اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

(مصر) .. العميد إبراهيم الرفاعى .. الأسطورة


مهيب

Recommended Posts

استكمالا لسلسلة (مصر) فى هذا الباب .. اليوم هو لقاء خاص جدا .. عجيب جدا فى الواقع .. اليوم لقاء مع رجل و فرقته .. صنعتهم هى المستحيل بعينه .. أطلقت عليهم يوما المخابرات الاسرائيلية (فرقة الأشباح) .. و كانت الصحف الاسرائيلية تسميهم وقت ما قبل حرب اكتوبر بالشياطين المصريين .. هم بالنسبة للعدو أشباح و شياطين .. فعلوا ما يدير الرؤوس من شدة استحالته .. هم تعبير حقيقى عما تعنيه كلمة (مقاتل مصرى) .

لكل شعب أبطاله بالتأكيد .. لكن هؤلاء جعلوا للبطولة معنى غريبا .. معنى ساخرا ممزوجا بالتهكم .. انهم مقاتلين مصريون .. أذاقوا العدو مرارة الهزيمة المصحوبة بالحسرة من دقتهم و كفاءتهم و أساليبهم .. انهم رجال المجموعة 39 قتال .. و قائدهم الفذ (العميد ابراهيم الرفاعى) .. فلنقترب منهم قليلا .. ولندع قشعريرة البطولة تغمرنا .

إبراهيم الرفاعى عبد الوهاب لبيب، من مواليد 1931- العباسية-القاهرة. قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر 1973. قائد المجموعة 39 الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية. قام بتنفيذ 72 عملية انتحارية خلف خطوط العدو من بين 67، 1973. قام بتدمير معبر الجيش الاسرائيلي على القناة الدفرسوار. حصل على 12 وساما تقديريا لشجعانه. استشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم.

[بساله وشجاعه المجموعه 39قتال للاسف لم تجمع حتي اليوم نظرا لانتساب جميع افرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حمايه هوياتهم لم يتم نشر موسع لعملياتهم ..

وقد يكون مااعلمه عنهم ضحلا للغايه ولايذكر.. فهم الذين قامو صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط

وكانت النتيجه ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس 69 ان قتلاها (تم تمزيق جثثهم بوحشية)

كما ان المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام 1968 عندما قامت اثناء تنفيذ احد عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد

وكانو اول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم 6

وفي 22 مارس 69 قام احد افراد المجموعه القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر عسكريه تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص راس احدهم وماكان الا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء

كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقيه روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعه 39قتال الي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسو مهماتتهم بحربه خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم اول من الف نشيد الفدائيين المعروف

استردو شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39قتال) صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم اسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعه الاشباح

فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي ارض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان ..من راس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي راس نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين الي ثلاثه في اليوم بايقاع اذهل مراقبي الاستخبارات الاسرائيليه لسرعته وعدم افتقادهم للقوه او العزيمة رغم ضغوط العمليات

هاجم محطه بترول بلاعيم صباح السادس من اكتوبر لتكون اول طلقة مصريه في عمق اسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من اكتوبر ثم راس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من اكتوبر

ثم شرم الشيخ ثالث مره في التاسع من اكتوبر ثم مطار الطور الاسرائيلي في العاشر من اكتوبر والذي ادي الي قتل كل الطيارين الاسرائيليين في المطار

ثم يعود ليدك مطار الطور في 14 اكتوبر ثم ابار بترول الطور في 15 و16 اكتوبر(كانت للجمات علي ابار البترول اثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائرات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

وهذا مقال و لقاء صحفى مع أحد الأشباح :

سمعت الكثير والكثير عن هذا الرجل وعن شجاعته وبطولاته الفذة. ما سمعته وما علمته عنه جعلني أوقن أنني أمام نوعية خاصة جداً من البشر فهو بطل فوق العادة أحب هذا الوطن، وتفاني في خدمته، ووهب حياته لتحرير ترابه، وآمن أن جهاده لتحرير وطنه هو جهاد في سبيل الله وكان هذا هو بداية الطريق لبطولته.

October50.jpg

الشهيد العميد ابراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال

لا أجد كلمات أستطيع أن أصفه بها، فهذا الرجل كان واحداً من أشجع مقاتلي الجيش المصري في فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، أطلق عليه زملاؤه لقب (الجوكر) فقد كانت شجاعته تتبدي دائماً في أوقات الأزمات لتنقلب الأمور رأساً علي عقب كان واحداً من أبرز مقاتلي (المجموعة 39 قتال) التي كان يقودها الشهيد الأسطورة العميد إبراهيم الرفاعي، تلك المجموعة التي ضمت خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية والتي أذاقت الجيش الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات عن تلك المجموعة وأساليب عملها التي كانت أقرب إلي الجنون، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة للوصول إليهم أحياء أو أموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي، والقائد الثاني للمجموعة د. علي نصر، ثم هذا المقاتل الفذ علي أبو الحسن والذي شارك في 44 عملية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر أطلق عليه قائده إبراهيم الرفاعي لقب الجمل والعين الثاقبة لما تميز به من صبر وجلد وقوة ملاحظة وشجاعة مفرطة قد تصل إلي حد التهور في نظر البعض.

وبسبب كل ذلك كان صف الضابط الوحيد بالقوات المسلحة المصرية الذي يحصل علي وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولي أعلي وسام عسكري مصري يمنح بعد حرب أكتوبر ولم يحصل عليه من الطبقة الأولي إلا الضباط فقط، وكان علي أبو الحسن قد حصل قبل وسام نجمة سيناء علي 3 أوسمة شجاعة، ونوط الجمهورية، ووسام الشجاعة الليبي.

ورغم أن نصر أكتوبر قد مر عليه الآن 26 سنة إلا أن ذكراه مازالت تحيا بداخلنا، وتحيا بداخل صناع هذا النصر وهو واحد منهم، وبعد كل هذه السنوات كان حديثي معه لأعيد إلي عقله وقبله ذكري مازالت ماثلة في الأذهان وتركته يحكي وكان يحكي وكأن الأحداث تمر أمام عينه كشريط سينيمائي.

كيف كانت البداية ؟؟

البداية كانت عام 1958 حينما كنت طالباً بالصف الثاني الثانوي التجاري ولإني أعيش بحي رأس التين بالإسكندرية فقد عشقت البحر وتأثرت به فقررت التطوع بالقوات البحرية دون علم أسرتي، وتركت المدرسة من ذلك الوقت، وفي مركز تدريب البحرية كنا نختار بين الوحدات فاخترت أولاً الضفادع البشرية ثم الصاعقة البحرية ثم الغواصات وكلها أعمال فدائية وكنت في ذلك الوقت صغير السن ولا أدري ما أطلبه.

وحصلت علي فرقة ضفادع بشرية وكنت الأول علي الدفعة، وكان النظام في الوحدات المقاتلة أن يتم تدعيم المقاتل في فرقة الضفادع إما بفرقة صاعقة بحرية أو فرق مظلات وقد حصلت علي الفرقتين، ثم حصلت علي فرقة إنتحارية تسمي (الطوربيد البشري).

بعد ذلك خدمت في اليمن أثناء حرب اليمن وأثناء حرب 1967 عدنا من اليمن إلي مركز تدريب الفدائيين بعد ما طلبت القيادات العليا للقوات المسلحة من الوحدات الخاصة تجهيز عمليات للرد علي الجيش الإسرائيلي. فقامت كل الوحدات بتجهيز أفراد للقيام بالعمليات وكنت من ضمن هؤلاء الأفراد.

October40.JPG

مقاتلين المجموعة 39 قتال فى طريقهم لتنفيذ احدى العمليات

ومتي انضممت للمجموعة 39 قتال ؟

في تلك الفترة بعد حرب 1967 كان الشهيد إبراهيم الرفاعي يرسل إشارة كل فترة للوحدة يطلب عدد من الأفراد من الصاعقة البحرية أو الضفادع البشرية لتقوم بعمليات ثم تعود لوحدة الضفادع مرة أخري ثم صدر أمر بتشكيل المجموعة 39 قتال بقيادة الرفاعي وكانت تضم أفضل وأشجع مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية، ووصلت إشارة لوحدة الضفادع بأن بعض الأفراد قد تم ضمهم للمجموعة 39 قتال وكنت من ضمنهم وانتقلنا إلي مقر قيادة المجموعة بالقاهرة وبدأنا بعدها القيام بعمليات خلف خطوط العدو وكانت عمليات متنوعة منها القيام بزرع ألغام، والتفجيرات، وجلب الأسري، وعمليات انحطاط الروح المعنوية للعدو.

عملية رمانة :

كان أولي العمليات التي قمنا بها هي زرع ألغام في منطقة رمانة داخل وحدة مقاتلة للجيش الإسرائيلي وذهبنا إلي بورسعيد وكانت أقرب مكان لرمانة، ونزلنا في قوارب الزودياك حتى وصلنا إلي رمانة وتسللنا إلي الموقع وقمنا بزراعة الألغام دون أن يكتشفنا أحد وأثناء قيامنا بالعمل شاهدنا ثلاث سيارات تحمل جنود ومعدات آتية في اتجاهنا فجرينا إلي القوارب وابتعدنا عن المكان واراد الله أن نري نتيجة عملنا بأعيننا فقد مرت السيارات فوق الألغام وانفجرت كلها واستطعنا التقاط الإشارات اللاسلكية التي أرسلوها لقيادتهم وعملنا منها حجم الخسائر من العملية.

لسان التمساح :

ومن العمليات التي لا أنساها أبداً عملية لسان التمساح والتي قمنا بها للثأر للشهيد عبد المنعم رياض بعد استشهاده برصاصة غادرة من العدو، فقد كلفنا بأن ندخل إلي موقع لسان التمساح لعلم تفجيرات وإحضار اسري منه وعمل هجوم مباشر وكنا قد دخلنا هذا الموقع عدة مرات من قبل وفي بعض المرات كنا ندخل تحت ستار المدفعية المصرية فعرف اليهود أن المدفعية عندما تعمل يكون ذلك تمهيد لعلمية هجومية عليهم، وهم للحق أقوياء ويتعلمون من أخطائهم ولا يكررونها، وهذه المرة حينما بدأت المدفعية تعمل علموا أن هناك هجوم في الطريق فأقاموا لنا كمين داخل الموقع وحينما وصلنا إلي الموقع شعروا بنا وكان المنطقي أن يتم قتلنا كلنا أو أسرنا علي الأقل، وقطعوا علينا خط الرجعة لكي لا نصل إلي القوارب التي تنتظرنا علي الشاطئ.

فجاءت الأوامر من قائدنا إبراهيم الرفاعي بأن يعود كل فرد إلي الموقع المصري بطريقته، وبدأ الإسرائيليون في ضرب الهاونات الكاشفة وتحول الموقع إلي نهار ورغم ذلك نفذنا العملية وأخذنا أسري وخرجنا من الموقع والبعض منا لم يلحق القوارب وعاد إلي موقعنا وهو يسبح لمسافة 8 كيلومتر بل أن هناك أحد الأسري عدنا به ونحن نعوم، وللأسف في هذه العملية استشهد أحد أفراد المجموعة وأصيب عدد كبير منا وبعد ما وصلنا للموقع المصري جاءت أوامر من القيادة بعدم التحرك مرة أخري في تلك الليلة ورغم ذلك وجدنا الرفاعي يقول (من يحب أن يأتي معي ليحضر إخوته) فقد صمم علي العودة في نفس الليلة لنفس الموقع في لسان التمساح ليحضر زملائنا المصابين الذين لم نستطع اصطحابهم معنا رغم معرفته بخطورة ذلك ولم يفرض علي أحد الذهاب معه (وللعلم فقد كان وهو القائد يخرج في كل عملية نقوم بها وقام بأكبر عدد من العمليات يقوم بها مقاتل في الجيش المصري وهي 48 عملية خلف خطوط العدو) وفي هذا اليوم نزلنا معه وكنا ثماني مقاتلين ركبنا أربعة قوارب وعدنا لنفس الموقع وعند دخولنا الموقع شعروا بنا أيضاً فجرينا إلي داخل الموقع وكنا نجري في حقل ألغام ولا نعرف موقع الألغام وكان الله معنا في كل لحظة فلم ينفجر لغم واحد في أي فرد منا ومن توفيق الله أيضاً أن فوجئنا أمامنا بموقع صواريخ "هوك" فضربناه وتحول إلي "جهنم" فانشغل اليهود بالموقع الذي أنفجر وكانت فرحتنا للوصل إلي زملائنا المصابين والعودة بهم وكانوا حوالي 20 فرد عدنا بهم كلهم إلي الموقع المصري وكان توفيق الله معنا في كل لحظة.

October60.jpg

د.على نصر القائد الثانى للمجموعة

مطار الطور :

ويحكي أبو الحسن عملية من أهم العمليات التي قامت بها المجموعة 39 قتال وهي عملية مطار الطور فيقول : كان لدي الإسرائيليين في مطار الطور ممران للطائرات أحدهما خداعي يتم إضاءته والآخر حقيقي تطفأ أواره باستمرار حتى لا ينكشف، وكان هناك سفينة غارقة أمام المطار فوصلنا إليها وظللنا فيها أسبوع كامل لاستطلاع موقع المطار واكتشفنا حقيقة المطار الخداعي وبعد أن قمنا بالاستطلاع نفذنا عملية لضرب الممر الحقيقي والدشم ومخازن الذخيرة عن طريق صواريخ الكاتيوشا التي أحضرنا قواعدها من قاعدتنا ووضعنها علي المركب وركبنا فيها صواريخ وقتيه وصواريه وقتيه. وكنا قد عرفنا أسلوبهم وتصرفاتهم بعد قيامنا بعلميات الهجوم علي مواقعهم فقد كانوا يحضرون بعد القيام بالهجوم عليهم ليعرفوا حجم الخسائر والإصابات وبعد ساعتين تقريباً من الضرب كان ياتي عدد من القادة لمعرفة ما حدث. فخططن العملية بحيث نقوم بضربهم بالصواريخ الوقتية لتحدث إصابات لديهم وبعد نصف ساعة نضرب بصواريخ أخري لنصيب الذين حضروا لمعرفة الإصابات، ثم نضع الصواريخ التوقيتية ونضبطها علي توقيت معين ونترك الموقع لأنهم غالباً ما يكونوا قد اكتشفوا مكاننا لتضرب الصواريخ وحدها بعد رحيلنا وتصيب القادة الذين سيحضرون لمعرفة ما حدث. وقد كان ونفذت العملية بهذا الشكل وكان معنا في ذلك اليوم 10 قواعد صواريخ ووضعنا بكل قاعدة 8 صواريخ وكبدناهم خسائر ضخمة في الطائرات والأفراد والقيادات والذخيرة.

ميناء الطور :

ومن ضمن العمليات التي لا أنساها عملية ميناء الطور ففي هذه العملية كان الله معنا أيضاً في كل لحظة ونجونا من هلاك محقق فقد كنا نريد ضرب القاعدة البحرية بالطور بالآر بي جي والصواريخ فخرجنا في قواربنا من الغردقة ثم إلي جزيرة شدوان وكان بينها وبين ميناء الطور 90 كم ولأن البحر الأحمر به نسبة فسفور عالية فالقوارب كانت حينما تسير تقوم بعمل خط في المياه، وفي هذا اليوم ونحن في طريقنا للطور مرت فوقنا طائرة إسرائيلية فتلقينا أوامر من الرفاعي بإيقاف القوارب فوراً حتى لا ترانا الطائرة فتوقفنا لمدة ربع ساعة ودارت الطائرة فوقنا عدة دورات ثم رحلت فتحركنا لوجهتنا واعتقدنا أنها لم ترانا وكانت الحقيقة أن الطيار رآنا وصورنا وأبلغ قيادته فقاموا بعمل كمين داخل الميناء فوضعوا بالميناء 8 دبابات في حالة استعداد وجهزوا قوارب (الشيربور) الفرنسية وكنا نسميها (الدبور) لأن سرعة اللنش وحجم وتسليحه كان يبلغ 20 ضعف قوارب الزودياك التي نستخدمها وكنت قائد أحد القوارب التي اشتركت في العملية وكان بكل القوارب خزان احتىاطي للوقود وقاعدة صواريخ وكان هناك فرد مكلف بتغيير خزان الوقود عندما ينفذ الخزان الأول وكان اسمه في قاربنا محمود الجلاد فطلبت منه ونحن في الطريق أن يغير الخزان وأثناء قيامه بتغيير الخزان رأي اللنشات قادمة فقال لي وكان إبراهيم الرفاعي قد رأي اللنشات قادمة وأبلغنا باللاسلكي ولكن كان الإسرائيليون قد شوشوا علي أجهزة اللاسلكي فلم تصل لنا أوامر الرفاعي، وقلت للجلاد اترك الخزان وفوجئنا أننا نتجه مباشرة في إتجاه القوارب الإسرائيلية وهم يتجهون لنا فاصبحنا مثل كبشين يستعدان للتناطح، وفجأة اتخذ قاربان من قواربنا إتجاه اليمين، واتجه قارب الرفاعي لليسار في اتجاه الدبابات الموجودة بالميناء وكان قاربي هو الرابع ففوجئت "بالشيربور" أمامي فقمت بعلم خلف اتجاه وانطلقت في الإتجاه العكسي وورائي اللنشات الإسرائيلية وفجأة فرغ خزان الوقود وشعرت وكأن، هناك أسود تجري ورائي وتوقف القارب لإن الجلاد لم يستطع تركيب الخزان الاحتىاطي وعندما توقفنا توقفت القوارب الإسرائيلية لأنهم اعتقدوا أننا نعد لهم كمين وكان هذا توفيق من الله وقمنا بسرعة بتغيير الخزان وانطلقنا مرة أخري في مسار متعرج لكي لا تصيبنا طلقات الرشاشات الموجودة علي اللنشات الإسرائيلية وأخذت أبحث عن النجم الذي نهتدي به في مسارنا وقلت للجندي المسئول عن (الآربي جي) أن يضرب وقررت أن أخرج الصواريخ وأضرب بها، ولكن الصواريخ عندما تنطلق تصنع قاذف نار من 30 - 45 متر ومعني ذلك أنها ستشعل القارب وكان معنا خزان الوقود فألغيت الفكرة، وكان معنا بالقارب قاعدتين للصواريخ فقررنا أن نلقي قاعدة منهم في الماء لنخف وزن القارب ونجري أسرع وبمجرد أن طلبت إلقاء القاعدة فوجئت بأحد الضباط علي القارب يحملها وحده (وكان وزنها نصف طن) ويلقيها في المياه والغريب أنه كان نحيف الجسم ولا أعرف حتى الآن كيف حملها وحده. ووصلنا إلي منطقة قبل الغردقة وكان الرفاعي قد وصل قبلنا وقام بتغيير جهاز اللاسلكي بجهاز آخر ونادي علي علي موجة ثانية وقال لي لا تدخل إلي الغردقة، وكان الإسرائيليون في هذا اليوم يقومون بعملية ضد الغردقة وتلقوا أوامر بإيقاف العملية وانتظارنا ونحن عائدين إلي الغردقة وكانت لنشات الشيربور قد توقفت عند مرحلة معينة ولم تستمر في مطاردتنا المهم أن الرفاعي كان قد رأي قواربهم عند دخوله الغردقة فاتصل بي و قال لي "خللي و دنك معايا" وقال هات الناس وتعالي وكنت أسير بأقصي سرعة بجوار الجزيرة التي كان المفروض أن ننزل فيها وأنا أتساءل ماذا يحدث لإن قوارب الإسرائيليين رأتني وكانت تنطلق خلفي وفوجئت بعدها بالقوارب المصرية خلفهم واكتشفت أن الرفاعي وضعنا كطعم لاصطيادهم ليستطيع أن يصيدهم وأمرني أن اتجه بأقصي سرعة لليسار، والقارب المصري الآخر لليمين وضرب هو القوارب الإسرائيلية بالآر بي جي فغرق لنش وأصيب آخر والثالث عاد إلي الطور.

عمليات الاستفزاز للإسرائيليين :

ويحكي علي أبو الحسن عن العمليات التي كانت المجموعة تقوم بها لاستفزاز الإسرائيليين وإحباط الروح المعنوية لديهم فيقول : في إحدي المرات كنا نريد تصوير موقع للصواريخ يقوم بضرب القوات المصرية من الضفة الشرقية للقناة وكنا لا نعرف مكانه بالتحديد فقرر الرفاعي أن يقوم بتصوير هذا الموقع في عز النهار وليس بالليل كما كنا نقوم بكل عملياتنا، وكان هدفه إحباط الإسرائيليين، وبالفعل ذهبنا بالسيارات إلي موقع كبريت وكان أكثر مناطق القناة ضيقاً ونزلنا إلي الموقع وأخرجنا أنابيب هواء وأنزلنا بالون وقمنا بملئه بالهواء حتى انتفخ وكان برج المراقبة عند الإسرائيليين علي الضفة الشرقية يرانا بوضوح ونحن في الضفة الغربية واندهشوا مما نفعل وفجأة صعد الرفاعي إلي البالون ومعه د. علي نصر ولم يجعل الرفاعي أي من المقاتلين يصعد، وكان معهما كاميرات تصوير بعيدة المدي وكنا أسفل المنطاد نمسك بالسلك الذي يربط المنطاد وكان اثنان منا مكلفين في حالة سقوط المنطاد في الضفة الشرقية مكلفين بالعبور وإرجاع الرفاعي ود. علي نصر من عندهم، وصعد البالون وبدأ الرفاعي يقوم بالتصوير وتركنا الإسرائيليين بعض الشئ وفجأة صعدت طائرات مقاتلة من عندهم وكان الطيار ينوي أن يأخذ البالون في جناح الطائرة وهو يعتقد أنه مربوط بحبل ولكن الطيار اكتشف أنه مربوط بواير سلك فصعد فوق البالون وغير اتجاهه وقام بما يسمي بحاجز الصوت فحدثت فرقعة وعندما أخذ الطيار الدورة الثانية كنا قد سحبنا البالون بسرعة بعد أن قام الرفاعي بتصوير موقع الصواريخ وتحديد مكانه، وبعد أن عاد الطيار إلي موقعه صعد الرفاعي بالبالون مرة أخري ليستفزهم أكثر وأكثر.

ممنوع دخول الفتيات :

ويضيف أبو الحين قائلاً أن الإسرائيليين كانوا كثيروا ما يحاولوا استفزاز المصريين الموجودين علي الضفة الغربية للقناة، فكان يوم السبت هو يوم الترفيه بالنسبة للإسرائيليين وكانت تحضر لهم فتيات إسرائيليات للترفيه عن الجنود وكانوا ينزلون للسباحة في القناة ليستفزوا المصريين بتصرفاتهم فقرر الرفاعي أن نأسر إحدي هؤلاء الفتيات لكي يتوقف الإسرائيليين عن إحضار فتيات لجنودهم، وبالفعل خرجنا لعمل استطلاع لمعرفة مواعيد نزولهم القناة وأثناء الاستطلاع قاد لي د. علي نصر أن هذه العملية عمليتك خطط أنت لها ونفذها، وكان لدينا أجهزة تنفس تحت الماء مفتوحة يمكن أن تنكشف من خلال الفقاقيع التي تخرج منها فذهبت إلي الإسكندرية وأحضرت أجهزة تنفس بالأكسجين مغلقة لا تنكشف وكان الإسرائيليون ينزلون إلي القناة من الساعة الخامسة إلي السادسة وكان البرد شديد في ذلك الوقت فنزلت إلي القناة قبل الساعة الخامسة وسبحت حتى وصلت إلي شمندوره تتوسط المسافة بيننا وبينهم في القناة وكانوا معتادين أن يعوموا حتى يصلوا إليها وظللت تحت الشمندوره لمدة ساعة كاملة انتظرهم وكان معي طرف حبل والطرف الآخر كان يمسك به الشهيد إبراهيم الرفاعي ود. علي نصر وكان برج المراقبة عندنا يراهم بوضوح، ومن شدة البرد شعرت أن أطرافي تكاد تتجمد لإني لا أتحرك فأعطيت لنفسي مهلة 5 دقائق أعود بعدها لموقعنا إذا لم ينزلوا إلي الماء، وفجأة وجدت الرفاعي يجذب الحبل بسرعة وكان ذلك علامة علي أن الجنود الإسرائيليين نزلوا للمياه فانتظرت حتى وصلوا إلي الشمندوره وفجأة وجدتهم يعودوا للشاطئ مرة أخري، وأراد الله أن تكون هناك فتاة في نهاية الصف وبسرعة أمسكت بها ولففت الحبل حولها فبدأت في الصراخ بصوت عالي وبدأ الإسرائيليين يضربون بالرشاش حولنا حتى لا تصاب الفتاة وكان زملائي يسحبون الحبل بسرعة فصعدت إلي سطح المياه وأخذت الفتاة علي صدري حتى يتوقفون عن الضرب وسحبني زملائي حتى وصلت للشط وبدأت الفتاة تصرخ وتسبنا وتحاول خربشتنا وأخذناها كأسيرة ومن ذلك اليوم لم تجرؤ فتاة أو جندي إسرائيلي علي النزول إلي مياه القناة، وقد بادلنا الفتاة بعدد كبير من جداً من الأسري المصريين بعد ذلك "وحرمناهم" إحضار فتيات إلي جنودهم.

وأذكر في أحد المرات أن الشهيد الرفاعي كان يقوم بتصوير موقع إسرائيلي علي القناة من علي الضفة الغربية فرآه جندي إسرائيلي يقف علي الضفة الشرقية فقام بحركة سخيفة بيده لاستفزاز الرفاعي، فصوره الرفاعي وقام بتكبير الصورة وتوزيعها علينا وأمرنا أن نحضر هذا الجندي كأسير وبالفعل حفظنا شكله وبعد شهر كامل استطعنا أن نأسره عقاباً له علي فعلته.

ميناء إيلات :

ويروي علي أبو الحسن قصة دوره في ضرب ميناء إيلات الإسرائيلي فيقول : أن الضفادع البشرية المصرية دخلت ميناء إيلات وقامت بتفجيرات فيه ثلاث مرات وفي المرة الثانية كانت مجموعة منا قد دخلت إلي ميناء إيلات عن طريق الأردن وأقمنا في كنيسة بالقرب من إيلات لمدة ثلاثة أيام وقد دخلنا فلسطين بمساعدة المخابرات الأردنية ورجال منظمة التحرير الفلسطينية واستضافنا القس في الكنيسة وساعدنا كثيراً وأثناء قيام الضفادع البشرية بتلغيم الميناء كنا نحن نضرب الميناء من الخارج بصواريخ الكاتيوشا وبعد أن انتهينا من الضرب خرجنا بسرعة إلي الحدود الأردنية ومنها إلي مصر.

ليلة الفرح الكبير :

ويتذكر علي أبو الحسن ما حدث قبل حرب أكتوبر فيقول : قبل الحرب بفترة كنا نشم رائحة شئ غير عادي يحدث وفوجئنا بتكثيف التدريب الغير عادي قبلها بحوالي شهرين ولم يكن هناك أي مجال للتعب أو الاعتذار عن التدريب وتم منع الأجازات، ويوم 5 أكتوبر 1973 جاءت لنا أوامر بالنزول إلي مياه القناة وسد فتحات أنابيب النابالم التي وضعها اليهود تحت مياه القناة لإشعال سطح القناة في حالة محاولة المصريين العبور، وكان الاستطلاع قد أحضر خرائط توزيع فتحات المواسير ونزلنا بالفعل إلي القناة وقمنا بسد فتحات الأنابيب بخلطة أسمنت سريعة التجمد في الماء وذلك في المنطقة التي كنا نعمل فيها وقامت وحدات أخري من الجيش بسد باقي الفتحات في مناطق أخري، وكانت الأوامر في هذا اليوم صارمة بعدم الاشتباك مع اليهود حتى لو كان أمامنا ألف يهودي بإمكاننا قتلهم.

ويوم السادس من أكتوبر عام 1973 كنا بمقر المجموعة بالقاهرة صدرت الأوامر لنا بأن يتحرك ستة أفراد ومعني ذلك أن العملية استطلاع لأن ستة أفراد كان عدد صغير، وتحركنا بالفعل الشهيد إبراهيم الرفاعي، ود. علي نصر و النقيب فؤاد مراد والمقاتلين مصطفي إبراهيم وأحمد مطاوع وأنا وذهبنا إلي المطار فلاحظنا أن هناك إجراءات أمن غير عادية وكانت الساعة الثانية عشرة والنصف ولاحظنا أن الطيران يتحرك بكثافة داخل المطار وكنا حتى ذلك الوقت لا نعرف حقيقة الموقف، ودخلنا إلي المنطقة التي كان يقف فيها سرب الطائرات الخاص بنا وصعد الرفاعي ود. علي نصر إلي القيادة وانتظرناهم حتى عادوا لنا وقال الرفاعي : (مبروك .. النهاردة الفرح الكبير) وكانت فرحتنا لا توصف وذهبنا إلي الطائرات الهليوكوبتر وركبنا كل اثنين في طائرة وكانت الطائرات قد تم خلع أبوابها الخلفية وطارت الطائرات مسافة طويلة حتى اعتقدنا إننا ذاهبين لإسرائيل حتى هبطت الطائرات في سفاجة وكان وقت الإفطار في المغرب فأفطرنا وركبنا الطائرات مرة أخري وصدرت الأوامر بتدمير 3 حقول بترول في سيناء وكانت المسافة بين كل حقل والآخر 5 كيلو متر وكانت الأوامر في حالة عدم وجود مقاومة أن تهبط الطائرات وتقوم بلصق ألغام في الحقول إما إذا كانت هناك مقاومة أن يضرب الطيارين الحقول بالصواريخ ونقوم بضرب الأفراد بالرشاش والذخيرة.

وكان تشكيلنا علي شكل رأس سهم كانت طائرة المقدمة هي طائرة الرفاعي ويقودها الطيار جلال النادي قائد السرب الخاص بنا وكنت في الطائرة التي علي اليمين وكانت الطائرة الثالثة علي اليسار.

وقرر جلال النادي أن يقوم بخدعة فاتجه لليمين داخل أرض العدو بحيث يعود إلي الحقول وكأنه قادم من المواقع الإسرائيلية ولكن فهم الإسرائيليون الخدعة وشعرنا ((أن الدنيا تمطر صواريخ)) بالعكس من أسفل لأعلي فأخرج النادي الصواريخ وبدأنا في ضرب الحقول وحولها إلي جهنم، وكنت في الطائرة الثانية ومهمتي كانت ضرب الأفراد بالرشاش ففوجئت بكمية هائلة من النيران تدخل الطائرة حتى إني أخفيت وجهي بيدي وكنت أقفز بداخل الطائرة من شدة النيران، وفجأة لم أري الطائرة الثالثة وكانت قد أصيبت بصاروخ فدارت الطائرتين الأخرتين ثلاث دورات للبحث عن الطائرة الثالثة فلم نجدها فعدنا إلي قاعدتنا بعد أن دمرنا الحقول الثلاثة وكانت المفاجأة هي أن المصريين اعتقدوا أننا إسرائيليين لأننا ذهبنا ثلاث طائرات وعدنا أثنين كما أن جلال النادي كان يقوم بحركة تحية معينة بالطائرة عند وصوله للقاعدة فاعتقدوا أننا نهاجم الطائرة ففتحوا علينا النيران وأصيبت الطائرتان فنزلنا قبل المطار بنحو 50 كم حتى جاءت طائرات أخري لحملنا وكنا قد حولنا الحقول إلي جهنم. وبعد أن عدنا كلفت المجموعة بالعمل في خليج السويس وحتى رأس محمد وكنا كل يوم نقوم بعملية ومنها عمليات في مطار الطور وميناء الطور وكانت العمليات برمائية وجوية حتى حدثت الثغرة.

الثغرة واستشهاد الرفاعي :

ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي فيقول : كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إلي مقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناك سلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السيارات ونعود مرة أخري إلي الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنت أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز علي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنا بعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجر وترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق أسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأي زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك .. رحمة الله. وبعد الحرب حصلت علي وسام نجمة سيناء من الدرجة الأولي وكنت الوحيد من غير الضباط الذي يحصل علي هذا الوسام وأذكر أننا بعد استشهاد الرفاعي تولي قيادة المجموعة د. علي نصر، وواصلنا القتال حتى رددنا اليهود من الثغرة.

المرح في مواجهة الخطر :

ويذكر علي أبو الحسن أنه رغم كل المخاطر التي كانت المجموعة 39 تتعرض لها إلا أنهم كانوا يواجهون كل ذلك بروح المرح والسخرية ويقول : كنا نذهب إلي أي عملية وكأننا ذاهبين إلي نزهة أو رحلة ممتعة، ولم تكن كلمة الخوف موجودة في قاموسنا، وكان الرفاعي رحمه الله يقول أننا نجاهد في سبيل الله فلا يجب أن ننتظر أي مقابل وكنا مؤمنين بذلك.وأذكر كثيراً من الواقف الطريفة التي حدثت لنا في تلك الفترة، فمثلاً د. علي نصر القائد الثاني وعلي الرغم من كونه ينتمي لعائلة أرستقراطية وثرية جداً إلا أنه كانت له هواية دائمة فكان يقول لي : ((أعمل لنا يا أبو الحسن شاي في الكريستال)) وكان الكريستال هذا هو علب الفول الفارغة وكان لا يشرب الشاي إلا فيها. وأذكر في أحد المرات أننا كنا نتدرب في بحيرة قارون بالفيوم وكان موجوداً معنا خبير هولندي كان قد حضر و معه نوع جديد من القوارب لنجربه، وفي فترة الراحة ذهبنا للتمشية في المزارع القريبة من البحيرة وكان معي زميلين كانوا يسبقاني وفوجئت بهم يعودان وهم يجرون بسرعة وسألتهم عما حدث فقالوا لي ثعبان ولم أكن أتخيل أن يفعل بنا ثعبان هذا ولكني رأيته وفوجئت بثعبان ضخم طوله أكثر من أربعة أمتار وكان هناك (نمسين) يناوشان الثعبان وجرحوه مما أهاج الثعبان وحينما رآنا النمسان هربا جري الثعبان ورائنا حتى وصلنا إلي مكان التدريب ورآنا الرفاعي قادمين نجري مثل الريح وحينما لمحته تأخرت عن زميلي فسألهم الرفاعي ماذا حدث فقالوا له ثعبان فاستاء جداً أن يفعل فينا ثعبان ذلك ونحن المتعودين علي صيد الثعابين، ولم يسأل ولم يستفسر ولكنه قال جملة واحدة : ((أية ثعبان ؟ روحوا هاتوه)). وكان لابد من تنفيذ الأمر وأمسك بي الغضب من زملائي فأمسكت أحدهم وضربته من غضبي فأين سنعثر علي الثعبان وسط المزارع وبدأنا نبحث عنه حتى وجدنا ووجدنا النمسان عادوا له وتعاملنا مع الثعبان حتى تمكنا منه وقتلناه وعدنا ونحن نسحبه وراءنا ونحن فرحين وبمجر أن رآنا الخبير الهولندي ورأي ضخامة الثعبان جري مثل الريح من الخوف، وقد أقمنا وليمة من الثعبان في ذلك اليوم وأكلت منه المجموعة كلها.

ومن المواقف الطريفة التي لا أنساها أيضاً أنني قبل أن انضم للمجموعة 39 قتال كان مقر عملي في لواء الضفادع بالإسكندرية وكنا نخرج مأموريات تستمر أسبوع أو اثنان أو شهر بالأكثر، وعندما انضممت للمجموعة صدرت الأوامر لنا بعدم إخبار أي شخص من مكاننا فكنت أقول لزوجتي أنني في مأمورية، وظللت علي ذلك لمدة عامين حتى ظنت زوجتي أنني تزوجت بأخري لأن مقرنا كان في القاهرة حتى أصبت في مرة بقاذف لهب في وجهي في إحدي العمليات وحدثت حروق بوجهي وعندما عدت في أجازة وأنا مصاب أيقنت زوجتي إنني كنت في مهمة عمل خاصة أنها كانت قد رأت رؤيا لي في نفس لحظة إصابتي وانتهي شكها في أنني تزوجت بغيرها.

وبعد كل هذه السنوات أقول الحمد لله الذي أقدرنا علي أن نقدم شئ ساهم في تحرير تراب وطننا وأقول رحم الله شهدائنا العظام الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم.

منقول من موقع أمواج

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

شكرا يا اخ مهيب علي الموضوع الشق ده ....

تعرف انا كنت مخنوق من البلد واللي بيحصل فيها .. بس لما قراءت اللي عمله الابطال دول فعلا رجعلي الامل تاني ان ممكن البلد دي يكو ن لسه فيها رجالة

بس نصيحة

انقل الموضوع من هنا (من متتدي انجازات المصريين) وحطفه في فرع التاريخ في المنتدي عشان ده موضوع مهم جدا واتمني ان اكبر عدد من الاخوة يتطلع عليه

شكرا مرة تانيه

بالمناسبة ... دي اول مشاركة ليه واول رد في المنتدي جه من نصيبك يا بختك يا عم دخلت التاريخ هههههههههه

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

والله انا سمعت عنة عمليات اكثر من ذلك منها انه درب الجمال على العوم بالرغم من خوف الجمال من الماء وذلك لتعوم بالذخيرة الحية

وهذة القصص تشغرنا بالعزة والفخر والحماس ومعدن الشعب المصرى والذى يظهر عند الشدائد

واذا استطعنا استفار هذة الروح المبدعة واستمرارها

لاصبحنا افضل الامم

عاشق النيل

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا والله لما الواحد بيقرأ هذه الموضوعات عن الابطال الحقيقيين فى مصر بيحس ان روحه بترجعله وسط كمية الاحباطات وفقد الانتماء الى الواحد غرقان فيه

هما دول ابطال مصر الحقيقيين

واللهم ارحم شهدائنا واجمعنا معهم على خير يا رب العالمين

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

رابط هذا التعليق
شارك

شكراُ على هذا لموضوع

اعرف احد افراد المجموعه وهو الاستاذ محمد عبده اطال الله عمره (29 عملية خلف خطوط العدو)

الشهيد العميد ابراهيم الرفاعى ومجموعته كانوا من ابطال مصر

جزاهم الله خيرا هم الذين ةقادو حرب الاستنزاف

واكرر شكرى على تذكيرنا بابطال مصر الحقيقين

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا والله لما الواحد بيقرأ هذه الموضوعات عن الابطال الحقيقيين فى مصر بيحس ان روحه بترجعله وسط كمية الاحباطات وفقد الانتماء الى الواحد غرقان فيه

هما دول ابطال مصر الحقيقيين

واللهم ارحم شهدائنا واجمعنا معهم على خير يا رب العالمين

اكيد هما دول الابطال الحقيقيين معاك حق - مش رجال الاعمال الحاكميين اللى بيسرطنو الشعب حتى بيتاجرو فى دم الشعب واعضائة

هو كل ما يستحقونه ان يوضعوا وخلفهم حائط خرسانى فى ميدان التحرير - ويضربو بالاحذية حتى الموت فان الرصاص خسارة فيهم

الغش طرطش رشه ع الوش بويه ...مدرتش مين بلياتشو أو مين رزين... شاب الزمان .. وشقيت مش شكل ابويا ...شاهت وشوشنا تهنا بين شين وزين ولسه ياما وياما حنشوف كمان

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا والله لما الواحد بيقرأ هذه الموضوعات عن الابطال الحقيقيين فى مصر بيحس ان روحه بترجعله وسط كمية الاحباطات وفقد الانتماء الى الواحد غرقان فيه

هما دول ابطال مصر الحقيقيين

واللهم ارحم شهدائنا واجمعنا معهم على خير يا رب العالمين

اللهم اجعل مصر عزيزه دائماً بآبناءها المخلصيين (المخاصيين بس)

اللهم ارحم شهدائنا واجمعنا معهم على خير يا رب العالمين

اللهم ارني الحق حقاً وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...