اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اللعب عالمكشوف... فهمى هويدى


Recommended Posts

إحدى الملاحظات المهمة التي يستخلصها المرء من ملابسات المذبحة الجارية في غزة ان اللعب في الساحة السياسية العربية اصبح يتم على المكشوف، فالاسرائيليون اصبحوا يعلنون أن ثمة تأييداً وتشجيعاً من بعض الانظمة العربية للعملية التي قامت بها ولا يترددون في إجراء اتصالات والقيام بزيارات في العلن مع بعض حلفائهم العرب قبل أيام أو ساعات من عمليتهم العسكرية، في ايحاء للجميع يثبت التنسيق والتطابق في المواقف ووجهات النظر.

وبعض رجال السياسة العرب اصبحوا لا يخفون مشاعرهم، حتى سمعنا أحدهم يقول بكل جرأة ما يفيد بأن فلسطينيي غزة يستحقون المذبحة التي تعرضوا لها، لأن قياداتهم حُذروا وأنذروا ولم يتجاوبوا مع النصائح التي أسديت لهم. والسيدة ليفني وزيرة خارجية اسرائيل لم تتردد في أن تعلن على الملأ أن الدولة العبرية وبعض الدول العربية يقفون في مربع واحد في مواجهة حماس وحزب الله وإيران.

موالاة العدو أصبح يتم الجهر بها في وسائل الإعلام، حتى بتنا نفاجأ بكتابات تنضح بتلك الموالاة في بعض الصحف المحترمة التي اعتدنا منها الرصانة والتعبير المحافظ والمسؤول، بل ترانا في بعض الصحف المحسوبة على الحزب الحاكم ان اسرائيل بعد اتفاقيات السلام لم تعد عدوا للأمة العربية وأن إيران هي العدو الآن. وبمناسبة الأطراف «المحافظة» فإن بعض الدول العربية التي اعتادت ان تتعامل بحساسية وحذر مع اسرائيل، وما برحت تردد على ألسنة مسؤوليها انها ستكون آخر المطبعين فوجئنا بها وقد تخلت عن ذلك الحذر ولم تعد تكتفي بالاتصالات السرية مع العدو وإنما دخلت في اللعب على المكشوف من بابه الواسع، إذ مرة واحدة وجدنا قيادتها وقد ظهرت مع رئيس اسرائيل في لقاء رتب تحت غطاء مؤتمر دولي «للحوار» أقيم في نيويورك وكان ذلك بداية للقاءات أخری تلاحقت في عدد من العواصم الأوروبية.

لم يقف الأمر عند ذلك الحد وإنما أصبحت مقاومة الاحتلال جريمة وتهمة، تُسب من خلال المنابر الإعلامية الرسمية ليل نهار، وأصبح الانحياز الى المقاومة تأييداً للإرهاب ودعوة الى التطرف وانطلاقاً من «أجندات» أجنبية.

بالمقابل فإن المفرطين والمفاوضين والمستسلمين هم «المعتدلون» الذين يتصدرون الواجهات وتحتفي بهم وسائل الإعلام دون أن يتساءل أحد عن أي «أجندة» ينحاز إليها هؤلاء.

في خطاب هذا الزمان أصبحت المقاومة هي المشكلة وليس الحل، لذلك فإن السباب والشتائم التي توجه الى دعاة الممانعة أفراداً كانوا أو جماعات لا يقصد بها سوى الموقف الرافض للتسليم، وكما منح ياسر عرفات جائزة نوبل لأنه اتفق مع اسحاق رابين، ثم جرى حصاره وتسميمه وقتله لانه لم يسلم بطلبات باراك، فإن الاسلوب ذاته جرى تعميمه على العالم العربي فمن استسلم فاز بالرضا ومن امتنع حلت عليه اللعنة. ذلك شديد الوضوح في الساحة الفلسطينية الآن، فالسلطة في رام الله مشمولة بالرضا والهبات والمساعدات لأنهم قبلوا بقواعد اللعبة، والمقاومون في غزة محاصرون ويراد لهم ان يلقوا مصير عرفات حيث لا فرق بين القتل بالسم أو القتل اثناء المذبحة بصواريخ طائرات اف 16.

من كان يتصور ان يشارك الطرف العربي في حصار غزة وتجويعها؟ ومن كان يصدق ان يهب بعض الناشطين الأوروبيين لإغاثة المحاصرين عبر البحر، في حين يغلق «الإخوة العرب» طريق البر ولا يفتحون المعبر إلا بعد ان يتحول الأمر الى فضيحة عالمية؟ من كان يصدق ان تتحرك القوافل من قبل القاهرة لإغاثة المحاصرين في غزة، ثم تفاجأ بأرتال الشرطة تقطع عليها الطريق، وتجبرها على العودة من حيث أتت؟!

ليس صحيحاً ان حماس هي الهدف لأن المقاومة هي الهدف الحقيقي، بعدما اصبح الموقف واضحا ومحسوما لمصلحة التفريط في القضية وبيعها بأي ثمن، ومن يسبح ضد التيار يجب أن يسحق بكل قوة علنا وفي وضح النهار حتى يكون عبرة لغيره.

ذلك قليل من كثير في اللعب على المكشوف مع الاسرائيليين، أما اللعب مع الأميركيين فحدث فيه ولا حرج والخوض فيه يحتاج الى كتاب لا زاوية صباحية، ثم انه حافل بالخطوط الحمراء والمعلومات الملغومة.

---

منقول بلا تصرف.

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أحسن في النقل

وأحسنت في عدم التصرف فيه

اقرأ تعليقي أدناه

ومــَنْ أَحْســــَنُ مِــنَ اللـَّـــــــهِ حُـكْــــمًا لِقـــــَوْمٍ يُوقِـنــــــــــُونَ

صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

فتيه مقال تاني برده عجبني لفهمي هويدي علي الدستور

------------

نيران صديقة

فهمي هويدي

بكل احتشام وأدب مهني جم نشر الأهرام علي صفحته الأولي أمس أن ضابطين من قوات الأمن المركزي المصرية المرابطة علي الحدود مع قطاع غزة أصابتهما شظايا القصف الصاروخي المكثف الذي استهدف الشريط الحدودي، كما أن القصف أصاب طفلين مصريين أحدهما عمره سنتان والآخر خمس سنوات، وأدي إلي تصدع وتهديم بعض المنازل في رفح المصرية، وذكر الخبر المنشور أن الضربات استهدفت أنفاقاً علي بعد 400 متر علي الحدود المصرية.

المعلومات التي أوردها خبر الأهرام تجاهلت تفاصيل أخري منها مثلاً أن الشظايا الإسرائيلية أصابت الضابطين المصريين إصابات خطرة في الرأس والظهر، وأن الطائرات الإسرائيلية في غاراتها اخترقت المجال الجوي المصري مرات عديدة، كما ذكرت وكالة «رويترز» ومحطة «سي. ان. ان»، وأن المتحدث باسم وزارة الحرب الإسرائيلية رفض التعليق علي هذه المعلومات.

لا أعرف إن كان تجاهل تلك المعلومات تم بسبب السهو أو العمد، لكن الشاهد أن صياغة الأهرام ــ وكذلك بقية الصحف القومية ــ بدت شديدة الهدوء، وكان واضحاً فيها أنها حرصت علي الإيحاء بأن إصابة الضابطين والطفلين كانت علي سبيل الخطأ وليس العمد، وذهبت إلي أبعد، حيث حاولت تغطية ما جري وتبريره، حين ذكرت أن عملية القصف الإسرائيلي استهدفت أنفاقاً علي بعد 400 متر من الحدود المصرية، وهو ما يعطي انطباعاً بأن الطائرات الإسرائيلية لم تخترق المجال الجوي ولم تعتد علي السيادة المصرية، رغم أن وكالة رويترز أمس نقلت عن شهود في رفح المصرية أنهم شاهدوا بأعينهم الطائرات الإسرائيلية التي كانت تطير فوق بيوتهم علي ارتفاع منخفض، وذكرت أن هؤلاء الأشخاص طلبوا عدم ذكر أسمائهم حتي لا يتعرضون لبطش أجهزة الأمن المصرية.

إذا قارنت الكيفية التي عولج بها الحدث في الإعلام المصري بالطريقة التي قدم بها خبر مقتل ضابط الشرطة الشهيد الرائد ياسر فريج أثناء محاولة بعض الفلسطينيين عبور الحدود المصرية، فسوف تري عجباً، إذ ستلاحظ علي الفور أن التوجيه الإعلامي حرص علي تهدئة المشاعر للغاية في حالة القصف الإسرائيلي الذي أدي إلي إصابة الضابطين والطفلين المصريين، في حين عمد إلي الإثارة والتحريض في حادث مقتل الضابط المصري، إذ ربما تذكر أن قتل الضابط تم علي سبيل الخطأ، أثناء عبور بعض الفلسطينيين للحدود وتبادل بعضهم إطلاق النار مع عناصر الشرطة المصرية، مما أدي إلي قتل واحد منهم وإصابة عشرة، وهي التفاصيل التي أثبت ورودها في أول نشر للخبر، كما أثبتت الكيفية التي تدخل بها التوجيه الأمني بسرعة، بحيث عمم علي وسائل الإعلام المصرية صياغة مختلفة تماماً، سممت الخبر، وكان واضحاً فيها الحرص علي إثارة الرأي العام وتأجيج مشاعر المصريين ضد حركة حماس تحديداً، فالفلسطينيون الذين تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة المصرية لم يعودوا فلسطينيين عاديين، ولكنهم تحولوا في الصياغة المستجدة إلي كوادر من حماس، جاءوا ملثمين، بتعليمات من قيادة حماس، وترصدوا الضابط وقتلوه عمداً «بدم بارد»، وأرادوا بذلك إثارة الفوضي علي الحدود، ولم تشر الصياغة الأمنية إلي قتل الشاب الفلسطيني ولا إلي إصابة زملائه العشرة، أثناء الاشتباك الذي حدث، لكي لا يفهم أن قتل الضابط تم أثناء تبادل لإطلاق النيران بين الجانبين.

لا يحتاج المرء إلي جهد لكي يدرك أن الرفق الشديد مقصود في عرض خبر القصف الإسرائيلي، علي نحو أدي إلي حد غض الطرف عن الاعتداء علي السيادة المصرية، والتأكيد علي الخطأ في الموضوع مع تبريره واغتفاره، بذات القدر فإن تعمد الدس والكيد والإثارة ضد حماس كان واضحاً في تلويث خبر اشتباك مجموعة الفلسطينيين مع شرطة الحدود المصرية، ولا تفسير لذلك سوي أن القائمين علي اللعب في الأخبار اعتبروا ما صدر عن إسرائيل كان قصفاً لنيران صديقة، أما الفلسطينيون وحماس بالذات فلهم شأن آخر، أترك لك أن تختار الوصف المناسب له، بحريتك وعلي مسئوليتك!.

--------------

منقول

http://dostor.org/ar/index.php?option=com_...3&Itemid=51

"إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"

قال صلى الله عليه وسلم : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... رواه مسلم

رابط هذا التعليق
شارك

إذا قارنت الكيفية التي عولج بها الحدث في الإعلام المصري بالطريقة التي قدم بها خبر مقتل ضابط الشرطة الشهيد الرائد ياسر فريج أثناء محاولة بعض الفلسطينيين عبور الحدود المصرية، فسوف تري عجباً، إذ ستلاحظ علي الفور أن التوجيه الإعلامي حرص علي تهدئة المشاعر للغاية في حالة القصف الإسرائيلي الذي أدي إلي إصابة الضابطين والطفلين المصريين، في حين عمد إلي الإثارة والتحريض في حادث مقتل الضابط المصري،

كلام رائع ..

يا أخي فهمي هويدي ده لماح بشكل ..

صحيح .. نيران صديقة

ومــَنْ أَحْســــَنُ مِــنَ اللـَّـــــــهِ حُـكْــــمًا لِقـــــَوْمٍ يُوقِـنــــــــــُونَ

صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...