اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

استقرار الانهيار


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

.. في مصر يدفع العاطلون من خريجي الجامعات رشاوي للحصول علي فرصة عمل، وغير حملة المؤهلات والخارجين علي القانون يحتلون الشارع ويفرضون إتاوات علي أصحاب السيارات.

.. في مصر جَّرف مالكو الأراضي الزراعية والمزارعون الثروة الزراعية لصالح أصحاب قمائن الطوب الأحمر.. فيهتف العمال في الجمعيات العمومية لرؤساء مجالس الإدارات من ذوي الذمم الخربة.

.. في مصر أطباء ينسون أدوات الجراحة في بطن المريض ويسرقون الكلي والقرنيات لحساب ثري خليجي، ومحامون يبيعون موكليهم لخصومهم، ومهندسون ومقاولون يغشون في مواد البناء، وصحفيون يتقاضون رواتب من وزراء ومؤسسات ويبيعون مساحات تحريرية لرجال أعمال.

.. في مصر مسؤولون يستوردون بضاعة منتهية الصلاحية، وأصحاب شركات غذائية يبيعون مأكولات فاسدة، ومعدة المصري تهضم الزلط.

.. في مصر حماة حقوق الإنسان يحصلون علي أموال من الخارج.. والحكومة أيضاً تتلقي.. ثم تقول «لن ننحني أبداً».. ونرفض التدخل الخارجي.

.. في مصر «التخصيص» بات كيس دنانير السلطان.. وأراضي الدولة تباع وتشتري للعرب والأجانب والاستيلاء عليها علي عينك ياتاجر.

.. في مصر يغيب القانون «وكل اللي يقدر يعمل حاجة من غير ماحد يشوف.. يعملها».. والحكومة تركت قانون القوة يحكم العلاقات بين الناس في المجتمع.. «واللي يقدر علي أخوه يقتله».

.. في مصر مسؤولون ورجال أعمال يصدرون الطاقة لتشغيل دبابات الجيش الإسرائيلي، والحديد والأسمنت لبناء الجدار العازل والمستوطنات، ويحاولون إجهاض حلم بناء مفاعل نووي في منطقة «الضبعة» من أجل إنشاء منتجعات سياحية.

.. في مصر مدارس خاوية منذ الأسبوع الأول من العام الدراسي.. ومدرسون يبتزون الطلاب للحصول علي دروس خصوصية.. ووزارة التربية والتعليم صممت نظاماً فيه ما يسمي «أعمال السنة» أداة للابتزاز.

.. في مصر وزراء ومسؤولون ورجال أعمال ومتنفذون يعتدون علي النيل ويردمون فيه.. ويهدر أصحاب ملاعب الجولف مياه النيل.

.. في مصر يهرب القتلة والخارجون علي القانون إلي الخارج في أمن وأمان.. ويقتل الابن أمه بسبب الفقر.

.. في مصر نواب في مجلس الشعب يبيعون تأشيرات الحج إلي بيت الله الحرام.. يحدث كل ذلك في مصر.. والكل منزعج وهو يجلس في مقاعد المتفرجين.

هل تتضمن التقارير التي ترفع إلي القيادة السياسية شيئاً من هذا؟

في الآونة الأخيرة طالع الناس وقائع بلغت حد التلميح بتقديم معلومات مغلوطة للرئيس، وباتخاذ قرارات دون علم سيادته، فأثارت التساؤلات حول أشخاص لا يضعون المعلومات كاملة أمامه، ووقائع أخري تكشف تضارب وتناقض المعلومات وأهواء شخصية وراء القصد، وكانت الحالة الوحيدة التي كشف فيها الرئيس علناً عن تقديم مسؤول كبير إليه معلومات غير كاملة هي حالة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، أما دون ذلك فلا رد بنفي أو تأكيد أو تفسير.

وفي سياق الجدل حول إلغاء أو الإبقاء علي الدعم تضاربت الأرقام بين الرئيس مبارك ورئيس حكومته أحمد نظيف، وفي موضوع نقل العاصمة نفي مبارك توجه حكومة نظيف إلي إنشاء عاصمة جديدة.. ما يطرح التساؤل: من يجرؤ علي اتخاذ إجراء استراتيجي كهذا دون علم الرئيس؟..

والجميع يعلم ماذا قال الرئيس عن الجنزوري، وفي مسألة الإفراج عن رئيس نادي الزمالك السابق مرتضي منصور ذكر الأخير أنه كان من المفترض الإفراج عنه في أكتوبر الماضي لكن تم شطب اسمه من كشوف المفرج عنهم وأن الرئيس أمر بالتحقيق في المذكرة التي تقدم بها إليه وأمر بتطبيق العفو الرئاسي، إنما وزير الداخلية عرض موقفه القانوني بمنتهي الأمانة والصدق.. الأمر الذي يطرح التساؤل: من شطب اسم مرتضي من كشوف الإفراج؟... وما نتائج التحقيق في المذكرة؟

وفي يوم من شهر ديسمبر ٢٠٠٧ أعلن وزير الخارجية أن مصر لاتزال تدرس مشروعاً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإنشاء اتحاد متوسطي وطرحت ٤ تحفظات وتنتظر من فرنسا تقديم إيضاحات بشأنها، فيما أعلن وزير الصناعة والتجارة أن مصر قررت الانضمام، وانضمت بالفعل وبرر دوافع الانضمام وعدَّد مزاياه، الأمر الذي يطرح التساؤل: من يصنع السياسة الخارجية في مصر؟

قبل ذلك نشرت «المصري اليوم» في عددها الصادر في الثالث من أكتوبر الماضي تصريحاً للدكتور مينا بديع عبدالملك، رئيس قسم الرياضيات والفيزياء بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، حول لقاء الرئيس مع أوائل خريجي الجامعات لتكريمهم، كشف فيه عن أن بعض هؤلاء ليسوا الأوائل الحقيقيين، واتهم وزارة التعليم العالي بالخداع، وضرب مثالاً بحالة الطالب أنتوني ألفي مرقس الذي تم استبعاده لصالح طالب آخر كرمه الرئيس.

ونشرت صحيفة «الفجر» أن الرئيس مبارك أصدر قراراً جمهورياً بإلغاء قرار سابق له بتخصيص أرض بمدينة «مارينا» بالساحل الشمالي - بالمخالفة للقانون - لصالح رجل الأعمال منصور عامر لإقامة ميناء علي البحيرة الصناعية بالمدينة التي أنشأها السكان بأموالهم، وألغي القرار دون إبداء أسباب صدور القرار الأول ومن حصل علي توقيع الرئيس عليه؟!

قدمت رواية وفيلم «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني صورة بانورامية لما حل بمصر في السنوات الأخيرة من فساد وتأسيس لآليات الإفساد.. وفي الإسكندرية انهارت «عمارة لوران».. يعقوبيان صار اسمها لوران وسيتغير اسمها من محافظة لأخري.. والكل منزعج ولايزال يجلس في مقاعد المتفرجين.

سألت الروائي الكبير جمال الغيطاني يوماً عن تفسيره بحكم خبرته التاريخية عما يحدث في مصر.. وأسباب استمرار الانهيار دون أن يتدخل أحد لوقفه عند حد؟.. فأجاب: إننا في مصر الآن نعيش «مرحلة استقرار الانهيار»، وبعد أيام قرأت أن الدكتور علي الدين هلال أستاذنا في العلوم السياسية شبّه الأوضاع في مصر بـ«البالوظة».. ثم طالعت حملة الحزب الوطني الإعلانية للمؤتمر العام وشعاره «بلدنا بتتقدم بينا»... كل سنة وأنتم طيبون.

http://almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=88522

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...