اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وجوه في العاصفة ... (قصة)


Lancelot

Recommended Posts

مقدمة

عمري ما كتبت قصة في حياتي ... رغم الأفكار الكتيرة اللي مرت عليا و قد كنت مقتنع بأنها أفكار هايلة إلا إن عملية الكتابة بتكون صعبة عليا أوي .... أحيانا مش بأقدر أعبر عن القصة زي ما أنا متخيلها .. و أحيانا بأزهق من الكتابة لأن أغلب القصص اللي بأفكر فيها بتكون طويلة نوعا ما ... إلا إني المرة دي أخيرا كتبت ... لأول مرة بأكتب قصة كاملة زي ما شفتها في خيالي كتبتها علي الورق .. و علي قد ما هي كانت عملية صعبة و أخدت وقت إلا إني مستمتع جدا بكتابة هذه المقدمة إليكم بعد أن أنهيت كتابة القصة ...

أسبوع كامل من أول ما جت الفكرة في دماغي لغاية ما كتبت المقدمة ديه ... 12 صفحة علي الكومبيوتر بخط متوسط مش صغير أوي ... معلهش سمحوني طويلة شوية بس يا رب تعجبكم ...

أنا عندي شوية ملاحظات قبل ما تبدأوا ... القصة عبارة عن 6 مداخلات متتالية .. تحتوي الأربع مداخلات الأولي علي 3 فقرات و الخامسة علي 4 فقرات و الأخيرة من فقرة واحدة ... الخمس مداخلات الأولي أشبه بمقابلة مع كل شخصية من شخصيات القصة ... الفقرة الأولي و الأخيرة تحوي حديثه و كلماته و المداخلة (أو المداخلتين) الوسطي تحوي مشهدا من الأحداث تحكيه الشخصية نفسها أو راوي القصة ..

و قد إستخدمت لغة فصحي في بعض المواضع و عامية في مواضع أخري حسب الحاجة و حسب الشخصية نفسها ... و أرجو أن تعذروا هذا الخلط المقصود أحيانا ...

أرجو أن تقضوا وقتا مفيدا و ممتعا في قراءة هذه القصة ... و أرجو أن أكون قد وفقت في أن أنقل لكم ما أود أن أقوله ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

رجل الصفقات ...

تيم هاندرسون ...

جود إيفيننج ... إسمي تيم هاندرسون ... رجل صفقات بالمخابرات المركزية الأمريكية أو deals man ... وظيفة جديدة نوعا ما .. مش موجودة بالنسبة لمعظم الناس ... قصدي إن وجودها مش معروف ... مهمتي إني أعمل صفقات لصالح الـ CIA .. لا لا لا مش صفقات تجارية .. صفقات إستخبارتية ...

كلمة كبيرة "إستخباراتية" ديه .. لكنها لا تحوي أبدا مخاطر المهنة و مهامها و تعقيداتها .. مهمتي إني أبحث عن بائع ... للمعلومات .. أعرف سعره و أقدر حجم معلوماته و مصداقيتها .. و أتفق معاه بمجرد ما يأتي الأمر من قيادتي بالموافقة .. ديه مهمتي .. أو علي الأقل هي كده بالنسبة للبائع ... أما بالنسبة لي فعندي مهمة أخري .. و هي إني أحصل علي معلومات البائع بدون الحاجة لدفع الثمن ... لا لا لا لا لا ... مش إني أقتله .... C’mon ... ديه الـ CIA مش الموساد ... إحنا ناس شرفاء جدا و كلمتنا واحدة و القتل مش وارد في قاموسنا ... آه ساعات بنضطر نستعمل العنف .. و صحيح عندنا قسم للعمليات القذرة لزوم الـ dirty jobs ... لكننا فعلا بنكون مضطرين ....

أنا قصدي إننا بنبحث عن طريقة لإيجاد المعلومات بطريقة أخري مثل إستنتاجها من معلومات أولية نحصل عليها من البائع تحت ستار التحقق من مصداقيته ... أو إننا نضعه تحت ضغط عصبي و نفسي فيعترف بالمعلومات من نفسه ... أو نساومه علي المعلومات ... بعدم الإبلاغ عنه لمخابرات بلاده مثلا ...

الحالة الأخيرة اللي كنت بأتعامل معاها كانت لا تحتمل القيام بأي مناوشات أو خداع أو حتي التريث و التمهل ... المعلومات كانت مطلوبة و مهمة و بسرعة ... كانت مهمتي إني أتفق مع الجنرال ... أو في الحقيقة .... الجنرالين ....

**********

3 ساعات بالسيارة مدة الرحلة حتي وصلت أخيرا إلي حيث يتواجد الجنرال ... أو نقول عليه البائع ... نزلت من السيارة و عدلت الشنب المستعار علي وجهي ... الشنب مهم جدا في البلد ديه ... لازم شنب لو كنت بتنتمي للبلد ديه .. و أنا بأنتمي ليها .. أو علي الأقل بتقول كده ملابسي العسكرية ... نزلت المخبئ بسرعة علشان أجده في مواجهتي ... نتيجة عملي علي مدار 10 أيام كاملة ... هو صحيح مش صعب إنك تلاقي جنرال خائن في صفوف جيش علي وشك الإنهيار ... لكن مش سهل أبدا تلاقيه في صحرا زي ديه ...

بعد برتوكولات التعارف ... و هي تختلف قليلا عن برتوكولات تعارف الإتيكيت ... طلب مني الجلوس و هو ينفث دخان سيجاره الكوبي الفاخر ... تعجبت من وجوده هنا ... و مد يده بفنجال من القهوة التركية في كرم عربي واضح ... لم يمنعه إنقلابه علي أهل بلده من التمتع به ...

قال : طلباتك ؟؟

قلت : مبدئيا ... كل اللي تقدر تقدمه ....

- عندي إجابات الأسئلة ديه ... يوصلوكم كلهم ماعدا أخر إثنين أحتفظ بيهم حتي أخرج ...

نظرت إلي الورقة التي مد يده بها ... الأسئلة بعضها نعرفه و بعضها لا نعرفه و البعض الآخر نحتاجه ...

قلت : و إيه اللي يضمن إجابتك علي السؤالين الآخريين ...

قال : وصول مكافأتي ...

- و بما إنك ذكرتها ... إيه هي مكافأتك ...

- حياة جديدة و 5 مليون دولار ...

- 5 مليون !!!

- كاش و غير مسلسلة ..

- غير مسلسلة !!!!! جنرال إنت مش واخد رهاين في فيلم أكشن ...

- المختطفين بيعملوا كده في الأفلام .. جنرالات الجيش بيعملوا كده في الحقيقة ...

- إنت عارف إن القرار مش بإيدي ... أنا مجرد link ...

- نفسي أقولك خد وقتك ... بس إنتوا مستعجلين ...

- أوكي ... هأرد عليك ... و التعليمات هي هي ... و أهم حاجة .. stay off the phone ...

نظر لي في لامبالاة و هو يشعل سيجار أخر ... كأنه يقول "أنا مش عبيط" ...

**********

أنا بأكره جنرالات الجيش الخونة ... فاكرين إنهم أذكياء و إنهم مسيطرين علي الموقف تماما ... مش كفاية كونهم خونة و إنهم بيتعاملوا مع ده علي إنه إضطرار و إنه حماية ليهم ... لكن هتعمل إيه .. اللي زي دول هم السبب في إن واحد زيي لسه بيقبض مرتبه ...

فاكر إن 5 مليون دولار معضلة ... قيادتي علي إستعداد إنها تدفع الضعف للإجابة علي السؤالين الأخريين فقط ... لا و عامل ذكي .. غير مسلسلة .. يعني اللي عملوا لك حياة جديدة مش هيكونوا قادرين يتتبعوها ..

و علشان إيه نتتبعه ... الفلوس .. الفلوس سهلة أوي في عالم زي عالمنا .. و رغم كده لازم أفاصل ... علشان الأغبياء اللي في الكونجرس يبطلوا يشتكوا من ميزانية الجيش و المخابرات ...

يبدو إن كل اللي بأتعامل معهم أغبياء .. البائع .. و الجنرال الأخر اللي واجهت أصعب وقت في التعامل معاه لتنفيذ عملية إخراج البائع ... كل جنرال – سواء هنا أو هنا – فاكر إنه king of the world لمجرد إنه حاطط نجوم و صقور و نسور و سيوف علي أكتافه ... و إن كاميرات التليفزيون تتسلط عليه و هو بيحكي عن بطولاته و بطولات جنوده ...

و رغم كل ده أنا معنديش مشكلة في أداء وظيفتي ... بغض النظر عن رأي أي حد فيكم ... أنا حمامة سلام ... بسببي و بسبب اللي بأعمله .. بأنقذ أطفال و شيوخ و نساء ... و بدل ما الجنرال – البائع – يحارب ضدنا ... يستسلم و يعيش و يسيب غيره يعيش .... live and let live ...

أنا مش مهتم أوي بأرائكم ... لأني متمسك برأيي ... و بيخليني أنام مستريح ... أنا مش بأخدم بلادي بس ... أنا بأخدم العالم ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

الضابط ...

عادل العجاني ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. إسمي عادل العجاني ... ضابط بالجيش العراقي ... أو بمعني أدق بالجيش العراقي السابق ... كنت أتولي القيادة في أحد المناطق قرب بغداد وقت سقوطها ... من فضلكم لا تسألوني كيف حدث هذا ... أفضل أن أحكي عن أن أجيب علي أسئلتكم ... ربما أكشف اليوم بعض الحقيقة و ربما يأتي يوما تكشف فيه بعضا أخر ... صدقوني .. عندما يتعلق الأمر بأحداث كهذه .. تظل بعض الأمور قيد الكتمان مهما مر من زمان ..

**********

كان يوما عصيبا .. التاسع من أبريل .. يوما طويلا ككل الأيام الحاسمة ... بدأ مبكرا .. كنت أخذ قليلا من الراحة بعد أن إنسحبنا من مواقعنا الأولي تحت وطأة نيران الأمريكان و قصفهم و بأوامر من قيادتنا ... إندفع عسكري المراسلة الخاص بي بسرعة إلي داخل حجرتي الصغيرة و هو يهتف : لقد أتوا .. لقد أتوا ..

إنتفضت من سريري : من ؟

- لقد أتوا من أجلك .. إنهم من الجيش العراقي .. لكنك مطلوب ..

- ماذا تعني ؟؟

- إنهم يقومون بالقبض علي الجميع ... سمعت أنهم يعدومونهم ..

أخذت سلاحي مسرعا و نظرت إليه و كان يبدو مندهشا ...

قال : ماذا تفعل ؟؟

قلت : أحدهم يريد قتلنا .. ماذا تظنني فاعلا ..

- قتلنا !! إنهم يريدونك فحسب .. ما علاقتي بهذا ...

- أين تجري عمليات الإعدام ؟؟

- خارج المعسكر غالبا ...

- أنا سأعدم بالخارج ... أنت ستعدم هنا ...

إلتقط مدفعه بسرعة تدل علي تفهمه للموقف .. شككت فيه للحظة .. لقد تردد في الدفاع عني حفظا لسلامته .. ما أدراني إنه لن يفتح نيرانه علي عند بدء المواجهة ... لكني تراجعت عن تفكيري هذا لسبب لا أعلمه .. ربما ما حدث بعدها هو السبب ... علي قدر ما تردد في الدفاع عني – أو كما ظننت أنه تردد – كان شجاعا للغاية و تمسك بجانبي للنهاية .. للأسف نهايته ... لم أتردد ... لم أقف أنظر إليه ... ربما حتي لم أكن أفكر ... هربت .. ركضت بعيدا ... لقد كانوا يريدونني .. و حمدا لله لم يحصلوا علي ما يريدون ...

و سرعان ما أتت النهاية ... رأيت الدبابات الأمريكية تجري في شوارع بغداد كما لم تجري السيارات من قبل ... اختبأت سريعا ... و للتخفي من الأمريكيين الذين إنتشروا يبحثون عن الجميع ... خلعت ردائي العسكري .. للمرة الأخيرة ...

**********

إن الحرب كانت أسهل من مما حدث في هذا اليوم ... الحرب مواجهة .. إنظر أمامك و إقتل كل من لا يلبس مثل ردائك ... و لكن أن تفتش في نفس كل إنسان تقابله بحثا عن شيئا يدلك عن الجهة التي ينتمي لها فهذا شيئا أخر .. و ليس لك حتي أن تفترض جهة ... خاصة في وقت كهذا ... فضابط مثلي لابد و أنه ضد الغزاة الذي يحتلون بلده ... لكن مع حاكم كحاكمنا "السابق" لابد أن تفترض الخيانة ... فهذا يبحث عن المال و أخر عن الحماية و ثالث عن الإنتقام و رابع عن العدالة و خامس و سادس و أخرون ... أسباب مختلفة كلها تبرر ما يفعلون .. أو علي الأقل تبرر لهم ... لكنها لا تبرر لي ... لم أفهم أبدا الخيانة و لم أجد لها منطقا ...

"كيف خرجت من العراق ؟؟" أسمعكم تسألون ... إنها قصة طويلة نوعا ما ... ربما يأتي وقتا أخر أقصها فيه ... لكن يكفي أن أقول أن في وقت كهذا فأنت تجد ضباط مخابرات من مختلف الجنسيات من حولك ... يكفي فقط أن تختار الجنسية التي تناسبك ... و تدلي بالمعلومات التي تناسبك ... و لك من المكافأة ما يناسبك ... أنا لم أخذ مكافأة من أحد ... أنا فقط أردت مأوي بعيدا عن هذا الجنون .... و لم أخون بلدي ... لم يعد هناك بلدا أخونها ... و أخترت جنسية محايدة تجيد إستعمال المعلومات ... أنا أردت معاقبة الطرفين .. المحتل و المهزوم ... الأول علي جبروته المغرور ... و الثاني علي أنه لم يتعلم من الدرس الأول ... أنا فعلا عملت كده ... عاقبت الطرفين ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

المراسل ...

لي سو إيان ...

هاي ... أنا إسمي لي سو إيان ... مراسل حربي من بغداد لمحطة إخبارية صينية ... قبل الرحلة ديه لبغداد لم أكن قد ذهبت لمكان أخر ... أعني إني قد ذهبت لأماكن أخري خارج الصين ... لكن ليس لمواقع حربية خاصة في وقت معارك عسكرية ... أنا كنت متواجد داخل بغداد نفسها ... و كنت متواجد في وقت سقوطها ... مهم أوي إن المراسل الصحفي يكون متواجد في وقت الحدث ... مهم يكون عند شجاعة التواجد في المكان و الوقت المناسبين .. و حتي إنه يكون عنده شجاعة إنه يصنع الحدث و يشارك فيه حتي لو أنكر نفسه و مشاركته و هو بينقله ... أنا كانت عندي الشجاعة ديه .. كنت بأتنقل في بغداد بحرية ... رحت كل الأماكن اللي سمحت لنا القيادة العراقية برؤيتها ... و أحيانا حتي التي لم تسمح لنا برؤيتها ...

**********

تحرك "لي" في صمت تحت جنح ظلام المدينة التي إنقطعت عنها الكهرباء للمرة الثالثة هذه الليلة .. توقف للحظة و غير إتجاهه قليلا ثم إندفع تجاه ذلك الصوت ... توقف عندما وصل للمكان الذي أتي منه الصوت ... و وقف ينظر حوله كأنه يتنظر شيئا أو شخصا .. أو ربما ينظر ليري إذا ما كان هناك أخر يتبعه ... و من أعلي الشجرة التي يقف تحتها إنطلق ذلك الصوت ..

- الصوت: "لي" ... لا تنظر لأعلي ...

نظر "لي" إلي الأعلي يبحث بعينيه عن مصدر الصوت ... قائلا ...

- أهذا أنت ؟

- أيها الغبي لا تنظر لأعلي ... و نعم .. إنه أنا .. من سيختبئ بأعلي شجرة الآن ...

- لا أعلم ... هناك قصف يحدث .. ربما كانت الأشجار أمنة ... أنتم شعب يحافظ علي البيئة ...

- ظريف للغاية .. هل أحضرت الصور المطلوبة ؟

- نعم ... ها هي ... (مد يده بمظروف صغير) ... لا أعلم أين أتركها ...

- أتركها في ذلك التجويف بالشجرة ...

- (بسخرية) ألم أقل لك تحافظون علي البيئة ... و تأمنون الأشجار علي الأسرار أيضا ...

كاد أن يضحك لولا أن سمع صوت أخر ينادي بلهجة أقرب للدهشة ...

- "لي" !!! ...

- "مروان" !!!!!!! ...

- مروان : ماذا تفعل هنا ؟

- لي : أنا ....

رفع رأسه ينظر لأعلي علي صوت هذه التكة الخافتة ... ليري وميضين خافتين ... أعاد نظره مرة أخري بإتجاه مروان الذي سقط علي الأرض ...

- لي : ماذا فعلت بحق الجحيم ؟

- كان من الممكن أن يكون رأنا أو سمعنا ...

- "من الممكن" .. أي أنك لست متأكدا ...

- لي .. لقد أرسلته لتوي إلي الجحيم ... هل تحب أن ترافقه ...

- (بعد أن صمت قليلا في خوف) لا ... شكرا ...

تلفت "لي" حوله في قلق بالغ ... و إندفع بعيدا عن المكان ...

**********

التواجد الإعلامي ببغداد في هذا الوقت كان في غاية الأهمية ... صدام حسين كان ديكتاتورا بمعني الكلمة .. و دفع ببلده في مغامرات مجنونة أمام إيران مرة و في الكويت مرة أخري و لم يتعلم الدرس أبدا ... و وكالات الإعلام كلها نقلت سقوطه المدوي علي الهواء مباشرة إلي كل سكان العالم ... و فضلا للتكنولوجيا الحديثة ... نقلت الأحداث صورة فقط ... لكنها صورة معبرة تمتلئ بالمعاني .. صورة لا تكذب .. تنقل فرحة العراقيين بسقوط الديكتاتور ... صورة مجردة تترك للمشاهد الحكم ... صورة تعبر عن شعب نال أخيرا حريته ... نفس الحرية التي سمحت بنقل هذه الصورة .... الحرية كالتي ربما نفتقدها في بلادي ..

الصورة نقلت سقوط صدام و نظامه .. و نقلت أيضا ضحايا هذا السقوط ... الأبرياء الذين لقوا حتفهم و تضرروا من الحرب .. أطفال أبرياء و شيوخ و نساء لا ذنب لهم ... لكن هذه كلها خسائر جانبية نتوقع حدوثها و لا ينبغي لها أن توقفنا عن هدفنا ... و لا يعني هذا أنها مقصودة .. و لو كان هناك طريق لتجنبها ... و لكن لا يوجد ...

لا يوجد ..

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

الجندي ..

صامويل بيج الإبن ...

جود إيفيننج ... إسمي صامويل بيج الإبن ... ده إسمي بالكامل ... ممكن تقولي لي سام ... زي كل أهلي ما بيقولوا لي ... أنا أفروأمريكان من هارلم – نيويورك ... جندي في جيش الولايات المتحدة ... كنت في مقدمة القوات اللي وصلت العراق في عملية "العدالة المطلقة" .... و هي أولي العمليات التي أشترك فيها خارج الولايات المتحدة منذ إلتحاقي بالجيش منذ عدة سنوات ... أنا بأحب حياة الجيش ... كلها إنضباط و دقة .. صحيح الرواتب في الجيش مش قد كده ... لكن خدمة الوطن فوق كل إعتبار ...

محدش يقدر يتكلم عن الحرب غير اللي جرب الحرب بنفسه ... كل اللي بنشوفه في الأفلام ده و لا حاجة جنب اللي بيحصل في الحقيقة ... مجرد ما يبدأ ضرب النيران بين الطرفين ... بتنسي كل حاجة حوليك و تفكر في حاجتين إتنين ... نفسك و زملائك ... إزاي تحميهم و إزاي يحموك ... مش معني إنك في الحرب إنك تنسي إنك تحافظ علي حياتك ... حياتك أهم من أي هدف من أهداف الحرب ... أهم من إنك تحرر كل شعوب العالم ... إرجع قاعدتك سالما و ماتعملش حاجة غبية .... دول جملتين لازم نسمعهم قبل أي مهمة ...

**********

إستمر صوت الهليوكوبتر المزعج يئن في أذني "صامويل بيج" رغم أنها أقلعت لتوها من تلك البقعة قرب معركة صغيرة تدور بين وحدة من الجيش العراقي و أحد وحدات المارينز الأمريكية ... إتبع "سام" إشارة قائده و إنطلق مع زملائه نحو أحد المباني في المكان .... توقفوا قليلا أمام أحد الأبواب في وضع الإستعداد قبل أن ينهار الباب علي أثر ركلة أحد الجنود ... إنطلقوا داخل المكان بالإسلوب الذي طالما تمرنوا عليه مرار و تكرار .. لاقوا عدد من العراقيين الذين إستسلموا بعد أن فرغت ذخيرتهم ... أشار القائد لـ "سام" علي ثلاثة من العراقيين الذين تم تقيدهم قائلا ...

- القائد : "سام" ... راقب هؤلاء ..

- سام : نعم سيدي ..

وقف "سام" مصوبا بندقيته نحو الثلاثة الذي إنحنوا إلي الأمام و هم جالسون علي سيقانهم و أيديهم خلف ظهورهم ... وقف متراقبا و علي وجهه قليلا من الإضطراب و هو ينظر حوله منتظرا نهاية للضوضاء التي تحدث خارج الغرفة التي يقف فيها ....

فجأة ظهر هذا الجندي العراقي داخلا الغرفة و هو يجري مسرعا متجها نحو النافذة ... و تلفت حوله قبل أن يحاول فتح النافذة ... و يبدو أن لم يلاحظ "سام" و الجنود الثلاثة لأول وهلة ... و لكن ما أن لاحظهم حتي مد يده إلي سلاحه و ضغط علي الزناد حتي قبل أن يرفع الفوهة نحو "سام" الذي رفع سلاحه هو الآخر و أطلق النار ...

لحظة من الضجيج ... لحظة من الصمت ... هذه هي المعارك البسيطة ... أصابت رصاصات العراقي "سام" في كتفه و ذراعه ... في حين أودت رصاصات الأخير بحياة الجندي و إنتزعتها من مكانه ليرتطم بالجدار المقابل ...

و في نفس اللحظة .. إستدار أحد الجنود الثلاثة المقيدين – لما رأي مصرع زميله - صارخا ..... "علي" .....

و من مكانه علي الأرض .. إنتبه "سام" للصرخة ... و بدون تفكير و لو للحظة ... أدار فوهة سلاحه نحو الثلاثة ... و أطلق النار ... علي الثلاثة ...

إندفع القائد داخل الحجرة التي إمتلات بالدماء .. و ظهرت علي وجهه علامات الدهشة ... و هو يقول ..

القائد : "سام" ... ماذا حدث ؟؟

- سام : هو (مشيرا علي الجندي الأول) دخل الغرفة فجأة و أطلق النار علي فأصابني قبل أن أقتله ... و هو (مشيرا علي الذي صرخ) .. هو .. هو أخرج مسدسا ...

- (في دهشة) سام ... إنه مقيد ...

- حسنا ... لقد قفز نحوي .... لقد هاجمني بعد أن أصبت ... و هم (مشيرا علي الجنديين الأخريين) أيضا هاجماني ...

نظر إليه قائده في تعجب للحظة .. و مد يده إلي جهازه اللاسكي و هو يقول : تم تأمين المكان .. لدينا رجل مصاب ... أحتاج لمساعدة طبية علي الفور ... أكرر .. مساعدة طبية علي الفور ...

**********

و رغم كل اللي شفته علي الجبهة الأمامية ... إلا أنني زعلت بسبب الرحيل عنها بعد إصابتي ... عدت إلي مستشفي في الخطوط الخلفية و بعدها تم ترحيلي إلي وطني مرة أخري ... و كان شرفا كبير زيارة القائد الأعلي لنا – إحنا المصابين – في المستشفي قبل أن يتم ترحيلنا ... و رغم كل المأسي التي شفتها في المستشفي إلا أنها لا تقارن باللي شفته في المدن العراقية ... ما حدث للأطفال و النساء بسبب اللي عمله المتوحش صدام و جيشه .. ما أقدرش أصف لكم اللي شفته هناك ... كان شيئ مروع جدا ...

لا أملك إلا أن أحمد الله علي أن هذا الكابوس قد إنتهي ... و أن الديكتاتور قد حانت نهايته ..و أنه سيلقي جزاءه مقابل ما قام من أعمال بحق شعب العراق الذي نال حريته أخيرا ... الحرية التي سينعم بها كل شعوب العالم ... شاء أم أبي كل هؤلاء الديكتاتورات اللي بيحكموهم ... واحد سقط و الباقي هيجيي دورهم في يوم من الأيام ... إحنا حاربنا كتير في الماضي علشان ننال حريتنا و جه الوقت اللي نساعد فيه ناس تانية مستضعفين علشان ينالوا حريتهم ... و مفيش حاجة هتقف في طريقنا علشان نحقق هدفنا ده ... و god bless America ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

الطبيبة ...

إيزابيل مارتان ..

بون سوار ... إسمي إيزابيل مارتان ... طبيبة فرنسية .. تحديدا من مرسيليا بجنوب فرنسا .. ذهبت إلي العراق من ضمن البعثة التي أرسلتها الأمم المتحدة لمساعدة المدنيين العراقيين من ضحايا الحرب قدر إمكاننا ... كان شيئ مخيف في البداية التواجد بالقرب من الأحداث بالشكل ده .. خاصة مع كل التهديدات اللي ذكرتها وكالات الأنباء عن الخوف من إستخدام صدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ... و رغم إن من أهداف تواجدي في العراق التعاون مع الجيش الأمريكي للحفاظ علي المدنيين من أي حرب كيماوية أو بيولوجية قد تحدث إلا إني كنت خايفة شوية علي نفسي في البداية .. و مع مرور الوقت و الأهوال اللي شفناها بتحصل لأطفال أبرياء كل ذنبهم إنهم تواجدوا في المكان الغلط في الوقت الغلط ... الخوف بدأ يختفي و يحل محله إحساس بالمسئولية تجاههم و تعاطف معاهم و إنشغال بأحوالهم ...

**********

في يوم .. إنتقلنا إلي منطقة أمامية كانت القوات الأمريكية قد سيطرت عليها ... وبدأنا نعمل فحوصات للمدنيين الموجودين في المكان و نصبنا عدد من الخيام مؤقتا للعمل فيها لحين تجهيز أحد المباني حتي ننتقل إليه ... و بعد عدة ساعات من وصولنا و كنا قد بدأنا فعلا في العمل .. قام الجيش العراقي بهجوم مضاد علي المدينة .. و تحولنا من مهمة فحص المدنيين و مساعدتهم إلي مستشفي ميداني في قلب المعركة ... فقصف المدينة لم يفرق بين عسكري و مدني ... بدأت حالات عديدة في الوصول إلينا ما بين خدوش و إصابات و أشخاص في أنفاسهم الأخيرة .. و إستمرت المعارك بالخارج لفترة مرت كأنها زمن كامل إلا أن أصعبها علي أنا كان الوقت الذي كنت أعمل علي مصابين في نفس الوقت ... نقل إلي الإثنين في نفس الوقت .. كنت أستقبل أحدهما و أتأكد من نقله بطريقة صح و أدورت لاقيت التاني علي التربيزة اللي جنبها ... و بصيت حوليا ما لاقيتش حد ... و بمعجزة قدرت أنقذ الإتنين ... كان أصعب وقت مر علي في حياتي ...

**********

إندفعت دكتورة "إيزابيل مارتان" خارج الخيمة و هي تصرخ : "بالله عليكم .. أريد مزيد من المضاد الحيوي"

إصطدمت في طريقها للخارج بهذه الممرضة الأمريكية التي تحمل زجاجات المضاد الحيوي ...

الممرضة : "هذا هو المضاد الحيوي الذي طلبتينه يا دكتورة"

إيزابيل : "شكرا ماري"

و ما كادت تكمل جملتها حتي إنفتح الباب و دخل ثلاثة يحملون جنديا أمريكيا يبدو أنه يعاني من إصابة في ذراعه الأيمن الذي تأذي بشدة .. و ما أن نقلوه إلي المنضدة حتي إندفعوا إلي الخارج مرة أخري خلف الممرضة التي حملت بعض الزجاجات و خرجت بها ...

إنحنات "إيزابيل" تفحص داخل الجرح في ذراع الجندي الذي ظل يتأوي من شدة الألم .. و ما أن إنهت حتي رفعت رأسها و هي تقول بطريقة تبدو و أنها تحدث نفسها أكثر مما تحدثه ..

إيزابيل : حسنا .. لقد إستقرت الرصاصة بداخل ذراعك و لابد أن نخرجها بسرعة ... (سمعت صوتا يتحرك خلفها) .. و علي هذا فإننا نحتاج إلي .... ماري .. أعطيني حقنة تخدير موضعي صمتت لبرهة ثم قالت : ... ماري .....

التفتت إلي مصدر الصوت الذي ظنته "ماري" الممرضة و هي تقول : ... ماري ... قلت أعطيني ...

و عندما أكلمت التفاتاتها لم تجد "ماري" و إنما وجدت صبيا صغيرا عراقيا فاقد الوعي بسبب تلك الإصابة في بطنه .. يبدو أنه قد أتي علي نقالة مثل ذلك الجندي ..

خطت "إيزابيل" نحو الصبي خطوة واحدة قبل أن توقفها تلك الآهة التي أصدرها الجندي الأمريكي خلفها .. و للحظة أدركت الموقف للمرة الأولي ... هاهي تقف بين مصابين وحدها و و مطلوب منها أن تعالجهما .. إنها تفكر "هذا مستحيل .. أين ذهب الجميع" ... إنطلقت تفتح الباب و هي تصرخ مجددا ... "ماري" .... "أنطوان" ... وقفت تفكر في ذلك الموقف .... تبدأ بأيهما ... إنها تخاطر بحياة أحدهما في سبيل إنقاذ الأخر ... فهذا الجندي علي يمينها يأوي من الألم .. و الصبي علي اليسار فاقد الوعي و ربما كان يفقد حياته بالفعل ... يمكنها أن تبدأ بالأخطر حالا .. و هذا هو الصبي .. فمهما كانت إصابته بإن صغر سنه و ضعف بنيته يضاعفان من مخاطرها ... إلا أن معالجته قد تأخذ وقتا طويلا تستفحل فيه إصابة الجندي ... حسنا إن الإثنين يبدو أنهما في حال خطرة .. يمكنها إذن أن تبدأ بالأهم ... و هذا هو الجندي ... لقد أتي هنا في مهمة ... أتي يحرر بلدا تاركا أهله في خوف و قلق عليه .. لكن ما ذنب الصبي الصغير في ذلك ... لقد أتي الجندي هنا و هو يدرك كل هذا .. يدرك أنه معرض للموت وحيدا في الصحراء ببطء و ليس علي مائدة حولها أطباء يصارعون الزمن من أجل إنقاذه ... هاهي مرة أخري في نقطة البداية لا تدري ماذا تفعل ... لابد أن تختار أحدهما .. لو مات الصبي فإنها لن تسامح نفسها ... و لو مات الجندي فإنها لن تسامح نفسها أيضا ... و لن يسامحها زملاءه و أهله و ربما أيضا رؤسائها في العمل ...

و للحظة أخذت القرار ....

قبل أن ترفع عينيها تجاه الصبي و قدمها تخطو نحو الجندي و هي تقول : "سامحني ...."

**********

العمل تحت مظلة الأمم المتحدة متعة و تحدي في نفس الوقت ... متعة لأن الواحد بيقدر يساهم في حل مشاكل ناس عمره ما شافهم قبل كده أو إختلط بيهم أو بشعبهم أو ثقافتهم ... و تحدي لأن الفرد العامل لدي الأمم المتحدة بيحاول يكون موضعي و علي الحياد في قراراته و تفكيره و حتي يمكن كمان في مشاعره .. يحاول يشوف الأمور من وجهتي النظر المتضادين علشان يقرب ما بينهم ... ده طبعا بيكون أكتر عن السياسيين .. أما إحنا الأطباء بنحاول نحل مشاكل كبيرة بإمكانيات متواضعة نوعا ما ... أو علي الأقل مش نفس الإمكانيات اللي أتيحت لنا في بلادنا ... فمهما كانت الإمكانيات اللي بتقدمها الدول الغربية فهي ليست علي مستوي الإمكانيات المتاحة للشعوب في الدول ديه ... أحيانا بأشعر إن الدول ديه بتقدم المساعدات للدول الفقيرة كنوع من تخفيف الإحساس بالذنب تجاهها ... كمثال الحرب علي العراق ... و رغم مشاركتي في بعثة الأمم المتحدة و العمل بجانب أطباء الجيش الأمريكي إلا إن ده لا يمنع أن يكون ليا رأيي الشخصي في إن الحرب لم تكن بهذه الضرورة ... و كان من الممكن منعها أو حل المشكلة بطريقة أخري .. و من رأيي أيضا إن البعثات اللي راحت العراق لتقديم المساعدة هي نوع من الإعتذار للشعب العراقي عن الفوضي اللي سببتها الحرب .... أنا سعدت بكوني من أطباء البعثة لمساعدة المدنيين العراقيين إلا إني كنت هأكون أكثر سعادة لو كان ده بسبب تاني غير الحرب ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

بعد عشر سنوات ...

بعد مرور عشر سنوات علي سقوط بغداد ... ظلت هذه الشخصيات الستة في ذهني كما لو كنت قابلتها بالأمس .. و لما أتيحت لي فسحة من الوقت بعيدا عن أعمالي .. بدأت أبحث عنهم و أتقفي أخبارهم لأري ماذا فعل بهم الزمن ....

تيم هاندرسون ... ترك المخابرات و إنتقل إلي وظيفة في أحد المؤسسات الإقتصادية كوسيط للبيع و الشراء ...

عادل العجاني ... حصل علي إسم جديد له و لعائلته و إنتقل إلي بلد أوروبي و بدأ حياة هناك لم يهنأ بها كثير حيث إختفي بعد 3 سنوات تقريبا بطريقة مجهولة ... و لم يستدل عليه حتي الآن ...

لي سو إيان الصيني .. رحل عن وكالة الأنباء التي يعمل بها و إنتقل إلي الولايات المتحدة حيث يعمل محررا بأحد محطات الأخبار ....

صامويل بيج الإبن .. أو سام ... ترك الجيش بعد عودته بفترة و عاد إلي أهله .. ألقت المباحث الفيدرالية القبض عليه لتجارته في السلاح بطريقة غير شرعية ... و يقضي الآن فترة سجنه ...

د/ إيزابيل مارتان .. ترقت في العمل لدي الأمم المتحدة بعد عودتها من العراق ... و إستمرت في العمل هناك لفترة قبل أن تستقيل لتعود إلي مرسيليا لتعمل بتدريس الطب و ممارسته هناك ...

هؤلاء خمسة إستقروا في ذهني طوال هذه السنوات العشرة إلا أن السادس هو من أستقر في قلبي طوال هذه الفترة الطويلة لما رأيته من حاله الذي لم يحتاج لأن يتحدث عنه حتي أفهم ...

محمد ... طفل عراقي كان يبلغ من العمر 8 سنوات عند بدء الحرب الأمريكية علي العراق .. فقد أبواه في أحد موجات القصف الأمريكية ... إنتقل إلي كنف عمه الذي تولي تربيته لمدة طويلة .... عدت إلي العراق لأبحث عن محمد ... ذهبت إلي مدينته التي لم تتغير كثيرا علي عكس بغداد التي إستقرت فيها المباني الشاهقة و الكباري و المتاجر الضخمة علي الطريقة الأمريكية ... وجدت ذلك المتجر الذي يديره عمه .. دخلت المتجر بهدوء و أنا أتطلع إلي محتوياته التي لم تتغير كثيرا مقارنة بالفترة الطويلة .. توجهت إلي ذلك الشخص الجالس خلف ماكينة الحساب العتيقة ... و أنا أقول : "السلام عليكم" ..

قال : "و عليكم السلام"

أخرجت صورة الصبي التي إحتفظت بها طوال هذه المدة .. و مددت يدي إليه بها و أنا أقول : " أبحث عن صاحب هذه الصورة .. إنها قديمة بعض الشئ لكني أعرف أن عمه هو صاحب هذا المتجر ... أو علي الأقل كان صاحب هذا المتجر من عشر سنوات .."

قال : "أبي هو صاحب المتجر .. لكنه توفي في العام الماضي ..و هذه صورة محمد إبن عمي ... لقد تغير شكله الآن" ...

مد يده مشيرا علي صورة علي الجدار .. إلتفت إليها لأطالع شابين يلبسان جلبابا قصيرا و قد إطلقا لحيتهما ... دققت في الصورة لأعرف أيهما محمدا قبل أن يقاطعني صوت الجالس خلف الماكينة و هو يقول : "هو علي اليمين في هذه الصورة ... لقد رحل بعد وفاة والدي بعدة أشهر مع صديقه علي اليسار ... في يوم إستيقظنا من النوم و لم نجدهما" ...

توقفت للحظة أمام الصورة أفكر في ما أشعر به تجاه ما آلت إليه الأمور ... قبل أن أستدير خارجا من المتجر تاركا الجالس علي الماكينة يهم بسؤالي عن سبب مجيئي و لم يلبث أن تراجع عنه ...

النهاية

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

ترددت كثيرا قبل ان اكتب رأيى ..

وانا نادرا ..ما اتردد..اذا اردت فعل شئ.

لم اكن اقرأ قصة ......

كنت اقرأ احداث اعرفها ......

وكأنى قابلت كل الأشخاص........

وكأنهم قالوا كل هذه الكلمات ....

وكنت اتوقع كل لحظة ...انى سأرى بين السطور ...كلمات المصور الأسبانى ...الذى نعرفه جميعا ...وهو يحاول تصوير احداث المهزلة ...

وكيف ان الجندى الاميركى ..بدون ان يهتزله جفن ..صوب مدفعه فى جهة اوتيل فلسطين ..

وقتل من قتل ..............قائلا...كنت احمى الجميع ../.كان بيده قنبلة ../

وكان بيد المصور....كاميرا.

تعرف يالانس ...عجبنى جدا جدا....انك وضعت نفسك ...فى ثوب كل شخصية ..

وعجبنى اكثر بكثير ........انك كنت واقعى ...وبدون تزييف للحقائق...

اسرعت الطبيبة الفرنسية الى الجندى الاميركى ..............هو ده الواقع ../وليس ما تفرضه الحبكة القصصية /..قصة واقعية جميلة جدا ....

ثم ان وصف الاحاسيس الداخلية لكل شخصية كان متوافقا تماما معها ..

بجد كأنى كنت ارى ريبورتاج...واشعر بصدق كل كلمة .

تمنياتى بالتوفيق الدائم .

سلامى.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

ماما سلوي ....

شكر واجب علي كلماتك الرقيقة دائما .. و طريقتك الجميلة اللي بتخليني أسمع الكلمات بدلا من أن أقرأها ...

طريقة تقمص الشخصية و التحدث بلسانها جاءت لي قبل ما أفكر في الشخصيات نفسها ...

كنت شايف الشخصية بتتكلم زي الأفلام التسجيلية كده ... شوية الشخصية تتكلم و شوية الراوي يحكي عن موضوع الفيلم ... و تعمدت إن كل شخصية تكون كأنها بتكلم اللي قاعد أمام الشاشة .. و زي ما بيقول أكتب ... تقدري تقولي إني شغلت الفيلم في خيالي و كتبت لكم اللي شفته ...

معلهش أنا مش غاوي روايات قد ما أنا غاوي أفلام ... و علشان كده القصة طلعت بالشكل ده ... يمكن لحسن حظي ... ;) ;)

أما الأجزاء اللي كان الراوي بيحكيها .. فهي أحداث لم تجرؤ الشخصية علي البوح بيها ... خوف .. كذب .. تجمل ... يمكن أي سبب من دول ... لكن الراوي شاف إنه من المهم إن القارئ يطلع علي الأحداث ديه و يعرفها ...

الواقعية ... حاولت ألتزم بيها بقدر الإمكان علشان ما تتحولش القصة لقصة خيالية تقليدية .. ينتصر فيها الخير و ينهزم فيها الشر مهما كانت الأحداث و الأسباب ...

حتي النهايات بتاعة كل شخصية ... إلتزمت الواقعية فيها .. و حتي اللي عملوا شر لاقوا خير ... لأن .. let’s face it ... هو ده اللي بيحصل ... و الحمد لله النهايات طابقت الفكرة اللي كنت عايز أوصلها و اللي أتمني إنها تكون وصلت .... flrt: flrt:

شكرا مرة أخري ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

اخى الحبيب..

انت تعلم جيدا انى قلما ما يشدنى كتابه الا التى اشعر بها وينجح الكاتب بكذبه فى ان اصدقه عملا بالمثل

اصدق الشعر اكذبه..

وكنت احب الا توجه القارىء من البدايه الى كنه ما سوف يقرأه ومحتواه...

والسبب

انك نجحت بدون شرح مسبق فى ان توصل ما تريد بمنتهى السلاسه والواقعيه وبلا تكلف

فاتت كلماتك وكانها تاريخ لما حدث بالفعل ..حتى اسقاطاتك التى تعمدت ان تأتى بها اتت معبره..مثل محمد ذو اللحيه..

وتركك الوضع على ما هو عليه حتى اللحظه الاخيره .

واتيانك بكل اطراف مهزله بغداد فى حبكه واحده

العميل المخابراتى

الخائن

الجندى العراقى المغلوب على امره

الجندى الامريكى بكل صفاته

الطبيبه

الامم المتحده

الاعلام

ولم تترك اى شىء الا واشرت اليه

لم اصدق ان تكون اول كتاباتك بهذا الاحتراف الجميل ولانك تشعر بما تكتب نجحت فى سطور قليله ان تتقمص كل المتضادات.

استمر فكم كانت سعادتى حين قرأت القصه وان كنت مصر انك لابد الا توجهنى فى المقدمه لما سوف اراه وتتركنى اقرأ واستوعب وحدى .

مرحبا بك فى الانضمام الى عائله كتاب باب الشعر.

ويكفيكك شهاده مدام سلوى فهى لا تجامل ... وشهادتها وسام لك

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

الله ينور

مواهب جميلة فى عالم القصة

استمر يا عزيزى الباشمهندس لانسلوت

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

د/ رجب ... شكرا علي تشجيعك ...

أخي العزيز إبن مصر ...

متشكر أوي علي كلامك المشجع و نقدك الصادق اللي هيساعدني أوي لو كتبت قصة تانية إن شاء الله ...

بصراحة الخوف هو اللي خلاني أكتب المقدمة ديه ... حبيت أوضح الطريقة المكتوبة بيها القصة و أوضح إنها أول قصة أكتبها علشان لما ما تعجبش حد يبقي ليا عذري ... :angry: :blink:

ماما سلوي و إبن مصر و د/ رجب ... شكرا لكم ... كلماتكم وسام علي صدري أعتز به ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

بعد عام من سقوط بغداد .... مازالت نفس الوجوه في العاصفة ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل لانسلوت

قرأت القصة الآن أشعر أن هذا تقصير منى و أتسائل لماذا لم آراها فى حينها ؟

إسمح لى أن أقول أنك فعلا تتمتع بموهبة أدبية و ليس ذلك فقط إنك تتمتع بقدر كبير من الحرفية لم تقل مثل أنك نسيت نفسك ووجدت نفسك تكتب هكذا بل قلت أنك فعلتها هكذا قاصدا ... لا أقصد المبالغة فى الإعجاب و لكنها تذكرنى ببعض أعمال نجيب محفوظ.

ترى هل أوضاعنا الحالية يمكن تفرض نفسها فى عمل آخر لك بالطريقة التى تروقك ؟ هل تشتم فى أعماقك جنين ما يحاول فرض نفسه إن الأيام مليئة بالإرهاصات لشئ ما أكاد أشتم الندى مخلوطا برائحة الأزهار آت آت آت

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

أيه ده أول مره أشوف القصة دي ... لانس تسمح لي أطبعها وأروح أقرأها بمزاج مع فنجان قهوة مستكوفي .. وبعدين هاجي أكتب ردي عليها ...

ماشي .. ماشي

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

آسفة يالانس ........ممكن اسأل سى السيد سؤال ؟؟

ايه حكاية القهوة المستكوفى ؟؟

جميل قوى الاسم وعجبنى ........هو انت اللى اخترت الاسم ده والا فعلا فيه قهوة اسمها كدة ؟؟

دى القهوة اللى بالمستكة ....صح ؟؟

ولو فيها حبهان ....تبقى حبهنوفى ..

جمعت الكل مرة ثانية يالانس ......

فى انتظار قصة اخرى .....واعتقد عندك احداث تكفى عشر حكايات ......

تحياتى ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

أعزائي ا/ عادل و ماما سلوي ... أشكركم علي تشجيعكم و كلماتكم الرقيقة التي أتمني أن أستحقها ...

س س ... شرب القهوة طول المرة دي ... عملتها بنفسك و لا حد عملهالك ... مستني منك نقد لاذع من وجهة نظرك القصصية الخبيرة ...

الأحداث موجودة فعلا علشان تكفي 10 قصص ... بس الخوف يخلي الواحد يفكر ألف مرة قبل أن يكتب القصة التانية .... أصعب قصة هي اللي تيجي بعد قصة كويسة ... لأنها لو وحشة يبقي اللي فاتت كانت فلتة و مش هتتكرر ... أما لو كانت كويسة ...كان زماني عرضتها عليكوا من زمان ...

سعيد بتواجدي معاكوا مرة أخري بعد غياب الفترة الأخيرة .... و يارب متجمعين دايما ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

شاهدت الإسبوع الماضي فيلم (سيريانا Syriana) ... فيلم رائع فعلا ... يثبت حاجة لطيفة جدا .... إن الحقيقة واضحة جدا لدرجة إن الغرب شافها وحكي لنا عنها وإحنا لسه بنشك فيها ... علي طريقة "أنا أشك إذن فأنا دبوس" ...

إقرأوا القصة وشاهدوا الفيلم وإنتوا تعرفوا الحقيقة ...

تحياتي ليكم جميعا ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

عمروووووووووووووووووووووووو

لانسسسسسسسسسسسسسسسسسسس

اسندونى يا ولاد ! خلونى اشوففففففه قبل ما اودععععععععععععع

انا مش مصدق عينياااااااااااا

الأرشيدوق لانسلوت بحاله و بكامل عتاده عندنا ؟

مش عارف اقولك حمدلله على السلامة و لا اقولك ليه الغيبة دى و لا اعزمك على شاى على حساب س س :closedeyes:

نبدأ الأول بالعتاب :

بقى بدون مقدمات يا عمرو تمشى و تسيبلنا البيت كده و لا حتى تطل علينا بقالك يجى سنتين ؟

الفلوس غيرتك يا لانس و مابقتش زى الأول .... :o

ثانياً نهنى بسلامة العودة :

لولولولولولولولووللىىىىىىىىى <_<

ثالثاً : الى العمللللللللللللل يا استاذذذذذذذ .... انت فاكر خروج الحمام زى دخوله :P

( ايكون بوكيه ورد ) من اخوك violinking ... :huh:

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 8 شهور...

للرفع

يا ترى إنت فين يا لانسيلوت

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...