اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

::: محـا ضيـــ محمد ـــــــر :::


Mohd Hafez

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله إخواني .. انني عشت لأري يوما يتنازل فيه زعيم مسلم عن الحكم بشكل سلمي تماما .. لم يقتل .. لم يقلب من قبل أصحاب الكاكي .. لم يسحل في الشوارع مثل عبد الكريم قاسم .. لم يسم مثلما حدث مع أبو خالد .. لم يغتال مثل السادات .. بل تنازل بكل صدق ورغبة حقيقة للتنازل وهو متأكد تماما أنه يمكن أن يعيش في ماليزيا كأي مواطن حر .. لقد تنازل الدكتور محاضير محمد عن الحكم في شهر يونيو عام 2002 .. إلا أن قيادات الحزب والتحالف الحاكم رفضت إستقالته بشكل جماعي وطلبوا منه التواجد لمدة عام أخر حتى يرتبوا أنفسهم .. حيث قرر جميع قيادات الأحزاب المتحالفة في التحالف الحاكم أتباع خطوات الدكتور محاضير .. وقرر عدد من تلك القيادات تسليم الراية للجيل الجديد والإستقالة مع الدكتور محاضير محمد .. وحتى هذه اللحظة أستقال ثلاث قيادات كبري من أحزابها بغية نقل المسؤلية للجيل القيادي الثاني .. ولا علاقة نسب أو مصاهرة بين رجال الجيل الأول والجيل الثاني .. يعني ليس هناك نابغة مثل نابغة . إلـ مبارك في معادلة الحكم في ماليزيا .

لقد تنازل الدكتور محاضير محمد عن الحكم ..ليكون أو زعيم مسلم يترك الحكم ولا يتركه الحكم .

fp_02_big.jpg

هذه الصورة أخذت عندما سلم الدكتور محاضير محمد أخر ما في عهدته للرئيس الوزراء الجديد .. أخر ما كان في عهدته عبارة عن مجموعة من الأقراص المضغوطة التي تحتوي على العديد من الشؤون السياسية والاقتصادية .. لم يسلم له مفاتيح معتقل أو كلابشات .. بل أقراص مضغوطة

تم تعديل بواسطة EGYPT5
رابط هذا التعليق
شارك

إنقلبت الدنيا ولم تقعد منذ أن أتهم الدكتور محاضير محمد يهود العالم بأنهم يحكمون العالم من خلف الستار .. وأن كل ما يحدث أمامنا على الساحة الدولية ليست أكثر من لعبة عرائس . عرائس تحركها أيدييهودية بغية السيطرة على العالم .. وأن الهدف النهائي ليهود العالم أن يدمروا العالم الإسلامي مستخدمين عضلات وقوة العالم المسيحي .. على أي حال أرجوا قراءة نص الخطاب الذي ألقاه الدكتور محاضير محمد أمام القيادات الخروفية لدول العالم الإسلامي ..

ألقى الدكتور محاضير محمد رئيس الوزراء الماليزي كلمة الافتتاح لمؤتمر القمة الإسلامي العاشر هنا اليوم الخميس, ما يلي نص خطابه :

1- الحمد لله، إن من نعمة الله علينا نحن زعماء منظمة المؤتمر الإسلامي أن استطعنا أن نجتمع اليوم للتحاور وكلنا آمال لنقود الأمة الإسلامية في كل العالم نحو مستقبل إسلامي مشرق..

2-  نيابة عن حكومة وشعب ماليزيا المتعدد الأجناس والأديان اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعا في الدورة العاشرة لمؤتمر القمة الإسلامي ببوتراجايا والتي هي المركز الإداري للحكومة الماليزية..

3-  ومن المؤكد أن ماليزيا تتشرف باحتضانها هذه الدورة ولتوليها رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي وأتقدم بالشكر إلى جميع الدول الأعضاء في المنظمة على منحهم الثقة بقدرة ماليزيا في تحمل هذه المسؤولية..

4- واسمحوا لي أيضا أن اغتنم الفرصة لأتقدم بخالص الاحترام والتقدير إلى دولة قطر متمثلة بحضرة صاحب السمو الشيح حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على قيادته المتميزة في إدراة شؤون المنظمة خلال الثلاث سنوات السابقة..

5- وباعتبارها المضيفة ، ماليزيا تشعر بالفخر لجملة المشتركين الكبيرة من الدول الأعضاء وهذا يظهر ثقتنا المستمرة والتزامنا بمنظمتنا ورغبتنا جميعا لتقوية دورها لتعود بالنفع على الأمة الإسلامية..

6- وأيضًا أرحب بحضور الزعماء والممثلين لعدة دول الذين قدموا كمراقبين لهذه الاجتماعات وذلك بسبب احتواء بلادهم على عدد كبير من المسلمين، وسيساهم حضورهم في دعم الجهود الساعية لفهم الإسلام والأمة الإسلامية، وبهذة الطريقة ننفي عن الإسلام شبهة التخلف والإرهاب..

7- كل العالم الآن يتجه بأنظاره نحونا لقد أصبح من المؤكد أن المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار والذين يشكلون سدس سكان العالم يعلقون آمالهم على اجتماعاتنا هذه ولو أن بعضهم ينظر إلينا بعين الاستخفاف لعزمنا وقدرتنا هذه لكن يكفينا الحصول على قرار يعيد للإسلام والأمة المروءة والعزة وأن نحرر إخواننا المسلمين من الظلم والإهانة التي يعانون منها الآن..

8- ولا أريد هنا أن أعيد تكرار حوادث الإهانة والقمع ضدنا ولا أرغب أيضاً أن أدين وأستنكر تلك الأعمال الوحشية لأن ذلك سيكون جهدا ضائعا لأن هؤلاء لن يغيروا من عدوانهم ضدنا لأجل تهديداتنا، إذا أردنا أن نعيد عزتنا ومروأة الإسلام الذي هو ديننا فعلينا أن نتخذ قرارا وأن نتصرف..

9- كخطوة أولى على جميع حكومات الدول الإسلامية أن توحد الصفوف وأن يكون لها موقف موحد على الأقل فيما يتعلق بالقضايا الكبيرة مثل قضية فلسطين..

10- -نحن كلنا من الأمة الإسلامية وكلنا معرضون للظلم والاضطهاد لكننا نحن الذين فوض إلينا تصريف أمور البلاد لم نتصرف بشكل موحد لإظها شعار الأخوة والتضامن الذي حملنا أمانته..

11- لا يحصل الخلاف والشقاق فقط على مستوى الحكومات بل الأمة الإسلامية نفسها تتنازع فيما بينها ويحصل بينها الفرقة لمرات عديدة.. منذ ألف وأربعمائة سنة ماضية عمل حكماء وعلماء الإسلام على تفسير الدين الإسلامي الفريد الذي جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتفسيرات متعددة حتى أصبحنا الآن نمتلك ألف دين متقاتل و ظهرت بيننا العداوة والمنازعات وأصبح بعضنا يقتل بعضاً..

12- لقد تركنا أنفسنا نتنازع ونتفرق إلى عدة جماعات ومذاهب وفرق وكل منا يدعي أنه صاحب الإسلام الحقيقي وتركنا الاهتمام بوحدة الأمة، لقد فشلنا في النظر إلى أن عدونا لا يهتم سواء أكنا مسلمين حقيقين أم لا، بالنسبة إليهم يكفيهم أننا كلنا مسلمون وأننا أتباع دين يحض على الإرهاب ونحن في نظرهم العدو اللدود، هم سيهاجموننا وسيقتلوننا وسيحتلون أراضينا ويطيحون حكوماتنا بغض النظر عن كوننا سنة أو شيعة، علويين أو دروز، ونحن نساعدهم في ذلك بإضعاف موقف بعضنا البعض بل أحيانا نصبح ضلعا مشاركاً في الهجوم على إخواننا المسلمين.. نحن نحاول أن نسقط حكوماتنا بأنفسنا بواسطة العنف والقسوة ونجحنا في إضعف وإفقار بلادنا..

13- لقد أهملنا كلياً وبشكل مباشر تعاليم الإسلام الذي أمرنا بالوحدة والأخوة بين حكومات الدول الإسلامية وبين الأمة..

14- ولكن ليست تلك التعاليم الإسلامية فقط هي التي تركناها خلفنا لقد أمرنا أيضاً بالقراءة والتعلم.. لقد كانت الأمة الإسلامية فيما سبق تفهم هذه الأوامر والتعاليم على أنها تهدف إلى ترجمة وبحث ناتج ما توصل إليه مفكروا اليونان وعلمائهم قبل الإسلام.. وبدورهم قام حكماء الإسلام وعلماءهم بالإضافة والزيادة على تلك العلوم ببحوثهم فخلفوا لنا العلوم التي بين أيدينا الآن..

15- لقد ظهر في الأمة الإسلامية فيما مضى خبراء وعلماء رائعون في الرياضيات والعلوم والطب والفلك وهم متميزون في جميع مجالات المعرفة وفي نفس الوقت كانوا يتعلمون ويعملون بتعاليم دينهم وقد كان الناتج أن استطاعت الأمة الإسلامية أن تتقدم وتنهض وتبحث عن كنوز الأرض وأن ترأس التجارة العالمية، وغدت قادرة على تقوية دفاعاتها واستطاعت أن تحمي شعبها وأن تقيم طريقة الحكم الإسلامي التي نص عليها الإسلام..

16- في حين كانت أوروبا غارقة في عصر التخلف والرجعية، الأمة الإسلامية التي كانت تتسلح بالعلم عملت على النهوض بالحضارة الإسلامية السامية والقوية والمحترمة القادرة على منافسة الدول الأخرى في كل أرجاء العالم إضافة إلى قدرتها في حماية الأمة من الإعتداء الأجنبي.. لقد اضطرت أوروبا إلى الركوع عند أقدام حكماء وعلماء الإسلام لأخذ علومهم المسلمين..

الأمة الإسلامية في ذلك الوقت كانت بزعامة مجموعة من الحكام المتميزين أمثال عبد الرحمن الثالث، المنصور، صلاح الدين الأيوبي وغيرهم من الذين قادوا الجيوش إلى ميادين القتال ليدافعوا عن أراضي الإسلام وأمته..

17- وفي منتصف عصر الحضارة الإسلامية المتميزة ظهرت مجموعة جديدة من المفسرين المسلمين الذين قالوا أن العلوم التي يجب أن تتعلمها الأمة هي فقط العلوم الدينية في حين لم تشجع على تلقي العلوم والطب وغير ذلك من العلوم الأخرى..

18- لم تكن النجاحات التي حققها العثمانيون مقرونة بنهضة فكرية، فانشغل العثمانيون بدلا من ذلك بأمور ثانوية مثل هل البنطلون والطاقية يتمشيان مع الإسلام أم لا؟ وهل ينبغي السماح باستخدام آلات الطباعة أم لا؟ أو استخدام الكهرباء لإضاءة المساجد.. لقد فات المسلمون موضوع قيام ثورة صناعية واستمر التقهقر إلى أن أدت الثورة التي حرض عليها البريطانيون والفرنسيون إلى سقوط الدولة العثمانية وهي آخر قوة إسلامية عالمية وتم استبدالها بمستعمرات أوربية وليس بدول مستقلة كما وعدوا بذلك.. ولم تستقل تلك المستعمرات إلا بعد الحرب العالمية الثانية..

19- إلى جانب كيانات الدولة-الأمة، قبلنا أيضا الديموراطية الغربية، فعمل هذا على تقسيمنا بسبب الأحزاب والتجمعات التي كوّنّاها، فبعضها يدعي الإسلام لنفسه وينكر الإسلام على الأحزاب الأخرى ويرفض قبول نتائج الممارسة الديموقراطية إذا فشل في الحصول على السلطة.. كما يلجأون إلى العنف وبالتالي يثيرون القلاقل ويضعفون الدول الإسلامية..

20- -مع كافة هذه التطورات على امتداد قرون عديدة أصبحت الأمة والحضارة الإسلامية ضعيفة لدرجة أنه في وقت من الأوقات لم يكن هناك بلد مسلم واحد غير محتل أو يسيطر عليه الأوربيون.. ولكن الحصول على الاستقلال لم يساعد على تقوية المسلمين، فكانت دويلاتهم ضعيفة وسيئة الإدارة وتعيش باستمرار في حالة من الفوضى.. لم يستطع الأوربيون أن يفعلوا ما يريدونه في الأراضي الإسلامية.. فليس مستغربا أن يروا ضرورة الاستيلاء على أراض إسلامية لإنشاء دولة إسرائيل لحل مشكلة اليهود لديهم.. بسبب تفرقهم لم يستطع المسلمون أن يقوموا بأي شيء فعال للتصدي لوعد /بلفور/ والاعتداء الإسرائيلي..

21- -يسعى البعض إلى أن يجعلنا نصدق أنه بالرغم من كل ذلك فحياتنا أفضل من حياة من سلبونا.. يرى البعض أن الفقر إسلامي وأن المعاناة والقهر ينتميان إلى الإسلام. هذا العالم ليس لنا، فنحن لنا مباهج الجنة في الآخرة.. كل ما علينا هو أن نقوم ببعض الطقوس ونلبس لباسا معينا ونظهر بمظهر معين.. فضعفنا وتخلفنا وعدم قدرتنا على مساعدة إخواننا وأخواتنا الذين يتعرضون للقمع، جزء من إرادة الله، وكذلك المعاناة التي ينبغي أن نمر بها قبل أن نستمتع بالجنة في الآخرة.. يتعين علينا أن نقبل القضاء الذي يحل بنا.. لسنا بحاجة إلى فعل أي شيء.. لا نملك شيئا ضد إرادة الله..

22- لكن هل صحيح أنه إرادة الله وأنه ليس بإمكاننا فعل أي شيء؟ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد الآية /2/ " لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..

23- -كان المسلمون الأوائل معرضون للقهر بنفس القدر الذي نحن فيه الآن، ولكن بفضل جهودهم المخلصة وتصميمهم على مساعدة أنفسهم طبقا لتعاليم الإسلام ساعدهم الله على أعدائهم ووفقهم إلى بناء حضارة إسلامية قوية.. ولكن ما هي الجهود التي قمنا بها خاصة مع توفر الإمكانيات التي وهبها لنا؟

24- يبلغ تعدادنا الآن /1.3/ مليار ولدينا أضخم احتياطي من النفط في العالم، ولدينا ثروة كبيرة لسنا جهلاء مثل الجاهلية الأولى التي اعتنقت الإسلام.. نحن مدركون لتفاصيل العمل في مجالي الاقتصاد والمال، نتحكم في /5../ من مجموع /18../ دولة في العالم.. بإمكان أصواتنا أن تؤسس أو تقضي على مؤسسات دولية.. ومع ذلك نبدو يائسين بل أكثر يأسا من ذلك العدد القليل من الجاهلية الذين اعتنقوا الإسلام وقبلوا محمدا كقائد لهم.. لماذا؟ هل لأنها سنة الله أم لأننا أسأنا فهم ديننا وفشلنا في التمسك بالتعاليم الإسلامية الصحيحة أم نحن المخطؤون في فهمها؟

25- إن ديننا يفرض علينا أن نستعد لحماية الأمة.. لكننا لسوء الحظ لا نركز على الدفاع بل على الأسلحة التي كانت تستخدم في وقت الرسول.. تلك الأسلحة وتلك الخيول لم تعد تساعدنا في الدفاع، فنحن نحتاج في دفاعنا إلى بنادق وصوارخ وقنابل وطائرات ودبابات وسفن حربية.. ولكن لأننا لم نشجع على تعلم العلوم والرياضيات وغيرها باعتبار أنها ليس لها استحقاقات في الآخرة.. ليس لدينا القدرة اليوم على إنتاج أسلحة خاصة بنا نستخدمها في الدفاع عن أنفسنا.. علينا أن نشتري سلاحنا من أعدائنا ومناوئينا.. هذا ما ينتج عن التأويلات السطحية للقرآن التي لا تؤكد على جوهر السنة النبوية والتعاليم القرآنية، بل تؤكد على الشكل والأسلوب والوسائل التي كانت مستخدمة في القرن الأول من الهجرة.. وهذا ينطبق على تعاليم الإسلام الآخرى.. فنحن نهتم أكثر بظاهر كلام الله بدلا من محتواه، ونتشبث فقط بالتفسير الحرفي لأحاديث الرسول..

26- قد نرغب في استعادة أسلوب الحياة الذي كان سائدا في القرن الأول من الهجرة لكي نمارس ما نعتقد أنه الأسلوب الإسلامي الصحيح للحياة، لكن لن يسمح لنا بالقيام بذلك، فأعداؤنا ومناوئونا سيستغلون التخلف والضعف الناتج عن ذلك للسيطرة علينا.. فالإسلام ليس صالحا للقرن السابع الهجري فقط، بل صالح لكل زمان ومكان.. لقد تغير الزمن، وبالتالي فعلينا أن نتغير، شئنا ذلك أم أبينا.. وليس المقصود تغيير ديننا، لكن المقصود تطبيق تعاليمه في سياق عالم مختلف جذريا عن القرن الأول للهجرة.. إن الإسلام لا يخطئ، ولكن تفسيرات علمائنا الذين هم ليسوا أنبياء، حتى لو كانوا متعلمين جدا، يمكن أن تكون خاطئة.. نحن بحاجة إلى الرجوع إلى التعاليم الإسلامية الأساسية لمعرفة إن كنا بالفعل مؤمنين نمارس الإسلام الصحيح في الوقت الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.. لا يمكن أن نكون جميعا نمارس الإسلام الصحيح في الوقت الذي تختلف فيه معتقداتنا من شخص إلى آخر..

27- واليوم، نعامل، نحن أبناء الأمة الإسلامية جميعاً، باحتقار ومهانة. فديننا يتطاول عليه، ومقدساتنا تنتهك، وبلادنا تحتل، وشعوبنا تجوع وتقتل..

28- لا يوجد بلد من بلداننا مستقل بالمعنى الصحيح. فنحن نخضع لضغوطات للانصياع إلى رغبات من يقهروننا في أسلوب تصرفنا وكيفية حكم بلداننا وحتى في طريقة تفكيرنا..

29- واليوم، إذا أرادوا أن يغيروا على بلداننا، ويقتلوا شعوبنا، ويدمروا قرانا ومدننا، فليس هناك شيء يستحق الذكر يمكن أن نقوم به. فهل الإسلام هو الذي سبب كل هذا، أم أننا فشلنا في أن نقوم بواجباتنا طبقاً لتعاليم ديننا؟

30-  إن ردة فعلنا الوحيدة هي أن نغضب أكثر فأكثر. والغاضبون لا يمكن أن يفكروا بطريقة سليمة. ولذلك نجد البعض منا يتصرفون بكيفية غير عقلانية فيشنون الهجمات ويقتلون أي شخص، بما في ذلك إخوانهم المسلمون، للتنفيس عن غضبهم ويأسهم. لا تستطيع حكوماتهم أن تفعل شيئاً لكبح جماحهم. والعدو يرد على الهجمات ويمارس المزيد من الضغوط على الحكومات، وليس أمام تلك الحكومات إلا الانصياع وقبول إملاءات العدو، أي التخلي عن استقلاليتها في اتخاذ القرار..

31- وبناء على ذلك، تزداد شعوبنا، والأمة كافة، غضب وتنقلب ضد حكوماتها. وكل محاولة لإيجاد حل سلمي يتم إجهاضها بالمزيد من الهجومات العشوائية التي تهدف إلى إغضاب العدو ومنع الوصول إلى أي تسوية سلمية، ولكن الهجومات لا تحل شيئاً فالمسلمون يتعرضون إلى المزيد من القهر..

32-  هناك شعور بالعجز يسود البلدان الإسلامية وشعوبها وينتابها الإحساس بالعجر عن الإجادة في أي أمر وهي على قناعة بأن الأمور لا يمكن أن تسير إلا إلى الأسوأ. وسوف يظل المسلمون دوماً فقراء ومتخلفين وضعفاء يسيطر عليهم الأوروبيون واليهود ويضطهدونهم ويعتقد البعض، كما ذكرت، أن هذه هي إرادة المولى، وأن الوضع الطبيعي للمسلمين في عالمنا هذا هو أن يعانوا من الفاقة والاضطهاد..

33- هل حقيقة ينبغي علينا ألا نفعل شيئاً لصالحنا وأننا عاجزون عن الإتيان بشيء؟ هل حقيقة أن يفتقد /1.3/ مليار من البشر القوة للنجاة من الإذلال والاضطهاد يمارسها عليهم عدو تعداده يبلغ نسبة ضئيلة للغاية من هذا الرقم الرهيب. هل أقصى ما لديهم لا يتجاوز الرد وقد بلغ بهم الغضب مداه بضربات عشوائية عمياء، أليس هناك أسلوب آخر غير الإلحاح على دعوة الشباب على تفجير أنفسهم وقتل الناس إيذاناً بمزيد من المذابح تتعرض لها شعوبنا؟

34- لا يمكن ألا يكون هناك طريق آخر، إذ لا يعقل أن يهزم /1.3/ مليار مسلم من بضعة ملايين من اليهود، لا بد وأن هناك وسيلة ما سوف يتسنى لنا أن نجدها إذا ما توقفنا برهة وأخذنا بأسباب التفكير السديد وقيمنا عناصر قوتنا وضعفنا، وقمنا بالتخطيط ووضع الإستراتيجيات الملائمة، بما يتاح لنا الانطلاق في هجوم جارف مضاد، ونحن ينبغي علينا كمسلمين، أن نسترشد بهدي القرآن وسنة النبي، ولا شك أن نضال الرسول خلال /23/ عام لهو أفضل توجيه لنا إلى ما نستطيع، وما يجب أن نفعله..

35-  نحن نعلم أن الرسول ورفاقه الأوائل قد اضطهدتهم قريش، هل كان رده ضربات انتقامية؟ كلا، فقد كان استعداد أن يلجأ إلى الانسحاب الإستراتيجي وقد أرسل رفاقه الأوائل إلى بلد مسيحي وهاجر ذاته إلى المدينة حيث جمع الموالين له وعززت قدراته الدفاعية وكفل أمن شعبه وفي الحديبية أبدى استعداده لقبول معاهدة الصلح جائرة على الرغم من اعتراض صحبه ورفاقه، الذي اعقب الصلح عزز قوته إلى أن تمكن من دخول مكة وضمها إلى الإسلام وحتى عندما تحقق له ذلك لم يسع إلى الانتقام وقبل أهالي مكة الإسلام ديناً، والعديد من بينهم أصبح من أشد مؤيديه مدافعاً عن المسلمين ضد جميع أعدائهم..

36- تلك باختصار هي قصة كفاح الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من حديث نكرر فيه رغبتنا في إتباع سنة الرسول ونردد أحاديثه باستفاضة ولكن في واقع الأمر لا نتبع أيا منها ونتجاهلها نماما..

37-  إذا ما استخدمنا كلمة التفكير التي أسبغها علينا المولى تأكد لنا أن تصرفاتنا يعوزها المنطق , فنحن نحارب بلا هدف , بلا غرض سوى الرغبة في إصابة العدو الذي أصابنا ونحن نؤمن بكل سذاجة انه سوف يستسلم لنا , نحن نضحي بحياة الناس بدون مبرر وبلا عائد سوى حصد مزيد من الانتقام والإذلال..

38- وقد آن بلا شك أوان أعمال الفكر , هل يكون ذلك ضياعا للوقت لقد قاتلنا خلال نصف قرن من أجل فلسطين وما الذي حصدناه؟ لا شيء ونحن الآن أسوأ حالا عما كنا عليه في البداية ولو إننا فكرنا ملياً آنذاك لا تتيح لنا إيجاد خطة ووضع استراتيجية من شأنهما تحقيق انتصارنا بصفة نهائية فالواقع أن التريث والتفكير الملي ليس من قبيل ضياع الوقت والأمر يحتاج منا إلى أن نتقهقر بحرص استراتيجي ونشرع في تتدبر ظروفنا بهدوء..

39-  إننا في الحقيقة أقوياء جداً وبكل بساطة لا يمكن القضاء على /1,3/ بليون فرد.. لقد قتل الأوروبيون /6/ مليون يهودي من /12/ مليون , ولكن اليوم يحكم اليهود هذا العالم بالوكالة , انهم يدفعون الأوروبيون للقتال والموت من أجلهم..

40-- قد لا يكون في مقدورنا أن نفعل ذلك وقد لا يكون في مقدورنا توحيد جميع أو 1,3 بليون مسلم , وقد لا يكون في مقدورنا أيضا أن نجعل حكومات المسلمين العمل بروح الوفاق , لكن حتى لو لم نستطع جعل ثلث الأمة وثلث الدول الإسلامية العمل بروح من التضامن , إلا أننا نستطيع بالفعل إن نفعل شيئا , تذكروا أن النبي لم يكن له كثير من الأنصار عندما هاجر إلى المدينة , لكنه وحّد الأنصار والمهاجرين وفي النهاية أصبح قوياً بدرحة كافية تمكنه من الدفاع عن الإسلام..

41-  بغض النظر عن الاتحاد المتكافيء الذي نحن في حاجة إليه , فإنه يجب علينا أن نقيم مصادر قوتنا , لقد ذكرت بالفعل أرقامنا وأرقام ثروتنا البترولية , في عالم اليوم , نعكف على تحقيق كمية لا بأس بها من الأهداف السياسية , الاقتصادية والمالية تكفي لتعويضنا عن ضعفنا في النواحي العسكرية..

42-  نحن نعرف أيضا أن الجميع من غير المسلمين ليسوا ضدنا فبعضهم لديهم ميل ودي تجاهنا وهناك البعض أيضا الذين يرون أعداءنا أعداء لهم وحتى بين اليهود وهناك كثيرون لا يوافقون على ما يفعله الإسرائيليون..

43-  ينبغي أن لا نستعدي كل فرد كما يجب أن نكسب تعاطفهم وأفكارهم يجب أن نكسبهم صفاً ليس باستجداء المساعدة منهم لكن من خلال النضال الكريم لمساعدة أنفسنا يجب علينا أن لا نقوى عدونا عن طريق دفع كل واحد منا نحو التوجه إلى معسكراتهم من خلال أفعال غير إسلامية ولا مسؤولة , تذكروا صلاح الدين والطريقة التي قاد بها الكفاح ضد ما يسمى بالصليبين, خاصة ضد الملك ريتشارد ملك انجلترا , تذكروا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أعداء الإسلام فلنتأسى بأفعاله , إن المهم هو كسب النضال وليس الانتقام أو الثأر..

44- يتعين علينا أن نبني قوتنا في كل مجال من المجاملات ليس فقط في مجال القوة المسلحة يجب أن تكون بلداننا مستقرة ومدارة إدارة سليمة يتعين إن تكون قوية اقتصاديا وماليا , وأن نكون على درجة كبيرة من الكفاءة الصناعية والتقدم التكنولوجي , وسوف يستغرق هذا وقتاً , ولكن يمكن تحقيقه , وحينئذ سوف نكون قد أنفقنا الوقت فيما هو مفيد.. إن ديننا يحثنا على التحلي بالصبر.. إن الله مع الصابرين.. ومن الواضح أن هناك فضيلة عندما يكون الإنسان صبورا..

45-  لكن ينبغي علينا عند الدفاع عن الأمة , أن لا ننتظر حتى نرتب أوضاعنا الداخلية.. وحتى اليوم لدينا مصادر القوة الكافية للتصدي لهؤلاء الذين يريدوا أن ينالوا منا.. لكن المطلوب منا هو تحديد مصادر هذه القوة والعمل من أجل الاستفادة منها لإيقاف هذه المجزرة التي يقترفها العدو.. هذا ممكن كلية إذا توقفنا عن التفكير والتخطيط.. ووضع الاستراتيجيات واتخاذ الخطوات الأولى القليلة الحاسمة.. وحتى هذه الخطوات القليلة يمكن أن تحقق نتائج إيجابية..

46- نحن نعرف أن العرب في عصر الجاهلية كانوا يتصارعون فيما بينهم ويقتلون بعضهم بعضا لأنهم كانوا من قبائل مختلفة..

47- لكي ننجز الأشياء التي اقترحت , ليس المطلوب منا جميعا أن نتخلى عن اختلافاتنا مع بعضنا البعض.. نحتاج فقط إلى هدنة حتى نتمكن من العمل سويا فقط في حل مشاكل معينة ذات مصلحة مشتركة , المشكلة الفلسطينية على سبيل المثال..

48-  أي نضال , وفي أي حرب ليس هناك شيء أهم من العمل المنسق والمتناغم , كل ما نحتاجه هو قدر من الانضباط.. لقد خسر النبي صلى الله عليه وسلم في جبل أحد لأن قواته تبعثرت.. نحن نعرف ذلك ومع ذلك لسنا على استعداد أن نضبط نفسنا وأن نتخلى عن أعمالنا غير المنسقة وغير المنتظمة , نحن في حاجة إلى أن نكون شجعانا وليس أغبياء.. نحن في حاجة ألا نفكر فقط في الجائزة التي سوف ننالها في العالم الآخر ولكن في النتائج الدنيوية لمهمتنا..

49- القرآن يخبرنا أنه عندما يجنح العدو للسلم لا بد أن تكون استجابتنا إيجابية , ربما لا تكون المعاهدة المقدمة إلينا في صالحنا ولكن يمكن أن نتفاوض.. لقد تفاوض النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية وانتصر في النهاية..

50- أدرك أن كل هذه الأفكار لا تلقي القبول , هؤلاء الغاضبون يرفضونها بداية بل أكثر من ذلك يريدوا أن يخرسوا من يتخذ أو يدعم هذا الخط , إنهم يريدون أن يرسلوا مزيدا من الشباب والشابات للاستشهاد ولكن إلى أين سيؤدي ذلك.. بالتأكيد ليس للنصر , فخلال الخمسين سنة الماضية من القتال في فلسطين لم نحقق أي نتيجة , على العكس لقد ساء موقفنا..

51- ربما يرحب العدو بهذه المقترحات , وأن مروجي هذه الأفكار يعملون من أجل العدو.. ولكن علينا أن نفكر.. أننا نواجه شعبا يفكر.. لقد تمكنوا من البقاء ألفي سنة من المذابح وليس عن طريق الرد ولكن بالتفكير.. لقد اخترعوا وروجوا بنجاح للاشتراكية والشيوعية وحقوق الإنسان والديمقراطية , حتى يبدو أن من اضطهدهم كان خاطئا وحتى يتمكنوا من التمتع بحقوق متساوية مع الآخرين.. من خلال كل ذلك تمكنوا الآن من السيطرة على معظم البلدان القوية وأنهم , وهم هذه القلة , أصبحوا قوة عالمية.. لا يمكن أن نقاتلهم بواسطة العضلات فقط إذ يجب علينا أن نستخدم عقولنا كذلك..

52- ومؤخراً وبسبب قوتهم ونجاحهم الواضح تملكهم الغرور، والمغرورون مثلهم مثل الغاضبين سوف يرتكبون الأخطاء وسينسون التفكير..

53- لقد بدأوا بالفعل ارتكاب الأخطاء وسوف تزيد أخطاؤهم وربما كانوا منافذ للفرصة لنا الآن وفي المستقبل. علينا أن ننتهز هذه الفرص..

54- ولكن لكي نفعل ذلك علينا أن نتصرف بصورة صحيحة. البلاغة شيء جميل أنها تساعدنا على فضح ما يرتكب ضدنا من أفعال. ربما يساعدنا ذلك على كسب بعض التعاطف والدعم وهو ما يقوي عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواجهة العدو..

55-  إنه في إمكاننا أن نصلي بل يجب أن نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى لأنه في النهاية هو الذي يقرر إذا ما كنا سوف ننجح أو نفشل. نحن في حاجة إلى رضاه ومساعدته في محاولاتنا..

5-  لكن كيف نعمل وما نفعل هم ما سوف يحدد إذا ما كان سيساعدنا الله ويمنحنا النصر، لقد قال تعالى ذلك في القرآن (سورة الرعد: الآية11)..

57- وكما ذكرت في البداية أن العالم أجمع ينظر إلينا والأمة المسلمة أجمع تضع آمالنا في مؤتمر رؤساء الدول الإسلامية هذا، أنهم يتوقعون منا ألا يكون مجرد تنفيس عن غضبنا وفشلنا بواسطة الكلمات والإيماءات وليس مجرد الدعاء إلى الله، أنهم يتوقعون منا أن نفعل شيئاً، أن نعمل ولا يمكن أن نقول أننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً نحن زعماء الشعوب الإسلامية، لا نستطيع أن نقول أنه ليس في استطاعتنا أن نتحد حتى لو كنا نواجه تحطيم عقيدتنا وأمتنا..

58- نحن نعرف أننا نستطيع. هناك أشياء كثيرة يمكن أن تقوم بها. هناك الكثير من الموارد تحت تصرفنا والمطلوب فقط هو إرادة أن نفعل ذلك. ونحن كمسلمين لا بد أن ندين لتوجيه عقيدتنا، علينا أن نعمل ما هو مطلوب منا بإرادة وعزم، إن الله قد رفعنا، نحن الزعماء، على، عدانا من الآخرين ليس للتمتع بالسلطة، إن القوة التي في حوزتنا هي قوة الشعب هي من أجل الأمة ومن أجل الإسلام، علينا أن تكون لدينا الإرادة أن نستخدم هذه السلطة بحكمة وروية وسوف ننتصر في النهاية إن شاء الله..

59-  إنني أبتهل إلى الله أن يمنحنا المؤتمر العاشر لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في بوتراجايا، ماليزيا، توجهاً جديداً وإيجابياً. وأن يسدد بالتوفيق من الله العلي الرحمن الرحيم..

رابط هذا التعليق
شارك

عن جريد إيلاف .. 31أكتوبر 2003

مجلس النواب الاميركي

يدين تصريحات مهاتير محمد المعادية للسامية

الجمعة 31 أكتوبر 2003 10:00

واشنطن- دان مجلس النواب الاميركي بالاجماع مساء الخميس اثناء جلسة تصويت، التصريحات الاخيرة المعادية للسامية التي ادلى بها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد. وتبنى المجلس بغالبية 411 صوتا مقابل لا شيء وامتناع عضو واحد، قرارا يصف الملاحظات التي اوردها مهاتير محمد بانها "مثيرة للسخط" و"دنيئة".

وكان رئيس الوزراء الماليزي اعلن ان اليهود "يسيطرون على العالم" وذلك اثناء قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر في ماليزيا. وجاء في قرار مجلس النواب الاميركي ان "كلاما مثيرا للسخط من هذا النوع لا عذر له وليس منطقيا"، منددا "بالعبارات القديمة حول الهيمنة اليهودية ومعاداة السامية البشع".

ويدعو القرار كل الحكومات والمنظمات الدولية، ولا سيما الاتحاد الاوروبي، الى ادانة تصريحات رئيس وزراء ماليزيا. وكان مجلس الشيوخ الاميركي صوت الاثنين بالاجماع على قرار يجمد مساعدة عسكرية لماليزيا بقيمة 1.2 مليون دولار ردا على تصريحات مهاتير محمد المعادية للسامية.

ويترك مهاتير محمد البالغ من العمر 77 عاما منصبه اليوم الجمعة بعد 22 عاما في السلطة. ويحل محله نائب رئيس الوزراء عبد الله احمد بدوي.

رابط هذا التعليق
شارك

ما جاء به محاضير علنا .. ليس رأي مواطن مسلم متعصب .. بل تلك هي الحقيقة التي يرفض العالم تصديقها .. ويصر على إخفاء رئسه في رمال صحراء العراق .. لقد قررتها اليوم الشعوب الأوربية ..

عن لإيلاف ..

اسرائيل تهدد السلام العالمي

مجموعة يهودية اميركية تدين نتائج استطلاع اوروبي

السبت 01 نوفمبر 2003 13:37

نددت مجموعة يهودية اميركية باستطلاع للرأي اجراه الاتحاد الاوروبي اظهر ان حوالي 60 في المئة من الاوروبيين يشعرون ان اسرائيل تهدد السلام العالمي اكثر من كوريا الشمالية وايران وافغانستان، وقالت ان تلك النتائج تشكل "صدمة" وهي "معادية للسامية".

  وقال مركز سايمون فازينثال اليهودي النافذ ان الاستطلاع، الذي اجرته المفوضية الاوروبية وشمل 7500 شخص في انحاء القارة وينشر يوم الاثنين، مناف للمنطق كما انه "ضرب من الخيال العنصري".

  وكانت المفوضية الاوروبية نفت الخميس تدخلها لاستبعاد نتائج الاستطلاع المتعلقة باسرائيل. وقالت ان نتائج الاستطلاع الكاملة ستنشر الاثنين المقبل.

  وكانت المفوضية الاوروبية في بروكسل نشرت استطلاعا الاثنين الماضي بعنوان "العراق والسلام في العالم" اجري على مواطنين من دول الاتحاد الاوروبي منتصف الشهر الحالي.

  وقال مؤسس وعميد المركز الحاخام مارفين هاير ان "الاستطلاع هو مؤشر على ان الاوروبيين اقتنعوا تماما بحملة زعماء اوروبا والاعلام الاوروبي التي تصور دولة اسرائيل على انها دولة شريرة وشيطانية".

  واضاف رئيس المركز ويتخذ من لوس انجليس مقرا له ان "هذه النتائج المريعة التي تشير الى ان اسرائيل تهديد السلام العالمي اكثر من كوريا الشمالية وايران ينافي المنطق كما انها ضرب من الخيال العنصري".

  واضاف ان "ذلك يظهر ان معاداة السامية متأصلة في المجتمع الاوروبي الان اكثر من اي فترة اخرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية".

  وكانت صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" في باريس اوردت تقريرا عن الاستطلاع امس الجمعة الا انه لم تتوفر مزيد من التفاصيل.

  وطلب من المشاركين في الاستطلاع اختيار من بين قائمة تضم 15 دولة البلدان التي تشكل تهديدا على السلام العالمي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في المفوضية الاوروبية ان حوالي 59 في المئة من المشاركين في الاستطلاع اختاروا اسرائيل.

  وقال الحاخام هاير انه لو ان نتائج الاستطلاع صحيحة، على اسرائيل استثناء الاتحاد الاوروبي من عملية السلام في الشرق الاوسط.

  ويزعم مركز سايمون فازينثال انه يمثل 400 الف عائلة في الولايات المتحدة.

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

كلمة الدكتورمحاضير محمد أمام وزراء خارجية منظمة العالم الإسلامي شهر إبريل لعام 2000 ..

أهمية دراسة التاريخ الإسلامي

إنني أشعر بالامتنان البالغ، وأنا أرحب بوفود مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في كوالالمبور نيابة عن الحكومة والشعب الماليزي، وآمل أن تكون إقامتكم سعيدة واجتماعاتكم مثمرة.

وإنني أتشرف بأن أعطى هذا الفرصة؛ لأتحدث لهذا الحفل الكريم، وأعلن رسميًّا افتتاح الدورة السابعة والعشرين لاجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الصباح.

لقد اختير شعار المؤتمر ليكون "الإسلام والعولمة" وهو اختيار في وقته حيث تستعد الدول الإسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي والمسلمين عامة لمواجهة تحديات العولمة في الألفية الجديدة .

اسمحوا لي أن أتحدث قليلاً عن العولمة في كلمات، وهي المفهوم والظاهرة التي أصبحنا نعيش معها والتي كانت ماليزيا لسوء الحظ قد جربتها في الفترة الماضية ووجدتها أنها لم تشكل لإغناء دول العالم أجمع ومنهم الدول النامية مثلنا، لقد كنا على وشك أن نعلن إفلاسنا الكامل بسبب نظام العالم المعولم، وكدنا أن نتحول إلى متسولين وعالة على غيرنا وأن نقع تحت وطأة أوامر القوى الكبرى الذين تختلف أجندتهم وأهدافهم عنا وبالطبع هي أهداف ليست إسلامية .

لكن قبل أن نتحدث عن العولمة بشكل خاص دعوني أقول: إننا قبل أن نستعد لتحديات المستقبل لا بد أن نقف وقفة محاسبة لحاضرنا ودراسة لماضينا، وإنني على يقين من أننا لو فعلنا ذلك لاستطعنا تفادي الأخطاء التي وقعنا فيها في الماضي، واستطعنا التعامل مع مخاطر المستقبل بمهارة أكبر، فالتاريخ يثبت لنا مرارًا أنه يعيد نفسه، وأن الأخطاء التي نرتكبها عبر العصور متشابهة، وكنتيجة لذلك نستمر نحن في دفعنا لثمن ذلك، ولكن يبدوا أننا لا نتعلم أبدًا.

لنأخذ على سبيل المثال العصبية القبلية، فعندما جاء الإسلام كان العرب منقسمين على أنفسهم، وكانوا يوالون قبائلهم باستماتة، وبسبب ذلك لم يعيشوا حياة هدوء وسلام وبقوا منقسمين، ومن أكثر الشعوب تخلفًا،  لكن الإسلام وحّدهم، وأوقف حروبهم القبلية التي لم تنته سابقًا، وأصبحوا بعد ذلك أقوى شعوب الأرض فنشروا الإسلام من الصين وحتى أسبانيا، ومن أقاصي آسيا الوسطى وحتى إفريقيا وآسيا التي وطئت أقدامهم غاباتها الاستوائية الكثيفة، وفي تلك الفترات شيدت إمبراطورية عظيمة، وبنيت حضارة إسلامية.

وباتباعهم تعاليم الإسلام الذي أمرهم بتقصي العلم والعمل على تحصيله تعلم المسلمون الأوائل العلوم والرياضيات وفنون الحضارات التي سبقتهم، وطوروها ووسعوها؛ حتى أصبحت الحضارة الإسلامية أكبر الحضارات وأقواها وأكثرها علمًا ومعرفة وتقدمًا. وفي البلدان الإسلامية بدأ ظهور الصناعات التي أنتجت أفضل ما أنتجته البشرية حتى ذلك الوقت من حديد وغير ذلك من المعادن كالأخشاب والزجاج ومواد خام أخرى استخرجوها، وشيد المسلمون السفن التي أبحرت بهم إلى أقاصي العالم وبلاده البعيدة وانطلقوا للتجارة والسكن فيها ونشر الهدى، وأما قوافل الجمال والخيول والحمير فقد وصلت بين مدن في الصين وأخرى في أوروبا .

وقدمت بحوث المسلمين في الطب إياهم على غيرهم ممن بحث في هذا العلم، وكان لهم الفضل في إرساء قواعد الطب الحديث، وبنيت مدن عظيمة تحتضن في جنباتها مكتبات ضخمة وجامعات مرموقة، وتدرب المسلمون على فنيات حرب جديدة فهزموا جحافل جيوش أوروبا المثقلة بالسلاح والعتاد وحموا المسلمين ومجتمعاتهم أينما كانوا، لقد كانت الدولة الإسلامية قوة عالمية، وكان المسلمون يعاملون باحترام في كل مكان.

وبقيت الحضارة الإسلامية التي بناها المسلمون لقرون عديدة وكانت الأعظم في التاريخ البشري، وستظل كذلك إلى الأبد، ومن الواضح أن الإسلام سيعود ليكون الدين السائد في العالم، ولقد اعتنقه الكثيرون من النصارى الأسبان والصينيين البوذيين، وقبلوا به، ويبدوا أن غيرهم كثير ممن سيخطو تلك الخطى .

أسباب تخلف المسلمين

لكن عملية أسلمة الحياة الإنسانية بدأت بالتراجع والتباطؤ؛ لأن المسلمين بدءوا يرجعون إلى سلوكياتهم الجاهلية التي كانت قبل الإسلام، فلقد بدءوا الصراع والتحارب فيما بينهم وبرز الاختلاف بينهم، وظهرت الدويلات، والممالك الصغيرة رافضين ولاءهم للإسلام ومقدمين على ذلك الولاء للحكام المحليين والحكومات، وانشغلوا باختلافات حول تفسيرات وتطبيقات الأحكام الإسلامية، وتشاحنوا حول من هو الصحيح في تطبيقه للإسلام ومن هو المخطئ، وكل طرف منهم حاول أن يهزم الآخر في تعصبه الديني، ورفض بعضهم سلك طريق علم غير العلوم المتعلقة بالدين الإسلامي، وفشلوا في متابعة التغيرات التي حصلت في أوروبا والنقلات التي حدثت فيها بفعل العلوم والمعارف التي أخذها الأوربيون من المسلمين وهي تغييرات مهدت للثورة الصناعية لاحقا.

ولذلك عندما جاءت الثورة الصناعية، وبدأ عصر جديد لم يسهموا فيها بشكل واضح بل إنهم رفضوها بوصفها من فعل الباطل، وتراجعت المصانع الإسلامية، ولم تعد صناعاتهم اليدوية كصناعتهم للنسيج تقدر أن تنافس صناعات أوروبا، وكان الأمر المؤسف أن يواجه المسلمون الحاجة لاستخدام صناعات أوروبا الغربية بعد ذلك وبالتأكيد احتاجوا أن يستوردا أسلحة صنعت في الغرب .

لقد أمر القرآن المسلمين على أن يحاربوا ويخيفوا أعداءهم بقوة حربية وأسلحة للدفاع عن أنفسهم، وأن يكونوا مستعدين لذلك، وبسبب الانشغال بالخلافات في تطبيقات القوانين، وفقه السلوكيات أهمل المسلمون استعدادتهم الدفاعية تمامًا. ولا يستطيع أحد الدفاع عن نفسه بحق لو ظل يحتاج لشراء السلاح من الأعداء وبمضي الوقت ضعفت القوة العسكرية الإسلامية وجيوشهم وسقطت أوطانهم بيد غير المسلمين أرضًا تلو الأرض .

وهجم الأسبان على أسبانيا وأخرجوا مسلميها إلى إفريقيا، ولم يدعوهم آمنين في إفريقيا بل لاحقوهم وغزوا أرضهم وجعلوها تحت وطأة الحكم الأسباني. وفي أروربا الشرقية مرت الدولة العثمانية بنفس التطورات، فبعد تراجع الاهتمام بالعلوم وفشلهم في تتبع تغيرات الثورة الصناعية وآثارها التي جعلت أوروبا الغربية مركز توليد صناعي وانشغل المسلمون بشرعية أو عدم شرعية القبعة والبنطال الغربي أصبحت الدولة التركية المسلمة العظمى عاجزة عن أن تحمي نفسها، وبدفع وتشجيع من البريطانيين والفرنسيين تعاون العرب الذين كانت تحكمهم الدولة العثمانية مع أعداء الإسلام لتحرير أنفسهم من الأتراك، ولكن عندما هدأ غبار العاصفة على بقايا الحكم التركي المسلم وجد العرب أنفسهم وقد غيروا الحكم التركي بالحكمين الفرنسي والبريطاني، وحتى تركيا جاءت تحت وطأة الحكم اليوناني، وكان يمكن أن تبقى في ظل ذلك الحكم إلى هذا اليوم.

إن الدروس التي يجب أن نتعلمها من تاريخ الشعوب المسلمة والإمبراطورية الإسلامية كثيرة ومنها:

أن أهم درس هو لزوم الإخوة الإسلامية التي أمرنا بها الإسلام والتي بدونها لن نحيا وننجح في معيشتنا

بالتأكيد هناك حاجة للقراءة التي أمرتنا بها أول آية أنزلت على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاجة للتعلم وتحصيل المعرفة وفي ذلك الوقت لم تكن هناك كتابات أمام النبي ليقرأها سوى بعض ما كتب قبل الإسلام، والقراءة هنا تعني الدراسة، ونحن نعرف كيف طلب المسلمون الأوائل العلم، وحتى ما كتب في الحضارة الإغريقية وغيرها من الكتابات في العصور التي سبقتهم .

ولأنهم اتبعوا تعاليم الإسلام فإن المسلمين الأوائل تعلموا فنون الحرب وفنون السلام والحياة ونجحوا في نشر الإسلام وكسب مؤمنين ومناطق جديدة.

وفيما يتعلق بتحصيل العلم فنحن بالتأكيد متأخرون عن بقية دول العالم، والمعرفة في غير العلوم الإسلامية منتقدة من قبل بعض المسلمين الذين يعتبرونها علوما علمانية ويدعوننا لرفضها لكن بعضنا من المسلمين هاجر إلى خارج العالم الإسلامي ليطلب العلم وكنتيجة لذلك يستفيد غيرنا من الفنون والعلوم التي نماها وتعلمها أهل بلداننا. ولهذا السبب لا يمكن لنا أن نطور بلادنا ولا يمكننا حتى منافسة الدول التي تطورت حديثا ، وحتى في استخراجنا لما عندنا من ثروات طبيعية ومعادن اعتمدنا في ذلك على غيرنا.

واليوم تفتح الثورة الصناعية الباب لعصر المعلومات ليبدأ ويرى غير المسلمين من التقنيات الجديدة فرصا وهم مشغولون باستغلالها وتتضاعف قوة سيادتهم وانفرادهم الصناعي مرات عديدة بسيطرتهم على تطبيقات المعلومات.

لقد أبدعوا فكرة العالم بدون حدود ودولة وحكومة العالم ، وعملت ماكينات دعايتهم وإعلامهم على ترويج هذه الفكرة  وضمان انتشارها في دول العالم وجعلها مقبولة من الجميع وغرس فكرة أننا لو لم نقبل ذلك فسنبقى جزءا من الماضي متأخرين ومتمردين، ولذلك فنحن المسلمين مجبرون على أن ننضم للكورس ونلحن في تمجيد العولمة.

ولكن هل نعرف حقًّا ما الذي سنقبله ونعي ذلك؟ إننا نعرف بعض الشيء، ولكننا بالتأكيد لا نعرف بشكل كامل.

ماليزيا والعولمة

بتواضع أود أن أقول: إن ماليزيا تعرف أكثر من أغلبية الدول الإسلامية الأخرى بقليل، ولكن ما نعرفه وما جربناه جعلنا نحذر من الوعود العظيمة والمغرية التي يتنادى بها أدعياء العولمة.

إنني أشك في قدرتنا على كسب العملية، ولكن معرفة الفكرة والمفهوم، وما يمكن أن تفعل وفعلت لنا جعلتنا نحذر ونعد أنفسنا للتحديات التي ستأتي باسم العولمة.

وكما قلت فإن ماليزيا كانت لها تجارب مرة مع العالم الذي بلا حدود. فبتعويم عملتنا فقط يمكن أن نعيش في فقر مدقع مما يجعلنا نتفاوض ونتنازل حتى عن استقلالنا. الكثيرون ظنوا أننا نحن ـ المسلمين ـ في هذا البلد وفي مواجهة هذى التحدي كنا سنغلق أبوابنا للدفاع عن أنفسنا، لكن الكثيرين من المسلمين في ماليزيا مشغولون بالتقوى تقديراً لخطورة الوضع وبالشكر لأننا استطعنا أن نفشل محاولة لاستعمارنا، نحن الماليزيين استطعنا أن نخلص  أنفسنا هذه المرة ولكن ذلك جعل شعبنا أكثر رضا عن نفسه، وفي الواقع أقل تقديراً لحظهم الجيد، ولذلك بقينا منقسمين، وقد نستمر باتجاه الضعف، والقصة القديمة لخلافات المسلمين والاهتمام بالفروق الصغيرة في تطبيقات الإسلام ستظل تعيقنا عن محاولتنا إنجاز " الحسنة في الدنيا ".

المسلمون والإنترنت

إن أكثر التغيرات الهامة التي جاء بها عصر المعلومات وتقنياته هي الإنترنت. فقد أصبح فجأة فعل أشياء بطرقٍ مختلفة وجديدة أمرًا ممكنًا، وأصبح من غير الممكن إيقاف انتشار المعلومات. لكن المعلومات ليست دائماً لهدف المعرفة ولكنها أيضاً  لنشر الفحش والقذارة والكذب التام التي ينشرها أناس يريدون تدمير تنمية ونهوض المجتمعات الإنسانية بما في ذلك الأمة المسلمة.

إنكم ستتفاجئون عندما تعرفون أن 50% من التعاملات المالية عبر الإنترنت في مجال المنتجات الإباحية. وبينما نحن المسلمين نغطي عوراتنا بكل طاعة واتباع لديننا فإننا نُجرّ لتنـزيل أفحش الصور والأفلام من الإنترنت. وتتهدد أخلاقنا وأخلاق أطفالنا والأجيال القادمة حتى يصبح اعتناقنا للإسلام بلا معنى، ولا نعلم عن التقنيات أو الأساليب التي نواجه بها ذلك.

وفي نموذج الاتصال التجاري المباشر بين المصنع أو المستورد والمستهلك أصبح من الممكن البيع المباشر، وكان ذلك سابقاً يحصل باستيراد كميات كبيرة من قِبل المراكز التجارية ثم توزيعها عبر محلات ومراكز بيع محلية، ولكن اليوم أصبح الطرد البريدي الذي يحمل السلعة يرسل إلى المستهلك من الشركة التي تتاجر عبر الإنترنت على بعد 12ألف ميل، وبهذا الشكل استغنى هذا النموذج عن المستوردين والموزعين والبائعين لحد كبير ولم تعد الحكومات قادرة على أن تجمع ضرائب الاستيراد والتجارة.

ولتوقع الجميع أن تنفتح الأسواق العالمية بإشراف منظمة التجارة الدولية تتكتل الدول الصناعية والبنوك والمصانع، وبعمليات الاندماج والتمليك أصبحت الشركات والكتل ضخمة جدًّا لدرجة أن دولا بأكملها لا تقارن إلا بقسم من أقسام أحد هذه الشركات. إنهم سيقدرون على ابتلاع أي بنك أو مصانع أو تجارات نمتلكها وفي النهاية سنصبح مثل جمهوريات الموز التي يعد فيها مالكو المزارع أقوى من روؤساء تلك الدول، وفي مثل هذا الوضع لن تعد الدولة ذات السيادة مستقلة وستعود الأوضاع التي سادت في النصف الأول من القرن الماضي.

استعمار جديد

إن هناك الكثير مما قد يأتي مع العولمة، ولكن هل المسلمون مستعدون لمنع حدوث ذلك؟؟ والجواب بوضوح هو: لا، إننا لم نقدر على أن نواجه تحديات الثورة الصناعية وإننا اليوم أقل قدرة من أن نواجه الثورة المعلوماتية. فالتخلف التقني والفقر الاقتصادي سيتعمق إلى أن نصبح معتمدين على غيرنا في كل ما نحتاجه، وسنُهان حينها ويستأسد علينا، ونُدفع لقتال بعضنا البعض، وما نحن متأكدون منه هو أننا لن نأخذ حظا وافرا من الحكم في مركز الحكومة العالمية .

وبسبب اليأس فإن بعض شعوبنا وحتى بعض الدول المسلمة ستلجأ لسلوكيات عنيفة وسنتهم بأننا إرهابيون، وستتهم بلداننا بأنها مبنية على الأعمال الإرهابية، وما سنحققه من هذه الأفعال لن يكون سوى التهيج القليل، ولكن العقوبات التي ستواجهنا ستكون مرة ومذهلة لشعوبنا، وسنغضب فيما بيننا، وسيتهمنا الشجعان من قومنا بأننا لم نقاتل معهم من أجل الإسلام كما يقولون، ولكننا نعرف أن بقدراتنا الحالية وباعتمادنا في التسلح على من يضغط علينا ويقهرنا لن تنجح الحرب ضد قاهرينا أولئك، ولن يتحقق من ذلك شيء، وفي هذه اللحظة يمكنهم أن يمسحوا العالم الإسلامي من على وجه الأرض بأسلحتهم إذا أرادوا وإذا لم يفعلوا ذلك فليس لأنهم يحبوننا.

ما العمل ؟

يبدو أن العالم المعولم في عصر المعلومات سيكون أسوأ مما كان عليه الوضع في عصر الثورة الصناعية، ويبدو للبعض أن أفضل ما يمكن أن نفعله هو أن ندير ظهورنا لهذا العالم طمعا في الفوز في العالم الآخر.

ولكن هل سيكون ذلك وهل ستكون الآخرة لنا لو أدرنا ظهورنا للدنيا ..إنني لست متيقنا من ذلك، وإنني أعتقد أنه مع الفشل في تطوير بلادنا الإسلامية والفشل في الدفاع عنها وعن المسلمين فإننا نقع في ذنب أكبر من عملنا الاعتزالي بالالتزام بعباداتنا اليومية التي قد لا تنجينا، وإذا كانت الدنيا لغيرنا فلماذا تعلم المسلمون الأوائل العلوم والفنون ومهارات الحرب والسلام والتي بها نشروا الإسلام في قارات العالم، ولكانوا أراحوا أنفسهم بضمان الفوز بمنزلة طيبة في العالم الأخر بدلا من التعب والمجاهدة لنشر الإسلام ولو كانوا قد آمنوا بدينهم كما آمن المسلمون اليوم لما أمكن أن يكون كثير منا من الحاضرين في هذه القاعة من المسلمين ولكن والحمد لله وله الثناء والشكر لقد التزم المسلمون الأوائل بدينهم حق الالتزام.

إننا كل يوم ندعو أن يؤتينا الله حسنة في الدنيا والآخرة ولا ندعو بالحسنة في الآخرة وحدها فهذا العالم لم يخلقه الله سبحانه وتعالى للكفار فقط ولم يخلق هذا العالم ليبقى المؤمنون بربهم متخلفين وغير محترمين ومقهورين ، لقد خلق الله هذا الدنيا لنا أيضا و يجب أن نعمل على كسب الحسنة في الدنيا قبل الحسنة في الآخرة بالرغم من أن الآخرة هي الباقية، ولكن يجب أن نجتهد لحصول ذلك ونحن في بداية عصر المعلومات والعولمة ولسنا متأخرين جدًّا بعد ويمكننا أن نلحق بالركب لو أردنا ذلك، و لو تأخرنا فسيتقدمون، وسنتأخر مرة أخرى عن ركب الثورة الجديدة.

إننا مسلمون كلنا، ولكن هل من الصعب أو غير المعقول أن نتحد فجأة، وأن ننظر لبعضنا بعضا بنظرة إخوة بالرغم من كل حديثنا عنها؟! إننا على الأقل يمكن أن نشعر ونفهم مخاطر ومخاوف العالم بغير حدود فنعمل على تقليل الفروقات بيننا كدول وفي ضمن الدولة الواحدة

نستطيع جميعنا أن ندرس العلوم والتقنيات في الوقت الذي يجب ألا نهمل تعاليم ديننا فنلتزم دائما بعباداتنا ولا ننس أن الإسلام أمرنا بالتعلم وبالتعرف على أساليب الدفاع عن النفس وعن الأمة والإسلام. ويجب أن يوجه عدد كاف منا لتحصيل العلوم الحديثة ومهارات عصر المعلومات لنلحق بقوة أعدائنا وغيرهم، وشعوبنا ليست عاجزة أو قليلة العدد فالمسألة هي مجرد إعادة تخطيط وتنمية الثروات البشرية، وفي ماليزيا يعلم بعض الآباء والمدرسين الأبناء أن العلوم الشرعية هي التي بها الفوز، ويمكن أن هؤلاء لم يسمعوا عن فرض الكفاية في تعلم العلوم الأخرى التي تحتاجها الأمة المسلمة .

إن ما سنواجهه سيكون من المهام الصعبة وقد نواجه معارضة من المسلمين أنفسهم من أولئك الذين يعتقدون أن تأثيرهم وسلطتهم في المجتمع ستفقد لو زادت معرفة أتباعهم بمختلف العلوم وسيتهم من يركز على العلوم الحديثة بأنه علماني من قبل البعض وستتهم الدول الإسلامية بعضها بعضًا بأنها لا تطبق الإسلام كاملا وقد يحاربون بعضهم بعضا بسبب الخلافات بينهم.

صدقوني إن الأعداء والقوى لا تعنى بالشكل الذي يعيشه المسلمون فكلنا بالنسبة لهم مسلمون وأعداؤهم وإرهابيون، وسيفعلون كل ما بوسعهم لإضعافنا، وفي كثير من الحالات لتدميرنا، وسوف تخدم أهدافهم عندما يروننا منقسمين في شؤون ديننا وسيشجعون ذلك، وقد يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر المتطرفين الذين يرفضون العلوم والفنون التي ندافع بها عن أنفسنا .

إن الحل لذلك بيننا ومنا، ونستطيع أن نختار بين التنافس الضعيف بيننا أو أن نتوجه لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يهدد الإسلام، وإنه لمن قوتنا وقدراتنا أن ندافع وندعو للدفاع عن الإسلام وإذا لم نختر ذلك فسنتحمل اللوم نحن المسلمين، وعلينا ألا نلوم غيرنا فالله -سبحانه وتعالى- قد أرشدنا بالقرآن والسنة وأرسل لنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليهدينا إلى الصراط القويم، لكننا نحن الذين نهجر ما قاله ربنا .

إنني آمل أن يدرك هذا الاجتماع لوزراء الخارجية مخاطر وتحديات العولمة وأن يتعرفوا عليها، وأن يتخذوا خطوتهم الأولى لتقليل الفروقات بينهم، والتركيز على تحصيل العلم والفنون لمواجهة تكنولوجيا المعلومات التي ستدمر قيمنا وإيماننا، وبقايا حضارتنا، أسأل الله العلي القدير بحكمته وعلمه أن يرزقنا التوفيق والهداية فلا نبقى مبتعدين عن ديننا ونحطم أنفسنا.

بهذا أعلن الافتتاح الرسمي لهذا المؤتمر …

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

كلمة دولة الدكتور محاضير  محمد

رئيس وزراء ماليزيا

في ندوة الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي

يوم السبت الموافق 19 أكتوبر 2002م

1 - لقد سررت كثيراً بدعوتي للتحدث في هذه الندوة رغم شعوري بأنني غير مؤهل لإعطاء هذا الموضوع حقه.

2 - إنني لا أعرف القدر الكافي عن الاقتصاد السعودي سوى أن المملكة من أكبر منتجي ومصدري النفط. فهذا الاقتصاد مختلف تماماً عن الاقتصاد الماليزي الذي يعتمد كلياً على التجارة حيث يبلغ حجم التجارة ضعف حجم الناتج المحلي الإجمالي. وحتى في اليابان، التي تتميز بضخامة الصادرات، تشكل التجارة أقل من 30% من ناتجها المحلي الإجمالي. لذلك يمكن القول بأن الاقتصاد الماليزي يعتمد بصورة أساسية على التجارة، صادرات المنتجات الإلكترونية والكهربائية وغيرها من السلع الصناعية التي تشكل حوالي 80% من إجمالي الصادرات بجانب الصادرات النفطية والمواد الخام الأخرى التي تشكل 20%.

3 - ومن ناحية أخرى – وهنا أرجو أن أكون مصيباً – يعتمد الاقتصاد السعودي إلى حد كبير على إنتاج النفط وتصديره. أعتقد أن المملكة تصدر حوالي 10 مليون برميل من النفط يومياً – لقد ذُهلت لهذا الرقم حيث أن ماليزيا تنتج فقط 650 ألف برميل في اليوم وتصدر فقط 100 ألف برميل، بينما يتم استهلاك باقي الكمية محلياً.

4 - وبافتراض سعر 20 دولار للبرميل على سبيل المثال، فإن تصدير 10 مليون برميل يحقق إيرادات مقدارها 200 مليون دولار في اليوم وحوالي 73 بليون دولار في السنة. بالطبع، ينبغي علينا خصم تكلفة الإنتاج، والتي تعد منخفضة بالمقارنة مع الإنتاج الذي يتم بعيداً عن الساحل في ماليزيا. ورغم ذلك، سيكون الرصيد المتبقي بعد خصم التكاليف كبيراً جداً وتمثل إيرادات حكومية صافية في بلد يقل عدد سكانه كثيراً عن ماليزيا حيث يصل عدد السكان إلى 24 مليون نسمه.

5 - لقد عرفنا أن الاحتياطيات المثبتة سوف تستمر حوالي 200 سنة قياساً بمعدل الإنتاج الحالي. وإذا كان ذلك صحيحاً، فإن النفط سوف يظل يمثل المحرك الرئيسي لمستقبل الاقتصاد السعودي.

6 - إن احتمال ظهور وقود بديل للنفط في المستقبل المنظور لا يزال ضئيلاً. سيشهد المستقبل بعض التقدم نحو جعل مولدات الكهرباء ومحركات السيارات أكثر كفاءة ولكن ليس بالقدر الذي يساوي الزيادة في الطلب على الوقود.

7 - لذلك، سيظل مستقبل الاقتصاد السعودي معتمداً إلى حد كبير على إنتاج النفط وتصديره. ولكن ماليزيا تدرك جيداً المخاطر الناجمة عن الاعتماد على المواد الخام بصفة عامة وعلى سلعة واحدة بصفة خاصة.

8 - لقد اعتادت ماليزيا على إنتاج المطاط والقصدير فقط، ولكن فَقَدَ المطاط أسواقه نتيجة لظهور المطاط الصناعي. وبالنسبة للقصدير، يقتصر استخدامه الرئيسي على صناعة العلب. ومن ثم انخفض الطلب عليه كثيراً بفعل ظهور مواد التعبئة الجديدة مثل الألمنيوم، والورق، والزجاج، والبلاستيك.

    فإذا كانت ماليزيا لا تزال معتمدة على هاتين السلعتين فإن اقتصادها لم يكن ليتجاوز واحداً على عشرين من حجمه الحالي.

9 - وكما نعلم جميعاً فإن أسعار النفط عرضة للانخفاض. إن انخفاض دولار واحد في سعر البرميل قد يسبب خسائر ضخمة في دخل الدول التي تنتج كميات كبيرة من النفط. فبالنسبة لماليزيا، التي تنتج 650 ألف برميل في اليوم وتصدر فقط 100 ألف برميل في اليوم، ستكون الخسائر في الدخل 100 ألف دولار في اليوم أو 36.6 مليون دولار في السنة. وحيث تقدر إيراداتنا من الصادرات بحوالي 100 بليون دولار في السنة، فأن الصادرات النفطية لا تشكل أهمية كبيرة. ولكن بالنسبة للمملكة، فإن الخسارة في الإيرادات ستكون كبيرة مع الوضع في الحسبان أن الانخفاض قد يكون أكبر من دولار واحد.

10- لقد اضطرت ماليزيا، نتيجة انخفاض الطلب على المطاط والقصدير، إلى التحول إلى الصناعات التحويلية. ولم تكن لدينا الخبرة في هذا المجال أو رأس المال اللازم لذلك. كما أنه كان لزاماً علينا من أجل التصدير والحصول على النقد الأجنبي، ضمان استيفاء منتجاتنا للمواصفات العالمية. لقد لجأنا إلى سلوك الطريق المختصر وهو جذب المستثمرين الأجانب من خلال توفير حوافز مغرية. وكانت النتيجة أن صادرات المنتجات الصناعية تشكل 80% من إيرادات الصادرات الحالية البالغة حوالي 100 بليون دولار.

11- لقد استوعب الماليزيون بسرعة فائقة المهارات اللازمة من الصناعات التي أنشأها المستثمرون الأجانب بحيث أصبح جزءاً هاماً من الصادرات الصناعية اليوم يتم من قبل مصانع يملكها ويديرها الماليزيون.

12- تمتع ماليزيا بأعداد وافرة من العمالة ذات الاستعداد العالي للتدرب والتعلم ومن ثم فإنها لجأت إلى الصناعات كثيفة الاستخدام للعمل. ونظراً لصغر حجم السكان نسبياً، فليس بإمكان ماليزيا استبعاد النساء، بما فيهن المسلمات، من سوق العمل. وفي الحقيقة فإن النساء على درجة عالية من الكفاءة والمهارة. وقد اتضح أن براعتهن في العمل اليدوي وقدرتهن على التركيز على مهامهن في الصناعات الإلكترونية، تحقق إنتاجية عالية.

13- يشكل المسلمون فقط 56% من إجمالي سكان ماليزيا. فإذا تم منع النساء من العمل، فإن الموارد البشرية للمسلمين سوف تنخفض بنسبة 28%.

    إننا نـتـنافس مع غير المسلمين في ماليزيا وغيرها من الدول ولسنا على استعداد لتقليص قدراتنا التنافسية بمقدار النصف.

14- والآن، ورغم كافة الجهود المبذولة، هناك نقص في العمالة. إن علينا الأن التوجه نحو الصناعات ذات التقنية العالية والكثافة الرأسمالية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وتحقيق إيرادات أفضل لشعبنا وبلدنا.

15- هل التجربة الماليزية ملائمة للرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي؟ الإجابة إلى حد ما، نعم. فبقدر ما تعتمد الميزات النسبية لماليزيا على العمالة التي تتمتع بمستوى رفيع من التدريب والمهارات، فان الميزة النسبية للمملكة تكمن في النفط أو بعبارة أصح في موارد الطاقة. كما تتميز المملكة بمساحات شاسعة وقدرة على إنشاء المصانع حتى في الأراضي القاحلة والجافة. إنني متأكد من وجود الفوسفات وغيرها من المعادن القيمة في حد ذاتها أو من حيث الاستخدام في مجال الأسمدة.

16- تعود وفرة النفط في المملكة لكون أن شبه الجزيرة العربية كانت عبارة عن سطح مائي ضخم في عصر ما قبل التاريخ فمن الممكن للمملكة إعادة تشجير الصحراء باستخدام أسلوب الري الصحيح من خزانات المياه الجوفية التي ستكون كبيرة إذا استخدمنا بئر زمزم كمقياس. ولا أقصد بذلك إعادة تشجير الصحاري بأكملها ولكن أجزاء منها فقط. إن من شأن إعادة التشجير المساهمة في هطول الأمطار وبالتالي إمكانية زراعة جميع أنواع المحاصيل. ولن يتحقق ذلك خلال عام أو عقد من الزمان ولكن يمكن تحقيقه مع مرور الوقت من خلال استخدام أساليب الري العلمية الحديثة. لقد تمكنت المملكة بالفعل من إنتاج القمح باستخدام الري الصناعي. وبالطبع ستكون التكلفة مرتفعة على المدى القصير ولكن فوائد كثيرة سوف تتحقق على المدى البعيد – ليس من إنتاج القمح ولكن من إعادة التشجير.

17- ولكن الميزة النسبية الأساسية لا تزال تكمن في النفط أو الطاقة. فالمملكة تصدر كميات كبيرة من النفط. ولكن بالإمكان تحويل النفط إلى منتجات أخرى أهمها الطاقة الكهربائية، حيث بالإمكان، بدلاً من تصدير النفط، إنتاج الطاقة الكهربائية وبيعها، وبالتالي تحقيق دخل ثابت. فالتقلبات في أسعار الكهرباء لن تكون في مستوى تقلبات أسعار النفط. إن من شأن تصدير الكهرباء التخفيف من التأثيرات السلبية لتقلبات أسعار النفط.

18- يمكن أيضاً نقل النفط عبر الأنابيب لمسافات بعيدة كما يمكن شحنه لأي مكان في العالم. وباستخدام ميزة التكلفة المنخفضة للنفط، تستطيع المملكة بناء محطات طاقة كهربائية في كل أرجاء العالم، على الأقل في شكل مشروعات مشتركة مع البلدان التي ستزودها بالطاقة الكهربائية. وتكمن جاذبية مثل هذه المشروعات في تزويد محطات الطاقة الكهربائية بإمدادات نفطية ثابتة.

19- لم تعد شركات التجزئة الكبرى لبيع المنتجات النفطية تملك أي موارد نفطية في بلدانها. فبعد استنفاذها للموارد النفطية المحلية، أخذت هذه الشركات تبحث عن النفط في جميع أرجاء العالم وأصبحت اليوم تهيمن على الإمدادات النفطية العالمية على الرغم من اعتمادها على مصادر خارجية.

20- تبدو معظم شركات النفط الوطنية سعيدة بتحصيل رسوم من إنتاج وتصدير نفطها بواسطة الشركات الكبرى. لقد قامت شركة النفط الوطنية الماليزية "بتروناس" بالاستثمار في الخارج حيث تعمل حالياً في 32 دولة في مجال التنقيب والإنتاج ومد شبكات الأنابيب والتسويق. كما تقوم ببيع النفط في جنوب شرق آسيا وجنوب إفريقيا. وتُعد الكويت مثالاً آخر لدولة تقوم ببيع المنتجات النفطية في محطات المحروقات خارج الكويت.

21- ليس هناك ما يمنع بيع النفط السعودي بالتجزئة كما هو الحال في أنشطة التجزئة التي تمارسها شركات شل، وموبيل وغيرها. فالمملكة تتمتع بميزة إنتاج الحجم الكبير. كما أن أسعار التجزئة لا تنخفض دائماً عند انخفاض أسعار النفط الخام. ومرة أخرى، بإمكان بيع المنتجات النفطية على مستوى التجزئة الحد من تأثيرات عدم التيقن المصاحب لأسعار النفط الخام.

22- تُعد التكلفة الحالية لتحلية المياه عالية جداً ولكن بالإمكان تقليل التكلفة من خلال تكثيف الجهود البحثية. هناك بعض دول المنطقة التي تحتاج إلى المياه ومن ثم تستطيع محطات التحلية السعودية تحقيق إيرادات للدولة.

23- هناك أيضاً صناعات أخرى كثيفة الاستخدام للطاقة. وخير مثال لذلك مصاهر الألمنيوم. ولا بد أن هناك العديد من الصناعات المعتمدة على الطاقة الرخيصة. وأن القيمة المضافة سوف تعوض السعر المنخفض للوقود.

24- قد يكون هناك تساؤل وهو لماذا لا يتم بيع النفط السعودي محلياً بسعر السوق؟ وبإمكاننا أن نسأل أيضاً، لماذا تقوم دولة مثل ماليزيا ببيع عمالتها بسعر يقل كثيراً عن أسعارها في الدول المتقدمة؟. أو لماذا تقل تكلفة العمالة في الصين كثيراً عن تكلفتها في العديد من الدول النامية الأخرى؟. ألسنا نقوم ببيع مواردنا ذات الميزة النسبية بأسعار بخسة؟

25- والإجابة على هذا السؤال هي أننا لا نبيع حقاً بأسعار بخسه، فالأجور المنخفضة تُعوض بصورة موازنة من خلال انخفاض تكاليف المعيشة. وفي الوقت الحالي فإن الدولار الأمريكي الواحد يعادل 3.8 رينجيت، غير أن الرينجيت الواحد يشتري سلعاً وخدمات في ماليزيا تعادل ما يشتريه دولار أمريكي واحد في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن ثم فإن شعبنا يتمتع بمعيشة طيبة برغم انخفاض الأجور. وبالتالي فإن القوى العاملة لدينا بأجورها المنخفضة تتسم بقدرتها التنافسية.

26.  إننا نعلم الآن أن أسعار المنتجات النفطية في المملكة العربية السعودية تقل بدرجة كبيرة عن أسعار المنتجات في معظم الدول الأخرى. ومن ثم فإن بيع النفط بأسعار زهيدة لمنشآتكم الصناعية لا يشكل ظاهرة استثنائية. وعند بيع منتجاتكم – كالطاقة الكهربائية مثلاً – لدول أخرى على أساس أسعاركم المنخفضة فقد يبدو الأمر كما لو كنتم تقدمون إعانة حكومية ضمن السعر للدول الأخرى. غير أنه يمكن وعلى نفس المنوال النظر للمنتجات الصينية الرخيصة على اعتبار أن العمال في الصين يقدمون دعماً للمستهلكين في الدول الأخرى. ولم تكن الصين لتصبح عملاقاً اقتصادياً في غضون تلك الفترة القصيرة لو أن عمالها قد طالبوا بأجور وأسعار تضاهي المستويات العالمية.

27.  ليس من الممكن تحديد قياس معياري على المستوى العالمي للأجور والدخول. وعلى أية حال، فإن المملكة العربية السعودية قد تتحمل أدنى القليل من تكاليف النقل في معرض استخدامها للنفط الذي تنتجه. ويضمن هذا العنصر في حد ذاته أن أسعار النفط داخل المملكة ستكون أرخص سعراً لكافة المستهلكين، بما في ذلك المنشآت الصناعية. وتأسيساً على ذلك، فإن أسعار صادرات المملكة من الطاقة والمنتجات كثيفة التوظيف للطاقة سوف تتمتع حقاً بقدرة تنافسية.

28.  يمكن للمملكة أن تستفيد من استراتيجية التصنيع الماليزية من خلال الاستفادة من تكلفة الوقود بدلاً من تكلفة الأيدي العاملة. وبطبيعة الحال فلو أمكن خفض الأجور العالية التي تدفع للعمال والمدراء السعوديين فإن المنتجات السعودية يمكن أن تصبح أكثر منافسة. وفيما يتعلق بالتقنية فمن الممكن شراؤها أو استقدام شركاء أجانب للمشاركة. وبطبيعة الحال فمن الضروري تحقيق الجاذبية للاستثمارات الأجنبية والحد من الإجراءات البيروقراطية، كذلك فإن الاستقرار السياسي يشكل أهمية جوهرية.

29.  نحن نعيش الآن عصر المعلومات حيث تعد تقنية المعلومات والاتصالات بمثابة القوى المحركة للتقدم الاقتصادي. وفي هذا المضمار فليست هناك حاجة لقوى عاملة كبيرة. غير أن هناك حاجة على وجه التأكيد لأيدي عاملة حاصلة على تعليم عال في حقول العلوم والرياضيات، وهي مجالات حقق فيها العرب تفوقاً في الماضي. ولا حاجة بي لأن أعدد أسماء علماء العرب الأفذاذ في حقول العلوم والرياضيات والطب والذين مهدوا السبيل أمام العلوم الحديثة. ولسوء الحظ فإن المسلمين أداروا ظهورهم في مرحلة معينة للعلوم والرياضيات، ومنذ ذلك الحين فقد تراجعت تلك الحضارة وأصبح المسلمون اليوم بين أقل شعوب العالم تعليماً وتقدماً. وربما جاز لي القول أن المسلمين بإهمالهم لتلك العلوم الجوهرية قد تجاهلوا أوامر الإسلام فيما تدعو إليه من ضرورة طلب العلم والتسلح بالقوة اللازمة لحماية أنفسهم ودينهم.

30.  ومهما كان الأمر، فالحقيقة هو أننا معشر المسلمين لا نستطيع اليوم أن نهمل العلوم والرياضيات إذا كنا نريد أن نحول بينا وبين الوقوع ضحية للضعف والاضطهاد. وينبغي لجميع الموارد البشرية في بلداننا الإسلامية أن تحصل على القدر الأتم من التعليم في حقول العلوم والرياضيات. ولا نستطيع بطبيعة الحال أن نستثني نساءنا من ذلك إذا ما كنا نريد تعظيم قدراتنا ومقوماتنا الإنتاجية.

31.  إن مستقبل المملكة العربية السعودية ليس استثناءً في هذا الصدد. إن جراحيكم العظام قد برهنوا على مهارتهم للعالم أجمع. وأنا على يقين من أن المملكة العربية السعودية تستطيع أن تتفوق في مجال تقنية المعلومات إذا ما شرعت على الفور في بناء الموارد البشرية اللازمة.

32.  إنني أرسم في مخيلتي صورة للمملكة العربية السعودية وقد حققت تقدماً كاملاً بالمعنى الحقيقي للكلمة. وفي الواقع فإن حصة الفرد من الدخل الوطني وارتفاع مستوى المعيشة لا يعني أن الدولة متقدمة، فالتقدم يعني البراعة في بعض المجالات الهامة للإنتاج الصناعي، المالية، التقنية، ولا سيما التقنية المتقدمة.

33.  هناك من المسلمين من يعتقد أن مواكبة مقتضيات العصر والتقدم تشكل صورة مخالفة لما ينبغي أن يكون عليه المسلم. ونحن بهذا إنما نتجاهل أثر التحديث الذي جاء به الإسلام على العرب في عصر الجاهلية. إن هذا الأثر التحديثي للإسلام في سياق مجتمع العرب في ذلك العصر هو الذي ساعد على انتشار الإسلام وبناء الإمبراطورية الإسلامية. ولقد كان بوسع الإسلام أن يسهم في تحديث المسلمين ومواكبتهم لمقتضيات العصر بحيث تصبح الأمة الإسلامية دوماً قوة عالمية لو لم يكن المسلمون في مرحلة معينة قد انصرفوا عن متطلبات التحديث ومواكبة مقتضيات العصر محبذين بدلاً من ذلك إعادة إنشاء العالم على غرار السنوات الأولى من الهجرة. بل أن هناك بعض المسلمين الآن ممن يعتقدون أن الإسلام يمكن أن يزدهر فقط في عالم السنوات الأولى من الإسلام. ويعتقد أولئك البعض أن الإسلام لا يصلح لكافة العصور، ونتيجة لذلك فإنهم يتناسون الدور التحديثي للإسلام مما أوقعهم في دائرة التخلف.

34.  إن مواكبة العصر لا تفضي بالضرورة إلى الكفر والإلحاد، كما يحدث في الغرب. وفي الحقيقة فإن التحديث الإسلامي ومواكبة العصر يمكن أن يحقق توازناً بين هذا العالم والحياة الآخرة كما نضرع إلى الله سبحانه وتعالى دائماً في صلواتنا.

35.  إن مشاعرنا المقدسة ستظل هي مشاعرنا المقدسة حتى وإن أصبحت المملكة العربية السعودية قوة صناعية ومالية عظمى استناداً لما حباها الله به من ثروة نفطية وموارد أخرى عديدة. ويعلم الله أن الأمة الإسلامية في مسيس الحاجة لدولة مسلمة تكون قوة عالمية، والمملكة العربية السعودية في موقع جيد لأن تكون قوة عالمية إذا ما اختارت لنفسها ذلك وأعانتها عليه الأمة الإسلامية في سائر أنحاء العالم.

36.  إن هذه الرغبة التي تحدونا لأن تكون لدينا دولة إسلامية ذات قوة عالمية ليست وليدة رغبة منا في أن نشرع في سن غزوات على مستوى العالم. إن الدافع لهذه الرغبة يكمن ببساطة في ضمان ألا يتعرض المسلمون وبلدانهم للقهر كما هو شأنهم اليوم.

37.  إذا ما أحسنا التقيد بتعاليم الإسلام واستمسكنا بها فإن بوسعنا أن نصبح أقوياء على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي من دون أن نفقد هويتنا وعقيدتنا.

38.  لقد حاولت في معرض هذه الكلمة أن أرسم ملامح عامة للرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي. وكل ما قلته في سياق هذه الكلمة يمكن تحقيقه شريطة أن تتوفر بطبيعة الحال الإرادة للقيام بالمتطلبات اللازمة. إن الخيار لكم، والإسلام لا يقف حائلاً دون ذلك. وفي الحقيقة فإن الإسلام يفرض علينا ضرورة القيام بكل ما أسلفت ذكره وأشرت إلى إمكانية تحقيقه.

تم تعديل بواسطة ragab2
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...