اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هكذا تبصق المصرية على خمسة آلاف عام!


Recommended Posts

هكذا تبصق المصرية على خمسة آلاف عام!

بحثتُ عن بدء عصر النهضة في مصر فوجدته قد تبخر في الهواء، ولم أشاهد أثرا واحدا للطهطاوي وقاسم أمين وعلي مبارك والشيخ محمد عبده.
خطوت عدة خطوات للأمام فلم أعثر على الدكتور طه حسين والعقاد والمازني ولويس عوض والدكتور حين فوزي والدكتور جمال حمدان والدكتور عبد الوهاب المسيري!
قلت لعل المرأة المناضلة تركت أثرا في شقيقاتِ من حملن شعلة النور فلم أتبين ملامح هدى شعراوي وميّ زيادة وملك ناصف وصفية زغلول، ولم أجد أي أثر لمسيرة النضال والحرية وكرامة المرأة، إنما وجدت مصريات قررن إخفاء وجوههن خجلا من نعمة الله، وخشية أن يشتهيهن ذكور القرن الواحد والعشرين الذين تثار شهوة الواحد فيهم إذا مرت أمامه طفلة أو خيال مذيعة.
فجأة وجدت مصر وقد تحولت إلى مناحة ومأتم ومقابر وخيام تتحرك وحياة أصبح الموت أكثر منها حياة!

بعد مئة عام ونيف لم تعد المصرية المسلمة مقتنعة بالشيخ محمود شلتوت ومحمد الغزالي والمراغي فقد هبطت من كوكب مجهول كوكبة من أعداء الإنسانية وكارهي المرأة يطالبون بتغطية التماثيل العارية التي تثير الشبق في الدعاة الجدد، وتنتصب الأعضاء التناسلية للشيخ الحويني ومحمود المصري ووجدي غنيم وعمرو خالد وأبي إسلام ومحمد حسّان وآلاف مثلهم إذا كشفت امرأة دميمة وعجوز عن نصف وجهها.
وأهال المصريون التراب على عصر النهضة وكرهوا التنوير والفلسفة والمنطقة والثقافة والنغم والموسيقى وحتى الوردة الحمراء في عيد الحب ناهضوها لأنها ترقق قلوب قاسية، وتُذكر المهووسين بالجمال والأنثى وحواء.
وقرر مسلمو مصر استيراد أكثر الأفكار تصحرًا وجمودًا وتخلفا لينافسوا بها داعش وطالبان وبوكو حرام.

وفي أقل من أربعين عاما وقعت مصر بأعوامها الخمسة آلاف من الحضارات المتعاقبة في أسر خفافيش الظلام وعشاق الدم ومبغضي المرأة.
ونافست مصر كل حركات التطرف والتشدد والتزمت والرجعية لتتفوق عليها جميعا، وزحفت تغطية وجه المرأة لتسدل خيام سميكة فوق الوجه، وتقتل المرأة مشاعرها ووجهها وابتسامتها وغضبها وعواطفها وسيماها وطيبتها حتى تحولت إلى عصر ما قبل الإنسانية، وأصبحت القرود والسحالي والضفادع أكثر تطورا وذكاءً حتى أن طبيبة ترفض رؤية مريضها بعينين، وترى أن رضا الله في إظهارعين واحدة خشية إثارة الشهوة في مريض مُخدّر في غرفة العمليات، قد يستيقظ فجأة ويقفز عليها ليغتصبها.
وجاءت أقذر وأعفن وأنتن وأوسخ مراحل سقوط الفكر الحديث عندما وافق المجتمع المريض أن يغمض عينيه عن الإرهاب والتهريب واغتصاب الأطفال والخيانة الزوجية وإخفاء مجرمين خلف النقاب لتفجير دور العبادة ومهاجمة كمائن جنود ورجال أمن، واحتمت الجماهير بالحماقة المختبئة خلف مفاهيم قيل لها بأنها دينية، وصمتت الدولة والبرلمان والدعاة والإعلاميين والمثقفين.
ولم يعد المصري المسلم قادرا على فهم ما يدور في الدنيا، وتعلق بخطاب الكراهية للغير وللمرأة.

الغريب أن شبابا جامعيا يجلس في مقاعد فاروق الباز وأحمد زويل ومصطفى مشرفة يطالب بتغطية وجه زميلته وجارته وابنة عمه وابنه خاله ومعلمته لئلا يرتكب الحرام في رؤية أنفها ووجنتيها وأذنيها وفمها، ويغض الله عليه إذا شاهدها تبتسم أو تبكي.
وبدأ الخوف يتسلل إلى قلوب أكثر الحركات تطرفا في دول متشددة خشية الاحتكاك بالمصريين.
وتم تفريغ جمجمة المصري المسلم ليسال فيها مخاط بورنوجرافي فهو يخاف من مجامعة الجن لزوجته وهو يجوارها في فراش الزوجية، والمرأة تخشى أن يتلصص العفاريت عليها وهي عارية تحت الدش.
ولم يكره المصريون الكتاب واللغة والفكر منذ عهد الفراعنة كما يكرهونها الآن، وأضحى واحد في المئة من كل خريج جامعة قادرا على الكتابة بلغة عربية سليمة.
ووافقت الدولة بكل مؤسساتها أن تنافس الدواعش والبوكو حراميين والطالبانيين، وأخرجت المارد من القمقم وأدخلت المرأة في زجاجة لزجة، وأغلقت عليها لئلا تتنفس فمكانها الطبيعي بيت الزوج أو القبر رغم تشابه الاثنين!
وتسربت الشهامة من داخل النفس المصرية للمسلم( أتحدث عن الأغلبية الساحقة )، وهربت بعيدًا في صحراء برهامية مقطمية وقررت المرأة أن تخرج من جلباب الرجل وتدخل في حذائه توطئة لدخولها في موضع العفة منه، مع فرض أن العفة باقية.
ووصل المصريون لمُراد دعاة وأدها، وأصبحت قراءة سطرين لنصحها وتبيان أحوالها واستشراف معالم عالمها حالة عصية على الفهم.

والمرأة لا تمانع أن تجلس ساعات تستمع لوصف سبعين من الحور العين يستمتع بهن بعلها، ويفض بكارة كل واحدة في سبعين عاما قبل أن ينتقل لأخرى.
بقيت المرحلة الأخرى وهي فتوى بيع الرجل زوجته أو ابنته أو أخته لآخر، كما يفعل المجاهدون في ساحات الإرهاب، شريطة أن تغطي وجهها لئلا يغض عليها رب العزة.
أقدم خالص اعتذاري للمرأة المصرية التي عاشت على ضفتي النيل منذ خمسة آلاف عام لأننا تركها أختها في القرن الواحد والعشرين يقوم بؤدها أوغاد ولصوص وإرهابيون ومتخلفون مُرخص لهم من المصري المسلم الحديث.


محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
 
رابط هذا التعليق
شارك

آن الأوان لرجوع الحياة إلى طبيعتها والبشر إلى فطرتهم السليمة النقيه العفيفية 

دون النظر للهيئات والصور والأشكال 

دون اعتداد للتحكمات والوصايات 

نريد الرجوع إلى ما قبل السلفية وأخواتها والإخوانية وأخواتها 

السلفية بعد تدخلها في أمر المرأة تغير حالها للسيء والأسوء وشفنا ما لا يخيله عقل 

تغور السلفية بشكلها ومظهرها العفن 

اللهم ابعدهم عن عباداتنا وعلاقتنا بربنا وعن مساجدنا 

يارب

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...