اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

سينما و تاريخ


White heart

Recommended Posts

هناك الكثير من الأشخاص، أو العلامات، أو الأحداث التاريخية سواء المتعلقة بصناعة السينما المصرية نفسها، أو تلك التى تناولتها السينما المصرية نفسها و التى قد تكون قد نسيت، أو أهملت أو لم تلفت الأنظار بالقدر الكافي، أو شابتها بعض التفاصيل الغامضة أو المبهمة نوعا ما - فماذا عنها؟

اسمحوا لى أن ابدأ هذا الموضوع بالتعرف على شخصية أول مصرى أدخل تلك الصناعة الى مصر - ماذا نعرف عنه؟

mohamedbayoumi1.gif

فى الــ 3 من يناير عام 1894 ولد " محمد بيومي " لأسرة تعمل بالتجارة اسرة ثرية، و ورعة اسلاميا.

حصل " محمد بيومي " على دراسته الإبتدائية و الثانوية فى طنطا، و قد ظهرت ميوله و إمكانياته الفنية فى وقت مبكر، و فى أثناء فترة مراهقته طور موهبته فى التقاط الصور.

فى الــ 17 عاما من عمره قبض عليه لمشاركته، هو و البعض غيره من المصريين فى الحركة الوطنية المناهضة للإحتلال البريطاني فى هذا الوقت، لقد كان متأثرا بكتابات " مصطفى كامل "، و هذا الحس الوطنى لديه ولد نوع من التعاطف مع باقى المصريين من المناهضين للإحتلال البريطاني، كما أنعكس هذا الإدراك فى أفلامه لاحقا....

فى عام 1912 دخل " محمد بيومي " المدرسة العسكرية بالقاهرة، و أكمل دراسته بها حتى عام 1915 ، كما أستمر فى نشاطه الفنى فى كتابة الشعر و الرسم ..

ارسل كملازم ثان الى دولة السودان و لكنه تحول الى العمل العسكري فعليا فى عام 1916 ، و بعدها بعامين خدم فى فلسطين بفرع الخدمات الخاصة ...

حماسه المناهض للإمبراطورية البريطانية و كذلك للفساد الموجود بالجيش المصرى وقتها تسبب له فى الكثير من المشاكل و الصراعات مع المسئولين الى درجة إيقافه مؤقتا عن العمل.

لقد ساند " محمد بيومى " ثورة 1919 فنشر " المقصات " و هى عبارة عن جريدة ثورية يتم تمويلها بواسطة حزب الوفد. لقد كون كذلك فرقة مسرحية بإسم " وادى النيل " مع صديقه الفنان " بشارة واكيم " فى صيف عام 1919 بالأسكندرية.....

thebayoumis.jpg

فى عام 1920 رحل الى أوروبا و هناك تعرف على " شارلوت " وهى بنت إحدى العائلات الأرستقراطية النمساوية، تزوجها و عاد معها الى مصر حيثوا أنجبوا أبنهم فى العام التالي..

ولعه بالفن و أشتياقه لتعلم فن السينما الحديث دفعه الى العودة الى أوروبا فى عام 1922 ليعمل بالسينما الألمانية التى كانت فى صدارة صناعة الأفلام عالميا فى هذا الوقت.... لقد عمل كعامل ثانوى فى إحدى استوديوهات مدينة " برلين " استوديو يدعى Gloria Film و تقدم بعمله حتى لعب الدور الثانى فى بعض الأعمال الفنية من إنتاج هذا الأستوديو، و حتى يعود الى طموحه الفعلي فى المجال السينمائي، قام بشرأ كاميرا تصوير سينمائية و بدأ فى التدرب و تعليم نفسه "تكنولوجيا الأفلام "، بعدها انضم الى اتحاد السينمائيين المتخصصين بالنمسا، وحصل علي دبلوم في التصوير الضوئي و السينما توغرافي ثم عاد الى مصر فى عام 1923 و معه معدات و معمل تصوير سينمائي و هو عاقد العزم على عمل أفلامه هو .....ففى مصر أسس ستديو في 16 شارع الحلفا بشبرا ليكون أول استديو مصري و انتقل مقره بعد ذلك إلى 2 شارع جلال بعماد الدين ....

قبل أن ينشأ " محمد بيومي " شركته الخاصة، قام بتصوير احدى الأفلام بالقاهرة - و يعتبر هذا الفيلم هو أول أفلام السينما الروائية التي صورت و عرضت في مصر- و يحمل الرقم 1 و هو بأسم ( أرض توت عنخ أمون ) لمخرج ايطالى يدعى " Victor Rossitto " الذى كان مثله مثل الكثير من صانعى الأفلام الإيطاليين الذين كانوا يعملوا فى مصر فى هذا الوقت و هو فيلم كل الممثلين به من الأجانب و هو من النوع الصحراوي الاجتماعي ويدور حول اكتشاف اللورد كارنافون لمقبرة توت عنخ آمون مستعرضا في هذا الإطار القاهرة و الواحات و البدو وآثار الأقصر..... بإستثناء الرائد السينمائي التونسي Albert Samama-Chikli يعتبر " محمد بيومي " أول مصري يعمل خلف الكاميرا، و أول صانع أفلام من أصول أفريقية ....

فى عام 1923 قام " محمد بيومي " بتأسيس شركة بالقاهرة بأسم " أمون فيلم "، و دفعته غيرته و حبه لوطنه و تمنيه أن تصبح دولتة الأم مصر، دولة حديثة و مستقلة ( خاصة من الهيمنة الغربية فى ذلك الوقت) أطلق سلسلة مما يعرف اليوم " بالأفلام التسجيلية" ....... أفلام إخبارية تسجل الأحداث الهامة فى مصر فى ذلك الوقت. أول فيلم له كان فى خريف نفس العام عندما قام بتغطية أحداث إستقبال الحشد الجماهيرى الضخم " لسعد زغول" لدى عودته من المنفى .......

يتبع .....

تم تعديل بواسطة White heart

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

barsoum2.jpg

كان التحول الى الأفلام القصصية التى تصور الحياة اليومية للمصريين هو التطور المنطقي لمحمد بيومي، فبعد فترة قصيرة من أعماله التسجيلية، و تحديدا فى ديسمبر من عام 1923 ومن خلال شركته " أمون فيلم " قام بكتابة و إنتاج و إخراج و تصوير عمل كوميدي اجتماعي قصير بعنوان ( برسوم يبحث عن وظيفة ) و هو من تمثيل الفنانين "بشارة واكيم" و " نجيب الريحاني" و الفيلم تدور أحداثه حول صديقين أحدهم مسلم و يدعى " الشيخ متولى " و الآخر قبطي مسيحي و يدعى " برسوم " - و اثنانتهم عاطلين عن العمل، يعانوا من الجوع، و المنافسة فى الحصول على وظيفة فى إحدى البنوك. الذى أخطأ مديره عندما دعاهم الى غذاء سخى بمنزله ظنا منه انهم من رجال الأعمال الأغنياء، و لكن بعدما علم بحقيقة وضعهم قام بطردهم من منزله .... فى ختام الفيلم و بينما كان الصديقان مستغرقين فى الراحة على إحدى الأرصفة يهضموا وجبتهم تلك، قبض عليهم شرطى!

من خلال هذه القصة الساخرة قدم " محمد بيومي " نقد إجتماعي قوى للجوع و الفقر و البطالة و الهوة الشاسعة بين الفقراء و الأغنياء فى المجتمع المصري فى هذا الوقت ....

barsoum1.jpg

فمشاهد مثل تلك التى يقوم فيها الشيخ متولى بالبحث و هو هائجا عن بعض إعلانات الوظائف فى الجريدة، و " برسوم " يبحث بائسا عن الخبز الذى تم سرقته، يجمع بين التصرف الكوميدي و الرسم الواقعي للطبقة المتوسطة الفقيرة.... لقد أضفت براعة استخدام شوارع القاهرة لمسة طبيعية أفادت القصة.

صورة الصداقة بين مسلم و مسيحى فى هذا الفيلم تعتبر حجه التسامح الديني التى كان " محمد بيومي " يراها من أساسيات بناء الدولة الحديثة، عامل للتوحد و الحرية و الإستقلال عن هيمنة الغرب المستعمر...

من مشاهد الفيلم نستطيع ملاحظة هذا النوع من التوحد الذى حرص عليه " محمد بيومى " ... فالفنان " بشارة واكيم " و هو قبطي مسيحى قام بدور الرجل المسلم ( الشيخ متولي) ، و الفنان " عادل حميد " و هو مسلم قام بدور الرجل المسيحي ( برسوم ) - و اليهودى " فيكتور كوهين " كمدير للبنك......

بإنتهاء عام 1923 قطع " محمد بيومى " شوطا كبيرا من طموحه الفنى من خلال أفلامه الأولى .... و لكن فجأة تحولت حياته الى الحزن الشديد عندما أصيب طفله بمرض الديفيتريا و توفى فى نفس الشهر ... و للخروج من حالة الحزن العميق تلك كافح " محمد بيومى " للتغلب على آلامه من خلال عمله، ففى يناير عام 1924 قدم عمل فنى هو مزيج بين العمل المسرحي و العمل الكوميدى القصير ( الباش كاتب ) لقد ظهر الممثل الشهير فى ذلك الوقت " أمين عطا الله " و لمدة نصف ساعة هى مدة هذا الفيلم ليمثل دور موظف عام يتورط فى علاقة مع راقصة تدفعه الى الإختلاس .... و من ثم السجن.

لقد استمر " محمد بيومى " فى عمل الأفلام التسجيلية النادرة و من أشهرها هى تلك الخاصة بإفتتاح Howard Carter لمقبرة توت عنخ آمون فى مارس عام 1924 ...

يتبع .....

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 سنة...

خير يافندم

فين الباقي؟؟؟ :blink:

تسجيل متابعة

:clappingrose:

أعد شحن طاقتك

حدد وجهتك

و اطلق قواك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...