اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وقاحة السفير - وهوان الحكومة


كريم الدين

Recommended Posts

I apologise if this has already been posted. It is quite sad if it is true...

http://www.elosboa.co.uk/elosboa/issues/270/1000.asp

بالعقل

وقاحة السفير ..وهوان الحكومة!!

بقلم: مصطفي بكري

اسمع ياشعب مصر.. وتأمل.. ولا تمصمص الشفاه..!!

منذ أيام قررت وزارة الثقافة المصرية إقامة احتفال بمنطقة القلعة لمشاهدة فرقة التنورة وهي فرقة شعبية مصرية.. وجهت الدعوات إلي عدد كبير من الشخصيات الهامة والمثقفين والمبدعين والاعلاميين وكان موعد الحفل في الثامنة مساء أول أمس السبت..

وقبيل موعد الحفل بنحو ثلاث ساعات فقط أراد السفير الصهيوني في القاهرة أن يفرض أمرا واقعا علي وزارة الثقافة، فأبلغ مكتب الوزير بكل وقاحة واستنطاع أنه قرر أن يدعو نفسه لحضور الاحتفال الذي ستقيمه وزارة الثقافة بمنطقة القلعة لأنه يريد ان يمتع نفسه بمشاهدة فرقة التنورة!!

ارتبك علية القوم بوزارة الثقافة وتساءلوا ماذا يفعلون؟ وبدأت الحرارة تدب في الخطوط الساخنة كيف نواجه الموقف وكيف نخرج من هذا المأزق؟!

البعض اقترح ابلاغ سفير العدو الصهيوني بأن وجوده وسط جمهور الحفل غير مرغوب فيه، وأن وجهه الكريه من شأنه أن يثير الحاضرين الذين يمقتون كل ما هو صهيوني.. إلا أنه جري التراجع عن هذه الفكرة حتي لا يجري تفسيرها بشكل خاطيء وربما تكون حجة يستند إليها شارون ليشن حربه الجهنمية ضدنا.

واقترح البعض الآخر الاعتذار لأسباب أمنية، وأن يقدم الاعتذار بشكل رقيق وأن يحمل صيغة 'معذرة ياسيادة السفير فنحن نخاف علي حياتك ونحرص علي أمنك، ولذلك نعتذر لك عن الاستقبال' ولكن يبدو أن هناك من قال إن السفير قد يرد علي ذلك بالقول إنه مسئول عن أمنه وسلامته وإن خلفه جيشا جرارا يحميه من أي خطر أو عدوان، ومن ثم يصر علي المشاركة والحضور.

وبعد طول تفكير وعناء ومداولات وحوارات جاء الحل.. إلغاء الاحتفال من الأساس وهكذا أبلغ مكتب الوزير القائمين علي الحفل بقرار الإلغاء في السادسة مساء أي قبل الموعد بساعتين فقط!!

وعندما بدأ الناس يتوافدون إلي القلعة فوجئوا بهذا القرار الغريب، ولم يكن لدي القائمين علي الحفل أي تبرير سوي أن الحفل تم تأجيله إلي وقت لاحق وسنخطركم فيما بعد!!

كان الناس غاضبين يتساءلون عن السبب الحقيقي ويلحون في السؤال، إلا أن وزارة الثقافة لم تستطع أن تقدم إجابة شافية للغليل أو أن تبرر هذا الفعل المفاجيء والذي أصاب الناس بالذهول، فراحت تنطلق التفسيرات الغريبة والبعيدة عن السبب الحقيقي وراء ما حدث.

في هذا الوقت كان سفير العدو الصهيوني يبدو أكثر الناس سعادة بهذا القرار، فهو في النهاية يعد انتصارا له شئنا أم أبينا، وهو تأكيد علي قوة نفوذه علي أرض مصر، بدليل أن أحدا لم يستطع منعه من المشاركة في الاحتفال فاضطروا إلي إلغائه من الأساس.

لقد تأملت هذه القصة وأنا أقرأ بروفة الحديث الذي اجرته الزميلة سناء السعيد مع الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وتنشره 'الأسبوع' في صفحتها الثالثة، فادركت لماذا يتبجح السفير الصهيوني ولماذا يعتبر نفسه مندوبا ساميا علي أرض القاهرة!

لقد احتوي الحديث علي العديد من الإجابات التي تثير الإحباط وتبث اليأس في النفوس وتشيع لغة الهزيمة فنحن لا نستطيع أن نفعل شيئا، وأمريكا هي القوة الوحيدة في العالم وهي كل شيء وليس أمامنا من خيار سوي الصمت والسكوت غير عابئين ما يجري حولنا!!

وحتي عندما طرحت 'الأسبوع' سؤالها عن معني إرسال البترول المصري لإسرائيل راح رئيس الوزراء يبرر بالقول إن إسرائيل تشتري بترولها من الشركات العالمية متهما كل من يقولون بعكس ذلك بأنهم ليسوا سوي شوية سذج.

وأنا أدعو هنا الدكتور عاطف عبيد إلي أن يراجع الملحق الثالث لاتفاقية كامب ديفيد والذي يقول إنه انطلاقا من إقامة علامات اقتصادية طبيعية بين الطرفين، ووفقا لهذا فقد اتفق علي أن هذه العلاقات سوف تشمل مبيعات تجارية عادية من البترول من مصر إلي إسرائيل وأن يكون من حق إسرائيل الكامل التقدم بعطاءات لشراء البترول المصري الأصل والذي لا تحتاجه مصر لاستهلاكها المحلي!!

نعم كنت اتمني من الدكتور عاطف أن يراجع اتفاقية كامب ديفيد وملاحقها قبل أن يوجه الاتهامات الظالمة إلي الآخرين.. نعم إذا كنا لا نستطيع أن نتخذ موقفا محددا حتي في الأمور الهامشية مثل قضية السياحة الإسرائيلية أو البترول أو المركز الاكاديمي الصهيوني فماذا ننتظر من سفير العدو الصهيوني إلا أن يتعامل معنا بهذه الوقاحة التي تجبر وزارة الثقافة علي إلغاء الاحتفال.

إن الخطورة ليست في إلغاء هذا الاحتفال، ولكن الخطورة هي في دلالة السلوك وحالة الخوف التي بدأت تسيطر علي الحكومة ورجالها في تعاملهم مع كل ما يمت للعدو الصهيوني الأمريكي بصلة.

نعم صحيح أننا لا نسعي إلي الصدام، ولكن الصدام مفروض علينا، وصحيح أننا لا نبغي منح الإرهابي شارون الحجة والفرصة ولكن شارون لايتوقف عن سياسة جر الشكل والاستعداد لإشعال المنطقة والنيل من الجميع.

لقد اتهم السيد أحمد ماهر وزير الخارجية منذ أيام رئيس حزب المفدال الإسرائيلي بأنه يردد كلام الحشاشين عندما طالب الأخير بإقامة دولة للفلسطينيين في سيناء.. إلا أن الحقيقة تقول إن هذا الصهيوني يعبر بحديثه المعلن عن رأي عام بدأ يكتسح العديد من التنظيمات الصهيونية المتطرفة.

إننا نثق تماما في قدرة قواتنا المسلحة الباسلة علي التصدي لأي عدوان جنوني قد يوجه ضد مصر ولكننا في حاجة إلي اصلاحات تتعلق بالشأن الداخلي تكون ضمانة لوحدة الجبهة الداخلية من القوي السياسية والشعبية وعموم الشارع المصري.

لقد تحدث الرئيس مبارك في خطابه الأخير بمناسبة عيد العمال عن معالجة قضايا البطالة والاستمرار في مسيرة الإصلاح السياسي وتعميق المسار الديمقراطي ومواجهة التحديات الاقتصادية ورفض أية توجهات تتعارض مع مصالحنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وهذا الكلام الذي لقي ارتياحا في الشارع المصري يمكن أن يشكل دليل عمل للمرحلة القادمة ويكون بداية لحالة نهوض تسري في المجتمع، وتدفع به خطوات إلي الامام.

إننا في حاجة إلي صحوة حقيقية، تعيد لمصر قوتها وفاعليتها ، تجتث الفساد وترسي قيم الطهارة والشفافية، وتفتح الباب أمام الجيل الجديد ليتبوأ مواقعه بعد أن شاخت كثير من المواقع والكراسي.

وهذه النهضة يجب أن يستتبعها غرس المزيد من القيم الوطنية في النفوس وتدريس تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في المدارس والجامعات ليزيد من قناعة أجيالنا الجديدة بأن هذا الصراع لن يكون أبدا صراعا علي الحدود وانما هو صراع علي الوجود بالأساس.

إن مصر العظيمة يجب أن تبقي في خندق المدافعين ابدا عن الأمن القومي العربي ويجب أن تتحين الفرصة لإعادة صياغة مواقعها بعيدا عن قيود كامب دي÷يد المهينة.

لقد احتلت أراضينا في 67، لكن ذلك لم ينل من ارادتنا، ولم يهزم عقيدتنا، ولم يدفعنا إلي التخلي عن اهدافنا القومية.

خضنا معركة التحرر الوطني مسلحين بالإرادة والإيمان، ضاعفت من انتاجها الاقتصادي واقتطع المصري من لقمة عيشه من أجل إنجاز مشروع إعادة بناء قواتنا المسلحة، لم يشعر المصري بالهزيمة، وكان القطاع العام هو عنوان النهوض وهو الجسر الذي ارتكزت عليه قواتنا الباسلة في كثير من المهام.

وصمدت مصر وخاضت حرب الاستنزاف وبنت حائط الصواريخ في ثلاثة أشهر لتهزم التفوق الإسرائيلي فكان هذا الحائط هو الذي حمي قواتنا المسلحة وهي تعبر القناة وتدمر خط بارليف.

والآن نحن أمام السؤال الكبير: إلي متي هذا الهوان؟ إن دماءنا تحترق علي اشقائنا ، نري الخطر يزحف إلي بيوتنا العربية، فيقتل الأمنين ويحرق الأرض والبشر ومع ذلك تبقي كامب ديفيد قيدا علي حركتنا.

وإلي أن يتم الغاء هذه الاتفاقية المشئومة نعود لندعو حكومتنا الرشيدة إلي أن تتخذ قرارات تستطيع من خلالها أن تعطي اشارات واضحة للصهاينة والأمريكان بأنها لن تصمت أمام ما يجري.

أما اللغة التي يتحدث بها رئيس الوزراء، فهي تغري الصهاينة وتدفعهم إلي الاستمرار في تنفيذ مخططاتهم وهم علي ثقة بأن مصر لن تتحرك ولن تمضي خطوة واحدة إلي الأمام.

إننا علي ثقة بأن دوام الحال من المحال وأن لحظة سوف تأتي في عمر الزمن، تلغي وإلي غير رجعة هذه الاتفاقية المشئومة من تاريخنا وتطلق يد مصر العربية لتمارس دورها الطليعي دفاعا عن الكيان القومي وردعا لكل من تسول له نفسه المساس به.. أما الحديث الدائم والمستمر عن أن مصر لا تستطيع وأن أحدا لا يمكنه التصدي، فهذا حديث قهره شباب مصريون صغار زحفوا إلي الحدود ليؤكدوا للعالم أن فلسطين تعيش في دم كل مصري، وان أحدا كائنا من كان لن يستطيع تجاوز حقائق التاريخ وواقع الجغرافيا.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...