اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

سلسلة دليل الثورات النموذجي


ابراهيم عبد العزيز

Recommended Posts

هذه السلسلة فيها سرد لبعض أحداث الثورات العالمية الحديثة من جهة ثلاث عناصر :

  • مقدماتها ودوافعها .
  • فعالياتها .
  • فترة ما بعد الثورة .

المُلفت أن القارىء لهذه السلسلة يجد تشابه كبير جدا في تفاصيل هذه العناصر سواء فيما بين هذه الثورات أو بينها وبين الثورة المصرية

التشابه تجده في أوضح صوره في العنصر الثالث وهو ( فترة ما بعد الثورة )

تجد نفس النهج , وسائل إعلام حكومية تحذر من الفوضى والوضع الاقتصادي , تشويه للثوار وإظهارهم في مظهر المُخربين , إبعادهم عن المناصب القيادية المؤثرة في توجه الرأي العام , محاولات للإلتفاف عليها وتحويلها من ثورة الى مجرد إحتجاجات قوية وووو إلخ

لكن ورغم كل هذا تجد أيضا عاملا مشتركا أخر وهو أن الثورة في الأخير تنتصر وتقهر محاولات الإلتفاف عليها مهما طال الوقت

الدليل نقلا عن جريدة الدستور ( دون الإلتزام بنفس التسلسل )

دليل الثورات النموذجي ( 1 ) : الثورة الأرجنتينية ( 19و 20 ديسمبر 2001)

1 - كتم الصوت وتنظيف الجيوب :

الحكاية بدأت في عام 1997 عندما بدأ الركود العالمي في العالم كله والذي ألقى بظلاله بدون أدنى شك على الأرجنتين أيضاً، لأن الأرجنتين دولة صناعية بالأساس تعتمد في اقتصادها على تصدير السلع الغذائية كالحبوب والقمح إلى دول العالم بأسعار أرخص من غيرها لأن العمالة لديها منخفضة الأجور وبالتالي فهي تحقق أرباحا عالية.

وبالتالي كانت الأزمة العالمية ضربة قوية لها، ولكن حكومة مينيم التي كانت تتولى الأمور في تلك الفترة تعاملت مع الأمر بشئ من العند فبدلا من تنويع مصادر الاقتصاد من اقتصاد زراعي بحت إلى اقتصاد زراعي صناعي، لم يمانع من أن يدفع الدول المستوردة عليها، وكان ذلك يكون من خلال الاقتطاع من أجور المواطنين المطحونين بالأساس بينما الأرباح والعائدات يتم توجيهها إلى سداد العجز في الميزانية للدول الغربية أو في تحويل الصناعة الاقتصادية من زراعية إلى أخرى صناعية.

تمادت الشركات الصغيرة من الاقتطاع من أجور العمال وانخفضت المبيعات بنسبة 21% ، 40% من السكان باتو تحت خط الفقر، الميزانية تورمت اقتصادياً وأصبحت الدولة تنفق أكثر من دخلها، بدأت الأموال الأجنبية من الهروب خارج الدولة.

بدون الدخول في تفاصيل رقمية كثيرة يتعثر على البعض فهمها، فكل ما نريد أن نعرفه مما أن الأوضاع في الأرجنتين كانت أوضاع اجتماعية اقتصادية شبه منهارة.

وفضلا عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة فالوضع السياسي هو الأخر لم يبد على أفضل حال بعد الانتخابات بعد أن جرت انتخابات برلمانية في مطلع العام الذي قامت فيه الثورة عام 2001، وامتنع أكثر من 10 مليون عن التصويت من أصل 32 مليون هم إجمالي عدد السكان نحذف منهم الأطفال، وحتى الأقلية التي قامت بالتصويت أعطى ما لايقل عن مليون شخص منهم للأحزاب اليسارية كشكل من أشكال الاحتجاج ورفض النظام السائد أكثر منه انجيازاً لأفكارها.

2- الخروج من القمقم :

الظلام يكاد يعم البلاد، الغضب في النفوس بلغ ذروته، تناولت سيدة في عقدها الرابع من العمر أحد الأنية المعدنية وطرقت عليها بغضب مرددة "أريد أن أكل" فتابعتها في تناغم لحظي غير مقصودا بيوتا أخرى أناس أخرون يكررون الفعل ذاته.

بدأت الجماهير في النزول للشوارع، وبدأت الأعداد تتزايد بدون تنسيق مسبق، بدأ الفقراء يتجمعون أمام المحلات ويهاجمون المطاعم وينهبون السوبر ماركت، وبدأت حالة من الغضب العارم.

بسبب تدهور الأوضاع فخرجت الجموع الغفيرة إلى الشارع، حاملة الأواني وتطرق عليها في تعبير عن هدف الثورة الاقتصادي وحالة الجوع التي يعانون منها، وقتلت الشرطة منهم من قتلت وسحلت من سحلت حتى جاء قرار إقالة وزير الاقتصاد يوم 19 ديسمبر مساءً.

أعلن عن تطبيق إصلاحات سريعة استجابة لمتطلبات المحتجين ولكن سبق السيف العزل في بيونس آيرس ، ولكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة للمتظاهرين الغاضبين الذين يعلو سقف مطالبهم يوماً بعد الأخر فلم يجد الرئيس الأرجنتيني في وقتها دولا روا بداً من الهرب خارج البلاد.

نعم عن الأرجنتين أتحدث، عن ثورة 19 و20 ديسمبر 2001 يدور هذا الحديث في محاولة لفهم وتحليل الطريق الذي تسلكه الثورات، ومعاييرها في الصواب والخطأ وكيف استفادة من أخطائها وما هي تلك الأخطاء من الأساس.

وفرض الرئيس دولاروا حظر التجول في البلاد، وبعد أن انتهى من خطابه استمر طرق الأواني في البيوت تعبيراً عن الجون والحالة الاقتصادية المضنية في البلاد، ونزلت الجماهير للشوارع مرة أخرى في ميدان بلازا دومايو خرقا لحظر التجول المفروض وبات هناك شعار أساسي لهذه الحركة "أخرجوووهم".

قوات الشرطة التزمت الصمت في البداية، لم تتعرض للمتظاهرين، ولكن الأعداد تزايدت، فبدأ التدخل بكل قوة ممكناً، وأقيمت المتاريس وأطلقت القنابل المسيلة للدموع وتحولت الشوارع لحالة حرب حقيقية سقط فيها أكثر من 20 قتيلا في اليوم الأول وفي العاصمة فقط ومثلهم في كافة أنحياء البلاد.

عاود الجماهير للنزول في اليوم التالي يوم الخميس 20 ديسمبر في الميدان نفسه ولكن تعلموا من خطأ اليوم الأول فأصبحو جماعات يضمون نساءً وأطفالاً وبالتالي لم يعد ممكناً لقوات الشرطة أن تهاجمهم بهذا العدد.

3- سيناريو الفوضى.. اشربو يا ثوار :

انطلقت وسائل الإعلام الأرجنتينية تتحدث عن الفوضى العارمة في كل أنحاء البلاد، خاصة بعد أن انطلق الكثير من المحتجين إلى سلاسل المحلات والمطاعم (فرانشايز) ينهبون كل ما فيها مثل ماكدونالدز وغيرها، خرج زعيم الحزب الحاكم في مجلس الشيوخ يتحدث عن حرب أهلية على وشك أن تقع، وتوقفت الحكومة عن سداد ديونها، بدأ المعلقون يتحدثون عن سقوط الدولة، ضباط الجيش يؤكدون أنهم لن يتدخلون لصالح طرف ضد طرف وأن همهم في حال تطور الأمور لفوضوية أكثر من ذلك هو الحفاظ على الشكل النظامي داخل الجيش.

4- سقوط رأس النظام :

على الرغم من محاولة الرئيس دولاروا تهدئة ثائرة الجماهير الغاضبة بإقالة كافالي وزير المالي الذي ينسب إلى أدائه جزءً كبيراً من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة إلا أن الجماهير التي كانت قد خرجت للشوارع بنداء أريد أن أكل غيرت الشعار إلى أخرجوهم ويقصدون كلاهما، وزير المالية والرئيس، وبالتالي إقالة كفالي فقط أثارت غضبهم وأعادتهم إلى مبنى البرلمان لتشتعل الأوضاع هناك.

وتحت وطأة الضغط الجماهيري وفي شهر يناير من العام 2002 أي بعد أيام قليلة جدا من خروج الجماهير للشارع تم تعيين إدوارد دوهالدي قائدا للمرحلة الانتقالية وأشادت كافة وسائل الإعلام العالمية وقتها بالثورة الأرجنتينية السلمية، وبالتحول الديمقراطي والسياسي، وبانتصار الثورة .

وبدأت وسائل الإعلام في التأكيد على أن عمليات بيوت أبناء الطبقة المتوسطة تتعرض للسرقة من قبل عصابات الطبقات الفقيرة والجياع في محاولة لإشعال فتيل الحرب الأهلية.

ولكن –وعلى الرغم من أن دوهالتي حاول أن يحسن من تدهورالاقتصاد- إلا أن النمو الذي كان يشيد به البنوك الدولية لم يكن يشعر به المواطن العادي وكانت الأرجنتين دائمة الافتخار بأن معدل النمو لديها بلغ 8.7% إلا أن المواطن العادي لم يشعر بذلك حيث كانت الاستثمارات الضخمة ترسل أرباحها للخارج ولا تضخها في السوق وتعتمد على تقليل العمالة قدر الإمكان وبالتالي أصبحت الأرجنتين بلد بها كثير من الأموال ولكن خارج حدودها وخزائنها.

1 - انتهت الثورة يا ثوار ارجعو بيوتكو زي الشطار :

سارعت القيادات العمالية الهامة بدعم الحكومة والرئيس الجديدين وأخذو يهمشو من أهمية المحتجين في الوقت الحالي ويؤكدون أن الثورة أنجزت أهدافها وحققت التغيير المنشود وأن الثوار راضون عن هذا التغيير في الوقت الذي شكل فيه الثوار قيادات وتنظيمات منفصلة بعد أن وجدو أن كثيرين يتحدثون باسمهم دون أن يمثلوهم بالفعل.

وبدأت وسائل الإعلام في التأكيد على أن الثورة أتمت وأنجزت أهدافها وأن الجماهير تملأ الشواطئ حالياً وأنه لم يبق بالشوارع غير اللصوص وقطاع الطريق وأنه يجب على الجميع أن يعودو إلى بيوتهم ويبدأو العمل من جديد.

2- مذبحة المماليك تتكرر من جديد :

لم ينس رئيس تلك المرحلة الانتقالية الذي أتى عقب قيام الثورة الأرجنتينية كيف كان مشهد خروج الأرجنتينين إلى الشوارع وكان يتوقع تكراره في أي لحظة طالما استمرت تلك الحالة الثورية، وبالتالي أخذ في تفكيكها دون أن يتعرض للثورة نفسها، فبينما كان يغازل مشاعر الثوار ويخدرها بامتداحها وامتداحهم كان يدفع لعصابات الشوارع 50 بيزو يوميا كي يقومو بأعمال تخريبية تنسب لمن يصرو على البقاء في الشوارع حتى الآن وبالتالي تتسع الهوة بينهم وبين الشعب.

بدأت قيادات النقابات العمالية في عزل وتهميش الحركات النقابية الشبابية التي تقود الشوارع، وأخذت بتكليفات من الرئيس ومساعدوه بتعميق الهوة بينهم وبين الشعبن وبدأ إبعادهم عن أي مناصب قيادية من شأنها أن تؤثر في اتجاهات الرأي العام.

3- انتخابات ثورية صورية :

بعد عامين كاملين شعر الثوار أن العجلة لم تدر وأنهم بعدهم عند النقطة التي وقفو عندها رغم تقارير البنك الدولةي التي تشيد بارتفاع معدلات النمو ولكن هذا النمو بقى على ما يبدو داخل خزائن الدولة ولم يترجم بشكل فعلي إلى رخاء في المعيشة.

فعلى الرغم من محاولة دوهالدي التغلب على المشاكل الاقتصادية التي ألمت بالبلاد ولكن بدون التعامل مع جذور المشكلة التي قامت بسببها الثورة مثل عدم إقامة مشاريع طويلة المدى أو الاستعانة بالعمالة الأجنبية أو عدم ضخ الأرباح في السوق الأرجنتينية بدلا من تحويلها للخارج أو حتى التوقف عن سداد الفوائد للدول الأجنبية على الصادرات الأرجنتينية لدولها.

وكما تؤكد الدراسات التي أجريت على الثورة الأرجنتينية فقد كان يعيبها عدم وجود قائد واضح لها وهو ما تسبب في عدم قدرتهم في الضغط على الحكومات المتعاقبة من أجل تنفيذ الأهداف الرئيسية التي ثارو من أجلها مثل إعادة هيكلة الاقتصاد بصورة عادلة فتفرقت التيارات الليبرالية واليسارية واليمينية التي كانت متوحدة أيام الثورة إلى مجموعات صغيرة تفتقر للفاعلية المطلوبة.

وكنتيجة لما سبق خرج الأرجنتينيون للشوارع في مظاهرات ضخمة في كل شوارع العاصمة بيونس آيرس والأرجنتين بصفة عامة لإسقاط دوهالتي الذي أعلن بسرعة عن إجراء انتخابات رئاسية في مايو 2004 وجاء الرئيس كريشنر، الذي نجح في رفع معدل النمو وخفض معدلات البطالة من 20% عام 2002 إلى 9% عام 2009 ومعدل الفقر من من 50% إلى 27%، ونجح في تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية حيث استمرت الضغوط الشعبية على الرئيس الجديد حتى يطبق إصلاحات وعد بها سالفه ولم ينفذها.

وفي عام 2007 ترشحت زوجة الرئيس كريشنر لمنصب الرئاسة وفازت بالفعل وجدد الشعب الأرجنتيني الثقة فيها من جديد في أكتوبر 2011 قبل أن يصيبها مرض السرطان الغدة الدرقية.

الأرجنتين الأن :

ثالث أقوى اقتصاد في أمريكا اللاتينية بعد أن نما اقتصادها بنسبة 9% في زيادة مضطردة عام بعد الأخر.

22a6e3c5-9edb-4f2a-8ffd-d5374f952097.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

«دليل الثورات النموذجي ».. رومانيا.. عندما تثور.. فتتحقق مطالبك بعد 20 عاماً!

يبدوا هذا المشهد مألوف جدا فى مصر الان:

gallery_50936_57_48940.jpg

فقط على أرض رومانيا تأسست أعمدة واحدة من أعتى الديكتاتوريات التي عرفها العالم على الإطلاق، فقط في رومانيا كان مهد القهر والقمع والتطبيق الدموي للشيوعية المهينة، فقط رومانيا أرسيت معاني الديكتاتورية والقمع والتقشف المميت.

لهذا ولكل ما سبق كانت ثورة رومانيا (16-22 ديسمبر 1989) هي الفتيل الذي نُزع عن زناد حزام الثورات الملونة في شرق أوروبا، وكانت الصرخة الأولى ضد الشيوعية، فأردنا أن نتعرف على تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة وتحولاتها وكيف أن الثورة الرومانية لم تؤت ثمارها سوى بعد سنوات طويلة من انفتاضتها الأولى في وجه الديكتاتور شاوشيسكو..

وكما جرت العادة ففي تالي الحلقات سوف نعرض لثورات اتبعت نفس الكاتالوج الثوري بخطواته وكبواته وعثراته كما يقول الكتاب، وهو ما يعطي دلالات كثيرة لكل متدبر ومتأمل ومعتبر، ولنتابع كالتالي:

1- قمع أمني وتدهور اقتصادي

إذا كان هناك مجال للحديث عن الوضع الاقتصادي في رومانيا قبل قيام الثورة في 1989 فقد كانت وضع قحط بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لقد بلغ شاوشيسكو درجة من الجنون بحيث فرض على الناس خطة تقشف ربما لا يحتملها أحد، حتى أنه كان يقطع عليهم الكهرباء ليلاً ويضغط القنوات التليفزيونية إلى قناة واحدة تبث ساعتين فحسب توفيراً للنفقات.

والقارئ لهذه السطور ربما يظن في شاوشيسكو رغبة أصيلة في تحسين أحوال البلاد إلا أنه سيفاجئ عندما يعلم مثلا أنه في عز تلك مالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي كانت تعصف بالبلاد شرع في إنشاء بيت الجمهورية الذي يعتبر واحدا من أفخم القصور على مستوى العالم على الإطلاق، والشئ نفسه في متحف شاوشيسكو، ولم يكن يبالي بهدم ألاف المنازل والبيوت في العاصمة وضواحيها من أجل بناء هياكل ضخمة لا تخدم شئ سوى جنون العظمة الذي أصابه.

وكما كان المواطنون مقهورون في جيوبهم وأموالهم كان مقهورون أيضاً في أفواههم التي كممها الرجل بكل ما أوتي من شراسة وكان يقمع بشدة كل من يحيد عن النهج العام الذي وضعه، فكان كل من يفكر مجرد التفكير أن يزم في الحزب الشيوعي ولا يمتدحه كان يتم اعتقاله من قبل عناصر البوليس السري المنتشرة في كل أنحاء رومانيا.

2- انتفاضة شعبية وخروج إلى الشارع

بدأت الثورة تلتهب والغضب يشتعل من مدينة تيميشوارا شمال غرب العاصمة بوخارست حيث خرج الآلاف من أنصار قس إصلاحي يدعى لازلو توكيس لإعلان غضبهم من قرار ترحيله، وتعاملت القوات الأمنية بعنف دامي وقتلت في يوم 15 ديسمبر فقط أكثر من 100 شخص ، وبدأت المظاهرات الحقيقية في الخروج إلى الشوارع يوم 16 ديسمبر بدأت أولا في مدينة تيميشوارا ثم انتشرت بعد ذلك لكافة أنحاء رومانيا وتحولت الشوارع لساحات حرب مفتوحة بين الطرفين وقتل فيها ما لا يقل عن 260 شخص.

نزلت بالفعل قوات الجيش كي تعاون قوات الأمن في السيطرة على الأوضاع التي بدت وقد خرجت عن السيطرة، شاوشيسكو حاول أن يخاطب جماهيره ولكن قاطعو خطابه في تصعيد للمواجهة التي طالت كل شوارع بوخارست وقدّر البعض عدد الموتى في الشوارع إلى عشرات الآلاف قبل أن يستسلم الأمن والجيش بعد أن أنهكو من تلك المواجهات ويتم القبض على شاوشيسكو وزوجته إيلينا.

3- سيناريو الفوضى.. اشربو يا ثوار

وعلى الفور بمجرد أن تم القبض على شاوشيسكو وزوجته، شرعت الأجهزة الأمنية في تنفيذ سلسلة عمليات تخريبية متعمدة بقصد بث الرعب في النفوس، وإرساء سيناريو الفوضى المخيف في النفوس، فهاجمت مبنى الإذاعة والتليفزيون وكذلك عدد من الجامعات، كي تستمر الفوضى أطول فترة ممكنة ويكون الناس في حاجة إلى أي قائد وأي زعيم مهما كان المهم أن يكون هناك قائداً وزعيماً يخلصهم من هزيمة الفوضى، وهنا يظهر قيادات الصف الثاني من الحزب الشيوعي تحت قيادة إيون إيليسكو كي يسيطرو على الأمور تحت مسميات وصور وأفكار تبدو وهما مختلفة ولكنها ليست كذلك.

4- سقوط رأس النظام

بالفعل، سقط الديكتاتور في قبضة الثوار، هو وزوجته إيلينا، وفي محاكمة مظهرية غير حقيقية استمرت لمدة ساعتين فقط قال لهم: انظروا إلى المباني التي شيدتها خلال سنيّ حكمي، أتحداكم لعشرين سنة قادمة أن تصبغوها.

وتولى الحكم إيون إيليسكو من قيادات الصف الثاني بالحزب الشيوعي ولكن تحت مسمى جديد وهو قيادة جبهة الفخلاص الوطني، ولو يمكن إيليسكو لم يكن أقل من شاوشيسكو في ولائه للنظام القديم ولكنه كان يجب أن يخفض هامته للريح الثورية العاتية التي كانت قادمة قبالته.

انتشرت الأفراح في أنحاء رومانيا بنجاح الثورة والإطاحة بالديكتاتور وتولي إيليسكو لزمام الأمور ووقوفه إلى جوار الثورة رغم أنهم يعرفون جيداً أنه من قيادات الصف الثاني بالحزب ولكن المرء يصدق ما يتمناه وليس ما يراه، وتواصلت الأفراح بدون توقف واستمر التمجيد للشهداء ولعن شاوشيسكو في كل ساعة وحين.

5- محاولة إنهاء الثورة بحجة نجاح الثورة

كان كل هم إيليسكو في هذه المرحلة أن يقوم بتحجيم الثورة الرومانية وتحديد نطاقها بشكل واضح وإلهاء عامة الشعب الروماني بالثورة العظيمة التي نجحت وأيدها إيليسكو ورجاله، وقدمو التحية للشهداء الأبرار، حتى يعود من بالشوارع إلى البيوت مرة أخرى.

ثم بدأ الديكتاتور الجديد في تكوين وتشكيل أحزاب جديدة تحمل نفس الرموز القديمة، التي لها سيطرة بشكل أو بأخر على مراكز ومؤسسات البلد الحيوية لأن الثورة بعدها لم تكتمل أطاحت بالرأس فقط ولكن الصفوف الخلفية تحمل القيادات نفسها وبالتالي لا سبيل له في السيطرة الفعلية على حكم البلاد سوى بعد عقد صفقات مع هذه الجهات بخلاف جنرالات الجيش من أجل إحكام السيطرة الفعلية على البلاد.

وفي الشارع، حاول إيليسكو أن يصفيه، بمعنى أنه أقنع فئة العامة من الناس أن الثورة نجحت بالفعل، وأنه يجب على كل شخص أن يعود إلى مزرعته وورشته ومصنعهن بحيث لا يبقى سوى المثقفين والثائرين وأصحاب المبدأ يتم التعامل معهم بشكل منفرد.

6- بث الفرقة وتخوين الثوار

وبعد أن تم تصفية الشارع واستبعاد البسطاء وغير المسيسين، بقى فقط المثقفين والسائرين، وأخذ إيليسكو في تخوينهم بعد أن اكتسب لصفوفهم الفئة الأخرى غير المسيسية التي أجهدتها الثورة والعنف والدماء وتتنسم رائحة الهدوء والأمان، وأخذ يصب على رؤوسهم الاتهامات بالخيانة والعمالة وتنفيذ الأجندات الأجنبية للدول العظمة التي لا تريد للنظام الشيوعي أن تقوم له قامئمة وأن هناك مؤامرة يدبرونها للبلاد في الخفاء.

وبدأ الرجل في عقد محاكمات عاجلة وإصدار أحكام قاسية في محاكمات صورية من أجل التخلص منهم، وحتى لا يبدو الأمر وكأنه استهداف من النظام للنشطاء، فقد أراد إيليسكو أن يشرك الفئة التي كان قد اكتسبها في صفه في وقت سابق، وأعني تحديدا عشرات اللآلاف من عمال المناجم والمزارعين الذين تم شحنهم ضد الثوار بتهم الخيانة والعمالة وطالب هؤلاء المواطنين الشرفاء أن يتخلصو من اولئك الخونة العملاء وجلب بهم إلى بوخارست في شاحنات معدة لهم سلفاً، وبالفعل استجابة ودارت حرب دامية قضى فيها المواطنون الشرفاء على مئات من المثقفين الرومانيين، بعد أن كرهو الثورة والثوار.

7- انتخابات ثورية صورية

بالفعل قام إيليسكو كما سبق وذكرنا بالتحالف مع كل أعضاء النظام السابق، وقام بتنظيمه فيما يعرف بجبهة الخلاص الوطني، وبدأو في الدعاية لأنفسهم والدعاية المضادة لباقي الأحزاب التي طالتها العمالة والتخوين وجئ ببعض الوجوه القديمة في الصف الثاني لخوض غمار معركة انتخابية هم خبيرون في إدارتها.

هو نفسه ترشح في الانتخابات الرئاسية في 20 مايو 1990 وفاز بنسبة 85% في انتخابات شكك كثيرون في نزاهتها، وزاد الطين بلة بأن رشّح الرجل نفسه لدورة جديدة واستمر حتى عام 2000، بدأت رومانيا في التحول النوعي بعدها ومحاربة الفساد والرشوى ولم تنجح في الدخول للاتحاد الأوروبي قبل عام 2007 بتطبيق اشتراطات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمحاربة الفساد والرشاوى داخل مؤسساتها، واستطاعت أن تتحول بصورة حقيقية لأحد من الدول الأوروبية الديمقراطية المتحضرة بعد ان عانت رفضهم لسنوات طويلة بسبب رواسب الديكتاتورية الشاوشيسكوية التي كانت متجذّرة في بعض مؤسساتها.

نجحت رومانيا بعد في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية إليها بل وأصبحت واحدة من أكثر دول شرق أوروبا جذباً للاستثمارات الأجنبية على الإطلاق وهي ثاني بلد في العالم من حيث سرعة التحول الاقتصادي وبلغة نسبة نموه الصناعي 6.9% وهي أعلى نسبة بين دول الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

المصدر

ليس من المهم اين نقف، ولكن من الضرورى معرفه فى اى اتجاة نسير

رابط هذا التعليق
شارك

«دليل الثورات النموذجي ».. رومانيا.. عندما تثور.. فتتحقق مطالبك بعد 20 عاماً!

يبدوا هذا المشهد مألوف جدا فى مصر الان:

gallery_50936_57_48940.jpg

فقط على أرض رومانيا تأسست أعمدة واحدة من أعتى الديكتاتوريات التي عرفها العالم على الإطلاق، فقط في رومانيا كان مهد القهر والقمع والتطبيق الدموي للشيوعية المهينة، فقط رومانيا أرسيت معاني الديكتاتورية والقمع والتقشف المميت.

لهذا ولكل ما سبق كانت ثورة رومانيا (16-22 ديسمبر 1989) هي الفتيل الذي نُزع عن زناد حزام الثورات الملونة في شرق أوروبا، وكانت الصرخة الأولى ضد الشيوعية، فأردنا أن نتعرف على تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة وتحولاتها وكيف أن الثورة الرومانية لم تؤت ثمارها سوى بعد سنوات طويلة من انفتاضتها الأولى في وجه الديكتاتور شاوشيسكو..

وكما جرت العادة ففي تالي الحلقات سوف نعرض لثورات اتبعت نفس الكاتالوج الثوري بخطواته وكبواته وعثراته كما يقول الكتاب، وهو ما يعطي دلالات كثيرة لكل متدبر ومتأمل ومعتبر، ولنتابع كالتالي:

1- قمع أمني وتدهور اقتصادي

إذا كان هناك مجال للحديث عن الوضع الاقتصادي في رومانيا قبل قيام الثورة في 1989 فقد كانت وضع قحط بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لقد بلغ شاوشيسكو درجة من الجنون بحيث فرض على الناس خطة تقشف ربما لا يحتملها أحد، حتى أنه كان يقطع عليهم الكهرباء ليلاً ويضغط القنوات التليفزيونية إلى قناة واحدة تبث ساعتين فحسب توفيراً للنفقات.

والقارئ لهذه السطور ربما يظن في شاوشيسكو رغبة أصيلة في تحسين أحوال البلاد إلا أنه سيفاجئ عندما يعلم مثلا أنه في عز تلك مالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي كانت تعصف بالبلاد شرع في إنشاء بيت الجمهورية الذي يعتبر واحدا من أفخم القصور على مستوى العالم على الإطلاق، والشئ نفسه في متحف شاوشيسكو، ولم يكن يبالي بهدم ألاف المنازل والبيوت في العاصمة وضواحيها من أجل بناء هياكل ضخمة لا تخدم شئ سوى جنون العظمة الذي أصابه.

وكما كان المواطنون مقهورون في جيوبهم وأموالهم كان مقهورون أيضاً في أفواههم التي كممها الرجل بكل ما أوتي من شراسة وكان يقمع بشدة كل من يحيد عن النهج العام الذي وضعه، فكان كل من يفكر مجرد التفكير أن يزم في الحزب الشيوعي ولا يمتدحه كان يتم اعتقاله من قبل عناصر البوليس السري المنتشرة في كل أنحاء رومانيا.

2- انتفاضة شعبية وخروج إلى الشارع

بدأت الثورة تلتهب والغضب يشتعل من مدينة تيميشوارا شمال غرب العاصمة بوخارست حيث خرج الآلاف من أنصار قس إصلاحي يدعى لازلو توكيس لإعلان غضبهم من قرار ترحيله، وتعاملت القوات الأمنية بعنف دامي وقتلت في يوم 15 ديسمبر فقط أكثر من 100 شخص ، وبدأت المظاهرات الحقيقية في الخروج إلى الشوارع يوم 16 ديسمبر بدأت أولا في مدينة تيميشوارا ثم انتشرت بعد ذلك لكافة أنحاء رومانيا وتحولت الشوارع لساحات حرب مفتوحة بين الطرفين وقتل فيها ما لا يقل عن 260 شخص.

نزلت بالفعل قوات الجيش كي تعاون قوات الأمن في السيطرة على الأوضاع التي بدت وقد خرجت عن السيطرة، شاوشيسكو حاول أن يخاطب جماهيره ولكن قاطعو خطابه في تصعيد للمواجهة التي طالت كل شوارع بوخارست وقدّر البعض عدد الموتى في الشوارع إلى عشرات الآلاف قبل أن يستسلم الأمن والجيش بعد أن أنهكو من تلك المواجهات ويتم القبض على شاوشيسكو وزوجته إيلينا.

3- سيناريو الفوضى.. اشربو يا ثوار

وعلى الفور بمجرد أن تم القبض على شاوشيسكو وزوجته، شرعت الأجهزة الأمنية في تنفيذ سلسلة عمليات تخريبية متعمدة بقصد بث الرعب في النفوس، وإرساء سيناريو الفوضى المخيف في النفوس، فهاجمت مبنى الإذاعة والتليفزيون وكذلك عدد من الجامعات، كي تستمر الفوضى أطول فترة ممكنة ويكون الناس في حاجة إلى أي قائد وأي زعيم مهما كان المهم أن يكون هناك قائداً وزعيماً يخلصهم من هزيمة الفوضى، وهنا يظهر قيادات الصف الثاني من الحزب الشيوعي تحت قيادة إيون إيليسكو كي يسيطرو على الأمور تحت مسميات وصور وأفكار تبدو وهما مختلفة ولكنها ليست كذلك.

4- سقوط رأس النظام

بالفعل، سقط الديكتاتور في قبضة الثوار، هو وزوجته إيلينا، وفي محاكمة مظهرية غير حقيقية استمرت لمدة ساعتين فقط قال لهم: انظروا إلى المباني التي شيدتها خلال سنيّ حكمي، أتحداكم لعشرين سنة قادمة أن تصبغوها.

وتولى الحكم إيون إيليسكو من قيادات الصف الثاني بالحزب الشيوعي ولكن تحت مسمى جديد وهو قيادة جبهة الفخلاص الوطني، ولو يمكن إيليسكو لم يكن أقل من شاوشيسكو في ولائه للنظام القديم ولكنه كان يجب أن يخفض هامته للريح الثورية العاتية التي كانت قادمة قبالته.

انتشرت الأفراح في أنحاء رومانيا بنجاح الثورة والإطاحة بالديكتاتور وتولي إيليسكو لزمام الأمور ووقوفه إلى جوار الثورة رغم أنهم يعرفون جيداً أنه من قيادات الصف الثاني بالحزب ولكن المرء يصدق ما يتمناه وليس ما يراه، وتواصلت الأفراح بدون توقف واستمر التمجيد للشهداء ولعن شاوشيسكو في كل ساعة وحين.

5- محاولة إنهاء الثورة بحجة نجاح الثورة

كان كل هم إيليسكو في هذه المرحلة أن يقوم بتحجيم الثورة الرومانية وتحديد نطاقها بشكل واضح وإلهاء عامة الشعب الروماني بالثورة العظيمة التي نجحت وأيدها إيليسكو ورجاله، وقدمو التحية للشهداء الأبرار، حتى يعود من بالشوارع إلى البيوت مرة أخرى.

ثم بدأ الديكتاتور الجديد في تكوين وتشكيل أحزاب جديدة تحمل نفس الرموز القديمة، التي لها سيطرة بشكل أو بأخر على مراكز ومؤسسات البلد الحيوية لأن الثورة بعدها لم تكتمل أطاحت بالرأس فقط ولكن الصفوف الخلفية تحمل القيادات نفسها وبالتالي لا سبيل له في السيطرة الفعلية على حكم البلاد سوى بعد عقد صفقات مع هذه الجهات بخلاف جنرالات الجيش من أجل إحكام السيطرة الفعلية على البلاد.

وفي الشارع، حاول إيليسكو أن يصفيه، بمعنى أنه أقنع فئة العامة من الناس أن الثورة نجحت بالفعل، وأنه يجب على كل شخص أن يعود إلى مزرعته وورشته ومصنعهن بحيث لا يبقى سوى المثقفين والثائرين وأصحاب المبدأ يتم التعامل معهم بشكل منفرد.

6- بث الفرقة وتخوين الثوار

وبعد أن تم تصفية الشارع واستبعاد البسطاء وغير المسيسين، بقى فقط المثقفين والسائرين، وأخذ إيليسكو في تخوينهم بعد أن اكتسب لصفوفهم الفئة الأخرى غير المسيسية التي أجهدتها الثورة والعنف والدماء وتتنسم رائحة الهدوء والأمان، وأخذ يصب على رؤوسهم الاتهامات بالخيانة والعمالة وتنفيذ الأجندات الأجنبية للدول العظمة التي لا تريد للنظام الشيوعي أن تقوم له قامئمة وأن هناك مؤامرة يدبرونها للبلاد في الخفاء.

وبدأ الرجل في عقد محاكمات عاجلة وإصدار أحكام قاسية في محاكمات صورية من أجل التخلص منهم، وحتى لا يبدو الأمر وكأنه استهداف من النظام للنشطاء، فقد أراد إيليسكو أن يشرك الفئة التي كان قد اكتسبها في صفه في وقت سابق، وأعني تحديدا عشرات اللآلاف من عمال المناجم والمزارعين الذين تم شحنهم ضد الثوار بتهم الخيانة والعمالة وطالب هؤلاء المواطنين الشرفاء أن يتخلصو من اولئك الخونة العملاء وجلب بهم إلى بوخارست في شاحنات معدة لهم سلفاً، وبالفعل استجابة ودارت حرب دامية قضى فيها المواطنون الشرفاء على مئات من المثقفين الرومانيين، بعد أن كرهو الثورة والثوار.

7- انتخابات ثورية صورية

بالفعل قام إيليسكو كما سبق وذكرنا بالتحالف مع كل أعضاء النظام السابق، وقام بتنظيمه فيما يعرف بجبهة الخلاص الوطني، وبدأو في الدعاية لأنفسهم والدعاية المضادة لباقي الأحزاب التي طالتها العمالة والتخوين وجئ ببعض الوجوه القديمة في الصف الثاني لخوض غمار معركة انتخابية هم خبيرون في إدارتها.

هو نفسه ترشح في الانتخابات الرئاسية في 20 مايو 1990 وفاز بنسبة 85% في انتخابات شكك كثيرون في نزاهتها، وزاد الطين بلة بأن رشّح الرجل نفسه لدورة جديدة واستمر حتى عام 2000، بدأت رومانيا في التحول النوعي بعدها ومحاربة الفساد والرشوى ولم تنجح في الدخول للاتحاد الأوروبي قبل عام 2007 بتطبيق اشتراطات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمحاربة الفساد والرشاوى داخل مؤسساتها، واستطاعت أن تتحول بصورة حقيقية لأحد من الدول الأوروبية الديمقراطية المتحضرة بعد ان عانت رفضهم لسنوات طويلة بسبب رواسب الديكتاتورية الشاوشيسكوية التي كانت متجذّرة في بعض مؤسساتها.

نجحت رومانيا بعد في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية إليها بل وأصبحت واحدة من أكثر دول شرق أوروبا جذباً للاستثمارات الأجنبية على الإطلاق وهي ثاني بلد في العالم من حيث سرعة التحول الاقتصادي وبلغة نسبة نموه الصناعي 6.9% وهي أعلى نسبة بين دول الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

المصدر

شكرا أخي ماستر على مساهمتك في دليل الثورات النموذجي بعرض أحداث الثورة الرومانية

لفت نظري في الثورة الرومانية ظهور فئة ( المواطنين الشرفاء ) , والتي تمثلت هناك في المزارعين وعمال المناجم الذين شحنهم ايليسكو ضد قادة المعارضة والثورة بالترويج أنهم ذوي أجندات خارجية وخونة مما جعله يكسبهم في صفه ويستخدمهم كأداه لقمع المعارضة

الدرس المٌستفاد من ثورة رومانيا أنه مهما طال الوقت فإن الثورة طالما هناك مدافعون عنها ومؤمنون بأهدافها فإنها ستنتصر مهما طال الزمن , وستقهر محاولات الإلتفاف عليها , وها هي رومانيا تنتصر ثورتها بعد مرور 20 عاما بالتمام والكمال من قيامها , وتستطيع الثورة التغلغل في كل مؤسسات الدولة , ويتشرب الناس بأهدافها ومبادئها

رومانيا الأن :

نجحت رومانيا بعد في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية إليها بل وأصبحت واحدة من أكثر دول شرق أوروبا جذباً للاستثمارات الأجنبية على الإطلاق وهي ثاني بلد في العالم من حيث سرعة التحول الاقتصادي وبلغة نسبة نموه الصناعي 6.9% وهي أعلى نسبة بين دول الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

ونجحت عام 2007 في الإنضمام للإتحاد الأوربي بعد إستيفاء إشتراطاته والتي يأتي على رأسها تطهير مؤسسات الدولة من الفساد ورواسب البيروقراطية التي نتجت عن عهود طويلة من الدكتاتورية .

تم تعديل بواسطة ابراهيم عبد العزيز

22a6e3c5-9edb-4f2a-8ffd-d5374f952097.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

لفت نظري في الثورة الرومانية ظهور فئة ( المواطنين الشرفاء ) , والتي تمثلت هناك في المزارعين وعمال المناجم الذين شحنهم ايليسكو ضد قادة المعارضة والثورة بالترويج أنهم ذوي أجندات خارجية وخونة مما جعله يكسبهم في صفه ويستخدمهم كأداه لقمع المعارضة

الدرس المٌستفاد من ثورة رومانيا أنه مهما طال الوقت فإن الثورة طالما هناك مدافعون عنها ومؤمنون بأهدافها فإنها ستنتصر مهما طال الزمن , وستقهر محاولات الإلتفاف عليها , وها هي رومانيا تنتصر ثورتها بعد مرور 20 عاما بالتمام والكمال من قيامها , وتستطيع الثورة التغلغل في كل مؤسسات الدولة , ويتشرب الناس بأهدافها ومبادئها

يبدو ان المجلس العسكرى فى مصر بيذاكر الثورة الرومانية وبيطبقها بالنص,

بس الحمد لله الشباب المصرى واعى جدا وربنا معاهم فى كل خطوة, وان شاء الله النصر قريب

ليس من المهم اين نقف، ولكن من الضرورى معرفه فى اى اتجاة نسير

رابط هذا التعليق
شارك

دليل الثورات النموذجي ( 3 ) : الثورة الإندونيسية (21 مايو1998)

على مدار أكثر من 30 عاماً عانت فسادا وقمعا وكبتاً للحريات، عانت فقرا واقتصادا متدهورا وحياة ضنكا، عانت من رئيس متكبر ومتجبر وشعب خاضع وخانع، عانت من تزوير الانتخابات وفساد الأحزاب والمعارضة الديكورية الوهمية وكان الله بالسر عليم، عانت وعانت وعانت.

لا بالتأكيد لا، أنا لا أتحدث عن مصر أو أي دولة عربية أخرى بل أنا أتكلم عن دولة إسلامية تشابهت ظروفها وظروفنا، فسادهم وفسادنا، حكمهم وحكمنا، ثاروا وثرنا، أطاحو بحاكمهم وأطحنا، ولكن ذهبوا همُ في طريق وذهبنا نحن في طريق أخر تماما.

إنها إندونيسيا التي حكمها الديكتاتور سوهارتو لثلاثة عقود ويزيد، عانو خلالهم الأمرّين، حتى طفح بهم الكيل في عام 1998 حيث كانت الثورة الإندونيسية في ربيع مشابه لذلك الربيع العربي، ثارت فيه الثورة الإندونيسية على نفس الكاتالوج الثوري وسلكو نفس المراحل التي سلكناها ولكنهم كان لهم اختيارات أخرى غيّرت النتائج وانتهت بهم في طريق أخر.

وكانت الخطوات التي سارت عليها كل الثورات الحديثة هي نفس الخطوات التي سارت عليها الثورة الإندونيسية ولكنها قاومت بعض العقبات ونجحت فيما فشل فيه الأخرون فلنستعرض سوياً هذه الخطوات ونرى كيف تحولت إندونيسيا من دولة ديكتاتورية متأخرة في عام 1998 إلى ديمقراطية متقدمة عام 2012.

1- قمع أمني وتدهور اقتصادي

الخطوة الأولى دائما تكون القمع الأمني من قبل نظام غاشم، فعندما نقول إن إندونيسا تشابهت في ظروف دول كثيرة في المنطقة فقد كنا نعني ذلك بمعنى الكلمة الحرفي، التشابه ليس مجرد تشابه في العموميات بل يشمل الخصوصيات أيضاً، فإندونيسيا كانت تعاني فساد مشابه ومنتشر ومتأصل ومتجذر ليس فقط على المستويات القيادية ولكن أيضاً في الصفوف الخلفية والقيادات التحتية كلُ فيما يستطيع أن يفسد به وفيه، الرشوة هي أسلوب حياة وليست مجرد فعل استثنائي تفعله قلّة من الناس.

"تفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة" هل تتذكرون هذا المثل الذي أرسيت مبادئه مع انقلاب 1952؟ وكذلك كان الأمر في إندونيسيا حيث كان يتم تهميش الكفاءات لصالح الوسايط والمحسوبيات والمقربون والحائزين على الثقة المطلوبة.

الأوضاع الاقتصادية أيضاً كانت واحدة، فالأزمة الاقتصادية التي ضربت آسيا بصفة عامة اضطرت حكومة سوهارتو إلى اتخاذ حزمة من تدابير التقشفية من أجل سداد العجز في الميزانية وسداد الديون.

كان هناك اضطهاد أيضاً للتيارات الشيوعية والإسلامية على وجه الأخص، وكانت الاعتقالات الممنهجة تمارس بحقهم بين الحين والأخر مما لوّث البيئة السياسية وجعل معارضي النظام ما بين معتقلا أو ديكوراً وهي كلها أمور مهّدت لقيام الثورة الإندونيسية الشعبية في 21 مايو 1998.

2- انتفاضة شعبية وخروج إلى الشارع

حالة القمع ودرجة الفساد التي وصلت إليها البلاد لم يعد يحتملها الشعب الإندونيسي خاصة بعد تملك سوهارتو وزوجته أكثر من 1200 شركة وسيطرتهم على عدد من الصناعات الحيوية في البلاد في مجالات السيارات والكيماويات والفنادق ووسائل الإعلام وهو ما يقابله حالة من التقشف الشديد التي يعيشها الشعب الإندونيسي بسبب الأزمة المالية الآسيوية وانخفاض الأجور والبطالة.

وبالفعل وبحلول يوم 21 مايو 1998 بدأت الاحتجاجات تتصاعد شيئاً فشيئاً من خلال طلاب الجامعات الذين كانو شرارة هذه الثورة بعد إطلاق قوات الأمن الرصاص على 6 من زملائهم بجامعة تري ساكتي ممن كانو يقودون مظاهرة مناهضة للرئيس الإندونيسي سوهارتو واشتعل غضب الطلاب في الجامعات الذي انطلق بدوره إلى الشارع ثم في العاصمة جاكرتا كلها.

أكثر من مليون إندونيسي حاصرو مبنى البرلمان الإندونيسي واختطفو أحد أعضائه وشعارهم واحد "يسقط ملك الحرامية " ومطلبهم أيضاً واحد وهو استقالة سوهارتو.

3- سيناريو الفوضى.. اشربو يا ثوار

تعاملت قوات الأمن بمتهى القوة والعنف وقتلت المئات مما أشعل غضب الثوار أكثر وأكثر وبدأت الأعداد تتضاعف وتتزايد وتملئ الشوارع والمواجهات تتسع لتشمل كل مكان على وجه إندونيسيا في جزرها الـ 18 ألف، قوات الشرطة بدت على ما يبدو غير قادرة على السيطرة على الأوضاع وهو تتورط يوما بعد الأخر في هذه المسألة من خلال قتل المزيد والمزيد.

وبناءً على ما سبق فقد تم استدعاء قوات الجيش من أجل السيطرة على الأوضاع ولكن بمجرد نزول قوات الحيش إلى الشارع وقد أعلنت بعد ذلك عدد من الوحدات انضمامها إلى صفوف المتظاهرين وسقطت العصا الأمنية من يد سوهارتو وأصبحت الشوارع في يد الثوار ولا أحد غيرهم.

وعلى الفور بدأ المئات في مهاجمة الشركات التي تملكها عائلة سوهارتو وتحرقها فورا ثم بدأ التوجه بعد ذلك إلى كل المطاعم والمحلات الفارهة، وأي شئ يرمز إلى البذخ يتم سرقته ونهبه على الفور، وكان نتيجة لكل ما سبق أن تم إغلاق المدارس والمحال وأصيبت العاصمة الإندونيسية بالشلل التام.

4- سقوط رأس النظام

على الرغم من تدهور الأوضاع بهذه الصورة واستمرار الاحتجاجات لأكثر من 10 أيام إلا أن سوهارتو بقى مصراً على التمسك بالحكم في محاولة بائسة للاستمرار حتى أنه أقنع بعض رموز المعارضة والتيارات الإسلامية بصرف المحتجين وحاول دبّ الفرقة والخلاف بينهم ولكنهم أبو أن يعودو من الشارع إلا بعد أن يسمعو استقالة سوهارتو.

أخيراً شعر سوهارتو أنه لا مناص من الاستقالة فقام بتسليم السلطة إلى نائبه وذراعه اليمنى بحر الدين يوسف حبيبي رغم أنه لم يكن قد مضى على توليه فترته الخامسة سوى شهرين فقط.

5- محاولة إنهاء الثورة بحجة نجاح الثورة

وكما جرت العادة في كل الثورات الحديثة فقد حاول الرئيس الجديد للبلاد أن يقنع المحتجين أن ثورتهم قد نجحت بالفعل وأن الوقت قد حان للعودة إلى منازلهم من جديد حتى تبدأ مرحلة البناء ولكن الثوار الإندونيسيون كان متنبهين إلى أن بحر الدين يوسف حبيبي هو في الأساس مساعد الرئيس سوهارتو وذراعه اليمنى.

وضربت البلاد بعد ذلك أزمة اقتصادية قوية حاول النظام الجديد استغلالها في القضاء على الثورة بحجة التركيز في الإنتاج والصناعة إنقاذ البلاد من كبوتها ولكن هذه المحاولات لم تلق أي استجابة كما لم تلق محاولات رجال حبيبي بث الفرقة في نفوس الثوار أي صدى وباءت كلها بالفشل.

6- بث الفرقة وتخوين الثوار

على الرغم من محاولات حبيبي المتكررة ضرب صفوف الوحدة بين الثوار واستمالة بعضهم ضد الأخر وتأليبهم على بعض بحكم اختلاف المصالح إلا أن كل هذه المحاولات لم تؤت ثمارها وسط إدراك تام بأن حبيبي هو مجرد مساعد للرئيس الذين أطاحو به لتوهم، وبالتالي فأي محاولة لبث الفرقة من قبل الرئيس الجديد مهما كانت مقنعة ولكنها في النهاية كانت مكشوفة.

و بمجرد أن شعر الثوار أن حبيبي يقدم نفسه باعتباره رئيساً جديداً للبلاد خرجوا إلى الشوارع من جديد كي يجبروه على إعلان نفسه قائداً للمرحلة الانتقالية وليس أكثر من ذلك، وقد كان بالفعل، وأعلن عن إجراء الانتخابات الرئاسية عام 1999 بعد عام واحد من الإطاحة بالرئيس سوهارتو

ولكن رغم كل ما سبق بدأ النظام أيضاً في استهداف الشيوعيين وأعضاء التيارات الإسلامية وكان يتم محاكمتهم بصورة سريعة، ولكن هذه المحاولات كان غالبا ما يتم الكشف عنها وإعلانها على الملئ ، وهو ما كان يأتي بنتيجة عكسية ويضطر حكومة حبيبي إلى تخفيف الرقابة أكثر وأكثر وسحب صلاحيات الحكومة وقبضتها على الإعلام بصفة عامة.

بدأ الثوار يسحبون أو لنقل ينتزعون صلاحياتهم من الحكومة الانتقالية بالقوة قدر الإمكان، فكان هناك في البداية رفضاً تاماً لفكرة التجمعات أو التظاهرات ولكن أُجبر حبيبي على السماح بالتظاهرات والتجمعات ولكن بإشعار مسبق للشرطة.

7- انتخابات ثورية صورية

هذه المرة الانتخابات في إندونيسية كانت ثورية ولم تكن صورية فعلى الرغم من أنها ربما كانت أقل من المعايير الدولية بعض الشئ إلا أنها في النهاية لم تكن انتخابات فاسدة وعبّرت بصورة حقيقية عن إرادة الشعب الإندونيسي ذا الأغلبية المسلمة، وكان الجدل بعدها حول هوية الدولة هل تكون مدنية أم إسلامية؟ وتوصلو إلى اتفاق أن يكون هناك مبادئ إسلامية عليا وتقوم المؤسسات على مبادئ مدنية لا تفرق بين شخص وأخر.

وفوجئ المواطن الإندونيسي بما يزيد عن 182 حزبا سياسياً تقلصت بعد الانتخابات بعدما تبين أن كثير منها هي في حقيقة الأمر أحزاب صورية وورقية لا وجود حقيقي لها في الشارع.

وفي عام 1999 انتخب عبد الرحمن وحيد رئيساً للبلاد قبل أن يتوفى إثر جلطة دماغية ليعقبه سوسيلو بامبانج يوديويونو حتى الآن.

إندونيسيا الأن :

وتقدر بعض الإحصاءات أن إندونيسيا بحلول عام 2025 ستكون واحدة من الدول التي يعتمد عليها العالم اقتصادياً، بعد أن حققت نجاحات اقتصادية رائعة أدت إلى ارتفاع معدل نموها بصورة واضحة لتصبح واحدة من النمور الآسيوية.

تم تعديل بواسطة ابراهيم عبد العزيز

22a6e3c5-9edb-4f2a-8ffd-d5374f952097.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...