اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

علماء و اوهام منقول من المصري اليوم للكاتب وجيه وهبة


عادل أبوزيد

Recommended Posts

حينما حاول الشيخ «محمد عبده» تجديد الأزهر، ليواكب عصره، لقى ما لقى من تعنت وتزمت وتطاول من زملائه الأزاهرة. وبعد رحيله بربع القرن، اختيرتُرى  تلميذه الشيخ «مصطفى المراغى» شيخاً للأزهر. حاول «المراغى» أن يسير بالأزهر فى الطريق الذى سعى إليه أستاذه الراحل، ولكنه واجه ذات الذهنيات المتحجرة، وذات التعنت والتزمت، ورُفضت رؤيته فى التجديد، فاستقال بعد نحو العام ونصف العام من توليه المشيخة.

بعد استقالة «المراغى» (عام 1929)، انتفضت أقلام شجاعة من أنصار «التجديد»، لنصرته ومواجهة مناوئيه. وكان مناخ حرية التعبير فى تلك الآونة يتيح للمعارك الفكرية ميدانًا واسعًا، وكانت معارك تُدار بالأقلام وليس بالألغام. ومن تلك الأقلام الشجاعة كان قلم الباحث محقق التراث «طه الحاجرى»، الذى كتب عن «الأزهر وعوامل الرجعية فيه»، يقول: «مهما عُزى إلى الأزهر من فضل على اللغة والدين، ومهما قيل عنه من العبارات التى يُراد بها إظهار المفخرة بالمجد التليد وفضل الأقدمين.. ومهما قلنا عنه- صوابًا أو غير صواب- لا يمكننا أن ننسى أنه كان من أكبر العوامل على إظهار الإسلام بغير مظهره الحقيقى، بإيجاد ذلك النظام الكهنوتى فيه، والذى يتنافى مع جوهر الإسلام ونصوصه الجلية الصريحة.. وصار من الثابت فى أذهان الكثير من شيوخ الأزهر ودهماء الناس وجود طائفة دينية النزعة والتربية والمظهر الخارجى تتبع نظامًا طائفيًا خاصًا وتتثقف تثقيفًا دينيًا محضًا لا يشوبه شىء من الثقافات الأخرى، تتقدم الناس فى أمور دينهم، وتظل صاحبة الحل والعقد فى هذا الدين، وتكون هى المختصة بفهم نصوصه وتوضيح مسائله وتأويل مشكلاته، والحكم على هذا وذاك بالكفر والإلحاد والمروق والفسوق...». ويستنكر «الحاجرى» فكرة تحول الأزهر من معهد تعليمى إلى «مكان قدسى» يخرّج لنا «طائفة مقدسة».. «فهى ضلال ووهم لا أساس له من الدين ونصوصه وتاريخه الأول. وكما كانت هذه الفكرة ضلالًا فى الدين، فقد أصبحت شؤمًا على الأزهر بصفته كائنًا حيًا له كل ما للحياة من نواميس تقضى بالسير إلى الأمام والتقدم.. إذ إن هذه الصفة (القداسة) متى لابست أمرًا من الأمور أو نظامًا من النظم، أصبح من العسير تغييره وتعديله لأجل أن يتلاءم مع أوضاع الحياة. وهكذا نرى أن هذه الفكرة الخاطئة وهذا النظام الأخرق أكبر عامل من عوامل الرجعية فى الأزهر.. والدليل على ذلك أن جميع الذين كانوا يعارضون الأستاذ المراغى، شيخ الأزهر الأسبق، إنما كانوا يعارضونه باسم الدين، وبأن هذا النظام الذى يرسمه المراغى للدراسة فى الأزهر يجعله معهدًا مدنيًا لا دينيًا، فهم كانوا فى الواقع يدافعون عن النظام الكهنوتى.. ونعتقد أن فشل الأستاذ المراغى فى إصلاحاته لم يكن إلا بتأثير هذا النظام الباطل المشؤوم والاعتقاد بأن الإسلام يقسم أتباعه إلى رجال دين ورجال دنيا...». يسخر الكاتب من الشيوخ الذين يستنكرون ويُكفِّرون ويُفسِّقون مَن يلبس القبعة، تشبهًا بـ«الكفار والملاحدة»، فى ذات الوقت الذى يقلدون فيه هم أنفسهم الكفار والملاحدة فى النظام الكهنوتى والزى المميز. ثم يواصل: «إن تلك الروح التى ترمى إلى المساواة ووحدة الجماعة الإنسانية كانت هى الروح الغالبة على الجمعية (الجماعة) الإسلامية الأولى، فلسنا نعلم بين أفرادها طائفة اختصت نفسها بالدين وحده وأخرى سعت إلى الدنيا فقط.. حتى إن ابن تيمية أنكر بشدة على بعض الفقهاء والمعاصرين له ما يتخذونه من الألبسة الخاصة والأردان الواسعة التى تميزهم عن غيرهم، لما فى ذلك من تفريق الأمة، فليسمع شيوخنا الأجلاء الذين يأبون إلا هذا التفريق، ويأبون إلا أن يتخذوه أداة يحاربون بها كل مصلح».

ويستطرد «الحاجرى»: «والخلاصة أن النظام الكهنوتى الذى ترعرع فى الأزهر رغم أنف الإسلام ونصوصه الصريحة، يمثل اليوم أكبر عنصر للرجعية، مناوئ لنواميس الطبيعة، وأقوى عامل على هدم الأزهر. أما العامل الآخر فهو شيوخ الأزهر أنفسهم.. لأن الشيوخ هم أبعد خلق الله عن الرغبة فى التجديد، وأشدهم تمسكًا بالقديم على أى حال كان، وشيوخ الأزهر لا يمكن أن يخرجوا عن هذه الطبيعة، خصوصًا أن تربيتهم العقلية وثقافتهم العلمية مما يقوى هذه الطبيعة كل التقوية». وعن «علم» مشايخ الأزهر ووصفهم بـ«علماء»، يقول «الحاجرى»: «ليس علمًا بالمعنى الذى نفهمه إلا تجاوزًا فقط، وحتى علم ما وراء الطبيعة الذى يتصل بالدين اتصالًا وثيقًا لا يعلمون منه إلا مجموعة رثة من المعارف التقليدية والأساطير والخرافات.. أما الكون وما فيه من عجائب وبدائع، وأما متابعة آراء العلماء للوصول إلى الحقيقة، فلا يستحق منهم بحثًا ولا اطلاعًا، ولماذا؟ هاك جوابهم الصريح كما نطق به أحد كبار زعمائهم، الشيخ عبدالرحمن عليش، من هيئة كبار العلماء: (لأن الآراء والمذاهب إن كانت متعلقة بالدين، فعلماء الإسلام ليسوا حيارى فى دينهم يبحثون عن مذاهب وآراء تتعلق بهذا الدين، وإن كانت المذاهب والآراء فى غير الدين فلا شأن لهم به). هكذا!! فهل نريد دليلًا أوضح من هذا على أن وصف الذى يحملونه بـ(العلم) ووصفهم بأنهم (علماء) إنما يتصفون به زورًا وبهتانًا؟!».

يقول أمير الشعراء «شوقى»

ما أَصعبَ الدعوة فى البدايهْ

حتى على الرُّسْل أولى الهدايَهْ!

وأثقلَ الحقَّ على الجماعهْ

إن وُجدتْ أُذْنٌ له سمَّاعهْ

والناسُ فى عداوة الجديدِ

وقبضةُ الأوهام من حديدِ

■ تُرى هل يُنتظر أى تجديد من أى «علماء» أصحاب «قداسة»، من أمثال مَن وصفهم الكاتب «الحاجرى»؟

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

ما أشبه الليلة بالبارحة لم يختلف الأمر كثيرا عما كان عليه 

نفس العقول المتحجرة مازالت موجودة 

أعداء الجديد والتجديد موجودون 

السيطرة للنقل والحفظ على حساب الفكر والفهم

اعتبار البعض انهم الدين وانهم القداسة شخصا ورايا

تعجبت كثيرا وانا اقرا خبر دعوى قضائية لعزل الأستاذ الدكتور سعد الدين هلالي .... مع ان منهجه الاختيار الانسب من القديم وليس طرحه 

الرجل  يحاول فقط ان يقول بالجديد من القديم ولم يجدد لا قدر يعني سلفي مش تونسي

المقال جيد جدا ويحتاج للقراءة بتان ويحتاج للمناقشة لان ضعف الأزهر في مواجهة الفكر المنحرف الذي تحول الي دموي من ناحية وجاهلي من ناحية أخرى يؤمن بالسبي وانتهاك الإنسانية من ناحية أخرى 

نتحمل وزر كبير ... نحتاج لمعجزة 

للحديث بقية في وقت لاحق 

  • شكراً 1

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...