اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

معظم طقوس الموت والدفن ليست من الاسلام


Recommended Posts

 

معظم طقوس الموت والدفن ليست من الاسلام

Posted on June 4, 2016 by civicegypt

د.أحمد صبحى منصور احمد صبحي منصور

مقدمة

1 ـ  جمعنا لقاء مع بعض الأحبة وتشعب بنا الحديث الى أن وصل الى بعض من توفاه الله جل وعلا فى الغربة ومعاناة أولاده فى شحن جثته الى مصر . وقلت : إن ابن عمى ( ثروت كامل محمد على ) توفى فى النمسا ، وكان ممكنا إستحضار جثته الى مصر ، وكان أبوه ـ عمى ـ حيا . ورفضت ، وطلبت من أصدقائه فى فينا دفنه هناك ، وأقمنا له عزاءا بسيطا قصيرا فى البلد . هذا برغم الحزن العميق عليه ـ يرحمه الله جل وعلا ، إذا كان شابا عصاميا يدرس الدكتوراه متفوقا مع عمله الشاق كل يوم ، ثم اصابه السرطان وظل فى معاناته غريبا الى أن مات . كانت تكلفة إستحضار جثته فوق طاقتنا . وقلت لهم إن طفليه أحق بما تركه لهم ــ  وهو قليل . 

2 ـ قال أحد الأحبة إنه يعرف صديقا من بلد عربى كان برغم كل مشاغله لا يغيب عن صلاة الجمعة فى أكبر مسجد فى (فيرجينيا) ، والذى يسيطر عليه السنيون . وعندما مات طلب إبنه أن يُدفن فى المدافن التابعة للمسجد فطلبوا منه مبلغا ضخما لشراء الحفرة ومتطلبات الدفن ، وحيث أن المتوفى كان فقيرا يعمل فى النجارة فلم يستطع إبنه توفير المبلغ الباهظ ، فتدخل أصدقاء الأسرة وساعدوا الابن فى تكملة  المبلغ المطلوب . قال صديق آخر إنها مشكلة تواجه المجتمع المسلم فى منطقة فرجينيا بسبب مغالاة القائمين على هذا المسجد السنى ، برغم أن قطعة الأرض التى يدفنون فيها قد أخذوها منحة من الكنيسة المجاورة لهم ، ومفروض أن يتخففوا فى رسوم الدفن كما تفعل الكنيسة . وقال صديق آخر إن لديه مفاجأة سارة ، فقد علم أن هناك مدفنا فى ( مناسيس ) التى تبعد قليلا عن مكاننا ، وقد إشترى فيها الملاكم المسلم ( محمد على كلاى ) قطعة أرض ووهبها لتكون مدفنا خيريا للمسلمين . وإنشرحنا ، ولكن أردف المتحدث : ويؤسفنى أن أقول لكم أن هذا المدفن يسيطر عليه هنود وباكستانيون مسلمون ، ويفرضون طقوسهم ويفرضون رسوما باهظة ايضا . إنفجر صديق من الحاضرين ساخطا : والله الواحد يندفن فى الكنيسة احسن ..نظروا الىّ جميعا للتعقيب . قلته لهم . وأكتبه الآن .

 

أولا : فى الاسلام : حق الميت الصلاة عليه ، ودفنه فقط :

1 ـ آدم وحواء وهما فى الجنة كان جسدهما المادى تغلفه أنوار تلك الجنة فى عالم برزخى ـ هو أحد الأرضين الست التى تتخلل أرضنا المادية . عندما أكلا من الشجرة المحرمة إنحسرت عنهما الأنوار التى تغلف جسدهما المادى ، وتشفي الشيطان فيهما ـ وهما فى هذه المحنة ـ فكان الشيطان ينزع عنهما لباسهما النورانى ليريهما اعضاء جسدهما المادى ، وهبطا به الى الأرض ، يقول جل وعلا : ( فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ). الجسد البشرى لآدم وحواء إسمه ( السوأة ) لأنه ساءتهما رؤيته ، وقد كان مخفيا عنهما بأنوار الجنة . وقد أصبحا فى هذه السوأة بخروجهما من الجنة . وبحياتهما على الأرضى إعتادا على جسدهما المادى ولم يعد بالنسبة لهما سوأة  بل به تم لقاؤهما الجنسى ، وأنجبت حواء أول ولد : (  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (189) الاعراف  )

2 ـ  كان آدم وحواء وأبناهما يتحركون فى الأرض بأجسادهم ، يأكلون ويشربون ويتغوطون ويتبولون . وربما كانوا لا يرون فى أجسادهم ( سوأة ) أى لا يرون الجسد شيئا مٌسيئا . حدث هذا لأول مرة على الأرض بعد نشوب أول حرب عالمية فى تاريخ بنى آدم ، حين قتل إبن آدم أخاه ، ونتج عن هذه الحرب الأولى فى تاريخ البشر وجود أول قتيل ، أو أول جثة ، أو (أول سوأة ) . رأى القاتل جثة أخيه أو ( سوأة ) أى رأى جسدا يسوء النظر اليه . إحتار القاتل كيف يفعل بجثة أخيه القتيل أو بسوأة أخيه القتيل . لو تركها فستأكلها جوارح الوحوش وجوارح الطير . وهذا مُسىء لذكرى أخيه ، فعلمه الله جل وعلا ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة ). تعلم القاتل ابن آدم من الغراب أن ( يوارى ) أو أن ( يدفن) سواة أو جثة أخيه . وتعلم أبناء آدم ( الدفن ) ـ دفن الموتى ـ موتاهم .

3 ـ هذا يدخل فى تكريم بنى آدم . والله جل وعلا هو الذى علّم القاتل أن يدفن أو أن ( يوارى ) ( سوأة ) أو ( جثة ) أخيه فى التراب. عن هذا التكريم يقول جل وعلا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الاسراء  ). نفهم معنى هذا التكريم لو تخيلنا أن الفرد منا عندما يموت يتركون جثته تتعفن ، أو تأكلها الجوارح . تخيل أن هذا يحدث لجثة عزيز عليك أو لجثتك . تخيل الناس تمر بجثة متعفنة لفلان ، وتزكم روائحها الكريهة الأنوف . هذا الجسد الذى يفخر به صاحبه فى الدنيا والذى يتفنن فى العناية به تحول بالموت الى جثة تتحلل وتتعفن ويأكلها الدود . ومن التكريم لصاحبها أن تتم مواراتها بالدفن حتى تتحلل وتتعفن بهدوء لتنتهى الى تراب . يقول جل وعلا : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه ).

4 ـ يبقى شىء آخر ، هو الدعاء للميت ، أى الصلاة عليه ، بالدعاء له على قبره . وقد منع رب العزة النبى من أن يصلى على بعض المنافقين فقال : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) التوبة ) . الصلاة عليه بمجرد الدعاء له على قبره . وهو مجرد تكريم دنيوى لذكراه ، ولكنه ـ أى  الميت ـ لا يستفيد شيئا من هذا الدعاء فقد إنقفل كتاب أعماله . المستفيد هو من يدعو ويصلى ( على ) الميت .

ثانيا : ماعدا الدفن والصلاة بالدعاء للميت فليس من الاسلام :

1 ـ تلقين من يحتضر بما يسمون الشهادتين .

تلقين الميت لا يفيده شيئا . المؤمن التقى الذى أمضى حياته ملتزما باوامر ربه ، لا يحتاج الى من يلقنه ما يقول . العاصى المستمر فى عصيانه حتى الموت والكافر الذى أمضى حياته فى الكفر لا يساعده أى تلقين ، ولا تُجديه التوبة عند الاحتضار . يقول جل وعلا (  إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء  ) . ابناء آدم عند الموت إما أن يكونوا من الفائزين اولياء الله الذين تبشرهم ملائكة الموت بالجنة  ، وإما أن يكونوا من أولياء الشيطان الذين تبشرهم ملائكة الموت بالنار .  لا توسط  هنا . والفائز هو الذى أمضى وقتا كافيا للتوبة الصادقة وحافظ عليها الى نهاية حياته . وهو لا يحتاج تلقينا . أما الخاسر فلو إجتمع عليه البشر يلقنونه فلا فائدة .

2 ـ غُسل الجثة وتكفينها . إذا كانت الجثة ( السوأة ) ستتحول الى عجينة قذرة فلماذا غُسلها وتكفينها ؟ وهل نغسلها ونلبسها الكفن لتحلو فى أعين الدود الذى يلتهمها ؟

3 ـ كل طقوس الجنازة ومناسبات ( النفاق / العزاء ) وما يحدث هنا وهناك من أناشيد وأغانى وتراتيل ـ كلها عادات إجتماعية ، تأسست عليها وظائف ومهن وحرف وتجارة . وكلها تحتضنها وتستفيد منها الديانات الأرضية .

4 ـ الجسد بالنسبة لك هو رداء أو لباس تلبسه نفسك فى حياتها الدنيا . يبلى هذا الجسد ، ويمرض ، وتتركه النفس بالموت . هو جاء من تراب الأرض وعاد اليها ليكون ترابا للأرض . وكل الأرض سواء ، ارض كنيسة ، أرض مسجد . ولا فارق بين أن يكون قبرك فى حفرة من الأرض أو فى عُمق البحر ، أو أن يتم حرق جسدك ليكون ترابا تذروه الرياح ، أو يكون قبر جسدك فى بطن حوت ، أو أمعاء طيور جارحة وحيوانات وحشية . فى كل الأحوال سينتهى جسدك الى تراب ، سيتحول التراب الى نبات ، ويتحول النبات الى طعام للإنسان والحيوان . دورة لا تنتهى إلا بتدمير هذه الأرض عندما تقوم الساعة .

5 ـ الذى يجب الحرص عليه أن تخرج من هذه الدنيا تقيا . وليس مهما بعدها أن يواروا جسدك فى حفرة فى كنيسة أو مسجد أو ملهى ديسكو . فكله من التراب ,الى التراب يعود .

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

افردت هذا الموضوع لسابق قناعه شخصيه

بما جاء في محتوي المقال ..

منذ عامان حاك في نفسي شراء مدفن جديد

لإزدحام مدفن الأسره القديم

وقد هالني ما قد رأيت من اسعار او مدافن

فمدفن متواضع عباره عن عينان ٥ امتار في 

٥ امتار يباع ب ٥٠٠٠٠ الف جنيه

ورأيت مدافن عباره عن غرفتان وصاله واخري

معيشه تحت الأرض وفوقهما بناء عباره عن

استراحه مجهزه لقضاء اجازه او عطلة نهاية

الأسبوع او ايام الأعياد بناء فاخر يبدء من

٢٥٠٠٠٠ الف جنيه ..

المهم وان كل هذا علي اراضي مستولي عليها

من الدوله كأمتداد للمدافن الأصليه وهناك مافيا

تقوم بهذه الأعمال لا تقل شراسه عن تجار المخدرات

او السلاح كما انهم يقومون بالإستيلاء علي المدافن

التي تطل مدة تأخير اصحابها عنها لسفر او خلافه

ورأيت ان هذا المقال فرصه لأتحدث لكم في هذا

الموضوع الشأن 

كنا في الماضي نقدس الموتي فهل تجرأ البعض

اليوم في للإتجار بهم .

ناهيك عن تكاليف الدفن و من ثم سريقة الأعضاء

وحتي الهيكل العظمي لبيعهم لطلبة كليتي الطب

والعلوم ...

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

اتوافق مع كثير من المقال ..

لكن اعتقد جانبه الصواب فى موضوع الغسل ..

" ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت اليك وإني من المسلمين "

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...