اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

التزييف الاعلامى المشين...من مصر لأمريكا للصين


disappointed

Recommended Posts

سبق أن تحدثت عن الآثار السلبية لشح الاعلام والاغراق الزائد للاعلام ومناطق العتامة والاظلام الاعلاميّه والاعلام الزائف أو الاعلام المزيّف(بكسر الياء المشدّدة أو فتحها)

والحقيقة أننا ( كدول عالم ثالث تعانى من انعدام الديموقراطية ومن الاعلام الموجّه والمغلق والساعى الى عمل غسيل مخ ليس فقط فى الداخل وانّما أيضا للمتابعين من الخارج - رغم الفشل الذريع فى خداع كلاّ من الداخل والخارج - ) ...أقول أننا لسنا وحدنا الّذين نعانى من التزييف الاعلامى للوقائع والأحداث اذ يحدث نفس الشيئ فى العديد من دول العالم المتقدّمة والتى تتبنّى الاعلام الحر المفتوح وتحتضن سياسة المكاشفة الاعلاميّه (مع الفارق طبعا فى كمّ هذا التزييف بيننا وبينهم ناهيك عن أسلوب اخراجهم المميّز و الغير مباشر مقارنة بأسلوب اعلامنا الساذج والمكشوف والمغرق فى التكتيكات المباشرة المفضوحة والمخجله)

واذا كان اعلامنا المصرى يحاول أن يظهر للشعب المصرى وللمتابعين فى أنحاء العالم أن كل شيئ تمام التمام وأننا نعشق التراب الذى يمشى عليه رئيس دولتنا و مستعدّين لافتدائه بالروح والدم فان الاعلام الصينى (وهو اعلام موجّه ومنغلق) والاعلام الأمريكى (وهو اعلام من المفترض أنه حر وغير موجّه) يفعلان نفس الشيئ ولكن بدرجات متفاوتة فى التركيز والكمّ و تقنيّة التنفيذ

ففى حالة الاعلام المصرى فان الاخراج الساقط للفيلم الاعلامى - الأكثر سقوطا - يتجلّى فى لقاءات رئيس الدولة على سبيل المثال مع شباب الجامعات الذين يتم ادخالهم معسكرات اعداد متخصّصة فى تحفيظهم وتلقينهم لأدوارهم وكلماتهم ومخارج حروفهم بل وهمساتهم فى يوم اللقاء المنتظر قبل موعده بأسابيع...

وفى يوم اللقاء الموعود....

يتجلّى الابتذال الاعلامى المستخف بعقول متابعيه عندما يقف شاب مثل الفحل وشنبه فى وجهه ليلقى وصلة مديح (كتلك التى ألقاها طلاّب المدرسة التى زارها نجيب الريحانى فى فيلم "سلامه فى خير")..... ويبدأ الغثيان يصيب كل من يتابع ما يحدث على شاشة التليفزيون عندما يقف ذلك الجحش الذى لايستحى على دمّه ولا يشعر بالخجل من نفسه وهو يلقى كلماته بأسلوب مسرحيّات المدارس الابتدائيّه و دور الحضانه ملقيا على أسماعنا فى البداية قصيدة شعرية تضاهى تلك القصائد التى ألقيت فى مدح الخلفاء الأمويين والعبّاسيين قبل أن يستهل كلماته الموجّهة الى رئيس الدولة والتى تنتمى لعيّنة "والدى الرئيس... يا أيّها الأب الحنون لكل شباب مصر...يا أيّها البدر المنير فى سماء شبيبة هذا البلد المعطاء......الخ الخ الخ....وبالطبع لاداعى لذكر ما يرد فى باقى خطاب ذلك الجحش اذ أنه يدور كلّه فى نفس فلك قصيدة المديح وكلماته الاستهلاليّه

ثم.....يأتى دور البطولة النسائية فى تلك الأفلام الاعلامية الهابطة عندما تنبرى طالبة تناست أن من فى مثل عمرها وتكوينها الجسمانى قد أنجبن وأرضعن وفتحن بيوتا لترتضى تلك الكائنة المبرمجة أن تنسخط بقدرة قادر الى طفلة فى دار حضانة هدى شعراوى لتلقى صورة كربونية من خطاب زميلها الذى سبقها ولكن بأسلوب القاء (فتّحى ياورده....قفّلى يا ورده) و (توينكل توينكل ليتّيل ستار) منهية خطابها بمقاطع معدّلة من مسرحيّة "سيّدتى الجميلة" ومقتبسة منها ككلمات من عيّنة :"أنت القلب الكبير.. أنت نعمة واحسان..وأنت..وأنت..وأنت ....الخ الخ " التى كان فؤاد المهندس يدرّب شويكار عليها........ لتكتشف أن الفارق الوحيد بين ذلك الفحل وزميلته من جهة وبين الأطفال الذين يحضرونهم لسيّدة الدولة الأولى فى احتفالات أعياد الطفولة من جهة أخرى لايتعدّى كون أنهما يقولان :"بـابـا" بينما أولئك الأطفال يقولون :"مـامـا" ممّا يجعلنى أتسائل عن امكانيّة استخدام الهندسة الوراثية لاستنساخ نماذج بشريّة مهجّنة تستطيع أن تقول :"بـابـا و مـامـا" فى آن واحد

أمّا عن طريقة الاخراج الصينيّة فانّها أكثر وعيا ونضوجا.... ويحضرنى هنا للدلالة على ذلك حادثة كان المفكّر الفرنسى الكبير "ادجار موران" قد رواها فى أحد كتبه عن زيارة "نيكسون" التاريخيّة الى بكين عندما كان الرئيس الأمريكى ومعه لفيف من الوفد الاعلامى المرافق له يجتازون جميعا – سيرا على الأقدام - حدبقة معبد صينى تحيط به بركة مياه اصطناعية فى غاية الروعة والجمال ليجدون – فى اطار هذا الجو الحالم الساحر- أطفالا صغارا كالملائكة يلعبون بقواربهم الصغيره فى الماء مع أزواج من الشباب المراهق الّذين يجلسون متشابكى الأيدى التى تمسك بزهور بديعة فى استرخاء و هم يستمعون الى موسيقى صادرة من أجهزة ترانزستور يحملونها ..ممّا دفع بالوفد الاعلامى لالتقاط العديد من الصور لهذا المشهد الشاعرى قبل مغادرتهم للمكان....الاّ أن أحد هؤلاء الصحفيين عاد ليستعيد شيئا كان قد نسيه فى المكان ليرى مدرّبين لا يعرف من أين انبثقوا وقد جمعوا الأطفال والمراهقين فى طوابير منتظمة , وكان كل منهم يعيد قاربه أو جهاز الترانزستور والأزهار الى المدرّب الذى أنهى عمليّة جمع الطوابير مطلقا صفّارته لينطلق الجميع بخطى ايقاعية كالمشاركين فى العروض الاحتفاليّه.

واذا كانت طريقة الاخراج الصينيّة بهذه الرومانسية الحالمة والناعمة , فان طريقة الاخراج الأمريكية الهوليوديّة هى الأفضل على الأطلاق وهى الأنجع والأكثر قدرة على النفاذ وتحقيق التأثير الذى تنشده على متلقّيها اذ تجمع بين تقنيّات الاخراج والتقدّم العلمى والاعتماد على الدراسات والاحصائيّات وعلم النفس ليتم جمع كل ذلك فى اطار يكون عنوانه الأسلوب الغير مباشر فى الارسال بحيث يؤدّى الاعلام الغير موجّه (شكلا) الى تأثيرات موجّهة (موضوعا).... ولعل أبرع الأمثلة التى تجعلنى أصفّق اعجابا بماكينة الاعلام الأمريكيّة هى طريقة انتقاء الأشخاص الّذين يشكّلون الخلفيّة وراء شخصيّات الادارة الأمريكية الكبيرة عند القائها لخطب مهمّة ... فعندما ألقى دونالد رامسفيلد خطابا فى قاعدة السيليّة قبل بدأ غزو العراق تم اعداد خلفيّة من الجنود الأمريكان ليتم تسليط الكاميرات طوال الوقت عليهم أثناء القاء رامسفيلد لخطابه... وهذه الخلفيّة البشريّة أشبّهها بــ"باليتّة الألوان البشريّة" اذ كانت مكوّنة من جنود ذوى وجوه تشبّهنى باعلانات الــ

”united colors of Benitton”...

فهذا وجه هندى أحمر , وهذا وجه لاتينى , وذلك وجه زنجى بشفاه غليظة متدلّية , وهذا وجه أيرلندى أشقر الشعر أحمر البشرة أزرق العينين , وذلك وجه أصفر بعينين ضيّقتين مسحوبتين....الخ الخ الخ ....مع عدم اغفال قيام المخرج بزيادة نسبة الزنوج فى الخلفية عن نسبتهم الواقعيّة فى أفراد الجيش كبائع الفول الذى يقال له :"اتوصّى بسلطة الطحينة شويّه" من باب اعطاء الانطباع الغير مباشر بعدم وجود تفرقة عنصريّة فى المجتمع الأمريكى ككل ومن أجل تثبيت دعائم صرخة

“United we stand”

التى تم اطلاقها بعد هجمات سبتمبر

ويتكرّر نفس الفيلم ولكن برؤية اخراجيّة أخرى عندما يقوم "بوش" بالقاء خطاب له منذ عدّة أيّام أمام الجالية العربيّة الأمريكيّة عندما تكوّنت "باليتّة الألوان البشريّة" فى الخلفية وراء "بوش" من جميع الشرائح العمريّه والاجتماعيّه بل والعقائديّه لتجد فتاتين محجّبتين جميلتى الوجه فى مقتبل العمر , مع امرأة سافرة وأنيقة فى منتصف العمر , مع شاب أنيق فى العقد الثالث , مع رجل محترم ودائم الابتسام فى أرذل العمر , مع شيعى يرتدى الزى التقليدى الأسود ذو العمامة السوداء.....الخ الخ الخ

ويتّفق الفيلمين فى التناغم والتنظيم والحرارة فى موجات التصفيق والتهليل التى تبدو وكأنّها مبرمجة وسابقة الاعداد ممّا يعطينى الانطباع بأننى أرى فى هذين الخطابين الصورة الليبراليّة الأنيقة من الخطابات الديكتاتورية القبيحة لرؤساء دول العالم الثالث الشموليّة لأكتشف أننا على يبدو جميعنا فى الهم شرق وأننا جميعنا يطالنا همّ فيلم الزيف الاعلامى رغم التفاوت الرهيب فى جودة ذلك الفيلم من مجتمع لآخر... وربّما أكّد ظنّى هذا ذلك الرجل الذى سمعنا صوته ولم نراه أثناء خطاب بوش وهو يصرخ فى حماسة ونشوة بالغتين :

“Thank you Bush……it is all because of you”

لتضج القاعة بالتصفيق الهستيرى المتواصل حتى أدمى المصفّقين أيديهم بينما "بوش" منفشخ الضب حتّى كاد أن يبتلع أذنيه بابتسامته البلهاء الواسعة المنتشية....... اذ ذكّرنى ذلك على الفور بخطابات رئيس دولتنا فى عيد العمّال عندما تجد أحدهم يصرخ من آخر القاعة بنفس نشوة وحماسة ذلك الرجل الأمريكى مطلقا عبارات من عيّنة : " الله أكبر.... عشت لنا يا قائدنا... المنحه يا ريّس... الخ الخ " بينما رئيس الدولة" متكيّف" على الآخر وتعلو وجهه ابتسامة الرضى فى حين تضج القاعة بنفس التصفيق الهستيرى الذى شهدته القاعة الأمريكيّة فى خطاب بوش الأخير

ورغم أن الحالتين كما نرى متماثلتين فى الجوهر الاّ أنه يحلو للبعض قرائة كلاّ منهما بصورة مختلفة اذ تعزى تلك الأحداث من وجهة نظرهم فى الحالة الأولى الى حرّية تعبير المحتشدين فى القاعة عن أحاسيسهم بينما يبرّرونها فى الحالة الثانية بالآليّات القمعيّة الشموليّة التى تفرض على المحتشدين فى القاعة فعل ذلك رغما عنهم... وهو ما يجعلنى أتحسّر على الاعلام الزائف والمزيّف الذى يقوم بصناعة الخبر على هواه بدلا من نقله وتحليله بمصداقيّة وهو ما يجعل الخبر فاقدا لمصداقيّته اذ أن بوسع آلة الاعلام الأمريكيّة على سبيل المثال أن تنقل نفس الخبر بطريقتين مختلفتين كأن تنقل خبرا عن قيام شابّين بقتل كلب بضربه على رأسه بقضيب معدنى أثناء تريّضهما بمانشيت عريض يقول : "شاب شجاع ينقذ صديقه من كلب ضال مسعور هاجمهما أثناء تريّضهما" عندما يتعلّق الخبر بشابّين اسرائيليين..... كما يمكنها نقل الخبر بمانشيت أعرض يقول " شابّين متوحّشين يقتلان حيوانا أليفا أثناء تريّضهما" عندما يتعلّق الخبر بشابّين فلسطينيين !!!!! وهو ما لن يجد الاعلام العربى غضاضة على أى حال فى فعله هو الآخر مع عكس الآية

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

يحدث نفس الشيئ فى العديد من دول العالم المتقدّمة والتى تتبنّى الاعلام الحر المفتوح وتحتضن سياسة المكاشفة الاعلاميّه (مع الفارق طبعا فى كمّ هذا التزييف بيننا وبينهم ناهيك عن أسلوب اخراجهم المميّز و الغير مباشر مقارنة بأسلوب اعلامنا الساذج والمكشوف والمغرق فى التكتيكات المباشرة المفضوحة والمخجله) 

أتذكر أثناء حرب العراق و بعد سقوط بغداد فى براثن الاحتلال الأمريكى الصهيونى... أتذكر مشهد أذاعته قناة "العربية" للجنود المحتلين و هم يعطون ورقة نقدية لطفلة صغيرة لكى تضرب صور صدام حسين على الجدران بالطوب.... يعنى تمثيل مدفوع الأجر....

هذا فضلا عن الأفلام الوثائقية الغربية التى تصور مصر و دول العالم النامى كلها على إنها شوية رعاع بملابس قذرة ممزقة و من النيل لم يرون إلا القمامة الملقاة على شواطئه و كتاتيب القرى على إنها مدارس....

كل هذا تزييف و تعتيم على الصور الحقيقية للأمور.. فنحن ما نحن إلا تلامذتهم...

و الدليل.........ز

النيران الصديقة..... "وش قرشانه"

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

أعجبتني مداخلتك يا أبو المحابيط... :D :D :D

من لقاء شباب الجامعات إلى البرامج الموجهة مثل ماسبيرو و كلمة حق التي لا تختلف كثيرا عن برنامج سر الأرض...إن لم يكن هذا الأخير أفيد!...يا قلبي لا تحزن!

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

أخ محبط

أحبطتنى .

و على رأى الأخ شريف ؛من باتعة لزنوبة لبهانة يا قلبى لا تحزن .

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

......فان طريقة الاخراج الأمريكية الهوليوديّة هى الأفضل على الأطلاق وهى الأنجع والأكثر قدرة على النفاذ وتحقيق التأثير الذى تنشده على متلقّيها .......

ايام ماكنت باتابع الأخبار قبل غزو العراق لاحظت الخبرين دول:

1- القياده العسكريه الأمريكيه تستعين بمتخصصين من Holywood "لتجهيز" الsetting بتاع القاء البيانات العسكريه فى قطر.

2- فى خطاب ل بوش امام العمال الأمريكيين الذين يعملون فى مستودع (او مصنع) تم مسح كلمة "Made in China" كانت على صناديق مرصوصة فى خلفية المنصه و ستبدلت بكلمة " Made in USA".

{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...
ففى حالة الاعلام المصرى فان الاخراج الساقط للفيلم الاعلامى - الأكثر سقوطا -  يتجلّى فى لقاءات رئيس الدولة على سبيل المثال مع شباب الجامعات الذين يتم ادخالهم معسكرات اعداد متخصّصة فى تحفيظهم وتلقينهم لأدوارهم وكلماتهم ومخارج حروفهم بل وهمساتهم  فى يوم اللقاء المنتظر قبل موعده بأسابيع...

وفى يوم اللقاء الموعود....

يتجلّى الابتذال الاعلامى المستخف بعقول متابعيه عندما يقف شاب مثل الفحل وشنبه فى وجهه ليلقى وصلة مديح (كتلك التى ألقاها طلاّب المدرسة التى زارها نجيب الريحانى فى فيلم "سلامه فى خير")..... ويبدأ الغثيان يصيب كل من يتابع ما يحدث على شاشة التليفزيون عندما يقف ذلك  الجحش الذى لايستحى على دمّه ولا يشعر بالخجل من نفسه وهو يلقى كلماته بأسلوب مسرحيّات المدارس الابتدائيّه و دور الحضانه ملقيا على أسماعنا فى البداية قصيدة شعرية تضاهى تلك القصائد التى ألقيت فى مدح الخلفاء الأمويين والعبّاسيين قبل أن يستهل كلماته الموجّهة الى رئيس الدولة والتى تنتمى لعيّنة "والدى الرئيس... يا أيّها الأب الحنون لكل شباب مصر...يا أيّها البدر المنير فى سماء شبيبة هذا البلد المعطاء......الخ الخ الخ....وبالطبع لاداعى لذكر ما يرد فى باقى خطاب ذلك الجحش اذ أنه يدور كلّه فى نفس فلك قصيدة المديح وكلماته الاستهلاليّه

ثم.....يأتى دور البطولة النسائية فى تلك الأفلام الاعلامية الهابطة عندما تنبرى طالبة تناست أن من فى مثل عمرها وتكوينها الجسمانى قد أنجبن وأرضعن وفتحن بيوتا لترتضى تلك الكائنة المبرمجة أن تنسخط بقدرة قادر الى طفلة فى دار حضانة هدى شعراوى لتلقى صورة كربونية من خطاب زميلها الذى سبقها ولكن بأسلوب القاء (فتّحى ياورده....قفّلى يا ورده) و (توينكل توينكل ليتّيل ستار) منهية خطابها بمقاطع معدّلة من مسرحيّة "سيّدتى الجميلة" ومقتبسة منها ككلمات من عيّنة :"أنت القلب الكبير.. أنت نعمة واحسان..وأنت..وأنت..وأنت ....الخ الخ " التى كان فؤاد المهندس يدرّب شويكار عليها........ لتكتشف أن الفارق الوحيد بين ذلك الفحل وزميلته من جهة وبين الأطفال الذين يحضرونهم لسيّدة الدولة الأولى فى احتفالات أعياد الطفولة من جهة أخرى لايتعدّى كون أنهما يقولان :"بـابـا" بينما أولئك الأطفال يقولون :"مـامـا" ممّا يجعلنى أتسائل عن امكانيّة استخدام الهندسة الوراثية لاستنساخ نماذج بشريّة مهجّنة تستطيع أن تقول :"بـابـا و مـامـا" فى آن واحد

أيّها السادة

إستعدّوا لجولة جديدة من الحملات الإعلاميّة المبتذلة

فلنأخذ أماكننا و نحجز مقاعدنا لمشاهدة فصل جديد من هذه المسرحيّة الإعلاميّة الهزليّة الهابطة :

الرئيس مبارك يجري حوارا مفتوحا مع طلاب الجامعات منتصف الأسبوع الحالي

(جريدة الأهرام - السبت 21/8/2004)

newmob1.jpg

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=fron3.htm&DID=8220

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

صباح الخير .....

ربما لم يسعدنى الحظ وارى هذا الموضوع قبلا ......

لكن كما يقولون.. .ملحوقة .

بالأمس كنت اتابع هنا برنامج رائع عن مارأيك فيما يحدث فى العالم ؟؟...او .هل انت شريف وصادق مع نفسك ؟؟...وان كان كذلك ..اذن ....لماذا انت صامت ؟؟

المهم انتهت المناقشات على ان غياب صوت الطبقة المتوسطة المثقفة فى العالم اجمع ......هو السبب فى كل مايحدث ..

بالظبط زى اى فريق كرة .......فوتبول مثلا ......غياب الموجودين فى منتصف الملعب .

بمعنى .....تركت الساحة للضعاف .اللى ماسكين الملعب من الناحيتين لكن ؟؟...اللى هم اساس اللعب ......مشيوا ..او اتحجم دورهم ...او اشتروا بعضهم ....

الاعلام بيعمل غسيل مخ للغالبية من افراد الشعب .....

مش كل الناس حاتقف مثلك وتقول .......ياعالم ..دى ناس قابضة .وناس حافظة الدرس كويس ....او ..ناس خايفة مثلا ..

لكن لو فيه قوة متوسطة مثقفة قوية ....لابد يكون فيه رد فعل لكل ما يحدث ....

يعنى كلنا هنا بدون استثناء عارفين مهازل ....وبقول مهازل واقصدها بمعناها الحرفى للكلمة .......

مهازل المنظمة الفلسطينية .ومع ذلك .....بالأمس وبالبنط العريض فى الأهرام يقولك ان مصر سوف تساعد المنظمة على اصلاح الوضع الاقتصادى ........ومش عارف ايه ؟؟

ده رغم طلب بعض الفلسطينيين صراحة ......عدم تدخل مصر .ورغم كل الفساد وسرقة كل اموال الشعب الفلسطينى ...

طيب......

ازاى يتم اصلاح او مساعدة على الاصلاح اذا كان اصلا مفيش شفافية ؟؟؟

طيب......رجعوا اموال المنظمة اللى مهربينها !!!

معذرة انى اتحدث فى اكثر من موضوع ..لكن اعتقد ان كله تحت بند الاعلام الصادق ....

يظهر ان حتى الاعلام ......يجب ان يغربله المتلقى ويختار منه ما يقنعه ويقتنع به عقله ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      بعد قمة جدة للأمن والتنمية- التى عقدت الأسبوع الماضى بالمملكة العربية السعودية- أعتقد أن الكرة أصبحت الآن فعرض المقال كاملاً
    • 0
      التزييف العميق  أو ال deep fake أول مرة أسمع عنه كان في ريبورتاج ل عمرو أديب  و عرض أمثلة منها تزييف  لصورة ابراهام لينكولن  أظهره  يتحرك كما لو كان  فيديو لشخص حي يتحرك لكن دون صوت تداعيات هذه التقنيات خطيرة إجتماعيا و سياسيا  أول رد فعل من بريطانيا أنها ستقوم أو تقوم الآن فعلا ببحث وضع قواعد قانونية صارمة لمواجهة هذه التقنيات  … زوجتي ذكرت لي الآن أنها شاهدت فيديو  مزيف لملكة بريطانيا ترقص و تهز أردافها
    • 2
      كنت قاعدة في امان الله  بشركة المقاولات و التوريدات اللي انا شريكة فيها  .. سمعت احمد المهندس شريكي بيكلم صديقه عن رحلة نقابة المهندسين لامريكا العام الماضي. . و الاتنين بيتكلموا في  العراقيل و الحلول لطلوع السفرية دي .. صراحة لم اهتم بالتفاصيل. ..  لأن فكرة السفر غير واردة في مخططي .. الرحلة كانت لحضور معرض world concret  و الذي يقام في لاس فيجاس .. بشهر يناير .. الشباب لم يهتموا بشأن المعرض .. كانوا مهتمين بأمر الفيزا الخمس سنوات ,. و التي منحتها السفارة للجروب النقابي المسافر .. في كل مر
    • 18
      مجرد أسئله !! هل لو دعت القوى السياسيه الى محاصرة ماسيبروا منبر الفتن ومقر ابليس ؟ وايضا منعت الدخول او الخروج منه . رافعين شعارات . اللى هيدخل او يخرج هنفصل دماغه عن جسمه وايضا اعتدوا على العامليين به وتحدوا كل الاعراف بل وضربوا بها عرض الحائط هل ستتعامل معهم اجهزة الدوله بنفس المنطق وتقف على الحياد وايضا ستخرج تصريحا بان هذه المطاهرات سلميه وممنوع المساس بهم ؟ !!!!! وماذا عن تصريح الرياسه حين ذاك . هل سيتحفنا المتحدث الرسمى هو الاخر بالصمت على ما يحدث فى مبنى ماسبيروا ؟ وماذا لو اتى
    • 3
      هل تصبح مصر بين المطرقة الأمريكية و السندان الإسرائيلى ؟؟ أمريكا تخطط لإرسال 12 ألف جندى إلى ليبيا بحجة حماية المنشآت النفطية.. طنطاوى أبلغ مصطفى عبد الجليل رفض مصر إنشاء قواعد للناتو داخل ليبيا , فهل سيستمع إليه ؟؟ لا أرى أى حسن نية في هذا التحرك الأمريكى . ومنذ متى نثق في تلك الدولة المارقة التى سفكت دماء العراقيين .. يجب أن نفيق و نخرج مما نحن فيه من التشرذم و الشقاق ونلتفت إلى الخطر القريب من حدودنا .. الجيش مكانه الحدود و ليس أمام المنشئات في الداخل لحمايتها.. لك الله يا مصر..
×
×
  • أضف...