اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حكايات جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه "


achnaton

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

إقتنعت المدام أنه بعد هجوم أحد التتار على الكمبيوتر عندى .. اصبح كل شئ تمام .. وانبسطت قوى لما تركت الجرايد وقراءتها .. وبادخل سريرى الايام دى بدرى .. وفاكره ان ده بسبب خراب الجهاز,, والسبب الحقيقى كان فى دماغى من جوه .. عاوز أشوف جدى " الشيخ حسن رحمة الله عليه " .. عشان يكمل لى حكايه فرعون .. ويكشف لى السر المكنون .. ولم انسى ما اوصانى به عقلى .. واخلى بالى فى العشا من أكلى .. حته جبنه بيضا مع ربع رغيف !! ومعاهم كوب زبادى .. واخش انام .. وده اللى حصل فى العشا امبارح ... وبعد مارحت فى النوم .. سمعت صوت هادى بيخطى الباب وهو يتمتم باسم الله الحى القيوم .. أنا فى الحقيقة انبسطت جدى الشيخ حسن "رحمة الله عليه " .. وصل .. واسمحوا لى أثقل عليكم واحكى لكم اللى حصل !!

جدى كان جاى برضه المرة دى وفى رجليه شبب " زنوبه " .. وسألنى بعد أن حيانى .. فين " قبقاب لهلوبه " قلت له فى الكومدينو يا جدى .. جرى جابه .. وقعد جنبى .. وفك زراير جبته وازاح الى خلف رأسه عمته .. ومسك شبشبه فى اديه .. والشرار باين فى عنيه .. وقال بصوت يكاد يكون زى الهمس .. يا ما نفسى أشوفك يا " خر هات " .. يابتاع التلات ورقات ..!!

وارتفعت درجات صوته بعدها على طول .. وبدأ يكمل حكاية المحروسة زمان ايام الفرعون.. قال ..

عندكم هنا يا ولد – كسرة تحت الواو – فى متحف برلين .. " بردية أسمها بردية " وستكار " قرأها ونشرها لأول مرة العالم الألمانى " اردمان " .. ونشرها بعده علماء كثيرون مصريون واجانب .. بتتكلم عن مصر بعد الاسرة الرابعة .. والفترة دى اجمع العلماء على تسميتها " عصر الثورة الاجتماعية الاولى فى مصر .. ففى هذا العصر فرضت اللامركزية نفسها على البلاد .. وسادت الرشوة والفساد وتدهورت احوال البلاد الداخلية والخارجية ولم يعد الناس ينظرون الى ملوكهم نظرة التأليه التى كان يتمتع بها ملوك الاسرة الرابعة مثلا .. ولم يعد الملك ذلك الاله المترفع .. والحاكم الجبار فوق البشر .. والذى يرجو رعاياه عطفه ورضاه .. وانما أصبح شخصا غير معصوم يتحدث اغلبية الشعب عن ضعفه وعن خطاياه .. وظهر ايامها كثير كم الادباء والمثقفين والحكماء .. يدافعون عن بالقى افراد الشعب وعن كرامة البلاد .. وكان منهم حكيم اسمه " ايبو ور " له برديات كثيره فى معظم المتحف المهتمه بتاريخ مصر .. وكتب عنه الكثير المؤرخ المصرى الفاضل الاستاذ محمد بيومى مهران عام 1966 ( كتاب الثورة الاجتماعية الاولى ) .. اتهم هذا الحكيم فى كتاباته الفرعون بانه سبب الفوضى والاضطربات التى سادت البلاد .. والفقر والبطاله والكساد .. ويقول هذا الحكيم المصرى عن الفرعون انه على الرغم ان الشعب اعطاه الحكمة والسلطه .. الا انه بقى فى قصره يحيط نفسه بمجموعة من المنافقين ، جتى ساءت الحال وفقد الناس الامن والامان .. وحين يرد الفرعون بانه حاول جهده ان يحمى شعبه يتهمه " ايبو ور " الحكيم .. بالجهل وعدم الكفاءة للمنصب الخطير .. ثم يرسم صورة للملك الامثل بأنه الحاكم العادل الكفء الذى لايحمل شرا فى قلبه لرعيته .. ويعمل جهده على جمع كلمتها وتوحيد صفوفها .. انه كالراعى يصرف يومه فى جمع قطيعه بعضه الى البعض ..

وقد نادت الثورة ايامها بحقوق الافراد وبالعدالة الاجتماعية مما جعل الملك الفرعون ايامها راعيا لشعب بلاده ساهرا على مصالحهم .. انسانا مثلهم .. يعيش بينهم لا يخشى طعنه خنجر او ضربة سيف ..

وحلت لحظه سرح فيها جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " وغاب عنى قليلا .. فسنحت الفرصه لى لأسأله .. ألم يكن هناك أيامها يا جدى أحزاب .. ؟ .. أو جرائد نفاق ..؟؟ وكان الناس بتخرج كده فى الشوارع وتهتف " كفاية " .. !؟

ويعود الى جدى العزيز من سرحته .. ويفك الباقى من زراير جبته .. ويضع العمة على ركبته .. ويحسس فى غيظ شبشبه .. ثم يتركه ويمسك سبحته .. وتلعب فى حباتها اصابعه .. ويقول .. لأ .. يا ولد – كسرة تحت الواو – كانت الاحزاب يومها موجودة بشكل تانى .. كان المفكرين المثقفين لهم حزب يرأسه احد الحكماء .. وكان الكهنة والعاملين فى المعابد لهم حزب يرأسه كبير الكهنه .. وكان الفلاحين لهم حزب يتولاه افصحهم .. ألم احكى لك عن الفلاح الفصيح ..؟ ولكنها لم تكن أحزاب بالصورة التى نراها الآن .. زى حزب " الصوابع الذهبية " على سبيل .. فضيحة النظم الديمقراطية .. او الحزب " ابو طربوش " أو الحزب " المسروق " واقولك إيه ولا إيه .. هو شعب المحروسه جرى له ايه ؟؟؟؟ دا انا قريت فى كتب التاريخ القديم بعض ما كتبه " مانتيون " عن حاله المحروسة فى عهد الاسرة السابعة .. وكانت البلاد مولعه فى أتون الفوضى والخراب .. فترة دامت 200 عام .. وتخيل معى يا ولد .. تولى امر البلاد فى الاسرة السابعة 70 ملكا فى سبعين يوم .. أما الحقوق المدنية والدينية فقد تولاها ايامها كل من كان فى قدرته أن يبسط يده عليها .. واخذ كل شخص بكل فجر كل ما يستطيع أن يصل اليه .. ضاربا بكل نظام وحقوق عرض الحائط .. وساد الخوف والفساد والخراب والكساد كل البلاد .. وانتشر القحط وعم الانحلال الخلقى وعدم المبالاه بالتقاليد الدينية والمعتقدات الموروثه ..

ولولا نشاط وجهد مثقفى وحكماء هذا العصر وعلى رأسهم الحكيم " آبور " الذى بدء العمل بتأليف مقالا فى شكل مسرحية مؤثره لم يقتصر فيها على اتهام اهل تلك الأزمان فقط بل اوصى بالاصلاحات واقترح الخطوات .. والتف حوله المثقفون .. ثم توالت كتاباته .. وبدأها بمقال طويل .. عشر صفحات من اوراق البردى هى عبارة عن اتهام طويل للملك بأنه وحاشيته هم السبب فى تلك الحالة التى وصلت اليها البلد .. ويدعوهم – الملك وحاشيته – الى الاصلاح .. !!

وصرخت من أعماقى .. إنت بتقول إيه ياجدى .. الراجل ده كان بيقول للفرعون إيه .. ؟؟

أنا حا اقولك يا ولد – كسرة تحت الواو – الترجمة الحرفية لبعض ما كتبه هذا الحكيم وهو ينقل للفرعون رؤيته للحالة الاجتماعية لأهالى وادى النيل فى ذلك الوقت .. فيذكر ان كل شئ قد آل الى الفوضى .. فالحكومة قد وقفت بالفعل حركتها .. وقوانين قاعة العدل قد القى بها فصارت الاقدام تدوسها بالنعال .. والفقراء يقضون حاجتهم على قارعة الطريق ( كانت هذه الفعلة ايام الفراعنه من أكبر الكبائر .. فعلة شنعاء ) ..

قال له .. انظر يا ملك البلاد .. " لا صانع يعمل " .. أنظر ! إن من يحصد المحصول لا يأخذ منه شيئا .. ومن لا يحرث لنفسه يملأ مخزنه !! .. أنظر ! إن الذى لم يكن يملك زوجا من التيران أصبح يملك قطعانا !؟.. أنظر ! إن الذى لم يكن يملك حبة قمح أصبح يملك أجرانا .. ومن كان يبحث لنفسه عن صدقات من القمح أصبح الآن يخرج من مخازنه ويحملها توزع!؟ .. أنظر ! إن المتحلى بالفضائل يسير وهو محزون .. ويقول الرجل الاحمق : إذا عرفت أين يوجد الاله فإنى اقدم له قربانا .. وفى الحق كانت العدالة موجودة فى الارض بأسمها فقط .. وما يعمله الناس جينما يلتجئون إليها هو العسف ..

" يا ملك البلاد .. ليتنى رفعت صوتى فى ذلك الوقت حتى كنت انقذ نفسى مما انا فيه الآن من الالم .. فالويل لى لأن البؤس عم فى هذا الزمان "

" إن الامر الملكى والمعرفة والعدالة فى قبضة يدك ، ولكن ما تصنعه فى البلاد هو النزاع وصوت القلاقل .. ولقد فعلت كل هذا ليشتد الامر علينا .. لقد نطقت زورا وبهتانا "

وعندما انتهى هذا الحكيم من خطابه الطويل رد عليه الملك الفرعون .. وهذا الرد للأسف كان موجودا فى الجزء الممزق فى البردية فلم يصل الى العلماء ..

ويرفع جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " يديه الى السماء مرددا الشهادة .. ويختمها بأن العادل هو الله .. والحاكم هو الله .. ويتمنى لارض الكنانه عدل ربانى .. فقلت له لقد كان كل هذا من ترجمة العلماء لما كتبه القدماء .. ولكن ألم يكن بين اجدادنا الفراعنه زجالون وشعراء ..!؟ يعبرون بشعرهم وزجلهم عما يعانيه الناس ..؟ ويبسم جدى قائلا .. فى هذا النص يا ولد الكثير من الشعر .. سته قصائد شعرية .. جميلة تصور ما كان يعانيه الشعب من البؤس العام .. ومن السرقة ونهب المال العام .. والتخريب والقحط .. وكان كل بيت فى تلك القصائد يبدأ بكلمتين يمكن ترجمتها الى العربية – كما قال العلماء – بكلمات " حقا لقد " أو " وفى الحق " ..

وتملكتنى اللهفه الى سماع شعر الاجداد القدامى .. ولكن جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " كان بيلم فى هدومه .. والفجر مسرع فى قدمة وقال قبل ما يغادر .. حاسمعك بعض الابيات فى المرة الجاية .. وان شاء الله برضه حا انام بدرى فما زال الكمبيوتر عندى عطلان .. ونقول لكم سلام .. وفى رعاية الله ..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 201
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم

فى زيارة جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " أثناء ما كان بيلم فى هدومه .. والفجر مسرع فى قدموة وعدنى أنن يسمعنى بعض ابيات الشعر الفرعونى التى تضمنتها البردية بتاعة الحكيم " آبور " وهو يخاطب الفرعون فى نص أدبى بالغ الذكاء .. اتكلمنا عليه فى الحكاية السابقة ..

ومن يوم ما حكى لى جدى عن المسرحية العجيبة دى وانا مشتاق لسماع النص الشعرى .. وللأسف فى ليالى الصيف رغم قصرها الا أن جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " بيكسل كتير يزورنى .. والليلة دى جانى وكان مستعجل .. وجاى حافى .. رغم الجبة " الشارك أ سكن " الناصعة البياض .. أكثر بياضا من شعر رأسه .. ومش لابس العمة .. استبدلها " بفاروقية " زرقاء بلون السماء الصافية { الفاروقية دى لا ادرى اسمها الآن .. ولكنها على حال غطاء رأس الطيارين .. اللى زى المركب الورق } وبرضه مش عارف الطيارين اختاروها ليه غطاء للرأس وساعات افكر واخرج بتفسير .. أن الطيارين بيتصوروا أنهم يقودون سفينه كبيره فى بحار السماوات .. وساعات ما بيقودوا السفينة الورق دى على الارض بتفضل تدور حول نفسها .. ودورة واحده وبتقع .. والامثلة عندنا فى المحروسة كثيره واسألوا وزير الطيران !!

ولكن المفاجأة الحقيقة .. كانت مسألة حضوره حافى ؟؟ وتملكتنى الحيره .. أسأله هو جاى حافى ليه ..وفين " شبشب زنوبه " أم اسأله عن الشعر الفرعونى .. وجاتنى فكره .. أسأله السؤالين مرة واحده وفى وقت واحد .. ودى مش فزورة ولا حاجة .. ولكنها وسيله تعلمتها اثناء عملى لما كانت السكرتيرة تدخل على فى الصيف " بمكرو جيب " فوق الركبة بربع متر .. اقوم استخدم لسانى فى السؤال عن البوسته ومين اتكلم وسأل عنى والملفات الهامة بتاعة الموضوعات الملحة .. يعنى فى العمل .. اما السؤال الثانى فكانت تتولاه عيناى .. بنظرات استنكار .. وكانت عاده ترد عليه الأول معتذره واعده بعدم التكرار .. وقد استخدمت نفس الطريقة مع جدى .. فركزت نظرى على قدماه الحافية .. واطلقت لسانى بالسؤال عن الشعر .. وزى السكرتيره .. ردى جدى اولا على سؤال العين .. مفسرا ذلك انه اضطر ان يلقى به على رأس احد الافاقين الجدد الذى دخل السباق مع " خر هات " و" اسامه ابو سناره" ..

اما الشعر فكما قال " إردمان " عالم المصريات الالمانى نقلا عن البردية المصرية ان الحكيم المصرى بدء برديته بتصوير مصيبة البلاد ..{ يقصد طبعا بلاده المحروسة بأمر الله على مر الزمان " بالنص التالى :

" فيقول حراس الابواب :{ فلنذهب لننهب .. والحمال يتنحى عن حمل حمله .. وصائدوا الطيور قد جهزوا انفسهم للواقعة ، وآخرون من الدلتا يحملون الدروع .. وقد ثار القوم حتى أصحاب أهدأ الحرف كبائعى الحلوى وصانعى الجعة .. واصبح الرجل ينظر لابنه نظرته لعدوه .. والرجل الفاضل يذهب بملابس الحزن بسبب ما حاق بالارض ... واصبح الاجانب مصريون فى كل مكان .. }

ويقول العالم الالمانى ان بيت الشعر عند الفراعنه كان يبدأ بكلمتين دائما يمكن ترجمتهم الى :"

حقا .. لقد " .. أو " وفى الحق .. " التى تدل على اثبات شئ لا يمكن تفنيده .. وعلى سبيل المثال كتب الحكيم المصرى فى برديته الرائعة :

" حقا لقد شحب الوجه ... والاجداد قد تنبؤا .."

" حقا فإن .. ( والبلاد ) مليئة بالعصابات وايذهب الرجل ليحرث ومعه درعه "

" حقا أن الناهبين فى كل مكان "

" حقا إن النيل فى وقت الفيضان ، ومع ذلك لا يحرث احد من أجله .. وكل انسان يقول : لانعرف مذا حدث فى انحاء البلاد "

" حقا لقد اصبح المؤذيونالآن يمتلكون أشياء جميله .. ومن كان يخصف نعليه فى الماضى أصبح صاحب ثروه " ..

"حقا لقد اصبح منظر الناس كمنظر طير " جم " والقاذورات منتشرة فى كل البلاد ، ولا يوجد إمرؤ بملابس بيضاء فى هذا الوقت .. "

"حقا لقد اصبحت الارض تدور كعجلة صانع الفخار .. وسار اللص صاحب ثروة .. "

" حقا لقد أصبحت التماسيح فى تخمه .. بما قد سلبت .. إذ يذهب الناس اليها عن طيب خاطر .. وحالة البلاد أصبحت سيئة .. ويقول القوم: لا تدوسوا ، ولكنهم يدوسون هناك كأنما هناك سمك .. لأن الرجل الجبان ينقلب غاية فى الغباوه من الرعب .."

" حقا إن الذهب والفضة والياقوت والمرمر.. ,... و... تحلى جيد الجوارى .. والنبيلات وربات الخدور يمشين فى طول البلاد وعرضها يقلن .. ليت عندنا بعض الشئ لنأكل .."

وينظر جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه "إلى الشباك .. ويزيح قليلا الستارة قليلا .. ليرى فى الافق بصيص من نور الصباح فتتملكه ربكه مفاجئة .. ويسارع فى لم اطراف جبته .. ويلتقط من فوق السرير سبحته .. وطيران من الباب الى خارخ الغرفه .. وانا انادى عليه .. وفين الاقى باقى هذه القصائد ياجدى .. فينظر الى فى حنان بالغ .. وينصحد .. اقرأ كتاب " الادب المصرى القديم للدكتور سليم حسن ..

ونكمل مع بعض مع تكرار الليالى .. صور حنان جدى الحبيب .. اللى وعدنى فى اول الليل انه مش حيغيب ..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

أخى العزيز إخناتون,

كتبت مقالا, سوف أستكمله على حلقات, يشرح عظمة التاريح المصرى الفرعونى , و خاصة العبقرية القانونية للفراعنة.

و لقد نشرت مقدمة هذا الموضوع فى منتدى آخر, و لكنى رأيت أن أنشر هذه المقدمة هنا,

المقال:

حضارة مصر الفرعونية, التى أهملناها.

قد يتواجد فى مصر اعظم علماء الذرة, و قد يتواجد بها فطاحلة فى القانون, أو أساطين فى الفكر.

و لكن بدن" قد",

فإن مصر أكبرتملك أكبر قدر من الآثار التاريخية و الحضارية فى العالم, و لاتوجد بلد أخرى لديها مثل هذا القدر من الأدلة المادية على تواجد حضارة مصرية قديمة لا مثيل لها.

و لكن العجب العجاب, هو أن أغلب مكتشفى آثار مصر الفرعونية كانوا أجانب,

و أغلب مؤرخى التاريخ المصرى القديم كانوا أجانب,

و أكثر البلاد حرصا على آثار مصر, هى بلاد أجنبية.

و أكثر زوار لمتاحف و لآثار مصر هم أجانب.

و أغلب الكتب التى تناولت تاريخ مصر القديم , كان كتابها أجانب,

و أجمل الكتب التى نشرت تاريخ مصر الفرعونية , بالوثائق و الصور, و الطباعة الأنيقة, كانت كتب أجنبية.

و أغلب الأفلام الوثائقية, سواء السينيمائية أو التليفزيزنية , أخرجتها شركات أجنبية ,

و أجمل متاحف للآثار المصرية, توجد خارج مصر.

و يتم تدريس مصر الفرعونية فى المدارس الإبتدائية فى جميع مدارس العالم, بينما لا يحظى تاريخنا بمثل هذه العناية فى مناهج مدارسنا الإبتدائية.

و ما يحدث لتاريخنا القديم, يحدث ايضا لتارخنا المعاصر, فقد أهملناه, ووضعناه أسفل ركن السجادة, أو الحصيرة, لا نخرجه من هناك سوى للمباهاة بأننا أبناء أكبر حضارة قديمة فى العالم.,عندما لا يكون لدينا ما يمكن أن نتباهى به.

نعود إلى علماء الذرة, و فطاحلة القانون, و أساطين الفكر, و غيرهم.

ماذا يعلم الشعب المصرى عن إنجازاتهم؟

ماذا فعلت الحكومة لتقديرهم؟

ماذا فعات الجامعات بمؤلفاتهم؟

لقد أهملنا صُناع تاريخنا الحديث, كما أهملنا صُناع تاريخنا القديم.

فى المدرسة الإبتدائية. كانت وزارة المعارف العمومية تصرف لنا كتب التاريخ المصورة. و كانت مطبوعة طباعة فاخرة, و تم شرح التاريخ المصرى القديم بمصاحبة رسوم يدوية, أغلبها يمثل النقوش التى توجد على الآثار المصرية, و تشرح بأسلوب سلس سهل تاريخ مصر.

كانت هذه الكتب مُترجمة من الكتب الى يتم تدريسها فى إنجلترا, كما أن جميع الرسوم كانت صناعة إنجليزية, كما أنها, لخيبتنا, كانت مطبوعة فى إنجلترا أيضا, و هذا يفسر شكلها الفاخر الذى حببنا فى التاريخ.

إنقطعت صلتى بالتاريخ المصرى القديم إلى أن التحقت بكلية الحقوق, و كان أستاذ مادة تاريخ القانون هو " الدكاترة شفيق شحاتة" الذى كان فقيها فى تاريخ القانون المصرى الفرعونى, كما كان أبضا أستاذا فى فروع أخرى من القانون, حصل على أكثر من دكتوراة ليتمكن منها.

حببنى الدكتور شفيق شحاتة فى مادة تاريخ القانون, و كانت درجا فى هذه المادة أعلى الدرجات التى حصلت عليها فى ذاك العام.

و لكن, و كالمعتاد, فإن المنهج لم يتضمن إستمرارية لهذه المادة كمثيلتها مادة القانون الرومانى, و لكن الأسباب المعروفة أن القانون المصر وقتها كان يستمد أصوله من القانون الرومانى عبر " كود نابليون".

و انقطعت صلتى بالقانون المصرى القديم (الفرعونى) إلى أن بدأت تدريس مادة " تاريخ القانون العرفى الإنجليزى " فى إنجلترا,

و سالنى زميل :

أنت مصرى, لماذا لا تقوم ايضا بتدريس تاريخ القانون المصرى القديم؟

و كان سؤال غير متوقع, و ارتبكت, و لكنى رددت بسرعة:

كما إهتممت أنا بتاريخ قانونكم, فقد إهتم أساتذة إنجليز بالقانون المصرى القديم, و أنا سعيد بتدريس تاريخ قانونكم القديم الذى تخصصت فيه, و هم سعداء بتدريس قانوننا القديم ( أى القانون المصرى القديم) الذى تخصصوا فيه.

و انتهى الحديث, و لكنى لا أستطيع الجزم أنه صدق كلامى.

إهتممت بعد هذه الواقعة بمتابعة ما دَرسته فى الجامعات المصرية عن القانون المصرى القديم, و حصلت على نسخة مترجمة إلى الإنجليزية من مؤلفات "الدكاترة شفيق شحاتة", و كلما كان لدى وقت فراغ, كنت أقرأ , مع إحساس بالحنين إلى الماضى, كلمات قدرها الإنجليز أكثر مما قدرهتها المؤسسات الثقافية فى مصر.

و قد تنبهت الوزارات المهتمة بالآثار المصرية, و أرسلت بعثات لبعض الشباب النابه من خريجى كليات الآداب, قسم الآثار, لكى يشاركوا فى ندوات ثقافية, و دورات تدريبية, عن الإعلام المتخصص فى علم الآثار, يتم عقدها فى عواصم العالم المختلفة.

و قد اثبت بعض هؤلاء الشباب تواجدهم فى البداية, و لكن كما تعودنا, فقد أصبحت هذه البعثات الآن وقف على أقارب كبراء الدولة, و المحظوظين الذين يجدون من يزكيهم, و اصبح هدفهم ليس رفعة البلد, بل الحصول على البدلات, و المكافآت, و استيراد بضائع لأولى الأمر و الشأن الذين وضعوهم فى هذا المكان.( كما هو الحال حاليا فى وزارة االخارجية, و شركة مصر للطيران)

فى مقالى التالى , سأتحدث قليلا عن عظمة القانون المصرى القديم, العظيم بمقاييس ذلك الزمن,

و لكم تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضـــل / اخنـــاتون

الأخ الفاضــل / الفوكــــاتو

اتابع بحرص شديد واهتمام ماتكتبان من مواضيع شيقة وهامة رغم ما فيها مما يعتصر القلب :blink: ، ويذر الحليم حيران !!! ولكن ما كان لنا أن نتطلع لأمر حتى نعرف من نحن ، وماذا نريد ؟ وما هو وضعنا الحالى ، وما هو وضعنا بين الأمم ، وما هى مؤهلاتنا ، وما هى معوقاتنا ؟؟ .. إلخ ..

ورغم الصورة القاتمة والقاتلة التى تُحيط بنا .. إلا أن المتأمل يجد فيها عنصرًا واضحًا وشامخًا وراسخًا ، وهو أن الأعمال المجيدة الفاضلة على مر التاريخ ، وفى كافة أمم الأرض لا تقوم إلا على أيدى وسواعد مؤهلة ومخُلصة ، وهى سُنة الله الثابتة ، ولخصها لنا العزيز الحكيم فى كلمتين اثنتين ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ) القصص26 فقــوة ومهــارة واحتراف مع إخلاص وأمانة ..

وإشارة الى ما كتبه أخى العزيز الأفوكاتو فلم تكن حضارة مصر الفرعونية, هى الوحيدة التى أهملناها ، فالإهمال والخراب والدمار ينخر فى كل جانب ، ولا يعرف أى معوقات ، أما ما عدا ذلك فى شتى مجالات الحياة فلا تكاد تسمع إلا تبريرًا لكافة جوانب الإنحدار والتخلف والفشل ..

ثم توقفت ثانية عند قولك وأنت مُحق فيه :و لكن العجب العجاب هو :

أن أغلب مكتشفى آثار مصر الفرعونية كانوا أجانب,

و أغلب مؤرخى التاريخ المصرى القديم كانوا أجانب,

و أكثر البلاد حرصا على آثار مصر, هى بلاد أجنبية.

و أكثر زوار لمتاحف و لآثار مصر هم أجانب.

و أغلب الكتب التى تناولت تاريخ مصر القديم , كان كتابها أجانب,

و أجمل الكتب التى نشرت تاريخ مصر الفرعونية , ... كانت كتب أجنبية.

و أغلب الأفلام الوثائقية.... أخرجتها شركات أجنبية

و أجمل متاحف للآثار المصرية, توجد خارج مصر.

واستكمالا لهذا العجب العجاب أقول : مَن مِن البارعين والنابهين - وهم كثير - قدمناه وأشدنا به فى الداخل ، أو تباهينا به أمام العالم .

إنه لمما يحز فى النفس ويجرح فى الخاطر أن كل الأسماء اللامعة التى ظهرت وأشتهرت لم تُعرف فى داخل مصر ، إنما عُرفت خارجه ، ولم نُحسن تقديرها أو احترامها أو الإستفادة منها ، ومن هؤلاء :الشعراوى والغزالى وفاروق الباز ومجدى يعقوب وعمر خالد وزغلول النجار وأحمد زويل .. وغيرهم كثير .. فى شتى والمجالات وأعقد فروع العلوم والمعارف والتقنيات ..

واضعاف أضعاف هذه الأعداد بالداخل لا حول لهم ولا طول..بينما تُقدم حُثالة من غيرهم كرموز للثقافة والفكر والفنون والمعرفة ..

أحرام على بلابله الدوح :::حلال للطير من كل جنس

ووقت انهيار الإتحاد السوفيتى وتداعى مؤسساته تبارت الدول الرائدة لإقتناص علماء الطب والعلوم والذرة والهندسة .. الخ .. وانتهزنا هذه الفرصة النادرة فتسارعنا نُسابق الزمن لنظفر بستين راقصة للباليه ..

تم تعديل بواسطة ENG. BEHAIRY

أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه نستعين ..

دخت السبع دوخات امبارح بعد العشاء .. بحثت طويلا عن حباية مهدئه أو منومه .. حتى اروح فى سابع نومه بمجرد ما استلم السرير .. لم أجد للأسف .. وتذكرت وصية كان جدى الشيخ حسن " رحمه الله عليه " كررها على .. ابعد عن الحبوب المنومه .. مهما كان الحال .. واقرأ فى ضوء خافت فى القرآن او فى آى كتاب .. على طول حتنام ! .. قلت اجرب وصيته .. وانا مزاجى رايق .. ومبسوط مليون قيراط .. بعد أن قرأت مداخلة العزيز الفاضل اخونا الاستاذ الافوكاتو .. كانت مفاجأة طيبة .. أسعدتنى وشوقتنى أن اشوف جدى واحكى له .. ما انا المنياوى اللى عنه " ما تتبلش فى فمه فوله " .. طبعا حا احكى له من باب الفخر با احبابى .. واحكى له عن اللى كتبه أعزهم عندى .. المهم بلاش اطول .. دخلت السرير بدرى قوى .. وبدأت اقرأ سورة الرحمن ومش فاكر كملتها ولا لأ .. رحت فى النوم وانا افكر فيما كتبه اخونا الاستاذ الافوكاتو

وسمعت صوت جنب الباب والنور مطفى .. ومديت ايدى على زرار الاباجورة .. الضوء كان ضعيف .. لكن لمحت خيال ابيض فى اسود جاى علىّ .. وعرفته .. من ريحته .. جدى وصل بالسلامة .. وآدى العلامة .. الشعر الابيض .. والجبه السودا.. ونطقت قبل ما هو يلقى السلام .. مرحب يا جدى .. بأحلم بيك من قبل ما انام ..

إبتسم جدى وبدأ يفك فى زراير جبته .. وطلع ورقه صغيره من تحت عمته .. وبص فيها وقال :..

عاجبك قوى اللى كتبه الأفوكاتو .. ؟ .. واللى قاله عن الاجداد ..؟ شوف ياولد – كسرة تحت الواو – آى واحد يقرأ بفهم وحب تاريخ مصر القديم .. حتما فى حبها حيهيم .. وحيعشق كلمة مصر .. مش زى سياسيوا هذا العصر .. اللى فاتحين حنفيه كلام .. لا يجيب ورا ولا يزق العربه لقدام .. واللى عاوز يدفع للعاطل مرتب شهرى .. واللى عاوز يبنى مستشفيات .. واللى عاوز يبنى مساكن وبيفترض الطلاق قبل الجواز .. وفنجرة كلام على الفاضى .. منين يا حسره .. دى بلدكم فلسانه .. والديون بالكوم.. حيجيب منين عشان يعمر الصحراء ..؟؟ شوف يا ولد .. مصر دى حسب ما جاء فى اوراق التاريخ المكتوب على حوائط المعابد والمقابر والاثار .. واللى موجود فى البرديات .. كانت اول دوله عرفت التشريعات القانونية .. واول تشريع قرنا عنه كان فى مصر العظيمة ايام " أوزوريس " من حوالى سته الاف عام وشويه .. وبالتحديد فى عام 4241 قبل الميلاد .. وضع هذه التشريعات واحد أسمه " تحوت " كان وزيرا عند " اوزوريس " .. الا ان تلك القوانين تفرقت .. واختفى البعض منها .. ولم يسجل التاريخ عنها شيئا طوال حكم الفراعنه .. ويمكن يكون هذا لأن صفحات التاريخ كثيره والباحثون والمترجمون كان يعنيهم أشياء أخرى .. الى كان فى نهاية الاسرة ال 24 .. يعنى حوالى عام 718 قبل الميلاد .. ظهر واحد زى اخوك محمود الافوكاتو .. غاوى قانون .. تولى حكم البلاد وكان أسمه " الملك بوخوريس " .. وهو الذى أسس الاسرة الرابعة والعشرين .. شاف أن الحكم سينتظم لو تمسك الحاكم بالعداله .. العداله بكل أشكالها .. وعشان كده أمر بتجميع القوانين وتصحيحا وتعديلها فى مجموعة واحده أطلق عليها العلماء والمؤرخون " مجموعة قوانين بوخريس " أخذها عننا الاغريق .. نقلوا المجموعه كلها واسموها " قانون العقود " ..

وسألت جدى .. نقلوها ازاى .. بعربات تجرها البقر ..؟؟ وتجاهل جدى الرد على .. ولكنه علق قائلا .. إنت انضميت لحزب " ابو صباع " ياولد .. ولا الهجص بتاع الدعاية الانتخابية .. لأحزاب القرعجية لخبطوا دماغك .. وغيروا حالك .. خليك معايا ياولد .. واسمع وتمعن .. وشغل عقلك وفكرك .. ونرجع لموضوعنا ..

وواصل جدى حديثه .. فقال .. فى حوالى عام 569 قبل الميلاد.. تولى" أحمس الثانى "حكم البلاد وأسس الاسرة السادسة والعشرين .. وبدء بعدة إصلاحات وتعديلات فى مجموعة قوانين بوخريس " .. وشملت التعديلات نصوص كثيره وجمعها بعد التعديل واطلق عليها " مجموعة قوانين أحمس " .. ولكن لما تولى الحكم الملك" نفيرت "{ كان له اسم ثانى "أمرنوس أو أمرنوت } واسس الاسرة ال 28 أمر بالعودة الى" مجموعة قوانين بوخريس".. وكون لجنه من الحكماء لتعديلها بالكامل وتنقيح نصوصها .. واستمر العمل بها حتى نهاية عهد الفراعنه واستمر العمل بها فى عهد البطالمه وكانت تطبق على المصريين فقط دون الاغريق ولما احتل الرومان مصر فى سنة 31 قبل الميلاد أصدر الامبراطور " كراكلا " قانونا بمنح الرعاية الرومانية لكل سكان الامبراطورية وبناء عليه طبقت القوانين الرومانية فى مصر ..

هذه لمحة سريعة لتطور النظام القانونى فى مصر القديمه .. لم يكن المصريون الذين بنوا الاهرامات همج .. بل كان تصرفهم الاجتماعى افضل بكثير مما نحن فيه الآن .. وكان القضاء على البطالة أيام الفيضان مثلا .. يتشغيل العمال والفلاحين فى بناء المعابد والمقابر وعمل المسلات .. وفى المداخلة القادمة حأكلمك ياولد عن" مجموعة قوانين بوخاريس "وسوف يتملكك العجب كيف كانت تحوى التقسيمات القانونية المعروفة عندنا حاليا .. وشملت من بينها قوانين الآموال والالتزامات والعقود والاحوال الشخصية ..

ويصل الى اسماعنا صياح ديك الفجر .. فيسارع جدى بالوداع .. واعدا باستكمال الحكاية فى المداخلة الجاية .. مع تحياتى لأخى الافوكاتو ..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

أشكر الأخ المهندس بحيرى على تعقيبه الإيجابى على مقالاتى و مقالات صديق عمر المنتدى, إخناتون.

و أرجو من اخى إخناتون إبلاغ المرحوم جده , عند زيارته فى المنام, أن يبلغه شكرى و تقديرى على إضافته إلى علمنا ما لا نعلم.

و قد نشرت مقالى هنا, ثم قررت إستكمال الموضوع فى باب : موضوعات جادة,

ثم جاء كرم أخى إخناتون, الذى قرر أن يشارك فى نفس الإتجاه, وهو إعادة الإحترام لنهضة مصر القديمة, و إظهارها للعالم أجمع كما كانت, حضارة ثقافية, إجتماعية, و قانونية.

و سوف أستمر فى كتابة مقالاتى فى باب : موضوعات جادة

( تحت إسم:حضارة مصر القديمة التى أهملناها)

حيث سوف أركز على العنصر القانونى فى هذا البحث, و سأترك لعزيزى إخناتون , و جده العزيز, لكى يمتعونا بالحديث عن أمجادنا الحضارية الثقافية المفترى عليها, جهلا, و تجاهلا.

و أشكر كل من شارك فى هذه الموضوعات, و إليهم تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

جدى الشيخ حسن ده .. مش عارف اقولكم عليه إيه .. فى البداية انا دائما باترحم عليه وباعترف بجد وصدق أنه علمنى الكثير ..تاريخ وعلوم..و قصص وروايات واساطير .. والاهم من ده كله زرع تحت جلدى حب المحروسة " مصر " .. وكان يكرر لى دائما مقولة احد الحكماء ..{ لا يموت الماضى دائما أبدا فى الفكر الانسانى ، فقد ينساه الانسان ، ولكنه يحتفظ به فى قرارة نفسه لأنه خلاصة العهود السابقة فلو تعمق الشخص بالبحث فى داخلية نفسه لأمكنه أن يجد ويميز هذه العصور المختلفة تبعا لما تركته فيه من آثار وتقاليد } ..

زارنى الليلة اللى فاتت .. وكان ساخط على لسانى السايب .. ونقل صورة حضرته عندما يزورنى للحبايب .. فى المحاورات والبارك .. والمرة دى من غير سلام ولا تحية إدانى طريحة تأنيب .. اللى هى .. قال وماله يعنى لما آجى حافى .. فشعب المحروسة حاليا معظمه حافى .. ومش شرط الحفاء يكون فى القدمين .. ممكن يكون فى الجيب .. وانتن اصناف الحفاء اللى بتصيب الضمير .. واوحشها اللى بتصيب الفكر .. ولم تبص حواليك .. حتلاقى كل الاصناف ..

وماله شعرى الابيض .. وجبتى السوده ؟؟ أمال عاوزنى اصبغ شعرى أسود.. ؟؟ أكدب على الناس يعنى واصور لهم نفسى شباب .. خالقى سبحانه وتعالى جعل الشعب الابيض علامة على تقدم السن .. وممكن يكون مرض ..فليه اكذب على نفسى وعلى الناس واخفى كارت قرب انتهاء الصلاحية البشرية .. عشان يسبونى فى حالى .. اتمتع بباقى أيامى ؟؟ والا أعمل زى ماعمل اسمه ايه واحط كل سنوات الوقت بدل الضائع على الشماعه ..

أما الجبة السوده .. فدى رداء الافراح .. والليالى الملاح .. زى العريس ما بيلبس " اسموكن اسود .. ولقائى مع حفيدى واصدقائه فرح وشرف فلماذا لا ارتدى افخر ما عندى .. ؟؟

ولما جدى " رحمة الله عليه " طول فى العتاب .. قلت له نخش فى الموضوع ونكمل التراث القانونى فى مصر الفرعونية ..قبل ما الفجر يهل .. فقال :

شوف يا ولد – كسرة تحت الواو – من الاثار التى تركها اجدادنا الفراعنه عقد بيع" ثور" فى عهد رمسيس الثانى ( احد ملوك الاسرة 19 ) وكان فى هذا الزمن لايجوز تعدد أحد طرفى العقد فان كان المتعاقدون عدة اشخاص اعتبروا شخصا واحدا .. ولذك نجد فى العقود التى عثر عليها العلماء فى اوراق البردى " تكلم فلان وفلان وفلان بفم واحد أو بلسان واحد " وكان يجبر الملتزم ، بالاكراه البدنى ، إذا تخلف عن وفاء ما التزم مع توقيع غرامه عليه تبلغ نصف قيمة ما تعهد به .. وكان القانون المصرى أيامها يجهل التقادم .. ولم يرتب على العقد سوى التزام من طرف واحد .. وفيه يتعهد الطرف البائع مهما كان عددهم بشرطين الاول تسليم مستندات الملكية كاملة للمشترى .. والثانى حماية المشترى من آى تعرض ..

وقد نظم القانون المصرى القديم أيضا عقود الزواج .. فاشترط أن يتم العقد وفقا للأصول القانونية المدنية التى كانت تشترط ان يوثق الزواج المدنى بطريقة توثيق الشراء اولا ثم يحصل بعد ذلك الزواج الدينى – الشرعى – الذى يتولاه الكاهن .. وفى العقود المدنية كانت هناك ثلاثة شروط ..

الاول : فصل مال الزوجين عن بعض .. وللزوجة حق التصرف فى اموالها كما تريد .

الثانى : تخصيص بعض او كل مال الزوجة للمساعدة فى معيشة الاسرة .. وللزوج حق الانتفاع بمال زوجته او عقاراتها او منقولاتها وعليه ردها عند الانفصال .. طبقا للقيمة الواردة بالعقد إذا لم لم تكن مالا ..

الثالث : إشتراك الزوجين فى بعض الأموال أو جميعها .. وكانت الزوجة تتمتع بامتبازات كثيرة .. اهمها منع الزوج من التصرف فى ماله بدون موافقة الزوجة .. لما لها من حق الرهن العام على امواله ..

واجاز القانون المصرى آنذاك الطلاق .. كما اباح للمرأة أن تشترط لنفسها حق فسخ عقد الزواج ( آى حسب مقولة العصر الحالى " العصمة بيدها } وكان للزوجة الحق ان تضع الشروط التى تراها لصالحها فى عقد الزواج درءا لخطر الطلاق .. فيلتزم الزوج بدفع مبلغ معين كنفقه عند الطلاق .. ودفع مبلغ كغرامه وان يكون للزوجة رهنا عاما على املاك واموال الزوج فى الحال والمستقبل ضمانا للنفقة والغرامة التى اقر بهما .. كما يتضمن العقد شرطا هاما وهو رفع ولاية الاب على الابن الارشد فيصبح الأبن بذل هو رب الاسرة ووكيلها ..

أما زواج الجوارى والرقيق فلم يظهر نظام الرقيق فى مصر الا بعد الاسرة الرابعة .. حوالى عام 2700 قبل الميلاد وقد نظمته مواد القانون المدنى آنذاك .. وخاصه فيما يختص باسترقاق فرد لآخر آى الرق الخاص .. وطبقا لهذا القانون كان جميع اسرى الحروب الاجانب أرقاء للدوله يعملون لديها .. اما الفلاحون الذين كانوا يعملون بأراضى الغير فقد الزمت الدولة مالك العقد على تحرير عقد عمل مع الفلاح .. يتضمن حقوق الفلاح وواجباته .. فإذا باع صاحب الأرض ارضه يلتزم المشترى بتنفيذ كل بنود عقد الفلاح العامل .. كما يلتزم الفلاح العامل بما اقره نحو المالك الجديد .. آى يبقى العقد ساريا .. وعندما اباح القانون المصرى القديم الرق الخاص نص على ان يبقى ابناء العبيد ارقاء ووضع المشرع ايامها نصوصا مختلفه تكفل الرحمة بالعبيد فكان اذا ظلم سيد عبده حكم القاضى بتحرير رقبته كما نص القانون على اعتبار ولد الجارية من سيدها ولدا شرعيا حر ..

ونظرت الى جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " ببلاهة .. وسألته .. كل ده ياجدى لقاه العلماء مكتوب .. وهز جدى رأسه بنعم وقال :

كان هناك ايامها ادارة حكومية تسمى " بيت الوثائق " كان الشعب يقدم لها التبليغات الخاصة بالاحوال الشخصية فتقيدها فى سجلات الحالة المدنية .. وبعض تلك السجلات عثر عليها علماء الاثار وترجموها ..

وعندما لاحظت ان جدى .. قلق وعاوز يمشى .. القيت اليه بسؤال أخير .. قبل ما يسيبنى ويطير .. وسألته كان فيه أيامها برضه سيدة أولى للمحروسة.. ومكتبات للأطفال ؟؟

ويرد جدى وهو يضحك بصوت عالى .. وإيه ياولد دخل الحريم فى القانون .. ونصوص التحريم .. بكرة إن شاء الله نتكلم عن نظام القضاء .. والمحاكم والحكماء .. ونراك بكل خير .. وتركنى وطار .. فقد طلع النهار .. والى الحكاية الجاية .. بإذن الله اتركم فى رعايته سبحانه وتعالى..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

درجة الحرارة عندنا امبارح والنهارد 30 فوق الصفر .. والشمس طالعة وعظمه وبتفكرنى بمصر .. حتى الانتخابات .. عندنا زيها .. والفرق بين الحملة الانتخابية فى قنوات التلفزيون الرسمية .. وحملاتنا المصرية .. لا يقاس .. ولا يجب مقارنته ..رئيس الحكومة الاتحادية – الحاكم الفعلى للبلاد واسمه المستشار هو اللى قدم استقالته قبل نهاية مدته بسنه وطلب من رئيس الدوله قبول استقاله واجراء انتخاب جديد لمستشار جديد .. ورشح نفسه .. وكل يوم والتانى نلاقى مبارزة علمية وفنية بين وزير حالى من حزب المستشار وبين مثله وزير الظل فى المعارضه .. متعه .. اتمنى لبلدى ان نصل اليها ..

ونرجع لموضوعنا نكمله عن النظام القضائى أيام اجدادنا الفراعنه .. فقد حدثنى جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " الليلة اللى فاتت عنه الكثير .. ولم أكن اتصور أن الملوك زمان .. كانو على مستوى راقى من الذكاء .. والشعب المصرى أذكى منه .. ففى اوائل الامبراطورية القديمة ( تقريبا فى الاسرة الخامسة ) كما يقول جدى كانت هناك فى الدولة إدارة إسمها " الادارة القضائية " يرأسها الوزير الأكبر ( زى ريس الوزراء حاليا ) الا انه كان رئيس إسما فقط لأن مديرها الفعلى كان احد اعضاء مجلس العشرة - ده كان المجلس الامبراطورى المشرف على كل أعمال الدوله .. والهيئات الحكومية .. وكان الملك الفرعونى مصدر جميع السلطات .. واحيانا كان يتولى بنفسه مباشرة الحالات النادرة والمعقده .. ولكنه ايضا كان يعين القضاه .. وكان كل قاضى يقسم يمين الشرف فى حضرة الملك ويأخذون فى هذا اليمين على انفسهم عدم طاعة الملك الا فيما يطابق العدل .. وكان للوزير الاكبر – رئيس الوزراء – سلطة القضاء فى كل المملكه فكان يرأس ما اطلقوا عليه ايامها " المحكمة العليا " .. يعنى المحكمة المركزية .. وكان حكام الاقاليم ينوبون عن الملك فى تعيين قضاه فى أقاليمهم .. يرأسون محاكم الأقاليم .. آى المحاكم الابتدائية .. وكانت المحاكم المصريه أيامها تنقسم الى ثلاث درجات محاكم ابتدائية – جزئية – فى القرى والمدن .. ومحاكم كلية فى عواصم الاقاليم .. ومحكمة استئناف عال فى عاصمة البلاد ..

وقلت لجدى ... زى نظامنا الحالى اللى بيقولوا عليه احنا واخدينه من فرنسا ومن الغرب ..! ويخبط جدى رأسه بإيديه ويقول يا رب ..!! ويخاطبنى .. أعمل فيك ايه ياولد ابنى .. ما احنا قلنا الاصل كان " بوخريس " ونقل عنه الاغريق وفرنسا دى ايامها لم تكن موجوده .. المهم ياول .. تاخد بالك .. وعاوز اخلص من الحكاية دى الليلة دى ..

وطبعا انا بعد ما زعل منى لانى باوصف ملابسه وحركاته .. انا حاسكت ومش اقول انه جاى الليله لابس " بنطلون " .. واسع قوى من فوق وله كل رجل من تحت اسوره باربع زراير .. ومن فوق حزام حبل حرير .. وفى طرفيه شراريب .. ومركوب زى اللى كان جحا لابسه .. وعشان كده سألته .. أمال فين الحمار .. جدى سمع السؤال ده .. واتنرفز وثار .. وسابنى قاعد منتظر .. وخد عصايته وطار .. وبرضه ما هونش عليه .. انتظر فى الصاله لغاية ما خرجت واعتذرت وبوست ايديه .. جدى طبطب علي فى حنان ..وقال: بطل يا ولد جنان .. وخلاص وعده انى ابطل .. ونكمل الحكاية ..

كان محاكم مكونه من أعيانه .. ويرأسهم حاكم الاقليم .. زفى كل محكمة قسم لتلقى عرائض الدعاوى .. وقسم آخر للمحفوظات وبه تحفظ اوراق القضية والاحكام .. وكان نظام التقاضى ظريف .. المدعى بيقدم عريضة دعواه لقلم الكتاب .. فيحولها لقاضى التحقيق الذى يستدعى اطراف الخصومه والشهود ويحقق فى الموضوع .. ثم يكتب رأيه وقراره ويحول الملف للمحكمة وهناك يقدم كل من الاطراف طلباته ووثائقه والمستندات والتى بناء عليها تحكم المحكمة .. ويشمل الحكم سرد لأقوال الخصوم وما تقوله الوثائق والمستندات والشهود وقاضى التحقيق .. ويمكن للخصوم بعدها استئناف الحكم فى المحكمة العليا .. وهى محكمة انشئت فى عهد الاسرة الرابعة مكونة من 6 مستشارين حسب ترجمة احد العلماء .. او مكونه من سته دوائر حسب ترجمة عالم آخر .. وكان يرأسها " رئيس أسرار الملك " ..

وفى عهد الاسرة ال19 تم الفصل بين القضاء المدنى والقضاء الجنائى .. وكانت المحكمة الجنائية تشكل من الحاكم رئيسا يعاونه اثنان محلفان أن يحما بالعدل .. وممثل عن الحكومة ( ممثل النيابة حاليا ) .. أما إذا شملت القضية بجانب الشق الجنائى شق مدنى .. انضم لهيئة المحمة ثلاثة قضاه من المحكمة المدنية وكانوا عادة من رجال الدين .. وكانت الجرائم التى تمس الملك او الدولة بصفة عامه من اختصاص محكمة مخصوصة مكونه من 12 قاضيا بعضهم ضباط من الجيش .. وتنقسم فور تشكيلها الى هيئتين .. تتولى كل هيئة بحث القضه وحدها.. ثم يجتمعان للمناقشة واصدار الحكم ..

وفى عهد الاسرة العشرين .. انشأ الفراعنه المحاكم الدينية ( الشرعية عندنا حاليا ) نظرا للنفوذ الدينى ايامها .. وفيه يرجع القضاه الى الاله "آمون " يستفتونه فى المسائل الجنائية ودى كانت تمثيلية بيؤديها الكهنه فى المعابد امام تمثال آمون .. ( تماما كتمثيلية الانتخابات الرئاسية عندنا ) ..

وسمعنا صوت تسابيح قبل آدان الفجر .. فأسرع جدى بالرحيل ..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

ومر اليوم امس عصيبا رغم جمال لقاءاته ..ويشفع له انه كان " جمعه " تسعدنا بالحق اوقاته .. وبعد تلك السهرة الطويله يوم الخميس .. ما كدت استمتع بدفء السرير حتى دق التليفون بجوار رأسى .. كان جارى الحاج وائل .. وهو فى هذه الايام عايش الدور .. إستبدل الباريه أبو شمسية .. بطاقيه .. مذكرنى بموعد كنا متفقين عليه للقاء الاحبه فى مسجد الاتراك وصلاة الجمعة هناك .. واضطررت أن أوجل نومى لبعد الظهر ..وبعد نص ساعة ضرب التليفون تانى صاحبنا ما صدق انه من النوم صحانى ولقيته على الباب .. المهم خرجت معاه .. وانتهى اليوم بالافطار وياه .. دون أن انام بعد الظهر .. وما كدت انتهى عنده من الافطار المصرى اللذيذ .. صحيح الخضار كان مسلوق وخارج من الفرن يجنن .. وصدور الفراخ كانت محشوه بالزبيب واللوز .. والبطاطس كور من البطاطس المسحوق .. والحمد لله نعمه ولو ان وش الطاجن كان محروق .. ضحكت قوى مدام وائل على هذه الملحوظه واتحفتنا بكوب من الخشاف كانت فى التلاجه محفوظه .. واسرعت بالهروب من عندهم .. بعد التهديد بتقديم الشاى مع الكنافه وفطيرة الفواكه ..

وما كدت أصل الى غرفة نومى .. فوائل جنب بيتى على طول .. حتى إستلمت السرير ورحت فى النوم .. ويبدوا ان الاحلام على طول بدأت .. وتخيلت أنى راكب أتوبيس ومسافر البلد .. والدنيا حر .. وورايا زجاج الشباك مكسور .. وسمعت صوت زى ما يكون واحد بيعطس ورايا .. ورزاز العطسة .. ساقع لمس قفايا .. قولت بصوت مسموع .. يرحمكم الله ياعمنا .. ورفعت ياقة القميص لتغطى جزء من القفا .. واذا به تانى يعطس.. واحس بالبروده .. تتسلل فى قفايا .. وحسيت بحاجه بارده بتتسحب الى ظهرى ونازله من عند قفايا .. فى الحقيقة أنا اتخضيت .. وخفت من انفلوانزا الطيور .. وحمدت الله انه كان بيعطس من ورايا وقلت استحمل شوية وفى الدوار فى البلد اغسلها بالفنيك والجاز.. ولكن حسيت ان السقعه راحت وفيه حاجه كده ماشية على ضهرى يمين شمال زى ما كانت زمان الحاجة والدتى بتعمل معايا لما ارفض انام .. ومديت إيدى بسرعه أمسك هذا الشئ اللى على ظهرى رايح جاى .. والاقى ايد بشرية .. بس حلوه وطرية .. فتحت على طول عنية لقيت جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " .. والبسمه ماليه وشه وجوه عنيه .. ومادد لى إديه ..

وزعقت بدون شعور .. مرحبا بيه .. وسألته انت كنت هاجرنى ليه ؟؟ بص لى جدى من فوق لتحت معاتبا على لهفتى .. واهمالى لصحتى .. وقال هو ده السبب .. اتعلم ياولد – طبعا كسرة تحت الواو – اتعلم تنام .. كل ما آجى الاقيك صاحى .. والليلة وانا جايلك قرفتنى السحابة السوده اللى مغطية النجع .. والناس لسه بتحرق فى الزرع .. بعد طبعا ما تاخذ الارز منه .. ما تشوفلكم يا ولد حل .. امال علماء إيه ؟؟ ووزاره خاصه لحمايه البيئة وما أعرفش إيه .. فيه حد يحرق قش الرز اللى الخواجات .. استخدموه فى انتاج عدة حاجات..

صحيح حكومتكم كلها مماليك .. بتحرق فى كل حاجة .. وكل حريقه من غير كبريت .. كل حريقة يقولوا ماس كهربائى .. ومحدش مرة قال ده داء السرقة الوبائى .. !؟

الحقيقة أن بصيت لجدى ومش مصدق أنه رجع لى تانى .. وقلت له عشان ما يلاحظش دهشتى .. وفرحتى .. وقلت له وصوتى كله عتاب .. وعشان كده قعدت تعطس فى قفايا ..

جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه .. فضل يضحك لما كاد هو يسقط على قفاه .. وقال .. لا .. لا .. دول عطستين ثلاثه .. وكانت ايدى بتحسس عليك .. عشاء تصحى وما تقولش أنا اتخضيت .. لكن يا ولد عجبنى انك لم تنسى اللى تعودنا نقوله فى مصر عندما يعطس قدامنا حد .. تعرف انا اتعلمت كثير من السكان .. حيث اقيم الآن .. وسارعت بالسؤال .. إتعلمت ايه ياجدى بعد هذا العمر الطويل .. فقال .. المسلم الحق .. فى البلاد العربية والدول المنتشر بها الاسلام .. العاطس بيقول .. استغفر الله .. فيرد عليه من معه " رحمكم الله " .. اما فى الشام على سبيل المثال .. فيقولون للعاطس " نشو " من النشوء والتنشئه وهى اختصار للعبارة المفروض تتقال " نشو ينشيك .. والرب يخليك " .. وللشعوب فى محتلف انحاء العالم وعلى مر العصور عادات واقوال فى مثل هذا الحال .. آى عند العطاس .. فكان مثلا سكان اليونان .. ايام زمان يقولوا للعاطس ما ترجمته " عش وليحفظك زفس " وزفس هذا كان كبير الآله عندهم .. وكان إذا عطس العريس يوم فرحه .. يرد عليه كل المعازيم فى صوت واحد ما ترجمته " لتعطس عليك الارواح الصالحه خيرا وبركه " .. وقد جاء فى الاوديسه التى كتبها الشاعر العظيم " هوميروس " قوله .. " وبينما كانت الملكة تتكلم إذا بتلماكوس قد عطس عطاسا عاليا بلغ صداه آخر الجمع فابتسمت وتفاءلت خيرا ودعت قائله ليسقط الاشرار ولتأخذهم صيحة القضاء الذى لا يرحم " .. وضحكت وجدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " مستغرب ضحكى .. وبيصرخ ويقول .. بتضحك عليه يا ولد .. فقلت له .. تصورت لو حصل ده فى اجتماع حزب " الصباع الذهبى " .. ووقف واحد عاقل محايد من الزوار وشاور على القاعدين فوق خشبه المسرح وقال عليهم الجملة دى .. !!

ويتظاهر جدى انه ما سمعش .. ويواصل فيقول .. أن الفليسوف أرسطو طاليس قال فيما كتبه أن العطاس من الظهر الى منتصف الليل .. يمن .. ومن منتصف الليل الى الظهر .. شؤم ..

اما الرمان .. اللى احتلوا المحروسة ايام زمان .. وقبل دخول الاسلام .. فكانو يحيون العاطس بكلمة " سالفا " Salva آى " كن معاف " .. ومن اجمل الاقول التى قيلت فى العطاس .. ما قاله مؤرخ سير الاقدمين " فلوطرخسن " حين قال .. " اذا تم العطاس امام معركة بحرية فهو بشير بالنصر .. " وفلت لجدى واشمعنى يعنى معركة بحرية ..؟؟ ما تنفعش لو الواحد عطس قدام زميلنا محمد حافظ فى معركته الانتخابية ..!!؟؟

وسمعنا من بعيد المؤذن بيأذن لفجر يوم جديد .. واسرع جدى بوداعى .. ولم يعدنى كالعاده انه جاى تانى ..

أتمنى لكم إفطار طيبا .. وصوما مقبولا .. وكل عام وانتم بخير ..

اخناتون المنيا الغلبان .. المرضان من زمان

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

النهارده اديت نفسى اجازة .. وقلت اساعد المدام فى لم الغسيل من فوق الاحبال .. فبرضه النهارده عندها أجازة .. وبتمارس الرياضة الاسبوعية فى نظافة البيت الدوريه .. قلت برضه الواحب على برضه أساعدها .. ولو فى الاعمال الخفيفه .. قفلت باب المكتب بالمفتاح .. وشمرت رجلي البنطلون .. ودخلت على المطبخ أعلن استعدادى لتلبيه آى طلبات .. ردت على المدام وهى غرقانه فى الضحك .. خدت الدوا ولا لسه .. ولا حتقول صايم .. قلت لها اخدت الدواء قبل الفجر ما يدن بدقايق .. وحالتى عال قوى .. وفايق .. وعاوز أساعد .. وصدر الفرمان الاميرى .. روح لم الغسيل المنشور فى الجنينه قبل المطر ما ينزل عليه .. واتسلى وانت قاعد واكويه .. والحقيقة الست دى مش عارف اقولكم إيه .. فقعدة المكوى دى هوايتى المفضلة .. والهواية الوحيده اللى بتسعدنى .. ولها عندى شعائر وتقاليد .. حا اقولها لكم عشان تعزرونى .. انا ياختار ركن هادى قوى فى الصاله الكبيره .. وانقل الراديو الصغير من غرفة النوم على ترابيزة جنبى .. وبلوك ورق مسطر وقلم .. ثم عدة المكوى كامله .. وافصل نفسى تماما عما حولى .. واتفرغ تماما لتحريك يدى بالمكوى على الغسيل .. قطعة قطعة .. فى نفسى الوقت تتنقل الموضوعات فى دماغى .. واذا كان هناك جديد .. اتوقف عن المكوى وابدأ اسجل الافكار التى تمر على .. وكل ده .. والموسيقى الهادية شغاله .. والغسيل اللى ممكن كيه فى نصف ساعه بياخد نص يوم .. والمدام كده سعيده .. لأنى بعدت عن حكاية الطبيخ .. والحقيقة .. قبل ما اخلص على نص الغسيل قضى على الهدوء والموسيقى .. والافكار التى كانت تتزاحم فى دماغى .. فثقل رأسى .. وامتدي يدى لأفصل الكهرباء عن المكوى والراديو .. واستسلم لنوم عميق على كنبة الانتريه .. وآخرت ما شعرت به .. يدى المدام وهى تفرش على جسدى بطانية .. ولم اكن اتوقع زيارة جدى فى عز الظهر .. ولكنه جاء .. صايم ووشه منور .. وشال العمه الابيض بيزيد فى بياض وجهه .. وشعر دقنه الابيض القصير .. وانا حسيت باقتراب انفاسه منى .. وهو يهمس فى اذنى .. انت صاحى ولا نايم ياولد .. قلت تحت امرك يا جدى .. هى ايه الحكاية .. انت مش كنت لسه معايا .. وخرجت ازاى من السكن .. اوعى تكون من فوق السور نطيت .. رد جدى فى غضب وقال .. عيب ياولد .. – طبعا الواو تحتها كسرة – بقى انا حنط من فوق السور .. أنا شوفت ملاك النوم غلبك .. قلت آجى أساعدك .. واستأذنت ساعة عشان أكمل لك حكاية العطس والعطاسين .. واقولك على اللى سمعته من تفسيرات وحكايات عنه من زملائى اللى معايا من كل انحاء المعمورة .. قلت لجدى وانا فرحان .. ياريت ياجدى .. كلى آذان .. ففك جدى زراير جبته .. واستراح فى قعدته .. ووضع على ترابيزة الانتريه عمته .. وبدأت صوابعه تلعب فى حبات سبحته .. وقال .. انتهينا بعادات الرومان عند العطس .. والوقت نبدأ بالهنود دول بيعملوا إيه .. الهنود دول يا ولد لهم مذهب عجيب عن العطس .. فاذا عطس واحد منهم يعتقدون أن روحا .. تدخل او تخرج منه .. فيقول السامع ما ترجمته " عش " .. فيرد عليه العاطس بقوله " و" انت كذلك " أو يقول السامع ما ترجمته " ليباركك الله " فيرد عليه العاطس ما ترجمته " الحمد لله " .. وهذه العبارة أخذها الهنود عن من اسلم منهم وعن المسلمين التجار الذين كانوا يتعاملون مع الهند فى تجاراتهم .. وكانت ايامها قوافل العرب كثيره .. وفى بعض ولايات الهند هناك تقليد آخر .. وهو إذا بدء احد عمله .. ثم عطس .. وجب عليه التوقف عن العمل والبدء من جديد .. بمعنى اذا عطس واحد مثلا وهو يصلى وجب عليه ان يعيد الصلاة من اولها .. والا أغضبت صلاته الآله ..

وكان اهل زمان فى العهود القديمة .. بيربطوا بين العطس والدين .. فاليهود مثلا كانو قبل عهد يعقوب بخلاء جدا فى العطس كما يقول العالم الامريكى ولسن وليس .. فكان كل يهودى له عطسه واحده سنويا فإذا عطسها .. مات ..!! ولكنهم حاليا إذا عطس احدهم قال السامع " طوبيم حاييم " آى ليعطيك الله حياه .. فيرد العاطس بترديد اية وردت فى سفر التكوين تقول " انتظرت خلاصك يارب " ..

وللعطس عند المسيحين بصفه عامه وليس اهل مصر وحدهم كان العاطس فى العهود الاولى للمسيحية يرسم علامة الصليب على وجهه .. ثم أوصى رجال الدين بعد ذلك بأن لا يعيروا العاطس شأنا ما .. وفى اوائل القرن السادس عشر اوصى احد البابوات بضرورة أن يبارك القسس العاطس لأن ايامها إنتشر طاعون من امراض الطاعون بين الخلق .. كانت تتقدمه عطسه وبعدها يأتى عزرائيل ليقبض روح العاطس ..

والمسيحيون وحتى الان يحترمون العطاس ويباركون العاطس ففى ايطاليا وفرنسا وانجلترا يحيون العاطس بلفظة " ليبارك الله " .. طبعا كل بلغته .. أما المانيا وانجلترا فكانوا الى عهد قريب يعتقدون انه اذا عطس واحد وهو يلبس حذائه اعتبر هذا شؤما عليه

وعند الانجليز أغنية شعبية خاصة بالعطاس جاء بها : " إذا عطست يوم الاثنين فهذا خطر عليك .. ومن يعطس يوم الثلاثاء فسيستقبل غريبا .. ويوم الاربعاء فسيأتيه جواب ويوم الخميس فسيأتيه خير ويو الجمعة فسيلاقيه غم ويوم السبت فسيرى حبيبتع فى الغد .. " وهذه الاغنيه ممنوع ترديديها يوم الاحد ..

وفجأه .. وعلى غفله إنتهت الغفوة الجميله على كنبة الانتريه .. وفتحت عنيه .. ابحث عن جدى راح فين .. واحنا وسط الكلام .. هرب .. او خرج .. لازم ان شاء الليلة الجايه جاى .. يكمل حكاية العطاس ..

واتمنى لكم افطار شهى وصيام مقبول .. وهنيئا لكم بطبق الفول فى السحور ..

اخناتون المنيا الغلبان .. والمرضان من زمان

تنويه هام

كل مشاركات العضو مسجله فى برلين .. ونقلها او اقتباسها يتطلب تصريح كتابى منه طبقا لقوانين وقرارات الحماية الفكرية

تم تعديل بواسطة عصام شوقى

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

إنتهيت قبل المغرب بدقائق من كى الموجود من الغسيل .. أما متى بدأت وكيف بدأت .. فهذا فى علم الغيب .. رفض رأسى تسجيله .. فقد كنت مشغولا بترديد أغنية الانجليز بخصوص " العطس ".. والذى حكى لى عنها فى الصباح جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " فى زيارته الغير عادية .. محاولا إيجاد تفسير .. خاصة وكانوا ايام ما عملوا تلك الاغنية الممنوع ترديدها يوم الاحد .. كانوا ايامها يحترمون جدا مواعيد الصلاة حتى ولو لم تدق الاجراس .. وكون ان المؤلف يتنبئ بمقابلة الحبيبة فى الغد .. فقطعا سيكون اللقاء وهم فى الطريق الى الكنيسة .. !

وتذكرت ايام زمان عندما كنت عريس جديد وكنا نحرص على قضاء نهاية الاسبوع عند اهل عروستى .. وكانت تحرص ان تتولى هى الطبيخ فى يوم الاحد بدلا من حماتى التى تصحب حمايا فى دراعها اليمين – الحاجات دى لها قواعد واتكيت حا ابقى احكى لكم عليها بعدين ان شاء الله – وعروستى الغلبانه اخذت الكارت الاحمر من الكنيسه لانها اتجوزت واحد يهودى !? .. وهكذا كانت جدتها تتصور وتفسر امتناعى التام عن اكل لحم الخنزير ..أننى من قرايب سمسار البهايم اللى كان بيجى عندهم فى المزارع يشترى او يتعاقد على الخلف الصالح من الخنازير والبقر .. ولذلك كان يوم الاحد ده عند نسايبى يوم اللحمه البقرى المشوية والبطاطس المسلوقة والسلطة الخضراء والصوص الابيض لشرائح اللحم .. وكنت ايامها اتابع من بعيد جوز العصافير وهما ينقلان الخطا فى دلال على الطريق الغير مرصوف بين البيت والكنيسة .. ورغم عدم وجود أشجار عاليه على الجانبين لكن كان البساط الاخضر على اليمين وعلى اليسار على مدى ما تشوف العين والاجمل الرائحة الجميلة اللى كانت تجرنى من انفى وراها واتضح لى بعد ذلك انها رائحة حماتى !.. فقد كانت من هواة كريستيان ديور .. وكنا متعودين او بمعنى اصح عودتنا حماتى انه عندما تدق الساعة 12 الظهر لازم الكل يبقى موجود فى مكانه على ترابيزة الغذاء والا كان مصيره الاكتفاء بساندوتش.. هو اللى يعمله ومفيش بقى اكل الاحد – وهو وجبه اعياد مميزة – وآهى كلها عادات ومعتقدات ..

وسمعت صوت من بعيد بينادى على محتجا .. إنت حتسهر تانى ؟؟ كفايه عليك النهاردة وتصبح على خير .. ولكن احساسى بهذا النداء كان مغاير للظاهر .. تصورتها – اللى هى الست حرمنا - ماسكه منفضة السجاد .. حتى اقلع عن السهر وادخل انام .. فى الحقيقة وحفظ على الوئام فى البيت .. توكلت على الله والقيت بنفسى فى السرير .. فرحا بما قد يهل على فى المنام .. ويعوضنى عن شاشة التلفزيون أو الكتاب .. وفعلا .. زى ما قدرت .. ما كدت اعد الاغنام .. واتخيل كلب الغنام اللى كل ما اشوفه اضحك من اعماقى على جحا.. لما حب مره يضحك علي راعى الغنم فقال له لو قلت لك عدد الغنم اللى معاك كام غنمه وكام غنمه حتولد قريبا .. تدينى إيه ؟؟.. فقال له .. اديك غنمه تختارها إنت وتشيلها .. فقاله ماشى عندك عدد كذا غنمه سارحه .. وكذا غنمه حتولد قريبا .. فقال الغنام .. صح حلال عليك .. خد اللى يرضيك .. وشال جحا ما اراد .. وادار ظهره للأياب .. فقال له الغنام .. انتظر يا جحا .. إذا قلت لك على غلطه انت عملتها .. ومش دارى بها .. تدينى إيه ؟؟ فرد جحا مش معقول .. غلطه ..؟؟؟ طب أن حا ارجع لك غنمتك دا أنا معرفش الغلط شكله إيه .. فقال الغنام لجحا .. طب بص شوف انت شايل ايه .. إنت واخد الكلب !!! واستعاد غنمته .. ويبدوا ان الواحد لما بيضحك وهو نايم بيسمعه الجيران .. لأنى حسيت بأيد بتقفل خشمى .. انا قلت دا وائل .. وصل لغاية عنده ضحكى .. وفتحت عنية.. لقيت جدىالشيخ حسن " رحمة الله عليه "هو اللى بيضحك علي .. وهو يقول .. قوم ياولد .. صحيح اللى انت بتفكر فيه .. دى عادات وتقاليد .. ومن التقاليد القديمة عند الأوربيين انهم كانوا يعتقدون انه اذا اوشك واحد ان يعطس ثم لم يعطس .. دل ذلك انه سيخسر شيئا ثمينا .. وانه إذا عطس عطسه وكانت شديده فاطارت زرار القميص او الصديرى .. دل ذلك على أن الثراء سيأتيه على عجل .. ومن تلك الخرافات التى كانت سائدة ايضا ان لو اثنين من التجار عطسا مرة واحده اثناء التفاهم على صفقة ما .. دل ذلك ان تجارتهما رابحه .. ومن يعطس عطستين كل ليله لمدة ثلاث ليالى متتاليه .. دل ذلك أن عزرائيل فى الطريق اليه !! .. ومن يعطس بين الساعة 11 والساعة 12 فى منتصف النهار .. فسوف ينزل عليه ضيف ثقيل .. ومن يعطس عند قيامه من النوم فى الصباح فعليه ان يعود مرة اخرى للسرير وينام ثلاث ساعات ، والا ملكته وسيطرت عليه زوجته اسبوع كامل !! .. ومن يعطس على ترابيزة الافطار فسوف يأتيه رزق وفير .. الا إذا كان ذلك فى يوم احد .. ومن يعطس واللقمه فى فمه فسوف ينعى اليه صديق ..

ثم يمد جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " يده فى جيب القفطان .. ليخرج علبه مستديره من الفضة داخلها فى الغطاء .. صورة لخالتى صفاء .. كان بيعزها قوى .. هى صحيح مش اخت الست الوالده لكن بنت عمتها .. لكن كانت ناصحه وبنت بندر وعشان كده كانت جدتى " صبوحه " دايما وياها وتسألها عن كل حاجه .. وفى يوم جابت من البندر علبه فضه صغيره هدية لجدتى .. عشان تحط فيها حبوب الدواء اللى بتاخده .. وبعد شويه عجبت العلبة دى جدى فاخذها وعملها علبة نشوق .. المهم اخذ على ضهر ايده شويه واتنشأ .. وهوبلا .. ضرب عطسه تصحى نجع بالكامل .. وبعدها قال شوف ياولد – طبعا كالعادة كسرة تحت الواو – زمان قريت لأرسطوا انه قال تفسيرا للإحترام الزائد الذى كان الناس يعاملوا به العاطس .. ان الانسان الاول كان يعتقد ان الرأس هو مركز النفس الاعظم .. وانه عضو مدرك يحكم الجسم كله ويمده بالحياه والحركه ولذا وجب احترام العطس الصادر منه لأنه أظهر علامات الحياة ..

وينطلق الراديو بجوار السرير بموسيقى عاليه جدا ايقظتنى من نومى فقد اقترب موعد الفجر وعندى فرصه اتناول السحور .. واختفى جدى .. لأتسحر وحدى .. وكل سنه وانتم طيبين ..

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

كم انا حزين .. !! ويكاد الدمع يخنقنى .. وماكادت زوجتى تلحظ البؤس على وجهى حتى اقتربت منى وسألتنى .. ماذا جرى ؟؟.. وما هذا الوجه الحزين .. ؟؟ وسارعت برسم ابتسامه كاذبه .. وانا ارد عليها تحية الصباح .. وافرك يداى كالطفل الصغير .. مؤكدا انه الجو السقيم .. امس كانت الشمس تملأ السماء .. واليوم .. اظلم الجو واشتد البكاء .. !! وترد على زوجتى وهى تستعد للخروج .. من قال انه بكاء .. إنها قطرات الرخاء أرسلها الخالق لعبادة الصامتين فى كل مكان ليتروى زرعهم .. بعد أن عز الماء ..

والحقيقة التى لو قلتها لزوجتى لن تعرفها ولن تقدرها حق قدرها .. وسوف أصارحكم بها .. هل رأيتم الايام تجرى بسرعة كما تجرى الآن .. ؟؟ وليه يوم المآسى والاحزان بيبقى طويل .. وليه ايام الخير والسعد زى الهواء بتطير ؟؟.. خلاص فاضل من الزمن اسبوع .. وينتهى شهر الصيام .. هاربا منا ومن أعمالنا .. ومن كثرة الآثام .. لكن جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " لم يتركنى الليلة اللى فاتت فى حالى .. ولم يتركنى استمتع بساعة نوم وجانى .. ودخل علىَ شادد حيله .. وفيه حاجه فى ايده .. المهم رحبت بيه .. وسألته إيه ده اللى ورا ظهرك مخبيه ؟؟ .. ضحك وقعد على طرف السرير .. وانا برج من دماغى حيطير .. هى ايه الحكاية .. جاى يعنى المرة دى مبسوط وبيضحك وسعيد .. ولسه اسبوع على العيد .. وبعد ما ارتاح فى قعدته وفك زراير جبته .. شال العمه كالعاده وحطها على الكوميدينو .. وقال .. كل سنه وانت طيب ياولد .. - ما تنسوش كسرة تحت الواو - ستك صبوحة باعته ليك الزمبيل ده .. - عارفين الاول زميبل يعنى إيه؟؟ ..ده المقطف الصغير اللى بنشتريه بالحمص عند مقام السيد البدوى - وبتقولك كل سنه وانت طيب .. عامله لك جزء منه بايديها .. أنا فتحت الزميل وكلى شوق .. باعتين لى ايه الناس اللى فوق .. وابص الاقى كحك العيد من لون .. وبسكويت بماء الورد معجون على شوية شكلمه .. وشويه غربية .. والكل محشى بالمكسرات .. خلت ريق الواحد ساب .. وسألت جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " .. هى ايه الحكاية هو برضه فيه عندكم كحك العيد .. ؟؟ بص وقال .. الكحك ده ياولد عند المصريين من زمن بعيد .. من ايام الفراعنه .. أصحاب المحروسه زمان اللى خلاها مماليك الكاكى متعوسة .. كان أجدادنا الفراعنه يخلطوا عسل النحل بالسمن ويقلبوه على النار ويصبوا عليه الدقيق حتى يتحول الى عجينة يسهل تشكيلها بالاشكال التى يرودنها .. ثم يرصون تلك الاشكال والاقراص على الواح من الاردواز ويضعوها على حجر الفرن .. وكان فيه بعض الاصناف بيقلوها فى الزيت او السمن .. انا بينى وبينكم قلت جدى بدء يسخر منى .. وحيضحك على .. فقلت له .. مش معقول .. ناقص تقول ان كان عندهم برضه رمضان .. وزبادى وفول .. أمتعض جدى قوى منى .. وقال .. ياولد إتأدب .. هو ده أسمه كلام .. لو رحت عند آثار سقارة .. ودخلت مقبرة " رخمى - رع " من الاسرة 18 حتلاقى مرسوم على الجدران تفاصيل عمل كحك العيد بالكامل .. ما هم الفراعنه برضه كان عندهم أعياد .. وحتشاهد كمان انواع واشكال الكحك اللى كانوا بيتفننوا فى نقشه .. وفى حشوه .. وكانوا يحشونه بالتمر المجفف " العجوه حاليا " او التين .. وكانو يزينوا المخبوزات كلها بالفواكه المجففه كالنبق والزبيب والمشمشية .. فضى نفسك فى يوم وروح شوف الاولاد والبنات وهم شايلين الواح الاردواز على دماغهم زى ما الناس الوقت بتشيل صيجان الكحك والبسكويت .. أنا بحماس شديد رديت وكلى عجب .. بكره .. بكره ياجدى حا أكون هناك .. اشوف الرسومات واللوحات .. ده والله شئ عجيب من عهد الفراعنه واحنا مش ناسين ازاى نعمل كحك العيد ..

وينادى ابنى من بعيد .. السحور يا بابا .. الفجر حيدن .. هى إيه العباره .. انت مش ناوى تصوم .. يالله قوم .. وقمت من نومى .. ابحث عن " الزمبيل " فوق السرير .. وتحت السرير .. ولم اجد شيئا .. أخده جدى وراح .. وده السبب فى حزنى هذا الصباح ..

وكل سنه وانتم طيبين .. حيوحشنا قوى الشهر الكريم

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

ربنا يخليك ويبارك لك..

انا فقط اسجل متابعة ...

عادات وتقاليد يوم الأحد ..

الكحك ....(( استحالة حتى لو عملناه يطلع زى كحك مصر بدون رائحة الكحك )) .

السحور ...(( بدون سماع الآذان )) ..

عشت مع كل حديثك كالعادة ..

استاذنا الجليل اخناتون ...

فى انتظارك دائما ..

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

ربنا يخليك ويبارك لك..

انا فقط اسجل متابعة ...

عادات وتقاليد يوم الأحد ..

الكحك ....(( استحالة حتى لو عملناه يطلع زى كحك مصر بدون رائحة الكحك )) .

السحور ...(( بدون سماع الآذان )) ..

عشت مع كل حديثك كالعادة ..

استاذنا الجليل اخناتون ...

فى انتظارك دائما ..

الاخت الفاضلة مدام سلوى

أسعدك الله .. واكرمك .. واعاد عليكم والاسرة الكريمه الايام بكل خير وعفاء

ورضا .. وكل عام وحضرتك بخير .. وشكرا لمداختلك .. جبرتى بخاطرى الله يجبر بخاطرك ..

اخناتون

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

عملها جدىالشيخ حسن " رحمة الله عليه " وأخذ " الزمبيل " معاه .. لكن ريحة الكحك لسه موجوده فى اعماق خياشيمى .. قلب على المواجع .. وفكرنى باللى جرى واللى كان .. عندما كانت ستى "صبوحه " الله يرحمها .. تنادى عليا .. وانا خارج الصبحية رايح المدرسة فى البندر .. وتزق فى إيدى ريال فضه وكشف طويل .. وتوصينى ..أن امر على عبد الجواد العطار .. واعطيه الكشف المكتوب والريال .. واقوله حضر المطلوب .. وانا راجع من المدرسة آخذه معايا !!.. وآخر النهارالاقى الحمار .. على باب المدرسة مستنينى .. وعلى البردعة ورقه مكتوبه .. كتبهتها عمتى " فطومه " !! ما تنساش تعدى على عبد الجواد العطار .. وتجيب معك كمان كيلو سمسم نضيف للشريك .. .. وابلغ عم عبد عبد الجواد ..إن ستى عاوزه كيلو سمسم للشريك كمان .. انتم عارفين إيه الشريك ده .. { كسرة تحت الشين } ؟؟ ولا أنا .. بإذن الله نسأل جدى إن شاء الله بعد الافطار .. المهم أستلم كده قد ربع شوال حاجات .. واول ما قلت للحمار يا الله بينا على النجع ..الاقيه هز ديله وطار .. عارف الطريق والمشوار .. مفيش ربع ساعة والاقى نفسى قدام الدوار .. هو ده اللى كان بيحصل فى اواخر ايام رمضان .. ويوم العيد الصبح بدرى .. يسحبنى جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " من يدى .. على " جرن الفول " قدام دوار العمده .. نصلى العيد .. ونسبح ونكبر .. ونعيد ونزيد .. وبعد الصلاه على طول نتمشى من هناك على " القرافة "

المقابر..ومعانا معظم رجالة وشباب العيله .. وهناك نلاقى ستى " صبوحه " الله يرحمها .. وشويه حريم تانيين .. قاعدين بجوار المدفن ومعاهم طشت غسيل متغطى بملايه .. وكا ما واحد او واحده تعدى .. وتقول لستى كل سنه وانتى طيبه يا حاجه .. تمد ايها فى الطشت وتكبش من اللى فيه .. وتعطيهم ليه .. وكله سلف ودين .. اللى خرجته ستى من الطشت أيام زمان .. رجع لى فى غربتى .. شوفوا دورة الايام .. !! احبابنا هنا فى برلين ..قرأوا حكاية جدى و" الزمبيل " ولقيت اخونا الدكتور عبد الوهاب .. جاى بيدق جرس الباب .. وجايب معاه لفه عظيمه .. كلها كحك واتباعه .. معمولين فى المحروسة .. ولسه واصلين مع بنته العروسة .. كانت بتعقد كتابها هناك .. وكم كانت فرحتى به .. بعد الفطار .. فتحنا - المدام وانا - .. اللفه نتفرج .. ولسه حا امد ايدى وآخد كحكه .. شالت المدام الكل بعيد .. وكررت فى لهجه الآمر الناهى .. لا .. مش النهارده .. دا يوم العيد .. وهتفت بعض الأصوات جوايا .." يسقط الديكتاتورية والتسلط .. والست اللى معابا " .. ( طبعا بصوت واطى ) وبعد شويه دخلت لانام .. ورأسى مليانه بذكريات تلك الايام .. وحصل اللى كنت متوقعه وانا فى عز النوم .. صحانى جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " من تانى وهو بيضحك على سؤالى عن " زمبيل الكحك " قائلا .. ياولد .. بطل عك !!.. دا انت مريض .. مش حتستحمل لا سمن ولاسكر .. وفى ليلة العيد اجيبه تانى .. تتباهى بيه لما يجيك ضيوف .. اللى كان يهمنى ساعتها ان اسأل جدى وانا عارف انه رغاى .. يقولى ايه هو " الشريك " .. وشكله ازاى .. وانتظرت حتى استعدل جدى فى جلسته .. وخلع عمته .. وبدأت اصابعه تجرى على حبات سبحته .. وسألته .. إيه الشريك ده يا جدى .. ؟؟ وقال جدى .. إزاى ما تعرفشهوش .. ده نوع من الفطائر بنعمله لم بنحب نزور المدافن .. وخاصة فى الاعياد .. المسحراتى بياخد كحك وبسكويت .. وقراء القرآن فى المدافن والفقراء ياخدوا الشريك .. وده اتعلمناه من أجداد أجدادنا .. من أيام الفراعنه .. طرى ولذيذ .. وكان الفراعنه زمان يتفننوا فى عمايله وتشكيله .. وكان اشهر شكل له .. شكل تميمة " ست " .. اللى احنا فى العصر الحديث بنقول عليها ( عقدة أيزيس ) وهى من التمائم السحرية التى تفتح للميت ابواب الجنه وتعطيه قوة القديسين .. انت عارف الاول " ست " ده يبقى مين ؟؟ .. ست ده ياولد زى ما بتقول الاساطير .. والمكتوب على جدران المقابر والمعابد الفرعونية .. كان اخو " اوزيريس " وفيه اسطوره قديمة من اقدم الاساطير الفرعونية القديمه بتروى قصة صراع البشرية بين الخير والشر كان فيها " أوزريس " رمزا للخير .. واخيه " ست " رمزا لأخطاء البشرية وشرورها .. وليس هنا مجال لسردها او شرحها .. واعتقد انكم على الاقل سمعتم عنها .. ولما كان اجدادنا الفراعنه يعتقدون كثيرا بالاساطير .. فقد صنعوا تميمه أطلقوا عليها " تميمة ست " وسوف احاولت ان اسجل صورتها .. وحتى الان .. فى الافران الكثيرة القديمه الموجوده بيعملوا فطائر على شكل هذه التميمة .. بيشتريها اهل المتوفى لتوزيعها على الغلابا وقراء القرآن فى المدافن عندما يزورون موتاهم كل خميس وفى الاربعين .. وفى المواسم والاعياد .. وآدى الصورة ..

ED970.jpg

وكل سنه وانتم طيبين .. وافطار شهى وتقبل الله صومكم

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

( اخيرا عرفنا مكان اخونا الفاضل اخناتون .. وفى آى مستشفى راقد بعد أن اخفت الست زوجته مكانه .. واعطانى ظرف جواب فيه هذه الحكاية هديه منه لاخوه الاستاذ الافوكاتو ومدام سلوى مع خالص تحياته ..

م.وائل عبد الحميد ) )

بسم الله الرحمن الرحيم

كل سنة وانتم طيبيين .. إنتهى الشهر الفضيل .. وختمنا بكحك العيد الجميل .. واختلفت النهايات .. وكل شئ فى الدنيا وله نهاية .. ما عدى نتيجة أعمال البشر .. تظل ملازمة له فى حياته ومماته .. جتى يوم الحساب العظيم .. فيأتى الكل منا وكتابه بيمينه .. به كل الإجابات .. ومنا من أصاب .. ومنا من خاب .. تماما كما فى ايام الامتحانات .. والدرجات معروفة .. والتقديرات موزونه .. بخبرة وحكمة لا يداخلها الشك .. ولا التدليس .. ويومها سنرى ونسمع .. ضحكات الملائكة .. وبكاء ابناء ابليس .. وطوبى لم عاش حياته القصيرة مهما طالت .. مبتعدا عن الغش والتدلس ..

فى دنيانا الزائلة .. بتلغى اللجنة الامتحان .. ولكن فى الامتحان الكبير .. مفيش الغاء .. ولا شراء لضمير .. وأيام الاقامة فى المستشفيات .. بتكون للبعض مثل أيام الاجازات .. فيها انقطاع عن ممارسة الاعمال .. وتفرغ تام لمراجعة الاحوال .. الاحوال الشخصية طبعا .. ولى أكثر من عشرة أيام .. افتقدت فيها الجميع .. فقد أخفت " الحكومة المحلية " واحكامها العرفية المنزلية .. مكانى عن الجميع .. ما عدا حبيبى الذى يشم رائحتى مهما كنت بعيد .. حتى فى ايام العيد .. جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " .. لم تستطع زوجتى .. منعه من زيارتى .. وفى آخر مرة جانى .. وصعب عليه حالى .. قالى ياولد – كسرة تحت الواو - قوم حالا لملم خلجاتك .. وتعالى عيش معايا .. !! ولما حكيت للمدام عن هذه الدعوة الصريحة .. قالت ابدا دى تبقى فضيحه .. أمال انا جبتك هنا ليه .. قولت لجدك الدكاترة هنا عملوا معاك إيه .. !! وامبارح بدء الاحباب والاصدقاء يزورونى .. ووائل جايب معاه شويه اوراق .. طابعها من المحاورات .. لمحتهم المدام فى ايده .. قالت له .. لأ .. يا هر وائل .. هات الورق ده هات .. مفيش بعد كده .. لا كمبيوتر ولا جرايد ولا محاورات !!

وائل وطى على ودنى اليمين اللى باسمع بيها رنين الابرة وقال .. الاستاذ الافوكاتو بيسلم عليك .. وكذلك مدام سلوى .. وناس كتير فى المنتدى بيسلموا عليك .. إفتكرت على طول جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " لما جانى خامس يوم العيد .. كنت فى المكتبه بأقرأ فى كتاب .. وباشرب شاى .. أصفر زى بتاع الانجليز .. اللى بيشرب منه اخونا الافوكاتو .. بص جدى وقال .. إيه ده يا ولد أنت بتشرب " ينسون " .. قلت لأ ياجدى .. ده شاى إنجليزى .. فقال .. مفيش ياولد – كسرة تحت الواو – شاى إنجليزى .. ولا الانجليز بيزعوا شاى .. الشاى ده أصله مشروب قديم قوى من مشروبات الصين .. وكانوا يقولون عنه هناك أنه " مشروب الآله " .. وتقول عنه الموسوعات العلمية أن الذى أكتشفه بطريق الصدفة قيصر الصين " شن نونج " فى سنة 2237 قبل الميلاد .. عندما كان يجلس فى حديقة القصر فى احد أيام الصيف .. ووضع قدر به ماء على النار ليغليه ليشرب منه .. وهو قاعد تحت الاشجار .. ( زى ما بيعمل صديقك الافوكاتو ( لما يشرب الشاى فى الجنينة ) .. وفجأه سقطت بعض وريقات من شجرة فى قدر الماء وهو يغلى .. فاصفر لون الماء .. وانبعثت منه رائحة جميله .. فتذوقه القيصر واستثاغه .. ومد يده وقطف بعض الاوراق ووضعها بالماء فازداد الرائحة جمالا.. واغمق لونه .. ولما شربه .. وانسجم .. قال بعدها أن هذا المشروب يوقظ الذهن .. وينعش الجسم .. ويهدئ الشعور .. ويبعد الاكتئاب .. ويدفع الى العمل .. وامر أن يكون هذا المشروب مشروب القصر المفضل .. ثم تسرب من القصر الى الرعية .. .. وعلى مر السنين.. خرج من الصين الى باقى دول العالم .. وكالعاده .. اتسع خشمى على الآخر .. وسألت معقول الكلام ده ياجدى .. أمال بيقولوا عليه ليه ان احسن شاى هو الشاى الانجليزى .. ؟؟

ويركز على جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " نظرته .. وهو يداعب فى سرعه غريبة حبات سبحته .. ويمسح بيده الاخرى على جبهته .. بعد أن ازاح الى الوراء عمته .. وبدء يطلق على الصوايخ .. ويقولى .. الكلام ده مش صحيح .. اللى اكتشف اوراق الشاى قيصر الصين .. وأول تجارب وابحاث على هذا الورق تمت فى الصين .. والعلماء هناك أوصوا بحفظه ونقله وتداوله فى علب من الصفيح او اوانى من الصينى .. ومن هناك أنتقل الى كل البلاد .. ومنها من استجلبت من الصين اشجاره .. وبذوره .. وزرعتها فى اراضيها منها تركيا والمانيا وبلاد كتيرة فى اوربا وافريقيا واسيا .. وده طبعا غير الهند وسيلان واليابان وبلاد كثيرة فى شرق آسيا التى كان ينبت فيها اصلا ..

ويواصل جدى تفسيره .. ويحاضرنى فى عمل الشاى وتحضيرة - على الله بس مفيش واحد يطلع علينا بفتوى .. ويعترض على محاضرات جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " وتفاسيره - قال جدى ان العلماء فى جامعة كيل الالمانية أجروا من زمان تجاربهم على اوراق الشاى ومشروبه .. واتضح لهم أن مشروب الشاى يحتوى على 1،5 /4% من مادة " TIEN " وهى مادة تعمل على تنبيه الاعصاب فى الجسم البشرى .. كما يحتوى على 12-17% من مادة حمض " التنيك " الذى يعمل على تهدئة المعدة والامعاء .. كما يحتوى مشروب الشاى على فيتامين " ج " وفيتامين " ب " .. وبجانب هذه العناصر يحتوى مشروب الشاى على جزيئات من " الكلوروفيل " التى تساعد فى عملية توفير الاكسوجين بالجسم وبالتالى تساعد على تكوين كرات الدم الحمراء .. كما يساعد " الفلور " على تقوية الاسنان وحمايتها من التسوس ..

وحينما بدء جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " يشرح لى .. ازاى مشروب الشاى بيجمع ضديات .. فساعه يبقى مهدئ .. واخرى يبقى منبه .. وازاى اجدادنا كانو بيشروبه لاصلاح القوام .. وعمل الرجيم .. دخل علينا أثنين ملايكه بشعر اصفر .. ومعاهم فرش السرير اليومى النظيف .. صحونى من النوم .. لتوضيب السرير وفرشه من جديد .. ودى العلامة أن الاستاذ حيعدى ومساعدوه .. بعد نصف ساعة .. ولم يكمل جدى الموضوع .. واعتقد انه حيكمله الليلة الجاية ..

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

أخى العزيز إخناتون,

نشكر الله على إنتهاء وعكتك, و خير دليل لدينا هو كلماتك هذه التى وصلت إلينا عن طريق " الهر" وائل , صديقك العزيز,

لا تتسرع فى العودة إلى الكتابة, و خزن قدرتك إلى أن تستعيد كل قواك, و تعود إلينا كما عهدناك, راويا, و مساجلا, و محبا لمصر, و المصريين.

تحياتى لأطباء المستشفى الذين من الواضح أنهم قد أدوا عملهم بأمانة.

و يسعدنا أن نستمتع بكلماتك قريبا إنشاء الله

تحياتنا إلى الحكومة المنزلية التى فرضت عليك الحراسة, .... لصالحك طبعا.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

ما تسمعش كلام الأفوكاتو يا عمدة .... لو قدرت تزوغ ( عن طريق الأستاذ وائل حبيبنا طبعآ ) أعملها و توكل ... يعني حركة دبلرة مزدوجة للحكومة المنزلية و الدكاترة .. و ترجع سطورك تنور المحاورات تاني .. حتخلي ناس كتيرة قوي تبتسم من كل قلبها ...

ربنا يقف جنبك دايمآ يا كبير ... و يرجعك لينا في اقرب وقت و بكل سلامة ...

بكل الحب ابعتلك سلام أهل المحاورات كلهم .. صغيرهم قبل كبيرهم ...

و شكر خاص دايمآ للأستاذ وائل عبد الحميد .. سفيرنا في بلاط العمدة <_<

فين ايقونات الورد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قولوا ورايا :

مش عايزين لية و لا فخد ... مش عايزين غير ايقونات الورد

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

{ صباح الخير جميعا ..

عدت منذ قليل بعد زيارة الاستاذ .. وقد اعطانى ظرف فيه الموضوع التالى .. ولم اتمكن من ان انقل اليه اخبار المحاورات وسط حشد كبير من الزوار .. وان شاء الله غدا احاول ان انقل اليه الاخبار .. مع تحياته وتحياتى .. م. وائل عبد الحميد }

رحمة الله عليك يا جدى الشيخ حسن .. لا بيدعى الافتاء .. ولا عامل من العلماء .. ولا حتى بيقلد مجاذيب السيده والحسين .. فى ترديد الايات .. بصرف النظر .. هى نزلت ليه .. وايه أيامها كانت الغايات .. !! ما علينا .. خلينا فى موضوع الشاى .. أنا فى الحقيقة قعدت أفكر .. طب ازاى .. يبقى الشاى مرة منبه .. وفى مره تانية مهدئ .. دى بقى الغاز .. وقعدت اعد الدقائق و الساعات .. فى انتظار جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " والجميل فى المستشفيات أن المريض بيتعشى الساعة خمسه .. وبعد ساعة تلاقيه راح فى ثبات .. وده فعلا اللى حصل لى .. ما هو مفيش فى الاوضه عندى .. سوى ثلاث كتب .. وشوية مجلات .. الاستبداد المنزلى امر برفع جهاز التلفزيون .. وعدم دخول زوار الا فى عز النهار واثناء وجودها .. وكده او كده التليفون المحمول ممنوع .. فممكن برضه الواحد يتسلى على النت فيه .. لكن الواحد يقول ايه .. ما هو انا غلبت اقول للأستبداد الكبير بقالى سنين .. بداية " بعلى بيه نشف زيت " ايوه رئيس الوزاره اللى امر بمنع ياميش رمضان مره من الاعوام .. و " غراب الخراب " .. اللى طار .. كان عامل حسابه يتاجر فى المنجه السوده .. ايوه ما هو بيحب السواد .. لغاية ماخلى ميزانية الدولة هباب .. وفضل يبيع فى ميراث الشعب واملاكه .. الراجل ده ربنا بقى يسامحه خد كتير من " هولاكو " مش الاسم بس .. ولكن ايضا الاعمال .. وباع املاك الشعب اللى صرف عليها دم قلبه .. بتراب الفلوس .. ما هو كان رئيس وزرا منحوس .. سمينا بعدها " المحروسة " بالمنحوسة " .. وبلاش نتكلم على اللى بعده .. دا نظيف .. !! الراجل جايب معاه صابون الكترونى للتنظيف .. بلاش نتكلم فى الحاجات دى .. ونخلينا فى حكاية الشاى .. وانا شايف الطرقة الطويلة قدامى.. وفيها جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " على غرفتى جاى .. وشايل شيله على أكتافه .. موسوعة للكيمياء والنبات .. باللغة العربية .. واخرى عن الاعشاب الدوائية .. باللغة الالمانية .. واول ما حط رجليه فى الغرفه ..وقرب جنب السرير .. رمى على جسدى الممدد الحملين بدون تحذير .. ولغاية الوقت بأعانى .. من الألم اللى جانى .. هو جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " ما كانش قصده يؤلمنى .. لكن كان مصر أنى افتح عيونى كويس وهو بيعلمنى .. وقال لى .. إنت المرة دى إنت تقرأ لى .. اللى مكتوب بالالمانى .. عن " الشاى الاسود " .. فى صفحة 672 عشان وانت بتقرأ .. تحفظ اللى بتقراه وتفهمه .. ولأحفادك تعلمه .. يالله .. أنا سامع حتقول إيه .. أنا فى الحقيقة قمت .. وقعدت .. ومن أول الصفحة بدأت .. مكتوب أن العلماء فى جامعة " كيل " الألمانية عملوا شوية تجارب لمعرفة تأثير مشروب الشاى " الاسود " .. على وظائف الجسم البشرى .. وده أسمه مش شكله .. فالشاى اللى احنا بنشربه ده .. فى الالمانية اسمه " الشاى الاسود " وبقية انواع الشاى الموجودة بالسوق منسوبه لأسم العشب نفسه .. فمثلا " شاى النعناع " أو " شاى زهرة الكاميليا " .. الخ .. ووجدوا ان هناك ارتباطا وثيقا بين مدة نقعه وغلية فى الماء وتأثيره .. ولونه ..

فالشاى الذى يستمر غليه فى الماء لمدة ثلاث دقائق يؤدى الى تنبيه الجهاز المركزى للأعصاب .. فإذا طالت المدة الى خمس دقائق أدى الى العكس تماما .. فيعمل على تهدئة الأعصاب .. واثبتت التجارب فى معامل الجامعة أن تأثير الشاى على مركز الاعصاب فى الانسان يظهر بعد 70 دقيقة من شربه .. بعكس القهوة التى يظهر تأثيرها بعد 18 دقيقة فقط ..

كما لاحظ العلماء .. أن نوع المياه التى تغلى فيها اوراق الشاى يلعب دورا كبيرا فى لونه وطعمه وتأثيره .. وأنسب انواع المياه لعمل الشاى هى مياه العيون الصافية .. او الابار الحلوه .. وافضل طريقة للحفاظ على خواصه .. هو أن الواحد بعد أن يغليه 3 أو 5 دقائق .. يصفيه .. ويضعه فى براد جديد يكون ساخن .. بمعنى أن الواحد يضع ماء مغلى فى البراد الجديد حتى يسخن .. ويتخلص من الماء .. ويصب فيه الشاى المغلى بعد تصفيته .. ولهذا فأن أكياس الشاى " ابو فتله " هى افضل الطرق لعمل الشاى .. تشيل الكيس بعد ثلاث دقائق .. يبقى التأثير مضمون ..

أما التأثير الطبى للشاى بانواعه ( الأسود والاخضر ..و...و.. الخ ) هذا التأثير الطبى الذى ممكن معه القول ان الشاى ممكن استخدامه لعمل رجيم تخسيس .. فزى ما قولنا الشاى بيأثر على الجهز العصبى المركزى ويوضح العلماء الالمان ذلك أن نبات الشاى يحتوى على عنصر " التايوفلين " وهو احد المواد التى تندرج تحت المصنف العلمى فى الصيدليات { الكالويادات } والتى تندرج تحتها عناصر متعدده مثل الموروفين .. والكوكايين وطبعا مع الفارق فى التأثير .. ويعمل " التايوفلين " على توسيع الشعب الهوائية ويزيد من ضربات القلب واندفاع الدم الى العضلات الهيكلية .. وفى نفس الوقت الذى يسبب استرخاء الحركة الدودية للأمعاء ويقلل كل الافرازات بالجسم .. زى العرق .. والمخاط ..وعصارة المعده واللعاب والدموع .. والاهم لبن الام !! شفتم بقى الشاى بيعمل ايه ؟؟ ... الأهم من كل ده .. إزاى عرف قدماء المصريين فاعلية الشاى فى التخسيس ..؟؟ ويمكن احنا ملاحظين فى العصر الحديث حرص الصعايده أحفادهم على شرب الشاى مقطوع نفسه على النار .. اسود وتقيل ..!! تمام زى ما كان الفراعنه زمان بيعملوا .. عشان عودهم يفضل سرح .. وشداد .. واصل الحكاية اكتشفها علماء جامعة كيل .. فيه فى الشاى مادة اسمها " التفين " والماده دى كان القدماء بيستخرجوها من الشاى بعد غليه مده طويله ويستخدموها فى دبغ الجلود .. لسرعة تعاملها مع البروتينات الحيوانية ( الخلايا ) فى باطن الجلد .. يعنى الوش اللى كان ملاصق للجسم فتحولها الى مادة بيضاء يسهل ازالتها .. وتخيلوا بقى مفعول الشاى المغلى فى معدة الصعيدى .. المادة دى بتتفاعل مع الخلايا المبطنه لجدار الامعاء الدقيقة وهى المسئولة عن إمتصاص الطعام مما يفقدها القدرة على الامتصاص .. ومهما المرء - شارب الشاى الكوبيا - مهما أكل .. لا يستفيد مما يأكله .. ولذلك لا يسمن .. يالله اللى عاوز يخس يشرب شاى صعيدى تقيل .. بس يعمل حسابه على دواء لعلاج الامساك ..

وشرب الشاى مزاج مفرح .. آى يدخل السعادة على البعض .. وفى شهر الصيام يحلم الصائم بكوب من الشاى بعد الافطار .. ورغم السنوات الطوال والقرون المتعددة منذ كان مشروب الشاى المشروب المقدس فى المعابد الفرعونية .. والدواء الشافى لحكماء الطب على مدى التاريخ الذى نعرفه وقرأنا عنه .. الا ان فى العالم شعوبا منتجه له حافظت حتى يومنا هذا على طقوس رائعة لشرب الشاى كما نرى فى الصين او اليابان .. حيث يقدم الشاى فى حفلات خاصه تقام خصيصا لشرب الشاى الذى تعده ربة المنزل شخصيا مهما كان هناك من افراد .. وتقدم الشاى للضيوف او الشاربين فى فناجين صغيرة جدا .. وتساعدها فتيات الجيشا ..

ورغم أن فى بعض ولايات ألمانيا يزرعون الشاى .. وخاصة فى الولايات الشماليه التى تفضل شرب الشاى عن القهوة لتأثرها بالقرب من الجزيرة البريطانية .. وهناك التخصص الجميل فى إنتاج الشاى الاخضر ..

حاولت يوما .. أن احصر أصناف الشاى فى أرفف أحد فروع السوبر ماركت الكبيرة .. فدونت أكثر من 152 صنفا .. ولم اصل إلى نهاية الارفف .. رأيت على الواقع .. كيف يتفنن مستوردوا الشاى وتجار الشاى فى المانيا فى تجهيز الشاى وخلطه .. وتعبئته .. فبجانب الشاى السيلانى أو الهندى والالمانى النقى والخالص .. نجد الكثير من الشاى المخلوط بكل ما يخطر على بالك من فواكه .. بلا استثناء .. بداية بالليمون والبرتقال والمانجو .. حتى أقل اصناف الفواكه ذكرا ..

أما فى محلات السوبر ماركت التركية .. التى انتشرت فى معظم المدن والقرى الالمانية .. والتى يحلو لى عندما يدفعنى الحنين الى المطبخ المصرى .. فاجد الاتراك قد نقلوا الينا هذا البراد الكهربى الكبير الذى يوضع به لتران او اكثر من المياه واعلاهم قمع مصفاه فيه كمية كبيرة من الشاى الخشن ( ويباع هنا بالكيلوجرام عادة ) وعلى نار هادئة يتم اعداد الشاى ثم يصب ويقدم للشارب فى تلك الاكواب المميزة الصغيرة والتى نطلق عليها فى مصر " خمسينه " ..

والغريب حقا .. أن شرب الشاى فى اكواب زجاجية يختلف كثيرا فى الطعم عن شربه فى الفناجين الصينى .. ولذا لا يوجد محل واحد من المحلات العامه فى المانيا يقدم لك الشاى فى مج او فنجان صينى .. ولكن فى كوب او فنجان من الزجاج .. ومعه شريحة من الليمون ..

وتدور رأس جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " بحثا عن رشفة شاى اسود بدون آية اضافات .. فيجمع اطراف جبته ويضع على رأسه عمته .. ويسرع بالمغادرة حاملا موسوعاته .. واعدا بلقاء عوده لنواصل الحديث والحكايات .. ونتذكر تاريخنا اللى فات.. بعيدا عن السياسة والانتخابات ..

حاجات مش جايبة تمنها .. واللى عاوزه الغير شرفاء حيحصل .. رغم تحضير الكثير منا لاطنان المغات .. لكن لم يحن بعد موعد مولد الديمقراطية .. والمولود الجديد .. اقرع ونزهى بالتحديد .. لا له عيون يشوف بيها ولا ايدين ينتج بيها ولا رجلين يسعى للخير والعمل الشريف بيها ..كل اللى بيقوله كلام فى كلام .. وربنا يعوض علينا ..

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

تحية عطرة وامتنان كبير للسيد/ وائل عبد الحميد .

واسأل الله العلى القدير ان يديم المحبة بينكم ..حضرتك والاستاذ اخناتون ...وبيننا هنا ...اخوانه اهل المحاورات .

اعتقد انى اتفهم جيدا جدا ( استبداد الحكومة المنزلية ) ..ويجب ان تتقبل ياعمنا واخونا الفاضل ..كل هذا بصدر رحب وفى النهاية هو للمصلحة ..

انه استبداد الود والرحمة والخوف عليك ..

استمتعت جدا جدا وانا اقرا كلماتك المعطرة بشذى ورائحة اوراق الشاى الرائعة .

واستمتعت اكثر وقد كانت قراءاتى لها وانا ارتشف شايا ساخنا فى هذا الجو المنخفض الحرارة ...

ورجاء ياعمنا ....لا تحاول ان تتذكر ما فعلوه فى ( المحروسة )..خصوصا فى الظروف الحالية ...تذكر فقط جماليات من المواقف والأشياء ...كحكاية الشاى الجميلة ..

التذكر فى الوقت الحالى .تماما مثل غليان الشاى ...ضرره اكثر من نفعه ..

سيكون الجسد مثل عود الخيرزان ...لكن ؟؟

دعنا نستمتع كلنا معك ....كفاية قوى ثلاث دقائق ...ونشرب بعدها شايا صحيا ..

ادام الله عليك نعمة العطاء الفكرى الذى تسعدنا به ..ونعمة حب الناس لشخصك الكريم ..

نراك على خير ان شاء الله قريبا ....هنا بيننا وانت فى اتم صحة وافضل حال ..

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...