اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وثائق الصراع العربي الاسرائيلي


Recommended Posts

صورة منشور ألقته الطائرات البريطانية موجه من الشريف حسين إلى الجنود والضباط العرب في الجيش التركي في فلسطين

1915

أصدر شريف مكة وملك الحجاز الحالي منشورًا إلى الضباط والجنود العرب في الجيش العثماني وطلب منا أن نبلغهم إياه. فاقرءوه بتمعن واغتنموا الفرصة لتهربوا وتأتوا إلينا وسنستقبلكم كأصدقاء مرحبين بكم وستلاقون منا معاملة حسنة وستجدون معنا مندوبين من قبل شريف مكة وملك الحجاز الحالي فيستقبلونكم وتساعدونهم أنتم في تحرير العرب (الجيش الإنجليزي في فلسطين).

إلى جميع العرب وسواهم من الضباط والرجال الموجودين في الجيش العثماني: سمعنا بمزيد الأسف أنكم تحاربوننا، نحن الذين نجاهد في سبيل المحافظة على أحكام الدين الإسلامي الشريف من التغيير والتحريف ولتحرير العرب قاطبة من حكم الأتراك.

ونحن نعتقد أن الحقيقة الخالصة لم تصل إليكم لذلك أرسلنا إليكم هذا الإشعار ممهورًا بمهرنا لنؤكد لكم أننا نحارب لأجل غايتين شريفتين وهما حفظ الدين وحرية العرب عامة. ولقد أرسلنا الأوامر المشددة إلى عموم رؤساء ورجال قبائلنا بأنه إذا أسرت جيوشنا أي واحد منكم يجب أن يعاملوكم بالحسنى ويرسلوكم إلى أولادي حيث يرحبون بكل ويحسنون وفادتكم. لقد كانت المملكة العربية مستعبدة تحت سلطة الأتراك مدة طويلة فقتلوا إخوانكم وصلبوا من رجالكم الكثير، ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم، فكيف تطيقون الصبر بعد ذلك وتتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم.

هلموا للانضمام إلينا نحن الذين نجاهد لأجل الدين وحرية العرب حتى تصبح المملكة العربية كما كانت في عهد أسلافكم إن شاء الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل.

شريف مكة المكرمة وأميرها وملك البلاد العربية

(خاتم) الحسين بن على

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 186
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

مذكرة هربرت صموئيل إلى الحكومة البريطانية بشأن وضع فلسطين بعد الحرب

5 فبراير سنة 1915

ماذا سيكون عليه مستقبل فلسطين، فيما لو أدت نتائج الحرب إلى تقطيع الإمبراطورية التركية في آسيا ونهايتها؟

( أ ) الضم الفرنسي هو من بين الاحتمالات الممكنة التي يُجْرَى البحث فيها أغلب الأحيان.

غير أن إقامة دولة أوروبية عظمى على هذا القرب من قناة السويس يشكل تهديدًا مستمرًا ومخيفًا لخطوط المواصلات الجوهرية في الإمبراطورية البريطانية. فالحزام الصحراوي إلى الشرق من القناة برهن على فعاليته كحد استراتيجي ممتاز ضد الأتراك، لكنه لا يكفي للدفاع ضد حملة عسكرية تقوم بتنظيمها دولة غربية قوية، ويدعمها مد الخط الحديدي من العريش. كما أنه لا يمكننا المضي على أساس الافتراض القائل بأن علاقاتنا الحالية الحسنة مع فرنسا سوف تستمر هكذا أبدًا.

إن فرنسا لها مصالح بارزة في شمالي سورية، بينما مصالحها قليلة في فلسطين. فهناك شركة فرنسية تملك الخط الحديدي البالغ طوله 54 ميلاً بين يافا والقدس، لكن رؤوس الأموال الموظفة فيه صغيرة. ولا يوجد ما يستحق الذكر فيما عدا ذلك. وتوجد مؤسسات رهبانية فرنسية، إنما عدد المقيمين الفرنسيين ضئيل.

يمكن للحماية القديمة التي مارستها فرنسا على المصالح الكاثوليكية في الشرق أن تستمر بفلسطين، إذا كانت الحكومة (الفرنسية) الحاضرة تعلق أهمية عليها، وحتى لو كان زمام السيطرة على البلاد بأيدي غيرها. وقد ذكر التقرير الوارد حديثًا من دائرة الانتيجانس في مصر (في برقية للمعتمد البريطاني بمصر بتاريخ 7 كانون الثاني (يناير) بأن الضم الفرنسي لن يحظى بترحيب سكان البلاد. إن الممتلكات الفرنسية الشاسعة في أفريقية، وقد تضخمت حديثًا بعد ضم مراكش، والاستيلاء، بعد هذه الحرب، على القسم الأعظم من سورية، بما فيها بيروت ودمشق، وإعادة امتصاص الالزاس واللورين - كل هذا يكفي للاستئثار بطاقات الشعب الفرنسي، على عدده الثابت، لسنوات عديدة قادمة.

(ب) الاحتمال الثاني أن تترك البلاد بيد تركية.

لقد فسدت فلسطين تحت حكم الأتراك وأصابتها الآفات. ولم تنتج لمئات من السنين رجالاً أو أشياء مفيدة للعالم. سكانها الأصليون غارقون في القذارة بالطرقات والموانئ ، الري والصحة العامة مهملة. والدلائل الوحيدة تقريبًا على الحيوية الزراعية أو الصناعية لا توجد إلا في المستعمرات اليهودية، وعلى نطاق أصغر في المستعمرات الألمانية. المسؤولون الأتراك هم غرباء على البلاد. ولا أثر للسكان الأتراك فيها. أما الحكام (الولاة) الذين يتبعون بعضهم بعضًا بتلاحق سريع، فلا هم لهم إلا كمية الأموال التي يعتصرونها من البلاد لإرسالها إلى الآستانة، فلو أمكن الدول الغربية أن تنقذ فلسطين من الأتراك، لكان من واجبهم القيام بذلك على غرار ما فعلت لإنقاذ الولايات الأوربية التابعة لتركيا. وفضلاً عن ذلك، إذا كانت سورية الشمالية من نصيب فرنسا والعراق حصة إنجلترا، فلا سبب هناك لترك فلسطين ، مفردة ومعزولة ملكًا للأتراك.

(ج) الاحتمال الثالث هو التدويل:

الحكم المدول كان بصورة ثابتة مرحلة انتقالية لشيء آخر. وإذا استمر يصبح مسرحًا للدسائس والمؤامرات بين معتمدي الدول الحاكمة، حيث يسعى كل معتمد للحصول على مطلب بالسيطرة النهائية لصالح بلده. وفي هذه الحالة قد يغدو التدويل بمثابة نقطة يتم القفز منها إلى محمية ألمانية كما أن ألمانيا تقوم بنشاط واسع في فلسطين؛ إذ أنفقت مبالغ لا يستهان بها من المال هناك سعيًا وراء زيادة نفوذها؛ فأسست مصرفًا ومستعمرات زراعية ومدارس ومستشفيات. وبعد الحرب، حين تغلق بوجهها إلى حد بعيد السبل إلى الشرق الأقصى ومناطق أخرى من الكرة الأرضية، ربما عمدت إلى تركيز قسم من طاقاتها على فلسطين. وخلال عشرين عامًا قد تصبح " جارة مصر " في تدويلها الظاهري عرضة لتغلغل النفوذ الألماني إلى درجة تستدعي معها بشدة بسط السيطرة الألمانية عليها، وذلك حينما يحصل انهيار في شكل الحكم القائم، أو عندما يُجْرَى تعديل جديد لخريطة آسيا الغربية. إن احتمالاً من هذا النوع يشكل خطرًا لكل من فرنسا في سوريا الشمالية وإنجلترا في مصر. كما أن ممارسة الحكم على البلاد بواسطة لجنة منتدبة تتألف من ممثلي عدة دول تكون كمن يضع البلاد تحت أيدٍ مشلولة، فالخلافات المستمرة لابد من وقفها، وسوف تكون نتيجتها ألا يُعْمَل شيء لتطور البلد وتقدم الشعب.

(د) الاحتمال الآخر الذي يقترح غالبًا هو إنشاء دولة يهودية تتمتع بالحكم الذاتي في فلسطين.

مهما تكن حسنات ذلك الاقتراح أو سيئاته فمن المؤكد أن الوقت لم يحن له بعد. إن الزيادة في السكان التي شهدتها فلسطين خلال السنوات الأخيرة يتألف معظمها من المهاجرين اليهود، ويبلغ تعداد المستعمرات الزراعية اليهودية حوالي 15 ألف نسمة ، وفي القدس بالذات يتكون ثلثا السكان من اليهود. لكنهم لا يزيدون عددًا في البلاد كلها عن سدس (6/ 1) السكان.

ولو جرت محاولات لوضع المسلمين من الجنس العربي، والبالغ تعدادهم 500 أو 600 ألف، تحت سلطة حكومة ترتكز على تأييد 90 أو100 ألف من السكان اليهود، فلا تأكيدات هناك بأن هذه الحكومة، حتى ولو أقامتها سلطة الدول الكبرى سوف تتمكن من فرض الطاعة والولاء. وقد يتلاشى حلم الدولة اليهودية المزدهرة والتقدمية ، ومعقل المدنية المتألقة إثر سلسلة من النزاعات القذرة مع السكان العرب. وحتى لو تمكنت دولة بهذا التركيب من النجاح في تحاشي الاضطراب الداخلي أو قمعه، فمن المشكوك به أن تكون قوية لدرجة تكفيها لحماية نفسها من العدوان الخارجي أو العناصر المشاغبة (الهائجة) المحيطة بها. إن القيام بمحاولة لتحقيق أمنية الدولة اليهودية قبل أن يحين موعدها بقرن من الزمن قد يؤخر تحقيقها الفعلي لقرون عديدة أخرى. هذه الاعتبارات مدركة كليًا (تمامًا) لدى زعماء الحركة الصهيونية.

(هـ) الاحتمال الأخير هو محمية بريطانية.

إن إنشاء المحمية ضمان لسلامة مصر. صحيح أن فلسطين بيد البريطانيين قد تكون عرضة للهجوم، والاستيلاء عليها قد يجلب معه مسؤوليات عسكرية موسعة، لكن الطبيعة الجبلية للبلاد قد تجعل احتلالها صعبًا أمام العدو، وفيما يجري النزاع حول هذا الموقع الأمامي، نكتسب مزيدًا من الوقت الذي يسمح لنا بزيادة حامية مصر وتعزيز الدفاع. والحدود المشتركة مع جارة أوروبية في لبنان هي مخاطرة أقل كثيرًا بالمصالح الحيوية للإمبراطورية البريطانية من الحدود المشتركة عند العريش.

إن مرفأي يافا وحيفا هزيلان، لكنهما قابلان للتحسين فيما لو أنفقت عليهما مبالغ غير ضخمة كما يمكن تحسين أحدهما للأغراض التجارية. فقد كانت حيفا، الواقعة على خليج عكا، نقطة استراتيجية هامة في الماضي. والأمر متروك للخبراء لمعرفة ما إذا يمكن تحويلها، في ظل الأوضاع العصرية إلى قاعدة بحرية جيدة. كما أن حيفا هي أبعد من الإسكندرون عن مضيق الدردنيل، وتبعد الإسكندرون عن المضائق أكثر من الإسكندرية، بنفس المسافة التي تبعدها مالطة تقريبًا. فإذا كانت القاعدة على الشواطئ الشرقية للمتوسط أمرًا مرغوبًا فيه على أسس عامة، وإذا كانت المصاعب السياسية تحول دون الاستيلاء على الإسكندرون، يجدر بنا الالتفات إلى حيفا علها تفي بالمطلوب.

ولأجل استرضاء حساسيات الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية سوف يكون ضروريًا دون شك إرفاق السيطرة البريطانية بإقامة سلطة خارج أراضى الدولة على الأماكن المقدسة المسيحية ووضع ملكيتها بيد لجنة دولية، يكون فيها لكل من فرنسا (وربما للفاتيكان) نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية، وروسيا بالنيابة عن الكنيسة الأرثوذكسية الأصوات القوية. ولا شك أن من المرغوب فيه أيضًا إعلان حرمة الأماكن المقدسة الإسلامية ، وأن تضم الحكومة المحلية ممثلاً أو أكثر عن المسلمين، ليأتي وجود هم بمثابة ضمانة لسلام المصالح الإسلامية والمحافظة عليها.

إن المحمية البريطانية، حسب تقرير دائرة الاستخبارات في مصر المشار إليه آنفًا ، سوف تَلْقَى ترحيبًا لدى نسبة كبيرة من السكان الحاليين، وهناك العديد من الدلائل السابقة على الشعور نفسه. كما أن الصهيونيين واللاصهيونيين يؤكدان لي بأن ذلك يشكل حلاً لمشكلة فلسطين يَلْقَى أكثر الترحيب في أوساط اليهود بسائر أنحاء العالم.

والمأمول أن يمنح الحكم البريطاني تسهيلات للمنظمات اليهودية في شراء الأراضي وإقامة المستعمرات وإنشاء المؤسسات الدينية والتربوية، والتعاون في التطور الاقتصادي للبلاد، وأن تعطى الهجرة اليهودية ، بعد ضبطها بعناية فائقة، الأفضلية حتى يتمكن السكان اليهود من مرور الوقت من أن يصبحوا أكثرية مستوطنة في البلاد وبذلك ينالون مقدارًا من الحكم الذاتي وفقًا لما تتيحه الظروف القائمة فيما بعد.

إن النمو التدريجي لمتحد يهودي كبير تحت السيادة البريطانية في فلسطين لن يحل بالواقع المشكلة اليهودية في أوربا.

فالبلاد التي بحجم مقاطعة ويلز، وتؤلف الجبال الجرداء قسمًا كبيرًا منها، كما تنعدم المياه في قسم آخر، لا يمكنها استيعاب 9 ملايين نسمة. لكنها قد تستوعب مع الوقت 3 ملايين نسمة. مما يؤدي إلى تخفيف الضغط في روسيا وأماكن غيرها. والأهم من ذلك بكثير هو الأثر الذي يتركه على طبيعة القسم الأكبر من العنصر اليهودي، الذي يتحتم عليه البقاء في اختلاط مع الشعوب الأخرى، وهل سيكون ذلك قوة أو ضعفًا بالنسبة للبلدان التي يقيمون فيها. فلينشأ مركز يهودي بفلسطين، ولندعه يحقق، كما قد يحقق بالفعل، مقدارًا من العظمة الروحية والفكرية، وسوف يؤدي ذلك بصورة غافلة إلى رفع معنويات الفرد اليهودي حيثما وجد. إن الترابطات الدنيئة التي لصقت بالاسم اليهودي قد تنسلخ عنه إلى حد ما، وتتعزز قيمة اليهود كعنصر فعال في مدنية الشعوب الأوروبية.

إن السبيل الذي ندعو إلى اتخاذه سوف يعود على إنجلترا بعرفان الجميل بين اليهود في سائر أنحاء العالم. ففي الولايات المتحدة، حيث يبلغ تعدادهم حوالي مليوني نسمة، وفي جميع البلدان الأخرى التي ينتشرون فيها، قد يؤلفون كتلة للرأي يعود تحيزها حيث لا تدخل مصلحة البلد الذي كانوا مواطنين فيه، لخير الإمبراطورية البريطانية. وكما استطاعت سياسة إنجلترا الحكيمة تجاه اليونان في القسم الأول من القرن التاسع عشر وحيال إيطاليا في منتصف القرن التاسع عشر أن تضمن لهذه البلاد النوايا الطيبة لكل من اليونانيين والإيطاليين حيثما وجدوا ومنذ ذلك الحين، فإن المساعدة التي يُجْرَى تقديمها الآن في سبيل تحقيق المنال الذي لم تتوقف أعداد كبيرة من اليهود أبدًا على التعلق به خلال قرون عديدة من العذاب لن تفشل، مستقبل بعيد جدًا، في ضمان عرفان الجميل لدى عرق بأكمله كما أن نواياه الطيبة لن تكون عديمة القيمة في الزمن الآتي.

إن الإمبراطورية البريطانية، باتساعها وازدهارها الحاضر، ليس لديها بعد ما تضيفه إلى عظمتها. لكن فلسطين، على صغر مساحتها تنتفخ ضخمة في مخيلة العالم ، حتى إن كل إمبراطورية ، مهما كانت عظيمة، قد ترفع من مكانتها ومركزها بامتلاكها لها. إن ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية سوف يزيد حتى في لمعان التاج البريطاني. ويشكل جانبًا شديد القوة لشعب المملكة المتحدة والممتلكات المستقلة خصوصًا إذا ظهر كوسيلة معلنة لمساعدة اليهود على احتلال البلاد من جديد.

هناك عطف واسع الانتشار وعميق الجذور في العالم البروتستانتي على فكرة إرجاع الشعب العبراني إلى الأرض التي أعطيت ميراثًا له، وهناك اهتمام شديد بتحقيق النبوءات التي توقعت ذلك مسبقًا. إن افتداء الأماكن المقدسة المسيحية أيضًا وتخليصها من الابتذال التي تخضع له الآن، وفتح أبواب الأراضي المقدسة بسهولة أكثر من السابق أمام زيارات المسافرين المسيحيين سوف يزيد من إغراء هذه السياسة للشعوب البريطانية. وقد لا تكون هناك على الأرجح نتيجة أخرى للحرب تستطيع إعطاء مقدار أكبر من الرضا لقطاعات قوية من الرأي البريطاني.

فالأهمية التي يعلقها الرأي البريطاني على هذا الضم قد تساعد على تسهيل الوصول إلى حل حكيم لمشكلة أخرى من المشاكل التي سوف تنتج عن الحرب . ومع أن بريطانيا العظمى لم تدخل في النزاع سعيًا وراء أي غرض في التوسع الإقليمي، فإن خوضنا الحرب وقيامنا بتضحيات هائلة قد يولد خيبة أمل بعيدة الغور في البلاد فيما لو جاءت النتيجة تضمن فوائد عظيمة لحلفائنا ولا شيء لأنفسنا. غير أن تجريد ألمانيا من مستعمراتها لصالح إنجلترا قد يترك شعورًا دائمًا بالمرارة الشديدة لدى الشعب الألماني، ويجعل بالتالي انتهاج سياسة من هذا النوع عملاً أخرق وغير حكيم. علينا أن نعيش في عالم واحد مع سبعين مليونًا من الألمان، ويجب التنبيه إلى إعطاء أقل ما نستطيعه من المبررات كي لا نجر علينا خلال عشر سنوات، أو عشرين أو ثلاثين سنة من تاريخه حربًا ثأرية ألمانية. هناك قسم من المستعمرات الألمانية يجب الاحتفاظ به دون شك لأسباب استراتيجية أو بفعل مصالح ممتلكاتنا المستقلة. غير أنه إذا استطاعت بريطانيا العظمى أن تحصل على التعويضات التي سوف يطالب بها الرأي العام في كل من العراق وفلسطين وليس في المناطق الألمانية من إفريقيا الشرقية والغربية، فإن هناك أرجحية أقوى للسلام الدائم.

آزار، مارس، 1915.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين وسير هنري مكماهون

من 14 يوليو 1915 إلى 10 مارس 1916

بسم الله الرحمن الرحيم

مكة في 28 رمضان سنة 1333 ( 14 يوليو سنة 1915)

لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله

أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحتراماتي، وأرجو أن تعملوا كل ما في وسعكم لتنفيذ المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية.

وأود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم أنه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة.

ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أو رجال الحرب، لإلقاء المناشير، وإذاعة الشائعات، كما كنتم تفعلون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن.

وإني لأرجوكم هنا أن تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية، لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة " مكة والمدينة " التي أوقف إرسالها منذ العام الماضي.

وأود أن ألفت نظركم إلى أن إرسال هدايا هذا العام، والعام الفائت، سيكون له أثر فعال في توطيد مصالحنا المشتركة وأعتقد أن هذا يكفي لإقناع رجل ذكى مثلك أطال الله بقاءكم.

حاشيه - أرجو ألا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة، قبل أن تروا نتائج أعمالنا هنا خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه.

ونرجو أن يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجو أن تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك.

والرسول موثوق به.

المذكرة:

لما كان العرب بأجمعهم - دون استثناء - قد قرروا في الأعوام الأخيرة أن يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا مقاليد الحكم نظريًا وعمليًا بأيديهم. ولما كان هـؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى أن تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم، ولما كان من مصلحة العرب أن يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزها الجغرافي، ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا.

إنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبيها أو ممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:

أولاً: أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين - ادنه، حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقًا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوبًا يُسْتَثْنَى من ذلك عدن التي تبقى كما هي - ومن البحر الأحمر، والبحر المتوسط حتى سيناء غربًا.

على أن توافق إنجلترا أيضًا على إعلان خليفة عربي على المسلمين.

ثانيًا: تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنجلترا في كل مشروع اقتصادي في البلاد العربية إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.

ثالثًا: تتعاون الحكومتان الإنجليزية والعربية في مجابهة كل قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظًا لاستقلال البلاد العربية، وتأمينًا لأفضلية إنجلترا الاقتصادية فيها. على أن يكون هذا التعاون في كل شيء، في القوة العسكرية، والبحرية والجوية.

رابعًا: إذا تعدى أحد الفريقين على بلد ما ونشب بينه وبينها عراك وقتال، فعلى الفريق الآخر أن يلزم الحياد. على أن هذا الفريق المعتدي إذا رغب في اشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين أن يجتمعا معًا وأن يتفقا على الشروط.

خامسًا: مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه أن يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل انتهاء مدة الاتفاقية بعام (1).

هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق " والحمد لله " على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما

كلفه الأمر، فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبًا أو إيجابًا في خلال ثلاثين يومًا من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلقَ من الحكومة جوابًا فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.

وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا - إذ لم يصل الجواب - أحرارًا في القول والعمل ومن كل التصريحات، والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.

من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين - 30 أغسطس1915

إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف ابن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والإحساسات نحو الإنجليز.

وقد يسرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس. ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحًا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.

وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.

وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها، وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها ولأن الأتراك أيضًا لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالاً فعليًا وعلى الأخص ما علمناه وهو مما يدهش ويحزن أن فريقًا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها. وبدل إقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نراه قد مد يد المساعدة إلى الألمان - نعم مد يد المساعدة لذلك السلاب النهاب الجديد وهو الألمان والظالم العسوف وهو الأتراك.

مع ذلك فإنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه. وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبًا وقالبًا مستنشقين رائحة مودتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخالصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.

وفي الختام أرفع إلى تلك السدة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي.

تحريرًا في: 19 شوال 1333، المرافق 30 أغسطس 1915.

المخلص

(السير آرثر مكماهون)

نائب جلالة الملك.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من الشريف إلى مكماهون

سبتمبر سنة 1915

بسم الله الرحمن الرحيم

مكة في 29 شوال سنة 1333 (9 سبتمبر سنة 1915)

لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله

بمزيد من السرور والغبطة تلقيت كتابكم المؤرخ فى19 شوال وطالعته بكل احترام واعتبار رغم شعوري بغموضه وبرودته وتردده فيما يتعلق بنقطتنا الأساسية، أعني نقطة الحدود.

وأرى من الضروري أن أؤكد لسعادتكم إخلاصنا نحو بريطانيا العظمى واعتقادنا بضرورة تفضيلها على الجميع في كل الشؤون وفي أي شكل، وفي أية ظروف ويجب أن أؤكد لكم أيضًا أن مصالح أتباع ديانتنا كلها تتطلب الحدود التي ذكرتها لكم.

ويعذرني فخامة المندوب إذا قلت بصراحة إن " البرودة " و" التردد " اللذين ضمنهما كتابه فيما يتعلق بالحدود وقوله إن البحث في هذه الشؤون إنما هو إضاعة للوقت، وإن تلك الأراضي لا تزال بيد الحكومة التي تحكمها. ويعذرني فخامته إذا قلت إن هذا كله يدل على عدم الرضا، أو على النفور أو على شيء من هذا القبيل.

فإن هذه الحدود المطلوبة ليست لرجل واحد نتمكن من إرضائه ومفاوضته بعد الحرب بل هي مطالب شعب يعتقد أن حياته في هذه الحدود وهو متفق بأجمعه على هذا الاعتقاد.

وهذا ما جعل الشعب يعتقد أنه من الضروري البحث في هذه النقطة قبل كل شيء مع الدولة التي يثقون بها كل الثقة ويعلقون عليها كل الآمال وهي بريطانيا العظمى.

وإذا أجمع هؤلاء على ذلك فإنما يجمعون عليه في سبيل الصالح المشترك. وهم يرون أنه من الضروري جدًا أن يتم تنظيم الأراضي المجزأة، ليعرفوا على أي أساس يؤسسون حياتهم كي لا تعارضهم إنجلترا أو إحدى حليفاتها في هذا الموضوع مما يؤدى إلى نتيجة معاكسة، الأمر الذي حرمه الله.

وفوق هذا فإن العرب لم يطلبوا - في تلك الحدود - مناطق يقطنها شعب أجنبي بل هي عبارة عن كلمات وألقاب يطلقونها عليها.

أما الخلافة فإن الله يرضى عنها، ويسر الناس بها.

وأنا على ثقة يا صاحب الفخامة، أنكم لا تشكون قط بأني لست أنا شخصيًا الذي يطلب تلك الحدود التي يقطنها عرب مثلنا، بل هي مقترحات شعب بأسره، يعتقد بأنها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية.

أو ليس هذا صحيحًا يا فخامة الوزير؟

وبالاختصار فإننا ثابتون في إخلاصنا نصرح بكل تأكيد بتفضيلنا لكم على الجميع أكنتم راضين عنا - كما قيل - أو غاضبين.

أما ما يتعلق في قولكم بأن قسمًا من شعبنا لا يزال يبذل جهده في سبيل تأمين مصالح الأتراك، فلا أظن أن هذا يبرر " البرودة " و" التردد " اللذين شعرت بهما في كتابكم فيما يتعلق بموضوع الحدود، الموضوع الذي لا أعتقد أن رجلاً مثلكم ثاقب الرأي ينكر أنه ضروري لحياتنا الأدبية والمادية.

وأنا حتى الساعة لا أزال أنفذ ما تأمر به الديانة الإسلامية في كل عمل أقوم به، وأراه مفيدًا وصالحًا لبقية المملكة، وإني سأستمر في هذا إلى أن يأمر الله في غير ذلك.

وأود هنا يا صاحب الفخامة أن أؤكد لكم بصراحة أن كل الشعب - ومن جملته هؤلاء الذين تقولون إنهم يعملون لصالح تركيا وألمانيا - ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذه المفاوضات المتوقفة على موافقتكم أو رفضكم قضية الحدود، وقضية المحافظة على ديانتهم، وحمايتهم من كل أذى أو خطر.

وكل ما تجده الحكومة البريطانية موافقًا لسياستها، في هذا الموضوع، فما عليها إلا أن تعلمنا به وأن تدلنا على الطريق التي يجب أن نسلكها.

ولذلك نرى أن من واجبنا أن نؤكد لكم أننا سنطلب إليكم في أول فرصة بعد انتهاء الحرب ما ندعه الآن لفرنسا في بيروت وسواحلها.

ولست أرى حاجة هنا لأن ألفت نظركم إلى أن خطتنا هي آمن على مصالح إنجلترا من خطة إنجلترا على مصالحنا، ونعتقد أن وجود هؤلاء الجيران في المستقبل سيقلق أفكارنا كما يقلق أفكارها.

وفوق هذا فإن الشعب البيروتي لا يرضى قط بهذا الابتعاد والانزواء وقد يضطرونا لاتخاذ تدابير جديدة قد يكون من شأنها خلق متاعب جديدة، تفوق في صعوبتها المتاعب الحاضرة.

وعلى هذا لا يمكن السماح لفرنسا بالاستيلاء على قطعة صغيرة من تلك المنطقة.

وأنا أصرح بهذا رغم أنى أعتقد وأؤمن بالتعهدات التي قطعتموها في كتابكم.

ويستطيع معالي الوزير، وحكومته أن يثقا كل الثقة بأننا لا نزال عند قولنا وعزيمتنا وتعهداتنا التي عرفها مستر ستورس منذ عامين.

ونحن ننتظر اليوم الفرصة السانحة التي تناسب موقفنا، وخاصة فيما يتعلق بالحركة التي أضحت قريبة والتي يدفعها إلينا القدر بسرعة ووضوح، لنكون حجة - نحن والذين يرون رأينا – في العمل ضد تركيا، ودون أن نتعرض للوم والنقد.

وأعتقد أن قولكم " بأن بريطانيا لا تحثكم ولا تدفعكم للإسراع في حركتكم مخافة أن يؤدي هذا التسرع إلى تصديع نجاحكم " لا يحتاج إلى إيضاح، إلا فيما يتعلق بمطالبكم بالأسلحة والذخائر عند الحاجة.

أعتقد الآن أن في هذا الكفاية.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فرع الدوحة المحمدية وسلالة النسل النبوي الحسيب النسيب دولة صاحب المقام الرفيع الأمير المعظم السيد الشريف ابن الشريف أمير مكة المكرمة صاحب السدة العلياء جعله الله حرزًا منيعًا للإسلام والمسلمين بعونه تعالى آمين وهو دولة الأمير الجليل الشريف حسين بن علي أعلى الله مقامه.

قد تلقيت بيد الاحتفاء والسرور رقيمكم الكريم المؤرخ بتاريخ 29 شوال سنة 1333 وبه من عباراتكم الودية المحضة وإخلاصكم ما أورثني رضاءً وسرورًا.

إني متأسف أنكم استنتجتم من عبارة كتابي السابق أني قابلت مسألة الحدود والتخوم بالتردد والفتور، فإن ذلك لم يكن القصد من كتابي قط ولكني رأيت حينئذٍ أن الفرصة لم تكن قد حانت بعد للبحث في ذلك الموضوع بصورة نهائية.

ومع ذلك فقد أدركت من كتابكم الأخير أنكم تعتبرون هذه المسألة من المسائل الهامة الحيوية المستعجلة، فلذا فإني قد أسرعت في إبلاغ حكومة بريطانيا العظمى مضمون كتابكم، وإني بكمال السرور أبلغكم بالنيابة عنها التصريحات الآتية التي لا أشك في أنكم تنزلونها منزلة الرضى والقبول.

إن ولايتي مرسين وإسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماه وحلب لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة، وعليه يجب أن تستثنى من الحدود المطلوبة.

مع هذا التعديل وبدون تعرض للمعاهدات المعقودة بيننا وبين بعض رؤساء العرب نحن نقبل تلك الحدود.

وأما من خصوص الأقاليم التي تضمها تلك الحدود حيث بريطانيا العظمى مطلقة التصرف بدون أن تمس مصالح حليفتها فرنسا فإني مفوض من قبل حكومة بريطانيا العظمى أن أقدم المواثيق الآتية

وأجيب على كتابكم بما يأتي:

1 - أنه مع مراعاة التعديلات المذكورة أعلاه فبريطانيا العظمى مستعدة بأن تعترف باستقلال العرب وتؤيد ذلك الاستقلال في جميع الأقاليم الداخلة في الحدود التي يطلبها دولة شريف مكة.

2 - أن بريطانيا العظمى تضمن الأماكن المقدسة من كل اعتداء خارجي وتعترف بوجوب منع التعدي عليها.

3 - وعندما تسمح الظروف تمد بريطانيا العظمى العرب بنصائحها وتساعدهم على إيجاد هيئات حاكمة ملائمة لتلك الأقاليم المختلفة.

4 - هذا وإن المفهوم أن العرب قد قرروا طلب نصائح وإرشادات بريطانيا العظمى وحدها وأن المستشارين والموظفين الأوروبيين اللازمين لتشكيل هيئة إدارية قويمة يكونون من الإنجليز.

5 - أما من خصوص ولايتي بغداد والبصرة فإن العرب تعترف أن مركز ومصالح بريطانيا العظمى الموطدة هناك تستلزم اتخاذ تدابير إدارية مخصوصة لوقاية هذه الأقاليم من الاعتداء الأجنبي وزيادة خير سكانها وحماية مصالحنا الاقتصادية المتبادلة.

وإني متيقن أن هذا التصريح يؤكد لدولتكم بدون أقل ارتياب ميل بريطانيا العظمى نحو رغائب أصحابها العرب وتنتهي بعقد محالفة دائمة ثابتة معهم ويكون من نتائجها المستعجلة طرد الأتراك من بلاد العرب وتحرير الشعوب العربية من نير الأتراك الذي أثقل كاهلهم السنين الطوال.

ولقد اقتصرت في كتابي هذا على المسائل الحيوية ذات الأهمية الكبرى وإن كان هناك مسائل في خطاباتكم لم تذكر هنا فسنعود إلى البحث فيها في وقت مناسب في المستقبل.

ولقد تلقيت بمزيد السرور والرضى خبر وصول الكسوة الشريفة وما معها من الصدقات بالسلامة وأنها بفضل إرشاداتكم السامية وتدابيركم المحكمة قد أنزلت إلى البر بلا تعب ولا ضرر رغمًا عن الأخطار والمصاعب التي سببتها هذه الحرب المحزنة، ونرجو الحق سبحانه وتعالى أن يعجل بالصلح الدائم والحرية لأهل العالم.

إني مرسل خطابي هذا مع رسولكم النبيل الأمين الشيخ محمد بن عارف بن عريفان وسيعرض على مسامعكم بعض المسائل المفيدة التي هي من الدرجة الثانية من الأهمية ولم أذكرها في كتابي هذا.

وفي الختام أبث دولة الشريف ذا الحسب المنيف والأمير الجليل كامل تحيتي وخالص مودتي وأعرب عن محبتي له ولجميع أفراد أسرته الكريمة راجيًا من ذي الجلال أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير العالم وصالح الشعوب. إن بيده مفاتيح الأمر والغيب يحركها كيف يشاء ونسأله تعالى حسن الختام

والسلام.

تحريرًا في يوم الاثنين 15 ذي الحجة 1333.

نائب جلالة الملك

(السير أرثر مكماهون).

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

إلى السير هنري مكماهون

27 من ذي الحجة 1333

بسم الله الرحمن الرحيم إلى معالم الشهم الهمام ذو الأصالة والرياسة الوزير الخطير وفقه الله لمرضاته. بملء الإيناس تلقينا مرسومكم الموقر الصادر وأحلناه محل التبجيل وعلى مؤداه نجيب الشهامة. أولاً: تسهيلاً للوفاق وخدمةً للإسلامية فرارًا مما يكلفها المشاق والإحن ولما لحكومة بريطانيا العظمى من الصفات والمزايا الممتازة لدينا نترك الإلحاح في إدخال ولايات مرسين وأطنة في أقسام المملكة العربية وأما ولايتي حلب وبيروت وسواحلهما فهي ولايات عربية محضة ولا فرق بين العربي المسيحي والمسلم فإنهما أبنا جد واحد، ولتقوم فيهم منا معاشر المسلمين ما سلكه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أحكام الدين الإسلامي ومن تبعه من الخلفاء أن يعاملوا المسيحيين كمعاملاتهم لأنفسهم بقوله " لهم مالنا وعليهم ما علينا" علاوة على امتيازاتهم المذهبية وبما تراه المصلحة العامة وتحكم به. ثانيًا: حيث أن الولايات العراقية هي من أجزاء المملكة العربية المحضة ، بل هي مقر حكوماتها على عهد علي بن أبى طالب كرم الله وجهة ثم على عهد عموم الخلفاء من بعده، وبها قامت مدنية العرب وأول ما اختطوه من المدن والأمصار واستفحلت دولهم فلها لدى العرب أقصاهم وأدناهم القيمة الثمينة والآثار التي لا تُنْسَى، فلا يمكنا إرضاء الأمة العربية وإرضاخها لترك ذلك الشرف ولكن تسهيلاً للوفاق سيما والمحاذير التي أشرتم إليها في المادة الخامسة من رقيمكم آنف الذكر محفوظيها وصيانتها من طبقة وضرورة ما نحن فيه وحيازة ما نريد التوصل إليه، فإن أهم ما في هذا هي صيانة تلك الحقوق الممزوجة بحقوقنا بصورة كأنها الجوهر الفرد يمكنا الرضا بترك الجهات التي هي الآن تحت الإشغال البريطاني إلى مدة يسيرة، البحث فيما يقبل عن قدرها دون أن يلحق حقوق الجانبين مضرة أو خلل. سيما العربية بالنسبة لأمر مرافقها ومنابعها الاقتصادية الحياتية، وأن يدفع للمملكة العربية في مدة الإشغال المقدار المناسب من المال لضرورة ترتكبه كل مملكة حديثة الوجود. مع احترامنا لوفاقاتكم المشار عليها مع مشايخ تلك الجهات وبالأخص ما كان منها جوهريًا. ثالثًا: رغبتكم في الإسراع بالحركة نرى فيه من الفوائد بقدر ما نرى فيه من المحاذير، أوله خشية لوم الإسلامية كما سبق الجاهل عن حقائق الحالة بأنا شققنا عصاها وأبدنا قواها، الثاني المقام تركيا معاضدتها جميع معاني قوى جرمانيا لجهلنا عما إذا حصل وهن إحدى دول الإتلاف وأوجبها على صلح دول الاتفاق، فكيف تكون خطة بريطانيا العظمى وحلفائها لئلا تكن الأمة العربية أمام تركيا وحلفائها معًا إذ لا يهمنا ما إذا كنا والعثمانية رأسًا لرأس. وعلى هذا فضروري ملاحظة هذه الأوجه ولا سيما عقد صلح اشتركنا في حربه بصورة غير رسمية يخول للمتصالحين البحث فيه عن شؤوننا. رابعًا: إن الأمة العربية تعتقد يقينًا أن العثمانية عند وضع أوزار الحرب سيوجهون كل أعمالهم فيما يغضب العرب ويغتصب حقوقهم المادية والمعنوية وذهاب شعارهم وأحسابهم وإخضاعهم بكل معاني الإخضاع مع بقائها تحت النفوذ الألماني فهم عازمون على حربهم حتى لا يبقى لنا باقية وما يرى فينا الآن من التأني فقد سبق بيان علته. خامسًا: متى علمت العرب أن حكومة بريطانيا حلفائهم لا يتركونهم عند الصلح على حالهم أمام تركيا وجرمانيا وأنهم يدافعون عنهم ويعاضدونهم ويدافعون عنهم الدفاع الفعلي فالدخول في الحرب من الساعة لا شك أنه مما يوافق المصالح العربية. سادسًا: إفادتنا السابقة الصادرة بتاريخ 29 شوال 1333 تغني عن إعادة القول في المادة الثالثة والرابعة من مرسومكم هذا الموقر في خصوصات الهيئات الحاكمة والمشاورين والموظفين سيما وقد صرحتم يا حضرة الشهم بأنكم لا تتدخلون في أمور الداخلية. سابعًا: وصول الجواب الصريح القطعي في أقرب زمن على ذكر أعلاه من الطلبات إذ أنا استعملنا كل ما يقربنا إليكم من التساهل الجدي الذي لا يراد به حقيقة جوهرية فإنا نعلم أن نصيبنا من هذه الحروب إما سعادة تضمن للعرب الحياة التي تناسب تاريخهم أو الاضمحلال في سبيلها. ولولا ما رأيتم ورأيت ما في عزمهم لاخترت العزلة في شواهق السراة، ولكن أبوا عليَّ يا عزيزي - أعزك الباري بمرضاته - إلا أن يقودني إلى هذه المواقف. وَدُمْ غانمًا سالمًا بما نحبه وتريده. وحرر في 27 من ذي الحجة 1333

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين

14/ 12/ 1915

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى صاحب الأصالة والرفعة وشرف المحتد سلالة بيت النبوة والحسب الطاهر والنسب الفاخر دولة الشريف المعظم السيد حسين بن علي أمير مكة المكرمة قبلة الإسلام والمسلمين. أدامه الله في رفعة وعلاء.

وبعد، فقد وصلني كتابكم الكريم بتاريخ 24 ذي الحجة 1333 وسرني ما رأيت فيه من قبولكم إخراج ولايتي مرسين وأطنة من حدود البلاد العربية.

وقد تلقيت أيضًا بمزيد السرور والرضا تأكيداتكم أن العرب عازمون على السير بموجب تعاليم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من السادة الخلفاء الأولين - التعاليم التي تضمن حقوق كل الأديان وامتيازاتها على السواء.

هذا، وفي قولكم إن العرب مستعدون أن يحترموا ويعترفوا بجميع معاهداتنا مع رؤساء العرب الآخرين يعلم منه طبعًا أن هذا يشمل جميع البلاد الداخلة في حدود المملكة العربية لأن حكومة بريطانيا لا تستطيع أن تنقض اتفاقات قد أبرمت بينها وبين أولئك الرؤساء.

أما بشأن ولايتي حلب وبيروت فحكومة بريطانيا العظمى قد فهمت كل ما ذكرتم بشأنهما ودونت ذلك عندها بعناية تامة. ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنسا داخلة فيهما فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق، وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب.

إن حكومة بريطانيا العظمى كما سبقت فأخبرتكم مستعدة لأن تعطي كل الضمانات والمساعدات التي في وسعها إلى المملكة العربية ولكن مصالحها في ولاية بغداد تتطلب إدارة ودية ثابتة كما رسمتم، على أن صيانة هذه المصالح كما يجب تستلزم نظرًا أدق وأتم مما تسمح به الحالة الحاضرة والسرعة التي تُجْرَى بها هذه المفاوضات.

وإننا نستصوب تمامًا رغبتكم في اتخاذ الحذر ولسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم ولكنا في الوقت نفسه نرى من الضروري جدًا أن تبذلوا مجهوداتكم في جمع كلمة الشعوب العربية إلى غايتنا المشتركة وأن تحثوهم على ألا يمدوا يد المساعدة إلى أعدائنا بأي وجه كان.

فإنهم على نجاح هذه المجهودات وعلى التدابير الفعلية التي يمكن للعرب أن يتخذوها لإسعاف غرضنا عندما يجيء وقت العمل تتوقف قوة الاتفاق بيننا وثباته.

وفي هذه الأحوال فإن حكومة بريطانيا العظمى قد فوضت لي أن أبلغ دولتكم أن تكونوا على ثقة من أن بريطانيا العظمى لا تنوي إبرام أي صلح كان إلا إذا كان من ضمن شروطه الأساسية حرية الشعوب العربية وخلاصها من سلطة الألمان والأتراك.

هذا وعربون على صدق نيتنا ولأجل مساعدتكم في مجهوداتكم في غايتنا المشتركة فإني مرسل مع رسولكم مبلغ عشرين ألف جنيه.

وأقدم في الختام عاطر التحيات القلبية وخالص التسليمات الودية مع مراسم الإجلال والتعظيم المشمولين بروابط الألفة والمحبة الصرفة لمقام دولتكم السامي ولأفراد أسرتكم المكرمة.

مع فائق الاحترام.

المخلص

نائب جلالة الملك بمصر (السير أرثر هنري مكماهون).

تحريرًا في: 8 صفر 1333*، 14/ 12/ 1915

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الوزير الخطير الشهم الهمام

بأنامل الإبجال والتوقير تلقينا رقيميكم 9 صفر الجاري برفق حاملهم وعلمت مضمونيهما وأدخلا علينا من الانشراح والارتياح ما لا مزيد لإزالتهما ما يختلج بصدري ألا وهو وقوف حضرتك بعد وصول أحمد شريف وحظوته بالجناب بأن كلما أتينا به في الحال والشأن ليس بنا شيء عن عواطف شخصية أو ما هو في معناها مما لا يعقل، وإنها قرارات ورغائب أقوام وإنَّا لسنا إلا مبلغين أو منفذين لها بصفتنا التي ألزمونا بها إذ هذا عندي من أهم ما يجب وقوف شهامة الجناب عليه وعلمه به.

أما ما جاء بالمحررات الموقرة فيما يتعلق بالعراق من أمر التعويض مدة الأشغال فلزيادة إيضاح وقول بريطانيا العظمى بصفاتنا في القول والعمل في المادة والمعنى وإعلامها بأكيد اطمئناننا باعتماد حكومتها المفخمة نترك أمر تقدير مبلغه لمدارك حكمتها ونصفتها، أما الجهات الشمالية وسواحلها فما كان في الإمكان من تعديل أتينا به في رقيمنا السابق. هذا، وما ذاك إلا للحرص على الأمنيات المرغوب حصولها بمشيئة الله تبارك وتعالى وعن هذا الحس والرغبة هما التي ألزمتنا بملاحظة اجتناب ما ربما أنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا واتفاقهما إبان هذه الحروب والنوازل إلا أننا مع هذا نرى من الفرائض التي ينبغي لشهامة الوزير صاحب الرياسة أن يتيقنها بأن عند أول فرصة تضع فيها أوزار هذه الحروب سنطالبكم بما نغض الطرف عنه اليوم لفرنسا في بيروت وسواحلها ولا أرى لزومًا بأن نحيطكم بما في هذا أيضًا من تأمين المنافع البريطانية وصيانة حقوقها هو أهم وأكبر مما يعود إلينا، وأن لا بد من هذا على أي حالة كانت ليتم للعظمة البريطانية أن ترى أخصاءها في البهجة والرونق التي تهتم أن تراهم فيه سيما وأن جوارهم لنا سيكون جرثومة للمشاكل والمناقشات التي لا يمكن معها استقرار الحالة، عدا أن البيروتيين بصورة قطعية لا يقبلون هذا الانفصال ويلجئونا على حالات جديدة تهم وتشغل بريطانيا بصورة لا تكون بأقل من اشتغالنا الحالي بالنظر لما نعتقده ونتيقنه من اشتراك المنفعة ووحدتها وحدها وهي الداعية الوحيدة لعدم التفاتنا لسواكم في المخابرات وعليه يستحيل إمكان أي تساهل يكسب فرنسا أو سواها شبرًا من أراضي تلك الجهات، أصبح بهذا مع اعتماد لكل جوارحي اعتمادًا يرثه الحي منا بعد الميت بتصريحاتكم التي ختمتم بها رقيمكم الموقر. وعليه فليعتقد جناب الوزير الخطير ولتعتقد بريطانيا الكبرى أنَّا على العزم الذي أشير إليه ويعلمه منا جناب الأريب الكامل استورس منذ عامين ولا نناظر فيه إلا الفرص المناسبة لأحوالنا وأخصها داعيته ووسيلته التي اقترب وقتها مما تسوقه الأقدار إلينا بكل سرعة ووضوح لتكن حجة لنا وعن رأينا على الاعتراضات والمسؤوليات المقدرة وفي تصريحاتكم بقولكم " وإنَّا لسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم " يغني عن زيادة الإيضاح، ما عدا طلب ما نرى لزومه عند الحاجة من الأسلحة وذخائرها الحربية وما هو في معناها.

وأكتفي بهذا القدر عن إشغال شهامتكم بتقديم وافر احتشاماتي وجزيل توقيراتي لمقام المقر الموقر.

وحرر في اليوم الخامس والعشرين من صفر الخير 1334.

من مكماهون إلى الشريف حسين

القاهرة في: 24 ربيع الأول سنة 1334، 30 يناير سنة 1916

تلقينا بسرور كتابكم المؤرخ في 25 صفر بواسطة رسولكم الموثوق به واطلعنا منه على رسالتكم الشفوية.

وإننا لنقدر حق التقدير الدوافع التي تقودكم في هذه القضية الهامة ونعرف جيدًا أنكم تعملون في صالح العرب وأنكم لا ترمون إلى شيء - في عملكم - غير صالحهم وحريتهم.

وقد عنيت عناية خاصة بملاحظاتكم بشأن ولاية بغداد، وسنبحث هذا الموضوع باهتمام وعناية زائدين عندما تتم هزيمة الأعداء ونصل إلى التسويات السلمية أما ما يتعلق بالجهات الشمالية فقد كتبت ملاحظة عن رغبتكم في تجنب كل ما من شأنه الإساءة إلى تحالف إنكلترا وفرنسا وسررت جدًا بإبداء مثل هذه الرغبة.

وأظنكم تعرفون جيدًا أننا مقررون قرارًا نهائيًا بألا نسمح بأي تدخل - مهما قل شأنه - في اتفاقنا المشترك في إيصال هذه الحرب إلى الفوز ثم متى انتهت الحرب فإن صداقة فرنسا وإنكلترا ستقوى وتشتد، وهما اللتان بذلتا الدماء الإنكليزية والفرنسية جنبًا إلى جنب في سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات.

والآن وقد قررت البلاد العربية أن تشترك معنا في الدفاع عن الحقوق وتعمل معنا في سبيل هذه القضية الهامة فإننا لنرجو الله أن تكون نتيجة هذه الجهود المشتركة وهذا التعاون الوطيد، صداقة دائمة، تعود على الجميع بالسرور والغبطة. وقد سررنا جدًا للحركة التي تقومون بها لإقناع الشعب بضرورة الانضمام إلى حركتنا والكف عن مساعدة أعدائنا. ونترك لفطنتكم وتقديراتكم تقرير الوقت المناسب لاتخاذ تدابير أوسع من هذه

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون

14/2/1916

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى حضرة ذو الأصالة فخامة نائب جلالة الملك دام مرعيًا بعد فبأيدي التوقير والاحتشام تلقينا رقيم الفخامة المؤرخ 25 ربيع أول، وإن مضامينه أدخلت علينا مزيد الارتياح والسرور لحصول التفاهم المطلوب والتقارب المرغوب أسأل الله أن يسهل المقاصد وينجح المساعي. ومن الإيضاحات الآتية نفهم الفخامة الأعمال الجارية والأسباب المقتضية:

أولاً: قد أعلمنا فخامتكم بأنا بعثنا بأحد أنجالنا إلى الشام ليرأس ما يقتضي عمله هناك، ولقد ظفرنا منه بتقرير مفصل يفيد به أن اعتسافات الحكومة هناك لم تُبْقِ من الأشخاص الذين نعتمد عليهم في الأمر سواء كانوا من الجند على اختلاف مراتبهم أم ممن لم يكونوا من ذلك الصنف إلا القليل مما كان في الدرجة التالية، وأنه ينتظر وصول القوات المعلن بقدومها من مواقع مختلفة أخصها من أهالي البلاد وما جاورها من الأقطار العربية كحلب وجنوب الموصل المشاع بأن عددها ما ينوف عن المائة ألف على ما يزعمون. وأنه لا بد يؤمل أن كانت الأكثرية من القوة المذكورة من العرب فهو عازم على إجراء الحركة والقيام بهم، وإن كان العكس يعني الأكثرية من الأتراك وسواهم فسيناظر تقدمهم نحو الترعة وعند اشتباك الحرب حركته بهم عندما يريدون.

ثانيًا: عزمنا على إرسال نجلنا الكبير إلى المدينة المنورة بقوة كافية ليكون ردءًا لأخيه الذي بالشام ولكل احتمال واستيلائه على الخط الحديد وما هو في معنى ذلك مما تظهره الشئون. وهذا هو المبدأ للحركة الأساسية المكتفين في مبادئها بما جندناه برسم المحافظة على راحة داخلية البلاد وبأهل الحجاز أهل المركز فقط لأسباب يطول شرحها:

أولاً: تعسر إحضار لوازمهم بصورة تجعل المشروع في حيز الكتمان، مع عدم الضرورة على ذلك وسهولة جلب الإمدادات عند الحاجة، هذا خلاصة ما رغبتم في الجواب عليه والاستفهام عنه. وفي ظني أن فيه الكفاية واتخاذه أساسًا وقياسًا في أعمالنا أمام كل التبدلات والطوارئ التي يظهرها سير الحالة.

بقي علينا بيان ما نحتاجه والحالة هذه هو:

أولاً: مبلغ خمسين ألف جنيه ذهبًا لمشاهرة القوات المجندة ونحوها مما ضرورته تغني عن بيانه.

فالرجا إحضارهما بوجه السرعة الممكنة.

الثاني: إحضار عشرين ألف كيس أرز وخمسة عشر ألف دقيق وثلاثة آلاف شعير ومائة وخمسين كيس بن قهوة ومثلها سكر ومقدار خمسة آلاف بندقية من الطرز الجديد وما تحتاجه النسبة لها من المرميات وأيضًا مقدار مائة صندوق من النوع المرسل منه مرميتين طيه. ومن مرميات بواريد مارتن هنري وبارودات غرا أعني بواريد معمل سانت أتين الأفرنسية لاستعمال هذين الصنفين في بواريد أي بندقيات قبائلنا، ولا بأس من جعل لكل نوعهما خمسمائة صندوق.

الثالث: أنا استنسبنا مركز سوقيات هذه المواد المرغوبة يكن بور سودان.

الرابع: بالنظر لكون المواد الغذائية واللوازم الحربية الموضحة أعلاه لا حاجة لنا بها إلا عند ابتداء الحركة، وسنبلغكم إياها بصورة رسمية تبقى في الموضع المذكور وعند الحاجة إليها يبلغ أمير الجهة المذكورة وقائدها بالمواقع التي يقتضي سوقها إليها والوسائط التي سيكونون حاملين الوثائق بتسليمها إياهم.

الخامس: النقود المطلوبة يقتضي إرسالها في الحال إلى أمير بور سودان، وسيرده من طرفنا معتمد يتسلمها إما دفعة أو دفعتين على حسب استطاعته. وهذه علامة اعتماد الرجل T.

السادس: مندوبنا في قبض المبالغ المذكورة سيتوجه إلى بور سودان بعد ثلاثة أسابيع، يعني يكون وصوله إليها في 5 من جماد الأول حامل كتاب منا باسم الخواجة الياس أفندي وإنه يصرف له بموجبه ما لديه من إيجارات أملاكنا والإمضاء صراحةً باسمنا، غير أننا معدينه يسأل عن عائد الموقع وأميره، فأنتم تخبروهم عن ذلك الشخص وبمراجعته يُجْرَى له ما يقتضي من صرف ما لديهم بشرط ألا يبحثوا معه في أي موضوع كان مؤكدين غاية التأكيد في عدم المظاهرة له وكتمان أمره ومعاملته في الظاهر بأنه لا شيء، لا يظن أن ثقتنا للشخص الأخير من اعتماد الأول حامله هذا لا بل لعدم ضياع الوقت لتعييننا له خدمة في جهة ثانية، مع تكرر رجائنا بعدم إركابه وإبعاثه في بابور أو في شيء من هذه الرسميات فإن وسائطه كافية.

السابع: مندوبنا حامل هذا أكدنا عليه بالاكتفاء بإيصال هذا وأظن أن مأموريته في هذا الدور تمت، حيث أن الحالة علمت أساساتها وفروعها فلا حاجة في بعث شخص آخر، إذ أن اللزوم للمخابرة يكن منا، ولا سيما أن مندوبنا الأخير سيردكم بعد ثلاثة أسابيع يمكن في ظرفها إفادتنا بما يلزم له الحال وألا يعامل في الصورة الظاهرة إلا معاملة بسيطة.

الثامن: تعهد الحكومة البريطانية العظمى قبول هذه المصاريف الحربية بموجب الدفاتر التي تقدم إليها ببيان الوجهة التي صرفت فيها.

وبالختام أهديكم أشواقي التي لا تعد واحتشامي الذي ليس له حد.

14ربيع الآخر 1334

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين

10/3/1916

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى ساحة ذلك المقام الرفيق ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر قبلة الإسلام والمسلمين معدن الشرف وطيب المحتد سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف ابن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظم زاده الله رفعة وعلاء آمين.

بعد ما يليق بمقام الأمير الخطير من التجلة والاحتشام وتقديم خالص التحية والسلام وشرح عوامل الألفة وحسن التفاهم والمودة الممزوجة بالمحبة القلبية أرفع إلى دولة الأمير المعظم أننا تلقينا رقيمكم المؤرخ 14 ربيع الآخر 1334 من يد رسولكم الأمين، وقد سررنا لوقوفنا على التدابير الفعلية التي تنوونها وأنها لموافقة في الأحوال الحاضرة.

وإن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى تصادق عليها.

وقد يسرني أن أخبركم بأن حكومة جلالة الملك صادقت على جميع مطالبكم وأن كل شيء رغبتم الإسراع فيه وفي إرساله فهو مرسل مع رسولكم حامل هذا والأشياء الباقية ستحضر بكل سرعة ممكنة وتبقى في بور سودان تحت أمركم لحين ابتداء الحركة وإبلاغنا إياها بصورة رسمية (كما ذكرتم) وبالمواقع التي يقتضي سوقها إليها والوسائط التي يكونون حاملين الوثائق بتسليمها إياهم.

إن كل التعليمات التي وردت في محرركم قد أعلمنا بها محافظ بور سودان وهو سيجريها حسب رغبتكم - وقد عملت جميع التسهيلات اللازمة لإرسال رسولكم حامل خطابكم الأخير إلى جزان حتى يؤدي مأموريته التي نسأل الله أن يكللها بالنجاح وحسن النتائج وسيعود إلى بور سودان وبعدها يصلكم بحراسة الله ليقص على مسامع دولتكم نتيجة عمله.

وننتهز الفرصة لنوضح لدولتكم في خطابنا هذا ما ربما لم يكن واضحًا لديكم أو ما عساه ينتج سوء تفاهم، ألا وهو أنه يوجد بعض المراكز أو النقط المعسكرة فيها بعض العساكر التركية على سواحل بلاد العرب يقال إنهم يجاهرون بالعداء لنا والذين هم يعملون على ضرر مصالحنا الحربية البحرية في البحر الأحمر. وعليه نرى أنه من الضروري أن نأخذ التدابير الفعالة ضدهم، ولكننا قد أصدرنا الأوامر القطعية أنه يجب على جميع بوارجنا أن تفرق بين عساكر الأتراك الذين يبدأون بالعداء وبين العرب الأبرياء الذين يسكنون تلك الجهات، لأننا لا نقدم للعرب أجمع إلا كل عاطفة ودية.

وقد أبلغنا دولتكم ذلك حتى تكونوا على بينة من الأمر إذا بلغكم خبرًا مكذوبًا عن الأسباب التي تضطرنا إلى أي عمل من هذا القبيل. وقد بلغنا إشاعات مؤداها أن أعداءنا الألداء باذلون جهدهم في أعمال السفن ليبثوا بها الألغام في البحر الأحمر ولإلحاق الأضرار بمصالحنا في ذلك البحر، وإنا نرجوكم سرعة إخبارنا إذا تحقق ذلك لديكم.

وقد بلغنا أن ابن الرشيد قد باع للأتراك عددًا عظيمًا من الجمال، وقد أرسلت إلى دمشق الشام.

ونأمل أن تستعملوا كل ما لكم من التأثير عليه حتى يكف عن ذلك، وإذا صمم على ما هو عليه أمكنكم عمل الترتيب مع العربان الساكنين بينه وبين سوريا أن يقبضوا على الجمال حال سيرها، ولاشك أن في ذلك صالح لمصلحتنا المتبادلة.

وقد يسرني أن أبلغ دولتكم أن العربان الذين ضلوا السبيل تحت قيادة السيد أحمد السنوسي وهم الذين أصبحوا ضحية دسائس الألمان والأتراك قد ابتدأوا يعرفون خطأهم وهم يأتون إلينا وحدانًا وجماعات يطلبون العفو عنهم والتودد إليهم. وقد والحمد لله هزمنا القوات التي جمعها هؤلاء الدساسون ضدنا. وقد أخذت العرب تبصر الغش والخديعة التي حاقت بهم.

وإن لسقوط أرض روم من يد الأتراك وكثرة انهزاماتهم في بلاد القوقاز تأثير عظيم، وهو في مصلحتنا المتبادلة وخطوة عظيمة في سبيل الأمر الذي نعمل له وإياكم.

ونسأل الله عز وجل أن يكلل مساعيكم بتاج النجاح والفلاح وأن يمهد لكم في كامل أعمالكم أحسن السبل والمناهج.

وفي الختام، أقدم لدولتكم ولكامل أفراد أسرتكم الشريفة عظيم الاحترامات وكامل ضروب المودة والإخلاص مع المحبة التي لا يزعزعها كر العصور ومرور الأيام.

تحريرًا في 6 جماد الأولى 1334

الموافق 10 مارس 1916

كتبه المخلص

(السير آرثر هنري مكماهون)

نائب جلالة الملك بمصر

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

من مقال " الدفاع عن مصر " بقلم: هربرت سابديوثام في المانشيشتر جارديان

نوفمبر سنة 1915

لا يمكننا جعل الشريان الرئيسي للمواصلات مع الهند والشرق مسرحًا للمعارك، ولابد لنا من معقل للحماية (معقل وقائي)، مما يستلزم الاستيلاء على غزة على الطريق الساحلي وعلى تلال اليهودية التي تتحكم بها. إن المنطق والجغرافيا التي أثرت في مملكتي إسرائيل ويهوذا إبان كل حرب وقعت بين إمبراطوريتي النيل وما بين النهرين، هما اللذان يعملان الآن في الدفاع عن مصر ضد تركيا. لكن إذا كانت اليهودية لازمة، أو على الأقل من المرغوب فيها جدًا بالنسبة للدفاع الكافي عن مصر، فلماذا البقاء مقتنعين بالاستيلاء على تلال اليهودية؟ إن ما تؤمنه اليهودية، قد يتأمن بصورة أفضل على يد إسرائيل واليهودية مجتمعين. وما الذي يمنع من إحياء فلسطين القديمة؟ لقد قيل إن تلال اليهودية جرداء مثل أرض الكنيسة، وإذا كانت ستصبح مجرد مسرح للعمليات المسلحة، فلا كسب يُجْنَى من ورائها زمن السلم وهي تشكل عبئًا ماليًا في كل زمان. غير أنه لو استطعنا أن نضم إلى تلال اليهودية سهل السامرة الخصبة وجبال الجليل، لتجمعت لدينا عظام بلاد جديدة لا تحتاج إلا إلى الشعب الصحيح لكي يكسوها باللحم ويجعل من فلسطين القديمة أمة جديدة. وفلسطين الجديدة هذه، خصوصًا في تحالفها مع الدولة التي تبسط سيطرتها على البحار - وهو ما لم يكن أبدًا في خدمة فلسطين العهد القديم - قد لا تكون المعقل المثالي الذي يقي مصر فحسب، بل أمة تعيل نفسها بنفسها، أقوى من فلسطين القديمة وحتى أكثر منها رخاءً وازدهارًا

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

خطوط برنامج توطين اليهود في فلسطين طبقًا لآمال الحركة الصهيونية (قدمت إلى مارك سايكس) وضعته اللجنة السياسية المنبثقة من المنظمة الصهيونية برئاسة (وايزمان

1916

الاعتراف رسميًا بالشعب اليهودي في فلسطين (ونقصد هنا بالشعب اليهودي، اليهود الموجودين حاليًا في فلسطين واليهود الذين سيهاجرون إليها مستقبلاً) كنواة للوطن القومي اليهودي، وأن يتمتع هذا الشعب بجميع حقوقه المدنية والسياسية.

2 - أن تمنح الحكومة البريطانية لجميع اليهود في مختلف أنحاء العالم حق الهجرة إلى فلسطين،

وأن تسهل لليهود في فلسطين وسائل الاستقرار وشراء الأراضي.

3 - أن تبارك الحكومة البريطانية تكوين جمعية يهودية هدفها استعمار فلسطين وأن تكون هذه الجمعية تحت حماية الحكومة. وسيكون من أعمال هذه الجمعية مساعدة اليهود على الاستقرار في فلسطين بجميع الطرق الممكنة وأن تساعد وتشجع على الهجرة بكافة الوسائل.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

مذكرة السفير البريطاني جورج بوكنان في بتروجراد إلى سازانوف وزير خارجية روسيا لاستطلاع رأى الحكومة الروسية في شأن استعمار اليهود لفلسطين

13/3/1916

مذكرة مقدمة من السفارة البريطانية في بتروجراد

إلى مستر سازانوف وزير الخارجية.

وصلت برقية من سير ادوارد جراي تقرر أن اهتمام حكومة جلالة الملك قد انصرف أخيرًا إلى مسألة الاستعمار اليهودي في فلسطين، ومع أن كثيرين من اليهود لا يكترثون لفكرة الصهيونية كما هو معروف، فإن طائفة كبيرة العدد شديدة النفوذ منهم في جميع الدول ستقدر تقديرًا عاليًا الاقتراح الخاص بوضع اتفاق عن فلسطين يحقق الآمال اليهودية تحقيقًا كاملاً. فإذا كانت وجهة النظر المشار إليها آنفًا صحيحة فإن الواضح أن نتائج سياسية هامة يمكن الوصول إليها بواسطة الانتفاع من الفكرة الصهيونية، وأجدى هذه النتائج هي اجتذاب العناصر اليهودية في الشرق وفي الولايات المتحدة وغيرهما إلى جانب الحلفاء وهي العناصر التي يدل موقفها الحالي من قضية الحلفاء على العداء إلى حد كبير

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

معاهدة سايكس - بيكو

إبريل - مايو سنة 1916

الجزء الخاص بإنجلترا وفرنسا

المادة الأولى:

إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا أي دولة عربية مستقلة أو حلف دول عربية تحت رئاسة رئيس عربي في المنطقتين ( أ ) - (داخلية سوريا)، (ب) (داخلية العراق) المبينتين بالخريطة الملحقة. ويكون لفرنسا في منطقة ( أ ) ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة ( أ ) وإنجلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناءً على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثانية:

يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (شقة سوريا الساحلية) ولإنجلترا في المنطقة الحمراء (شقة العراق الساحلية من بغداد حتى خليج فارس) إنشاء ما ترغبان فيه من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثالثة:

تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين) يعين شكلها بعد استشارة روسيا بالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.

المادة الرابعة:

تنال إنجلترا ما يأتي:

1 - ميناء حيفا وعكا.

2 - يضمن مقدار محدود من ماء دجلة والفرات في المنطقة ( أ ) للمنطقة (ب) وتتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بألا تدخل في مفاوضات ما مع دولة أخرى للتنازل عن قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدمًا.

المادة الخامسة:

تكون إسكندرونة ميناءً حرًا لتجارة الإمبراطورية البريطانية ولا تنشأ معاملات مختلفة في رسوم الميناء، ولا ترفض تسهيلات خاصة للملاحة والبضائع البريطانية وتباح حرية النقل للبضائع الإنجليزية عن طريق إسكندرونة وسكة الحديد في المنطقة الزرقاء سواء كانت واردة إلى المنطقة الحمراء أو المنطقتين ( أ ) و(ب) أو صادرة منها. ولا تنشأ معاملات مختلفة - مباشرة أو غير مباشرة - على أي سكة من سكك الحديد أو في أي ميناء من موانئ المناطق المذكورة تمس البضائع والبواخر البريطانية.

وتكون حيفا ميناءً حرًا لتجارة فرنسا ومستعمراتها والبلاد الواقعة تحت حمايتها ولا يقع اختلاف في المعاملات ولا يرفض إعطاء تسهيلات للملاحة والبضائع الفرنسية ويكون نقل البضائع الفرنسية حرًا بطريق حيفا وعلى سكة الحديد الإنجليزية في المنطقة السمراء، سواء كانت البضائع صادرة من المنطقة الزرقاء أو الحمراء أو المنطقة ( أ ) أو المنطقة (ب) أو واردة إليها ولا يُجْرَى أدنى اختلاف في المعاملة بالذات أو بالتبع يمس البواخر الفرنسية في أي سكة من السكك الحديد ولا في ميناء من الموانئ في المناطق المذكورة.

المادة السادسة:

لا تمد سكة حديد بغداد في المنطقة ( أ ) إلى ما بعد الموصل جنوبًا ولا في المنطقة (ب) إلى ما بعد سامرا شمالاً إلي أن يتم إنشاء خط حديدي يصل بغداد بحلب مارًا بوادي الفرات ويكون ذلك بمساعدة الحكومتين.

المادة السابعة:

يحق لبريطانيا العظمى أن تنشئ وتدير وتكون المالكة الوحيدة لخط حديدي يصل حيفا بالمنطقة (ب)، ويكون لها ما عدا ذلك حق دائم بنقل الجنود في أي وقت كان على طول هذا الخط.

ويجب أن يكون معلومًا لدى الحكومتين أن هذا الخط يجب أن يسهل اتصال حيفا ببغداد وأنه إذا حالت دون إنشاء خط الاتصال في المنطقة السمراء مصاعب فنية ونفقات وافرة لإدارته تجعل إنشاءه متعذرًا فالحكومة الفرنسية تكون مستعدة أن تسمح بمروره في طريق بربوره - أم قيس - ملقى - ايدار - غسطامغاير، قبل أن يصل إلى المنطقة (ب).

المادة الثامنة:

تبقى تعريفة الجمارك التركية نافذة عشرين سنة في جميع جهات المنطقتين الزرقاء والحمراء والمنطقتين ( أ )، (ب) فلا تضاف أي علاوة على الرسوم ولا تبدل قاعدة التثمين في الرسوم بقاعدة أخذ العين. إلا أن يكون باتفاق بين الحكومتين ولا تنشأ جمارك داخلية بين أية منطقة وأخرى من المناطق المذكورة أعلاه وما يفرض من رسوم الجمرك على البضائع المرسلة إلى الداخل يدفع في الميناء ويُعْطَى لإدارة المنطقة المرسلة إليها البضائع.

المادة التاسعة:

من المتفق عليه أن الحكومة الفرنسية لا تجري مفاوضة في أي وقت كان للتنازل عن حقوقها، ولا تعطي ما لها من الحقوق في المنطقة الزرقاء لدولة أخرى إلا للدولة أو حلف الدول العربية بدون أن توافق على ذلك سلفًا حكومة جلالة الملك التي تتعهد للحكومة الفرنسية بمثل هذا فيما يتعلق بالمنطقة الحمراء.

المادة العاشرة:

تتفق الحكومتان الإنجليزية والفرنسية بصفتهما حاميتين للدولة العربية على ألا تمتلكان ولا تسمحان لدولة ثالثة أن تمتلك أقطارًا في شبه جزيرة العرب، أو تنشئ قاعدة بحرية في الجزائر على ساحل البحر الأبيض الشرقي على أن هذا لا يمنع تصحيحًا في حدود عدن، قد يصبح ضروريًا لسبب عداء الترك الأخير.

المادة الحادية عشرة:

تستمر المفاوضات مع العرب باسم الحكومتين بالطرق السابقة نفسها لتعيين حدود الدولة أو حلف الدول العربية.

المادة الثانية عشرة:

من المتفق عليه عدا ما ذكر أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى البلاد العربية(1).

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

مشروع الحاخام صموئيل هلل ازاكس كما جاء في كتاب " الحدود الحقيقية للأرض المقدسة

سنة 1917

الحاخام أيزاكس وإسرائيل الكبرى:

يعتبر كتاب الحاخام صموئيل أيزاكس عن " الحدود الصحيحة أو

الحقة للأرض المقدسة " بمثابة التعبير الرسمي عن المعايير التاريخية والدينية لدى الجناح الأرثوذكسي المتدين داخلي الحركة الصهيونية. ولا بد من استكمال عناصر الصورة التي رسمتها الصهيونية آنذاك لإسرائيل الكبرى وحدودها في ضوء ما أسمته بالعوامل والمقاييس الاستراتيجية والاقتصادية والتاريخية المستندة إلى نصوص دينية معينة.

فالحدود التي يختارها أيزاكس للأرض المقدسة هي تلك الحدود التي يرد وصفها في الإصحاح 34 من سفر العدد: 1 - 12 من العهد القديم. والغرض الذي يرمي إليه من وراء بحثه في " الحدود الحقة " ليس إلا الفصل في النظريات المتنوعة والمتباينة حول مواقع تلك الحدود والوصول إلى تعيين ما يعتبره بمثابة الحدود التاريخية الصحيحة لإسرائيل.

وتقول " النبذة عن حياة المؤلف " في مطلع الكتاب بأن أصدقاء الحاخام تمكنوا من إقناعه بعد انعقاد المؤتمر الأول للسلام في لاهاي (1899) أن يضع في متناول الباحثين في الكتاب المقدس من الناطقين باللغة الإنجليزية الاكتشافات التي قام بها حول الحدود الصحيحة للأرض المقدسة كما أن التوطئة التي تسبق مقدمة الكتاب يرجع تاريخها إلى عام 1906 - أي قبل انعقاد مؤتمر لاهاي الدولي الثاني بعام واحد (1907). وقد تحدث المؤلف في تلك التوطئة عن نبوءة أرميا (33: 23 - 26) معتبرًا إياها بمثابة النذير لمضطهدي إسرائيل. ثم أشار إلى كونها إحدى النبوءات التي لا حصر لها، إذ وجدها تعد البقية الباقية من إسرائيل بمستقبل باهر يشهد رجوعها إلى ربها وعودتها إلى أرضه المقدسة، بالإضافة إلى السلام والسعادة الجامعة التي تسود العالم في المستقبل. وعلى الرغم من اعترافه بأن تحقيق هذه النبوءات لم تظهر علائمه في الأفق بعد، فإنه يجد في العلامات الاستثنائية للعصر دلائل تشجعه على تبرير حدسه باحتمال حصول رجوع جزئي في مستقبل قريب. أما الدلائل التي تبشره باقتراب الموعد فقد اختار منها ما يلي:

( أ ) مؤتمرات السلام الدولية، والتي قد تتخطى مرحلتها التجريبية الحالية وتنتقل إلى تحقيق غرضها على الصعيد العملي.

(ب) الروح السائدة، في تحريكها للتغييرات من السلطة الفردية المطلقة والاستبدادية إلى الحكم الدستوري. فحين تتوطد دعائم هاتين الحركتين - حركة السلام العالمي والحكومة الدستورية -

يتوقع الحاخام سيادة العدالة، والحرية والتساهل.

(جـ) الاهتمام المتزايد والناشط بالأرض المقدسة، تمثله وتشهد عليه الاستكشافات الأخيرة هناك. إذ يعود الفضل إليها في " فتح آفاق البلاد أمام ناظرينا وإقامة المجال أمامنا لاقتفاء آثار حدودها التي مضى عليها حوالي ألفى سنة وهي دفينة وخبيئة ".

غير أن الحاخام أيزاكس لا يكتفي بالدلائل الثلاثة التي أوردها لتبرير النبوءة المتوقعة التحقيق،

بل يضيف إليها دليله الرابع على صورة " المسألة اليهودية " التي ازدادت خطورتها، و" الحركة الصهيونية " التي أصبحت قوة لا يستهان بها ومازالت في نمو مستمر. ويبدو له من خلال الأصل المعاصر لهذه الدلائل أن القصد منها هو التحامها واندماجها لتعطي نتائج عظيمة وحسنة، فيسارع إلى التعبير عن أمنية الصهيونيين التي سبق لماكس نوردو أن تحدث عنها: الاعتراف بالصهيونيين كهيئة تمثل يهود العالم والسماح لهم بعرض المسألة اليهودية والمطالب التي يريدونها أمام مؤتمر صلح في المستقبل، على أمل التوصل إلى حل يرضيهم.

المنحة المخفضة وميراث المستقبل:

تقول ابنة الحاخام أيزاكسي في التوطئة التي صدرت بها الطبعة الأولى لكتاب والدها بأن المؤلف أعرب عن رغبته قبل وفاته بنشر نتائج أبحاثه في حقل " الحدود الحقة " لإسرائيل الكبرى قبل انعقاد المؤتمر اليهودي الأمريكي لكي يتسنى للمعنيين بالموضوع الاطلاع على نتائج تلك الأبحاث.

إن الحدود التي يضعها أيزاكس في ضوء أبحاثه ومكتشفاته هي نفسها المستمدة من سفر العدد 34: 1 - 12. فما هي تلك التخوم؟ التي وردت كتابة في نصوص العهد القديم من الكتاب المقدس.

وجاءت ابنته في مقدمتها للطبعة الثانية (شباط فبراير1919) لتنبه القارئ بأن النص الذي يورده سفر العدد أعلاه يدل فقط على الرقعة الصغرى التي أعطاها الرب ميراثًا لبني إسرائيل، وعقد الحاخام أيزاكس آماله على رجوع اليهود إليها. كما أنها وجدت من اللازم إعطاءنا التأكيد التالي:

" لكن هذا لا يعني بأن مطلبه في الوطن يجب أن يبقى محصورًا ضمن هذه الحدود، بل على العكس من ذلك، فإن مؤلفنا يصرح بقوله إن " وعود الله المشروطة لا تُلْغَى أبدًا، بل يحتفظ بها لكي تتحقق.. في زمن مستقبل ".

ومن هنا تفتق ذهن الحاخام عن رسم صورة لتلك الحدود القصوى التي تتعدى ما يدعوه بـ " المنحة المخفضة " لإسرائيل الكبرى. وهي التي يطلق عليها تسمية " المنحة المشروطة " Provisional Grants بعد استناده إلى الشرط (Proviso) المتضمن في سفر التثنية 11: 22 (" لأنه إذا حفظتم جميع هذه الوصايا التي أنا أوصيكم بها لتعملوها، لتحبوا الرب إلهكم وتسلكوا في جميع طرقه وتلتصقوا به ").

فلو استوفت إسرائيل شرط الرب وحفظت جميع وصاياه وعملت بها، لسارع الرب إلهها إلى تقديم المكافأة على صورة المنحة الثانية:

" يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من أمامكم فترثون شعوبًا أكبر وأعظم منكم كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم. من البرية ولبنان من النهر نهر الفرات إلى البحر الغربي يكون تخمكم ".

( تثنية 11: 23 - 24 ) وكلم الرب موسى قائلاً: أوصِ بنى إسرائيل وقل لهم إنكم داخلون إلى أرض كنعان. هذه هي الأرض التي تقع لكم نصيبًا. أرض كنعان بتخومها:

" تكون لكم ناحية الجنوب من برية صين على جانب أدوم. ويكون لكم تخم الجنوب من طرف بحر الملح إلى الشرق ويدور لكم التخم من جنوب عقبة عقر بيئم ويعبر إلى صين وتكون مخارجه من جنوب قادش برنيع ويخرج إلى حصر آدار ويعبر إلى عصمون. ثم يدور التخم من عصمون إلى وادي مصر وتكون مخارجه عند البحر. وأما تخم الغرب فيكون البحر الكبير لكم تخمًا.. وهذا يكون لكم تخم الشمال: من البحر الكبير ترسمون لكم إلى جبل هور، ومن جبل هور ترسمون إلى مدخل حماه وتكون مخارج التخم إلى صدد. ثم يخرج التخم إلى زفرون وتكون مخارجه عند حصر عينان.. وترسمون لكم تخمًا إلى الشرق من حصر عينان إلى شفام. وينحدر التخم من شفام إلى ربلة شرقي عين. ثم ينحدر التخم ويمر جانب بحر كنارة إلى الشرق. ثم ينحدر التخم إلى الأردن وتكون مخارجه عند بحر الملح.

وهذه تكون لكم الأرض بتخومها حواليها.

( سفر العدد، 34: 1 - 12 )

الاتساع نحو الشمال، تسمية المنحة المخفضة ( reduced grants ) ولو عدنا إلى الخريطة التي ألحقها الحاخام أيزاكس بكتابه (انظر الخريطة) لتبين لنا كيف جرى رسم حدود " الأرض الموعودة " (1916) وفقًا للنص الوارد أعلاه من سفر العدد (الرقعة المظللة). وقد أطلق الحاخام أيزاكس على هذه الرقعة المفرطة باعتبارها لا تشمل جميع التعيينات الإسرائيلية الكبرى وقد جرى رسمها وفقًا لما يعتبره حدود إمبراطورية سليمان. فهو يلصق بتلك " الرقعة الصغرى" (المنحة المخفضة) مساحات شاسعة تمتد من نهر الفرات إلى نهر مصر (وادي العريش) وتشمل خليج العقبة. ومما تجدر ملاحظته أن " مدخل حماه " ( Entrance Of Hamath ) قد صوره الحدود المخفضة للرقعة الصغرى من ضواحي مدينة حماه إلى جبال طوروس وحدود منطقة كيليكية.

وقد سارعت ابنة الحاخام إلى التذكير بأن هذه الرقعة الكبرى تضم تلك المراعي والأراضي الزراعية الخصبة والتي لها قيمتها إلى الشرق من نهر الأردن وبررت مسألة الضم بقولها إن هذه المساحات جرى توزيعها فيما مضى على بني رأوبين وجاد ونصف بني منسى: كما أنها تضم تلك الأراضي التي تم الاستيلاء عليها " بالاستيطان السلمي " أو " الغزو الذي له ما يبرره " حتى زمن الملك سليمان " الذي كان على رأس المملكة اليهودية إذ وصلت إلى مداها الأوسع قبل وفاة الملك داوود ". ولم تنسَ الإشارة إلى استرجاع الوطن القومي اليهودي في ظل الوصاية البريطانية، بعد أن ظلت المسألة موضع نقاش بفضل صدور الوعد وتأييد كل من فرنسا وإيطاليا وغيرها من الحكومات، وبفضل موافقة " رئيسنا العظيم ودرو ويلسون "، يضاف إليه استحسان قداسة البابا بنديكت الخامس عشر. كما رأت من الضروري لفت نظرنا إلى ما سوف يطالعنا به الكتاب: من أن " الحدود التوراتية والتقليدية والتاريخية " تشمل مساحة أكبر بكثير من تلك المساحة التي يسلم بها عمومًا للأمة اليهودية.

ومما يجدر ذكره بصدد " الاكتشافات " التي يعلنها الحاخام أيزاكس أن الغالبية العظمى منها مستمدة من الأبحاث التي قام بها " صندوق اكتشاف فلسطين " فهو يقتبس الكثير عن شارل ويلسون والكابتن وارين والكولونيل كوندر في أعمالهم وكتاباتهم المتعلقة بجغرافية فلسطين وطوبوغرافيتها.

ويؤكد أن التعرف على هوية جميع الأمكنة الواردة في نص سفر العدد كان ضربًا من المحال، لولا استجابة هؤلاء الرواد وأمثالهم إلى ضرورة ذكر الأسماء القديمة إلى جانب الحديثة لتلك الأماكن التي عكفوا على وصفها وتعيين مواقعها. غير أنه لا يكترث مثلاً لكون الأسماء الحديثة والسائدة عريقة في القدم أيضًا، ومن زاوية التاريخ العربي للشرق الأردني بنوع خاص، بل يجعل همه الصهيوني الأوحد:

نبش الأسماء البائدة وفرضها على التاريخ المتطور كيفما اتفق، بحجه ورودها في النصوص المقدسة وتحت ستار " الوعد " و" الميثاق " و" الميراث ".

فالبحر الكبير غربًا (البحر الأبيض المتوسط) و" بحر الملح " عند نهر الأردن شرق (البحر الميت) كانت حدودًا معروفة في نظره. بينما " القسم الشمالي من التخوم الغربية والشرقية والحدود الشمالية بأكملها كانت منسية وعرضه للتخمين ". لذلك يلجأ إلى الاستعانة بأعمال " صندوق اكتشاف فلسطين " على أن يقارن الأسماء التي عينتها بتلك التي يمكنه العثور عليها في الشروحات والترجمات العبرانية القديمة. والغرض من كل ذلك ليس إلا التعرف على هوياتها الصحيحة، عن طريق تعيين هوية تلك العلامات الواردة في النصوص المقدسة حول خطوط التخوم. وهكذا يتم له - على حد قوله - تكملة الحدود عند الجهات الأربع على " هيئة مستطيل " كما أنه يأبى الفروغ من مقدمة كتابه قبل التوجه إلى تلامذة الكتاب المقدس ولفيف الباحثين بالتماس يطلب فيه إعارة انتباههم التام للأسباب التي يعطيها كتعليل لخروجه عن نطاق المواقع والأماكن التي اختارها الشراح المعاصرون، وللبديلات إلى وقع اختياره عليها. ويعترف - دونما أي مبرر لذلك - بالشطط الجديد الذي ارتكبه في القسم الشمالي بنوع خاص، مؤكدًا أنه يشكل " خطوة جريئة " أو جسورة ويعد القارئ بتقديم تعليلات حسنة لكل خطوة ينحرف بها عن السلف والمعاصرين، على أمل تسليمهم بها والإعراب عن ترحيبهم بالترتيب الجديد.

الحدود الجنوبية: ورد في النص المذكور أن قادش برنيع هي بمثابة أبعد نقطة في مخارج التخم إلى الجنوب. وفي الإصحاح 47: 19 من سفر حزقيال نجد السيد الرب يصف جانب الجنوب " يمينًا من ثامار إلى مياه مريبوث قادش النهر إلى البحر الكبير " كما نعرف من سفر العدد.. (13: 3 و26، 32: 8) بأن قادش برنيع، حيث أرسل منها موسى جواسيسه الاثني عشر إلى أرض كنعان، تقع في برية فاران فكيف نوفق بين هذه النصوص المتباينة؟ هنا يخالف الحاخام أيزاكس رأي معظم المكتشفين والباحثين المحدثين فيفترض وجود مكانين باسم قادش بدلاً من القبول بالرأي السائد الذي لا يميل إلى نسبة الدقة في التعيينات القديمة. ولا يلتفت إلى إجماع الباحثين بأن تخوم التيه آنذاك لم تكن على شاكلة الخطوط المرسومة بدقة، كما هي الحال في الحدود السياسية الحاضرة. وقد سبق ومر معنا شيء عن اختلاف الباحثين والمكتشفين بصدد موقع قادش برنيع. فجعلها ستانلي في البتراء مثلاً، واكتشفها الرحالة الأمريكي روبنصون عند التخم الغربي للعربة.

واعتمد البعض الآخر على المصادر الجغرافية والتاريخية العربية مؤكدًا أن قادش برنيع ليست سوى عين قدس.

لذلك يطالبنا الحاخام أيزاكس بافتراض وجود مكانين يحملان الاسم نفسه. ويرضى بأن تكون قادش برنيع هي " عين الويبة " كما عرفها روبنصون، مما يجعل الاثنتين في نظره مؤهلتين لاحتلال مكانيهما على تخم أرض إسرائيل.

الحدود الغربية: لا داعي للجدال في مسألة اعتبار البحر الأبيض المتوسط بمثابة تخم الغرب فهو يؤلف علامة واضحة. لكن ما يقلق الحاخام أيزاكس هو انعدام أي تحديد جلي في النص المقدس للنقطة التي تنتهي عندها الحدود الغربية شمالاً على شاطئ البحر؛ إذ يفترض أن تتجه الحدود الشمالية صوب " جبل هور " ومنه إلى " مدخل حماه " وقد شغل المكتشفون والباحثون طيلة النصف الثاني من القرن الماضي في إطلاق شتى التخمينات والنظريات المتباينة حول موقع " الجبل " و" المدخل "واستعرض أيزاكس نظرياتهم ملخصًا إياها على الشكل التالي:

( أ ) الرأي القديم - يعتبر جبل هور إحدى قمم جبل حرمون. بينما " مدخل حماه " يعني الممر المؤدي إلى مدينة حماة عبر البقيعة والذي يبتدئ إلى الجنوب الغربي من جبل حرمون. أما النقطة التي ترسم التخوم عندها على الشاطئ فتقع إلى الغرب مباشرة من جبل حرمون ويسير التخم منها شرقًا إلى جبل هور المذكور.

(ب) الرحالة اليهودية استورى هابارشى (الفارحى): خطر له عام 1322م تعريف جبل هور بالجبل الأقرع، الواقع على شاطئ البحر بين اللاذقية والإسكندرونة " شمالي مدينة اللاذقية "، فرسم خط الحدود من هذه النقطة وسار بها عبر البقيعة نحو حماة في الاتجاه الشرقي الجنوبي، مما أدى إلى توسيع الرقعة التي يشملها الرأي القديم بحوالي 110 أميال على امتداد الشاطئ.

(جـ) الحاخام جوزيف شفارتز (1850) - يجعل الجبل الباحث عن مكانه عند جبل النورية (رأس شكا على الساحل اللبناني الآن) ويرسم الخط من هناك مرورًا بالبقيعة (مدخل حماة) إلى ما يدعوه بالجديدة تبعد نقطته هذه حوالي 63 ميلاً عن نقطة الرأي القديم.

(د) روبنصون وبورتر وغيرهما من الباحثين: يضعان الجبل التائه مكان جبل عكار، ذلك القسم الشمالي الشامخ من جبال لبنان فيصبح مدخل حماة ذلك الوادي المتقاطع مع سلسلة جبال لبنان وجبال النصيرية (العلويين) وتنطلق الحدود من مصب النهر الكبير عبر الوادي المذكور. وبذلك تتوسع مسافة 84 ميلاً على امتداد الساحل وعن النقطة التي يأخذ بها الرأي القديم.

وقد أفرد الحاخام أيزاكس ملحقًا خاصًا في القسم الثاني من كتابه (الفصل الرابع) للرد على الرأي السائد منذ القدم وتفنيد آراء كل من استورى هابارشى والحاخام جوزيف شفارتز، ونظرية روبنصون وبورتر. فسارع إلى القول بأن أحدًا من هذه الآراء والنظريات لا يمكن القبول به. وعلى الرغم من استناد معظمها إلى نصوص دينية استقاها أصحابها من المصدر نفسه - أسفار يشوع والقضاة والتثنية وحزقيال في العهد القديم، مثلاً – فإن الحاخام أيزاكس يرد على الرأي السائد (" جبل هور = جبل حرمون ") باستحضار النصوص المقدسة التي تتعارض معه وتناقضه. مع العلم بأن هذه النصوص لا تتفق أبدًا وقطعًا مع الرأي الذي يخطر له تبنيه. ولذلك نجده يلجأ إلى ما يعرف عند اليهود بـ " الطوسفتا " أو ملحق المشنا الذي جرى تنقيحه في القرن الثالث فيزعم أن النص المذكور - كما استشهد به التلمود والترجوم الآرامي - يأتي على ذكر (" طوري امانون " أي " جبال امانون " ثم يعين موقع جبل أومانيس والتسمية الإغريقية هي Mons Amanus على حد قوله) في مكان لا يرقى الشك إلى صحته: على خليج الإسكندرون ويسارع إلى الاعتراف بأن الجبال التي يتحدث عنها الآن لا تحمل اسمًا مشتركًا في الوقت الحاضر، مؤكدًا أن اسم " مانوس " قد ضاع، ولا يتردد في إرجاع التغير الذي طرأ على الاسم إلى الفتح العربي لسوريا في القرن السابع للميلاد.

ومما تجدر ملاحظته أن الحاخام أيزاكس لا يجد تناقضًا بين مختلف النصوص الواردة في أسفار العهد القديم بصدد رقعة الأرض الموعودة. بل يرد التباين في تعيين الحدود بجميع جهاتها إلى خطأ في تفسير النصوص ولا يجد سبيلاً إلى نكران الغموض الذي يكتنف معظمها، ويعتبر تغير الأسماء الجغرافية بمثابة سبب رئيسي يعلل به منشأ هذا التباين في الآراء. وقد بلغ به التخمين حدًا جعله ينحى باللائمة على جغرافية بطليموس وكتاب المجسطى فزعم أنها بقيت كتب التدريس المتعارف عليها لدى الأجيال اللاحقة حتى مجيء كوبر نيكوس وحصول الاكتشافات البحرية الكبرى في القرن الخامس عشر وانتقد خريطة بطليموس لأنها وضعت سلسلتي جبال لبنان، الغربية والشرقية بعيدًا عن حدود فلسطين، مما حال دون ضمهما في نطاق تخومها.

أما تعيين أيزاكس للحدود الغربية: وفقًا لما يعتبره التفسير الحرفي المتشدد للنص الذي يختاره من سفر العدد، فقد جاء على الشكل الآتي:

" يبتدئ عند الزاوية الجنوبية الشرقية من البحر الكبير، حيث ينحدر صوبه نهر مصر (وادي العريش)، ثم يتجه شمالاً فيمر بجبل الكرمل، وصور وصيدا، وجبال لبنان... إلخ حتى يصل إلى الزاوية الشمالية الشرقية من خليج الإسكندرون ".

ولا غرو فقد اعتبر هذا التفسير " ترجمة حرفية " للنص الذي بين يديه وأعلنه خلوًا من كل التباس وغموض، ثم قرر أنه يستحق القبول دون براهين إضافية، وأحال المستزيدين منا إلى ملحق كتابه، حيت يريدنا أن نرى عجز جميع النظريين المار ذكرهم عن تعيين علامات الحدود الشمالية بشكل مقبول.

والحدود الشمالية، كما يرسمها أيزاكس، تبدأ من اجتهاده في تفسير تسمية " جبل هور "، فهذه العبارة مؤلفة من فكرة " جبل " واسم علم " هور " - مع العلم بأن لفظة " هور " العبرانية تعني الجبل.

وماذا تعنيه إذن تسمية " جبل الجبل " أو " الجبل المزدوج " أو الجبل القائم على جبل؟ وهل من وجود لشيء اسمه " جبل هور "؟ هنا يلجأ الحاخام إلى نص من المدراش كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء ويصبح الجواب على سؤالنا: ما هو جبل الجبل؟ (أنه الجبل القائم على رأس جبل مثل تفاحة صغيرة على ظهر تفاحة كبيرة) وهكذا يتحول " جبل هور " في تفسير أيزاكس إلى وصف يدل على أي جبل يعلوه جبل ويقع على خط الحدود.. ففي سفر العدد أيضًا (20: 22 - 25 و27) نقرأ عن ارتحال بني إسرائيل من قادش ومجيئهم إلى جبل هور، حيث كلم الرب موسى وهارون في جبل هور على تخم أرض أدوم. مما يؤكد أن التسمية المذكورة ربما أطلقت على أي جبل يعتمر جبلاً آخر. ولا وجود للجبل المذكور عند شاطئ البحر بتاتًا. كما أن أيزاكس يرفض اعتبار جبل هارون التقليدي هو نفسه جبل هور، على الرغم مما ورد في سفر العدد (20: 16 و23) من وصف لقادش وجبل هور (هارون) باعتبارهما على تخم أرض أدوم. ويعرب عن تأكده من كون جبل هارون غير جبل هور، بينما يرجح قليلاً أن يكون جبل مديرة هو نفسه جبل هور. غير أنه يفضل تعيين جبلين بهذا الاسم: جبل هور في الجنوب على تخم أرض أدوم، وجبل هور في الشمال، وهو الذي يتحدث عنه سفر العدد في وصفه للتخوم. هذه هي الخطوة الأولى في تفسير أيزاكس واجتهاداته.

ثم يعمد إلى التنقيب في الترجوم (الترجمة الآرامية القديمة للأسفار الخمسة) والمشنا (خلاصة الشريعة الشفهية، تؤلف مجموعة قوانين اليهود السياسية والدينية) ليستنبط " جبل أمانوس " ويعلنه جبل هارون المنشود، فيصبح جبل " هارون " (أمانوس على الأصح) الحد الفاصل بين الشمال الغربي من سوريا وكيليكيا. وينتقل " مدخل حماه إلى مقربة من الجبل المذكور، كما تتبعه سائر النقاط والمواقع الأخرى. وتصبح حصر عينان مكان عينتاب التركية على الزاوية الشمالية الشرقية لحدود الأرض الموعودة وهكذا يتسنى للحاخام أيزاكس اعتبار جبل هور جزءًا من سلسلة جبال طوروس.

وتمتد التخوم الشرقية: من حصار عينان (عينتاب التركية) إلى بلدة شفام التي يعتبرها موقع قلعة المضيق على حدود لبنان الشمالية (ربما كانت هي نفسها قلعة الحصن). ثم تسير نحو ربله، التي يضعها مكان بلدة الهرمل الحالية باعتبارها تقع شرقي عين (= عين العاصي). وتنزل من هناك نحو بحيرة طبرية لتلتقي بالحدود الجنوبية عند البحر الميت

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

مجلس الوزراء 24/ 24

سري ج. ت 1803 (

مجلس وزراء الحرب - الحركة الصهيونية

بديل لمشروع الإعلان للورد ميلنر

انظر (2) من الورقة ج. ت (1803)

مشروع الإعلان:

" إن حكومة صاحب الجلالة تقبل مبدأ انتهاز كل فرصة ممكنة لإنشاء وطن لليهود في فلسطين وسوف تبذل مساعيها لتسهيل تحقيق هذا الهدف كما إنها مستعدة للنظر في أية اقتراحات خاصة بالموضوع قد ترغب المنظمات الصهيونية في عرضها عليها ".

مجلس الوزراء 24/ 24

سري ج. ت (1803)

مجلس وزراء الحرب - الحركة الصهيونية

(1) صورة من خطاب لورد روتشلد إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية

148 بيكاديللي

و. أ - 18 يوليو سنة 1917

عزيزي مستر بلفور،

أخيرًا يمكنني أن أبعث إليك بالصيغة التي طلبتها منى. فإذا كانت حكومة صاحب الجلالة سوف تبعث إليَّ برسالة على نمط هذه الصيغة وإن كنتم أنتم والحكومة توافقون عليها فإني سوف أسلمها للاتحاد الصهيوني وأعلنها في اجتماع يعقد لهذا الفرض. ويؤسفني أن أقول إن خصومنا قد بدأوا حملتهم بمناورة تستوجب التعنيف ألا وهي إثارة القلاقل عن طريق استعداء اليهود البريطانيين على اليهود الأجانب. وقد بدأوا تلك الحملة يوم الأحد الماضي عندما تحدوا الموظفين المنتخبين حديثًا في هيئة المندوبين عما إذا كانوا جميعهم من أصل إنجليزي (وأنا منهم).

المخلص: توقيع (روتشلد).

(2) مرفق ب (1)

مشروع إعلان:

1 - إن حكومة صاحب الجلالة تقبل مبدأ إعادة تكوين فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي.

2 - إن حكومة صاحب الجلالة سوف تبذل مساعيها لضمان تحقيق هذا الهدف كما إنها سوف تبحثه مع المنظمة.

(3) مشروع إجابة مستر بلفور على لورد روتشلد.

وزارة الخارجية. أغسطس 1917

عزيزي لورد روتشلد،

ردًا على خطابكم المؤرخ 18 يوليو يسعدني أن أكون في مركز يسمح لي بأن أخبركم أن حكومة جلالته تقبل مبدأ إعادة تأسيس فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي.

إن حكومة صاحب الجلالة سوف تبذل مساعيها لضمان تحقيق هذا الهدف وهي مستعدة للنظر في أية اقتراحات خاصة بالموضوع ترغب المنظمة الصهيونية في عرضها عليه

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

فى رأى الخاص ان اهم درس مستفاد من ذلك هو اصرار اليهود على ما يريدون بكل من حكمهم بتعاقباتهم المختلفه منذ كانوا مجرد وكاله وشراذم الى ان صاروا دوله فلم يأتى ابدا احد هدم ما فعله من هم قبله وبدا من الصفر بل دائما يبداوا من حيث انتهى الاخرون.

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

دار جدل طويل حول القضية الفلسطينية وكان صعب علي جدا ان اوضح وجهة نظري فيها لعدم اطلاع اغلب الاعضاء على جذور القضية اصلا من منشأءها ورأيت بعض الاعضاء في محاولتهم تبرئة الغرب من هذه الموامرة يتجنى على العرب والمسلمين فأخذت على عاتقي ان اسعى اولا لنشر الوثائق وبعدها نشر تاريخ القضية كلها ولصعوبة الحفاظ على الموقع الذي به نسخ الوثائق لعرضه دائما للهكرز فضلت نسخ ما استطعت منه على الورد وسوف انشره بالتوالي في المنتدى لفضح كل من ساهم في دعم هذه الموامرة على الشعب المسلم

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

مشروع ملنر

أغسطس سنة 1917

تقبل حكومة صاحب الجلالة المبدأ القائل بوجوب إقرار أية فرصة لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تبذل أقصى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ولسوف تكون مستعدة للنظر في أية مقترحات حول هذا الموضوع والتي قد ترغب المنظمة الصهيونية في عرضها عليها

مشروع بلفور

أغسطس سنة 1917

تقبل حكومة صاحب الجلالة المبدأ القائل بوجوب إعادة قيام فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي وسوف تبذل حكومة صاحب الجلالة أفضل جهودها لتحقيق هذه الغاية وستكون مستعدة للنظر في أية اقتراحات حول هذا الموضوع والتي قد ترغب المنظمة الصهيونية في عرضها عليها. المشروع الصهيوني للوعد(*)

18/ 8/ 1917

1 - تقبل حكومة صاحب الجلالة المبدأ القائل بوجوب إعادة قيام فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي.

2 - وستبذل حكومة صاحب الجلالة أفضل جهودها لتحقيق هذه الغاية وسوف تناقش الوسائل والطرق الضرورية مع المنظمة الصهيونية

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

مجلس الوزراء 24/ 24 موزعة وزير الدولة للهند

سري

معاداة الحكومة الحاضرة للسامية

إن اختياري لعنوان هذه المذكرة المذكورة أعلاه لا يحمل معنى العداء وليس شجارًا مع أية وجهة نظر معادية للسامية قد يحملها بعض الزملاء بأي حال من الأحوال ولا رغبة مني في إنكار أن عقلاء الناس قد يؤمنون بالعداء للسامية بل إنني لا أقصد حتى الإيحاء بأن الحكومة معادية للسامية عن عمد إنما أود أن أسجل رأيي وهو أن سياسة حكومة صاحب الجلالة معادية للسامية من حيث النتيجة وأنها سوف تصبح صعيدًا لتجمع المعادين للسامية في كل بلد من بلدان العالم.

والدافع الذي حفزني إلى هذا الرأي هو المراسلات المتبادلة بين لورد روتشلد ومستر بلفور التي تسلمتها بالأمس.

إن خطاب لورد روتشلد مؤرخ في 18 يوليو. ورد مستر بلفور سيؤرخ في أغسطس عام 1917 وأخشى أن يكون احتجاجي قد جاء متأخرًا، وثمة احتمال كبير بأن الحكومة كانت ملتزمة عمليًا حين كتب لورد روتشلد خطابه وقبل أن أصبح عضوًا في الحكومة ذلك أنه من الواضح أنه كانت هناك بعض المراسلات أو المحادثات قبل ذلك الخطاب. إلا أنني باعتباري الوزير اليهودي الوحيد في الحكومة أشعر بأنه يجدر بزملائي أن يمنحوني فرصة للتعبير عن وجهات نظر قد أنفرد بها وحدي ولكنني أتمسك بها تمسكًا شديدًا ولابد لي أن أطلب السماح لي بالإعراب عنها حينما تسنح الفرصة.

إنني أؤمن إيمانًا راسخًا أن هذه الحرب كانت ضربة قاتلة " للدولية " وأنها قد أتاحت الفرصة لتجدد الشعور بالقومية الذي كان قد بدأ يفتر، ذلك أنه لم يصبح فقط من المتفق عليه ضمنًا بين الساسة في معظم الدول أن إعادة التوزيع الإقليمي نتيجة للحرب يجب أن يتم على أسس قومية بل أصبحنا ندرك بالتجربة أن بلدنا يناصر مبادئ وأهداف وحضارة لا تناصرها بنفس الدرجة أية دولة أخرى وأنه مهما كان عليه الحال في الماضي أصبح لزامًا علينا أن نعيش ونناضل مستقبلاً في السلم والحرب من أجل هذه الأهداف والآمال، ومن ثم فعلينا أن نعد وننظم حياتنا وصناعاتنا بحيث نكون متأهبين للتحدي في أي وقت. وثمة حالة نسوقها على سبيل المثال وهي أن علم الاقتصاد السياسي الذي لا يعرف في نقائه أية قومية من القوميات سوف يصبغ وينظر إليه من الآن فصاعدًا في ضوء هذه الحاجة القومية للدفاع والأمن.

إن الحرب قد بررت الوطنية بالفعل بمثابة الدافع الرئيسي للتفكير السياسي.

تلك هي الظروف التي تعتزم الحكومة فيها الموافقة على تكوين أمة جديدة لها وطن جديد في فلسطين. والمفروض أن هذه الأمة ستتكون من اليهود الروس والإنجليز والرومانيين والبلغاريين والمواطنين اليهود من كافة الأمم الباقين من بين أقاربهم الذين حاربوا أو ضحوا بحياتهم من أجل الدول المختلفة التي ذكرتها وذلك في وقت توحد فيه موقفهم وتفكيرهم مع البلاد التي يعيشون فيها كمواطنين بصورة أوثق من أي وقت مضى بفعل السنوات الثلاث التي مروا بها.

إن الصهيونية ما فتئت تبدو لي دائمًا مذهبًا سياسيًا خبيثًا لا يمكن أن يعتنقه أي مواطن مخلص للمملكة المتحدة فإذا تطلع يهودي إنجليزي إلى جبل الزيتون وأضحى يتحرق شوقًا إلى اليوم الذي يستطيع فيه أن ينفض فيه تراب بريطانيا عن حذائه ويعود إلى احتراف الزراعة في فلسطين يكون - كما تراءى لي دائمًا- قد اعترف بأهداف لا تتفق مع هويته البريطانية واعترف بأنه لم يعد صالحًا للمشاركة في الحياة العامة في بريطانيا العظمى أو لأن يعامل كمواطن إنجليزي. لقد كنت أفهم دائمًا أن الذين يمارسون هذا المذهب إنما كانوا مدفوعين إلى ذلك إلى حد كبير بسبب القيود المفروضة على اليهود ورفض منحهم الحرية في روسيا. ولكن في الوقت الذي تم فيه الاعتراف بهؤلاء اليهود باعتبارهم يهودًا روسيين ومنحوا كافة حرياتهم يبدو أنه من غير المعقول أن تعترف الحكومة البريطانية رسميًا بالصهيونية وأن يخول مستر بلفور سلطة القول بأنه سوف يعاد تأسيس فلسطين لتكون " الوطن القومي للشعب اليهودي ". وأنا لا أعلم ما ينطوي عليه ذلك وإن كنت أستنتج أنه يعني أن على المسلمين والمسيحيين أن يخلوا السبيل لليهود وأنه يجب أن يتبوأ اليهود مراكز الأفضلية ويصبحون مرتبطين ارتباطًا خاصًا بفلسطين كارتباط الإنجليز بإنجلترا أو الفرنسيين بفرنسا كما يعني أن الأتراك وغيرهم من المسلمين في فلسطين سوف يعتبرون أجانب تمامًا مثلما سيعامل اليهود من الآن فصاعدًا كأجانب في كل بلد آخر غير فلسطين. بل لعل الجنسية أيضًا لن تمنح إلا بعد اختبار ديني.

وثمة مبادئ أربعة أعرضها مع التأكيد:

1 - أؤكد أنه لا توجد أمة يهودية. إن أفراد أسرتي مثلاً الذين عاشوا في هذا البلد عدة أجيال لا يشتركون بأية صورة أو بأي شكل مع أية أسرة يهودية في أي بلد آخر في رأى أو رغبة ولا يجمع بينهم أي شيء أكثر من الحقيقة الماثلة في أنهم يعتنقون نفس الديانة بدرجات متفاوتة وأن القول بأن اليهودي الإنجليزي واليهودي المغربي ينتميان لأمة واحدة لا تقل مجافاة للحقيقة عن القول بأن المسيحي الإنجليزي والمسيحي الفرنسي ينتميان لأمة واحدة ولعلهما ينتميان لجنس واحد. نعم. إذا نحن تتبعنا جذورهم عبر القرون الطويلة من تاريخ جنس يتميز بصفة خاصة بقابليته للتكيف. إن رئيس الوزراء والمستر برياند ربما تكون بينهما وشائج قربى عبر القرون أحدهما كمواطن من ويلز والآخر كبريطاني ولكنهما لا ينتميان لنفس الأمة بكل تأكيد.

2 - حين يقال لليهود إن فلسطين هي وطنهم القومي فسوف ترغب كل دولة فورًا في التخلص من مواطنيها اليهود وسوف تجدون في فلسطين سكانًا يطردون أهاليها الحاليين ويأخذون أحسن ما في البلد. يفدون إليها من كافة أركان الأرض ويتحدثون بكل لغة من اللغات على وجه الأرض ولا يستطيعون التفاهم مع بعضهم بعضًا إلا عن طريق المترجم. ولقد كنت أفهم دائمًا أن ذلك هو ما حدث عند بناء برج بابل - إذا صح أنه بُني على الأخلاق كما وإنني لا أختلف بالتأكيد مع الرأي الذي كنت أعتقد دائمًا أنه الرأي السائد بين اليهود قبل ظهور الصهيونية وهو أن عودة اليهود إليها ليكونوا أمة في البلد الذي تفرقوا منه يحتاج إلى قيادة من السماء. وإنني لم أسمع أبدًا أن بلفور أو لورد روتشلد سوف يثبت أنه " المسيح " حتى من أشد معجبيها تحمسًا.

إنني أقيم الدعوى على أن الحياة التي عاشها اليهود البريطانيون والأهداف التي وضعوها نصب أعينهم والدور الذي لعبوه في حياتنا العامة ومؤسساتنا قد أكسبتهم الحق في أن يعتبروا بريطانيين يهودًا وليس يهودًا بريطانيين. إنني على أتم استعداد لحرمان كل صهيوني من الحقوق المدنية، بل لعلني أجد دافعًا قويًا لتحريم المنظمة الصهيونية باعتبارها غير قانونية ومنافية للمصالح القومية ولكني لا أجد مناصًا من أن أطالب الحكومة البريطانية أن تكون على قدر كافٍ من التسامح بحيث ترفض الموافقة على نتيجة من شأنها أن تجعل من مواطنيها اليهود - ضمنًا إن لم يكن بنص القانون - أغرابًا وأجانب.

3 - إنني أنكر أن لليهود اليوم علاقة بفلسطين أو أنها مكان صالح لهم كي يعيشوا فيه. إن الوصايا العشر قد أعطيت لليهود على أرض سيناء. وصحيح أن فلسطين تلعب دورًا كبيرًا في التاريخ اليهودي ولكن الأمر كذلك أيضًا بالنسبة للتاريخ الإسلامي الحديث كما أنها أصبحت بعد عهد اليهود تلعب دورًا أكبر من أي بلد آخر في التاريخ المسيحي. لعل المعبد كان موجودًا في فلسطين ولكن موعظة (السيد المسيح لتلاميذه) على الجبل والصلب قد حدثا أيضًا في فلسطين. إنني لا أنكر على اليهود في فلسطين حقوقًا استعمارية مساوية لغيرهم ممن يعتنقون أديانًا أخرى ولكن اعتبار الدين اختبارًا لازمًا للحصول على اليهودية الوطنية يبدو أمرًا لا يقره. الذين تتسم نظرتهم إلى حقبة معينة في تاريخ فلسطين بالتعصب وضيق الأفق ومن ثم فهم يطالبون لليهود بمركز لا حق لهم فيه. إذا كانت ذاكرتي لا تخونني فإن تعداد اليهود في العالم يبلغ ثلاثة أضعاف العدد الذي تستطيع فلسطين أن تستوعبه حتى ولو طرد جميع السكان الموجودين بها حاليًا. أي أن ثلث عدد اليهود فقط هو الذي يستطيع العودة إلى فلسطين. وماذا يحدث للباقين؟.

4 - أستطيع أن أفهم بسهولة أن يكون محرري " المورننج بوست " و" نيوزويتنس " من الصهاينة، ولا يدهشني على الإطلاق ترحيب غير اليهود بإنجلترا بهذه السياسة ذلك إنني مازلت أدرك دائمًا عدم شعبية طائفتي، وهي أقوى بكثير مما يعتقد بعض الناس؛ لأننا نحصل على نصيب من خيرات هذا البلد وفرصة أكبر بكثير مما يحق لنا من الناحية العددية، فإننا نبلغ عمومًا مرحلة النضج قبل غيرنا مما يجعلنا ننافس من هم في مثل سننا منافسة غير عادلة، وكثيرون منا يحصرون صداقتهم على بني طائفتهم ولا تتسم مواقفهم بالتسامح، ومن ثم فإنني أفهم

بسهولة أن عددًا غير قليل من غير اليهود في إنجلترا يرغبون في التخلص منا. ولكن كما أنه لا يوجد إجماع بين المسيحيين الإنجليز في التفكير وأسلوب الحياة فذلك هو الحال أيضًا بين اليهود الإنجليز وإننا نقبل بصورة متزايدة على التعلم في المدارس العامة والجامعات وعلى القيام بدورنا في السياسة وفي الجيش والخدمة المدنية في بلدنا. ومن دواعي سروري أن التحامل ضد الزواج المختلط أخذ يتصدع ولكن عندما يصبح لليهودي وطن قومي فسوف يترتب على ذلك بلا شك ازدياد الدافع على حرماننا من حقوقنا كمواطنين بريطانيين زيادة هائلة، وسوف تصبح فلسطين الحي اليهودي الجتيو للعالم. فلماذا إذن يعطي الروس لليهودي حقوقًا متساوية، ووطنه القومي فلسطين؟ ولماذا يعطي لورد روتشلد تلك الأهمية الكبيرة للفارق بين اليهود البريطانيين والأجانب؟ إن جميع اليهود سوف يصبحون يهودًا أجانب بوصفهم سكان البلد العظيم فلسطين.

إنني لا أعلم كيف سيتم اختيار الثلث المحظوظ ولكن اليهودي بغض النظر عن البلد الذي ينتمي إليه والذي يحبه ويعتبر نفسه جزءًا لا يتجزأ منه. سوف يصبح لزامًا عليه أن يختار بين أن يذهب لفلسطين ويعيش مع قوم غرباء عنه قال له مواطنوه المسيحيون إنه سوف ينتمي إليهم، وبين أن يبقى كضيف غير مرغوب فيه في البلد الذي كان يعتقد أنه ينتمي إليه.

ولا يدهشني أن تقدم الحكومة على هذه الخطوة بعد تكوين لواء يهودي وهاأنذا في انتظار أن أسمع أن أخي الذي جرح في الفرقة البحرية أو ابن أخي الذي يخدم في حرس المشاة قد يضطر تحت ضغط الرأي العام أو بسبب تنظيمات الجيش أن يصبح ضابطًا في لواء يتألف أساسًا من أناس لا يفهمون اللغة الوحيدة التي يتكلمها وهي الإنجليزية وإنني أفهم كذلك أنه عندما تقرر إرغام اليهود الأجانب في هذا البلد على الخدمة في الجيش، وهو عين الصواب، كان من العسير وضعهم في ألوية بريطانية للصعوبة الناشئة عن اللغة، ولكن هذه الصعوبة نشأت لأنهم أجانب وليس لأنهم يهود. ويبدو لي أن إنشاء فرقة أجنبية لهم كان هو الإجراء السليم. أما إنشاء فرقة يهودية فإنه يجعل موقف اليهود في الألوية الأخرى أكثر صعوبة ويفرض هوية وطنية على أناس لا يشتركون مع بعضهم البعض في شيء.

إنني اشعر أن الحكومة مطالبة بأن تصبح أداة لتحقيق رغبات منظمة صهيونية كان يديرها - في الماضي على أي حال حسب معلوماتي- رجال من سلالة أو أبناء العدو، وبذلك فقد سددوا ضربة قوية للحريات ولحركة وفرص الخدمة المتاحة لمواطنيهم اليهود.

ولو كان الأمر بيدي لقلت للورد روتشلد إن الحكومة مستعدة لعمل كل ما في وسعها لتحصل لليهود في فلسطين على الحرية الكاملة للإقامة والحياة على قدم المساواة مع سكان هذا البلد الذين يعتنقون أديانًا أخرى ولا يسعني سوى أن أطلب من الحكومة ألا تذهب لأبعد من ذلك.

23 أغسطس 1917

أ. س. م

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

زائر
هذا الموضوع مغلق.
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...