اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

جمعية جيل المستقبل تحييكم من جامعة القاهرة


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

رغم معاناة طلبة جامعة القاهرة من ازدحام المدرجات وشكوى الأساتذة من ضيق المكاتب المخصصة لهم إلا أن إدارة الجامعة قررت التخلي عن أحد مبانيها لجمعية "جيل المستقبل" لتمارس فيه نشاطها منذ 15 ديسمبر 2002، وبذلك تصبح الجمعية الأهلية الوحيدة الموجودة داخل أسوار الجامعة، فما الحكمة من تخصيص أحد مباني الجامعة لجمعية أهلية؟ ولماذا هذه الجمعية بالذات التي يُسمح لها بالتواجد داخل الجامعة بينما تُمنع جمعيات أخرى من الوجود؟..

هذه الأسئلة وغيرها الكثير وجهها 75 أستاذ من جامعة القاهرة وأعضاء في جمعية 9 مارس إلى د. نجيب الهلالي - رئيس الجامعة في ذلك الوقت -، فجاءه رده عليهم أن توقيع 75 شخص على الخطاب الموجه إليه يُعتبر مظاهرة، وهو لا يرد على المظاهرات (!!) فأعادوا إرسال الخطاب مرة أخرى بتوقيع اثنين فقط من أعضاء هيئة التدريس هما د.معتزة خاطر أستاذ الكيمياء التحليلية بكلية العلوم، ود. شادية الشيشيني الأستاذ بكلية الهندسة ولكنهم لم يتلقا رداً لتبدأ الجمعية في ممارسة نشاطها داخل الجامعة بناءً على بروتوكول تم توقيعه بينها وبين إدارة الجامعة ينص على ملكية الجامعة لحقوق الملكية الفكرية للكتب والمواد الدراسية وبرامج التدريب التي يتم اعتمادها للمشتركين في برامج تدريب الجمعية.

نفاق سياسي

وحول أسباب اعتراض أساتذة الجامعة على وجود الجمعية داخل الحرم الجامعي يؤكد د. هاني الحسيني مدرس الرياضيات بكلية العلوم وأحد الموقعين على بيان الأساتذة المقدم لرئيس الجامعة السابق إلى أن المبنى الذي تم تخصيصه للجمعية كان مخصصاً لمعهد الدراسات التربوية التابع للجامعة والذي تستأجر له الجامعة الآن فيلا في الدقي آيلة للسقوط وتسدد إيجارها من الميزانية.

ويتساءل إذا كانت الجامعة تمتلك أماكن زائدة عن حاجتها – وهو غير صحيح لأن المدرجات ومكاتب أعضاء هيئة التدريس مزدحمة – فلماذا لا تمنح هذه الأماكن للجمعيات العلمية التي لا تجد مكاناً مثل الجمعية المصرية لعلوم الكيمياء التحليلية، ولماذا يتم استثناء جمعية (جيل المستقبل) ومنحها مبنى كامل في الوقت الذي تعاني فيه مراكز علمية مهمة داخل الجامعة من التكدس والازدحام ؟!

ويصف د. الحسيني تخصيص المبنى للجمعية دون غيرها من الجمعيات بأنه جزء من النفاق السياسي الذي تورطت فيه إدارة الجامعة مؤخراً بأعمال مثل منح كمال الشاذلي درع الجامعة رغم أنه لم يقدم خدمات للتعليم أو البحث العلمي، وترشيح مجلس الجامعة دكتور أحمد فتحي سرور لجائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية في مقابل عدم ترشيحها د. عطية عاشور أستاذ الرياضيات رغم أن كلية العلوم طلبت ترشيحه، ويضيف إذا كانت إدارة الجامعة تريد أن تنافق النظام فعليها أن تنافق من جيبها وليس من موارد الجامعة.

وحول السبب في عدم تقديم الأساتذة اعتراضا جديداً على هذا التجاوز إلى د. علي عبد الرحمن رئيس الجامعة الحالي أشار د. الحسيني إلى أن د. علي عبد الرحمن كان أحد أعضاء مجلس الجامعة الذي وافق على منح الجمعية المبنى، وبالتالي لن يتراجع عما فعله د. نجيب الهلالي.

وتتفق د. معتزة خاطر أستاذ الكيمياء التحليلية بعلوم القاهرة مع رؤية الحسيني في الجانب الخاص بالنفاق السياسي الذي تمارسه إدارة الجامعة ، وترى أنه مادام يرأس الجمعية جمال مبارك فإن الصبغة السياسية موجودة شئنا أم أبينا ، والدليل على ذلك أنه لم يُسمح لأي جمعية أخرى بمكان داخل الجامعة حتى الجمعيات الأهلية لا يُسمح لها بالدخول إلا في ظروف مشددة.

مغالطات تبريريه

ويبرر د. نجيب الهلالي رئيس جامعة القاهرة السابق تخصيص المبنى للجمعية بأن الجامعة عقدت بروتوكول تعاون مع الجمعية لتزويد الشباب حديثي التخرج بالمهارات اللازمة لسوق العمل من حاسب ألي ولغة إنجليزية ومهارات عرض في مقابل استغلال الجمعية للمبنى فإن الجامعة تتقاضى 200 جنيه عن كل طالب تدربه الجمعية وتغطي الجمعية تكلفة التدريب بمنح من المعونة الأمريكية ومؤسسة فورد، وعن مدى شرعية وجود جمعية أهلية داخل أسوار الجامعة يقول أن الجمعية يتم معاملتها كوحدة ذات طابع خاص.

وهو ما يعترض عليه د. مصطفى كامل السيد أستاذ الاقتصاد بالجامعة مؤكداً أن الوحدات ذات الطابع الخاص مثل مركز دراسات الدول النامية الذي كان يديره يتبع الجامعة ويرأسه عميد الكلية ويديره أستاذاً جامعياً أما ( جيل المستقبل ) فهي جمعية أهلية مستقلة إدارياً عن الجامعة ، وبالتالي قرار مساواة الجمعية بالوحدات ذات الطابع الخاص ينطوي على مغالطة كبيرة، ويُعتبر تحايلاً على قانون الجامعة.

ويتساءل لماذا تم منح الجمعية 4 طوابق ( 52 غرفة ) بالمبنى ، بينما تم رفض منح مركز دراسات وبحوث الدول النامية التابع للجامعة غرفة واحدة في المبنى رغم طلبنا ذلك لحل مشكلة الازدحام التي يعاني منها المركز حيث يعمل 13 باحثاً في غرفة واحدة ( ؟!! ) .

وإذا كان رئيس الجامعة السابق لا يستطيع الدفاع عن قرار تخصيص المبنى للجمعية إلا " بمغالطة كبيرة " فإن رد د. علي عبد الرحمن ينفي تخصيص المبنى للجمعية من أساسه وأكد أنه إجراء غير قانوني ( ؟!! ) ، وفي تبريره لوجود يافطة الجمعية على المبنى يقول " مش مشكلة مثلاً لو عملت قاعة إطلاع بخمسة ملايين جنية وضعت عليها يافطة الشرقية للدخان ممكن الناس تقول لي إنت حاطط يافطة شركة سجاير لكني سأرد عليهم مش مهم ، المهم أنني أسست قاعة إطلاع بخمسة ملايين جنيه " .

ورغم أننا نعترض على الطريقة الميكافيللية التي يفكر بها أستاذ الجامعة إلا أنه حتى بهذا المنطق الأمر يختلف فما فعلته إدارة الجامعة ليس مجرد وضع يافطة ( جيل المستقبل ) كإعلان مثلاً وإنما تخصيص مبنى للجمعية ووضعه تحت تصرفها .

ويشير د. عبد الرحمن أن سبب وضع يافطة جيل المستقبل أن هناك عقداً ثلاثياً بين الجمعية والجامعة ومؤسسة فورد لتدريب الخريجين وإعادة تأهيلهم لملائمة سوق العمل ، وبمقتضى هذا العقد ، وقيمته 400 ألف دولار تقوم الجمعية بترشيح الخريجين لدورة إكساب المهارات الأساسية مؤكداً أن الذي يقوم بالتدريب ووضع المقررات هم أساتذة جامعة القاهرة .

ورغم الاختلاف الواضح بين تفسير كل من رئيس الجامعة الحالي والسابق لدور الجمعية وما تقوم به إلا أن أحداً لم يستطع الدفاع عن تخصيص مبنى للجمعية ، وعلى النقيض مما يذكره د. علي عبد الرحمن يقول الكتاب التذكاري الذي أصدرته الجامعة بمناسبة عيد العلم عن بروتوكول التعاون بين جمعية ( جيل المستقبل ) وجامعة القاهرة أن الجهتين اتفقتا على تقديم برنامج ( اكتساب المهارات الأساسية ) من خلال شركة التدريب المعتمدة من الجمعية أي أن من يقوم بالتدريب ليس أساتذة الجامعة وإنما شركة تدريب تتعاقد معها الجمعية وتقوم الجمعية بتوفير الأجهزة والمهمات وتسلم كأمانة للجامعة وفي المقابل تقوم جامعة القاهرة بتوفير المكان اللازم لتنفيذ البرنامج طبقاً للمواصفات التي تحددها الجمعية .

تضع الجمعية شروطاً لقبول المتقدمين منها اجتياز المقابلة الشخصية واختبار تحديد مستوى اللغة الإنجليزية وألا يزيد سن المتقدم على 26 سنة أما أغرب الشروط فهو أن يكون مصرياً وغير مزدوج الجنسية (!!) ، وينص البروتوكول على ملكية الجمعية ومقدم خدمة التدريب لحقوق الملكية الفكرية للكتب والمواد الدراسية المستخدمة في البرنامج وهو ما يتناقض مع تأكيدات د. علي عبد الرحمن بأن المادة الدراسية وضعها ويقوم بتدريسها أساتذة الجامعة ، ويدفع المتقدم 235 جنيهاً عند قبوله في الدورة ولا يُرد المبلغ حتى لو لم يحضر الطالب الدورة .

الجامعة عاجزة عن إعداد جيل المستقبل !

الطريف أن الهدف من البروتوكول هو تزويد الشباب حديثي التخرج بالمهارات اللازمة للدخول في سوق العمل وهو ما يجعلنا نتساءل هل الجامعة عاجزة عن تزويد خريجيها بالمهارات اللازمة لسوق العمل ؟!! ، هل من المعقول أن الجامعة لا تملك الكوادر البشرية من الأساتذة والمتخصصين لتدريب الشباب حتى تستعين الجمعية بشركة تدريب ؟!

وإذا كانت الجامعة لم تنجح في تأهيل طلابها خلال سنوات الدراسة والتي تتراوح من 4 – 6 سنوات حسب التخصص فهل يتم ذلك في دورة مدتها 3 شهور ؟! ، وتعلق د. معتزة خاطر أستاذ الكيمياء التحليلية على ذلك بأن لوائح كل الكليات تنص على تدريس اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي فضلاً عن نشاط المركز العلمي للحاسبات والذي تلقيت فيه تدريبي على علوم الحاسب منذ 25 سنة عندما كان يعمل بلغة البيزيك والفورتران (!!)

المثير أن تواجد جمعية ( جيل المستقبل ) لم يعد قاصراً على المبنى الذي شغلته بمقتضى البروتوكول مع الجامعة وإنما أصبح لها دور الشراكة في مشروع ( الطرق المؤدية إلى التعليم العالي ) الذي تموله مؤسسة فورد ويديره مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث في العلوم الهندسية لكلية الهندسة وبمقتضى هذا المشروع قامت الجمعية بتدريب 1600 خريج على برنامج إكساب المهارات الأساسية مقابل مشاركة الجامعة في تحمل جزء من نفقاته - تسددها من منحة فورد - ومن المتوقع تعميم المشروع في باقي الجامعات المصرية .

الطريق للحزب الوطني

تستغل الجمعية وجودها داخل الجامعة للدعاية للحزب الوطني الذي يرأس لجنة سياساته رئيس الجمعية السيد جمال مبارك ، فمثلاً في الاحتفال الذي أقامته الجامعة بمناسبة توقيع بروتوكول التعاون مع جمعية ( جيل المستقبل ) " دعا جمال مبارك الشباب للانضمام إلى عضوية الحزب الوطني عن قناعه ليصبحوا أعضاء فاعلين ومؤمنين بأهداف الحزب ".

وهو ما يخالف قانون تأسيس الجمعيات والذي يمنعها من ممارسة أي نشاط سياسي أو الدعوة لحزب من الأحزاب ، وأضاف جمال مبارك وفقاً للتغطية الإخبارية التي نشرتها مجلة الجامعة والمجتمع الصادرة عن مجلس شؤون خدمة المجتمع بالجامعة " إن الحزب الوطني يسعى بعد المؤتمر العام إلى التواصل والحوار مع الشباب في إطار المبادئ الأساسية والفكر الجديد لتوجيه الرؤية للمستقبل "، وتقيم الجمعية حفلاً عقب تخريج كل دفعة – كل 3 شهور – يحضرها جمال مبارك وعدد من الوزراء ليعاد نفس الكلام عن الحزب الوطني وأهدافه وتواصله مع الشباب!!.

وفضلاً عن هذه اللقاءات فإن خريج برنامج اكتساب المهارات الأساسية يصبح عضواً في رابطة خريجي جمعية جيل المستقبل التي تهدف إلى رفع درجة الوعي العام بالجوانب السياسية من خلال الندوات والملتقيات وهو نشاط يمكن أن نعتبره سياسياً خاصةً إذا عرفنا أن شروط العضوية أن يكون المتقدم مصرياً ومتمتعاً بحقوقه السياسية والمدنية وبالغ من العمر 21 عاماً ، وبالطبع أن يكون خريج أحد برامج جمعية جيل المستقبل.

http://masr.20at.com/article.php?sid=961

هذه الواقعة نهديها لمن لا يزال يشك في أن الحزب الوطني يستغل موارد الدولة لحسابه ، ويحلل لنفسه ما يحرم لغيره..

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...