اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

المشير عبد الحليم أبو غزالة ..... الذي لا تعرفه


essamalshaaer

Recommended Posts

Abu%20Flag.jpg

مر عام كامل على رحيل أحد رموز العسكرية المصرية وهو المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة،

الذي لم يتذكره سوى أهله من أبناء قرية «زهور الأمراء» فى البحيرة والقليل من أصدقائه ومحبيه

حيث مرت الذكرى دون إحياء أو حتى مجرد تنويه عنه وانا بدوري أحببت ان أقدم لكم جزء بسيط من حياة هذا الرجل والذي يعدرمز من رموز مصر التي لا تنسى وسنظل نتذكرها دائما:

180px-غزز.jpg

414398.jpg

حياته و دراسته

ولد في فبراير 1930 بقرية زهور (قبور) الأمراء بمركز الدلنجاتبمحافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي. وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949. حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961. وهو أيضا خريج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.

تدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 وحتى 1989 عندما أقيل من منصبه وعين حينها مساعداً لرئيس الجمهورية.

شارك في ثورة 23 يوليو1952 حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948 وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، و شارك في حرب السويسوحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزاً. ولم يشارك في حرب 1967 حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة.

وحصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين.

7osny.jpg

إقالته

أقاله الرئيس المصري محمد حسني مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989، اعتبر الكثيرين القرار وقتها مفاجئاً وفسره البعض على أن الغرض منه التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية (مخالفاً بذلك قوانين حظرالتصدير)

و محاولات المسؤولين للحصول عن البرنامج على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية وعن صلة ما لابو غزالة بهذا الملف

اذ كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 اغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ طويلة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور-2 ، خلفه في وزارة الدفاع الفريق أول صبري أبو طالب كمرحلة إنتقالية حتى تم تعيين المشير طنطاوي والذي لا زال يشغل هذا المنصب.

مؤلفاته

وهو بالإشارة إلى خبرته العسكرية موسوعة علمية متعددة المواهب، وله مؤلفات منها:

وانطلقت المدافع عند الظهر.

القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية.

وفاته

توفي مساء يوم السبت 6 سبتمبر2008 ميلادية الموافق 6 رمضان1429 هـ في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة عن عمر 78 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة

شاهد الجنازة

قالوا عنه

بدايةً.. يقول اللواء حسام سويلم الخبير الإستراتيجي أن المشير أبو غزالة كان أستاذه الذي علَّمه العسكرية عندما تخرَّج في الكلية الحربية عام 1956م، وكان وقتها مدرسًا في مدرسة المدفعية، مؤكدًا أنه تلقى على يديه العلوم العسكرية، واكتسب منه روح المدفعية المعروفة من تآخٍ وترابطٍ، فضلاً عن أنه كان قائدًا له في مراحل مختلفة من حياته إلى قيادته لمدفعية الجيش الثاني الميداني، وكان سويلم أحد ضباطها.

ومن مواقف حرب أكتوبر يقول: إنه في يوم 21 أكتوبر تعرَّضت الفرقة 16 لموقف غايةً في الصعوبة عندما حاول الصهاينة اختراق الجيش الثاني، ونجح أبو غزالة ببراعة وثبات شديدين تجميع نيران 24 كتيبة مدفعية؛ مما أدى إلى حماية الفرقة 16 والجيش الثاني بأكمله، وحصل نتيجة ذلك على وسام نجمة سيناء الذهبية.

ومن المواقف الإنسانية لأبو غزالة أن أحد المجندين في مركز الاستطلاع بجوار مقر وزير الدفاع بحلمية الزيتون كان مضربًا عن الطعام ومصرًّا على مقابلة وزير الدفاع، وبالفعل قابله أبو غزالة واستمع إليه وعلم منه أنه يعاني من ظروف مادية صعبة، وأن المرتب الحكومي لا يكفي، فما كان منه إلا أن أمر قائد المركز بصرف 300 جنيه له وإعطائه إجازة أسبوعية وأعطاه 500 جنيه من جيبه الخاص.

طموحات عالية

ويشير اللواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجي إلى أن أبو غزالة كان ضابطًا يتميز بالذكاء والحضور والعلاقات الطيبة مع الزملاء، فضلاً عن كفاءته في العمل وطموحاته الكبيرة، سواء بالنسبة له أو للقوات المسلحة المصرية؛ وذلك مما عرفته عنه من خلال وجودي معه في الخدمة في القوات المسلحة.

قائد فذ

ويضيف الفريق يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 في حرب أكتوبر، أن المشير أبو غزالة رحمه الله "قائد عسكري فذ ومثل أعلى في الجدية والالتزام، وكان أبو غزالة في الجيش الثاني الميداني وقت خدمتي في الجيش الثالث، وقد كان هناك تعاون مثمر بين الجيشين وقتها، وكنت ملحقًا عسكريًّا في روسيا وقت وجوده ملحقًا عسكريًّا في أمريكا".

قيمة وطنية

ويوضح اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج أن المشير أبو غزالة ليس مجرد قائد عسكري من الطراز الفريد، وإنما هو قيمة وطنية كبيرة، ورجل مصري صميم؛ أعطى لمصر الكثير، وتتشرف مصر أن يكون أحد أبنائها، وكان أيضًا رجلاً سياسيًّا إستراتيجيًّا اقتصاديًّا، وله آراء عظيمة في مجالات عديدة، وعندما كان يتحدث أبو غزالة لا تملك إلا أن تنصت له تمام الإنصات، وقد احترمه الجميع؛ من أحبه ومن لم يحبه، "وإن كنت أعتقد أن أحدًا لم يحبه".

وأضاف اللواء بلال أن المشير أبو غزالة هو أول من طبَّق الروح المعنوية على حقيقتها في القوات المسلحة، وسيظل ذكرى إلى الأبد في عقل وقلب ووجدان كل مصري.

أعز الرجال

وممن عايشه اللواء شوقي فراج الخبير العسكري الذي يقول: "عشت مع المشير أبو غزالة في الجيش الثاني الميداني عندما كان قائدًا للمدفعية، وكنت أنا رئيس مهندسي الجيش الثاني، وقد لازمته يوميًّا في الفترة من أكتوبر 71 حتى أبريل 74، ولمست من خلال هذه المعايشة أنه- رحمه الله- كان رجلاً بمعنى الكلمة؛ فقد ضرب أروع الأمثلة في الجرأة والشجاعة والذوق والتواضع".

ويضيف اللواء فراج أنه عندما تمت إقالة أبو غزالة خسرت مصر رجلاً من أعز الرجال؛ وهو ما أدى إلى صعود أنصاف رجال آخرين صعدوا إلى عنان السماء وهم لا يساوون شيئًا، وما قيل في حقه غير منطقي وغير معقول، وإنما مجرد مؤامرات تم تدبيرها ضده، وأدعو الله أن يتغمده برحمته وأن يجعل كل ما قدمه لمصر في ميزان حسناته".

احترام الشرعية

وعلى الجانب السياسي يقول الدكتور سيد عليوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن المشير أبو غزالة أحد رموز العسكرية المصرية التي لعبت دورًا تاريخيًّا مشهودًا في تاريخ مصر العسكري في الحروب التي خاضتها دفاعًا عن أراضيها؛ بدايةً من حرب 48، مرورًا بحرب 56، ثم حرب الاستنزاف، وأخيرًا حرب أكتوبر 73؛ مما يضع اسمه على رأس قائمة الشرف للعسكرية المصرية والدور الذي لعبته حتى في أوقات السلم في التنمية والسلام الاستقرار الاجتماعي.

ويضيف د. عليوة أن تاريخ المشير أبو غزالة يؤكد أن العسكرية المصرية هي احتياطي القيادات في الظروف المتقلبة في العالم النامي، كما يؤكد هذا التاريخ أن انفتاح الجهاز الأمني على المجتمع بات ضرورة ملحة في زمنٍ أصبحت فيه الإستراتيجيات ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية.

وعن سبب انعزال أبو غزالة عن الحياة العامة في الفترة الأخيرة من حياته، يقول د. عليوة إن العسكرية المصرية تحترم الشرعية تحت أي ظرف، وهذا هو أحد عوامل الاستقرار في خريطة المجتمع المصري الذي يتصف بالوسطية والاعتدال، وبالتالي فإن اعتزاله النسبي في الفترة الأخيرة نابعٌ من احترامه للشرعية وللقيادة السياسية، هذا إلى جانب الملابسات السياسية داخليًّا وخارجيًّا، مثل التغير الانقلابي في موازين القوى الإقليمية والدولية، وتعدد الاختيارات ووجهات النظر حول أي البدائل تأخذ مصر طريقها في عصر العولمة.

مفكر عسكري

وفي نفس الإطار أكد الدكتور جمال عبد الجواد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن المشير أبو غزالة أحد القادة الرئيسيين في حرب أكتوبر، ولعب دورًا مهمًّا في الحياة السياسية والعسكرية؛ فمن الناحية العسكرية هو أكثر من قائد عسكري محنك، ولكنه يكاد يكون مفكرًا عسكريًّا؛ لما له من إسهامات في مجال المؤلفات الخاصة بالعلوم العسكرية.

ومن الناحية السياسية يقول د. عبد الجواد إن أبو غزالة لعب دورًا مهمًّا في مرحلة انتقال السلطة من السادات إلى مبارك وتأمين عملية نقل السلطة واستقرار النظام حتى عام 89، وكانت تلك فترةً حاسمةً في تثبيت أركان نظام مبارك؛ مما جعله يتحول إلى مركز للقوى، وهذا ما يرفضه النظام السياسي والدستوري المصري المستقر منذ أزمة عبد الناصر والمشير عامر؛ فأدى إلى إقالته، وهذه هي آليات السياسة في نظام غير ديموقراطي، وكذلك هذا جزء من قواعد اللعبة السياسية في مصر؛ أن الشركاء في الحكم عندما يخرجون منها ينعزلون، وهو الأمر الذي كان أبو غزالة يدركه تمامًا، وتصرَّف وفقًا له، ولم يكن يحتاج إلى جهود لتغيير رأيه، ولم يكن من الصعب عليه التكيف مع الوضع الجديد بعد إقالته.

القائد البطل المتواضع النبيل

كانت الرياضة البدنية أحد الطوابير اليومية المنتظمة التى يحرص عليها قائد الكتيبة الرائد ماجد قنديل، ويحض دائمًا ضباط وجنود وحدته على ممارستها بانتظام أثناء مرحلة الاستنزاف قبل أن تلتهب مواجهات القصف المدفعى المتبادل بين بطاريات العدو وبطاريات مدفعيتنا، التى كان لها السبق دائمًا فى معرض البراعة فى ديناميكية احتلال مواقع النيران وإخلائها فى زمن قياسى مدهش، وكذلك سرعة تلبية النيران والدقة فى إصابة الأهداف مهما تضاءل محيطها، وهذا ما أجمع عليه خبراء وأساتذة أشهر الأكاديميات العسكرية فى عالمنا المعاصر.

تحددت مباراة كرة قدم بناء على مخطط البرنامج الرياضى للوحدة وفوجئنا بقائد مدفعية الفرقة أتانا ضيفًا، ليمارس لعبته الأثيرة ورأس الفريق الأحمر الذى كنت جناحه الأيسر.

بدأت المباراة وانهمك الفريقان فى اللعب وحمى وطيسه وتعالى الحماس، لكن الشباك ظلت عذراء لم تهتز حتى ملكت الكرة وحانت لحظة الانتصار، وتقدمت نحو مرمى الفريق الأزرق فإذا بالقائد أبو غزالة يشير بيده لأمرر الكرة إليه.. وفعلت فاندفع بها الرجل برشاقة ومهارة وأسكنها شباك الخصم كقذيفة لا تخطئ، ولم تنته المباراة إلا بهزيمة الفريق الأزرق بأربعة أهداف للاشىء. أحرز بطلنا الهمام ثلاثة منها.

ومن الرياضة بلهوها إلى طابور التدريب العملى لمناورة اشتباك مدفعى مع العدو انهمكت كل عناصر الكتيبة فى تنفيذ مراحلها، بدا القائد أبو غزالة راضيًا عن آلية العمل الدائر، فالرائد ماجد عرفت عنه البراعة التى تصل إلى حد العبقرية فى إدارة نيران المدفعية بأساليب غير نمطية، فهو تكفيه فواصل أصابع قبضة يده ليحدد بها زاوية أى هدف يراد قصفه كما أذيع عنه عدم حاجته إلى أكثر من دانة واحدة، ليحدد بها ذلك الهدف بدقة متناهية، ثم يدمره بعد لحظة وجيزة تدميرًا شاملاً بنيران مدافعه كلها.

لذا ارتسمت على شفتى مايسترو المدفعية ابتسامة عريضة كلها ثقة وإعجاب، وهو يجلس على مقعده «النقال» الذى يطويه ويحمله دائمًا فى جولاته التفتيشية التى لا تنقطع.

وجوده الحاضر بين الجند وقربه بث فى أفئدتهم تلك الحماسة، التى تجسدت جلية فى ملامحهم المصرية الغرينية، التى تؤكد إصرارهم العنيد على تحقيق نصر مؤكد على عدو لئيم وهزيمة أسطورة تفوقه الغبية واستعلائه العرقى الكاذب.

وبعد يومين أقيم مؤتمر عام لضباط وصف وجنود مدفعية الفرقة وفوجئنا بقائدنا الحبيب يعتلى المنصة خطيبًا مفوهًا، فيأسر العقول بثقافته العسكرية وبلاغته الرائعة ثم حول المؤتمر قبل ختامه بدبلوماسية فائقة الذكاء إلى منتدى حر للأدب والشعر واستهله بقصيدة أجاد نظمها ونالت الإعجاب والاستحسان وتقاطر بعده كل صاحب موهبة من الجند وكذا الضباط وضباط الصف يقدم كل منهم ما عن له من الأدب والشعر والزجل، مما جعل المنتدى يزخر بتلاحم الرتب والدرجات الأخرى من مقاتلى المدفعية فى عناق حميم مع قائدهم الذى يؤكد أصالة المصرى وعظمته منذ القدم.

والرجل لم يكن فظًا يرهبه مرؤوسوه أو يتحاشى أغلبهم لقاءه خشية تجهمه وغضبه، ولم يكن كذلك بيروقراطيًا جامدًا لا أمل لهم فى عرض مطالبهم عليه طمعًا فى تحقيقها. لقد كان أبو غزالة فى الحقيقة نعم القائد المهيب الذى ترفع يدك لتحيته عسكريًا، وقلبك يخفق مبتهجًا قد انتابه سرور لا نعرف له ترجمة فورية، وكان خير أب يمكن لجندى بسيط أن يقف أمامه غير وجل، فينقل إليه شكواه فى انسيابية رائعة.

وهناك وقائع كثيرة يتناقلها الضباط والجنود عما قدمه قائد المدفعية لهم من مآثر وحلول لقضايا شائكة لم تكن لترى النور على الإطلاق عبر قنوات التسلسل القيادى الجامد.

وهذا ما تحقق معى بالفعل وأستطيع أن أؤكد حدوثه، فقد تعثرت بعض مستحقاتى المالية، وكان محتمًا اللجوء إلى بيروقراطية الورقيات، التى ربما كانت تؤتى أكلها على الأرجح بعد انتهاء حرب أكتوبر!. تصور.. إن الأمر كله لم يستغرق سوى دقائق معدودات لشرح حاجتى فى إيجاز، وأيضًا لحظة وجيزة جدًا ليسجل معاون القائد مطلبى والأغرب الذى لم أكن لأصدقه لولا حدوثه وما أثار دهشتى وإعجابى أن ما انتظرته أعوامًا تحقق فى بضعة أيام!!.

وضابط المدفعية المصرى له سجله التاريخى الحافل بالبطولات، التى تشهد على ذكائه وجرأته وسبقه الميدانى فى كل المعارك، التى خاضها الجيش المصرى منذ بداية تشكيل بطاريات المدفعية فى عهد الوالى الأكبر مؤسس الدولة المصرية الحديثة.

ولا شك أن بطلنا نموذج الضابط المصرى الحاذق، الذى وهب ملكة فن القيادة وذكاؤها مما جعله يرقى إلى مستوى عظماء أجدادنا مقاتلى الوطن الأوائل، الذين تغنت طوائف شعب مصر بأهازيج بطولاتهم الأسطورية وانتصاراتهم الخالدة على مدى التاريخ، فقد تقرر إجراء مناورة حية بمستوى مدفعية فرقة، وحشدت لهذه المناورة الضخمة كل المدافع من مختلف الأعيرة وأدار نيرانها ذلك القائد الفذ بتلقائية المحترفين، كأنه مدرس نابغة فى قاعة درس يشرح فن إدارة النيران بمعهد مدفعية الجيش المصرى العتيد. وانطلقت المدافع مدوية فكأن السماء قد أمطرت نارًا وحممًا متلظية تساقطت متتالية على أهدافها كحجارة من سجيل.

وملحمة القصف المدفعى الذى تلا غارات سلاح الجو المصرى الاستباقية فى مستهل حرب التحرير مازالت حاضرة بوثائقها الحية تتحدث بإسهاب عن عبقرية «أبو غزالة»، عندما كلف تعبويًا بتنفيذ خطة التمهيد النيرانى الميدانى لألفى مدفع على طول خط النار وفعلها الرجل بأستاذية وبراعة ضابط المدفعية المحترف، فتساقطت حمم جهنم فوق رؤوس جند بنى صهيون على طول جبهة القناة، فاختفوا فزعًا فى خنادقهم وتعطلت آلة حرب جبهة الجنوب، وأصابها العطب ساعات معدودات كانت كافية ليعبر مردة المصريين أثناءها خط بارليف، وليحطموا الصنم العبرى وترتفع بذلك هامة مصر عالية ويرتد مكر زعماء إسرائيل إلى نحرهم خزيًا وعارًا.

ولم ينس سائر المصريين بطولة قادة ورجال مدفعية الجيش الثانى هؤلاء الرواد الذين اقتدوا بالمعلم الأكبر، فكلهم كانوا فى جبهة القتال بلا غرو «أبو غزالة» القائد الرمز الفذ والأب الرؤوم، وقد تجسدت بطولتهم بالفعل واقعًا رائعًا حين اندفع العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع - فخر القوات الإسرائيلية - فى خضم حرب 73 الضروس - بدباباته الباتون محاولاً اختراق كل الدفاعات ليصل إلى مدينة القنطرة غرب، حتى يزحف بعد سقوطها إلى مدينة الإسماعيلية ويحتلها، ليتمكن الإسرائيليون بوصول تعزيزات شارون صانع الثغرة - عديمة الجدوى - من أن ينجحوا فى إحكام حصار الجيشين الثانى والثالث بطول خط القناة غربًا إلى مدينة السويس الباسلة.

لم يتصور العقيد المغامر عساف مدى جهله وغبائه، ولم يفطن إلى الشرك الذى سيق إليه مع دباباته الأمريكية الشهيرة، فقد استمر مندفعًا كمغرور أحمق إلى أن ولج أرضاً أعدت للوائه بمكر ودهاء، ولم تكتشف عناصر استطلاعه ما هو مقدم عليه، فوقع كدب غبى فى شرك صياده، وانطلقت المدافع كلها تهدر صارخة وتساقطت قذائفها المتطايرة كغلالة نيران إيقاف وتدمير انقضت على دبابات عساف تفتك بها كدمى وتقذف بها إلى أهوال الجحيم.

ناهيك عن الصواريخ التى أكملت تدمير ما تبقى من دباباته وآلياته وأحرقت بنارها جند صهيون بين جنباتها وصهرت أشلاءهم مختلطة مع هياكلها الصلبة التى تحولت إلى ركام أسود.

وكأن قائدنا العظيم على موعد مع قدره المكتوب فقد اختير رئيسًا لأركان سلاح المدفعية، ولم تخف عبقريته ورقى فكره عن السادات «رحمه اللّه»، فأرسله ملحقًا عسكريًا لدى العم سام وكانت ضربة معلم لصواب اختياره إذ جلب لمصر مكاسب سياسية وعسكرية جمة، فقد نجح بذكائه فى أن يوطد مع واشنطن العلاقات، التى انحسرت وتقلصت فى عهد ناصر ويعيد إليها عافيتها وازدهارها، ونال إعجاب أبنائها فأشادوا بقدراته ونجاحه المطرد، وليس ما سبق غير النزر اليسير من إنجازاته وإبداعه..

وأصدق ما دل على سعة أفقه وعبقرية فكره النافع والبناء وقدراته الخلاقة، التى أبدعت صرحًا اقتصاديًا متكاملاً جمع شؤون الزراعة والصناعة فى منظومة رائعة أتاحت للقوات المسلحة اكتفاء لوجيستيًا ذاتيًا لسائر أفرعها بلغ شأنًا جعلها تستغنى عن حاجاتها الإدارية والتموينية من مؤسسات الدولة فى السلم وكذا فى أوقات الحرب عند حدوثها الطارئ. وأتاحت لها أيضًا إنشاء مراكز مهنية لتدريب أجيال من صناع وفنيين مهرة.

ولم يكن معهودًا فيما سبق أن تخوض الفتاة المصرية تجربة التحاقها بالجيش فى غير سلاح الخدمات الطبية، فحرص الوزير القائد على أن توزع الفتيات الملتحقات على جميع الأسلحة ليقمن بأعمال السكرتارية، ويحققن المهارة العملية التى تجيدها الأنثى وبعيدًا عن نطاق «الميرى» لجأت إليه القيادة السياسية يوم تعرض الوطن إلى خطر داهم كاد يتحول إلى كارثة حين تمردت بعض قوات الأمن المركزى، وأثارت زوبعة دموية سارع الوزير القدير باحتوائها بذكاء القائد المحنك وكسر عنفوانها فردت الفتنة إلى نحر من نفث فى نارها وسلم الوطن من خطر مستطير.

ولعلى لا أخطئ فأنكأ جرحًا شفى واندمل حين أثنى على صلابة إيمانه القوى - بورك فيه - فهو لم يحن رأسه منهزمًا حين قدر له أن يرى بعينيه مشهدًا ينهار لرؤيته أقوى الرجال وأشجعهم يوم صدمت سيارة مسرعة فلذة كبده فأودت بحياتها أمامه، وتقطعت لرحيلها نياط قلبه وجعًا وألمًا لكن جلده وصبره كفكفا دمع عينيه فاحتسبها عند الله شهيدة.

وثمة بطولات عظيمة وإنجازات أخرى لا تحصى تحتاج إلى صفحات وصفحات لتتوج بها حكاية رجل فريد قلما يأتى الزمن بمثله ويندر أن يتكرر تفوقه ورقى مبادئه وخلقه.

ولعل أهم حدث ينبغى أن يُدون ما فعله تلقائيًا وبفطرة المحارب النبيل فقد رفض بكل الحزم صادقًا أن تتولى مصر نفقات سفره إلى بلاد الفرنجة للعلاج، وهى فرصة لم يضيعها آخرون لم يحققوا لمصر قدر ما قدمه لها رجل المدفعية الأسطورة كفارس شهم لا يبتغى مجدًا أو جاهًا ولا يبحث عن سلطة أو منصب.

المشير الفقيد ابو غزاله (رحمه الله)

يكفى ان تعرف قدرالاوسمه الحاصل عليها لتعرف من هو

لقد حصل المشير على 11 وساماً ونوطاً وميدالية عسكرية مصرية، بينها وسام نجمة الشرف العسكرية تقديراً لجهوده خلال حرب أكتوبر 1973، حينما كان برتبة العميد قائداً لمدفعية الجيش الثاني الميداني

اما هو فى شخصيته كان ولا اروع وبحق القائد الجدير بالاحترام والثقه

أبو غزالة كان رجلاً هادىء الملامح، خفيض الصوت، قليل الانفعالات، لا يحرك يديه عندما يتكلم، ولا يتململ في جلسته، وكان غير مدخن، يتقبل الهجوم دون أن يتغير، ثم إنه كضابط مدفعية أو "طوبجي" قديم محترف، يرد بكمية الكلام أو كمية النيران اللازمة للإسكات

معروف عنه شهامته ومساعدته للآخرين، وتواضعه وحبه الشديد لجنوده حيث قدم العديد من المساعدات ولجنود الصف والضباط واهتم بمظهر ومكانة الجندي المصري ومدى أهميته

يُقال إنه كلما زادت النجوم على كتف هذا الضابط، كلما ازداد تواضعه

وكان القائد العسكري الذي عمل على تطوير مدرسة المدفعية في ألماظة، يشارك الجنود في لعب كرة القدم حين كان رئيساً لأركان المدفعية.. ولم يكن مستغرباً أن يتصايح اللاعبون في مدرسة المدفعية وهم من الجنود فيما بينهم، مرددين "العب يا فندم" أو "باصي يا فندم"، عندما كان رئيس أركان سلاح المدفعية المصرية يشاركهم تلك اللحظات الرياضية

هوايته الأولى كانت القراءة، وكان محباً للسهر، إلى جانب مشاهدته التليفزيون أحياناً، حتى إنه لم يكن ينام أكثر من أربع ساعاتٍ يومياً من الثانية صباحاً إلى السادسة صباحا

توجد روايه على لسان أحد الضباط الأحرار في سلاح المدفعية تؤكد صفة الحرص في شخصية أبو غزالة، فقد كان في باريس حين قرر مع أحد الأصدقاء السهر في ملهى شهير في حي بيغال اسمه "سفنكس". وهذا الملهى سبق أن سهرت فيه الملكة نازلي وأحمد حسنين باشا في أول رحلةٍ للملك فاروق إلى أوروبا بعد وفاة أبيه الملك فؤاد. ويوصف هذا الملهى بأنه مثير، يقدم استعراضاتٍ لنساء بلا ثياب، إلا من ورقة التوت

فوجىء أبو غزالة وصديقه وهما في الملهى بوجود العاهل الأردني الملك حسين، ومع أنهما كانا بالملابس المدنية فقد هبَا ليدفعا الحساب وغادرا المكان، إذ إن العلاقات لم تكن طيبةً بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك حسين، فوجدا أنه من الأفضل أن يتركا السهرة منعاً لأية شبهة ترصدها المخابرات المصرية في مثل هذه الظروف

ويبدو أن الملك حسين عرف أنه أفسد السهرة على ضابطين مصريين، فكلف الملحق العسكري الأردني في باريس علي أبو نوار بأن يتصل بالملحق العسكري المصري ثروت عكاشة ومساعده عيسى سراج الدين لدعوتهما على الغداء في مطعم "الأوريه دو روا" الفاخر في إحدى غابات باريس، تعويضاً عن إفساد السهرة على أبو غزالة - الذي لم يكن يعرفه- وزميله

هذه القصه موثقه فى كتاب (حكومات غرف النوم)للكاتب عادل حموده

التحق أبو غزالة بالكلية الحربية وتخرج فيها في 1 فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وهي الدفعة التي ضمت الرئيس مبارك. شارك في حرب فلسطين وهو طالب في الكلية الحربية، كما درس في مدرسة المدفعية في فرنسا عام 1955 أي أن عمره آنذاك كان 25 عاماً. وما بين هذين التاريخين، مارس أبو غزالة أول أدواره السياسية، حين انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي قاد ثورة 23 يوليو 1952 ضد النظام الملكي في مصر

وفي الفترة من 1957 و1961 سافر أبو غزالة إلى الاتحاد السوفيتي، ما جعله فيما بعد محسوباً على المعسكر الشرقي، وحصل هناك على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية

وعقب عودته من روسيا عمل مدرساً بمعهد المدفعية ثم تولى رئاسة فرع التعليم بالمعهد إبان حرب 1967، وهي الحرب الوحيدة في تاريخ مصر الحديث التي لم يشارك فيها أبو غزالة، نظراً لوجوده بالمنطقة الغربية أثناء الحرب وانقطاع الاتصال بينه وبين قيادته ليعود بعد ذلك ويفاجأ بالهزيمة

لم يخيب أبو غزالة توقعات المطمئنين إلى قدراته العسكرية، وبرز دوره بشكل خاص في حرب أكتوبر 1973 التي شغل أثناءها منصب قائد مدفعية الجيش الثاني

بعدها عُين أبو غزالة رئيس أركان حرب سلاح المدفعية عام 1974، ثم اختير ملحقاً حربياً لمصر في الولايات المتحدة في 27 يونيو 1976. وأثناء إقامته في الولايات المتحدة، كان أول عسكري غير أمريكي ينال دبلوم الشرف من كلية كارلايل العسكرية الأمريكية

واستمرت رحلة الصعود

أصبح مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979، ثم عُين رئيس أركان حرب القوات المسلحة 15 مايو 1980، ورُقي إلى رتبة الفريق في 17 مايو 1980

وفي إبريل نيسان 1982 صدر قرار ترقية الفريق أبو غزالة إلى رتبة مشير، حيث أصدر قرار الترقية الرئيس حسني مبارك. وفي 1 سبتمبر صدر قرار تعيينه نائباً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، قبل أن يعينه مبارك مساعداً لرئيس الجمهورية عام 1989

في 6 أكتوبر 1981 تغيرت ملامح المشهد السياسي المصري، بعد اللقاء الأخير الذي جمع بين أبو غزالة واللواء حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية آنذاك وقائد القوات الجوية سابقاً، والرئيس أنور السادات

Three%20Sadat%20Mubarak%20Abu%20Ghazala.jpg

كان حادث المنصة بداية الفراق بين الثلاثة

أحدهم وافاه الأجل، وثانيهم دانت له الرئاسة، وثالثهم اختار الصعود.. إلى المجهول

رحم الله جنرالنا وتقبله عتده من الاخيار

رحمة الله الفقيد ....المشير

تم تعديل بواسطة essamalshaaer
رابط هذا التعليق
شارك

فعلا عز على جدا ان تمر ذكراه هذا المرور العابر سواء قصدا او سهوا

رجل احترمته بشده و قدرته اكثر

رحمه الله و رحم كل الشرفاء و المحترمين الذين خدموا مصر بحب و اخلاص حقيقى

EjGPv-c584_381280136.jpg

ما اجمل الانوثه عندما تمتطى صهوه الحياه

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله كل خير يا اخ عصام على أنك تذكرت رجلاً من أعظم رجال الوطن :wub:

والذى لن ننساه أبداً لأنه فعلاً رجل عظيم :roseop:

صنائــــع المعروف تــقى مصارع السوء

فاحذر من الدنيا فإنها تغر و تضر و تمر

يارب أنجح وكل إللى زيى فى الأيلتس يارب! أمين

رابط هذا التعليق
شارك

بداية أشكركم على ردودكم .... وفعلا هذا ما نحتاجه .....تذكر رجال مصر في كل المجالات والتى نادرا ما نجد من يذكرهم

ودورنا إننا ننشط ذاكرة شبابنا واولادنا مع العلم ان الكثير من جيلنا لم يعاصر هذا الرجل ولكن كما هو ذكر قدم لمصر ما هو عظيم وكبير

من النحاية العسكرية والشخصية ةالأدبية ايضا وله عدت كتب سأبدأ بنشر بعض منها قريبا بإذن الله ...... ودعواتي للجيمع بالتوفيق

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      نشر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع عددا من الوثائق النادرة عن حرب أكتوبر المجيدة 1973 والتخطيط العسكرى والاستراعرض المقال كاملاً
    • 0
      هل وحن بصدد انفجار معلوماتي حيث تاتي المعلومات من كل صوب ChatGPT نعم، يمكن أن يشعر الأشخاص في هذا العصر بأنهم في وسط انفجار معلوماتي. مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي، أصبحت المعلومات متاحة بشكل كبير وسهل الوصول إليها. يمكن للأفراد الحصول على معلومات من مصادر مختلفة ومتنوعة، وهذا يشمل الأخبار، والمقالات، والمنتديات، والمدونات، ومواقع التواص
    • 0
      لا يتعلم السمك من تجاربه المباشرة أبدا.. فالسمكة ترى الطعام المعلق فى السنارة وتشاهد سمكة أخرى تعرض المقال كاملاً
    • 2
      قال تعالى عن الكفار في حق القرآن {وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَیۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَاۤءُو ظُلۡمࣰا وَزُورࣰا*وَقَالُوۤا۟ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِیَ تُمۡلَىٰ عَلَیۡهِ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلࣰا*قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِی یَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا} قلت: لماذا قال {یَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ}لأنه يعلم ما في قلوب هؤلاء الكفار وهم يقولون كل هذه الإفتراءات، بينما هم يوقنون في
    • 0
      تم الهجوم على أتوبيس السياح في ساحة معبد حتشبسوت بالأقصر هذا الكلام كان سنة ٩٢ و تم القضاء على الجناة و الأرجح تعويض أهل الضحايا  و غضبنا كلنا و إنتكست السياحة و مرت الأيام و السنون و نكاد نكون نسينا  حتى جائنا الإبراشي في مجلة  روزاليوسف من يومين بتحقيق يكشف و يفضح الكثير https://magazine.rosaelyoussef.com/52292 /  للصحافة-التلفزيونية-ملك--مفاجأة-اسمه-سمير-أبوالمعاطى-الأب-الروحى-لمجزرة-الأقصر إنتظروا المزيد من الملفات التي ستفتح  قريبا  قريبا جدا     أو هذا ما أتصوره !
×
×
  • أضف...