اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

فليتبعنا من أحب لعورته الستر, وأراد لنفسه عزة


مسلم-فلسطين

Recommended Posts

الحمد لله ذي العرش العزيز القهار, المنتقم المتكبر الجبار, أملى للكافرين, وأخبر عن مصير المجرمين فقال( وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ), وأشهد أن لا إله إلا الله, صاحب العظمة والكبرياء, ما نازعه أحد فيهما إلا قصم, نحمده على إخراجه ما كنّ الكافرون وأخفوا من حقد في الصدور, فقاصم عليهم بذنبهم قويَّ الظهور, فمُحلٌ بأرضهم خراب منشور, فمبعثرٌ بهم عظام القبور, فمسعرٌ بهم نار السعير, ليكون هذا الإخراج برهانا للمسلمين, ينير لهم الطريق ويعرفهم العدو والصديق,

وأشهد أن سيدنا محمداُ عبده ورسوله, سيد الخلق بلا منازع, وعظيم البشرية ولا مدافع, الشهيد الشاهد على الأمم, المؤسس الباني لدولة عز بها المسلمون عرب وعجم, صلوات ربي عليه ما قبل الرَّديِّة ولا الرَّزيَّة لأمته, فثار وثوّر للأعراض, وقمع وفتك بسيف الجهاد, فدمر وأجلى من حاول أهانة العباد, فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى صحبه الغر الميامين الأخيار

وبعد:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ 1 يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ).

أيها الناس:

أخرج الأمام ابن هشام في سيرته عن ابن اسحق قال:

(أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها ، فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعل يهود يريدونها على كشف وجهها ، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت عورتها فضحكوا بها، فصاحت . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون, فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه.

فلما نزلوا على حكم رسول الله تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق وقام دونهم يتوسط عند رسول الله ليحميهم, فقد كانوا حلفاءه وأولياءه وناصروه قبل قدوم رسول الله, لأنه خشي أن تدور على الدوائر, فقد أمدوه في الجاهلية بسبعماية مقاتل.

ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حليفا لهم في الجاهلية كابن سلول، فخلعهم إلى رسول الله وتبرأ إلى الله عز وجل وإلى رسوله من حلفهم.

وقال يا رسول الله: أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.

فنزلت في عبادة وابن سلول المنافق هذه الآيات:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظالمين()فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ()وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ()

إلى قوله تعالى في سورة المائدة

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ()وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ()

أيها الناس:

قد علمتم ما جرى في سجن أريحا, وقد شاهدتم مقدار المهانة والخيانة, حتى عري الرجال, وبانت منهم العورات, ورفعوا أيادي التسليم, وتوضَح لكم خيانة يهود والأمريكان والإنجليز.

فأين الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم أنهم يردون لكم الخير؟؟

فدلوكم على طريق سموها طريق السلام واللعبة السياسة,

أين الأمريكان وما وعدوكم؟؟

أين الإنجليز وما منوكم,؟؟

أين المنافقون وما أوصلوكم,؟؟

أين الحكام وحلو الكلام الذي خطبوكم,؟؟

هل هذه العزة والكرامة الموعودة,؟؟

هل هذا السؤدد والسيادة المفقودة,؟؟

هل هذا هو المصير عند دعاة حق تقرير المصير,؟؟

هل هذه الحرية المدعاة, أن تخلع أو لا تخلع,؟؟

أين الذين سارعوا إلى أصحاب الوعود,؟؟

أين الذين جعلوا أبناء العمومة هم اليهود,؟؟

أين الذين قالوا( أمريكا ليست عدوا لنا )وهذا قول لأحد قادة حماس محمود الزهار

أين الناعقون,؟؟

أين الزاعقون,؟؟

أين دعاة العقلانية,؟؟

هل هذه هي عقلانيتكم,؟؟

قبح الله العقلانية, إن كانت هذه نتيجتها.

أيها الناس:

إن العقلانية هي أن تصدق القرآن وما أخبر, وقد أخبركم بأن لا تتخذوا اليهود ولا النصارى أولياء, فتدفعوا إلى أيديهم حبال رقابكم, ومستقبل مصيركم, فهم عدو كما أخبر الله, فالعاقل لا يضع مصيره بيد عدوه ليتحكم به, بل العاقل العقلاني المتعقل من يسعى ليقطع كل الحبال بعدوه.

فلا يقبل منه مشورة, ولا يرضى منه معونة, ولا يجلس معه على طاولة مستديرة, ولا يقدم له تنازلا, ولا يقبل بحل مرحلي معه, ولا بنصف ولا ربع حل,ولا يبتغي منه عزة ولا قوة.فأحمق من يبتغى الماء في الصحراء, أو يبتغى الطعام على موائد اللئام. هو بذلك ابعد الناس عن العقلانية.

أيها الناس:

قال سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومتى ابتغينا العز بغير دين الله أذلنا الله, رحم الله الفاروق عمر وصف لنا الداء ووصف لنا الدواء فمن أراد العزة فبدين الله ومن أراد لعورته إلا تنكشف فلا يلقين مصيره بيد عدوه, ويا فوز المستغفرين.

الحمد لله وكفى...

أيها الناس: لما تعدت يهود على عورة امرأة مسلمة فكشفوا عورتها, كان الإجراء الرادع الصارم من رسول الله الأجلاء والنفي والطرد, فبه تصان الكرامة, وبه تتحصل العزة, وبعده يقمع المتجرئون, فيحسبون ألف حساب, ثم يفضى حسابهم ألا يقدموا على الاقتراب, وهذا الإجراء الرادع الصارم لا بد له من قوة.

وهذه القوة الآن مفقودة, وطريق الوصول إليها سهل ممتنع, يبدأ بفعل كفعل سيدي عبادة, التبرأ من الكافرين والمنافقين, والولاء لرب العالمين, وجعل الله ورسوله الحكم المقرر لكل خطوة في هذه الطريق, فيسلم ويستسلم لأوامر الله, ولا يسلم أو يستسلم لأمر أو مشورة أو رعاية عدوه, وينتهي هذا الطريق ( طريق العزة), برجل كابي بكر أو عمر أو هارون الرشيد, على راس أمة واحدة, مجموعة في دولة واحدة, مؤسسة على كتاب الله, هنالك تكون العزة, ولا عزة بغير هذا, فمن أراد حقا وصدقا أن يعز, وما كان حقا وصدقا غيورا على عورته, فليسر في هذه الطريق, و إلا فستبقى العورات تنكشف على يد من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة, أذل خلقه يهود, اللهم استر عوراتنا.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...