اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

منوعات ادبيه


manas

Recommended Posts

الدين الزائف

 

أولئك الذين يعانقون الوهم باسم الدين

فيقـتـُلون ويـُقـتـَلون

 حتى الملحد يحصل على بركة الله فلا تفخر بدينك

إنه يوقد في خشوع مصباح العقل ويقدم تمجيده

لا إلى الكتب ولكن لكل شئ طيب في الإنسان

 إن الطائفي يلعن دينه

حين يقتل إنساناً من غير دينه

 وهو لا يقوم السلوك على ضوء العقل

ويرفع في المعبد العلم الملطخ بالدماء

 ويعبد الشيطان في صورة الإله  

 كل هذا الذي تم عبر الأحقاب والعصور

 مخجل ووحشي قد وجد ملاذه في معابدكم

 التي تحولت إلى سجون

 لقد سمعت أصوات أبواق التدمير تبلغ الزمن بمكنستها الجارفة لتكنس كل المهملات

كل ما يحرر الإنسان يحولونه إلى قيود

وكل ما يوحده يحولونه إلى سيوف

 وكل ما يحمل الحب من النبع الخالد يحولونه إلى سجون

 يحاولون اجتياز النهر في سفينة مثقوبة

 يا إلهي دمر الدين الزائف

وانقذ الأعمى

ولتهشم

 ولتهشم المعبد الملطخ بالدماء

ودع هزيم الرعد ينفذ إلى سجن الدين الزائف

واحمل إلى هذه الأرض التعسة نور المعرفة

طاغور

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

تعالي لنرسم معا قوس قزح

 

نازلاً كنت : على سلم أحزان الهزيمة

نازلاً .. يمتصني موت بطيء

صارخاً في وجه أحزاني القديمة :

أحرقيني ! أحرقيني .. لأضيء !

لم أكن وحدي ،

ووحدي كنت ، في العتمة وحدي

راكعاً .. أبكي ، أصلي ، أتطهر

جبهتي قطعة شمع فوق زندي

وفمي .. ناي مكسّر ..

كان صدري ردهة ،

كانت ملايين مئه

سجداً في ردهتي ..

كانت عيوناً مطفأه !

واستوى المارق والقديس

في الجرح الجديد

واستوى المارق والقديس

في العار الجديد

واستوى المارق والقديس

يا أرض .. فميدي

واغفري لي ، نازلاً يمتصني الموت البطيء

واغفري لي صرختي للنار في ذل سجودي :

أحرقيني .. أحرقيني لأضيء

 

نازلاً كنت ،

وكان الحزن مرساتي الوحيدة

يوم ناديت من الشط البعيد

يوم ضمدت جبيني بقصيدة

عن مزاميري وأسواق العبيد

من تكونين ؟

أأختاً نسيتها

ليلة الهجرة أمي ، في السرير

ثم باعوها لريح ، حملتها

عبر باب الليل .. للمنفى الكبير ؟

من تكونين ؟

أجيبيني .. أجيبي !

أي أخت ، بين آلاف السبايا

عرفت وجهي ، ونادت : يا حبيبي !

فتلقتها يدايا ؟

أغمضي عينيك من عار الهزيمة

أغمضى عينيك .. وابكي ، واحضنيني

ودعيني أشرب الدمع .. دعيني

يبست حنجرتي ريح الهزيمة

وكأنا منذ عشرين التقينا

وكأنا ما افترقنا

وكأنا ما احترقنا

شبك الحب يديه بيدينا ..

وتحدثنا عن الغربة والسجن الكبير

عن أغانينا لفجر في الزمن

وانحسار الليل عن وجه الوطن

وتحدثنا عن الكوخ الصغير

بين احراج الجبل ..

 

وستأتين بطفلة

ونسميها " طلل "

وستأتيني بدوريّ وفلـّه

وبديوان غزل !

 

قلت لي – أذكر -

من أي قرار

صوتك مشحون حزناً وغضب

قلت يا حبي ، من زحف التتار

وانكسارات العرب !

قلت لي : في أي أرض حجرية

بذرتك الريح من عشرين عام

قلت : في ظل دواليك السبيه

وعلى أنقاض أبراج الحمام !

قلت : في صوتك نار وثنية

قلت : حتى تلد الريح الغمام

جعلوا جرحي دواة ، ولذا 

فأنا أكتب شعري بشظية

وأغني للسلام !

 

وبكينا

مثل طفلين غريبين ، بكينا

الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص ، يبكي ..

والحمام الزاجل العائد في الأقفاص

... يبكي

ارفعي عينيك !

أحزان الهزيمة

غيمه تنثرها هبة الريح

ارفعي عينيك ، فالأم الرحيمة

لم تزل تنجب ، والأفق فسيح

ارفعي عينيك ،

من عشرين عام

وأنا أرسم عينيك ، على جدران سجني

وإذا حال الظلام

بين عيني وعينيك ،

على جدران سجني

يتراءى وجهك المعبود

في وهمي ،

فأبكي .. وأغني

نحن يا غاليتي من واديين

كل واد يتبناه شبح

فتعالي . . لنحيل الشبحين

غيمه يشربها قوس قزح !

 

وسآتيك بطفلة

ونسميها " طلل "

وسآتيك بدوريّ وفلـّه

وبديوان غزل !!

 

سميح القاسم

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

حــــالة حصـــار

 

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،

قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،

نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،

وما يفعل العاطلون عن العمل:

نُرَبِّي الأملْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،

لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:

لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.

أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ

في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا

نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى

بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ

فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا

هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:

لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:

حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.

سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،

وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،

وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ

بين تذكُّرِ أَوَّلها.

ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،

لا وَقْتَ للوقت.

نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:

ننسي الأَلمْ.

الألمْ

هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل

صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.

فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.

لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ

يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ

تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:

نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا

في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،

ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ

أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا

لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:

ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ

وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:

بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ

على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،

وفي هذه اللحظة العابرةْ؟

فتوجعنُي الخاطرةْ

وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،

بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء

بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ

الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ

الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ

حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ

قَيْدَ التَشَابُهِ...

عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا

هو الوحيُ...

أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ

مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي

بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!

يحاصرني في المنام كلامي

كلامي الذي لم أَقُلْهُ،

ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي

السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد

جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ

والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في

شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً

عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة

كما هي، عاديّةً ماكرةْ

رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ

وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ

فليكن

خفيفاً على القلب والخاصرةْ

فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ

من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:

لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،

لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ

وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ

الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ

وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،

إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:

قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،

فيكبر طفلاً معافي،

ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ

تارِيخَ آسيا القديمَ.

وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.

وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).

ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟

صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،

والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟

فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ

وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ

ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ

ولا لاقتصاد الأَلمْ

إنها زائدةْ

كذبابٍ على المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض

تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار

هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ

لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.

اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.

ثم يقولون في سرِّهم:

ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:

لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.

وعَشْرَةُ جرحى.

وعشرون بيتاً.

وخمسون زيتونةً...

بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي

سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي

أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:

الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،

والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،

والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،

وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد

فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ

إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي

فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي

فكُنْ شجراً

مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا

وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي

فكُنْ حجراً

مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا

وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي

فكن قمراً

في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا

هكذا قالت امرأةٌ

لابنها في جنازته

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا

من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا

ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا

أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.

ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.

ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:

علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).

ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد

(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).

ومختلفون علي واجبات النساء

(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).

مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،

مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...

ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلى سجنه:

عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ

كهجاء الوطنْ

مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ

يكفي

لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ

وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

على الروح أَن تترجَّلْ

وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ

إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن

قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم

وكأسَ النبيذِ القديم

لنقطع هذا الطريق معاً

ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:

أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ

فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ

تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ

فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ

و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:

هاتفي لا يرنُّ

ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ

فكيف تيقَّنتِ من أَنني

لم أكن ههنا !

يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:

في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.

لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي

ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.

في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...

إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.

في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ

فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ

يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟

تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي

وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،

أَن الضَجَرْ

صِفَةٌ من صفات البشرْ.

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ

قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء

بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.

قلبي بريء مضيء مليء،

ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،

لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟

هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،

وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟

لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ

هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.

عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...

ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ

تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،

أَو في المداخن، أو في الخيام التي

نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،

والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي

ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ

بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها

رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ

ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ

غيرِ مأهولةٍ،

فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،

ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.

كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها

عدَّلَتْهُ بجرَّافة.

فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،

بيضاءُ من غير سوء ...

إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ.

لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.

ولا أَلعبُ الجولف.

لا أَفهمُ التكنولوجيا،

ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!

أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟

لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،

لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.

أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة

قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً

تحجَّرَ في أَبَدِهْ

في الحصار، يصير المكانُ زماناً

تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ

أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ

لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات

فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،

جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً

ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،

وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى

عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ

علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،

لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ

عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة

إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً

من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.

وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:

كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.

أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.

وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،

وهلالاً على إصبعي،

كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة

القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:

داءِ الأملْ.

وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي

وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي

نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في

ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي

في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:

سلامٌ على شَبَحي.

إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ

بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا

هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ

بالرياضة والسُخْريةْ

وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً

للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ

وشاهدةً من رخام الزمن

فأسبقهم دائماً في الجنازة:

مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ

وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد

وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..

ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،

فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.

والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،

والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون

في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات

التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة

البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟

قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،

فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.

عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.

فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس

يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟

فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ

الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ

الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط

نحو آخرَ مثل الغزالة.

والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا

من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات

تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،

وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.

رام الله ـ يناير 2002

محمود درويش

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انا اسف على الغلط الاملائى ده لكن اصححه ازاى :wub: :wub: :waving: :roseop: :flr1: :wub:

السلام عليكم ورحمة الله

تم تصحيح الاخطاء الاملائية

{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }

رابط هذا التعليق
شارك

متى يعلنون وفاة العرب؟؟

- 1 -

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ

َ العَرَبْ بلاد تُسمّى - مجازا -

تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...

وتشكرُني إن كتبتُ قصيدة حبٍ

وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

ككلّ العصافير فوق الشجرْ...

رسم بلادٍ أحاول

تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

فأفرشَ عباءةَ حبي تحتكِ ، صيفا ،

وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

- 2 -

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

لها برلمانٌ من الياسَمينْ.

وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.

تنامُ حمائمُها فوق رأسي.

وتبكي مآذنُها في عيوني.

بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. أحاول رسم

ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.

العساكرُ فوق جبيني. ولا يتجولُ فيها

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ

وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...

تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...

الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ... فلايذبحون

- 4 -

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...

ولافائدهْ...

فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...

واحدهْ... وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ- رائحةٌ

وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ

ويلتهمون النساءَ بثانية واحدهْ.ٍ

- 5 -

أحاول منذ البداياتِ...

أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...

المُعلّبَ دوما. رفضتُ الكلامَ

رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

- 6 -

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

اللغاتِ كَفَنْ. وبعضُ

وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي

ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...

غُباري. وأنفُضَ عني

وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...

أستقيلْ... أحاول من سلطة الرمْلِ أن

- 8 -

أحاول رسْمَ بلادٍ

تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

سريري بها ثابتٌ

ورأسي بها ثابتٌ

السُفُنْ... لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين

ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.

الوطنْ... ولم يسمحوا لي بتصويروجه

- 9 -

أحاول منذ الطفولةِ

فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ

ِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ... وأسّستُ أولَ فندق

ليستقبلَ العاشقينْ...

القديمةِ... وألغيتُ كل الحروب

بين الرجال...وبين النساءْ...

الحمامْ... وبين الحمامِ...ومَن يذبحون

وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...

فندقي... ولكنهم...أغلقوا

وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...

العربْ... وطُهْر

وإرثِ العربْ...

فيا لَلعجبْ!!

- 10 -

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

أمي أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أحاول

وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...

وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،

العصافير خلف السفنْ. وأركضَ مثل

أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

نُهور العقيقْ... وكيف سأقضي الإجازةَ بين

وبين نُهور اللبنْ...

حُلمي اكتشفتُ هَشاشةَ وحين أفقتُ...

فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...

ولا سمكٌ في مياهِ الفُراتْ...

قهوةٌ في عَدَنْ... ولا

- 11 -

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...

وأزرعَ نخلا...

، يقُصّون شَعْرالنخيل... ولكنهم في بلادي

أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا

المدينة ِيحتقرون الصهيلْ!! ولكنّ أهلَ

- 12 -

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

خارجَ كلِ الطقوسْ...

النصوصْ... وخارج كل

وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ

أحبّكِ... أحاول - سيدتي- أن

في أي منفى ذهبت إليه...

لأشعرَ- حين أضمّكِ يوما لصدري -

بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

- 13 -

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

تحدّث عن أنبياء العربْ.

وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...

فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

من أجل حفنة أرزٍ... وخمسين درهمْ...

فيا للعَجَبْ!!

إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء.. ولم أر

وبين الرُطَبْ...

للعَجَبْ!! فيا

ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...

يأتي... لأيِ رئيسٍ من الغيب

وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...

الذهبْ... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه

فيا للعَجَبْ!!

- 14 -

أنا منذ خمسينَ عاما،

أراقبُ حال العربْ.

وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

عَلْكا وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ

ولا يهضمونْ...

- 15 -

أنا منذ خمسينَ عاما

أحاولُ رسمَ بلادٍ

العربْ تُسمّى - مجازا - بلادَ

رسمتُ بلون الشرايينِ حينا

وحينا رسمت بلون الغضبْ.

الرسمُ، ساءلتُ نفسي: وحين انتهى

إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

يُدْفَنونْ؟ ففي أيِ مقبرةٍ

ومَن سوف يبكي عليهم؟

وليس لديهم بناتٌ...

بَنونْ... وليس لديهم

وليس هنالك حُزْنٌ،

وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16 -

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري

العربْ. قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي

رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...

فتوحْ... رأيتُ فتوحا...ولا من

وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...

التلفزهْ.... فقتلى على شاشة

وجرحى على شاشة التلفزهْ...

التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة

- 17 -

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

نتابع أحداثهُ في المساءْ.

فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

- 18 -

أنا...بعْدَ خمسين عاما

أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

رجالَ المباحثِ رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ

أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

الجُذامِ... ومثل الجَرَبْ... ومثلَ

القديمْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث

ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

نزار قبانى

لندن - 1994

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

توت عنخ آمون

في مصر كنت الملك لك جيش ولك حاميه

ودوله غير دولتك ما تعمل الموميه

و امه غير امتك ما تزرع الباميه

ولما خشوا عليك المقبره يلاقوك

نايم مفتح .. ولكن في بلد عـميه

بيرم التونسى

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين

ها أنت تسترخى أخيراً

فوداعاً ..يا صلاح الدين

يا أيها الطبل البدائى الذى تراقص الموتى

على إيقاعه المجنون

يا قارب الفلّين

للعرب الغرقى الذين شنئتهم سفن القراصنة

وأدركتهم لعنة الفراعنة

وسنة بعد سنة

صارت لهم حطين

تميمة الطفل وأكسير الغد العنين

***

(جبل التوباد حياك الحيا

وسقى الله ثرانا الأجنبى)

***

مرت خيول الترك

مرت خيول الشرك

مرت خيول الملك النسر

مرت خيول التتر الباقين

ونحن -جيلاً بعد جيل - فى ميادين المراهنة

نموت تحت الأحصنة

وأنت فى المذياع ..فى جرائد التهوين

تستوقف الفارين

تخطب فيهم صائحاً : "حطين"

وترتدى العقال تارةً

وترتدى ملابس الفدائيين

وتشرب الشاى مع الجنود

فى المعسكرات الخشنة

وترفع الراية

حتى تسترد المدن المرتهنة

وتطلق النار على جوادك المسكين

حتى سقطت - أيها الزعيم

واغتالتك أيدى الكهنة

***

( وطنى لو شغلت بالخلد عنه

نازعتنى - لمجلس الأمن - نفسى !(

***

نم يا صلاح الدين

نم .. تتدلى فوق قبرك الورود ..كالمظليين!

ونحن ساهرون فى نافذة الحنين

نقشر التفاح بالسكين

ونسأل الله "القروض الحسنة"

فاتحة : ..

آمين

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

سوق العصر

الوحي ده .. ما جانيش من موسكو

ما جانيش من أمريكا

ما جانيش غير من هنا من القلب .

فانا باعتقد إني باحب الوطن

واموت فداء للشعب .

أنا صوتي مني وأنا ابن ناس فقرا

شائت ظروفي إني أكتب واقرا

فباشوف وباغني

والفقرا باعتينني

يا .. ناس .. ياهوه

قبلن ما قول قوله

إتأكدوا انه صوتي ده وصدر مني .

أنا مش عميل حد

أنا شاعر

جاي من ضمير الشعب.

 

خلي الكلام ياخد براحه يا خال

ما تقولش حريه وانا صوتي مش صوتي

وابقى جاوبني لما يفلت سؤال

بدال ما تكرهني وتناور على موتي .

 

خلي الكلام ياخد نفس مرتاح

ويمد دراعاته

والصوت يلعلع تحت هذا الممبر

 

إياني واد مصر وابن اكتوبر الأكبر

اللي واجهت المدفع القاتل

ودمي فوق بحر الرمال شنتر

ومت وانا اقول يا مصر

وعشقت موتي .

 

خلي الكلام ياخد براحه امال

ما تقولش حريه وانا صوتي مش صوتي

 

أنا ما احبش أمريكا

ولا أحب الغرب

وان كان ده في بلدنا تهمة

قبلت انا الإتهام.

أنا اللي شايف أمريكا

طايحة ف شعوب العصر

من حقي اقول : يا مصر

وتقوللي دولة صديقة ؟!

إيه اللي صدقها ..؟

أمال ده مين ده اللي قتلني في السويس وف بورسعيد

أيام ما كانت بورسعيد

بورسعيد ..؟

مين ده اللي كان يقتلني يومي على الكنال .. ؟

والوقت ..

وسٌع يا جدع للرأس مال

يا فقرا بكره تلاقوا شغل :

زبال

وشيال

إفرحوا يا عيال

وزغردوا يا حريم للرأس مال

واغرق يابو اللقمة الحلال

وشد وياك العيال

وموتي ياللي بتحلمي بلقمة وشال

ما هو يا انتو

يا أمريكا.

 

كل الشعوب اللي خرجوا بالوطن

م النار

وأصبحوا أحرار

قالوا احنا أولى والوطن أولى

وخاطبوا أمريكا شعب

يوم حاربوا الدولة

 

أنا عدوي ف إسرائيل

وإسرائيل في أمريكا

وأمريكا في إسرائيل

ودي مش عاوزه دليل.

 

جايين يخلوا الدنيا ليل

جايين يهدوا الحيل

ويخطفوا اللقمة من العياييل.

 

من إمتى شفنا الرأسمال يتفسح .. ؟

من إمتى شفنا الرأسمال إنساني .. ؟

جاي يطمس الأسماء ويمحي الملمح

ويحطنا في السلسلة من تاني

زغروده من قلبك يا ست الدار

وافرح يا حساني.

لو ابن تجار

لو كنت سمسار

لو كنت تعرف تجيب العار يا حساني

كان يبقى شأنك تاني.

 

وما دام ما نعرفشي نكون تجار

ولا أمي دلاله

ولا أبوك سمسار

ولا ليك أراضي ولا عقار

ولا ليك موتور كار

ولا تليفون

ولا أسرار

إيه اللي حيخلينا ننسى أمريكا

صوت الدم .. ؟

مظبوط يا حساني

مظبوط يا ولد العم.

 

ما حناش حكام يابا

إحنا محاكيم غلابه

وما نعرف غير نهلل

لم تهل الديابه.

وساعات بنخاف نقول

ونكتف العقول

لكن ساعات الصمت

يتعدى ع الأصول

يلكزني حساني شهيد أكتوبر

بيد غرقانه دم

وعيون طايلها الهم

يسألني عن موته

ويهزني صوته

يقوللي:

لما انت ما بتكرهش أمريكا

أنا مت ليه .. ؟

واللي قتلني قوللي مين بالظبط . ؟

 

وقاللي حساني :

أكدبك .. ؟ حاشا

بس انت

ما تقولليش عاد الباشا

لإنه عاد من زمان.

وابنه اللي متربي على اليوم ده

رجع من زمان.

طلع وماله المستخبي بان

واستولى ع الشقة وع الدكان

ونظم الطوابير للغلبان

رجع اللي بيدرس أصول الهوان

يعلي صوته في القاعات

وينجعص في صفحة الجورنان.

رجع يدافع عن ماضيه الكبير

في ذل شعبه الفقير.

ودق رجله ف أول الفدان

وطرد أبو القوره

ع الأرض

محنيه .. والبصة مكسورة

وقطع الصورة.

ولما قام الصوات

مد الجوانتي سكت النسوان

 

دلوقت .. عاوز تكون . ؟

عيش الحياة الغلط

عيش المعاني الغلط

وابلعها ما هياش ظلط

تنح

وعدي وفوت.

وامشي ودوس ع العباد

وامشي ودوس ع القوت

واتدارى تحت العبط.

هذا أوان الأونطة

والفهلوه والشنطة

تعرف تقول جود نايت

وتفتح السمسونايت

وتبتسم بالدولار .. ؟

تقفل بيبان الوطن

وتقول بتفتحها . ؟

وترمي مفتاحها . ؟

وتبيع في أمك وأبوك .. ؟

عيش

بن

جبنه .. لواري .. ؟

ملعون أبوها الحواري

أما القرى

فدي في بلد تانية

ومجتمع تاني.

 

وداع يا أرض الوطن

تحت الطوفان الجديد.

يا ضحكة التجار

هيه اللي حتوصلنا لشطوط الأمان

وتصلي بينا العيد.

 

مكتوب ما دام غنيت في يوم النكسة

أغني يوم النصر

وانا

أحب أغني النصر في بلادي

بشرط يبقى النصر نصر الناس

نصر المكن ع الفاس

والعيشة بالإحساس

والطفل والكراس

ورغيف ما يبيعنيش في دكانه

وكرامة تهزم إهانة.

واحس ليا وطن

واحس ليا ناس

وحاجات ما ليهاش حصر.

ساعتها احس بمصر

مصر اللي شالتني صوت

وسقتني

خلقتني

وادتني اسمي وتوبي وسري وملامحي

وعلى حواف النهر غسلتني

وأنبتني لما ملت ف يوم

وصدقتني لما سألتني.

مصر الغلابه اللي بتخلق مصر

وان كان صحيح لعصرنا أصوات

يبقوا الغلابه

هم صوت العصر.

 

مالي ومالها البنوك .. ؟

لا هم كانوا قالو لك

ان الفلوس

بتخر من جيب أخوك .. ؟

ولو أقول الحق أبقى بازايد

ويبقى وحيي من بلد تانيه

وبرضه في الآخر

أطلع انا اللي كنت بأتاجر

مش التاجر.

وانا لا صحيفه ف يدي ولا جورنان

اشرح لشعبي القصة والعنوان.

 

موت يا فقير .

موت يا الفقير لما يبان لك صاحب.

في المعمعة لا قاضي ولا حاجب.

اليوم بيمشي

والزمن يندار.

فين الغنا اللي يلهب الثوار

ويخلق الأحرار . ؟؟

موت يا الفقير

خوض السفر بلا زاد

لا تعلم الأولاد

ولا تخلق الأعياد

ولا تحب العباد

ده كل واحد في حربه

ما عادتش حربنا واحده زي ما كانت ..

لأ حربنا حربين :

حرب الدولار والرغيف

حرب المدن والريف

موت يا الفقير ياللي طعامك جهاد

من إمتى شفنا الضرع ناشف .. وجاد؟

 

ودا .. ع

يا أرض الوطن تحت الطوفان

لإني ناوي اغرق مع الغرقان

لإني ناوي افقر مع الغلبان

وابحث عن الإنسان

في قلمي وف صوتي

وحافضل أقول الحق

حتى ولول ده كان سبب موتي.

 

فانا باحب الوطن

وده وطني

أنا مش غريب

أنا إبن أفقر حي في دروبه

واعرف أودي معاه واجيب

وأفهم الضحكة اللي صوتها نحيب.

ماحناش في زمن الشعب.

ماحناش جسد واحد

ولا احناش لون.

ولا مواجهين ببنادقنا الغلط في الكون.

ولا بندخل صعب

أخطف وفر

بلا شعب بلا غيره

إن كان هو يقر

إحنا نقر.

وإيقي وا .. ضح

زي ابتسامة السر.

 

وما اعرف ان كنت ابص

على العدو ف سينا

ولا

للي خاطف رغيفي في المدن والريف.

وإحنا لسه بنزرع تعلا مدارينا

تشيع الغله

نسفوا السفيف.

واسأل عيون المكن

ع اللي ف عيون الزمن

حتقول:

"أبو كدبه بان

وأبو همه بدري اتركن. "

 

كإنها مش بلدنا

كإنها مش مصر

وكإنها طالعه من اكتوبر

تخش سوق العصر.

 

عبد الرحمن الأبنودي

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

استيقظتُ ليلا

إسـتيقظتُ ليـلا في فراشـي، خـُيل إلي هناك من ينـاديني بإسمي، هناك، من وراء النافذة المعتمة. ضغطتُ وجهـي على زجـاج النـافذة، ولصقتُ عليها أذني، وحدقـتُ ببصـري، وبدأتُ الانتظـار.

لكن، لآ أحـد هنـاك، وراء النافذة، غير الاشجار التي كانت تضج برتابة وغموض، وغير السحب الكثيفة كالدخان، والتي رغم حركتها السريعة، تبدو وكأنها باقية دونما حركة.

لا نجمـة في السماء، لا شعلة ضـوء على الأرض.

ضجر وظلمـة هنـاك، كما هنا، في قلبي.

لكن، فجأة، ثمة صوت شاك إنبعث من البعد، وراح الصوت الشاكي يقترب شيئا فشيئا، وتيضح في صوت بشري، ليمر بي، ثم ليتلاشى.

خـُيل إلي ان الرنين المتلاشي كان يقول: وداعا، وداعا، وداعا. آه، ذلك كان هو الماضي كله، سعادتي كلها، كل ما أحببته وحافظت عليه، يودعني الآن والى الأبد، ودنما رجعــة.

لقـد ودعـتُ حيـاتي التي مـرت بي بشكل خاطف، ورجعتُ لأرقـد في فراشي وكأنني أرقـدُ في قبـر.

آه.. ليتـه كان قبرا.

ايفان تورغينيف

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله .....

كان لى جنينة وانا اللى الورد كان صاحبى

يشوفنى يفرح بى

يفتح كمامه لما يلمحنى

وعمره ما جرحنى.

جنينتى دلوقت تطرح ورد من غير عطر.

ورقها دبلان ونجيلتها من غير جدر

مغمض الورد

مش هوه

ومش وردى

ولاالمكان ده سريرى ولا أهلى

ولا مخلينى أسمع ناس بتندهلى

ولا انتى جنية من بحر اختلى بنجمة

ولا انا ضحكة هلال

ولا انا أحلى حتة عشق فى الموال

ولا أنا ولا انتى

ولا حد تانى

جاوبوا على السؤال

تخضرى فى ايدى ساعات كما حزمة النعناع

تشتعلى زى البحر بالرغبة

بحر التقى بالارض بعد مشقة

كما نسيم بكر لسه اتعلم الطيران

أرمى حمولى فى شط النبع واتمرغ

وارخى حبالى فى وسع الرمل والراحة

طفلين فى سكرة نهر

طيرين فى رحلة غروب

نجمين قتلهم عشق

حبيبين شربوا ونعسوا جنب البير

نباتين فى آخر المواسم

النخلتين اللى بقوا من هجرة الواحة

حصانين عرقوا ف رقصة الساحة

أحب توبى الجديد

وأحب وشى الجديد

أحب لونى وصوتى واسترد الاسم

واخاف عليهم م التراب

واحس ان وشى ملان انسان

بسماحة.

عبد الرحمن الابنودى - مارس 1974

{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }

رابط هذا التعليق
شارك

أحس حيال عينيك

بشىء داخلى يبكى

أحس خطيئه الماضى تعرّت بين كفيك

وعنقودا من التفاح فى عنين خضراوين

أأنسى رحله الاثام فى عنين فردو سين؟

وحتى أين؟

تعذبنى خطيئاتى .. بعيدا عن مواعيدك

وتحرقنى اشتهاءاتى قريبا من عناقيدك!

وفى صدرى

صبىّ أحمر الاظفار والماضى

يخطط فى تراب الروح

وفى أنقاض أنقاضى!

وأنظر نحو عينيك

فترعشنى طهاره حب

وتغرقنى أختلاجه هدب

وألمح-من خلال الموج-وجه الرب

يؤنبنى

على نيران أنفاسى يقلبنى

وأطرق..

والصراع المر فى جوفى يعذبنى !!

..............

أحدق فى خطوط الصيف فى شفتيك:

يعوى داخلى الحرمان

( لهيب أدمى الشوق مصباحان يرتعشان )

وأهرب نحو عينيك

يطالعنى الندى والله والغفرانّ

وأسقط بين نهديك

لتحترق الرؤى

أبدل جلدى الثعبان

وأغرق فيهما بالنار والشك

فتشوى رغبتى شيا

وأغمض عنك عينيا

وأسند رأسى الملفوح فى صدرك

فقد تترمد الافكار فى جمرك

وأحرق جنه المأوى

............

فياذات العيون الخضر

دعى عينيك مغمضتين فوق السر

... لأصبح حر!!!

براءة

أمل دنقل

مقتل القمر

1974

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

صورة

هل أنا كنتُ طِفلاً..

أم انّ الذي كانَ طفلاً سوايْ؟

هذهِ الصوَرُ العائليةُ..

كان أبي جالساً، وأنا واقفٌ.. تتدلّى يداي!

رفسَةٌ من فَرَسْ

تَرَكتْ في جبينيَ شجّاً، وعَلَّمَتِ القلبَ أن يحتَرِس.

أتذكّر..

سالَ دمي

أتذكّر..

ماتَ أبي نازفاً.

أتذكّر..

هذا الطريق إلى قَبْرِه..

أتذكّرُ..

أختي الصغيرةَ ذاتَ الربيعين،

لا أتذكّرُ حتى الطريق إلى قبرِها المنطَمِس.

أوَكان الصبيُّ الصغيرُ أنا؟

أم تُرى كانَ غيري؟

أحدِّقُ..

لكنّ تلكَ الملامحِ ذاتِ العذوبة

لا تنتمي الآنَ لي

والعيون التي تترقرقُ بالطيبةِ

الآنَ لا تنتمي لي.

صِرتُ عنّي غريباً

ولم يتبقَّ من السنوات الغريبةِ

إلا صدى اسمي..

وأسماء من أتذكّرُهم -فجأةً -

بين أعمدةِ النعي،

أولئك الغامضون: رفاقُ صباي

يُقبِلون من الصمتِ وجهاً فوجهاً..

فيجتمعُ الشملُ كلّ صباحٍ،

لكي نأتَنِسْ.

وجه

كان يسكنُ قلبي

وأسكنُ غرفَتَهُ

نتقاسمُ نصفَ السريرِ،

ونصفَ الرغيفِ،

ونصفَ اللفافةِ،

والكُتُبَ المستعارةْ.

هجرَتْهُ حبيبتُهُ في الصباحِ فمزّقَ شريانَهُ في المساء،

ولكنّهُ بعدَ يومين مَزّقَ صورَتَها..

واندَهَشْ.

خاضَ حربينِ بينَ جُنودِ المظلاتِ..

لم يَنخَدِشْ

واستراحَ من الحربِ..

عادَ ليسكُنَ بيتاً جديداً

ويكسبَ قوتاً جديداً

يدخّن علبةَ تبغٍ بكاملها

ويجادل أصحابَهُ حولَ أبخِرَةِ الشاي..

لكنّهُ لا يطيلُ الزيارة.

عندما احتَقَنَتْ لوزَتاهُ، استشارَ الطبيبَ،

وفي غرفةِ العمليات..

لَمْ يصطَحِبْ أحداً غيرَ خُفٍّ..

وأنبوبةً لقياسِ الحرارةْ،

فجأةً مات!

لم يحتَمِلْ قلبُهُ سريانَ المخدّر،

وانسَحَبتْ من على وجهِهِ سنواتُ العذابات،

عادَ كما كانَ طِفلاً..

يشارِكُني في سريري

وفي كِسرةِ الخبزِ، والتبغ،

لكنّهُ لا يشارِكُني .. في المرارة!

وجه

من أقاصي الجنوبِ أتى، عاملاً للبناء

كانَ يصعدُ "سقّالَةً" ويُغنّي لهذا الفضاء

كنتُ أجلِسُ خارجَ مقهى قريب،

وبالأعينِ الشاردةْ..

كنتُ أقرأُ نصفَ الصحيفةِ،

والنصفَ أخفي به وَسَخَ المائدةْ.

لمْ أجِدْ غيرَ عينينِ لا تُبْصِران..

وخيطَ الدماءْ

وانحنيتُ عليه.. أجُسُّ يَدَهْ

قالَ آخرُ: لا فائدةْ.

صارَ نصفُ الصحيفةِ كلَّ الغطاءْ

وأنا.. في العَراء..

مرآة

- هل تريدُ قليلاً من البحر؟

- إنّ الجَنوبيَّ لا يطمئنُّ إلى اثنينِ يا سيدي:

البحر – والمرأةِ الكاذبة.

- سوفَ آتيكَ بالرملِ منه

.. وتلاشى بهِ الظِلُّ شيئاً فشيئاً،

فَلَمْ أسْتَبِنْه.

- هل تريدُ قليلاً من الخمر؟

- إنّ الجنوبيّ يا سيّدي يتهيّب شيئين:

قنّينة الخمر – والآلةَ الحاسبة.

- سوف آتيكَ بالثلجِ منه.

.. وتلاشى بهِ الظِلُّ شيئاً فشيئاً،

فَلَمْ أسْتَبِنْه

بَعدَها لم أجِدْ صاحِبَيّ

لم يعُدْ واحدٌ منهما بشيّ

- هل تريدُ قليلاً من الصبر؟

- لا..

فالجنوبيّ يا سيّدي يشتهي أن يكون الذي لم يَكُنْه

يشتهي أن يلاقي اثنتين:

الحقيقةَ – والأوْجُهَ الغائبَةْ.

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

  ‏أخي جاوز الظالمون المدى 

أخي، جاوز الظالمون ‏الــمـدى          فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ ‏الفـِدا

أنتركهُمْ يغصبونَ ‏العُـــروبـــةَ          مجـــد الأبــــوَّةِ ‏والـســــؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ ‏الســيـوف         يُجيـــبونَ صوتًا لنا أو ‏صـــدىِ

فجــرِّدْ حـــسامَكَ من ‏غـــمــدِهِ         فليس لهُ، بـــعـــدُ، أن ‏يُغــــمـدا

أخي، أيهـــا العربيُّ ‏الأبيُّ أرى        اليوم موعـــدنا لا الــــغــــــــدا

‏أخي، أقبل الشرقُ في ‏أمـــــــةٍ             تردُّ الـضلال وتُحيي ‏الهُـــــدى

أخي، إنّ في القدسِ أختًا ‏لنـا              أعـدَّ لها الذابحون ‏الــمُـدى

‏أخي، إنّ في بغـداد أختًا ‏لنــا              أعـدَّ لها الذابحون ‏الــمُـدى

صبرنا على غدْرِهم ‏قادرينــا                و كنا لَهُمْ قــدرًا ‏مُــــرصــــــدًا

طلعْنا عليهم طلوع ‏المنــونِ          فطاروا هبـــاءً، وصاروا سُـدى 

 

‏أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغــمــار ‏َ       دمًا قانيًا و لــظى ‏مــــرعـــــــدا

أخي، ظمئتْ للقتال ‏السيـــوفُ       فأوردْ شَباها الدم ‏المُـــصـــعـدا    

‏أخي، إن جرى في ثراها ‏دمي       وشبَّ الضرام بهــا مــــوقـــدا

فـفــتـِّـشْ على مهجـــةٍ ‏حــُرَّة          أبَتْ أن يَمُرَّ عـــليها ‏الـــعِـــــــدا

وَخُــذْ راية الحق من ‏قبضــةٍ         جلاها الوَغَى، و نماها ‏الــــنَّدى

وقبِّل شهـــيدًا على ‏أرضهـــا              دعا باسمها الله و ‏استــشهــدا

فلسطينُ يفدي حِماكِ ‏الشبابُ          وجلّ الفــــدائــي و ‏المُــفتـــدى

العراق يحميكِ منا ‏الصـــدورُ          فـــــإمًا الحياة و إمــا ‏الــــرَّدى

_cR5UZ6MNqQBXwYf.gif

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله ...

يقول أبو الفاتك: الفتى لايكون نشالا ولا مرسالا ولا لكاما ولا مصاصا ولا نفّاضا ولا دلاكا ولا مقورا ولا محلقما ولا مسوغا ولا مبلغا ولا مخضرا ...

زالآن ما تفسير كل هذا الكلام ؟...يقول أبو الفاتك: الفتى لا يكون نشالا ..والنشال هنا ليس هو الذى يسرق وماتعارف عليه الناس.....النشال فى قصد ابى الفاتك هو الذى يتناول من الطعام قبل أن ينضج بل قبل أن تنزل القدر من على النار ويستأثر بالدسم من الطعام دون سواه من رفاقه على المائدة...

أما المرسال فهو واحد من اثنين:..الأول هو الذى وضع فى فمه لقمة أو قطعة من الحلوى او العصيدة أرسلها فى جوفه فى خفة وسرعة يحسد عليها فهو لا ينتظر لها مضغا أو هضما....أما المعنى الثانى لكلمة مرسال فهو الفتى الذى اذا صار فى طريق به أشجار ومعه صاحب له ثم قابله على الطريق غصن يعترض طريقه قبض عليه بيده ليبعده عنه حتى اذا أبعده عنه أرسله من يده فى قوة دون ان يهتم اذا كان سيصطدم بوجه صاحبه أو لا

وأما اللكام فهو الذى يضع فى فمه لقمة ثم قبل أن يمضغها ويبلعها يعاجلها بلقمة أخرى

والمصاص هو الذى يهجم على العظمة فيمص جوفها ويستأثر بما فيها من دسم دون اصحابه

أما النفاض فهو الذى اذا ما فرغ من غسل يديه فى الطشت بعد الاكل ينفض يديه فى وجه أصحابه وهو دليل – لا شك – على قلة ذوق وأدب

أما الدلاك فهو الذى لا يغسل يديه بالماء غسلا جيدا ولكنه يدلك يديه بالمنديل وقد يكون قد أكل دسما ولحما فينتقل كل ذلك للمنديل

والمقور هو الذى يستأثر بالطعام فيقور أوسطه – وهو أجود ما فيه – ثن يترك باقيه لاصحابه

أما المغربل فهو الذى يأخذ وعاء الملح فيغربله على طعامه وحده حتى لا يبق فيه شىء لأى من رفاقه

أما الحلقم فهو الذى يتكلم واللقمة قد بلغت حلقومه أو زوره وهو بذلك يضرب بقواعد احترام المائدة والذوق عرض الحائط

والمسوغ ..هو الذى يكور فى اللقمة ويكبرها حتى تغلق فمه من كبرها وتكاد تكتم على نفسه فيبلعها بالماء

أما المبلعم فهو الذى يأخذ حواف الرغيف ويترك وسطه وهو الذى يغمس البلحة بابهامه فى الزبد والسمن أو اللبن والبيض حتى تخرج محملة بكل ما يمكنها حمله من غموس

والمخضر..هو الذى يدلك يده من بواقى الطعام حتى اذا ما اخضرت يداه من الدسم والشحم دلك بها شفتاه....

وهذا هو تفسير بعض الخصال المذمومة التى قالها ابو الفاتك ..ويمكن لهذه الصفات أن تطلق على شخص واحد يعرف بطفيلى الطعام

وعلى ذكر كلمة طفيلى....فان أصل هذه الكلمة يعود الى رجل بالكوفة كان يسمى طفيلا وكان الرجل مشهورا بحضوره لكل عرس ولكل حفلة تقام أو وليمة تعد...حتى لقبه الناس الطفيلى أو طفيلى الاعراس نظرا لحضوره كل عرس...

وبذلك أصبح لقبه المعروف به ...وبالتالى صار كل من يهتم بالطعام ويحتال لحضور الولائم المكتظة بالطعام يقال له ...طفيلى...

من نوادر البخلاء - للجاحظ

{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 57
      ندي القصبي : العاشق يصـفح.. والمشتاق يقتل! nada “اختر الحب.. الحب! فمن دون حياة الحب العذبة، تمسي الحياة عبئاً ثقيلاً – كما ترى” جلال الدين الرومي. إذا قرأت رواية “قواعد العشق الأربعون” – إليف شافاق، فستأخذك إلى عالم الصوفية والعشق الإلهي، الحب والعشق.. ستكتشف الحب داخلك وتسمح له بالخروج ليرى النور: ” لسنا بحاجة للبحث عن الحب خارج أنفسنا، بل كل ما علينا عمله هو أن نتمكن من إزالة العقبات التي تبعدنا عن الحب في داخلنا”. ستعرف حقيقة أن على عقيدتك أن تجعلك محباً، لا كارها، كما يقول الدراويش،
    • 0
×
×
  • أضف...