'لأنني أعتقد أن هذا العمل يأتي عن عقيدة وإيمان من قِبّل جبسون' والملاحظ التدبير والتنسيق المنظم للحلف المناهض للفيلم متمثلا في الميديا الأمريكية وكأنه برنامج وجدول أعمال قائم والحرفية في التهييج والهجوم واضح تماما.... والإعلام الأمريكي يبدو منقادا وهو دوما كذلك بلا حول ولا قوة إذا ما تعلقت الأمور بما يكره اليهود الأمريكيين أو إسرائيل.. وكون أن الفيلم يقابل بإعجاب جارف من يشاهدونه في العروض الخاصة فهذا ليس من اختصاص الميديا الأمريكية علي ما يبدو! هذا غير أنهم إذا عرضوا فالصياغة خبيثة من الوجهة الخبرية فيقال مثلا كما جاء في نشرة سي إن إن: 'هؤلاء الذين شاهدوا الفيلم الذي يدور عن يسوع المسيح الذي ينتجه ويخرجه مل جبسون يقولون إنه قد يؤدي إلي إثارة العنف ضد اليهود'... ولاحظوا استخدام تعبير 'هؤلاء' بدلا من استخدام تعبير 'بعض' مع ملاحظة أيضا عدم الإشارة إلي وجود من يمتدح الفيلم أو لهم آراء إيجابية تغاير الكارهين له.... وراء الغضب العارم ضد هذا الفيلم اعتقاد تلك المنظمات اليهودية أن هدفه هدم تبرئة اليهود من دم المسيح التي حصلوا عليها من الفاتيكان. باعتبار أن الحكم أصدره وقام بتنفيذه الرومان الذين كانت لهم السيطرة علي القدس في ذلك الحين وليس اليهود.. وعلي ذلك كون جريمة ما حدث للسيد المسيح لا تقع علي 'جموع اليهود' في ذلك الزمان ولا علي رأس كل اليهود في كل زمان... 'ومما يجنشر علي الانترنت من المؤيدين لجبسون أنه لم يتعرض لمسئولية اليهود لا بعضهم ولا كلهم بل ابتعد واقتصر علي ما جاء في التاريخ والإنجيل فقط وأما المنظمات اليهودية فشاغلها علي ما يبدو ليس أن تخرج الجماهير بانطباع أن اليهود مسئولين جماعيا أم جزئيا وإنما يريدون إقناع العالم بأن اليهود' ليس لهم أي دخل كان بما جري علي الإطلاق بالطبع هذا افتئات علي الحقائق التاريخية الثابتة... فإما يلبي الفيلم أو ليذهب إلي الجحيم ولكنه لن يذهب بل سيظهر علي الأرجح... عموما دعونا نتابع ما تنتهي إليه هذه المعركة. http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/.../3071/1201.html "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ" صدق الله العظيم ----------------------------------- قال الصمت: الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه الحصان العائد بعد مصرع فارسه يقول لنا كل شئ دون أن يقول أى شئ مريد البرغوثى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان