اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

"خوتة" التعليم. … مقال ل امينة خيري في المصري اليوم


عادل أبوزيد

Recommended Posts

تشابكت ثلاثة مفاهيم تتعلق بالتعليم فى ظل خفوت اهتمام «الماميز» هذه الأيام بالمنظومة، فارتأيت أنه وقت مناسب لمناقشتها. تساءلت قبل أشهر فى مقالات ولقاء تليفزيونى عن السبب الذى يدعونا أو لا يدعونا لنتعلم. بمعنى آخر، ما الذى يدفع الأب والأم لإرسال ابنتهما أو ابنهما إلى المدرسة أو يقرران بقاءه فى البيت، ثم العمل؟، وبدأ يومى أمس بحوار سريع مع سيدة محترفة تسول فى مدينة «الشروق»، حيث تتمركز تقريبًا فوق مطب يجبر السيارات على تهدئة سرعتها، واضعة يدها على خدها أو باكية كل يوم على مدار أيام العام وحولها عدد متزايد من الصغار أكبرهم فى سن المدرسة. سؤالى السخيف المنفصل عن دنياها كان: هل يذهب الصغير إلى المدرسة؟، رمقتنى بنظرة حادة وساخرة وقالت بكل ثقة: ولماذا يذهب؟!، وانتهى اليوم بقراءة تغريدة للصديق العزيز خبير دراسات الهجرة والسكان، وأيضًا الكاتب أيمن زهرى هذا نصها: «التعليم فى مصر ليس قيمة فى حد ذاته. التعليم فى مصر كان قيمة لأنه كان مرتبطًا بالقدرة على التوظيف». انتهت التغريدة وبدأ تشابك الأفكار. نحن حقًا لم نستثمر وقتًا أو جهدًا للتفكير والبحث والفهم والوصول لسؤال: لماذا نتعلم؟، جميل جدًا ما نكتبه فى حصة التعبير، وما نردده أو نسمعه فى اللقاءات التليفزيونية عن أهمية التعليم، وكيف أنه ينمى المعارف ويوسع المدارك ويسمو بالروح وغيرها معروف، وفى إمكان الـ104 ملايين مصرى، باستثناء المواليد الجدد لعدم قدرتهم على الكلام بعد أن يرددوه. لكن كم فى المائة من هذه المعانى جميلة معمول به لأنه مقنع؟!

ما قالته السيدة الفاضلة التى احترفت التسول وضخ المزيد من العيال أبلغ من عشرة موضوعات تعبير ومائة لقاء تليفزيونى عن أهمية التعليم. قالت إن التعليم لم ينفع أبناء الأعمام والأخوال والأقارب والأهل والجيران فى «البلد»، حيث جميعهم إما عاطل عن العمل أو يعمل فى مهن أو حرف لا تتطلب تعليمًا، مذيلة كلامها البليغ وفكرها العميق بـ«بلا خوتة». «الخوتة» الناجمة عن التعليم إذن ليست فى حاجة إلى تطوير التعليم أو إلغاء التابلت أو الإبقاء عليه أو تدريب المدرسين أو مواجهة وربما مداهنة الدروس الخصوصية، بقدر ما يحتاج بحثًا ثم فهمًا يليهما علاج لـ«لماذا نتعلم؟» الدكتور أيمن زهرى لفت الانتباه إلى ارتباط شَرطى مصرى قديم بين التعليم والتوظيف، وغالبًا يقصد التوظيف الحكومى أو قيام الحكومة بدور مكتب التوظيف كشرط لقبول الأهل لفكرة تعليم الصغار. بالطبع بيننا من يؤمن بأن التعليم فى حد ذاته قيمة. وهؤلاء هم الأرجح الذين دعموا وآمنوا بفكرة التطوير القائمة على تحويل التعليم إلى تعلم، والصم إلى فهم، والدرس الخصوصى إلى بحث على مواقع علمية. لكن الغالبية فى حيرة من أمرها بين فريقين: الأول يرسل الصغار للمدرسة لأن هذه سنة الحياة، والثانى لا يرى جدوى منه باعتباره «خوتة

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...