ألوان تنقص لوحة الحياة - لمحمد رياض الشوربجى

[Riyadh]

"ألْوَانٌ تَنْقصُ لَوْحَة الحياة"

فِى هذه السّاعَة ِ

مِن كلِّ يَوم

يُبللُ فرْشاة الألوان

عادة بدرجاتِ الأخضر أو الأبيض

ثم يفتح النافذة

ويعيــد رسم العالم من جديد

ثم يبتعد بهدوء

مغمضاً إحدى عينيه

ثانياً إحدى رجليه إلى الخلف قليلاً

وينظر بتمعن شديد

ويهمهم

"همممممم ..... هكذا ...."

وَفجْأة ً يـَصْرُخُ

" أوُوُوُه ... مَاكُلّ هذا الأحْمَر

هذا كَـثِير جدّا

سَتُفسِدُونَ الأمْرَ أيُّهَا الأغبيَاء"

أثر فرشاته أصبح يملأ الجدران

وعلى البلاط

حتى شهادات التقدير

ولوحاته القديمة

وصوره مع كبار الفنانين

بالأمْس أخذ يصيح

"لافائدة ... لافائدة

الفرشاة لن تنفع "

ثمَّ حَمل زجاجة كبيرة من اللون الأخضر

وسكبها فوق العالم

وعندما سمع صراخ الجيران

وهم يلوحون بغسيلهم

حاول أن يلون صراخهم الكثير

لكن للأسف

كان اللون قد نفد

فأطل من النافذة ً وهو يهتف :

"آسف ...

 والله العظيم .. الأخضر كله نفد"

فى البيت

كلهم كفوا عن تنبيهه لذلك

حتى لايترك النافذة

ويرسم بالفرشاة فوق وجوههم

صائحاً :

" ليس هكذا

ليس هكذا

يانااااااااس"

محمد رياض الشوربجى