اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السطو على الوعي … عن قضية تجديد الخطاب الديني


عادل أبوزيد

Recommended Posts

أصعب شيء في قضية تجديد الخطاب الديني، هو الاستغراق في المناقشات النظرية، التي أفنت أجيالاً من المؤيدين والمعارضين، دون أن يصلوا إلي بر، وكان فقهاء الازمنة القديمة يحضرون طعامهم وشرابهم، وينقطعون عن بيوتهم اياما طويلا، استغراقا في ساحات المبارزة الكلامية والجدل العقيم.
والأصعب أن كل من يتصدي لهذه القضية، يلقي هجوماً شديداً من المؤسسة الدينية نفسها، ولا ننسي العقاد وطه حسين وعلي عبد الرازق وغيرهم، الذين واجهوا اتهامات التكفير لمجرد التفكير.
المستفيدون من »التجميد»‬ أكثر بكثير من دعاة »‬التجديد»، والرابحون طائفة من الدعاة، يجذبون المجتمع بشدة إلي الخلف والتخلف، وبينما يزداد إيقاع الدنيا سرعة وهرولة، يظهر من ينادي بآراء من الجاهلية وينسبها للإسلام.
علي سبيل المثال لا الحصر، ظهر في الأيام التي تلت 25 يناير تنفيذ حكم الحرابة، بمعرفة الأهالي أنفسهم، فكانوا يمسكون الجاني حتي لو كان بريئاً، ويأتون بأي داعية يحكم عليه، ويتم تعليقه في الأشجار وقتله تنكيلاً، وثبت فيما بعد أن معظم الحوادث، كانت نكاية أو تأثراً وانتقاماً، وازهقت ارواح ابرياء.
ولما ضعفت قبضة الدولة، تسلل »‬حراس تجميد الخطاب الديني »‬ إلي كل مناحي الحياة، وأوسعوا المجتمع فتاوي وأحكاماً، لا تستقيم مع وجود دولة، وتخاصم التقدم وتطور الزمن، وتعيد أسوأ عصور الرجعية والتخلف، وأصبحنا محاصرين ليلاً ونهاراً بمثل هذه الفتاوي.
لن نخرج من جدلية »‬التجديد» و»التجميد»، إلا إن تطهرت النفوس من الأغراض، ووضعت أمام أعينها الحفاظ علي الثوابت الدينية، وتطوير الخطاب الديني بما يساير مصلحة المجتمع وتطورات العصر.
علي سبيل المثال لا الحصر، ليس مشكلة مصر هي ظهور فئة من الدعاة المتخصصين في العلاقات الجنسية، والدلو بدلوهم بأشياء يخجل المرء عن ذكرها، وهلم جرا من هذا النوع من القضايا التي لا تنفع الناس، ويصل بعضها إلي حد الاساءة للاسلام والمسلمين.
مصر والعالم الاسلامي فيهم عشرات القضايا والمشكلات والهموم، التي تحتاج فكراً دينياً مستنيراً ومتجدداً، يرقي بالأمة ويزيح عن كاهلها المتاعب، ويريح البشر ويهديهم إلي بر الأمان
الإسلام والمرأة.. الإسلام كرَّمها أعظم تكريم وبعض الدعاة لا يزالون مصرين علي إهانتها والحط من قدرها، ولا يحترمون عقلها بل يستبيحون جسدها.. ألم يحن الوقت لفكر ديني صحيح، ينقد ملايين السيدات من دعاة التحقير والدونية ؟
الإسلام والجهاد.. وما زال في مجتمعاتنا شباباً يقعون في براثن التطرف، ويلفُّون حول أجسادهم أحزمة الديناميت، وهم يتصورون أنها أكاليل الزهور، التي تحملهم إلي الجنة والالتقاء بالأنبياء والصالحين وحور العين، فور أن يفتت الديناميت أجسادهم قطعاً صغيرة.. ألم يحن الوقت ان يكون الخطاب الديني الصحيح، هو منقذهم ومنقذ البلاد من ارهابهم ؟
الإسلام والديانات الأخري.. ولا يزال في بلادنا دعاة يثيرون الفتنة مع شركاء الوطن، ويستخدمون خطاباً دينياً بعيداً كل البعد عن الإسلام، ولا يرقي للمساواة والعدالة والإنسانية، ولا نستدعي الخطاب الديني الصحيح، الا في الازمات لاطفاء الحرائق.
الإسلام والثروة.. ولا يزال بيننا من يتاجر في العملة ويعتبرها حلالاً، ومعظم تجارها من الإخوان، يحققون ثروات طائلة ويضربون الاقتصاد الوطني في مقتل، ويلحقون أفدح الأضرار بمصلحة الوطن والناس، وهناك من يفتي لهم بأن ذلك حلال.
الإسلام ومكارم الأخلاق وأكل مال اليتيم والكذب والغش وسرقة المال العام.. وعشرات القضايا الأخري، التي تحتاج فكراً مستنيراً، يملأ خطب المساجد وأحاديث الدعاة في التليفزيونات.. بدلاً من سحب الناس إلي أفكارتغيّب العقل، وتسطو علي الوعي

المقال بقلم الكاتب كرم جبر و منشور في جريدة الاخبار عدد اليوم

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

طيب دلوقتي الدولة عاوزة تساوي بين الذكر و الأنثي في الميراث وعلماء الدين ثاروا وقالوا مش ممكن نغير الحكم الشرعي ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) 

هل تجديد الخطاب الديني ينطبق على هذه الحالة ؟ 

وياترى هل ممكن دولة إسلامية زي مصر تخالف حكم شرعي ؟!! 

 

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...
في ٢٦‏/١١‏/٢٠١٨ at 15:23, Grandma said:

طيب دلوقتي الدولة عاوزة تساوي بين الذكر و الأنثي في الميراث وعلماء الدين ثاروا وقالوا مش ممكن نغير الحكم الشرعي ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) 

هل تجديد الخطاب الديني ينطبق على هذه الحالة ؟ 

وياترى هل ممكن دولة إسلامية زي مصر تخالف حكم شرعي ؟!! 

 

أميل إلى أن المسألة  ليست بهذا الوضوح أي ليست أبيض و اسود … اكيد هناك تخريج فقهي في تونس لما قيل عن مساواة الأنثي و الذكر في الميراث ، مثل مسألة الحجاب التي وصل الأمر في مصر الى انها فريضة في حين انها غير موجودة في المغرب

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...