اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عايشين.. وثائقي من قطر يسجل جريمة الحرب الإسرائيلية على غزة


Recommended Posts

عايشين..

وثائقي من قطر يسجل جريمة الحرب الإسرائيلية على غزة

بعد عام على وقوعها

16/01/2010

15qpt82.jpg

الدوحة ـ 'القدس العربي': مثلما كانت قيادتها السياسية رائدة في التنديد بالجريمة، جاءت مبادرة توثيق ممارسات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي من قطر ومن قناة 'الجزيرة للأطفال' على وجه التحديد. أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان أول من ندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة عندما قال يوم 4 كانون الثاني (يناير) 2009 (إن حربا تُشنّ بهذه الأدوات لا يمكن إلا أن تكون جريمة حرب) وقد تحرك على أكثر من صعيد لوقف الاعتداء وكذلك فعلت حرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند وهي تقود حملة الفاخورة من أجل وقف إبادة أبناء غزة وتمكينهم من حقهم المهدور (بالرصاص المصبوب والحصار) في التعلم والعيش كما يعيش أقرانهم في كل العالم. وعلى نفس الخطى تحرك المدير التنفيذي لقناة 'الجزيرة للأطفال' محمود بوناب لجمع ما تناثر من أدلة على أرض الجريمة قبل أن تمحى وحفظها في فيلم وثائقي يطلع عليه الرأي العام العربي والإسرائيلي والعالمي حاضرا ومستقبلا.

'عايشين'.. هو عنوان الفيلم الوثائقي الجديد الذي أنتجته قناة 'الجزيرة' مع التلفزيون السويسري الرومندي وعهدت بإخراجه إلى السينمائي السويسري نيكولا فاديموف بالاشتراك مع جهات أخرى. 85 دقيقة هي خلاصة 70 ساعة من المشاهد المصورة التي تحكي معاناة أهالي قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي عليهم وبعده. صور وشهادات تتحدث عن نفسها وتنقل المشاهد لمعاينة جوانب قليلة من معاناة كافة شرائح سكان غزة بسبب الهجوم العسكري الوحشي الذي شنه الإسرائيليون عليهم وأيضا بسبب الحصار المفروض عليهم من كل جانب بحيث تُرك الأهالي هناك يناضلون وحدهم من أجل البقاء محرومين من أبسط وسائل العيش. يقول صاحب فكرة الفيلم محمود بوناب إن جرائم الحرب واحدة في كل العصور وفي كل مكان، ومثلما سعى اليهود والرأي العام العالمي إلى تثبيت جرائم الحرب العالمية الثانية في الذاكرة الإنسانية، لا بد أن يكون هناك تحرك من أجل توثيق وتسجيل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل عندما تواجه مقاومة مشروعة للاحتلال بأدوات حرب مدمرة لا تميز بين المدني والعسكري.

حوالي عشرين محطة توقفت عندها عدسة فاديموف ونقلت منها بعض مظاهر الحياة والمعاناة مباشرة بعد أو توقفت الحرب، ومع ذلك تمكنت الكاميرا من تسجيل بعض عمليات القصف المتقطعة بعد إعلان وقف العدوان وكان القصف يستهدف نقاطا يعتقد الاحتلال الإسرائيلي أنها تأوي أنفاق التهريب بين غزة والأراضي المصرية.

مدينة الألعاب سندباد كانت نقطة انطلاق الوثائقي حيث يسأل طفل عن لعبة الأشباح فيخبره صاحب الموقع أن كل الألعاب معطلة بعد أن تعرضت للقصف، لكن يعده أن ينتهي من تصليحها في أقرب وقت وعندما يعود في المرة القادمة سيجدها جاهزة، وهو ما حصل في نهاية الفيلم الذي ختم بصور عن محيط المدينة التقطتها الكاميرا من فوق صحن دائر. لعبة الأشباح في مدينة الألعاب دمرها القصف الإسرائيلي ليترك غزة كاملة أشبه بمدينة الأشباح حيث كل شيء متوقف ورائحة الموت تنبعث من كل مكان ومشاهد الدمار يمكن أن تلتقطها العين حيثما اتجهت.

1400 شهيد خلفهم العدوان الإسرائيلي في غزة، أما الذين كُتبت لهم الحياة فلم يكونوا أحسن حالا. أناس فقدوا أهاليهم ومساكنهم ومصادر رزقهم أيضا، مثل ذلك الرجل الذي يمشي تائها مع أولاده وسط حطام دفنت فيه أغصان يابسة. كانت تلك غابة زيتون لم تبق منها شجرة واحدة، غابة يقول صاحبها إنه ورثها عن أبيه الذي ورثها بدوره عن أبيه وأجداده وهي تمتد إلى 650 سنة، ولأن زراعة شجر الزيتون الذي تشتهر به المنطقة ليس عملا سهلا فقد كلف الرجل بذلك أولاده لكنه نبههم إلى أنهم في الغالب لن يتمكنوا لا هم ولا أولادهم ولا حتى أحفادهم من الاستمتاع بثمارها.

كاميرا عايشين- تنقلنا بعد ذلك إلى مركز حدود رفح حيث تنتظر حافلات إذنا مصريا للسماح لهم بالخروج من سجن غزة الكبير، وأغلب المنتظرين من الذين يعانون أوضاعا صحية حرجة، كذلك الرجل الذي يتحدث عن قريب له مصاب بسرطان في المعدة والقولون أو ذلك الأب الذي يحكي عن ابنته ذات الـ19 ربيعا التي تنتظر ترخيصا لخروجها لإجراء عملية زراعة كلية ثانية، لكنه يفاجأ بمن يقول له إن ابنتك ليست بحاجة إلى علاج، فيتساءل في صرخة يائسة (إذا كانت بنتي مش عاوزة علاج، مين اللي عاوز علاج؟!). محاولات متكررة لأعوان الأمن الواقفين على الجانب الفلسطيني يحاولون تنظيم الحركة وإقناع المتجمهرين هناك أن الأمر ليس بيدهم بل بيد المصريين وأن هناك في الجهة المصرية ثلاث حافلات لا تزال محتجزة في انتظار السماح لها بدخول مصر.

المرضى ليسوا فقط على الحدود، بل هناك من يعالج بوسائل بدائية في بيته كذلك الطفل الذي احترقت ساقاه بآثار قنابل الفوسفور الأبيض والذي نسي لحظة أوجاعه ليحكي عن أخيه أحمد الذي استشهد في الحرب ويتمنى لو أنه يزوره مرة في الحلم ليناجيه أو يلتحق به شهيدا، أو تلك الأم التي تراقب رضيعها على سرير مستشفى الشفاء وهو في حالة خطرة وتقول إنه يموت في اليوم 10' موتات' ثم يستفيق وهو على هذه الحال منذ أيام.

ولأن إرادة الفلسطينيين في التحدي والبقاء أقوى فإنهم لم يستسلموا للمصير الذي تريده إسرائيل لهم، وهو ما تنقله مشاهد الفيلم المتتابعة في شاطئ الشيخ عجلين حيث يجتمع 5 شبان حول سمكة واحدة صغيرة يشوونها كانت كل ما وجده اثنان منهم في شباك صيد تركوها وسط البحر. وأمام نافذة حديدية تكدس عشرات الأهالي في منظر مهين يمدون أيديهم لعمال مركز توزيع المواد الغذائية التابع للأمم المتحدة في مخيم الشاطئ للحصول على دقيق وبعض المعلبات يسدون بها رمقهم. وحتى عندما يحصلون على أكياس الدقيق تلك فإن معاناتهم كبيرة من أجل الحصول على قارورة غاز يعدون بها أكلهم، وهو ما ترويه امرأة لا تزال تنتظر منذ شهرين الحصول على قارورة عامرة.

القصف الإسرائيلي لم يستثن شيئا ولا مكانا في غزة، ومع ذلك تمكنت كاميرا -عايشين- من العثور على مجموعات من التلاميذ الصغار حشروا في قاعات كانت تسمى مدارس لمزاولة تعلمهم بالحد الأدنى المتوفر وفي أجواء لا تزال تخيم عليها أجواء العدوان. أما الشباب الآخر الذين رصدهم الفيلم فقد كانوا متفرقين إما على شاطئ البحر أو في حديقة الحيوانات الواقعة بحي البرازيل في رفح. هناك كان يجلس مدير الحديقة الشاب إلى جانب فتيان أصغر منه يجولون بأنظارهم حول أقفاص لم تبق فيها إلا حيوانات محنطة قتلها الرصاص المصبوب- وأخرى تصيح وتنتفض من شدة الجوع. أحد الجالسين هناك قال إنه كان يحلم أن يتعلم فيصير طبيبا، لكن (حتى الأحلام صرنا نيأس منها لأنها لا تتحقق). أما الحل عنده فهو واحد لا ثاني له (القضاء على اليهود)، كلام بدا أنه لم يعجب محاوره الذي سأله (وما دخل الدراسة في القضاء على اليهود)، فيجيبه الفتى (لأنهم لا يريدون منا أن نتعلم.. هم سبب المشكلة، وإذا ما طلعنا متعلمين نطلع مجاهدين ونستشهد إن شاء الله).

في مخيم الشابورة للاجئين بمدينة رفح جلست البنت رندة أبو عريضة تروي اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد والدتها وإلى جانبها جلس جدها يحاول أن يخفف عنها ويبعث فيها أملا جديدا بهذه الكلمات (صحيح المصاب كبير، بس بدو الإنسان يعيش لأنه إذا فُقد الأمل فقدت الحياة)، ثم يطلب من ابنته أن تكون أختا وأمًّا لباقي إخوانها.

رسالة الأمل نقلها الفيلم أيضا عبر عنوانه - عايشين- الكلمة المقتبسة من كلمات أغنية لفرقة (دارغ) تسمية تختصر الحروف الأولى الإنكليزية لكلمات الشباب الثوري العربي، وهي فرقة اختارت موسيقى الراب لإيصال رسالتها إلى العالم، وقد اختار المخرج موسيقاها لترافق الفيلم أيضا. الفرقة تحكي عن (غزة.. دراما الموت.. المسلسل العربي العبري.. العربي الفارسي بلا دوبلاج)، لكنها أيضا تقول للعالم إن غزة ستبقى بأهلها حية وواقفة (نعيش رجالا ورجالا نموت).

-عايشين- بدأ عرضه الأولي قبل يومين في المدينة التعليمية بالدوحة التي تشرف عليها الشيخة موزة بنت ناصر المسند والتي انطلقت منها حملة الفاخورة لدعم تلاميذ وأبناء غزة، وقد اختير الفيلم للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي الشهر القادم. علما أن هذا الفيلم قد سبق تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي يقر بوجود جرائم حرب في غزة وكذلك ما ذهب إليه القضاء البريطاني بتوجيه التهمة إلى مسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...