اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رحلة الأفوكات لإسبانيا و البرتغال


الأفوكاتو

Recommended Posts

أصدقائى الأعزاء,

هذا هوالفصل الثانى من رحلات الأفوكاتو لعام ‏2005

الذهاب إلى ... توليدو.... و أفيلا..... و سالامانكا.

فى اليوم التالى, إستيقظنا مبكرا, و تناولنا طعام الإفطار, و أستقلينا الأتوبيس الفاخر لنبدأ الزيارة الفعلية لمدن إسبانيا.

خرجنا من مدريد, فى طريقنا إلى "توليدو", العاصمة القديمة لإسبانيا, و كانت فى الماضى قلعة حصينة, ذكرتنى مطالعها, و منازلها, و طرقها وأبنيتها, بمنطقة مصر القديمة, و الدرب الأحمر, و الحلمية, مع إختلاف جوهرى فى طريقة الحفاظ على التراث الحضارى الذى برع فيه الإسبان, و جعلوه مصدر دخل مالى, و تقدم إقتصادى و حضارى,

صورة لمدينة توليدو أثناء الأقتراب منها:

3%20Road%20toToledo03.JPG

و من "توليدو", توجهنا إلى بلدة"أفيلا" , وهى مكان ميلاد " سنت تريزا" التى كانت لها أفضال على إنعاش الكنيسة الكاثوليكية.

صورة كاثيدراية كاثوليكية بأفيلا:

6%20Church06.JPG

و من "أفيلا" ذهبنا إلى مدينة صغيرة, و لكن جميلة إسمها " سالامانكا ", التى ذكرتنى شوارعها بشوارع الأسكندرية فى أيام عزها.

و نزلنا بفندق خمسة نحوم إسمه " هوتيل آلافيدا بالاس". و كانت شوارع المدينة نظيفة جدا, كما لفت نظرنا أن عبور المشاة مجهز بعداد آلى, يشير بكتابة ضوئية, إلى عدد الثوانى المتبقية لعبور المشاة.

و على مسافة قريبة من الفندق, زرنا مكان يسمى" بلازا مايور," أو الميدان, وهو ميدان واسع تحيطه مباتى تشبه مبانى قصر عابدين, كما سترون فى الصور, و لكن الشيئ البديع هو أن هذا الميدان لا تسير فيه أية مركبات, و يحضر إليه أهل المدينة فى المساء, حيث يجلسون على كراسى مرصوصة حول موائد منصوبة على أطراف الميدان, و مجهزة بشمسيات, و يحتسون القهوة و الشاى و المنثلجات, و يتناولون بعض الأطعمة الخفيفة, و يتبادلون اطراف الحديث.

ويقال أن جميع أهل المدينة و جميع زوارها, يمكنهم الإلتقاء فى هذا الميدان الواسع الرحب, الذى يعتبر إحدى متع الحياة لأهل هذه المدينة.

صورة الميدان:

10%20PlazaMayor10.JPG

و قد ذكرنى هذا الميدان بميدان عابدين, , حيث أن الأبنية المقامة على أضلاعه, تشبه إلى حد كبير جزء من السراى الملكية, و جزء من قشلاقات الحرس الملكى.

رجعنا إلى الفندق, حيث تناولنا عشاء فاخر, و كان المناخ مرحا , إلى أن جاء إلى قاعة الطعام شخص يصيح بهيستيرية:

" عمليات إرهلبية جديدة فى القاهرة, تشترك فيها نساء لأول مرة"

و هكذا تشاء الظروف أن تعكر علينا متعة السفر.

و أثناء تواجدى بمكتبة الفندق, قرأت بعض المعلومات الخفيفة عن إسبانيا مثل:

* عدد سكان إسبانيا 41 مليون نسمة.

* يعمل المهاجرون عادة فى جمع الفواكه, كما يقوم بجمعها أيضا بعض السياح الموسميين.

* يتركز الإسكان فى المدن, و تنخفض الكثافة السكانية فى المزارع ( الريف)

* أسبانيا تكتفى ذاتيا فى كل شيئ عدا القمح.

* إسبانيا أكبر منتج لزيت الزيتون فى العالم.

* تدخين الحشيش فى إسبانيا و البرتغال غير ممنوع, و لكن الإتجار فيه, أو تملك كميات كبيرة منه, يعتبر جريمة. ( خبر سعيد للحشاشين)

* كريستوفر كولومبس لم يتم سوى دراسة متوسطة.

* جامعة " سالامانكا" هى رابع جامعة أوروبية, و جامعة " بولونيا" كانت الأولى.

فى اليوم التالى, تناولنا طعام إفطار تضمن كل ما لذ و طاب, و كان هذا اليوم غريبا, فقد صادف أن يكون يوم " عيد الأم", و يوم " العمال", فضلا عن كونه يوم الأحد, الأجازة الأسبوعية,.

لذلك, كانت الشوارع خالية عندما تركنا الفندق متجهين إلى البرتغال, التى تبعد حدودها عن سالامانكا بحوالى ساعة و تصف.

و عبور الحدود يتم بدون إجراءات جوازات أو هجرة, و بدون جمارك, و يسرى هذا على جميع دول الإتحاد الأوروبى.

بعد سفر حوالى أربع ساعات, و صلنا إلى بلدة إسمها " فاطيما", سأحدثكم عنها فى الحلقة الثالثة,

و إلى اللقاء.

لفصل الثالث من رحلات الأفوكاتو عام ‏2005‏

فى الطريق إلى بلدة "فاتيما":

القصة التى وضعت بلدة برتغالية صغيرة مثل" فاتيما", فى مكان بارز على خريطة العالم, كمزار دينى و سياحى للكاثوليك من جميع أركان العالم, تبدأ كالآتى:

بدأت معجزة" فاتيما" فى الفترة بين 13 مايو , و 13 أكتوبر عام 1917, فى بلدة "فاتيما", و التى يعتنق معظم أهلها المذهب الكاثوليكى.

ففى الفترة ما بين التاريخين المبينين أعلاه, يقال أن صورة السيدة مريم العذراء ظهرت لثلاثة من أطفال القرية, من أسرة واحدة, وهم :أخ و أخته, و بنت عمهم:

فرانشيسكو

لوسيا

و جاسينتا

ويقال أن المعجزة الأولى تحققت بظهور" السيدة مريم العذراء " للأطفال يوم 13 مايو عام 1917 حيث بشرتهم بأنها ستقوم بمعجزة أخرى, لكى تثبت أنها ستعود لكى تحرر العالم من آثامه, و شروره.

و قد ظهرت المعجزة الثانية أمام 70 ألف مشاهد من أهل البلدة مساء يوم 13 أكتوبر من نفس العام , وهو اليوم الذى حدده الأطفال لحدوثها.

ويقال أن "السيدة مريم العذراء" قالت للأطفال أن الرب سيحقق " معجزة" حتى يصدق القوم فى صدق قولها.

فى الوقت المحدد, تمكن ال 70 ألف مشاهد من النظر إلى الشمس,بدون تحديق, أو حجب وهج, حيث شاهدوا ابوضوح الشمس وهى تدور حول نفسها, ثم تصغر, و تكبر, و تتحرك كما لو كانت ترقص.

و لقد ركع الرافضون لتصديق المعجزة, على الأرض, معلنين إيمانهم بالرب, و التوبة إليه, و طالبين الغفران.

و يقال أن مياه مقدسة لها قدرة الإشفاء قد نبعت من نافورة فى وسط البلدة, حيث أقيم بجانبها كنيسة كبيرة فى ميدان واسع, يؤمها الكاثوليك من جميع أركان العالم سنويا, و يشربون من المياه المقدسة,( التى يتم تعبئتها أيضا فى زجاجات, يتم تصديرها إلى جميع أركان العالم المسيحى), كما يلتمسون من السيدة مريم العذراء, و التى سميت الكنيسة بإسمها, الصفح, والغفران, و الشفاء لأنفسهم, و لمرضاهم.

هذه هى القصة,

و قد أنتهت المرشدة من شرحها دقائق قليلة قبل الإقتراب من البلدة, الذى أحسسنا به عندما لاحظنا بطئ حركة المرور, و كما ذكرت فى الحلقة السابقة, كان اليوم هو يوم إحتفال بعديد من المناسبات, و الجميع فى أجازات, و الكل يأتى إلى " فاتيما" بلدة المعجزات.

بعد عدة محاولات, تمكن سائقنا من ركن ا لأتوبيس فى مكان قريب, من مركز المدينة الصغيرة

و فور مغادرتنا الأتوبيس, شعرت فجأة أنى قد انتقلت إلى مولد السيدة زينب, أو مولد السيد البدوى بطنطا.

فآلاف العائلات تسير فى الطريق, كما لو كانت منومة تنويما مغناطيسيا, متجهة من جميع أركان المدينة فى إتجاه " الباسيليكا" أو " كنيسة Our Lady of Fatima” .

صور 13و 14و 15

صورة كنيسة العذراء ببلدة فاتيما

%2014%20Bazilica%20Our%20Lady%20of%20Fatima014.JPG

صورة الميدان

13%20Fatimasquare013.jpg

صورة أخرى للميدان

15.Fatimasquare2.jpg

و كان الميدان ممتلئا بالناس, و استمر توافد أفراد جدد, يحملون الشموع الطويلة (التى يتراوح طولها ما بين متر, و متر ونصف), السميكة, و كانوا ممسكين بأأطفالهم, و يسيرون فى مجموعات ما بين خمس أفراد, و ثمانية.

و كان الميدان محاطا بسور سمكه حوالى قدم, و ارتفاعه حوالى قدمين, و به فتحات تسمح للناس بالدخول من أماكن متعددة.

و فى داخل حلبة الميدان, رأينا على الأرض خطا مرسوما بالبلاط الأزرق, يدور بالميدان, و يبعد عن حدوده بحوالى 10 ياردات, و يشكل دائرة كبيرة ينتهى طرفاها عند مدخل هيكل الكنيسة.

و كان بجانب الهيكل محرقتان, المفروض أن تكونا منصتين لإشعال الشموع, و لكن العرف جرى على قذف هذه الشموع فى المحرقتين, بدون إشعالها, حيث ستشتعل على كل حال.

و كان لهب الشمع المحترق يمتد على إرتفاع 4 ياردات فوق مستوى المحرقتين.

و عندما ألقينا نظرة إلى الخلف, أى فى إتجاه صحن الميدان, وجدنا ناس راكعين على ركبهم, فوق الخط الأزرق, و قلت فى نفسى, لا بد أنهم يؤدون صلاة خاصة, و لكننا لاحظنا,أنهم يتحركون زحفا و إلى الأمام على الخط الأزرق, فى إتجاه الهيكل.

التفت إلى مرشدة الرحلة, و سألتها عن تفسير هذا السلوك, فقالت:

إنهم يتوجهون إلى كنيسة العذراء على زحفا ركبهم, أى باستعمال الركب بدلا من الأقدام, و بقدر الأم الذين يشعرون به, يشعرون بالراحة الروحية, لأنهم يكفرون عن سيئاتهم, و ذنوبهم, وهذه هى تقاليد بعض الكاثوليك الذين يؤمنون بمعجزة " سيدة فاطيما" أى " العذراء مريم.

بعد أن رأينا ما رأينا, تركنا "الباسيليكا" أى الكنيسة, و الميدان, و توجهنا إلى وسط البلدة.فى انتظار عودة التوبيس .

و كان وسط البلدة يشبه إلى حد كبير سوق الموسكى, و سيدنا الحسين,:

فالمحلات تبيع جميع اصناف العاديات المتعلقة بالدين, مثل الشموع, و الصلبان, و الأيقونات, و البخور, و القلادات, و الأقراط, و كلها مزينة بصور دينية.

و فى وسط هذه الزيطة, إنتشرت عشرات من المطاعم, و المقاهى, و محلات الآيس كريم, و الناس تسير فى وسط الشارع, تتفرج, و تشترى, و تفاصل, و تاكل, و تشرب, كل هذا, وهم سائرون.

رأينا شخص ضرير يستجدى( يشحت), و يسير فى فى وسط الشارع, بعصاته البيضاء, مناديا باللغة البرتغالية, طالبا إحسان,

و على بعد بعض خطوات من مكان تجوله, راينا سيدة ضريرة, تجلس على مقعد , و تكرر كلمات التسول .

و على بعد خطوات قليلة أخرى, رأينا رجل آخر, يتسول, و لكن بطريقة حديثة مبتكرة, فقد وقف فى عرض الشارع, لا يتحرك, و لا يتكلم.و يعلق فى رقبته حبل ينتهى بعلبة صفيح لا بد أن الجميع هنا يعلمون مغزاها.

تمنيت بعد رؤية هؤلاء المتسولين, أن أكون متسولا, فلقد رأيت مئات من المحتفلين يدفعون بسخاء, بل أضحكنى أن أرى بعضهم يقف فيما يشبه الطابور, لكى يعطى مما أعطاه الله.

هنا إنتهت رحلتنا فى بلدة فاتيما,

و فى الحلقة الرابعة, سنبدأ من مدينة " لشبونة" عاصمة البرتغال,

و إلى اللقاء.‏,

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو عام ‏2005

الفصل الرابع:

بعد ترك مولد السيدة زينب المقام ببلدة " فاتيما" توجهنا إلى" لشبونة", عاصمة البرتغال, و نزلنا بفندق" ماريوت" ثم خرجنا للعشاء فى مطعم فى مطعم أسماك و فواكه البحر, وصلنا إليه على متن " معدية" عبرت بنا إلى الجانب الآخر من النهر الذى يشق المدينة.

صورة 16

16%20theferry016.JPG

و أمضينا سهرة ممتعة تناولنا فيها الطعام على موائد كبيرة ممتدة, و لم تكن أكلة تقليدية, بل كانت على طريقة تقديم كميات من كل أنواع الطعام, على فترات, و كلما انتهى صنف, أتوا بالصنف التالى.

و عدنا إلى الفندق للراحة و النوم.

و فى صباح اليوم التالى, بدأت جولتنا فى المدينة, و لاحظنا عندما توجهنا إلى الأتوبيس, أنه أتوبيش يشبه تماما الأتوبيس الذى بدأنا به الرحلة, و لكن بقيادة سائق آخر, و عندما سألنا عن سبب تغيير السائق, قيل لنا (بعد لفت نظرنا) أن هذا الأوتوبيس أيضا ليس الأوتوبيس الذى بدأنا به الرحلة , بل بديل مؤقت, بسائق مؤقت, حيث أن القانون فى البرتغال و إسبانيا يحدد عدد ساعات القيادة اليومية ب 9 ساعات كل 24 ساعة, مع إعطاء السائق أجازة أسبوعية لمدة 36 ساعة.

و إذا قاد السائق الأوتوبيس خلال فترة أجازته الإجبارية, فإنه يكون مرتكبا لمخالفة يستحق عليها غرامة قاسية.

و السبب فى قسوة هذه القوانين هو ضمان أن يكون السائق فى حالة صحية و نفسية جيدة, و أن لا يكون مُجهدا, مما يعرض حياة المسافرين إلى الخطر.

قالت لنا المرشدة المرافقة للرحلة:

تنقسم " لشبونة" ألى ثلاثة أجزاء,

1- وسط العاصمة, و يضم مبانى الحكومة و الشركات الكبيرة, و مساكن سكان العاصمة

2- منطقة العصور الوسطى( منطقة " بلم" أى " بيت لحم"), حيث كان يعيش بها " السفارين" أى اليهود الذين هربوا من إسبانيا ومحاكم تفتيشها.

و شوارع العاصمة واسعة عريضة, و تتوسطها مساحات خضراء, مزروع فيها أشجارا مورقة, و زهور جميلة, و أغلب الشوارع مزدوجة المرور, اى أنها شارعان فى كل إتجاه, أحدهما للمرور السريع, و الآخر للبطئ, يفصل بينهما شريط من الحدائق.

ووصلنا إلى ميدان يسميه أهل لشبونة " ميدان روسيو", تتوسطه منصة عالية, و فى أعلاها, يقف تمثال أحد ملوك البرتغال, كما توجد بالميدان نافورتان.

وفى المساء, يخرج أهل " لشبونة" للسير, و الحديث, و التسامر فى الميدان. و تخرج المقاهى موائدها, و مقاعدها, و يصبح هذا الميدان مكان لقاء لنصف سكان العاصمة

صورة( 18)

18%20Lisbon%20Sq.18.JPG

و يشبه هذا الميدان, مع الفارق طبعا, الميدان الذى ذكرته لكم فى إحد الفصول السابقة, و الذى يتوسط مدينة "سالامانكا" بإسبانيا, و إسمه | بلازا مايور", الذى ذكرنى بميدان عابدين.

ووراء هذا الميدان, و على قمة تل قريب, رأينا قلعة من القلاع التى بناها العرب الذين احتلوا سبانيا و البرتغال, ووصلوا إلى فرنسا. و يطلق الإسبان و البرتغال على " العرب" لفظ " مورز".

وصلنا إلى الميدان التجارى, الذى يتوسطه تمثال للملك "جوزيف الأول", ممتطيا جواده, و مرتديا زيا عسكريا.

و هذا الميدان يطل مباشرة على النهر الذى يصب فى المحيط الأطلسى, و المبانى التى تحيط بهذا الميدان تشبه قشلاقات القصور المكية فى مصر, و تذكرنى ايضا بقشلاق الحرس الملكى بميدان عابدين

صورة( 19)

19-CommercialSq.019.JPG

وصلنا بعد ذلك للقسم القديم للمدينة, ويصفونه بأنه الجزء التاريخى, لأنهال قسم الذى بدأت به المدينة منذ مئات السنين على الوجه الآتى:

بدأت هذه المدينة كقلعة على قمة تل مرتفع, و كان سور المدينة يحمى سكانها من هجوم الأعداء, فكانت تغلق أبوابه فى المساء, تحسبا للمفاجآت.

لما زاد عدد سكان المدينة القلعة, بنوا خارج أسوار القلعة, و استعملوا الأسوار القديمة كحوائط لبيوتهم, و بنوا منازلهم نزولا على التل, و مع إستمرار زيادة عددهم, بنوا مساكن خارج نطاق السور, مما إضطرهم بعد قرنين من بناء سور آخر, حدث له ما حدث للسور الأول بعد إستمرار زيادة السكان.

صورة ( 21)

P5020021.JPG

و تكررت هذه العملية بعد قرنين آخرين, , و توسعت المدينة بامتدادها إلى أسف التل, بحيث أصبحت المدينة, التى بدأت كقلعة, مدينة من ثلاثة أسوار, , و تتضمن هذه الأسوار بعض المنازل, و بنيت البقية بين طبقاتها. التى يتم الصعود و النزول بينها بواسطة دروب و سلالم ضيقة للغاية, مصنوعة من البلاط الصغير الحجم , فى شكل سللبم حلزونية,

و كان آخر ضحايا ضحايا هذه السلالم الحجرية الضيقة هو " العبد لله" كاتب هذه السطور,

و سأقص عليكم هذه القصة فى الفصل الخامس,

و إلى اللقاء الأسبوع القادم.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الفصل الخامس

من رحلات الأفوكاتو لعام 2005

(صور رقم 23 و 24 تبين أجزاء من ألمنطقاة القديمة, و حوش قريب من الواقعة التالية)

23PoorareainLisbon.jpg

24Alfamaditrict.jpg

توقفت بكم فى الحلقة الماضية, واعدا بسرد قصة آخر ضحايا السلالم الحجرية فى القسم القديم من عاصمة البرتغال" لشبونة", و هذا هو ما حدث لى:

بينما كنا نعبر داخل دهاليز هذه المنطقة , صعدنا بعض درجات سلم حجرى , و وصلنا إلى باب مسكن مبنى فوق أحجار أحد الأسوار التاريخية التى ذكرتها فى الفصل السابق, و التى تحتوى على جزء كبير من المدينة القديمة,.

و بدأنا النزول بحرص شديد على سلم حجرى آخر يؤدى إلى مستوى منخفض من المدينة, حيث أن السلالم كانت ضيقة, و يختلف سُمك و إرتفاع درجاتها, عندما لاحظت تواجد بعض الأكياس السوداء التى تستعمل للتخلص من القمامة, و كان أحد هذه الأكياس ممزقا, و يسيل منه سائل فى لون الشاى, يجرى بين فجوات بلاط السلم, فقررت الإبتعاد عن هذا السائل الغير معروف الهوية,

و إذا بى أسمع صيحة مرتفعة بالإنجليزية: " حـــــــــــا...ســـــــــب .... هناك زيت على...".,

و قبل أن أسمع بقية الجملة, شعرت بقدمى تطير فى الهواء, تصحبها قدمى الأخرى, و شعرت بأيادى تحاول الإمساك بى, و لم أدرى إلا و أنا ملقى على الأرض, و قد طارت شنطتى اليدوية فى الهواء, و طار معها وقارى و هيبتىو أستقرا معى على الأرض, ننعم برائحة زيت له رائحة سمك مقلى نفاذة.

و توقف الركب المكون من 40 سائح, و الجميع ملتفون حولى, يحاولون إنهاضى, و ما كدت أقف, حتى انزلقت مرة أخرى, حيث أن حذائى "النايكى." كان منقوعا فى الزيت, و أحسست بيد قوية تشدنى, وجدت بعد ذلك أنها يد زوجتى, و اتضح أنها هى التى صاحت:

"حاسب, هناك زيت على.... "

و علمت منها, بعد فوات الأوان, أن بقية الجملة كانت:

.

" ...... بلاط السلم..

إندفعت مُشرفة الرحلة فى إتجاهى سائلة عما حدث, و بدأ الكل يشرح القصة, و كل منهم يشرحها كما تخيلها,

فمن قال أنى لم أتناول الأفطار هذا الصباح, و هذا كذب طبعا!!!,

و منهم من قال أنى أكلت أكثر من اللازم, ... و فى هذا نصف الحقيقة,

و أخيرا قال أحدهم أنى ربما كنت قد تعاطيت مخدرا !!!!! .

ولو كانت نظراتى تقتل, لكان قائل هذا الكلام ميتا الآن,

و لكن كل هذه التكهنات لم تمنع الجميع من تقديم العون, فبعضهم أعطانى مناديل ورقية لمسح الزيت الذى لوث حذائى و بنطلونى, و جاكتتى, و شنطتى اليدوية.,

و بعضهم عرض على رشفة ماء من زجاجاتهم

و خافت المرشدة من المسئولية المدنية, و خاصة أنها تعلم طبيعة عملى " سابقا" , و سألتنى:

هل أنت بخير؟

هل تشعر بألم؟

هل أنت متأكد أنك غير مصاب؟

هل نتوقف عند مقهى لتتناول فنجان شاى؟

هل... هل..... هل..... ؟

و قلت للجميع, محاولا إسترداد " وقارى" الذى تمرغ فى زيت قلى السمك:

" شكرا لكم جميعا, و كل شيئ على ما يرام."

و عندما رجعنا إلى الأوتوبيس الذى كان عمره أسبوع واحد, " جديد لنج", كان أول ما فكرت فيه هو:

حرام أوسخ بملابسى المزيتة المُسمكة .. هذا الأوتوبيس الجميل.

و توجهت إلى السائق سائلا باستحياء: " هل من الممكن أن تعطينى فوطة لأضعها على مقعدى بالأتوبيس حتى لا تتسخ بزيت ملابسى؟ "

و لما لم يكن بفهم ما أقول, لأنه بلغارى , قليل المعرفة باللغة الإنجليزية, فقد تطوعت مشرفة الرحلة بشرح الموقف, و هنا, أرتبك قليلا,ثم أسرع بإحضار فوطة صفراء جديدة.

و انتهت الأزمة, و تمكنت من منع " زيت السمك المقلى, " من التسلل إلى مقاعد الأوتوبيس.

نعود الآن إلى مسار الرحلة:

لاحظنا أن بعض أسماء الشوارع و الحارات كانت مكونة من كلمات عربية, و سبب ذلك أن الأندلس ( إسبانيا و البرتغال) كانت تحت حكم عرب شمال أفريقيا لمدة تزيد على مائة عام, , و عندما غادروها, تركوا خلفهم حضارة ثقافية و معمارية مازال الأسبان و البرتغال يعتزون بها.

و لكن فى نفس الوقت, فهم يكنون بعض الكره العالق للعرب الذين احتلوهم طوال هذه السنوات.

إنتقلنا إلى منطقة " بلم" و هى ترجمتهم لكلمة " بيت لحم" . و قد سكن هذه المنطقة فى الماضى اليهود ( السفاردين) الذين فروا من إسبانيا عقب محاكم التفتيش, و استوطنوا هذا الجزء من المدينة, و التى أصبحت حاليا جزءا حديثا من مدينة " لشبونة" .

و يسكن هذه الضاحية متوسطوا الدخل الذين يشترون شقق فى عمارات جديدة حديثة يتم إقامتها تقريبا كل يوم.

(صورة رقم 25, و تبين النهر و البرج المقام عليه فى منطقة" بيت لحم")

25BelemTower.jpg

بعد ذلك زرنا المنطقة التى يقع فيها قصر رئاسة الجمهورية, و لاحظنا أن القصر يقع على بعد عدة خطوات من مساكن قديمة فقيرة, و ذكرنى هذا بقصر عابدين, الذى يقع فى حى عابدين بالقاهرة, و الذى كان محاطا بمساكن تنوعت من عمارات جيدة, إلى بيوت قديمة متهالكة.

و لكن تشابه القصر الجمهورى, البرتغالى, و القصر الملكى بعابدين ينتهى هنا, فلم يكن القصر الجمهورى البرتغالى بالفخامة التى تتوقعها فى مقر رئيس دولة.

كما لاحظنا أن ألوان المبانى الحكومية, و القشلاقات, تمتاز بالألوان الزاهية, فالمبانى إما بيضاء, أو ذات لون أخضر فاتح, أو وردى, أو اصفر.

(صور رقم 27 و 28, تبين الإحتفال بيوم " الحرس الوطنى" قرب القصر الجمهورى.)

27NationalGuardDay.jpg

28NationalGuardDay2.jpg

و قبل مغادرة هذه الضاحية, لاحظت أن عديد من المبانى قد تم إتلاف طلائها, حيث قام المخربون من الأطفال, و الشباب العابث, بكتابة أسماءْ و رسم صور( جرافيتى) شوهت جمال المعمار, و رغم تواجد هذه الظاهرة فى إسبانيا ايضا, إلا أنها كانت أقل ظهورا هناك.

و كان حكمى على العاصمة البرتغالية أنها أقل جمالا من " مدريد" عاصم إسبانيا. و لكن زيارتنا لمدينة أخرى قريبة من العاصمة, أعادت إلىّ ذكريات مدينة " الأسكندرية", فى عصرها الذهبى.

و هذه المدينة إسمها" كاش كايشى", و سأتكلم عنها فى الفصل السادس أنشاء الله.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...