اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

دراسة في ظاهرة الضمير الصحفي الغائب


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

معاناة الملك حسين مع الصحافة الاردنية

دراسة في ظاهرة الضمير الصحفي الغائب

عملاء صدام حسين في الصحافة الاردنية

بقلم الدكتور : احمد ابو مطر

نشر هذا المقال في " عرب تايمز " في مايو ايار 1994

تعودنا في الوطن العربي وعموم العالم الثالث ان تكون الصحافة بكل وسائلها ناطقة بلسان النظام الحاكم لاهثة وراء مواقفه معبرة عن تطلعاته واحلامه ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى الصحافة اللبنانية التي كان اغلبها ينطق بلسان انظمة عربية تتصارع او تحل مشاكلها وخلافاتها على الساحة اللبنانية الى درجة ان الرئيس اللبناني الاسبق كميل شمعون قال كلمته المشهورة: " في لبنان صحف ومجلات ناطقة بلسان كل الانظمة العربية ما عدا النظام اللبناني نفسه الذي تصدر الصحف والمجلات بامتيازات موقعة منه".

... والنموذج المصري ... والكويتي

اما الصحافة المصرية وتحديدا بعد انقلاب عبد الناصر عام 1952 فقد ظلت هذه الصحافة لا هم لها الا رصد انفاس عبد الناصر تصالح من يرضى عنه عبد الناصر وتعادي من يعاديه وقد خلقت الصحافة المصرية من عبد الناصر زعيما خالدا معصوما من اي خطأ حتى وفاته وعندما جاء السادات تهدم هذا النموذج الخالد وانبرت في الغالب نفس الاقلام التي صنعت هذا الزعيم الديكتاتور الى هدمه والانقضاض عليه واذا كل اعماله اكذوبة بما فيها لسد العالي ويكفي التذكير بمواقف توفيق الحكيم في كتابه (عودة الوعي) ومع اخذ السادات بنظام (المنابر السياسية) في مجلس الامن الذي تطور ليصبح (تعددية سياسية) ظهرت بعض الصحف الحزبية التي عبرت عن وجهات نظر هذه الاحزاب التي خالفت رأي النظام في الكثير من المواقف فكانت ما اطلق عليها اسم الصحافة القومية (الاهرام اخبار اليوم الجمهورية) تعبر عن مواقف النظام مهما كانت اما الصحافة الحزبية (الاهالي الشعب الوفد) فقد عارضت مواقف النظام بشدة خاصة فيما يتعلق بمعاهدة كامب ديفيد واتفاقية الصلح مع اسرائيل عام 1979 وبذلك سجلت الصحافة المصرية خروجا واضحا على التقليد الشائع الخاص بانحياز الصحافة للانظمة غير ناسين نموذج الصحافة الكويتية التي كانت قبل الاحتلال العراقي عام 1995 تشبه الصحافة المصرية حيث هناك صحف موالية للنظام مثل الانباء السياسة الرأي العام وصحف معارضة بنسب متفاوتة حسب الموقف (الطليعة القبس المجتمع) واستمرت الصحافة الكويتية بعد انهيار الاحتلال العراقي مجمعة على ادانة الاحتلال والنظام العراقي والمتعاونين معه مختلفة في مواضيع اخرى مثل الموقف من الاختلاسات الهائلة التي حصلت في الاستثمارات الكويتية الخارجية التي شارك فيها عدد من افراد اسرة الصباح الحاكمة واخيرا الموقف من زيارة وزير الخاجية التونسية للكويت حيث تصنف بلاده ضمن ما يسمى في الكويت ب 0دول الضد) فرغم قدومه بدعوة رسمية من الحكومة ومقابلته لامير الكويت الا ان اغلب الصحف هاجمته بعنف مما ادى الى اختصار زيارته خاصة بعد رفض مجلس الامة استقباله لالقاء خطاب امامه.

النموذج الصحفي الاردني

فقد كان دوما نموذج صحافة النظام قبل عام 1967 وبعده فيما عا استثناءات محدودة للغاية في زمن انفراجات مؤقتة كما حدث عام 1957 وبعد نكسة 1967 واحتلال الضفة الغربية واعادة تنظيم اصدار الصحافة الاردنية عرفت الاردن جريدتي الرأي والدستور حتى ما قبل ثلاثة اعوام تقريبا حيث صدرت اليومية الثالثة (الشعب) هذا بالاضافة الى بعض الاسبوعيات مثل (شيحان) و (اخبار الاسبوع) وبعض الامتيازات الجديدة المسجلة في الخارج مثل (الاهالي) كل هذه الصحف والمجلات يومية واسبوعية كانت على الدوام صوت النظام معبرة عن توجهاته خاصة السياسية وفي مفاصل كثيرة كانت تشبه الصحافة المصرية زمن عبد الناصر وما زالت حتى الان فيما عدا بعض الانتقادات الهامشية من حين الى آخر دون ان تخل بقانونها العام وقد حافظت الصحافة الاردنية على الدوام على مسألة تحييد الملك والاسرة المالكة من اي نقد او تجريح وهو تقليد له احترامه في اوساط الشعب الاردني فمن السهل انتقاد وزير وسياسته وتصرفاته ولكن هذه السياسة والتصرفات دوما - لدى الصحفيين والشعب- دون علم الملك وبعيدة عن توجيهاته وقد رسخ الملك حسين هذه الصورة عبر تدخله الشخصي مرات عديدة لانصاف مظلوم او اعادة الحق لصاحبه او اصدار عفو عام في منعطفات سياسية دقيقة كما حدث في قضية النائب (ليث شبيلات) وفي مرات اخرى كان يحس نبض المواطن العادي فيتدخل كثيرا عبر البث المباشر في الاذاعة لعلاج مواطن وغيره من مشكلات عادية للغاية وضمن هذا التوجه كان يحرص الملك حسين على لقاءاته الدورية مع رئساء التحرير واحيانا الصحفيين وقد اقام علاقة حميمة مع بعض الصحفيين عندما استشهد في خطاب له بما ورد في مقالة صحفية للصحفي في جريدة الرأي (احمد سلامة) او عندما استقبل الصحافي (سلطان الحطاب) عقب قرار نقابة الصحفيين بوقفه عن الكتابة وشطب اسمه من عضويتها بسبب ادلائه بحديث صحفي للتلفزيون الاسرائيلي اثناء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في اكتوبر 1992 ومنحه وساما ملكيا وكأن الملك اراد ان يقول لنقابة الصحفيين ان قراركم خاطئ وغير عادل وفعلا عاد (سلطان الحطاب) ليكتب زاويته اليومية في (الرأي) بعد ان لحست النقابة قرارها وكأنه لم يصدر.

دخول صدام على شارع الصحافة الاردنية

كان اول دخول لصدام حسين للعب في شارع الصحافة الاردنية عام 1980 تقريبا عندما دفع للنقابة حوالي خمسة ملايين دينار اردني لتمويل بناء مدينة الصحفيين في (الجبيهة) التي استفاد من سكنها عشرات من الصحفيين والصحفيات وباعتراف العديدين منهم لولا تمويل صدام لما تمكنت النقابة من بناء هذه المدينة السكنية وفي الشارع الشعبي دخلت دنانير صدام لبناء العديد من المساجد في القرى والمدن والتبرع لبعض الجمعيات والنقابات مما جعل شعبية صدام في الشارع الاردني عالية لا يجرؤ اي شخص على نقده او الهجوم عليه امام هذه المغالاة في تصويره على انه (الرئيس المؤمن) و (حارس البوابة الشرقية) و (راعي الوحدة والتضامن) و (المتصدي للامبريالية) وفي الشارع الصحفي تحدثت بعض المصادر الصحفية عن عدة سيارات اهداها لبعض رؤساء التحرير وكبار الصحفيين ومنهم من تقلد وزارة الاعلام (محمود الشريف) كما تحدثت نفس المصادر الصحفية عن رواتب ومخصصات شهرية للعديد من الصحفيين يتسلمونها من السفارة العراقية آخر كل شهر ذلك على عهدة تلك المصادر.

نتائج الاختراق الصدامي للصحافة

لقد فعل اختراق صدام لشارع الصحافة الاردنية فعله اثناء ازمة غزو العراق للكويت واحتلالها فرغم ان الموقف الرسمي الاردني لم يصدر عنه اي بيان يؤيد الغزو ويعترف بالاحتلال وجهود الملك حسين الحثيثة لحل المشكلة ضمن الاطار العربي الا ان الصحافة الاردنية اليومية والاسبوعية غالت كثيرا في تأييد الغزو ومباركة الاحتلال شعرا ونثرا واصبحت شخصية الطاغية صدام حسين هي (الملهم) للغالبية العظمى من الكتاب والصحفيين ونبشت اوراق التاريخ واعيدت قراءتها بما يناسب تصرفات صدام واذا بهذه الغالبية العظمى تعزف مقطوعة واحدة رغم نشاز موسيقاها مما اسهم بفعالية في تضليل الشارع الجماهيري الاردني الذي انجرف هادرا يؤيد الباطل والضلال وقد زاد الضلال جهالة بفعل الاحزاب الاردنية والمنظمات الفلسطينية التي عقدت بعد الغزو والاحتلال العراقي مؤتمرها الشعبي مناصرة الاحتلال مبايعة الديكتاتور الذي طالما هاجمته قبل سنوات بسبب اعدامه لعناصر بعضها وسجن واعتقال العشرات من عناصر بعضها الاخر واقفال مكاتب وطرد عناصر بعضها الثالث وكم كان مخزيا تلك التهديدات التي صدرت عن اغلبهم للامبريالية مضخمين - كذبا- قواتهم العسكرية الضاربة الواقفة على اهبة الاستعداد لنصرة الزعيم صدام وضرب جيوش الامبريالية ومصالحها وكان اشدها كذبا على الجماهير تصريحات الدكتور جورج حبش في خطابه امام المؤتمر عندما اعلن ان الاصبع على الزناد وتحدى الامبريالية الامريكية ان تطلق رصاصة واحدة على العراق ثم حدث ما حدث وطردت القوات الامبريالية الجيش العراقي من الكويت ودمرت اغلب ما بناه العراق في العشرين عاما الاخيرة دون ان يتحرك الزناد ولو برصاصة واحدة ضد الامبريالية فاذا بالاصبع لم يكن على الزناد ولكن (في) مكان آخر!

كان تأثير الصحافة والاحزاب الاردنية والمنظمات الفلسطينية مسؤولا بشكل مباشر عن تضليل الشعب الاردني فانعكست مغالاة الشارع في تأييد صدام على الموقف الرسمي الاردني الذي اصبح يصنف في الخارج على انه مؤيد للغزو ومبارك للاحتلال رغم عدم صدور اي كلمة او بيان في هذا الاتجاه كما فند ووضح ذلك (الكتاب الابيض) الذي صدر عن الحكومة الاردنية.

واخيرا ... معاناة الملك حسين نفسه من هذه الصحافة

بدأ الملك حسين منذ عام تقريبا يميز موقفه السياسي المبتعد والمفترق مع صدام حسين من خلال جملة اتصالات ولقاءات كان اهمها لقاءه مع جلال الطالباني احد قادة المعارضة العراقية ثم اعقب ذلك تصريحاته للكاتب الصحفي الامريكي جيم هوجلاند في واشنطن 9-9-92 التي شدد فيها على ضرورة اتاحة الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية للشعب العراقي ثم تلا ذلك موافقة الحكومة الاردنية على اجراء تحقيق في انشطة 73 شركة يستخدمها العراق كواجهة لعمليات تشكل انتهاكا للعقوبات التي فرضها مجلس الامن وما اذيع بعد ذلك عبر مصادر صحفية من ان الملك حسين رفض دعوة من صدام حسين لزيارة بغداد لحضور حفل افتتاح متحف مخصص للعائلة الهاشمية التي كانت تحكم العراق حتى عام 1958 واعقب ذلك رفض صدام حسين طلب الملك حسين السماح للمرجع الشيعي الامام الخوئي بالسفر لتلقي العلاج في المدينة الطبية بعمان وعقب وفاته رفض صدام حسين السماح لوفد ملكي اردني بالمشاركة في تشييع جثمانه مما ادى الى ان يرسل الملك حسين برقية تعزية للمجلس الشيعي الاعلى وليس للحكومة العراقية وقد تدهورت الامور بشكل اوضح عقب اقدام رجال مخابرات صدام حسين على اغتيال عالم الذرة العراقي مؤيد الجناني علنا في شوارع عمان فكان هذا العمل تحديا صداميا واضحا ومثيرا للسلطات الاردنية فكان ان منحت هذه السلطات لزوجته حق الاقامة في شقة قيل ان الملك اهداها لها.

وعقب ذلك صرح الملك حسين اكثر من مرة تلميحا ومباشرة عن ضرورة اتاحة الممارسة الديمقراطية للشعب العراقي وهاجم الحكام الذين لم يعرفوا قدراتهم الحقيقية فاصطدموا بالنظام العالمي الجديد فجروا على شعوبهم الويلات رغم كل مواقف الملك حسين وتصريحاته هذه الا ان الصحافة الاردنية على مواقفها متجاهلة كل اشارات الملك وتلميحاته واستمرت الاقلام نفسها تطبل لصدام وتتغنى بمحاسنه الى درجة ان اغتيال الدكتور مؤيد الجناني لم يستنكرها احد من الكتاب والصحفيين وكأنها حدثت في العالم الاخر ضد جرم سماوي جامد وليس عملية قتل مواطن بريء وراءه زوجة واهل واولاد.

تحريض صحفي ونيابي ضد الحكومة

والادهى من ذلك ان يصل الاختراق الصدامي لاوساط الصحفيين والنواب ان يحرض هؤلاء ضد الحكومة الاردنية وسياستها من خلال بيان اصدروه في يناير كانون ثاني 1993 مهاجمين الحكومة الاردنية مطالبين بفك الحصار السياسي الرسمي ضد العراق!! من يتصور هذا؟ ومن يصدق هذا؟ اي حصار رسمي يفرضه الاردن ضد العراق؟ هل التقيد بقرارات مجلس الامن التي فرضها ضد العراق حتى وان كانت قرارات ظالمة يعتبر حصارا رسميا؟ هل وعي هؤلاء النواب والصحفيون الموقعون على البيان المذكور ابعاد مطالبتهم هذه التي جاءت مباشرة عقب رفض اسرائيل تنفيذ قرار مجلس الامن الخاص بعودة المبعدين الفلسطينيين؟ ان المسألة لا تحتمل الا ما قاله لي احد المسؤولين الاردنيين آنذاك: انهم يريدون ان لا نتقيد بقرارات الامم المتحدة كي يصبح لدى اسرائيل الذريعو والمبرر لعدم تنفيذها قرارات الامم المتحدة ذاتها وفي اسوأ الاحوال اعطاء اسرائيل المبرر لضرب الاردن عسكريا بحجة انه يدعم العراق ويسهل مرور البضائع والعتاد له ولقد تناسى هؤلاء الصحفيون والنواب ان الحكومة الاردنية رفضت مرارا المطلب الامريكي بوضع مراقبين امريكيين على حدود الاردن مع العراق لمراقبة تنفيذ هذا الحظر!

ازاء كل هذه الوقائع والمعطيات من يتصور حجم النفوذ الصدامي الذي كان مسيطرا في وسط الصحافة الاردنية؟ حتى قرار صدام الاجرامي الخاص بالغاء ورقة الدينار العراقي فئة ال25 واقفال الحدود العراقية مع الاردن حتى لا يتمكن المواطنون الاردنيون من تبديل ما لديهم من دنانير عراقية لم يأخذ حقه من النقد والهجوم في الصحافة الاردنية رغم علمهم ان خسائر مواطنيهم من هذا القرار الجائر تزيد على ستمائة مليون دولار.

... واستمرت المعاناة

وعندما وصلت معاناة الملك حسين من صحافة بلاده حدها الاقصى كان المؤتمر او اللقاء غير المسبوق في البلاط الملكي يوم 22 ايار مايو 1993 الماضي امام رؤساء تحرير الصحف المحلية حيث اعلن الملك - حسب ما ذكرت بعض المصادر- انه لم يعد يحتمل تأييدهم للنظام العراقي وحسب المصادر ذاتها فقد وصف الملك مؤيدي صدام بانهم (اعداء للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان) وقال ان على الصحف الاردنية ان تكف عن الكيل بمكيالين اذ ان تؤيد الديمقراطية وحقوق الانسان في الاردن في الوقت الذي تساند فيه النظام الديكتاتوري في العراق كما اكد الملك حسين الشكوك القائمة منذ امد طويل عندما المح ان من المحتمل ان يكون بعض الصحفيين والمعلقين قد باعوا اقلامهم للعراق كما ذكرهم بانه لا يرغب في ان تكون الصحف الاردنية هي المسؤولة عن استمرار معاناة الاردن كما اعلن في كلمات صريحة:" ان سياسات هذه القيادة العراقية قد قصمت ظهورنا ولم يعد بوسعنا تأييد هذه السياسة وهذه القيادة". وفي هذا السياق تذكر بعض المصادر بانه في مناسبات عديدة دأبت الصحافة الاردنية على تكتم النداءات التي وجهها الملك حسين لصدام كي يتخلى عن السلطة لافساح المجال امام الاصلاح الديمقراطي واحترام حقوق الانسان في العراق او على اقل تقدير اساءت هذه الصحف في تفسير تلك النداءات.

نسمع من الملك حسين ام فخري قعوار؟

وضمن السياق ذاته فان مجريات ما يكتب في الصحافة الاردنية يؤيد فعلا هذه المعاناة للملك حسين من صحافة بلاده واقلام صحفييها ففي الوقت الذي كان الملك يرسل اشارات وتلميحات حول ضرورة اتاحة الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية للشعب العراقي بعيدا عن اية ديكتاتورية كان صحفيا هو الزميل فخري قعوار يهاجم في مجلة (شيحان) المعارضة العراقية ويتهمها بالعمالة لامريكا ناصحا العراقيين بانه لا بديل افضل من حكم نظام صدام حسين ... فمن نسمع نحن؟ ومن يسمع الشعب العراقي نداءات الملك حسين ام نصائح فخري قعوار؟

لقد بلغ الاختراق العراقي للصحافة الاردنية حدا كان من غير الممكن ان يسمح لاي صحفي حتى ولو مجرد الاشارة الى حقوق الانسان العراقي والقمع والاضطهاد الذي يتعرض له حتى شفويا في المجالس الخاصة للصحفيين والكتاب لم يكن يجرؤ اي شخص على نقد صدام او التذكير باخطائه وكان من الممكن ان يضرب علنا ويتهم بالعمالة لامريكا والخليجيين كل من يقترب من الدائرة المحرمة هذه وقد وصل الانفعال المزاجي بالزميل جهاد المومني ان يكتب في (شيحان) ناصحا الملك فهد ملك العربية السعودية بان يحتل الكويت ويضمها لاراضي مملكته هكذا ببساطة وكأن اوطان الشعوب حقيبة سفر ضائعة لا صاحب لها نؤيد حينا صدام حسين اذا حملها واستولى عليها وننصح الملك فهد حينا آخر بضمها لممتلكاته!

والآن ... وبعد ذلك ... ماذا؟

بعد ذلك اللقاء المهم والقاسي للملك حسين مع رؤساء تحرير الصحافة الاردنية هل يفيق هؤلاء الصحفيون من سطوة اغراءات صدام ويستمعون الى نصائح العاهل الاردني الذي اعتبرته مجلة (المجلة) السعودية رغم الخلاف السعودي معه انه ( احد انجح اساتذة السياسة في العالم العربي) المجلة عدد 660 في 10-6-92 وعندئذ تنتهي معاناة الملك ومعاناتنا من هذه الاقلام وتلك الكتابات التي اعمتها المصلحة الشخصية عن الحق والحقيقة فهي تتغنى بالديمقراطية الاردنية وتطالب بالمحافظة عليها وفي الوقت ذاته تتنكر لحقوق 15 مليون عراقي متناسية كل القمع والاضطهاد الذي مورس ويمارس ضدهم الى حد ان في الاردن وحدها ما لا يقل عن مائتي الف عراقي مشردين من وطنهم...

اي تناقض هذا ؟ واي ضمير هذا؟ اهو الضمير الغائب ام المؤجر؟

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

لم يكن صدام هو المخترق الوحيد..فهناك صحافة تمول نفطيا في مصر ..و يشتبه أن مسئولين كبار في مؤسسات صحفية كبرى قومية ضمن اللوبي النفطي الصحفي في مصر..و كذلك هناك لوبي إيراني في الصحافة المصرية..و الوحيد الذي لا يمثل في الصحافة المصرية -يمثل مبني للمجهول - هو المصريون!

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...