اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الديانة المسيحية في أمريكا و الغرب


Recommended Posts

كثيرآ ما سألت نفسي لماذا كل هذا النفور بين كثير من الجيل المعاصر المسلم و قرينه المسيحي في مصرنا.. ما هو السبب في الأبتعاد المتواصل و الذي يصل في بعض الأحيان لدرجة الكره بين عنصري مصر بعد عهود طويلة من التآخي و التلاحم... و بعد تفكير طويل أيقنت أن السبب يرجع الي النظر الي ممارسات الغرب و أمريكا بالذات تجاه العرب و بالتالي مع المسلمين مؤخرآ... و ربطها بالديانة المسيحية عامة.. و مع الوقت اصبح يقين للبعض أن ما يحدث الآن هو حرب بين فريقين.... المسيحيين و اليهود ( أمريكا و حليفتها أسرائيل ) ضد المسلمين ( العرب بوجه عام).. اصبحت حملة صليبية أخري... صراع عقائد.. و أنا أوافقهم الي حد ما في رأيهم هذا... و لكن الدين هنا هو الواجهة التي تغلف الغاية.. ورقة السوليفان الزاهية التي يقدمونها الي شعوبهم حتي يحصلوا علي الأعتمادات اللازمة لأستمرارهم في مشروعاتهم الطموحة القاتلة...ما يؤسفني أن مسيحيي الشرق و بالذات المصريين منهم (و هو ما يهمني في المقام الأول ) وضعهم البعض في نفس الخندق... بل أصبحوا الغريم الذي يمكنهم مهاجمته و جرحه بسهولة في وقت لا يستطيعون مهاجمة غريمهم الحقيقي....

ما أنتم كلكم مسيحيين ...

هذا الموضوع سيكون منصب علي تحليل الديانة المسيحية في الغرب و بالذات أمريكا.. فهل أطمع منكم أن نجعلها في هذا المضمار بدون أن تأخذ منحني خلاف عقائدي...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الاستاذ/ Scorpion

هذا موضوع مهم ويستحق ان يثار خاصة وحضرتك تملك الكثير من الفهم والعقلانية ومعايشة المجتمع الغربى لوجودك فى احد الدول الغربية وظنى انك ستلزم الحياد فى سرد الحقائق التى تلمسها وتراها

همتك يا بطل

لا

==================================

كل شيىء لابد ان يكون بسيط ولكن ليس ابسط....من اقوال اينشتين

رابط هذا التعليق
شارك

من الجدير بالذكر أنه قد حلا مؤخرآ الحديث عن الأصولية المسيحية في الغرب.. و بصرف النظر عما يُكتب حولها.. و الهدف مما يُكتب... فما يهمني هنا أولآ هو ألقاء بعض الضوء عليها في كنيستنا الشرقية المصرية... بحكم ما يربطها بالأسلام من وحدة الثقافة و التاريخ... فهي تعني بالأساس العودة الي الأنجيل...كمنهج حياة و ناموس سلوك فردي و مجتمعي... و الرجوع تحديدآ الي "العظة علي الجبل".. حيث المثالية السلوكية.. و حيث العلاقات الأنسانية ترتكز علي الحب الذي يبلغ حد أنكار الذات.. بل و بذل الذات نفسها :

* طوبي لصانعي السلام... لأنهم أبناء الله يدعون

* أنتم ملح الأرض ... أنتم نور العالم .. فليضيء نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السموات

* كل من يغضب علي أخيه باطلآ... من قال يا أحمق... مستوجب نار جهنم

أذهب أولآ أصطلح مع أخيك ( قبل تقديم القربان و الذبائح)

كن راضيآ لخصمك سريعآ مادمت معه في الطريق

لا تقاوموا الشر بالشر

* من سألك فأعطه.. من أراد أن يقترض منك فلا ترده

متي صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك

* أحبوا أعدائكم.. أحسنوا الي مبغضيكم.. و صلوا لأجل الذين يسيئون أليكم و يطردونكم..

أن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم ؟

و أن سلمتم علي أخواتكم فقط فأي فضل تصنعون ؟

فأذا كان ما يشار أليها بالأصولية المسيحية تدعو الي العودة الي هذه الأركان الذهبية للسلوك و العلاقات الأنسانة..التي تقوم علي الحب و التكافل.. و علي العطاء بلا حدود.. لكل الناس بدون تفريق فمرحبآ بها.. و لا يخفي أن الكنائس الغربية العريقة ملتزمة بالدعوة نفسها...

و الواقع أن أصطلاح "الأصولية Fundamentalism " ظهر في أمريكا في بداية القرن العشرين.. عندما بدأت الدراسات النقدية للأنجيل.. و معها ما أصطلح علي تسميته " بالأنجيل الأجتماعي" الذي أنصب علي الأهتمام بالأمور الحياتية للأنسان.. و تغلغلت في الكنائس الأمريكية. فظهرت في مقابلها سلسله من الكتيبات واسعة الأنتشار بأسم Fundamentals ... أي الأمور الأساسية أو المسلمات في التعليم المسيحي.. متخذة موقفآ محافظآ فيما يتعلق بالمسائل الأنجيلية و اللاهوتية.. و من هنا بدأ أستعمال كلمة Fundamentalism لتشير الي الكنائس التي تتمسك بعصمة نصوص الكتاب المقدس.. و بموقف لاهوتي تقليدي محافظ.. و أنتقل المصطلح بالتدريج الي أوربا عبر الأطلنطي.. و من العجيب أن الكنائس... أو المذاهب التي لا تتفق مع هذا الموقف المتشدد.. هي التي تستعمل الآن هذا المصطلح أكثر من التي تلتزم به..

كان هذا تمهيدآ .... و للحديث بقية

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

عندما تأخذ بالبعض الأثارة.. فيكتبون عن "الأصولية" الأمريكية.. فيجب أولآ أن يأخذوا في الأعتبار الأمور التالية:

* أن الأوربيين الذين وصلوا الي أمريكا.. بعد أكتشافها..كانوا في أغلبهم هاربين من الأضطهادات المذهبية عقب ظهور حركة الأصلاح اللوثرية.. لذلك أتصفوا بالثورية و التشدد الديني.. و بعد عقود من الأستقرار و الأسترخاء.. تنفصل مجموعات.. بعضها يدعو الي التشدد مجددآ بأفكار و توجهات عقيدية جديدة.. و بعضها الآخر يدعو الي التحرر أو الليبرالية.. و تتوالي هذه الأنفصالات.

* رافق النزوح الي الغرب الأمريكي ( في القوافل المشهورة التي كانت تجرها الخيول) ظهور مجموعات دينية جديدة.. منها علي سبيل المثال جماعة المورمون Mormons .. التي أتجهت الي ولاية يوتاه بأعتبارها أرض الموعد.. و أهتمت بالزراعة.. و مارس أفرادها ما يعرف "بزراعة الحقيبة - Suitcase farming" و لهذا أجازت تعدد الزوجات ( و الذي ألغته فيما بعد ) كما أمتزجت عقيدتها ببعض الأفكار اليهودية... و ظهرت أيضآ نظم عبادة الرواد Frontier worship service التي تحررت من كثير من الرموز و الأشكال التقليدية.. التي يصعب توفيرها أو مراعاتها تحت ظروف حياة القوافل.

* حملت التجمعات الزنجية التي أستقرت في الجنوب الأمريكي عباداتها و معتقداتها.. التي مزجت بين المسيحية و بين التقاليد و الممارسات الأفريقية.. و منها الطبلة و الرقص.. و قد تأثر بذلك بعض مجتمعات البيض.

* أن حرية الرأي و العبادة التي يكفلها الدستور الأمريكي.. أوجدت مساحة واسعة من التسامح الديني.. و خلقت جوآ يختلف عن أجوائنا في الشرق.. يتيح و يبيح ظهور مختلف التيارات الدينية و الأجتماعية... و قد أضافت ديناميكية الشعب الأمريكي.. و سيولة حراكه.. رغبة دائمة في التجديد.. و في الأثارة أيضآ..يضاف الي ذلك التركيبة العرقية و الجنسية للشعب الأمريكي.. الذي يتكون من عشرات الشعوب.. بثقافاتها و تقاليدها التي تحاول الأحتفاظ بها و التعبير عنها.

كل هذا يجعل الخريطة المسيحية.. بل و خرائط الديانات الأخري المنتشرة هناك معقدة و محيرة... و في هذا الجو تظهر حركات جديدة من يوم الي يوم.. بعضها يختفي سريعآ.. و بعضها يستمر و يتطور أيضآ.. و قد لا يزيد أتباع بعضها علي العشرات أو المئات.. و لكنها تتسبب في دوي أعلامي ضخم.. كجماعات الأنتحار الجماعي، التي تتوقع نهاية العالم و تحدد له تاريخآ... و التي أنتحرت في كندا و تكساس... و هي في الواقع تمثل نوعآ من " التخريف الديني" يكشف عن أزمة عميقة يواجهها مجتمعها... و هي أزمة ذات شقين : أزمة خواء أو فراغ روحي يدفع البعض نحو الأخذ بالغريب أو المتطرف دينيآ.. و أزمة هوية هوية يفتقدها الفرد لذاته.. فينخرط في جماعات صغيرة ذات أطار محدد و مميز.. و هوية لمجتمعه الذي بدا له و كأنه يفتقرها.. و لعل الأعتقاد بنهاية العالم تكشف عن رغبة باطنية في "الخروج منه" أي رغبة أنتحارية "مقدسة" تعبر عن حالة الضياع النفسي..

و الي جانب كل هذا توجد الكنائس أو الحركات الدينية "التليفزيونية". ذات التبعية الواسعة.. و التي تحاول الأستفادة من مستحدثات وسائل الأتصال الي أقصي حد.. و تنتمي في غالبيتها الي المذهب البروتستانتي المتشدد في دعوتها للعودة الي الأنجيل.. و الي الحياة المسيحية الصحيحة.. و في حربها ضد مملكة الشيطان.. و تنديدها بمظاهر الفساد و الأنحلال بالمجتمع.

و للحديث بقية

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الأستاذ الفاضل scorpion

اسمح لي أحييك على الموضوع و على جرأته .. و اتمنى من كل قلبي أن تكمله و كلنا آذان صاغية ..

تحياتي .

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

تعتبر الجمعيات التي تسلك سبيل العنف نموذجآ للدين المدني civil religion... أو الدين القومي... لا يربطها بالمسيحية سوي الأسم فقط..و كانت جماعة " الكوكلوس كلان " أسبقها.. أذ أنطلقت في أوائل القن التاسع عشر..في الجنوب الأمريكي.. مستعينة بالوسائل الدموية ضد الزنوج.. و للأبقاء علي الفصل العنصري بدوافع أنانية و مصالح أقتصادية ضيقة.. و كانت آخر جرائمها في الستينات في ولاية ألاباما... و راح ضحيتها مارتن لوثر كنج.. ثم أنهزمت أمام التطور الأجتماعي.. و يقظة الوعي الأنساني .. و سيطرة الترجمة الحقيقية لمعاني الأنجيل المقدس..

و يبدو أنها عادت تطل مرة أخري في تشكيلات جديدة ( و أن كان بعضها قديمآ كالحزب النازي و منظمة الأمم الآرية ) و بمسميات متعددة... و من بينها " ميليشيات ميتشيجين" التي تردد أسمها مع أنفجار المركز الفيديرالي في أوكلاهوما سيتي... و هي في جملتها جمعيات يمينية متطرفة في توجهها... تغذيها نعرات عنصرية... أو فئوية... أو سياسية متشددة... و يعادي معظمها الحكومة الفيديرالية..و يحتضن بعضها قضايا تتصل بالرعاية الأجتماعية.. التأمين الصحي... خفض الضرائب.. بل تدور قضايا البعض منهم حول حرية حمل السلاح .. حرية الأجهاض... حرية تداول المخدرات.. حرية الشذوذ الجنسي... و كلها قضايا لا صلة لها بالدين...

و من العجيب أنه من بين الأسباب التي تُقدم تفسيرآ لهذه الظواهر هو العجز عن تحقيق الحلم الأمريكي في حياة الوفرة و الرخاء و الحرية و السعادة... مع أن هذا الحلم ذاته لا يزال يشد الملايين في أنحاء العالم..و يدفعهم الي السعي المستميت للهجرة الي أمريكا بكل الوسائل.. مما يروج لمقولة أن أنظمة العالم كلها فاسدة...و لكن يظل النظام الأمريكي أقلها فسادآ !!

و الواضح أن هناك مزاجآ عنيفآ يسود عالم اليوم... بدرجات مختلفة... و لأسباب محلية و أخري عالمية.. و يبدو أن أحدها هو "العدوي" من مجتمع لآخر... و التي باتت سريعة للغاية في الوقت الحاضر بفعل وسائل الأتصال المتطورة جدآ.. التي حولت كوكبنا الي قرية كبيرة.. بالأضافة الي عامل مؤثر آخر هو الزحام...ذلك الوافد الجديد علي عالمنا.. و الناجم عن التضخم السكاني.. و الذي تعاني منه كافة المجتمعات بصورة أو بأخري.. فهو يؤدي الي عدم الأتزان النفسي.. و الي نوع من أختناق المجتمع.. مما يدفع الي الشاذ من التصرفات.. الي جانب ضغوطه علي البيئة مما أفقدها الكثير من رقتها و بشاشتها...و أنعكاسات ذلك علي الفرد.... ثم أن " المزاحمة " من بين مواليده.. المزاحمة المحتدمة علي الموارد و المنافع و الخدمات و فرص العمل... و هي المزاحمة التي تغذي اليوم التطرف العنصري و العنف في البلاد المستقبلة للهجرة.. مثل أوربا الغربية و أمريكا...

و للحديث بقية....

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

تتعدد نماذج الحياة الدينية المسيحية في أمريكا تعدد ألوان الطيف... فمن الشرائح التي تحيا الحياة الأيمانية البسيطة و المتمسكة بالقيم الأنجيلية..الي الشرائح ذات المسحة الدينية المتأنقة و الصقل الأجتماعي... الي الشرائح التي تأخذ بالعمق اللاهوتي و التشدد العقيدي.. و غيرها الكثير..

و هناك جماعتان تستحقان الذكر من بين الجماعات الكثيرة..التي تجاهد للأحتفاظ بنموذجها المسيحي وسط بحر التطور التكنولوجي و الحياة المادية.. فجماعة " الأميش Amish " تعيش حياة أقرب الي البدائية.. في بيوت بدون كهرباء أو غيرها من صور التمدن و الرفاهية... و تتخذ من الحصان وسيلة الأنتقال الوحيدة... و جماعة " المينونايتسMennonites " التي تأخذ بحياة البساطة.. فلا تتحلي نساؤها بالحلي... و لا يرخين شعورهن.. و يرفض رجالها الخدمة العسكرية "Pacifists ".. و يستبدلونها بالخدمات الأنسانية و الأجتماعية..

و ما يكتب عندنا عن الحياة الدينية الأمريكية يأخذ أتجاهين : أحدهما يركز علي الأصولية المسيحية.. فمثلآ تحت عنوان مثير " آيات الله الأمريكان " ينقل مقال قرأته منذ فترة ما كتبته بعض الصحف الأمريكية عن أحداث فردية.. مثل "بول هيل" و جمعيته " الحملة الدفاعية " ضد الأجهاض.. و الذي قتل أحد الأطباء لأنه أجري عملية أجهاض... و ما كتبته عن "أصولي" هاجم كلينتون و دعاه "طاغوث و وحش"... و أن الأنجيل يأمر بفضح أمثاله من الأشرار.. الأول مجرم بدون مجادلة.. و الثاني مهووس سياسي... و لقد زادت هذه الكتابات ( أن كنتم تتذكرون ) بعد أنفجار أوكلاهوما.. و مع أن نشر هذه الأخبار عندنا يقصد به الأيحاء بأن هناك أيضآ أصولية مسيحية.. و أن لها خطورتها.. و أن "مافيش حد أحسن من حد". فأن الصحافة الأمريكية الواعية تنشرها لأنه من حق الرأي العام أن يعرف كل شيء.. و أيضا كي تعريها و تحاصرها.. و لأنها لا تتفق مع توجهات مجتمع ديموقراطي حر.. يعتمد الحوار العقلاني في الترويج للأراء و الأفكار..

أما الأتجاه الثاني فيركز علي الأنحلال الغربي.. و أنتشار الشذوذ و الفجور.. و سقوط القيم الأخلاقية.. مصورآ المجتمع الأمريكي كله بلا أستثناء .. مثلآ.. و كأنه قطعان من الخنازير التي تتمرغ في الوحل... في وقت تنمو فيه الحركة المسيحية الأصولة هناك..و أن تبرعات الأمركيين للكنائس بلغت حوالي 81 مليار دولار ( عام 2002 ).. فأي نوع من الخنازير هؤلاء ؟؟!

ليس المقصود من هذا العرض الدفاع عن الأمريكيين و الأوربيين.. فهم أقدر علي الدفاع عن أنفسهم.. و لكنني أدافع عن الوجدان المصري المسيحي.. الذي يعيش حالة حصار فكري ثقافي..يستهدف التشويه و التشهير بكل ماهو مسيحي...مباشرة أو مواربة.. و يبدو لي أن هناك ضرورة لفض الأشتباك بين المسيحية و الحضارة الغربية في الذهن الأسلامي.. حتي لا يساء أليها بما تُلطخ به تلك الحضارة.. و حتي يخف الضغط قليلآ عن النفسية المصرية المسيحية...

و للحديث بقية..

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

مع أن الحضارة الحديثة.. التي أنطلقت طلائعها بعصر النهضة في القرن الرابع عشر الميلادي.. قد ولدت في حضن المسيحية... ألا انها أنفصلت عنها.. خاصة بعد أنتشار أفكار التنويريين في القرنين الثان عشر و التاسع عشر.. و أعادة صياغة "المقدس" علي أنه العمل الجاد.. و الأنتاج المتفوق في الصناعة و الزراعة و التجارة و الأبداع في كل مجالات العلوم و الفنون و الأنشطة السياسة...و في كل هذه المجالات أحتفظ الفرد بكثير من القيم الأخلاقية التي ترسبت فيه من المسيحية كالصدق و الأمانة.. و الأتقان في العمل و النزاهة في التعامل .. و غيرها من السجايا التي ميزته و ساعدته علي النجاح و التفوق...

و مع أن النهضة في أيطاليا بدأت بالفن و الأدب الدينيين... ألا أن الدين أنسحب.. في القرنين الآخيرين.. الي داخل الكنيسة و في ضمير الفرد بمطلق حريته و أختياره.. و أنفتح المجتمع الغربي لمؤثرات العصرنة و التمدن..و الكيانات الصناعية و المؤسسات المالية و التجارية الضخمة... و النزعات الأستهلاكية.. مما أدي الي تغيرات كبيرة في الحياة و القيم الأجتماعية.. و مع التقدم الصناعي و التكنولوجي تغيرت متطلبات و توقعات المجتمع.. الذي يشار اليه بمجتمع ما بعد التصنيع..

و أضافت "قيمة" الحرية الفردية بعدآ آخر لشطحات السلوك الأجتماعي و الأسري.. و الجنسي أيضآ... و يقوم هذا علي فلسفة " العلنية"..و آخر مثال علي ذلك تجدونه أمس في جميع نشرات الأخبارمتمثلا في نبأ تعيين أول كاهن "شاذ" في أمريكا بما صاحبه من تأييد و أستنكار شديد.. و لكنهم لو يداروه....لم يمارسوا الأزدواحية في الشخصية... فنحن بموروثنا نسير بهدي " أذا بليتم فأستتروا".. أما هم فلديهم من المذاهب التي تطلب الأعتراف العلني بالخطأ و الخطيئة في أجتماعات عبادتها.. فهم لا يتخفون و لا يتسترون.. و رغم فجاجة هذه العلنية.. فأن لها وجهها الصحي.. بحيث لا يكمن الفساد أو ألأعوجاج تحت قشرة هشة من النفاق.. أو التجمل الكاذب...

بجانب هذا كله.. أحيانآ تدار السياسة .. الأمريكية بالذات.. بواجهة دينية.. و أن كنت لا أملك أمثلة محددة... فهذا لا يعني عدم وجودها.. بل أطلب من الذين يعيشون في أمريكا .. أو من لديه معلومات أكيدة في هذا المضمار أن يساهموا بما يعرفوه..يكفي أن تكون معلومات موثقة أو تحليل جاد بعيدآ عن سمعت أن.. أو يبدو أن... حتي تكتمل ملامح الصورة...

و أشكركم جميعآ لسعة صدركم

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

شكرا أخي Scorpion على هذا الموضوع الشيق ..لا أكذب عليك بأنني أشعر بحزن لكون البعض يضع مسيحي الشرق في نفس كفة الميزان مع مسيحي الغرب .. ويعتبرون الجميع مسيح .. للأسف .. هذا الإحساس ناتج عن عدم وجود إعلام ديني واضح لمسيحي الشرق وليكن على سبيل المثال .. مسيحي مصر .. بتوضيح موقفهم تجاه القضايا العالمية والتي من أهمها .. الصراع الحضاري إللي نعيش فيه هذا العصر .. لا أقصد بذلك بعض التصريحات من البابا شنودة بين الوقت والأخر .. ولكنى أقصد موقف شعبي واضح من أخونا المسيحيين بمصر .. فالمواطن العادي يحتاج أن ننزل لمستواه الفكري .. ليدرك أن هناك فرق فكري بين مسيحي الشرق ومسيحي الغرب .. وهذا ما يجب أن يلعبه المسيحيين بمصر ..

لازالت أؤمن بشكل يقيني .. أن لو كانت الكنيسة المصرية هي قائدة العالم المسيحي على مدار الــ 2000 عاما الماضية وليست روما .. ربما كانت وصايا السيد المسيح على الجبل هي سمة وطباع العالم المسيحي .. وربما كان العالم أجمع أكثر سعادة من اليوم .. إلا أن تطبع المسيحية الغربية بالفكر الروماني والإغريقي .. سلب أجمل ما في المسيحية من مزيا .... أين التسامح والمحبة الذي دعي إليه سيدنا المسيح في الفكر المسيحي الغربي .. إن علاقة مسيحيي الغرب بعضهم ببعض بنيت منذ الأزل على سفك الدماء والمحارق ومحاكم التفتيش .. والحروب الصليبية وغيرها لخير مثال على جوهر الفكر الغربي المغلف بالديانة المسيحية ..

تعتبر الجمعيات التي تسلك سبيل العنف نموذجآ للدين المدني civil religion... أو الدين القومي... لا يربطها بالمسيحية سوي الأسم فقط..و كانت جماعة " الكوكلوس كلان " أسبقها.. أذ أنطلقت في أوائل القن التاسع عشر..في الجنوب الأمريكي.. مستعينة بالوسائل الدموية ضد الزنوج.. و للأبقاء علي الفصل العنصري بدوافع أنانية و مصالح أقتصادية ضيقة.. و كانت آخر جرائمها في الستينات في ولاية ألاباما... و راح ضحيتها مارتن لوثر كنج.. ثم أنهزمت أمام التطور الأجتماعي.. و يقظة الوعي الأنساني .. و سيطرة الترجمة الحقيقية لمعاني الأنجيل المقدس..

للأسف الشديد يمكن أن يصحو الضمير المسيحي الغربي لبعض الوقت ليكتشف خطأه تجاه وبندد بعنصلايته الومانية ..إلا أن ضميره لا يستيقظ إلا عندما يكون المجني عليه مسيحي أيضا .. بينما إذا كان الضحية مسلم بالخصوص .. فأغلبية مسيحي الغرب مستعدون طواعية أن ينضموالمنظمة (( كوكلاس كلان )) لإبادة المسلمين .. فضمير الغرب المسيحي لا يستيقظ بتاتا إذا كان الضحية مسلم .. ولقد أستيقظ ضمير البابا يوحنا الثالث في نهاية عام 1999 حيث أعتذر رسميا بسم الكنيسة الكاثولوكية عن الأخطاء التي إرتكابتها في حق مسيحيين إخريين مثل أصحاب مذهب البروتسانت .. كما إعتذرأيضا عن أخطاء المسيحيين عن إضهادهم لليهود .. ولكنه رفض تماما الإعتذار للمسلمين عن أخطاء الكاثوليك أيام الحروب الصليبية .. حتى بعد أكثر من ألف عام من حطين .. يرفض بابا الفاتيكان لإعتذار للمسلمين عن أخطاء الحروب الصليبية .. وفي نفس الوقت.. يصدر إفتاء يمنع المسيحيين عن إلقاء الصلاة التى تلعن اليهود بسبب دورهم في (( صلب السيد المسيح .. أبن الرب بالنسبة للكاثوليك )) يبرئ اليهود من دم السيد المسيح .. ويوصفهم بشجرة التين .. ويفرض محبتهم لأنهم ملح الأرض وهم سبيل المسيحية إلي الجنة .. بينما دماء المسلمين على مدار الــ 1400 عاما الماضية لا تستحق حتى كلمة إعتذار .

وللحديث بقية

رابط هذا التعليق
شارك

أكمل

وتحيتى لك لهذا الموضوع المهم

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل....Scorpion.....اختيار موفق للموضوع ......و خصوصا انه بيتكلم عن امريكا برضه من ناحيه ....الدين هذه المره.....و لكن ليه بعض الملاحظات اذا سمحتلي.....

1- عنوان الموضوع المسيحيه في امريكا و الغرب......و اعتقد ان يجب ان نفرق مابين المسيحيه في اوربا و المسيحيه في امريكا لوجود اختلافات ....ابسطها تاريخ الديانه المسيحيه و انتشارها في الجانبين ....اختلافات في تفسيرات الكتاب المقدس بسبب عمليات الترجمه و اللغات العديده.....الطوائف المسيحيه المهاجره الي امريكا و محاولات كل طائفه للحفاظ علي تعالميها و تقاليدها......و صمود البعض و ا نهيار البعض و ذوبانه في الطوائف الأخري.....و كما اوضحت انت ان هدف الموضوع هو توضيح الصوره للمسلمين....ان مسيحين الشرق مختلفين عن المسيحين في الغرب او امريكا و كلامك صح وبدون شك مختلفين و الكثير من المسلمين يفهموا .......و لكن الغريب ان المسيحين انفسهم بعد الهجره من الوطن الأم .....يفهموا هذه النقطه ....لأنهم بيفجئوا بتيارات الطوائف الأخري في امريكا ذات النفوذ و التأثير الأجتماعي والسياسي و البعض يذوب في الحياه الجديده و البعض يحتفظ بما اكتسبه في داخله.......و البعض و هذا قليل يلعب بنغمه الأضطهاد و حريه الدين في الوطن الأم و هذه الفئه هي في الأساس تسعي للعوم مع التيار و الأنتفاع ماديا من وهبات و المعونات المقدمه للمسيحين الفقراء المغلوب علي امرهم و الذين يقتلوا بأيدي المسلمين في المشرق العربي و افريقيا و تنهال التبرعات و البعثات التبشيريه و التبرعات للكنائس و الأسر المسيحيه ....و الكلام ده بيحصل هنا في امريكا .....و الوضع زي وا انت قلته في المداخله الأولي

.. و مع الوقت اصبح يقين للبعض أن ما يحدث الآن هو حرب بين فريقين.... المسيحيين و اليهود ( أمريكا و حليفتها أسرائيل ) ضد المسلمين ( العرب بوجه عام).. اصبحت حملة صليبية أخري... صراع عقائد.. و أنا أوافقهم الي حد ما في رأيهم هذا... و لكن الدين هنا هو الواجهة التي تغلف الغاية.. ورقة السوليفان الزاهية التي يقدمونها الي شعوبهم حتي يحصلوا علي الأعتمادات اللازمة لأستمرارهم في مشروعاتهم الطموحة القاتلة
ما يؤسفني أن مسيحيي الشرق و بالذات المصريين منهم (و هو ما يهمني في المقام الأول ) وضعهم البعض في نفس الخندق... بل أصبحوا الغريم الذي يمكنهم مهاجمته و جرحه بسهولة

رمضان كريم

تم تعديل بواسطة KWA

Egypt is my home , USA is my life.

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 سنة...

ثلاث سنوات مرت علي آخر مداخلة في هذا الموضوع .. و ها أنا أعود للكتابة فيه بعد قراءات عديدة جعلتني أغير قناعتي ببعض النقاط و تأكيدها لنقاط أخري .... و كان للفضل دوفي بموضوعه " المسيحية و اليهودية حب بعد عداء" الفضل كي يثير شهيتي للكتابة مرة أخري حول هذا الموضوع الشائك ...

ما بين اليهودية و المسيحية ....

تاريخيآ ...الكثير من الذي انشغلوا ببداية التلاقي بين اليهودية و البروتستانتية .. فيما أسموه "المسيحية المتهودة " أو "الأصولية المسيحية" إلي القرن السادس عشر عندما بدأت البروتستانتية في أمريكا تروج لفكرة العودة الي الأصول ( النصوص المقدسة ) .. و الدعوة الي العودة للكتاب المقدس ( العهد القديم ) بأعتباره مصدر المسيحية أو أساسها ... مع التركيز الشديد علي العهد القديم فقط بقصصه و شخصياته و رموزه ... و معه بدأ قسم كبير من البروتستانت يفكر بفلسطين كأرض يهودية .. و تقليص تاريخها قبل السيد المسيح الي تلك القصص التي تدور حول الوجود العبراني في ارض ... و أثر هذا الأمر في حياة الناس اليومية من حيث تشبعهم بمفاهيم اليهودية .. و حتي في مجال اللغة .. أدي تيار "التهويد" الي أعلاء اللغة العبرية علي كل اللغات الأخري ... و كان هذا التحول في سلم اولويات البروتستانت الأمريكيين و ترويجه ... ليتخذ مكانة موازية لما تمتعت به اللاتينية كلغة العلم و المعرفة و الدين بما أسموه "حرفية كلمة الله" كسلاح أساسي في معركتهم ضد الكنيسة الكاثوليكية و النظام القديم برمته ... و التبعية الي رواج الأفكار و الكتابات اليهودية ...

و رويدآ رويدآ زاد أهتمامهم بالدراسات اليهودية التي كانت تروج مفاهيم و أفكار ابعد ما تكون عن المسيحية الحقة و تصب فقط في خانة المسيحية المتهودة .. أي مجموعة المفاهيم و الأفكار اليهودية التي أخترقت صميم العقيدة المسيحية .. تلك المفاهيم التي تدور حول اليهود كشعب الله المختار ... و أن هناك ثمة ميثاق أو وعدآ الهيآ يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين ... بل ربط الأيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون .. أي بـأعادة تجميع اليهود في فلسطين حتي يظهر السيد المسيح فيهم ...

تلك الأمور الثلاثة تؤلف اليوم قاعدة "الصهيونية البروتستانتية" التي تربط الدين بالقومية .. و تسخر الأعتقاد الديني المسيحي لتحقيق مكاسب يهودية ...

خلاصة القول أن فلسطين اصبحت .. في قراءات الكنائس البروتستانتية و مواعظها .. الأرض اليهودية ... و صار اليهود "شعب فلسطين " الغرباء في أوربا و الغائبين عن وطنهم ... و العائدين اليه في الوقت المناسب ...

هذا التصاعد و التحول الفكري نجده يتدعم بواسطة "الحركة البيوريتانية " في انجلترا في القرن السابع عشر .. تلك الحركة التي كانت تمثل أشد أشكال البروتستانتية تطرفآ ... و كانوا يجمعون علي حب الخير لليهودية و الأنطباع بأن اليهود هم خلفاء العبرانيين القدامي .... الأكثر من ذلك أن صنفوا أتفسهم "أبناء أسرائيل" .. و لقد أسهم كل ذلك في بدء الدعوة "لأحياء السامية" .. و مولد الأصولية المسيحية و التي دعت الي مباديء ما لبثت أن صارت الأساس الأيدولوجي للحركة الصهيونية ...

أي أنه منذ نشأة المجتمع الأمريكي .. شكل المهاجرون الجدد ... "البيوريتانيون".... هذا المجتمع بما يتوافق مع عقيدتهم ... و التي ذهب البعض إلي أن يري في ذلك المصدر الأول للحياة الأمريكية ... و بأرتباط هذه العقيدة بالرأسمالية نشأت أمريكا حيث ولد المجتمع و الدين الجديد في آن واحد .. و لكنه ليس دينآ ربانيآ .. هو دينآ مبني علي المنفعة المادية و الحياة الأرضية فقط .. فقط كي يبرر أي تصرفات تفرضها المصلحة ...

كان هذا تاريخ العلاقة ... و في باقي الحديث سوف يتم عرض تطورها ....

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

مع أكتشاف القارة الأمريكية و وفود الهجرات الأوربية في شكل موجات بشرية متلاحقة ... ( نحن الآن في النصف الثاني من القرن السابع عشر ) ... شكلت الأتجاهات الصهيونية عنصرآ بارزآ في الحياة الثقافية و السياسية ...فالمهاجرون الأوائل كانوا من البيوريتانيين ( من pure ) .. و الذين حملوا معهم تقاليد و قناعات توراتية و تفسيرات العهد القديم التي انتشرت في انجلترا و أوربا قبل هذا و هم ساهموا بذلك و يشكل مباشر في تكوين الشخصية الحضارية ألمريكية بما حملوه من أفكار و مفاهيم ...

و في البحث التاريخي حول تلك الفترة نستطيع أن نرصد بوضوح كيف أعطي المهاجرون الأوائل أبنائهم أسماء عبرانية ( ابراهام .. سارة .. العازر .... ) كما اطلقوا علي مستوطناتهم أسماءعبرانية ( حبرون ... كنعان .... ) و فرضوا تعليم اللغة العبرية في مدارسهم و جامعاتهم .... هل يعرف البعض أن أول دكتوراة منحتها جامعة هارفارد ( سنة 1642 ) كانت بعنوان "العبرية هي اللغة الأم" ... و أن أول كتاب صدر في أمريكا لم يكن الكتاب المقدس كما يذكر البعض بل جزء محدد منه و هو "سفر المزامير" ؟ .... و أول مجلة مطبوعة كانت مجلة "اليهودي" ... يضاف الي ذلك أنه سُمح لليهود ببناء محافلهم الدينية أثر هجرتهم الي العالم الجديد الأمريكي .. و تم لهم ذلك قبل أن يسمح البروتستانت البيوريتانيين المسيطرون علي معظم المستوطنات الجديدة لطائفة الكاثوليك ببناء كنائسها ... و أعتبر المستوطنون البيوريتانيين أنفسهم في ذلك الحين "النموزج الروحي للعهد القديم العبري " و أسموا أنفسهم Children of Israel في طريقهم الي الأرض الموعودة ... و جعلوا من يوم السبت يوم راحة لهم ...

هكذا رأي البروتستانت .. في ضؤ ما حملوه من أفكار.. العالم الجديد بأعتباره القدس الجديدة .... و ماثلوا بين تجربتهم الناشئة مع العبرانيين المذكورين في التوراة ... و أصبحت أمريكا بالنسبة لهم "كنعان الجديدة" ... فهم فروا مثل اليهود القدامي من عبودية فرعون ( الملك جيمس الأول ملك أنجلترا ) من أرض مصر ( أنجلترا ) بحثآ عن ملاذ في الأرض الجديدة الموعودة ....

و مع بداية القرن الثامن عشر بدأت فلسطين " كوطن لليهود" تحتل مكانة خاصة لدي البروتستانت .... و مع الوقت أصبح لديهم أعتقادآ دينيآ راسخآ بضرورة البعث اليهودي ...

في كتاب ل " ريجينا الشريف " تقول : " كان هناك ميل مسيحي قوي للأعتقاد بأن مجيء المسيح المنتظر يجب أن ينتظر عودة الدولة اليهودية. لم يكن هذا الرأي اجماعيآ بين اللاهوتيين المسيحيين ، و لكنه كان يشكل جزءآ من مصفوفة التاريخ الفكري الأمريكي "

من المؤكد ان البروتستانت ألمريكيين الأوائل قد مالوا الي هذا التوجه .. بل يمكن القول أنهم أعتنقوه.... و سعوا الي ضرورة العمل من أجل " الأحياء القومي للشعب اليهودي" .. و التقوا في ذلك مع الحركة الصهيونية في مبادئها ... و يشهد التاريخ علي تبني مؤسس الحركة المورمونية "جوزيف سميث" نظرية البعث اليهودي في فلسطين .. و توالت بعده أسماء مؤثرة في الثقافة الدينية المسيحية في هذا الوقت و في هذا العالم الجديد مثل جريسون و سكوفيلد .. و كلهم عملوا علي الأسراع بدفع اليهود الي الودة الي وطنهم .. بل قام واحدآ منهم " وردر جريسون" بأنشاء مستوطنة زراعية يهودية لتدريب المهاجرين اليهود علي شئون الزراعة و الأنتاج الزراعي ... و لم يقف الأمر عند ذلك بل بدأت الضغوط السياسية تظهر لأول مرة في التاريخ الجديد لتحقيق هذا الهدف الروحي السياسي .... أقامة وطن لليهود ... فأسس بلاكستون منظمة تدعي " البعثة العبرية من أجل أسرائيل " لم تزل مستمرة في مهمتها حتي يومنا هذا و تعتبر قلب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ....

تاريخيآ أيضآ و في نفس السياق نستطيع أن نرصد أول عمل يمكن أعتباره من أعمال الضغط تمت ممارسته في الولايات المتحدة هو ما قام به بلاكستون المذكور سابقآ عام 1891 من جمع توقيعات شخصيات أمريكية من جميع أنحاء الولايات المتحدة تأييدآ لأقامة وطن صهيوني في فلسطين .. و حملت تلك العريضة توقيعات 413 شخصية أمريكية من السياسيين و أعضاء الكونجرس و القضاة و رجال الأعمال و الصحافيين .... و تم رفعها الي الرئيس الأمريكي بنجامين هاريسون ...و لم يمض وقت طويلآ حتي وافق الكونجرس الأمريكي بمجلسيه و البيت الأبيض علي "وعد بلفور" .... و توالي الدعم السياسي الرسمي و أيضآ الشعبي بتكوين العديد من المنظمات و الكيانات التي صارت بمثابة جماعة ضغط مؤثرة ذات طبيعة "اخطبوطية" في انحاء الكيان الأمريكي ..

و هكذا اختلط الديني بالسياسي و اللاهوتي بالتاريخي ...

و للحديث بقية ...

المصادر :

يوسف الحسن : البعد الديني في السياسة الأمريكية...

ريجينا الريف : الصهيونية غير اليهودية

جان بيار فيشو : الحضارة الأمريكية

كتابات ل : جورجي كنعان.. سمير مرقس ... شقيق مقار

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

استعراض تاريخى رائع يا استاذ سكوربيون،...

لكن المُلاحظ انك ترمى بالثقل كله على المذهب البروتستانتى،... و هذا يقودنا الى استنتاج تلقائى منطقى:

هل التباعُد بين المذاهب المسيحية قد يصل الى الحدّ الذى يتعارض مع ثوابــــــــــت المسيحية (إذا كان هناك مثل هذا المُصطلح فى المسيحية) ؟

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

وعندما يختلط الديني بالسياسي و التاريخي باللاهوتي .. يتم خلق علاقة مميزة .. و هذا ما حدث منذ وقت مبكر بين البروتستانتية و اليهودية بشكل عام ... و بين الأصولية الأنجيلية و الصهيونية اليهودية بشكل خاص... بل زاد الأمر ( و نحن مازلنا نتحدث عن أمريكا عندما كانت تخطو أولي خطواتها ) .. أن تأسس ما سمي ب " الصهيونية المسيحية " ... الذي كان ايمانها قبل تأسيس دولة أسرائيل ينصب علي عودةاليهود كشعب الي أرضه الموعودة في فلسطين .. و إقامة كيانه الوطني فيها .. تمهيدآ للعودة الثانية للمسيح و تأسيسه مملكة الألف عام ... و بعد قيام أسرائيل أخذت تلك الصهيونية المسيحية تنظر الي اسرائيل كحدث أو اشارة تؤكد معتقداتها اللاهوتية .. و بدأوا يجتهدون في تأكيد شرعية تل الدولة الوليدة بكل السبل ...

وعندما نقرأ تطور الحركة البروتستانتية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن نفصلها عن علاقتها باليهودية دينيآ و فكريآ و سياسيآ ....كذلك لا يمكن أن توصف بأي حال من الأحوال بالأصولية .. حتي مع وجود اتجاهات ليبرالية بروتستانتية ... بل نحن اذا بحثنا عن اصل المصطلح نفسه .. أصولية ... نجده قد ظهر الي سطح الحياة الثقافية لأول مرة علي اثر نشر سلسلة من 12 مجلد إنطلاقآ من عام 1910 في الولايات المتحدة تحت عنوان " الأصول" . تضم تسعين مقالة حررها مختلف اللاهوتيين البروتستانت المعارضين لكل تسوية أو حل وسط مع تطور الحياة و تحديثها بوجه عام .. و بالرغم من وجود تيارات ليبرالية بل و يسارية داخل تلك البروتستانتية الأمريكية إلا أن التيار الأصولي كان هو الأكثر تنظيمآ و هو الذي يضم داخله التيار الصهيوني المسيحي ... و من أبرز جماعات هذا التيار كان هناك اللوثريون ... المنهجيون .. و المعمدانيون ... و أخذت سيطرة هذا التيار تتضاعف و تتأكد من منتصف القرن العشرين و الي يومنا هذا .. و تفرعت أهتماماته و تشابكت مصالحه خاصة مع الصهيونية اليهودية المعاصرة ...

ويأتي عام 1942 ليكون عامآ فاصلآ في التيار اليمين الديني الأمريكي و في مسيرة الأصولية الأنجيلية الأمريكية حيث تأسست " الرابطة الوطنية للأنجيليين" National Association Of Evangelicals

تلك الرابطة تعتبر الكيان التنظيمي الذي يضم الآف الكنائس الأصولية في أمريكا ... فقبل تأسيس هذه الرابطة كانت هناك حركة أصولية انجيلية و لكنها غير مؤسسية ... و أكاد أجزم ان تكوين تلك الرابطة هو المأساة الحقيقية لهذه الحركة ... فلقد أصبح لها قدرة علي التأثير و الضغط خاصة علي السلطة التشريعية و التنفيذية .. كذلك التسلل و الأنخراط في شبكة من العلاقات مع الأقتصاديين و السياسيين المؤثرين ... و ظهرت فاعليتها واضحة منذ السبيعينيات ...

يتبع

المصادر :

جيل كيبل : يوم الله .. الحركات الأصولية المعاصرة في الديانات الثلاث

ويليام مارتين : مع الله في جانبنا ... شروق الحقوق الدينية في أمريكا

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله....

اخى العزيز سكوب..موضوع جميل وشيق...ياريت بقى تكمله وبلاش كسل ...

{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }

رابط هذا التعليق
شارك

أحرص على عدم التداخل - رغم الأسئلة فى رأسى - حتى لا أخل بسياق موضوع دسم و جديد و جاد

الفاضل سكوربيون أهنأك و أشد على يديك .... فعلا معلومات جديدة تماما

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

غالية و الطلب رخيص يا مدام فولانة ..

كان تأسيس الرابطة الوطنية للأنجيليين نقطة انطلاق في التأثير علي بعض المؤسسات الهامة في الدولة الأمريكية ...بالرغم من أن الدستور الأمريكي يقر مبدأ فصل الكنيسة أو الدين بوجه عام عن الدولة ...

و لكن من قراءة تاريخ أمريكا (القصير) .. يمكن ملاحظة أنه كلما دعمت الدولة تيارات علمانية فأن هذا المبدأ الدستوري يتم تنفيذه ... و العكس صحيح ... فكلما أثرت علي الدولة أو ووصل للحكم اتجاهات و قوي تتسم بالتوجهات الأصولية ... فإن ذلك ينعكس علي الأداء العام للدولة .. و المثل البارز هنا هو فترة حكم الرئيس السابق "رونالد ريجان" ..

و المشكلة هو تخلف الخطاب الأصولي و تشدده و أنه قائم علي تراث .. خليط من المسيحية و اليهودية ..الأكثر من ذلك يمكن القول بأن الأتجاهات الصهيونية داخل الحركة المسيحية الأصولية متأصلة للنخاع .. ليس فقط فيما يتعلق بأسرائيل .. و انما في النظر الي الآخر المغاير .. فهم "المختارون" .. و "المفضلون" ... و "الموعودون" .. و قد أخذ هذا التوجه يظهر علي السطح بصورة واضحة أثناء حملة ريجان الأنتخابية تحت شعار الولادة مرة أخري كمسيحيين "The Born Again Christians" و قد تبني ريجان هذا الشعار ... و الذي من خلاله يتم تقسيم العالم الي معسكرين : معسكر الخير .. و معسكر الشر ..

الأول يضم يضم "المسيحيون" الذين ولدوا ثاية بحسب الأصولية المسيحية التي ينادوا بها

أما معسكر الشر فهو الذي يضم الآخرين و منهم أنصار الديانات الأخري بما فيهم أبناء المسيحية غير الأصولية..

و هم في حرب دائمة مع أعضاء معسكر الشر .. و الأنتصار سوف يتحقق لهم في النهاية بمعونة الرب ...تلك الأفكار مثلت دعمآ كبيرآ للأدارة الأمريكية في ادارتها للصراع العالمي و خاصة في ظل الحرب الباردة بين الأمريكي و السوفيتي ... أو بين معسكر الخير الأمريكي و معسكر الشر الشيوعي .. و هنا تم توظيف الدين بوضوح في الصراع الدولي .. و ظهرت مجموعة من الأستراتيجيين الأمريكيين سموا فيما بعد "بالمحافظين الجدد" قاموا "بالتخديم" ايدولوجيآ و سياسيآ للمفاهيم الدينية ... و مع مرور الوقت أصبح لهم تأثيرآ واضحآ علي القرارات الحكومية و السلطة التشريعية و حتي علي اتجاهات المجتمع نفسه ... تلك الفترة نستطيع أن نطلق عليها فترة "الكنيسة المرئية" .. حيث استخدمت الحركة الصهيونية المسيحية الأصولية التليفزيون و برامجه للدعوة لأفكارها و الوصول بفعالية الي أكبر عدد ممكن من الناس ... و باتت تلك البرامج من المواد الهامة التي تستأثر بنسبة مشاهدة عالية كما انها كانت من أهم مصادر جمع الأموال .. حتي أن واحد من مستشاري الرئاسة الأمريكية نفسه "جيري فولوبيل" شهد بأن مايتلقاه من مال هو وغيره ممن يقدمون هذه البرامج أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسيان في الولايات المتحدة ...

من المصادر

يوسف الحسن "البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الأسرائيلي"

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أستاذي العزيز عادل أبوزيد ...

اشكرك بشدة علي مداخلتك المشجعة و أعذرني ان لم ألتفت اليها سوي الآن .. فلقد كتبت بعد مداخلة الفاضلة فولانة ... و بما أنني أكتب أونلاين و متوسط كل مداخلة تأخذ مني ما بين نصف ساعة او ساعة كاملة ... كنت قد أضفت خلالها حضرتك مداخلتك الأخيرة ...

و احقاقآ للحق الشكر أوجهه انا لحضرتك ... فمنذ اكثر من سنة لا أتذكر في أي موضوع تساءلت حضرتك عن الصهيونية المسيحية ... و اصارحك بأني دهشت للغاية .. فلم أكن أعلم حتي بتواجد مصطلح مماثل ناهيك عن تاريخ كامل وراءه .. فبدأت معها رحلة بحث بين كتب و مصادر و مقالات عديدة حتي أكتشفت "للأسف" ان هناك بالفعل في جزءآ مهمآ من العالم تلك "الشركة".. و التي استخدمت الدين للوصول الي أهداف دنيوية بحتة... و للأسف هذا الجزء من العالم هو الذي يمتلك غرفة الأزرار في عصرنا الحالي ...

لذا وجدت انه من المناسب ان اشارككم في تحليل كيف بدأ كل هذا .. ربما يغير أحدآ منا نظرته الي الآخر ...

تحياتي دائمآ ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...