اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

...أبناء الملك ليم....


Mohd Hafez

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

في إحدى أمسيات أيام الربيع .. وتحديدا ليلة 28 إبريل لعام 1661 ..وفي مكان ما علي ارتفاع 8000 متر فوق سطح البحر .. و علي أحد سفوح هضبة التبت بين دولتي الصين والهند .. خرج المئات من أفراد قبيلة المغاوير الصينية لتحتفل بهدية الرب بوذا لملك القبيلة.. الملك ليم سينج.. والملكة ليم تان .. فلقد أنجبت الملكة .. أربع ذكور توأم للملك .. وأصبح للقبيلة أربعة أولياء عهد بدلا من واحد .. وجاء الكاهن البوذي بزيه الأصفر .. وقص شعر رئس الصبيان الأربعة .. ووضع الشعر في طبق من الذهب .. ووضع الطبق في مهب الرياح الشرقية .. لتحمل الريح خصلات الشعر .. وتنثره علي كامل حدود مملكة وسلطان التوأم الأربع .. كعهد أبدي بين الريح ورب القبيلة .. بوذا الأعظم .. ثم أطلق عليهم الكاهن أسماء .. كهنة المعبد الأقدمين .. فمنح الطفل الأول أسم .. الأمير ليم صيدوم .. والثاني .. ليم بوشين .. والثالث .. ليم بلورن .. والربع .. ليم لادوان ..

ومع اقتراب الفجر .. توقف الرقص والطرب .. أطفأت الأنوار بساحة الاحتفالات..وذهب الجميع لنوم هادئ وأحلام وردية جميلة ..فلقد بارك بوذا الأعظم القبيلة بأربعة أطفال توأم … وفي نفس اللحظات .. وعلي بعد عدة عشرات من الأميال .. حيث الجانب الهندي من هضبة التبت .. كانت قبيلة الأشواس الهندية تتجول الجبال .. باحثا عن فرصة للسرقة أو قطع الطريق علي قافلة تجار .. فتهدي لأسماعهم أصوات الغناء والطرب الصادر من أفراح قبيلة المغاوير علي الجانب الصيني لهضبة التبت .. وما هي إلا ساعات قليلة .. وتحت ظلام الليل .. أنهي وحوش قبيلة الأشواس الهندية على كل شريان دم برقبة رجال ونساء وأطفال قبيلة المغاوير الصينية … وسرقوا خيرات القبيلة .. ودمروا تمثال بوذا العملاق .. وقبل شروق الشمس بدقائق .. أخذ رجال قبيلة الأشواس في الانسحاب رجوعا للجانب الهندي من جبال التبت .. وقبل رحيل أخر رجالهم .. سمع صوت بكاء صادر من خيمة صغيرة ..خيمة لم تطلها نيران الغدر بعد .. فنظر بداخلها ..حيث الأطفال الأربع الرضع .. التوأم .. فحملهم جميعا بمهدهم علي فارسة .. مسرعا ..لقائد قبيلة قطاع الطريق .. ويسلمه التوأم الأعجوبة .. ليرى ماذا هو فاعل بهم ..

فتلقاهم رئيس قبيلة الأشواس الهندية .. قبولا حسنا .. ودعا الكاهن الهندوسي ليباركهم ويطلق عليهم أسماء نواب الرب كرشنا.. إله الهندوس .. فأطلق علي أولهم أسم .. سري صدشفنا .. وعلي الثاني سري بويشنا .. وعلي الثالث سري بالرشنا .. وعلي الرابع سري لادوشنا .. وأخذهم في قصره .. وراعهم ..أحسن رعية .. وعلمهم اللغة الهندية .. وسجدوا للنيران تعبدا.. حتى بلغ سن كل منهم قرابة الخامسة .. فأخذهم معه يوما في رحلة لمدينة بومباي التجارية بشمال الهند .. وهناك قابله السندباد العربي .. بسفينته .. فأعجب بمنظر هؤلاء الأطفال الأربع الأبرياء .. وطلب شرائهم من مللك الأشواس الهندي .. وكان المبلغ المدفوع .. ذهبا كثيرا يسيل له اللعاب .. فحملهم السندباد علي سفينته .. ورفع شراع سفينته .. لتدفعها الرياح الشرقية في رحلة تاريخية له حول العالم .. في طريق رجوعه للشرق العربي الساحر ..

فحملته الرياح الشرقية بعيد عن طريق الرجاء الصالح وقادته لبحر الظالمات .. وإلي غرب الأطلنطي .. لترسي سفينته بميناء جميل … يتلألأ بأضواء لامعة .. ومصابيح من كل الألوان تزين مباني ضخمة جدا .. ومرتفعة جدا جدا ..أبراج ورائها أبراج …. فأنبهر بجمالها الأخاذ .. وطالب مقابلة شهبندر التجار لهذا الميناء الجميل .. ليطلب منه العون والتزود بالماء والمؤن ..فتقدم إليه الشيخ جولياني شهبندر تجار نيويورك والذي أعجب بمهارة السندباد البحرية .. وحكايته الشيقة .. فأستضاف وأكرمه .. وأطعمه الهمبورجا ..وشممه البودرة البيضاء ..والحم الأبيض ذات العيون الزرقاء والشعر الأصفر الذهبي .. وقبل أن يدمن السندباد على العيون الزرقاء .. قرر مغادرة نيويورك رجوعا لبحر الظالمات و المحيط الأطلنطي .. فودعه شهبندر تجار نيويورك .. الشيخ جولياني باكيا .. وتكرم عليه السندباد بأحد الأطفال التوأم الأعجوبة ليتخذه أبنا ..

ثم رحل بسفينته مشرقا مخترقا بحار وبحار …لتلقي به الرياح الشرقية بميناء ضخم .. قريبا من بحر المانش .. وهناك توقف ليتزود بالماء والمؤن.. فقابله شاهبندر تجار ميناء ليفربول .. الشيخ روتشيلد قلب الأسد والذي أعجب كثير بشخصية السندباد .. فاستضافه ..وأكرمه.. وأنعمه .. ومرة أخرى قبل أن يدمن السندباد على العيون الزرقاء … قرر الرحيل .. فودعه الشيخ روتشيلد قلب الأسد دامعا .. وتكرم عليه السندباد بأحد الأطفال التوأم الثلاثة الباقيين … ليتخذه أبنا ..

وتهب الرياح الشرقية مرة أخرى .. تحمل سفينة السندباد بعيدا إلي البحر المتوسط … ولأول مرة يصل لأذان السندبادخلال شهور عديدة .. صوت الآذان … والله أكبر .. وحي على الصلاة.. ويتنسم السندباد نسيم الإسكندرية الشاذي أثناء مروره متجها لقناة السويس… وإلي الجنوب … إلي جدة .. فلقد آن موعد الحج والأشهر المحرمة .. والنفس محملة بالذنوب والأخطاء والكبائر ذات العيون الزرقاء والخضراء .. فإلي بلاد رسول الله قادمين .. وبستائر الكعبة باكين … نادمين … ولحجرها الأسود مقبلين … ولزمزمها شاربين .. ولرئسونا محلقين … فرتدى السندباد كفنه الأبيض الغير مخيط … وضحي بكبش مليح عظيم ..وركع لرب العالمين … طالبا العفو والغفران … و بجبل عرفات وتحت حر الشمس القاتل ..سمع همسات لا يفهم معناها … أحد الحجيج الأجانب يدعوا الله جهرا بالإنجليزية ..فقترب منه السندباد .. ثم تجمد في مكانه مندهشا ..وسأل الرجل في ذهول … لورنس !! ءأنت لورنس !!… أجير شهبندر تجار ليفربول الشيخ روتشيلد قلب الأسد !! ء تحج معنا !! ء أسلمت !!! كيف حدث هذا !! وأنت لا عمل لك غير إحضار صاحبات يوسف ذات العيون الخضراء والزرقاء لضيوف روتشيلد !! ماذا غيرك ؟؟؟ فتبسم لورنس ابتسامته الصفراء .. وأجاب في هدوء … لقد أهداني إله العرب .. وسأعيش خادما له وللعرب حتى مماتي .. فألقمه السندباد كيس به مائة قطعة ذهب … وأهداه أحد الأطفال التوأم ليتخذه أبنا … وطاف طواف الوداع ..

ثم شد الرحال بسفينته غربا لخليج الفرس والعرب.. وهناك في وسط الخليج .. خرج عليه عصابة من القراصنة الجائعون .. فذبحوه هو بحارته جميعا ورموا بجثثهم لأسماك الخليج العربي ..واستولوا على سفينته وشرعها .. وما تبقي على ظهرها من التوأم …. أخر طفل من الأربع توأم … ليتبناه زعيم عصابة القراصنة بتكريت … ويتخذه أبنا .. بل خليلا.. يدربه على فن القرصنة وسفك الدماء

وتدور عجلة الزمان البطيئة…. ويمر أربعون عاما من مقتل السندباد … فتزلزل الأرض زلزلها .. وتخرج الأرض أسرارها .. ويقول أهلها .. ماذا بها .. فتبوح بأعمق أسرارها …كنز لها ..كنز مهول بأحد جبالها .. بمنطقة دهوك بشمال الفرات .. وينقلب حال أهلها .. كلما حملت الرياح الشرقية .. نسمات الذهب الأسود المكنون بكنز الكنوز.. فتسرع الجيوش لنصيبها .. تخرج من نيويورك .. وليفربول … ونجد … وتكريت .. جيوش محملة بالجياد الطائرة ..والعتاد الإلكتروني… والسلاح البيولوجي .. طمعا في الاستحواذ علي جزء من ثروات لا صاحب لها .. وتتقابل الجيوش عند بئر جاف أسمه بئر العطش .. بمنطقة الفقر بجنوب البلاد .. لتتقاتل .. وتتقاتل . . وتصرخ الدماء على دماء شهداء ذبحوا بنفس المكان منذ قرون عدة.. لتلطخ بلعنتها كتب التاريخ الصفراء..فالكل يقتل الكل ..والبعض يقتل البعض .. وإلي حتى أخر جندي وأخر قطرة دماء .. وقيادات الجيوش .. تدير المعركة من داخل خنادق مصفحة ..مسلحة تحت الأرض ..لا طريقا لها .. يجلس فيها قائد الجيش منفردا من كل دولة ليحرك فرسانه الطائرة .. وجنوده المدججة .. ودباباته الهادمة .. علي ساحة المعركة .. ويستمر القتال يوما بعد يوم… وشهرا بعد شهر … وعام بعد عام .. بلا نهاية .. حتى زهقت الأرض من شرب دماء جنودهم .. ورفضت حتى دفن أشلائهم ..

فخرج قواد الجيوش من خنادقهم المدرعة .. تعتصرهم الحسرة .. ويمزقهم الضياع ..خرجوا بحثا عن جندي حي .. أي جندي .. بأي لون .. بأي دين ..المهم أن يكون إنسان .. لم يجدوا غير أكفان مخططة بأعلام.. ورايات نصر سوداء ممزقة ..ملوثة بالدماء .. وصوت غراب ينوح .. ورائحة ذهب تفوح .. فترجل كل قائد منهم متجها ناحية سراب … يبدوا من بعيد كماء سلسبيل بارد …. بحثا عن قطرة مياه ترويه .. أو رؤية أي إنسان يشاركه وحشته في أخر لحظات حياته …. وهناك بجنوب البلاد… بمدينة الفقر والكر والبلاء … بضاحية الحرمان .. عند بئر العطش …..وقبل أن يلفظ أي قائد منهم أنفاسه الأخيرة.. هناك تقابلا الأخوة جميعا .. أربعة تواءم ..الأمير ليم صيدوم …. والأمير ليم بوشين ..والأمير ليم بلورن ..والأمير الملتحي ليم لادوان.. الوجوه والملامح هي نفس الوجوه والملامح.. الدماء الزرقاء والشريان الذهبي … هي نفسها الدماء الزرقاء والشريان الذهبي .. الأطماع هي نفس الأطماع .. الأحلام هي نفس الأحلام .. الظلم هو نفسه الظلم .. فأبوهم هو الملك ليم .. وأمهم هي الملكة تان .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...