اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حكاية أربعة مصريين صنعوا المجد لمصر


mb14

Recommended Posts

قرأت يوم الجمعة الماضى مقال ابراهيم حجازى فى الأهرام

موضوعه كان جميل جدا والله وحبيت اضعه فى باب قص ولزق ولكنى لم اجد الباب ووجدت أنه يصلح لكى يوضع هنا

لتكون قصة من قصص البطولة التى رفعت اسم مصر عاليا

وهم الرجال اذين قاموا بتفجير ميناء ايلات فى 5 فبراير 1970

واننى سوف اركز على تعليقات كل من

موشي ديان :

"نحن لم نقصر في إجراءات الدفاع عن إيلات ومن نفذوا هذه العملية إما أنهم مجانين أو أنهم يملكون شجاعة لا أعرفها‏'!‏"

أما حاييم بارليف :"هذا أول انتصار عسكري للمصريين‏..‏ داخل إسرائيل‏'!‏"

شكرا للأستاذ ابراهيم حجازى على مقالته .

الوصله

المقال :

خارج دائرة الضوء

ونحن نستعيد الانتماء

هذه حكاية أربعة مصريين صنعوا المجد

في مثل هذا الشهر من‏35‏ سنة‏!‏

بقلم ‏:‏ إبـراهيــــم حجـــــازي

هذا الأسبوع الكلام فيه مختلف عن كل أسبوع‏!‏

أعرض علي حضراتكم اليوم حكاية من‏35‏ سنة لأربعة شبان مصريين من مدينة الإسكندرية وحكايتهم لامثيل لها ولا في الأساطير‏!‏

حكايتهم أضعها أمام شبـــاب اليوم لأجــــــل أن يتـــعرف علــــي نفسه الغائبة عنه‏!‏

إنها حكاية حقيقية وقعت وعندنا مثلها مئات الحكايات التي لم تجد من يكتبها ويسجلها ويسترجعها للشباب‏..‏ ولهذا‏!‏

كتبت اليوم عنها وفي الغد ـ إن شاء الله ـ أكتب عن غيرها بهدف التصدي للطوفان الذي يستهدف شبابنا‏!‏

**‏ الانتماء سيبقي قضيتي التي أتناولها أسبوعيا لأنه لامعني للحديث في الرياضة وغير الرياضة والانتماء كامن أو غير موجود أصلا‏..‏ وبتوضيح أكثر أي إصلاح وتقدم ننتظره في الرياضة وأطرافها لايعرفون شيئا عن الانتماء؟‏.‏

ودعوني أعترف لحضراتكم بأنني اكتشفت خلال تعرضي لكارثة الفيديو كليب وتأثيرها الضار الهائل علي الشباب‏..‏ اكتشفت أن التركيز علي فضح الممارسات السلبية التي نتعرض لها لن يحل القضية ولابد أن تكون هناك حملة أخري موازية تتناول الإيجابيات الموجودة في تاريخنا وحياتنا والكتابة فيها وعنها ليتعرف عليها الشباب الذي لايعرفها أو نسترجعها في عقول وقلوب من يعرفونها ونسوها‏..‏ ولذلك‏!‏

رحت أبحث في دفتر أحوال المحروسة عن الانتماء والتضحية والبطولات والمجد‏..‏ رحت أبحث عن بطولات نادرة صنعها أبطال مصريون لأضعها أمام الشباب قدوة ومثلا وحافزا ضد اليأس وحافزا لاستثارة انتماء كامن داخله لم يحاول أحد أن يوقظه‏!.‏ وبالفعل وضعت يدي علي أول بطولة واخترتها من حيث موعدها لكي أنشرها يوم الجمعة الماضي‏(4‏ فبراير‏)‏ لأنه يواكب اليوم السابق لهذه الملحمة الفدائية التي حدثت في‏5‏ فبراير‏1970..‏ إلا أن النزلة الشعبية التي ضربتني كان لها رأي آخر وجعلتني ألازم الفراش ليتأخر النشر‏..‏ نشر الحدوتة المصرية الجميلة إلي اليوم‏11‏ فبراير‏..‏ تعالوا نسمع أول حكاية‏..‏ حكاية عمرو البتانوني ورامي عبد العزيز وعلي أبو ريشة وفتحي محمد علي‏..‏ أسماء صنعت المجد ولا أحد يعرفها‏!.‏

الزمن أواخر عام‏1969‏ وأوائل سنة‏1970..‏ ووقتها كثرت حوادث البلطجة الصهيونية علي الحدود المصرية البعيدة عن مسرح العمليات في منطقة القناة‏..‏ وكان طبيعيا أن يحدث ذلك لأن إعادة بناء القوات المسلحة المصرية لم يكتمل والمقارنة صارخة وظالمة بين دولة مخازن سلاح الغرب مفتوحة أمامها جوا وبرا وبحرا وأخري تحصل علي السلاح الدفاعي بالعافية وما عندها لايكفي لحماية سمائها وحدودها المترامية ولهذا السبب وقعت أحداث كثيرة متفرقة في منطقة البحر الأحمر أهمها سرقة رادار من الزعفرانة وضرب قناة إسنا وإغارات علي مواقع مختلفة في هذه المنطقة وكلها تمت من خلال عمليات إنزال بحري لمعدات وكوماندوز بواسطة قطعتين بحريتين رصدهما الاستطلاع المصري‏..‏ الأولي ناقلة مدرعات برمائية اسمها‏'‏ بيت شفع‏'‏ والثانية سفينة إنزال للكوماندوز واسمها‏'‏ باتيام‏'‏ والقطعتان تتحركان في حماية الطيران الإسرائيلي‏.‏

أمام هذه العربدة صدرت الأوامر بضرورة نسف السفينتين وبدأت عمليات التدريب علي المهمة لتكون في إيلات والاستطلاع لرصد تحركات السفينتين‏..‏ وجاءت اللحظة المناسبة عندما رصدت قواتنا تمركزا للسفينتين بميناء إيلات سوف يستمر أربعة أيام لإجراء عمليات إصلاح‏..‏ وعلي ضوء هذه المعلومات صدر الأمر للضفادع المصرية البشرية بإغراق السفينتين في ميناء إيلات‏.‏

الموقف في ميناء إيلات‏..‏ خوف وحذر من هجوم فدائي مصري لكنه من وجهة نظرهم مستبعد تماما لأن دخول إيلات في ظل هذه الاستحكامات مثل الدخول إلي الجحيم‏!‏

تعالوا نر الموقف داخل قواتنا‏.‏ تنافس هائل بين الكوماندوز المصريين لأجل نيل شرف القيام بهذه العملية التي يعلم كل مقاتل مصري أن الخارج منها مولود‏..‏ ومع ذلك يتنافسون علي مدي شهور في تدريب بالغ القسوة لأجل شرف الاختيار للعملية المرتقبة‏!‏

تنافس هائل وصعب وشاق ومرير لأجل القيام بعملية فدائية الله وحده الأعلم بنهايتها‏..‏ إنه تنافس لفداء وطن بأرواح والروح هي أغلي مايملكون لكنها لا شيء أمام مصلحة الوطن وتلك قيمة الانتماء والفداء‏!‏

الصراع الهائل بين الأبطال المصريين رجال الضفادع البشرية حسمه اللواء محمود عبد الرحمن فهمي قائد القوات البحرية وقتها وهو رجل عظيم ومقاتل قدير‏..‏ حسم الصراع لمصلحة أربعة رجال‏..‏ الملازم أول عمرو البتانوني والرقيب علي أبو ريشة‏(‏ المجموعة الأولي‏)‏ والملازم أول رامي عبد العزيز والرقيب فتحي محمد علي‏(‏ المجموعة الثانية‏).‏

الرجال الأربعة حملوا معهم أربعة ألغام بحرية ومعداتهم واستقلوا طائرة أليوشن من مطار حربي بالإسكندرية إلي آخر حربي عراقي علي الحدود الأردنية‏..‏ وتجاوزوا الحدود الأردنية متوجهين إلي عمان‏(800‏ كيلو متر‏)‏ ومنها تحركوا في المساء إلي العقبة‏..‏ ونزلوا مياه خليج العقبة في الثامنة والنصف مساء الخميس‏5‏ فبراير‏1970.‏ المجموعة الأولي هدفها‏'‏ بيت شفع‏'‏ والثانية‏'‏ باتيام‏'..‏ وبدأت المهمة التي كانت حتمية لنا لأجل أن يعرف الصهاينة أنهم ليسوا وحدهم في المنطقة وأننا أحياء ولم نمت وأننا خسرنا معركة لكننا لم نخسر أنفسنا أو رجولتنا وأننا قادرون علي الدفاع عن أرضنا‏..‏ باختصار مهمة حياة أو موت لنا‏!‏

الرجال الأربعة نزلوا مياه العقبة وفي رءوسهم كل هذه الاعتبارات‏..‏ ومعهم تعليمات لتدمير السفينتين في إيلات وفي داخلهم قناعة تامة بأن الشيء الوحيد الذي يحول دون إتمامهم هذه المهمة الفدائية هو أن يستشهدوا قبلها خلاف ذلك سينفذون المهمة مادامت قلوبهم تنبض‏!‏

بدأ العد التنازلي مع أول ضربة في الماء لبدء السباحة تجاه ميناء إيلات‏..‏ الظلام حالك وفي مثل هذه العمليات الظلام مطلوب لأنه ستر وحماية بصرف النظر عن أنه رعب يعشش في مجهول‏!.‏ الظلام يطبق من كل جهة علي مياه العقبة الأبرد من طقسها البارد أصلا في مثل هذا الوقت من السنة‏..‏ لكن لا ظلام ولا طقس بارد ولا صمت مطبق ولا أي شيء في الدنيا بإمكانه أن ينال من ثقة الرجال الأربعة في أنفسهم وفي عدالة قضيتهم وفي إصرارهم علي تنفيذ المهمة التي عاشوا أشهر تدريب صعبة‏.‏ ثبت لهم وهم في الماء أن الذهاب إلي إيلات أسهل كثيرا من التدريبات الشاقة‏!‏

الرجال الأربعة يبذلون كل قوتهم في السباحة للحفاظ علي التوقيتات وكل تركيزهم في اختراق جدار الظلام حتي لايقعوا في أي كمين عائم وكل سمعهم لالتقاط أي صوت من أي جهة ربما يشكل خطرا علي مهمتهم‏!.‏ الأبطال الأربعة يدركون أنهم يؤدون مهمة لاتقبل القسمة أو الجمع والطرح‏..‏ ومهمتهم تدمير سفينة إنزال الكوماندوز وحاملة المدرعات البرمائية والقطعتان بالنسبة لنا ليستا مجرد سفينتين حربيتين إنما هما في الواقع يمثلان ثأرا يمس شرفنا وكرامتنا ومصريتنا‏.‏ الضفادع البشرية المصرية الأربعة يدركون أن الذين يعرفون مهمتهم الفدائية يعدون علي أصابع اليد الواحدة ومع ذلك الرجال الأربعة واثقون من أنهم في مهمة مجد وشرف بالإنابة عن ملايين الشعب المصري الذي لايعرف شيئا عن معاناتهم الرهيبة في التدريب ومهمتهم الفدائية التي تتطلب شجاعة هائلة لايقدم عليها إلا من لديه انتماء لاسقف له لوطن‏!‏

الأبطال الأربعة يواصلون السباحة تجاه إيلات إلي أن اقتربوا من الهدف وهذا وضح لهم من الموجود في الأعماق من شباك والمتحرك فوق الماء من دوريات لقوارب خاصة مهمتها تفجير عبوات ناسفة في الأعماق لاصطياد أي ضفادع بشرية ومن طلعات الهليكوبتر التي تطلق طلقات كاشفة في السماء تبدد الظلام علي وجه المياه‏..‏

الساعة تقترب من منتصف الليل وهذا التوقيت يعني أنهم أصبحوا علي قرابة الكيلو متر من إيلات وتلك نقطة تجمع للأبطال الأربعة ومراجعة نهائية لخطة التدمير واختبار أخير للمعدات وبعدها يكون الفراق‏..‏ المجموعة الأولي البتانوني وأبو ريشة مهمتها تدمير‏'‏ بيت شفع‏'‏ والثانية رامي عبد العزيز وفتحي محمد علي ولهما‏'‏ باتيام‏'..‏ وقبل أن يفترق الأبطال ظهرت مفاجأة لم تكن علي البال‏!‏

الرقيب فتحي محمد علي فوجئ بأن اسطوانة الأوكسجين الخاصة به فارغة وهذا معناه أنه لن يستطيع الغوص ولم يستغرق الأمر وقتا‏..‏ قائد المجموعة الثانية قرر أن يكمل المهمة منفردا ويعود زميله عائما إلي النقطة التي نزلوا فيها المياه بالعقبة‏..‏ وبدأ الجزء الأخير من المهمة الخارقة‏..‏ وغطس الأبطال الثلاثة وقدرهم أن يبقوا تحت الماء ذهابا وتعاملا مع الأهداف وعودة إلي نفس المكان‏!‏

الفدائيون الثلاثة البتانوني وريشة ورامي يعرفون جيدا أن كل سنتيمتر يقطعونه تحت الماء من مسافة الكيلو متر الباقية علي الهدف‏..‏ كل سنتيمتر يمثل لهم شيئا لأن الدفاعات فيما تبقي كثيفة وعليهم أن يضعوا عيونهم وسط رءوسهم‏!.‏ فجأة يجدون أنفسهم أمام ساتر من الشباك والنجاح هنا أن يكتشفوا الشباك قبل الوقوع فيها وتلك حكاية لأن الرؤية تقريبا معدومة تحت الماء‏..‏ المهم أنهم وفقوا في اكتشاف الشباك وغطسوا إلي أن عبروا من تحتها‏!.‏ التقدم مستمر والهدف يقترب ويقترب إلي أن أصبح واضحا تماما‏..‏ نعم‏..‏ إنها‏'‏ بيت شفع‏'‏ التي يعرفون شكلها جيدا من تحت الماء وكيف لايعرفونه وقد حفظوا كل بوصة في قاع هذه الناقلة من الصور الموجودة والتي نجحت المخابرات المصرية في الحصول عليها‏!.‏ عمرو البتانوني وعلي ريشة يقتربان من ناقلة البرمائيات‏'‏ بيت شفع‏'‏ الرابضة علي رصيف إيلات في هدوء وطمأنينة جعلها تنام إلي رصيف الميناء وهي واثقة من أنها في أمان‏..‏ وإلي جوارها ناقلة الكوماندوز الأشد ثقة من نفسها ولماذا لاتثق وهي التي أغارت مع زميلتها‏'‏ بيت شفع‏'‏ علي حدود مصرية ولم يوقفهما أحد وهما علي أراض مصرية فمن يجرؤ علي الاقتراب منهما وهما في بيتهما ومعقلهما ميناء إيلات؟‏.‏

الفدائيون الثلاثة تحت الهدفين‏..‏ والملازم أول رامي عبد العزيز دخل علي هدفه بمفرده وتلك أول عملية ضفادع بشرية في العالم لتلغيم ونسف هدف ينفذها فرد بمفرده وليس اثنان‏..‏ لكنها الشجاعة المصرية وقدرات المصريين والإيمان بوطن والتصميم علي رد الاعتبار والأخذ بالثأر‏!.‏ في الوقت المحدد تم التلغيم‏.‏ لغمان لبيت شفع ولغم‏'‏ لباتيام‏'..‏ والتفجير بعد ساعتين وليس بعد أربع كما كانت الخطة‏..‏ والتبكير ساعتين تم بإصرار من الأبطال رغم أنه يمثل خطورة عليهم‏..‏ لكنهم أرادوا أن يطمئنوا علي نجاح العملية وهم في أقرب مسافة منها ربما ليستمدوا قوة علي قوتهم عندما يرون بعيونهم إيلات الميناء وقد تحول إلي جحيم‏!‏

وبدأت رحلة العودة والحذر فيها مطلوب أكثر وأكثر والقلق يتزايد بل يتضاعف مع كل لحظة تمر خشية وقوع شيء يفسد كل شيء‏!.‏ الأبطال الثلاثة يعودون من حيث أتوا والوقت يبدو وكأنه توقف أو أنه يسترق لحظات نوم في الثلث الأخير من الليل‏!.‏ هذه شباك مطلوب الغوص من تحتها وهذا قارب صوت موتوره واضح ولابد أن يبتعدوا قدر الإمكان عنه أما هذه المياه الباردة التي تزداد برودة فتبدو وكأنها ثلج سائل‏!‏

انتهت رحلة الغوص تحت الماء بعد ابتعاد الأبطال عن إيلات ليصعدوا إلي سطح الماء ويواصلوا السباحة بكل مايملكون من قوة لأن كل متر يبتعدون فيه عن إيلات له ثمنه‏!.‏ الوقت يقترب من لحظة الصفر التي هي نهاية الساعتين والفدائيون الثلاثة عيونهم وقلوبهم وعقولهم مع كل ثانية تمر‏..‏ يتعجلون الثواني لكي تأتي اللحظة التي ينتظرونها من شهور طويلة‏!.‏ المشاعر متداخلة وقلق هائل من كل حاجة وأي حاجة‏!.‏ كل واحد من الثلاثة مرعوب من أن يكون قد حدث سهو أو خطأ في تثبيت اللغم أو ضبط جهاز التفجير‏!.‏ خوف هائل مشروع ووارد في مثل هذه الأمور من أن تفشل المهمة لسبب هم لايجدونه في فكرهم لكنه يؤرق أذهانهم‏!.‏ خوف آخر من أن يكون للصهاينة إجراء دفاعي وقائي بفحص قاع السفينتين كل ليلة‏..‏ وهذا أمر مفروض أن يتم لكن الغرور والغطرسة من جهة والاستهانة بالمصريين من أخري أعمت بصيرة الصهاينة عن القيام بهذا الإجراء‏!.‏ الوقت يقترب ولحظة الصفر علي بعد ثوان فقط‏..‏ وفجأة‏!.‏

انفجر اللغم المثبت في قاع سفينة الكوماندوز‏'‏ باتيام‏'‏ لتتحول في لحظة إلي أشلاء تطايرت في الهواء وما تبقي منها لا يصنع قارب صيد بمجداف واحد‏!.‏ وقبل أن يفيقوا من قوة الانفجار الذي حول سفينة الكوماندوز إلي تاريخ فوجئوا بناقلة البرمائيات وقد تناثرت أحشاؤها في الهواء وعلي سطح الماء بانفجارين للغمين بهما ومعهما تحول ميناء إيلات إلي جحيم و‏'‏بيت شفع‏'‏ إلي بح‏!‏

وأطفأ الجبل الذي يحتضن إيلات أنواره ودوت صفارات الإنذار وانطلقت الهليكوبترات هائجة في السماء وانتشرت القوارب علي سطح الماء‏..‏ الكل يبحث عن الضفادع البشرية المصريين‏!‏

المتبقي حوالي الـ‏90‏ دقيقة ويصلون إلي نقطة الخروج من الماء‏..‏ الرجال يسبحون ويغطسون وهم عائدون وليس عندهم مايخافون منه فالمهمة تحققت والرسالة وصلت واستشهادهم لن يغير شيئا‏!‏

وعادوا بسلامة الله إلي النقطة المحددة وخرجوا من الماء وفور خروجهم جري أول اتصال لهم مع القيادة‏..‏ وكان لهم مطلب واحد‏:‏ أن يعود عمرو البتانوني مرة أخري باللغم الرابع الذي لم يستخدم ويلغم به المتبقي في ميناء إيلات‏..‏ علي اعتبار أن الصهاينة لن يتوقعوا أي هجوم آخر‏!.‏ وجاء الرد بالرفض وبدأت رحلة العودة وحدث ماحدث فيها والمهم أن الأبطال الأربعة عادوا إلي مصر‏..‏ بعد أن صنعوا مجدا لايوصف وشرفا لاسقف له‏!‏

الذي حدث في ليلة الجمعة‏5‏ فبراير‏1970‏ ملحمة فداء وشجاعة ووطنية وولاء وانتماء قام بها أربعة أبطال مصريون هم نبت أرض مصر الطيبة ونبتها لم ولن يتوقف والذي يحدث أنه تعرض ويتعرض لهجمات شرسة لأجل محو هوية هذا النبت‏!‏

هذه الشجاعة الهائلة واحدة من مئات الأعمال البطولية الفذة التي قام بها أبطال مصريون وكلها تعكس حقيقة واحدة أننا شعب عظيم لايقبل أن تدهس ذرة تراب واحدة من أرضه ولايعرف المستحيل ومقومات إمكاناته هائلة وداخل صدوره شجاعة نادرة وكل هذه المقومات هي التي صنعت انتصار أكتوبر‏1973‏ رغم الفارق الهائل في التسليح كما وكيفا بيننا وبينهم وتلك النقطة تحديدا أثبت المصريون من خلالها للعالم كله أن العبرة ليست في السلاح وإنما فيمن يحملون السلاح‏!.‏ وأيضا تلك النقطة هي الهدف الجاري حاليا ضربه وتحطيمه في الشباب المصري والذي يحدث في الفيديو كليب جزء من هذا التحطيم‏!‏

الشجاعة النادرة التي قام بها أبطال الضفادع البشرية المصريون الأربعة هي قصة حدثت وقصدت أن أستدعيها إلي الذاكرة في نفس شهر فبراير الذي وقعت فيه لأضعها أمام شبابنا ليعرف كل شاب منها أنه كان يمكن أن يكون واحدا من الأربعة لو كان موجودا في هذه الفترة وأن هذه الشجاعة بالتأكيد موجودة داخله اليوم لكنها كامنة مثلما الانتماء كامن والمهم أن يعرف هذه الحقيقة‏!‏

أريد أن يعرف شبابنا ماذا قال موشي ديان وهو واحد من صقور الصهيونية بعد نجاح مهمة الضفادع البشرية المصرية في اقتحام إيلات وترك رسالة مصرية لهم بتفجير قطعتين بحريتين حربيتين في قلب إيلات‏!.‏ ديان قال‏:'‏ نحن لم نقصر في إجراءات الدفاع عن إيلات ومن نفذوا هذه العملية إما أنهم مجانين أو أنهم يملكون شجاعة لا أعرفها‏'!‏

هذا ما قاله ديان وهو صادق فيما قاله لأنه لا هو ولا غيره يمكن أن يعرفوا ويقدروا حجم شجاعة من يقاتلون دفاعا عن شرفهم وكيانهم وأرضهم‏!..‏ أما حاييم بارليف وهو صقر آخر فقد قال‏:'‏ هذا أول انتصار عسكري للمصريين‏..‏ داخل إسرائيل‏'!‏

أرجو ألا يفهم كلامي علي أنه دعوة لحرب أو رفض لسلام أو إثارة لعداء‏!‏

كلامي رسالة لمن سقطت مصريتهم تحت أقدامهم وهم يهرولون ليقدموا أنفسهم للقادمين من الخارج بحثا عن مصلحة خاصة‏!‏

كلامي هدفه استرجاع لأعمال اتسمت بالشجاعة والانتماء والولاء ليتعرف عليها شبابنا ليعرف‏..‏ أن في داخله كل هذه الصفات وهو لايعرف وكيف يعرف وكل مايسمعه ويقرؤه ويشاهده الآن أعمال منزوع منها الانتماء ومغمور فيها الهلس‏!‏

الشعوب التي ليس لها تاريخ ولايوجد عندها ماتفخر به‏..‏ اختلقت بنفسها لنفسها حكايات وروايات قالتها وكررتها إلي أن صدقتها وتوارثتها الأجيال علي أنها بطولات حقيقية لأجل استثارة النخوة والفداء في الحاضر من بطولات وأمجاد الأجداد التي هي في الواقع لم تحدث‏..‏ ولذلك‏!‏

قررت مع نفسي أن تبقي قضية الانتماء مطروحة وألا يكون تناولي لها بالحديث عن السلبيات التي تضرب الانتماء والهوية والوطنية إنما أيضا الحديث عن إيجابيات صنعها الانتماء وهذه الإيجابيات أو البطولات موجودة وتشهد عليها عشرات بل مئات الأعمال الشجاعة الفذة التي قام بها مصريون وحق شبابنا علينا أن يعرفها وأن نسترجعها معه‏..‏ وكانت موقعة إيلات حكايتنا الأولي لأنها وقعت في مثل هذا الشهر قبل‏35‏ سنة‏.‏

تحية للأبطال الأربعة عمرو البتانوني ورامي عبد العزيز وعلي أبو ريشة وفتحي محمد علي‏..‏ وللعلم أبطالنا الأربعة أحياء بيننا وثلاثة منهم‏..‏ البتانوني ورامي وأبو ريشة يعيشون في الثغر ويابخت الإسكندرية بهم ويكفيها أنها المدينة التي نبت علي أرضها أسطورة الشجاعة هذه‏!‏

في الحقيقة كنت أتمني نشر هذه الحكاية يوم الجمعة الماضي‏4‏ فبراير‏..‏ كي أطلب من حضراتكم أن تهنئوا الأبطال الأربعة بعيد ميلادهم الحقيقي الذي هو يوم‏5‏ فبراير‏1970‏ باعتباره اليوم الذي ولدوا فيه من جديد‏.‏

علي أي حال الفرصة قائمة‏..‏ وأستأذن شبابنا من كل محافظة أن يبادر بإرسال برقيات تهنئة للأبطال الأربعة علي نادي سبورتنج بالإسكندرية الذي ينتمي إليه البتانوني ورامي‏..‏ يهنئونهم بالذكري الـ‏35‏ ليوم خروجهم إلي إيلات الذي هو بكل المقاييس يوم عظيم سجل للتاريخ ملحمة شجاعة وفداء لايقدر عليه إلا المصريون‏!‏

أنتظر من شبابنا أن يفعل ذلك‏..‏ وأظن أن إرسال برقية لأبطال ملحمة الشجاعة هذه‏..‏ أهم من البرقيات التي ترسل للفضائيات‏!.‏ أما شباب الإسكندرية عموما وسبورتنج تحديدا‏..‏ فأنا أتوقع منهم مفاجأة‏!.‏

تحية للرجال‏..‏ رجال القوات المسلحة‏..‏ في الأمس واليوم والغد وكل غد‏.‏

وللحديث بقية مادام في العمر بقية

ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
رابط هذا التعليق
شارك

سيئ يُشعر الإنسان بازهو والفخر ... ويجعله يقول أنا مصري بعلو صوته ...

كلامي رسالة لمن سقطت مصريتهم تحت أقدامهم وهم يهرولون ليقدموا أنفسهم للقادمين من الخارج بحثا عن مصلحة خاصة‏

أعتقد يا MB14 إن الجملة دي من عندك .. وانا بأحذرك ان تخوض في هذه المواضيع مرة اخرى ... لإنك عارف سياستنا " ممنوع المساس بالحكام العرب " وإذا كنت تقصد بالكلام ده مارينجوس الاول .. فهيهات هيهات ...... :D cl: ;)

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 شهور...

يا استاذ mp14ان حقولك حاجه

هو مثل بسيط جدا دلوقتي انت بينك وبين جارك مشكله لا قدر الله جارك ده بارد قام واخد عربيتك من تحت البيت واستعملها

والك منتاش واخدها الا بدراعك :D ونامت الحكايه طيب تعمل ايه ماهو اللي اشرفلك انك تنذل تاخدها منه وترجع حقك ولا تنزل تولع فيها وتقول المهم انه ميستفيدش منها . بالذمه ده يبقي اسمه كلام ويتعمل عليه بطولات وافلام وتكريمات انك قمت بتدمير حقك المنزوع منك بالقوه بدل ماتخده امال لو كنت رجعت حقك كانو عملوا ايه.

انا بضربلك المثال ده ليه عشان اوضحلك اللي حصل واللي ميعرفهوش الا القليل القليل من المصريين

ان ايلات هي مدمره مصريه 100%واسمها طارق بن زياد ومنزوعه من مصر في حرب 1948

وياريت بعد ما تقرا اخر صطرين ترجع تقرا المثال مره اخري

ومع الف سلامه :angry:

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضل شاهين

الموضوع يتحدث عن تدمير ميناء ايلات وليس المدمرة ايلات ولكن يوجد موضوع آخر عنها هو الرجال الذين اعطوا المدمرة ايلات اجازة للأبد

اولا: انا اول مرة اسمع ان المدمرة ايلات هى مدمرة مصرية تم الاستيلاء عليها فى عام 1948 وياريت حضرتك تذكر مصدر هذه المعلومة .

ثانيا :معروف عسكريا انه لو لم يكن باستطاعة القوات الاستيلاء على معدات العدو فان تدميرها اولى .ومعروف ايضا ان عند انسحاب اى قوات عسكرية من موقع ولم تستطع حمل جميع معداتها تقوم هذه القوات بتدمير معداتها بنفسها حتى لا يستخدمها العدو وتصبح ليس فقط نقص من رصيد قواتنا بل وزيادة فى رصيد العدو .

ثالثا: ليس عيبا فى هذه القوات او خطأها انه تم الاستيلاء على هذه المعدات فى معركة اخرى ولكنهم قاموا بدورهم على اكمل وجه وهذا ما نرجوه الآن من كل شخص ان يقوم بعمله باخلاص وتفانى فى خدمة هذا الوطن وتم ذكر هذا المثال من كاتب المقال لكى يكونوا قدوة لنا بعد ان غابت من ايامنا هذه اى قدوة للشباب .

ومن حق هؤلاء الذين قدموا ارواحهم لرفعة هذا الوطن ان يتم تكريمهم ووضعم فى مرتبة تليق بالأبطال .

ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
رابط هذا التعليق
شارك

طبعا هو دور عظيم بالنسبه للقوات المصريه بس انا بتكلم علي الاعلام ليه ميصرحوش باللي حصل ليه ميقولوش الحقيقه

اقولك ليه عشان انجازتنا بسيطه :rolleyes: وزي الابره في كوم قش عشان كده لازم يزودوا علي الموضوع شويه خميره

وحتي لو كان ده علي حساب تغيير التاريخ :rolleyes:

رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقة انتوا كده لخبطونى

انا كنت عارف ان البطل الوحيد اللى عمل الكلام ده هو حسنى مبارك لما اتنكر فى زى البحرية وراح عملها بسرعة ورجع لبس بدلة الطيران وراح طالع لفوق خالص ونزل ضرب اسرائيل وطلعها من سيناء فى 73 ، تقوم اقولى فلان وعلان ابطال

مش عارف الكلام ده بتجيبوه منين؟ وازاى الرقابة تسمح بنشر مثل هذه الاكاذيب.

ولاخونا شاهين،

الحديث هنا عن بطولة ناس تحلت بالشجاعة وكانوا على استعداد لتقديم ارواحهم رخيصة فداء للوطن فهم ابطال بكل المقاييس، ونرجو من معاليكم التكرم وسرد ماقمت انت به من بطولات حتى تتحدث عنك الصحف ايضا. !!!

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوه الاعذاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا قراءة بعد رد الزملاء ورايت منهم السخريه والتقليل من انتصارات مصر

لمازا انتم هكذا الم تكونو مصرين المفروض بدل السخر من الانتصار اننا نتباها به

ولكي الله يامصر:. :)

رابط هذا التعليق
شارك

هو الشعب المصري كده يحب يكدب الكدبه ويصدقها

حتي بعد ما يعرف الحقيقه  :D  :D

حقيقة ايه يا استاذ شاهين ؟؟!! ممكن حضرتك توضح اكتر.

تحياتى

قال الله تعالى

(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ

لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )

سورة الأنفال (60)

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

بسم الله الرحمن الرحيم

والله كل اللى اقدر اعلق بيه هو اتقوا الله

ويا ريت مش كل واحد يتكلم على مزاجه ومنخرفش فى كلامنا وكدب ايه اللى هنألفه ونصدقه يا راجل حرام عليك وبطل تخريف عمال على بطال .

وعموما انا اسف للاطاله

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 6 شهور...
الحقيقة انتوا كده لخبطونى

انا كنت عارف ان البطل الوحيد اللى عمل الكلام ده هو حسنى مبارك لما اتنكر فى زى البحرية وراح عملها بسرعة ورجع لبس بدلة الطيران وراح طالع لفوق خالص ونزل ضرب اسرائيل وطلعها من سيناء فى 73 ، تقوم اقولى فلان وعلان ابطال

مش عارف الكلام ده بتجيبوه منين؟ وازاى الرقابة تسمح بنشر مثل هذه الاكاذيب.

ولاخونا شاهين،

الحديث هنا عن بطولة ناس تحلت بالشجاعة وكانوا على استعداد لتقديم ارواحهم رخيصة فداء للوطن فهم ابطال بكل المقاييس، ونرجو من معاليكم التكرم وسرد ماقمت انت به من بطولات حتى تتحدث عنك الصحف ايضا. !!!

يا عمنا دا هو كان نايم فى الطيارة بعد أكلة مسقعة جابهالو دفعة مجند لسة راجع من أجازة بتصريح أجازة مضروب، وجائت رجلة بالصدفة على بدال النزين وشبكت حمالة البنطلون فى الرافعة بتاعة الجناح وكوعة هز البوصلة فلقى نفسة فسيناء! مش أكتر!

ياريت نصحى من الغيبوبة وكفاية سلبية! نحن لسنا قطيعا لكى نساق!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...