اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السلبيات الفكرية للإقامة في الغرب


Recommended Posts

من خلال تجربتي الشخصية في الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي سبع سنوات ، تأثرت فكريًا ، رغمًا عني ، بتلك الإقامة . و نتيجة لذلك ، رسخ في ذهني ، أو قل "اعتقادي" ، أفكارٌ و ثقافات مختلفة ، بعضها سلبيّ و بعضها إيجابيّ . أسرد هنا ما أتذكره من سلبيات فكرية ناتجة عن الإقامة في الولايات المتحدة ، أو في الغرب عمومًا ، حسبما أرى . أراها سلبيات وفقًا لمقياس الإسلام و مقياس عاداتنا المصرية ، و كلما كانت الإقامة هناك أطول ، كلما تفاقمت تلك السلبيات و تسربت أكثر إلى ثقافة المقيم لتصير تدريجيا جزءً من نسيج فكره . لم أكتشف إصابتي ببعض تلك السلبيات و علوقها بيّ إلا بعد عودتي و إقامتي في مصر لفترة ما ، و مازلت أحاول التعافي منها . قد نختلف أو نتفق حول تلك النقاط ، لكني أراها سلبيات قد أحتاج نوعًا من "غسيل" المخ للتخلص مما أصابني منها . "غسيل" تلك بمعنى "تنظيف" لما علق به من أفكار أراها خاطئة أو لا تصلح في مجتمعنا المسلم . و ربما تتكفل الإقامة في بلد إسلاميّ بهذا "الغسيل" . علّها تكون تجربة مفيدة للأخوة المسافرين أو من ينوون السفر .

  1. الاعتقاد في الأسباب
    فقد بُنيت الحضارة الغربية عمومًا على الإيمان المطلق بالأسباب و الاعتقاد فيها كل الاعتقاد . فلا مجال للحديث عن إيمان بإرادة الله عز و جل و أنها النافذة مهما أخذ المرء من أسباب . أو أن الأخذ بالأسباب يكون في النهاية من أجل هدف أسمى هو تنفيذ أوامر الله عز و جل . و قد يكون هذا الاعتماد على الأسباب نتيجة طبيعية لما يؤمن به الغرب و نشأ و تربى عليه من
  2. الحسابات العقلية
    و هو ما يميز العلمانية عمومًا . إذ لا تفكير في إيمان أو شرع أو حلال و حرام . مقياس الشرعية هو القانون الوضعي فقط . كذلك المنطق مصدر أساسي في معايير الصواب و الخطأ . فالعقل هو المرجعية الوحيدة للصواب و الخطأ . و هم كذلك يعتقدون أن
  3. الاستمتاع هو الهدف من الحياة
    و تلك عقيدة الكثير جدًا في الغرب ، و خصوصًا الشباب . و ترتبط كثيرًا بالإيمان بالثواب و العقاب في الآخرة من الله عز و جل . إذ يؤمن الكثير من الغرب بأنهم داخلو الجنة لا محالة ، و أن تلك الحياة هدفها المتعة فقط . و المتعة "حلال" طالما كانت في حدود القانون . و نشأ عن ذلك
  4. الاستهانة بالمقدسات
    فلا خطوط حمراء على الإطلاق . ربما يرى البعض من دعاة الحرية عدم وجوب وجود خطوط حمراء . لكني أرى غير ذلك . تلحظ ذلك في كل وسائل الإعلام و في المحيطين بك . فكل شئ من الممكن الاستهزاء به ، حتى لو كان من دينهم نفسه و من مقدسات هذا الدين . و رغم ذلك تجد عندهم
  5. الاعتقاد بأنّ كلاً على حق
    أي أن كل الأديان على حق ، و كلهم صحيح . و تلك من أخطر ما يواجه الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين إلى الغرب . و هو ما يخالف الأسس الصحيحة للعقيدة الإسلامية . يقول سبحانه و تعالى : "إن الدين عند الله الإسلام" [آل عمران 19] ويقول : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" [المائدة 3] ويقول : "ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" [آل عمران 85] . و من أخطر مشاكل الجيل الثاني كذلك
  6. الانتماء
    فقد يحار المسلم المولود في أمريكا ، كيف يكون ولاؤه للإسلام ، و في نفس الوقت ولاؤه و انتماؤه لبلده أمريكا التي تحارب إخوانه المسلمين في افغانستان و العراق مثلاً ؟ هي معضلة صعبة . فهو قطعًا يحب بلده التي نشأ و تربى و عاش بها ، لكن في نفس الوقت عليه كمسلم أن يتولى المسلمين و أن يعادي من يعاديهم . كذلك ينشأ عن الطول النسبي للإقامة في الغرب
  7. ارتفاع مستوى المنكًر من المعصية
    عند حد معين من المعصية ، تشمئز و تغضب و تتضايق . قد يكون هذا الحد عند البعض رؤية حادث سرقة ، أو سماعه عن حادث اغتصاب . بسبب الإقامة الطويلة نسبيا في بلاد الغرب ، يرتفع هذا الحد . فلا تجد نفسك تغضب إذا شاهدت من يشرب الخمر مثلاً . و هو كما عرّفه الداعية وجدي غنيم أنه: "إلف المعصية" ، أي عدم إنكارها لشيوعها حولك في كل مكان ، و من ثم اعتيادك عليها . و قد يدفع لذلك
  8. الخصوصية
    تصطدم ثقافة الخصوصية (Privacy) بمبدأ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام . و تتسرب هذه الثقافة للمقيم المسلم في بلاد الغرب شيئًا فشيئًا ، حتى يتأصل فيه تدريجيًا عدم الأمر بمعروف أو النهي عن منكر ، فهو في النهاية يعيش في مجتمع غير مسلم . فكيف يأمر و ينهى غير مسلمين بما في الإسلام ؟ و نظرًا لكونهم غير مسلمين ، قد يتسرب للمقيم
  9. عدم العمل في سبيل الله أو إنكار الذات
    على الرغم من وجود ثقافة العمل التطوعي في الغرب ، إلا أن مفهوم العمل في سبيل الله يتضاءل . و السبب هو أن فلسفة العمل التطوعي لا تقوم على إيمان بالله أو البحث عن الثواب و الأجر منه عز و جل . لكنها تقوم على فكرة خدمة المجتمع بدون مقابل ، فقط لأنه مجتمعك ، أو فقط لأن لديك وقت فراغ . و تلك على ما فيها من نُبل ، لكنها عند المسلم ينبغي أن تنبع من إحتساب أجر عند الله سبحانه و تعالى . كذلك توجد عدة
  10. ثقافات أخرى
    مثل عدم توقير واحترام الكبير لسنه ، و فقدان الحميمية و جفاف العلاقات الاجتماعية ، و عدم إلقاء السلام .

و ربما أتذكر المزيد إن شاء الله ...

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

أخي العزيز shawshank

حمداً لله على سلامة وصولك

عوداً حميداً و نورت المنتدى بوجودك بين احبابك

أما عن سلبيات الاقامة في الغرب فهي موجودة ولا يمكن انكارها

واما عن ايجابيات السفر والاحتكاك بثقافات و شعوب اخرى

فهي ايضا موجودة و لاننكرها

ولعل اهم تلك الايجابيات .. ان نعرف قيمة ونعمة ديننا الحنيف .. الاسلام

وندرك أن القوم تقدموا بكثير من العمل والجهد والتخطيط و النظام ..

وقليل من الخطب السياسية الرنانة

التي تغرق فيها شعوبنا منذ عقود بل قرون ..

ومن ناحية اخرى

اعتقد ان اهم سلبيات الاقامة في الغرب

فقدان ثقافة هامة .. بل اعتقد انها العمود الفقري للمجتمع المسلم السليم والمتعافي

وهي ثقافة انكار المنكر

فهناك

لايوجد انكار لأي منكر

وكأن الكل قد فقد المروءة و تقبل المنكر وكأنه وجهة نظر

في الغرب ..

قلت صدق الله ورسوله .. مئات المرات .. من كثرة ما شاهدته من اخبار القرآن الكريم ومن احاديث نبينا الهادي

صلوات ربي وسلامه عليه .. شاهدته حقائق ماثلة للعيان .. لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد

وكلما ادرت رأسي تجاه بلدي و الى الشرق عموما .. ازداد عجبي ..

كيف سوغت لنا عقولنا البليدة

ان نستورد من هؤلاء منتوجهم الفكري المتهالك من نظريات تربوية واجتماعية فاسدة

ولم نستورد منهم منظومة إدارة أو منهج للرياضة والتدريب أو نظام صيانة أو أصول صناعة او حرفة

لماذا لم نقتبس منهم إلا السلبيات ؟!

هل تحولنا الى مدمني شاي بنشارة الخشب !!!

مفيش كباية شاي بضمير ؟!

مفيش ناس تخاف ربنا .. في الصناعة وفي التجارة وفي التربية وفي التعليم وفي الصحة وفي كل شيء ؟!!

مرة تانية

نحمد الله على سلامتك يا اخي الحبيب

1.png
رابط هذا التعليق
شارك

من فترة ووانا عندي صراع داخلي من الجزئية دي وصراحه لما تواتني جراءة الحديث عنه هنا لعلمي بأن عدد ليس باليسير من المقمين باروبا وامريكا..... يعني كنت بسأل نفسي أو ألح على السؤال لما ظهرت لى فرصه للسفر لأوربا

هل العيش هناك أفضل أم البقاء هنا في الخليج ؟؟

طبعا مقارنة أوربا بالحياه هنا نحن موتى !!

والسبب بدون شك في سوء المعاملة في المقام الأول

ثانيا عدم وجود ما يسمي بحقوق الانسان ولا حقوق الحمير حتى

عدم توفر سبل الحياه المدنية الحديثة بشكلها الاوربي

المستوى المادي اقل بمراحل هنا

الحرية في التعبير لا وجود لها هنا

الإنسانيه فأول ما تحس بها هنا انك لست إنسان

ولكن عندما كنت أقارن من الزاوية الدينية فأجد ان ركعة واحدة في الحرم تساوي الكثير وكذلك بعض من النقاط اللى اثارها عمنا shawshank كثيرا ما دارت في رأسي

طبعا موضوعك ياعمنا shawshank

فعلا جميل وقد أيه افكاره واضحه

تسلم ايدك

أنا لا أكتب الأشـــعار فالأشعـــــــــار تكتبني

أريد الصمت كي أحيا ولكن الذي ألقاه ُينطقني

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع مهم دون شك يا شاوشانك ... و ان كنت - واسمح لى- أخالفك فى بعض الآراء ... سأذكر بعضها تفسيرا

فى مسألة الاعتقاد فى الأسباب ... دعنا نتذكر بشىء من الايجاز ما الذى أدى الى تمسك الغرب الشديد بهذه المسألة و عدم اكتراثنا نحن بها ... المسألة يا عزيزى لها علاقة بشكل الكنيسة و سيطرتها فى عصور الظلام و ما قبل القرن الرابع عشر ... حين كان على الكنيسة أن تفسر كل ما يحدث دون الأخذ بأى منطق ... وقد كقروا جاليليو و كفروا كوبرنيكوس حينما تحدثوا عن شكل الكون .. فكان يجب أن يتم الفصل حتى يتم النهضة ثم التنوير و حتى يوجد العقلانيون ... لا تنس أنه فى هذا الوقت كانت الكنيسة فى أوروبا قد اعتادت أن تلصق بالمسيحية أشياءا ليست فيها .. وكمثال موضوع أن المطبعة هى أداة من أدوات الشيطان ... و موضوع حرق الساحرات و ما الى ذلك . أما و الاسلام جاء منطقيا منذ اللحظة الأولى فهو يأمرنا منذ اللحظة الأولى بالأخذ بالأسباب و اعمال العقل ... و أنا أرى أنه فى التصديق فى القدر (خيره و شره) أخذا بالأسباب و اعمالا للعقل و المنطق و ليس تسليما أجوفا

أما مسألة ارتفاع خد المنكر من المعصية .. فالمسألة نسبية من وجهة نظرى ... فكلا البديلين بهما من أساليب المعيشة الخاطئة ما يجعلك من الممكن أن تستمرىء معصية ما و لا تأبه أو تكترث بها و من ثم تعتادها ... و السبب فى هذا هو العادات و التقاليد ... كنت دوما أعتبر أن المسلم فى الغرب هو المسلم الذى لا يحمل موروثات كى يلصقها لصقا بالدين كما يفعل الكثير من مسلمى الشرق ... و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا و متعددة .. مثلا فى السعودية .. ستجد أشياءا لا تمت للاسلام بصلة .. بل ربما كانت عادات بدوية ملصقة لصقا بالاسلام .. كرداء المرأة الأسود مثلا ... أليست معصية أن نفرض على النساء لونا بعينه و نقول أن هذه أوامر الدين ؟؟؟ لا تنس أنه فى فترة تفشى الجماعات الاسلامية فى مصر كانوا يتخذون من رداء البشتو الباكستانى (الثوب القصير و السروال من تحته و العمامة) مظهرا اسلاميا بل ان الكثيرين ممن لم يقرأوا كانوا يعتقدون أن هذا من السنة ... أليست معصية عدم احترام الانسان و حقوقه و النظرة المتعالية التى ينظرون بها أحيانا الى الهندى أو الباكستانى و ما الى ذلك ... أليس التعالى الأخرق معصية .... أليس الغرور معصية ... تراه كل يوم فتعتاده و من ثم تستمرؤه ... اذا كنت فى مصر و رأيت رجلا يضرب زوجته ... فعل كهذا قد يعد جريمة فى الغرب ... اما عندنا فهو (يؤدبها) أليس لهذا علاقة بالعادات و التقاليد .. و من ثم فانك فى أى مجتمع ستعتاد عاداته و تقاليده ... لكنك لن تتبعها لأن دينك ينهاك عن هذا ...

المساوئ التى ذكرتها يا عزيزى ربما كانت صحيحة ... و موجودة ... لكننى أرى أن البديل أيضا يحمل من المساوىء أضعافا مضاعفة ... من امتهان لحقوق الانسان و جهل و تخلف و عصبية و قبلية و حياة شاذة غريبة منزوع منها الانسانية و كلها مساوىء من العيار الثقيل

ورأى أن المسألة تعتمد اعتمادا أساسيا على الشخص ذاته ... فهناك من سيقدر على أن يمنع نفسه من شرب الخمر مثلا ... لكنه لا يستطيع ألا يستغنى عن آدميته و انسانيته و قد رأيت هذا الطراز ... و هناك من كان يعيش فى الغرب بذات الانعزالية و (اللايف ستايل) الذى سيعيشه فى دول الخليج مثلا ... لكنه فى الغرب كان مستهجنا .. أما فى الخليج فالكل يحيا هكذا ... و بالتالى هذا أنسب له ... و قد رأيت هذا النموذج أيضا .. كما ترى ... المسألة - من وجهة نظرى - نسبية

أرجو أن تتقبل اعجابى بموضوعك .... و بطريقتك المميزة فى الطرح .. و أرجو أن تتقبل اختلافى

مهيب

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

موضوع جميل جداً أحييك عليه يا أستاذ shawshank

ولكن عندى سؤال خطر على بالى عندما ذكرت الداعية وجدى غنيم وهو على حد علمى مقيم فى أمريكا الآن, والسؤال هو: هل تؤثر تلك السلبيات على الإنسان لمجرد الإقامة فقط لمدة طويلة هناك؟ أم أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر مثل مستوى الثقافة الدينية؟

يعنى هل احتمال تأثر واحد مثل الأستاذ وجدى غنيم بعلمه -نحسبه على خير ولا نزكى أحداً على الله- مثل إحتمال تأثر واحد عادى ليس لديه نفس مستوى العلم الدينى؟

بدون مبالغة، اللي ناقص عشان نفهم، إن المشير يطلع في بيان على الهوا وفي ايده السلاح ويقول: أيوة يا شعب احنا الطرف التالت، واحنا اللي ورا موقعة الجمل وماسبيرو والعباسية (1) والسفارة الإسرائيلية ومسرح البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد والعباسية (2)، عايزين حاجة يا شعب؟

shawshank

رابط هذا التعليق
شارك

أخي العزيز الحبيب هادي

الله بسلمك ، أخيرا عدنا إلى قواعدنا :)

الحمد لله بدأت أتأقلم ...

المنتدى منور بأهله من أمثال حضرتك .

أما بالنسبة للموضوع ، فأنا سعيد جدًا بمشاركة حضرتك و مشاركة بقية الأعضاء .

إذن ، فنحن متفقون على وجود سلبيات للإقامة في الغرب ... و كما ألمحت يا هادي ، و ألمح كذلك لخبطة و مهيب ، فإن لتلك الإقامة بالقطع إيجابيات كثيرة . بل إن بعض تلك السلبيات التي ذكرتها ربما تحمل وجهًا ايجابيًا ، كالخصوصية مثلاً . لكني حاولت في هذا الموضوع التركيز على السلبيات الفكرية فقط . و من الممكن طبعًا فتح موضوع مواز عن الإيجابيات ، ثم ضم الموضوعين للمقارنة و الخروج بنتيجة تفصيلية ... لكني أرى أن منع السلبيات ، خصوصًا إن كانت على درجة عالية نسبيًا من الخطورة ، أولى من الانتفاع بالإيجابيات . لذلك دائمًا أنظر أولاً للسلبيات . ثم بعدها نتحدث على الإيجابيات .

أشكرك جدًا على تفاعلك السريع مع الموضوع .

الأخ العزيز لخبطة

ربنا يكرمك و أشكر لك ردك و تفاعلك ...

ما ذكرت من سلبيات في بلادنا تجد ببساطة نقيضه في الغرب ، أي إيجابيات . و من الممكن نشترك في موضوع جديد عن تلك الإيجابيات ، و هناك موضوع بعنوان "نظرات إيجابية في الاغتراب" فتحه من قبل أخونا الرافعي .

الأخ الغالي مهيب

في نظري فوائد الاختلاف أكثر بكثير من فوائد الاتفاق ... إذ تفتح لي محاور جديدة لم أكن أراها . فلا تقلق و اختلف كيفما شئت B)

إن التفاعل هو ما يعطي قيمة للحوار ، و هو ما يفيد و يساعد في تبادل الأفكار و فتح أبعاد متنوعة للموضوع ، لأن كاتب الموضوع ، أي موضوع ، لا أعتقد بإمكانه الإحاطة بكل أبعاد موضوعه . فكل ما يثري النقاش و الحوار يكون من القيمة بحيث لا يقدر بثمن . فأشكرك و أشكر كل الأخوة المشاركين .

أما عن الاعتقاد في الأسباب ، فهو أمر قلبي بحت لا يرتبط بعمل ، لأنه "اعتقاد" ، و الاعتقاد مكانه القلب . فمن آمن بالله و من اعتقد في الأسباب ، كلاهما يفعل نفس الفعل . لكن المؤمن يعمل العمل و يأخذ في الأسباب ، و يؤمن بأن ما يحدث من نتائج ليست بيد الأسباب ، لكن بيد الله عز و جل . قال الله عز و جل : "و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى" . فهل رمى رسول الله صلى الله عليه و سلم الكفار يوم بدر بالتراب أو الحصى ؟ نعم رمى . لكن هل رميته تلك تكفي للنصر بالحسابات العقلية أو بحسابات الأسباب ؟ بالتأكيد لا . و مثله حثو رسول الله صلى الله عليه و سلم للتراب في وجوه الكفار يوم الهجرة . فهذا ما قصدت بالاعتقاد في الأسباب .

و أما ارتفاع الحد المنكَر من المعصية ، فقد قصدت به فقط إنكار المعصية ، و ليس الوقوع فيها . و هذا الإنكار كما تفضلت و قلت نسبي . و قد عرضته من خلال تجربتي أنا الشخصية . لكن عمومًا أرى أن حدود ما ينكره المرء من معصية في الغرب أعلى من تلك في بلاده المسلمة ، بصرف النظر عن التزامه الإسلامي في بلاده . بمعنى أن إنكارك لمعصية ، كشرب الخمر مثلاً ، في بلادك المسلمة يكون أشد من إنكارها في الغرب بسبب التعود على رؤية ذلك , و ليس اقترافه . و بالتدريج يتدنى هذا الإنكار ، فتجد نفسك لا تنكر ما كنت تنكره من قبل ، و هكذا .

أشكرك مرة أخرى على مرورك و على قراءتك و على مشاركتك .

الأخ العزيز محمد عبد العزيز

أولا ، وجدي غنيم ترك أمريكا من حوالي سنة أو أكثر . و أعتقد أنه يقيم في قطر الآن .

ثانيا ، كلام حضرتك فتح بُعدًا لم أتناوله في الموضوع ، و هو الخلفية الإسلامية للمقيم في بلاد الغرب . أو قل التزامه قبل السفر . و بالتأكيد هذا عامل مهم في مدى تأثره بالإقامة هناك . فهو أمر نسبي كما ذكر الأخ مهيب . لكني أعتقد أن هناك تأثر في جيمع الأحوال ، خصوصًا مع طول الإقامة هناك ، و بالسلب طبقًا لما أسلفت في الموضوع . إلى أي نقطة سينزلق المقيم ؟ لا أدري .

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

من أخطر المعضلات فى رأئى

للاقامه ف الغرب هى .. الجيل الثالث

سؤال

لو قدرت تحوط على ولادك .. بالعافيه

و نجحت ..... و لو نسبيا

إنك تربيهم على الحفاظ على الدين

هل تتخيل التنشئه اللى سوف يحرص عليها الاولاد .. لاولادهم

هل فى اى حد منا عنده استعداد يشييل وزر ضياع اسره بحالها من الامه الاسلاميه .... ??

Saken fi Canada we 3ayesh fi Masr

رابط هذا التعليق
شارك

لم لا نترك الرد على هذا الموضوع للكتاب و السنة؟

هذه من الامور المنسية لدى الكثير من المسلمين اليوم :

قال تعالى :{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً . إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً }

و ظالمي أنفسهم هنا هي الاقامة في بلد الكفر بدون المقدرة على أظهار دينه و العمل به و عدم الهجرة الى بلاد الاسلام بدون عذر

روى أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين

وخرج النسائي رحمه الله بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال ((لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين))

وقد بين العلماء مثل هذه الامور

فلم يبيحو الاقامة بين أظهر الكفار و المشركين الا للضرورة القصوى التي لا بديل عنها مثل

1- الهرب من الموت و الملاحقة و عدم وجود بلد مسلم يأمن فيه الملاحق ظلما .

2-للتعلم و طلب العلم مع نية الرجوع الى بلاد الاسلام. و نقل الخبرات الى بلاد الاسلام

3-امور الدول مثل السفارات و غيره.

4-الدعوة الى الاسلام.

و غيرها من الضروريات

كما أن الشرط أيضا الملازم لذلك أن يستطيع الانسان ممارسة دينه و اعلانه في ذلك البلد. و ان يأمن من الفتنة.

أما ان كان ذلك البلد يحارب المسلمين في أي مكان على الارض فتحرم الاقامة فيه لأي سبب من الاسباب وذلك لانه بأقل تقدير يدفع الضرائب و يعينهم بماله و عمله على حرب المسلمين.

أما الهروب من الفقر و لجمع الثروة و المال و غيره فرزق المسلم مكتوب وواحد و لن يتغير حتى لو ذهبت الى المريخ ثم المفروض أن تساهم في أن تصبح بلاد الاسلام خير من بلادهم.

قال تعالى : "وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون "

هذه الاية فيها قسم عظيم

الله سبحانه و تعالى يقسم بنفسه مرتين (وهذا قسم عظيم )

رب السماء و رب الارض

ثم هناك 4 ة تأكيدات

الفاء في " فورب "

و قوله تعالى "انه"

و اللام في "لحق"

و قوله تعالى "مثلما انكم تنطقون"

فرزقك لن يتغير و هو موعود

طبعا السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة كما قال عمر رضي الله عنه

لكن ان أنت أخذت بالاسباب و عملت فرزقك ات ات و لن يغير مكانك من ذلك شيئا .

فلم تعصي الله؟ و تطلبه بالاقامة عند الكفار فتعصي أمر رسول الله للمسلمين بالهجرة من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام؟ و تضطر هناك للتعامل بالربا و غيره؟

ثم مثلا أنت ترى أمرأة عارية أو أعلان فيه محرمات و تقول ليس لي ذنب؟ لم أنت هناك في الاصل؟ ان كان لك عذر شرعي لا بأس أما غير ذلك فأنت مسئول.

بعض المقتطفات :

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[23] الآية قال ما نصه : ( كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنا من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه مرتكب حراما بالإجماع ) انتهى كلام الحافظ رحمه الله .

لأن المخالطة لهم والإقامة بينهم من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة في حق من لا يظهر دينه ، ولهذا قال الحافظ رحمه الله : ارتكب محرما بالإجماع؛ لأن بقاءه بينهم وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من كفره بالله وموافقته لهم على باطلهم . وقد روى أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)) وما ذلك إلا لأن إقامته بينهم وسيلة إلى كفره بالله أو إلى نقص دينه وضعف قيامه بحق مولاه سبحانه وتعالى . وخرج النسائي رحمه الله بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال ((لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين)) والمعنى : حتى يفارق المشركين .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، لكن من رزق الإيمان والعلم والبصيرة وخالطهم للدعوة إلى الله وبيان الحق والإرشاد إليه وإنكار الباطل فهذا لا شيء عليه لإظهاره دينه بدعوته لهم إلى الحق والهدى كما دعا الرسل وأولياء الله صنوف الكفار إلى الحق والهدى ، فإذا خالطهم لهذا الأمر عن علم وعن بصيرة وعن قصد لإنقاذهم من الباطل وإخراجهم من الظلمات إلى النور فهذا له أجر عظيم لأنه دعا إلى الله وأظهر دينه وتميز عن أعداء الله بانضمامه إلى أولياء الله ودعوته إلى حزب الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، فالدعاة إلى الله الذين تأهلوا لذلك وحصلوا من العلم على ما يعينهم على ذلك وتميزوا عن أعداء الله بإظهار الحق والدعوة إليه لهم أجر عظيم؛ لأنهم إنما خالطوهم للدعوة إلى الله وبيان الحق لهم ، فهؤلاء على خير عظيم وعلى هدى من الله عز وجل كما فعلت الرسل ومن نصرهم من أولياء الله ، وأما من خالطهم من غير علم ولا توجيه فهو على خطر عظيم من وجوه كثيرة : خطر من جهة ولايتهم عليه ، وخطر من جهة عدم إنكاره الباطل عليهم وخطر من جهة قلة علمه ، فقد يضل بسبب ما يلقون عليه من الشبه التي تحيره في دينه أو تسلخه من دينه ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر خلطتهم والتساهل في القرب منهم وأكثر من ذلك وأكبر أن يسافر إلى بلادهم فإن السفر إلى بلادهم مع قلة العلم وقلة البصيرة فيه ضرر كبير وخطر عظيم فإن الشرك بالله بينهم ظاهر والمعاصي بينهم ظاهرة من الزنا وشرب الخمور وغير ذلك ، فالسفر إلى بلادهم ولا سيما مع قلة العلم وقلة الرقيب من أعظم الأسباب في الوقوع في الباطل واتباع ما يدعو إليه الشيطان من الشبهات الباطلة والشهوات المحرمة ، وقد سافر كثير إليهم من أجل الدراسة أو السياحة أو العمل أو غير ذلك فرجعوا بشر عظيم وانحراف شديد وربما رجع بعضهم بغير دينه إلا من سلمه الله ورحمه وهم القليل ، فالواجب على المسلمين أن يكون عندهم نفور من أعداء الله وحذر من مكائدهم أينما كانوا وأن لا يقربوهم إلا دعاة إلى الحق وموجهين إلى الخير وناصحين حتى يتميز هؤلاء عن هؤلاء وحتى يحذر المؤمن شرهم وشبههم وما يدعون إليه من الباطل ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم في مكة مع ضعفهم وخوفهم ومع أذى الكفار لهم يقومون بهذا الأمر ويدعون إلى الله ويوجهون إليه ، ومنهم من خاف واستتر بإيمانه حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا ، ولا يخفى ما قد حصل في هذا العصر من الاختلاط الكثير ، فالواجب على المؤمن أن يهتم بهذا الأمر وأن يحذر ما وقع فيه كثير من الناس من مخالطة أعداء الله والأنس بهم ، وأن تكون المخالطة للبيان والإيضاح والدعوة إلى الحق والتوجيه والنصح لا للمودة والصداقة والتساهل بأمر الله عز وجل ، فإن هذا فيه شر عظيم وعواقب وخيمة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

من صور الموالاة الكفار

ـ الإقامة في بلادهم بغير حاجة ولا ضرورة ، ولهذا فإن المسلم المستضعف الذي لا يستطيع إظهار شعائر دينه تحرم عليه الإقامة بين الكفار إذا كان يقدر على الهجرة ، قال تعالى :{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً . إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً } .

فلم يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة . وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم .

فالإقامة بين ظهرانيهم محرمة لغير ضرورة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين ) .

ـ السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس : أمّا الذّهاب لحاجة شرعية - كالعلاج والتجارة وتعلّم التخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم - فيجوز بقدر الحاجة ، وإذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين .

ويشترط للذّاهب في هذه الحالة أن يكون معه علم يدفع به الشبهات وإيمان يدفع به الشهوات وأن يكون مُظهِراً لدينه معتزاً بإسلامه مبتعداً عن مواطن الشر ، حذِراً من دسائس الأعداء ومكائدهم ، وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام .

ـ مدحهم والذبّ عنهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد . قال تعالى :{ ولا تمدن عينيك إلى ما متَّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربِّك خيرٌ وأبقى } .

وكذلك تعظيمهم وإطلاق ألقاب التفخيم عليهم والبدء بتحيتهم وتقديمهم في المجالس وفي المرور في الطرقات ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ " . رواه مسلم 4030

ـ ترك تاريخ المسلمين والتأريخ بتأريخهم واعتماده خصوصاً التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي ، وهو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام ، والذي ابتدعوه من أنفسهم وليس هو من دين المسيح عليه السلام ، فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم .

ولتجنب هذا لما أراد الصحابة رضي الله عنهم وضْع تاريخ للمسلمين في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه عدلوا عن تواريخ الكفار وأرخوا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم ـ والله المستعان .

ـ مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أوتهنئتهم بمناسبتها أو حضور أماكنها .

وقد فُسَّر الزور في قوله تعالى :{ والذين لا يشهدون الزور } بأعياد الكفار .

ـ التسمي بأسمائهم المُنكَرة ، وقد غيّر النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء الشركية كعبد العزّى وعبد الكعبة .

ـ الاستغفار لهم والترحم عليهم : قال الله تعالى : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ).

فهذه طائفة من الأمثلة التي توضّح قاعدة تحريم موالاة الكفّار ، نسأل الله سلامة العقيدة وقوّة الإيمان والله المستعان .

ومن ذلك قول الله جل وعلا {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[20] يعني بالإقامة بين المشركين {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} أي قالت لهم الملائكة . . . {فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}[21] فبين في هذه الآية العظيمة خطر المشاركة والإقامة بين المشركين والمخالطة لهم وأن المخالطة تؤدي إلى خطر عظيم ، وهذه نزلت في قوم من المسلمين كانوا بمكة فخرجوا مع أعداء الله في بدر وقتل منهم من قتل مع المشركين ، والمشهور أنهم كانوا مكرهين ولو خرجوا مقاتلين طائعين كانوا مرتدين ولكن بسبب إقامتهم بين المشركين اجترؤوا عليهم وساقوهم إلى ما ساقوهم إليه من المشاركة في قتال المسلمين. وقال بعض السلف إنهم كفروا بذلك لأنهم ظاهروا المشركين وساعدوهم فصاروا بذلك مثلهم؛ لأن من ظاهر المشركين وساعدهم على المسلمين صار مرتدا عن دينه لقوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[22] فهم بين أمرين : من كان مواليا لهم مساعدا لهم موافقا لهم على قتال أولياء الله كفر ، ومن كان مكرها لم يرض بذلك وإنما أكره عليه فقد أساء بإقامته بينهم وعدم بداره بالهجرة فكانت إقامته وسيلة وذريعة إلى أن خرج مقاتلا ومساعدا لأعداء الله ، وبهذا يتبين خطر الإقامة بين المشركين والمخالطة لأعداء الله ، فهو إن ساعدهم وظاهرهم على المسلمين ارتد عن دينه وكفر بذلك وإن سلم من ذلك صارت إقامته وسيلة إلى أن يوافقهم في بعض الباطل أو على ترك بعض الحق ، وربما خرج عن دينه بتشكيكهم له ودعوتهم له إلى الباطل وأنواع الكفر ، فوجب على المسلم أن يحذر المخالطة لأعداء الله ويتميز عنهم ويبتعد عن مكائدهم حذرا من شرهم ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[23] الآية قال ما نصه : ( كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنا من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه مرتكب حراما بالإجماع ) انتهى كلام الحافظ رحمه الله .

لأن المخالطة لهم والإقامة بينهم من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة في حق من لا يظهر دينه ، ولهذا قال الحافظ رحمه الله : ارتكب محرما بالإجماع؛ لأن بقاءه بينهم وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من كفره بالله وموافقته لهم على باطلهم . وقد روى أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)) وما ذلك إلا لأن إقامته بينهم وسيلة إلى كفره بالله أو إلى نقص دينه وضعف قيامه بحق مولاه سبحانه وتعالى . وخرج النسائي رحمه الله بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال ((لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين)) والمعنى : حتى يفارق المشركين .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، لكن من رزق الإيمان والعلم والبصيرة وخالطهم للدعوة إلى الله وبيان الحق والإرشاد إليه وإنكار الباطل فهذا لا شيء عليه لإظهاره دينه بدعوته لهم إلى الحق والهدى كما دعا الرسل وأولياء الله صنوف الكفار إلى الحق والهدى ، فإذا خالطهم لهذا الأمر عن علم وعن بصيرة وعن قصد لإنقاذهم من الباطل وإخراجهم من الظلمات إلى النور فهذا له أجر عظيم لأنه دعا إلى الله وأظهر دينه وتميز عن أعداء الله بانضمامه إلى أولياء الله ودعوته إلى حزب الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، فالدعاة إلى الله الذين تأهلوا لذلك وحصلوا من العلم على ما يعينهم على ذلك وتميزوا عن أعداء الله بإظهار الحق والدعوة إليه لهم أجر عظيم؛ لأنهم إنما خالطوهم للدعوة إلى الله وبيان الحق لهم ، فهؤلاء على خير عظيم وعلى هدى من الله عز وجل كما فعلت الرسل ومن نصرهم من أولياء الله ، وأما من خالطهم من غير علم ولا توجيه فهو على خطر عظيم من وجوه كثيرة : خطر من جهة ولايتهم عليه ، وخطر من جهة عدم إنكاره الباطل عليهم وخطر من جهة قلة علمه ، فقد يضل بسبب ما يلقون عليه من الشبه التي تحيره في دينه أو تسلخه من دينه ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر خلطتهم والتساهل في القرب منهم وأكثر من ذلك وأكبر أن يسافر إلى بلادهم فإن السفر إلى بلادهم مع قلة العلم وقلة البصيرة فيه ضرر كبير وخطر عظيم فإن الشرك بالله بينهم ظاهر والمعاصي بينهم ظاهرة من الزنا وشرب الخمور وغير ذلك ، فالسفر إلى بلادهم ولا سيما مع قلة العلم وقلة الرقيب من أعظم الأسباب في الوقوع في الباطل واتباع ما يدعو إليه الشيطان من الشبهات الباطلة والشهوات المحرمة ، وقد سافر كثير إليهم من أجل الدراسة أو السياحة أو العمل أو غير ذلك فرجعوا بشر عظيم وانحراف شديد وربما رجع بعضهم بغير دينه إلا من سلمه الله ورحمه وهم القليل ، فالواجب على المسلمين أن يكون عندهم نفور من أعداء الله وحذر من مكائدهم أينما كانوا وأن لا يقربوهم إلا دعاة إلى الحق وموجهين إلى الخير وناصحين حتى يتميز هؤلاء عن هؤلاء وحتى يحذر المؤمن شرهم وشبههم وما يدعون إليه من الباطل ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم في مكة مع ضعفهم وخوفهم ومع أذى الكفار لهم يقومون بهذا الأمر ويدعون إلى الله ويوجهون إليه ، ومنهم من خاف واستتر بإيمانه حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا ، ولا يخفى ما قد حصل في هذا العصر من الاختلاط الكثير ، فالواجب على المؤمن أن يهتم بهذا الأمر وأن يحذر ما وقع فيه كثير من الناس من مخالطة أعداء الله والأنس بهم ، وأن تكون المخالطة للبيان والإيضاح والدعوة إلى الحق والتوجيه والنصح لا للمودة والصداقة والتساهل بأمر الله عز وجل ، فإن هذا فيه شر عظيم وعواقب وخيمة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،

الروابط :

http://www.islamqa.com/special/index.php?r...amp;subsite=140

http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&...icle&id=245

http://www.islamhouse.com/ar/modules.php?n...cle&sid=244

تم تعديل بواسطة أبو جلمبو
رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 10 سنة...
في 8/14/2006 at 03:48, shawshank said:

أسرد هنا ما أتذكره من سلبيات فكرية ناتجة عن الإقامة في الولايات المتحدة ، أو في الغرب عمومًا، حسبما أرى . أراها سلبيات وفقًا لمقياس الإسلام و مقياس عاداتنا المصرية، و كلما كانت الإقامة هناك أطول ، كلما تفاقمت تلك السلبيات و تسربت أكثر إلى ثقافة المقيم لتصير تدريجيا جزءً من نسيج فكره.

مثال من ضمن السلبيات المُعاصرة التى يعتقدها البعض من المهاجرين، أو المتجنسين، أو المقيمين في الغرب عموماً:

 

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...