اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

فيلم (سواق الأتوبيس)


elbana

Recommended Posts

فيلم من إخراج عاطف الطيب ، وعرض في الثمانينات وحصد العديد من الجوائز على المستوى العربي .

الفيلم يحكي عن شاب يعمل سائق أتوبيس تعرض والده لأزمة مالية تتهدده ببيع ورشة النجارة التي يملكها الرجل ، وهو أمر يمس صميم الدخل المادي للأسرة فضلاً عما يمثله من مساس بكرامتها ، وتبدأ محاولات البطل (نور الشريف) لمساعدة أبيه في التعلب على تلك الكارثة الوشيكة ويقوم البطل بزيارة أخوته وكلهن سيدات متزوجات لمحاولة جمع مال يكفي لسداد دين والده ، ولكنه يفاجأ بأن لا أحد منهن على استعداد للمساعدة ، وفي الوقت ذاته يقرر بيع سيارة التاكسي التي يعمل عليها ليلاً لسداد الدين الأمر الذي تعترض عليه زوجته وتترك البيت ، بينما يقبع في الورشة ذئب بشري هو زوج أخت البطل الذي عمل على دفع الأمور إلى أن وصلت إلى هذا الحد ، وحين يجتمع الكل في منزل الأب ، يعرض أزواج البنات شراء الورشة وتقاسم ملكيتها أو بيعها وتقاسم نقودها الأمر الذي يرفضه البطل ، ويقوم بطردهم من المنزل ، ثم يتوجه إلى أصدقاء له من أيام الجيش يتجاوبون معه سريعاً لجمع المال المطلوب ، ويذهب به إلى أبيه الي يكون قد فارق الحياة لدى وصوله .

هذا ملخص سريع لحكاية الفيلم التي أظن أن الكثيرين يعرفونها ، ومن خلال تلك القصة الاجتماعية ، يعرض المخرج لوضع الوطن أو البلد حيث يرمز له بالأب المريض الذي تتهدده الكارثة ، ويرمز نور الشريف إلى المخلصين الكادحين من أبناء هذا البلد ، الذي يسعون لتخليصه من الخطر المحدق دون جدوى حيث يصطدمون بالجحود ونكران الجميل من كل من أدى لهم الوطن صنيعاً وساهم في خروجهم إلى الدنيا ، حيث تشير مجريات الأحداث إلى أن الأب هو الذي ساعد أزواج البنات في تجاراتهم وأعانهم في كثير من المآزق ، بينما أعرضوا هم عنه حين احتاج لمساعدتهم ، وربما أراد المخرج بهذه الواقعة أن يشير إلى واقعة رفض بعض دول الخليج الغنية مساعدة مصر بعد حرب 1973 على إعادة الإعمار والخروج من الأزمة المادية التي نجمت عن الحروب المتواصلة ، وهناك أيضاً شخصية زوج البنت الذي يعمل في الورشة ويسمى (عوني) ولكنه لم يكن (عوناً) بالمرة ، بل كان سبباً في الكارثة عن عمد ، وهو يمثل قطاع المنتفعين والمستفيدين من تردي الأوضاع بالبلاد . كما ظهرت شخصية هامة جداً في هذا الفيلم لمدة دقائق معدودة جداً ، وهي شخصية أحد الأثرياء من ابناء الشارع وقام بدوره الممثل (محمد شوقي) الذي أعلن عن رغبته في الزواج من صغرى شقيقات البطل على أن يقيل والدها من عثرته المالية ، وهو رجل يكبرها بعشرات السنوات ، وهنا يرفض الأب ذلك العرض في إباء ، وقد تمركزت الكاميرا في تلك اللحظة عند أقدام الأب (عماد حمدي) لتأخذ المشهد من أسفل إلى الأعلى لتظهر صورة الأب كالهرم الشامخ القوي رغم المحنة ، بينما كانت ملابس الثري المستغل كلها مكونة ومستوحاة من خطوط العلم الأمريكي وبشكل ظاهر جداً ، والمخرج هنا يشير إلى ما عرضته أمريكا من مساعدات أرادت في مقابلها أن تنهب خيرات البلاد وعرض الوطن (الإبنة التي مازالت بكراً) .

اللحظات الهامة في الفيلم هي اللحظات التي يلجأ فيها البطل إلى أصدقاء الحرب ، الذين خاضوا حروب 1967 ، والاستنزاف ، والعبور سوياً ، حيث يريد المخرج أن يؤكد على حقيقة مفادها أن هذه الروح هي التي يمكن أن تهدينا إلى الطريق وتخرج بنا من المأزق ، وهذا الجيل هو القادر على تلمس سبيل الخلاص ، وأن من ضحوا بحياتهم ووضعوا أرواحهم على أكفهم ، لن يقيموا للمال وزناً إذا ما تعلق الأمر بشرف الوطن وعزته ، ويأتي المشهد المؤثر عند سفح الهرم ليلاً حين اجتمع أبطال الحرب يجترون ذكرياتها المفحرة والمحزنة معاً ويتذكرون الشهداء والأبطال وتتحدر دموعهم على خلفية موسيقى حزينة ، وهذه يجب أن نتوقف عندها ، فقد اختار لجميع مشاهد الفيلم موسيقى من مقام (حزايني) الأمر الذي يعكس نظرة متشائمة أكدتها نهاية الفيلم حين مات الأب قبل أن يصلوا إليه بالنقود ، بين بكاء وعويل من تسببوا في موته ، والبطل ممسك بالنقود وق حملق في وجه أبيه في ذهول ، وكأنما أراد المخرج أن يقول أن الأوان قد فات .

بقي لنا مشهدان استبقيتهما للنهاية لما لهما من أهمية كبيرة وهما مشهد الافتتاح والختام ، حيث افتتح المخرج الفيلم بمشهد لنشال يقوم بسرقة أحد الركاب ، فيقوم البطل بإيقاف الأتوبيس ، ويفتح الباب ليحاول اللحاق بالنشال فيجد أن صاحبنا قد سلك طريقه بين السيارات والزحام ، وأنه من الصعب اللحاق به فيقرر العودة إلى مقعد السائق حانقاً .

وفي ختام الفيلم ، وبعد كل ما مر به السائق من أحداث ، تتكر نفس المأساة ويهرع النشال إلى خارج الأتوبيس ، ولكن سائق الأتوبيس هذه المرة يقرر اللحاق به ضارباً عرض الحائط بكل الصعاب ، ويلحق به ، ويكيل له اللكمات صائحاً (يا ولاد الكلب) وفي الخلفية تعزف موسيقى السلام الوطني المصري (بلادي بلادي) ولكن في ثوب حزين ، ومن مقام موسيقي حزين يبعث على الأسى حيث تصور الموسيقى ذلك المعنى الوطني الجميل (أغنية بلادي) بصورة حزينة للغاية.

وقد أراد المخرج بهذين المشهدين التأكيد على أن مطاردة الفساد والحرص على القضاء عليه ، وملاحقة من يسرقون أقوات الناس ، هو أحد أهم عوامل النهوض ، فلاينبغي أن نتقاعس عن هذا الأمر الهام ، والفارق بين المشهدين في الافتتاح والختام يبين ذلك بوضوح .

بقي أن نتحدث عن حركة الكاميرا التي اختار لها المخرج أن تكون محمولة على الكتف طوال الفيلم تقريباً ، ربما ليضفي على الفيلم صفة الواقعية ويخلق نوعاً من التفاعل بين المشاهد والحدث . وكانت زوايا التصوير موفقة في أغلب الأحيان ، وقد عاب الفيلم رداءة التحميض والطبع ، وهي السمة التي طبعت معظم أفلام تلك الفترة التي سبقت محاولات التحديث والتطوير التي جرت لمعامل السينما في الآونة الأخيرة .

كما كانت الموسيقى جميلة ومعبرة وإن كانت في بعض الأحيان تبعث على التشاؤم رغم تناقض ذلك مع محتوى عدد من المشاهد .

في الإجمال فإن سيناريو الفيلم كان رائعاً ، سريع الإيقاع ، وكان نور الشريف دقيقاً في أداء دور سائق الأتوبيس ، كما أدى عماد حمدي دوره ببراعة أيضاً .

رابط هذا التعليق
شارك

لم أشاهك الفيلم المذكور ولكن بعد قرائة هذا السرد الممتع أستطيع القول ... شاهدته دون أن أشاهده.

تحياتي

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

الله يرجعك لينا بالسلامة يا بناااااا

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

بقي لنا مشهدان استبقيتهما للنهاية لما لهما من أهمية كبيرة وهما مشهد الافتتاح والختام ، حيث افتتح المخرج الفيلم بمشهد لنشال يقوم بسرقة أحد الركاب ، فيقوم البطل بإيقاف الأتوبيس ، ويفتح الباب ليحاول اللحاق بالنشال فيجد أن صاحبنا قد سلك طريقه بين السيارات والزحام ، وأنه من الصعب اللحاق به فيقرر العودة إلى مقعد السائق حانقاً .

وفي ختام الفيلم ، وبعد كل ما مر به السائق من أحداث ، تتكر نفس المأساة ويهرع النشال إلى خارج الأتوبيس ، ولكن سائق الأتوبيس هذه المرة يقرر اللحاق به ضارباً عرض الحائط بكل الصعاب ، ويلحق به ، ويكيل له اللكمات صائحاً (يا ولاد الكلب) وفي الخلفية تعزف موسيقى السلام الوطني المصري (بلادي بلادي) ولكن في ثوب حزين ، ومن مقام موسيقي حزين يبعث على الأسى حيث تصور الموسيقى ذلك المعنى الوطني الجميل (أغنية بلادي) بصورة حزينة للغاية.

وقد أراد المخرج بهذين المشهدين التأكيد على أن مطاردة الفساد والحرص على القضاء عليه ، وملاحقة من يسرقون أقوات الناس ، هو أحد أهم عوامل النهوض ، فلاينبغي أن نتقاعس عن هذا الأمر الهام ، والفارق بين المشهدين في الافتتاح والختام يبين ذلك بوضوح .

هذا المشهد تكرر ثلاث مرات فى الفيلم

ويقول بعض النقاد "للاسف لا اتذكر اسم الكتاب" lck:: ان هذا المشهد يعبر عن تطور موقف "حسن" بطل الفيلم من الفساد

ففى المره الاولى حين تنشل احدى السيدات فى الاتوبيس يكون موقف حسن شديد السلبيه !! وربما غير مهتم اصلا بالموضوع ..

ثم تسير احداث الفيلم قليلا و تبدا الازمات تحل بالبطل .. تنشل سيده اخرى بالاتوبيس .. هذه المره حسن يوقف الاتوبيس ربما يستطيع البعض الامساك باللص الذى ينظر حسن اليه من خلال نافذة الاتوبيس الذى يقوده "لا اتذكر هل طارده ام لا" .. وفى مشهد الختام وبعد ان يكون حسن قد "استوى" تماما من كل ما مر به يكون موقفه شديد الايجابيه .. فيوقف الاتوبيس و يبدا فى مطاردة اللص و يمسكه ويكيل له اللكمات :D ومع كل لكمه يصرخ قائلا : يا ولاد الكلب "اللى بيقطعها طبعا التليفزيون المحترم بتاعنا حرصا على اخلاق المشاهدين" ;)

برافو نور الشريف و برافو عاطف الطيب lck::

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

نور الشريف زمان كان من الناس اللي الواحد يلاقي اسمه على فيلم يدخله وهو مطمن انه فيلم كويس

بس دخل في المسلسلات وبدء يهجص

عاطف الطيب مش مات ولا معلوماتي غلط

Yasso.gif

رابط هذا التعليق
شارك

عاطف الطيب مش مات ولا معلوماتي غلط

أيوه مات ys):

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

رحم الله عاطف الطيب وشادي عبد السلام و داود عبد السيد وكل من كان ذو فكر سينمائي ورحمه الله ايضا علي افلام عظيمه ستظل تذكرها السينما المصريه الي الابد عندما نكون نحن قد رحلنا الي العالم الاخر افلام مثل ( المومياء- سواق الاتوبيس-ضربه شمس - البرئ- ارض الخوف الذي سأتعرض لتحليله في موضوع منفصل - شيء من الخوف - الارض - خرج ولم يعد-الزوجه التانيه-شباب امرأه- اشاعه حب كمثال يحتذي به في الكوميديا الرائعه)) وافلام عظيمه اخري

تم تعديل بواسطة mwefy

اذا لم تستحي فأفعل ما شئت

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...