يبقى انت مش من مستوايا!

[Sherief AbdelWahab]

توقفت طويلا عند ما نشرته الصحف منذ أسابيع حول دعوى خلع أقامتها إحدى الزوجات ضد زوجها بحجة أنها خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بينما زوجها خريج إحدى الجامعات الحكومية! ، ولست أجادل هنا فى مدى أحقية مثل تلك الزوجة لأن تستند إلى سبب مثل ذلك السبب كمبرر للخلع ، فمن حق أية زوجة تشعر بأن البغضاء بينها وبين زوجها قد بلغ حدا لا تستقيم معه الحياة الزوجية ، من حقها أن تطلب الخلع أيا ما كان سبب البغضاء، لكن ما يعنينى هنا هو أن مثل ذلك المبرر يذكرنى بما هو مستقر فى أذهان الكثيرين ـ خاصة من محدثى النعمة والثراء من الطبقات الجديدة ـ من أن مستوى خريجى الجامعة الأمريكية أفضل من مستوى خريجى الجامعات المصرية الحكومية ، وهى مقولة لا أظنها صحيحة على إطلاقها بل ربما كان العكس تماما هو الصحيح ، إنها مقولة غير صحيحة أو على الأقل غير دقيقة لأنها لا تستند إلى تعريف دقيق ومحدد لكلمة : مستوى ، وهى لا تستند كذلك إلى وسيلة دقيقة ومتفق عليها لقياس ذلك الـ ( المستوى ) ، ثم هى بعد ذلك لا تستند إلى أية دراسة مقارنة للـ ( المستوى) بين خريجى الجامعة الأمريكية ونظرائهم من خريجى الجامعات المصرية عبرفترة تاريخية معينة،.... وإلى أن نتفق على مثل هذا التعريف وعلى وسيلة القياس ، فليس أمامنا سوى الشواهد التاريخية والمعاصرة التى تقول لنا إن الجامعة الأمريكية قد أكملت إلى الآن ثمانين عاما تقريبا من عمرها، ...وعلى مدى تلك الأعوام الثمانين لم تقدم لنا الجامعة الأمريكية من بين خريجيها العديدين شخصية واحدة يمكن وصفها بأنها شخصية قيادية أو ريادية مبهرة فى أى مجال من المجالات ، ... كل قياداتنا ورياداتنا المبهرة الذين صنعوا ومازالوا بآثارهم يصنعون كل جوانب حياتنا، كلهم بلا استثناء من خريجى الجامعات والمعاهد الحكومية المصرية، توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحى حقى ،..... طلعت حرب وعبود باشا وأحمد باشا فرغلى، سيف وانلى وصلاح طاهر وحسين بيكار ، ألفريد فرج ونعمان عاشور ومحمود دياب ...، مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ،.... أحمد بهاء الدين وصلاح جاهين وصلاح عبدالصبور .... على باشا مشرفة وأحمد مستجير وحسن فتحى الخ ...الخ ، حاول معى أيها القارىء العزيز أن تعثر على قامة واحدة من بين خريجى الجامعة الأمريكية تطاول أو حتى تقترب ـ مجرد اقتراب ـ من تلك القامات ، أغلب الظن أنك لن تجد سوى آحاد أكثر ما يمكن أن يقال عنهم إنهم لأسباب ما قد حققوا قدرا ما من النجاح ،.. صحيح أن جامعاتنا الحكومية المصرية قد أصبحت تنوء بالأعداد الهائلة التى تتكدس فيها فى كل عام ، وصحيح إن إمكاناتها ومواردها لا تكفى إطلاقا لمواجهة متطلبات تلك الأعداد ،وهو الأمر الذى لا بد أن ينعكس بالسلب على مستوى أداء تلك الجامعات ، إلا أن هذا لا ينبغى أن ينسينا حقيقة ليس بوسع أحد أن ينكرها وهى أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة كانت ولا تزال ملاذا للذين يملكون أموالا أكبر وموهبة أقل ، وهو ما يؤدى فى محصلته النهائية طبقا للشواهد التاريخية والمعاصرة إلى تفوق من نوع ما لخريجى الجامعات المصرية ، و كما سلفت الإشارة فإن هذا التفوق هو الذى وضع الكثيرين منهم على مدى الثمانين عاما الماضية فى مواقع القيادة والريادة ، صحيح أن ميزان المنافسة فى سوق العمل بين خريجى الجامعة الأمريكية والجامعات الحكومية قد انحسم تماما فى الأعوام القليلة الماضية لصالح الجامعة الأمريكية، إلا أن هذا يرجع فى جانب كبير منه فيما أعتقد إلى اعتبارات سياسية فرضتها ظروف التراجع الوطنى وتزايد معدلات التبعية للهيمنة الأمريكية أكثر مما يرجع إلى فوارق ملموسة فى مستوى رأس المال البشرى...وهذا هو فيما أتصور واحد من الأسباب التى تغذى نزعة الإستعلاء لدى الأمريكيين والمتأمركين.

http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=7&Part=1

العنوان من عندي..

خلص الكلام

[عبده بيه]

الفاضل الاستاذ شريف

اضم صوتي لصوتك وده رأي واقعي مائه في المائه

اسجل اعجابي بلمساتك ومقالاتك الرائعة

[مونتى]

اخى الفاضل /

فعلا قد يكون مش من مستواها من جهات اخرى من التحرر الاخلاقى او الهنجهيه الامريكيه التى اصلتها فيها هذة الدراسة بالجامعه الامريكية والكذب المتواصل عن امريكا ومدى تفوقها فى مجالات كثيرة مثل التقدم العلمى وحريهالانسان وحقوقه وهذة اكذوبة كبيرة ولكننا كمصريين (ليس الكل ) نعيشها صبح وليل عن طريق وسائل اعلامنا الموئمركة شكرا على طرح هذا الموضوع

[فــيــروز]

أظن - وليس كل الظن إثم- أن سبب رفع دعوى الخلع قد يكون مخالفا لما أعلن .. و بافتراض أنّنا رأينا السبب تافها فقضية الخلع الاولى فى الاسلام كان سببها -بمقاييس ايامنا هذه- يبدو تافها لا يستحق خراب البيت من أجله !! ولو اعلنت امرأه أنّها تطلب الخلع بسبب دمامة زوجها او بسبب انّها -مستقليّه قيمته - بين الرجال لاتّهمها الكثيرون بالبطر خاصة لو اعترفت انّها لا تعيب دينه أو خلقه ..

لا أظن أن الجامعه الأمريكيه ينبغى عليها ان تقدم نوابغ و قامات مبهره حتى يعترف لأبنائها بالتميز على أقرانهم .. فربّما كان سبب تميز الاسماء التى ذكرها المقال ان هذه القامات متميزه فى حد ذاتها سواء فى جامعه مصريه او امريكيه !! و ربما لو ايتح لهؤلاء ما يتاح لطلبة الجامعه الامريكيه لازدادوا بريقا و لمعانا .. اى لا ينبغى ان ينسب الفضل فى نجاح هؤلاء للجامعه المصريه .. و الاكثر عدلا ان نقارن نسبة الفاشلين من خريجى الجامعات المصريه بنسبتهم من خريجى الجامعه الامريكيه .. الفشل الذى يقاس بنفس المعايير و المقاييس التى يقاس بها النجاح .. لربّما خرجنا من هذه المقارنه بصوره اكثر انصافا .. الاهم من هذا ان النجاح بشكل عام لا ينبغى ان يترجم فى صورة شهره تطبق الآفاق .. فغالب الظن ان النجاح الاهم يتمثّل فيما يتعلمه طالب الجامعه الامريكيه من مهارات لا يتعلمها طالب الجامعه المصريه .. لكننا اعتدنا ان نقيس ما نتعلّمه بمعيارنا نحن ابناء الجامعات المصريه بينما الحقيقه قد تكون ابعد كثيرا من هذا ..

[Sherief AbdelWahab]

مقدمة :

لا يعني أنني انتقيت مقالاً للنقاش أنني موافق على كل ما فيه .. بل لي أن أسجل اختلافات مع ما قاله الدكتور نصار عبد الله..

أبرز هذه الاختلافات ما قالته العزيزة فيروز :

أظن أن الجامعه الأمريكيه ينبغى عليها ان تقدم نوابغ و قامات مبهره حتى يعترف لأبنائها بالتميز على أقرانهم .. فربّما كان سبب تميز الاسماء التى ذكرها المقال ان هذه القامات متميزه فى حد ذاتها سواء فى جامعه مصريه او امريكيه !! و ربما لو ايتح لهؤلاء ما يتاح لطلبة الجامعه الامريكيه لازدادوا بريقا و لمعانا .. اى لا ينبغى ان ينسب الفضل فى نجاح هؤلاء للجامعه المصريه .. و الاكثر عدلا ان نقارن نسبة الفاشلين من خريجى الجامعات المصريه بنسبتهم من خريجى الجامعه الامريكيه .. الفشل الذى يقاس بنفس المعايير و المقاييس التى يقاس بها النجاح .. لربّما خرجنا من هذه المقارنه بصوره اكثر انصافا .. الاهم من هذا ان النجاح بشكل عام لا ينبغى ان يترجم فى صورة شهره تطبق الآفاق .. فغالب الظن ان النجاح الاهم يتمثّل فيما يتعلمه طالب الجامعه الامريكيه من مهارات لا يتعلمها طالب الجامعه المصريه .. لكننا اعتدنا ان نقيس ما نتعلّمه بمعيارنا نحن ابناء الجامعات المصريه بينما الحقيقه قد تكون ابعد كثيرا من هذا ..

فقط سأدلف إلى الموضوع من زاوية أخرى :

كانت الأسماء المذكورة قد لمعت في وقت كانت فيه الجامعات المصرية في المكان الذي فيه الجامعة الأمريكية حالياً.. وكان حال التعليم الجامعي في مصر في تلك الفترة مختلفاً كلياً وجزئياً عنه الآن..بالبلدي الفصيح : الناس دي اتعلمت "أحسن تعليم" .. المصطلح الذي كان دارجاً في تلك الفترة..

وعلى ذكر "الأمركة" لا أعتقد أنه رغم جودة التعليم المصري أن هذه الأسماء اللامعة كونت نفسها كلياً فكرياً وعلمياً بمعزل عن التعليم في الغرب.. الغرب كان ولا زال متفوقاً علينا تكنولوجياً ، وكان ولا زال ملهماً لكل الصيحات الفكرية والفلسفية التي تدور في عالمنا العربي ..

شيء آخر ، لا أعتقد أن الإيه يو سي بشكل عام مكان لتعليم الفاشلين من ذوي الأموال ، وإلا لكان نفس الشيء ينطبق على التعليم في مرحلة ما قبل المجانية .. والذي لا أعتقد أنه قد أنجب - طبقاً لمعايير الدكتور كاتب المقال- قطيعاً من الفشلة!

فقط أختلف مع العزيزة فيروز في سبب الخلع .. معظمنا ينظر للتعليم نظرة طبقية صرفة..وبالتالي قد يصنف السبب على أنه خلع "لعدم التكافؤ"..

خلص الكلام

[فــيــروز]

طيب خلينى ادلف للموضع من زاويه اخرى .. :lol:

فى فيلم "انا حرّه" مالفتش نظرك اتجاه البطله فى هذا الوقت المبكر للدراسه فى الجامعه الامريكيه !! خصوصا مع ذكر مبرر واهى لهذا الاتجاه الا وهو ان معظم ابناء جيرانها بالعباسيه فى الجامعه المصريه وهى لا ترغب فى لقائهم او الاحتكاك بهم كأن الجامعه دى فصل صغيّر محدود !! :blink:

لو قرأت كتاب "جلال أمين" الأخير "ماذا علّمتنى الحياه" لوجدت حديثه عن الجامعه المصريه فى تلك الفتره ملئ بالنقد لهذه الجامعه و طريقة التدريس فيها مقارنة بالجامعات فى بريطانيا او بالجامعه الامريكيه بالقاهره .. احنا بنسمع من اهالينا عن روعة الجامعات المصريه فى وقتهم و بنتخيل ان ده كان اعظم و ابدع المتاح بينما الحقيقه ان هذا هو فقط ما رأوه و اطّلعوا عليه .. و مقياسهم فى التقييم بردو للخروج بنتيجة "أحسن تعليم" هو مقياس العلم و بس .. بيتعلموا أد ايه و المحاضرات منتظمه ولاّ لأ و الاستاذه بيشدّوا ع الطلبه و يشخطوا فيهم بجد ولاّ لأ .. بينما هناك الكثير من المهارات الاخرى التى لم يتعلّموها .. يمكن عشان الوقت ماكانش وقت زحام و ضغط لقلّة فرص العمل و كان يكفى جدا الحصول على شهاده جامعيه للحصول على عمل !! فالمهارات دى وقتها لم تكن مطلوبه بشدّه لقلّة المعروض من المتعلمين .. ده الطلبه كانوا بيعتبروا ناجحين فى الثانويه العامّه رغم ان مجموعهم كان اقل من خمسين فى الميّه !!

فقط أختلف مع العزيزة فيروز في سبب الخلع .. معظمنا ينظر للتعليم نظرة طبقية صرفة..وبالتالي قد يصنف السبب على أنه خلع "لعدم التكافؤ"..

الفكره ان البعض قد يعترض على موضوع "خلع لعدم التكافؤ" بحجّة ان الزوجه عرفت مستوى زوجها من قبل الزواج و قبلت به .. لكن حتى هذا مردود عليه بان الحال كان هو الحال فى قضية الخلع الاولى بالاسلام و رغم هذا ابيح للزوجه خلع زوجها .. و عموما انا لا اتحمّس كثيرا لان يطلب من المراه ذكر سبب طلبها للخلع !! قد يكون فى افشائها لهذا السبب حرج او اذى للزوج .. كما ان الزوج لا يسال عن سبب حين يقدم على تطليق زوجته !!