اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عصابات الخمسين سنت - الميليشيات الإليكترونية


عادل أبوزيد

Recommended Posts

اقتباس
«عصابات الخمسين سنتاً»

  بقلم   ياسر عبدالعزيز    ٢٢/ ٥/ ٢٠١٦

إذا كنت من هؤلاء الذين يتابعون وسائل التواصل الاجتماعى بانتظام، أو ينخرطون فى مناقشاتها التى لا تنتهى، فلعلك لاحظت أن عدداً من أهم «نشطاء» هذا النوع من «التواصل» أصبحوا، فى الفترة الأخيرة، يعبرون عن ضيقهم بالممارسات الحادة، أو يعلنون انسحابهم، أو تقليص تفاعلاتهم وأنشطتهم عبر تلك الوسائط.

فى الساعات القليلة التى تلت حادث الطائرة المصرية، التى سقطت فى البحر المتوسط، الأسبوع الماضى، لاحظت أن عدداً من «كبار» المتواصلين عبر تلك الوسائط، بات يشكو مر الشكوى من أنماط تفاعل «بذيئة، أو غير مسؤولة»، وراح بعض هؤلاء يهدد بـ«حظر متفاعلين» أو بالتوقف عن التغريد والتعليق تماماً.

هناك أسباب عديدة أدت إلى انزلاق حالة التفاعل عبر تلك الوسائط إلى ذلك المنحدر الصعب، لكن ثمة سبباً بدا أن تأثيره كبير وواضح وآخذ فى الاتساع فى الآونة الأخيرة.

يتعلق هذا السبب بنشاط مجموعات يسميها الصينيون «عصابات الخمسين سنتاً»، ونطلق عليها فى مصر اسم «الميليشيات الإلكترونية» أو «الكتائب الإلكترونية».

وكما يشير الاسم الصينى لتلك المجموعات، فإنها لا تكلف من يستأجرها أموالاً كثيرة، ومع ذلك فإنها تحقق له مكاسب ضخمة.

تقوم تلك المجموعات بعمل «ميليشياوى» بامتياز، إذ تخضع لتخطيط مركزى، يستهدف إحداث أثر معين، لكنها تنشط بشكل غير معلن بطبيعة الحال، وتتخذ سواتر، وتطور حسابات بأسماء وهمية، وبالتالى فإنها تنجح فى إصابة أهدافها من دون كشف هوياتها فى كثير من الأحيان.

تقوم «عصابات الخمسين سنتاً» بشن حملات السب والقذف والكراهية على أطراف معينة، امتثالاً لأوامر أسيادها، كما تقوم أحياناً بحملات دعاية وترويج ومدح للحلفاء والأنصار.

ويمكن لتلك «الميليشيات» أيضاً أن تختلق أخباراً من العدم، وتذيعها على حساباتها باعتبارها حقائق، قبل أن تُجيّش فى اتجاه معين، استناداً إلى تلك الإفادات المصطنعة.

يقتطع أعضاء تلك «الميليشيات» صوراً وكلمات ولقطات «فيديو» من سياقها، ويتم وضعها تحت عناوين مضللة، وفى سياق عرض معين، لكى توقع بطرف، أو تدين طرفاً، أو تختلق فتنة بين أتباع دينين أو مذهبين، أو تمجد زعيماً، أو تحقر رئيساً.

وللأسف الشديد فإن «عصابات الخمسين سنتاً»، أو «الميليشيات الإلكترونية»، أو «اللجان الإلكترونية»، لم تعد مسألة مقصورة على الحركات والتنظيمات والأحزاب السياسية وقوى المعارضة، ولكن الحكومات أيضاً تستخدمها.

لقد تحول الفضاء الإلكترونى، خصوصاً فى صفحات «السوشيال ميديا»، إلى ميدان تضاغط وصراع، وهو ميدان لا تتورع عن النزال فيه حكومة أو معارضة، أو منظمة مدنية أو جماعة إرهابية، أو حتى رجال أعمال وأصحاب مصالح.

وبسبب تفشى أثر تلك اللجان، فإن الدور الإخبارى لوسائل التواصل الاجتماعى يظل محل شكوك عميقة.

لكن تردى الخدمة الإخبارية عبر وسائط التواصل الاجتماعى ليس أفدح الأثمان التى ندفعها بسبب زيادة عدد «الميليشيات الإلكترونية» وزيادة حدة نشاطها.

من أفدح الأثمان التى ندفعها بسبب «عصابات الخمسين سنتاً» أن نشاط تلك العصابات يؤدى إلى تسميم النقاشات التى تجرى عبر وسائط التواصل الاجتماعى، وبالتالى تحويلها إلى ميدان منحط لتبادل الشتائم والإهانات، وهو الأمر الذى يؤدى إلى إقصاء المتفاعلين الجادين.

باعتبارها ميداناً للنقاش العام، وساحة لتبادل الأفكار وبلورة الرأى العام، فإن تلك المواقع تكتسب قدراً من أهميتها من وجود قادة رأى بارزين ومؤثرين، يمكن أن يقودوا النقاشات عبرها إلى مقاصد منطقية وإيجابية، لكن «عصابات الخمسين سنتاً» تريد أن تفقر تلك المواقع، وأن تغلق الساحة الوحيدة التى يمكن أن تعوض انسداد المجال العام، وتتحايل على القيود المفروضة على المجال السياسى.

مع استمرار نشاط «عصابات الخمسين سنتاً» سيفقد الجمهور الثقة فى كثير مما تبثه وسائط التواصل الاجتماعى، وسينصرف قدر كبير من المتفاعلين المؤثرين عنها، وستغدو تلك الوسائط مثل أى «تكنولوجيا» حديثة، قمنا باستيرادها من الخارج، ثم استخدمناها أبشع استخدام ممكن.

 
http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video
people_comments.jpg comments_bar.jpg     Add_Comment.jpg
عدد التعليقات [٣]
 في شأن تعريف الإخوان . فضلا قل : " عصابة " ! ولا تقل " جماعة " !!
user.gif تعليق صبري الباجا     time.gif تـاريخ

٢٢/٥/٢٠١٦ ٤٥:١٢

في معجم اللغة العربية المعاصرة عصابة [ مفرد ] ، عصابات[ الجمع ]، وأصبحت الآن تطلق على مجموعة منظمة من (المجرمين ) يهاجمون أهدافا كلما سنحت لهم فرصة مناسبة ثم يفرون إلى مكان آمن . أما (الجماعة) فهي وحدة اجتماعية يتم بين أعضائها تفاعل وعلاقات اجتماعية وتأثير انفعالي ونشاط متبادل على أساسه تتحدد الأدوار والمكانة الاجتماعية لأفراد الجماعة. وبصفة عامة يلزم ، لإطلاق لفظ( جماعة). أن يكون هدف الجماعة متفقا مع عادات وتقاليد المجتمع الموجودة فيه! ومن هنا وجب علينا استخدام " عصابة الإخوان" وليس" جماعة الإخوان ".
comment_add.gif أعلي الصفحة
comment_contend.jpg
 كل ماذكره السيد / ياسر عبد العزيز
user.gif تعليق سمسم     time.gif تـاريخ

٢٢/٥/٢٠١٦ ٤٠:١٠

كل ماذكره السيد / ياسر عبد العزيز نراه يحدث بوضوح في الإعلام المصري أو ما سميه إعلان الدولة و لذلك أصبح فاقد لمصداقيته تماماً
comment_add.gif أعلي الصفحة
comment_contend.jpg
 الوسيله السهله للهروب من الحوار هي وضع اّصحاب الراّي المخالف في صناديق
user.gif تعليق محمود عوض     time.gif تـاريخ

٢٢/٥/٢٠١٦ ٥٣:٩

من أخترع مصطلح مليشيات إلكترونيه وطبقها علي أرض الواقع هي جماعة البنا الإرهابية ونجحوا في بث فيروس التشكيك في كل شيء وأي شيء حتي وصلوا إلى دعم نخبة عصيري الليمون وأعطيهم فرصه والعصابه فصيل سياسي يطابق حزب ألمانيا المسيحي الديموقراطي..كما نجحت عصابة البنا في تحوير عقول (بعض النخبه)لعداء أجهزة الدوله بمحاولة فصلها عن بعضها بعبارات مثل يسقط حكم العسكر ومحاولة فصل قيادات الجيش عن الجيش كما نجحوا في توظيف (بعض) النخبه في كراهية جهاز الشرطه(الذي يحميهم وحماهم هم وأسرهم خلال سنوات الفوضي والإرهاب ونظره لتونس ومقتل معارضيين وسياسيين شاهد علي جهد الأمن في حماية حتي من يشككون ويهاجمونه ليل نهار علي مدار خمس سنوات)...هل أنا مثلا من اللجان والكتائب لأنني استخدم عقلي وقلبي ولا أسمع وأطيع ما يخرج عن نخبه تايهه تبحث عن كرسي أو منصب أو كاميرا وميكرفون ?? وضع الناس في صناديق يوضح ضعف المنطق وضآلة الأفق والهروب من الواقع..هذا رأي شخصي والله أعلم منا جميعا
comment_add.gif

 

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...