مصرية الهوى بتاريخ: 22 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 أكتوبر 2005 لما كنت في ثانوي .. المدرسة خدتنا زيارة إلى دار الحضانة الاجتماعية أو دار الأيتام ... بصراحة الزيارة دي حسستني بحاجات كتيرة مكنتش حساها .. حسستني بنعم أنا فيها مكنتش واخده بالي منها .. المهم أول ما رحنا الدار .. قعدنا في المسرح وجت مديرة الدار .. وقعدت تتكلم لنا عن الدار والأطفال اللي فيها .. كلام والله يقطع القلب :wub: ويخليك تدعي على اللي كان السبب.. قالت لنا ان الأطفال الموجودين هنا ساعات بنلاقيهم على بيبان الجوامع أو مرميين في المستشفيات وأحياناً تيجي سيارة تعدي من جنب الدار ترمي العيل وتمشي :D .... وهي بتتكلم دخلوا بنتين قدي تقريباً .. فنادتهم المديرة وحضنتهم وقالت عارفين دول مين ؟؟!! .. دول بناتي اللي أنا مخلفتهمش ... دول بناتي اللي بحبهم جدا وبخاف عليهم ... شكلهم والله كان يكسر الخاطر.. يا ترى أحلامهم ايه ؟ وبيفكروا بايه ؟ وبيحسوا بإيه ناحية أهاليهم اللي خلفوهم .. ولا يعرفوش عنهم أي حاجه !!! ... المهم ... خدتنا المديرة عشان نتمشى في الدار ونزور العيال ... الدار كانت بتقسمهم مجموعات أو أسر ... يعني الأقل من سنة في مجموعة واللي سنتين مجموعة وهكذا .... وفيه أكتر من مجموعة لكل مرحلة من العمر .. أول حاجه دخلنا على العيال الأقل من سنة .... حاااااااااااااااااجة تقطع القلب بجد ... تخيلوا واحد عنده أقل من شهر و اللي ثلاث شهور و اللي ستة وسبعة و تمانية .... منتهى الطفولة والبراءة ... خدت بنوتة بتجنن عندها يجي 10 شهور وحضنتها وقعدت ابوسها .. كانت بتبصلي وتقول بكل براءة الدنيا : ماما .. ماما .. أنا خلاص ... مسكت نفسي بالعافية لانفجر من العياط قدامهم :) ... حرام والله مفيش حضن دافيء يضمهم ولا حد يطبطب عليهم .. مفيش غير المربية اللي تديهم الرضعة في مواعيد محددة وروحها في مناخيرها بعدين ترميهم في السرير و تمشي :) ... بعدين رحنا دخلنا على العيال اللي سنتين .. كلهم كانوا بيمشوا ... وهما بيبصوا لنا .. وعنيهم كلها براءة .. كانوا فرحانين جدا واحنا بنشليهم ونحضنهم .. ونديهم شوكولاتات وحلويات ... فعلاً أصعب حاجه عند الإنسان إنه يفقد الحنان .. حنان الأم والأب بالذات.. بعدين رحنا للعيال اللي كانوا في الحضانة من 3 – 5 سنين ... أنا حاسه إنه في السن ده يبدأوا يحسوا بفقد الأهل والعائلة والدفء ... واحنا كنا عندهم وحده صاحبتي شافت بنوتة تجنن عندها تقريبا 4 سنين .. قالت حراااااااام حد يسيب قمر زي ده ... فالاستاذة اللي كانت بتدرس للعيال قالتلها : لا يا حبيبتي .. اسم الله عليها دي بنتي .. اتاريها بنت الأستاذة .. صاحبتي وشها جاب ألوان .. قالت معليش آسفة :blush: !! بس العيال اللي أكبر من كده زي اللي في إبتدائي وإعدادي وأحياناً بعض اللي في الحضانة .. بيخرجوا مدارس عادية ... يعني بيختلطوا بالمجتمع ... النظام في الدار صارم جدا ... مساكين والله زي ما يكونوا في معسكر ... الصبح يروحوا المدارس .. بعدين الغداء ... وقت الإستراحة .. العصر وقت لعب .. المغرب حل الواجبات .. بعدين العشاء والنوم ... الساعة 8 أقصى حد .. بعدين لازم الكل ينام ... مفيش روح العائلة ودفئها .. بتحس إنك في مدرسة طول الوقت ... المكان حوالينك مليان بالناس على طول ... وطول الوقت وشهم في وش المربيات الفلبينيات .. اللي مينفعوش غير انهم يشتغلوا في سجون ... مفيش في قلوبهم لا رحمة ولا حب .. بس يشخطوا في العيال ويضربوهم :) ... وللأسف مفيش حد فوقهم ... والمربية لا يمكن تتسامح مع أي خطأ ... يعني تخيل طفل عنده تلات سنين تعامله زي ابن 10 سنين .. لازم تأكل وقت الأكل ... متوسخش نفسك .. لما يجي وقت النوم تروح لسريرك .. متتكلمش ... حرام والله كله بعنف ... العيل في السن ده .. لازم ينطط .. لازم يوسخ نفسه .. لازم ينسى حاجات ... لازم يعيش طفولته ... بس للأسف في الأماكن دي مفيش طفولة .. !!! حرام .. العيال دي لما تمرض مش هيلاقوا حد يخفف عنهم ويسهر معاهم ... البنات والأولاد لما يوصلوا لمراحل حرجة مش هيلاقوا حد يتكلموا معاه .. يفتحوله قلبهم .. يا ترى لما ييجوا يناموا بالليل بيفكروا بايه ؟ .. يا ترى يتخيلوا مستقبلهم عامل ازاي ؟؟.. لما يخرجوا برا ويشوفوا الأب والأم وأطفالهم يمشوا سوا ..هيكون شعورهم ايه .. لما يفكروا ويكتشفوا إن اسمائهم دي مزيفة .. وإنهم مجهولي النسب .. ميعرفوش مين بباهم ولا مين مامتهم ... وإنه احتمال كبير إن والدهم ووالدتهم يكونوا عايشين دلوقتي .. بس هما ميعرفوهمش ... يا ترى هيطلعوا ايه دول ؟؟ .. مرضى نفسيين .. مجرمين .. ويمكن يكونوا ناس طبيعيين أسوياء بس المرارة ساكنة جوا قلوبهم B) ... الناحية المادية في الدار ممتازة جدا ... المباني حلوة .. والغرف جميلة ومتوضبة .. فيه حدايق ومراجيح وملاعب ... الأكل متوفر واللبس متوفر .... بس الإنسان روح وجسد .. وفايدته ايه لما تشبع الجسد بس .. إنما الروح لا !!! دلوقتي انتشرت حاجه اسمها .. الأسرة البديلة .. يعني الناس بيروحوا ياخدوا طفل ويربوه عندهم .. ويبقوا أهله بالضبط ... وخاصة الناس اللي مبتخلفش .. بس الحكاية دي أنا شايفه ليها بعض الآثار السلبية .. زي إن الواحد لما يكبر لازم يعرف إن دول مش أهله الحقيقيين .. كتير الحقيقة بتصدمهم وتأثر عليهم .. وأنا اعرف وحده كانت مبتخلفش وخدت بنت وربتها ...البنت دلوقتي في العشرينات متجوزة من واحد يتيم ومتربي عند ناس برضه .. وعندهم ولد ... والست اللي ربتها كانت بتعاملها أحسن من لو كانت بنتها اللي مخلفاها ... كلمة أخيرة للي كان السبب .. الناس دي مجرمة وقلبها حجر :D .. مجرمة بحق الطفولة والمجتمع والإنسانية ... ( والا تسموا ايه اللي يسيب ضناه .. اللي حته منه ويمشي ) .. مجرمة وأنانية .. متفكرش إلا في نفسها وفي متعتها وبس .. متحسبش أي حساب للبني آدم اللي هيجي للدنيا .. ضايع .. تايه .. مش هيدوق من الدنيا إلا المرارة والهم والحزن ... حسبي الله عليهم وهو نعم الوكيل .. :P ;) جيجي ... سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خبارات المشاركة
se_ Elsyed بتاريخ: 23 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أكتوبر 2005 هناك فرق يا جيجي بين الطفل اليتيم الذي فقد والديه .. وبين الطفل اللقيط .. فالنوع الثاني هو أقصى ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان .. شخص جاء للحياة لا ذنب له ولا إرادة ولا تدخل .. وفجأة يلاقي الجميع - بدون إستثناء - ينظروا له طوال عمره نظرة قاسية على إنه - إبن حرام - ... طب وأنا مالي ... أنا ذنبي إيه يا ناس ... فهل يختار أحد منا مصيره ؟ ولماذا تهربون مني كأنني كائن جربان ؟ تلك هي التساؤلات التي تدور في خُلد أي لقيط طوال مشوار الحياة ... ونجده يتقوقع في قالب مُعين ... وتتدخل العادات الإجتماعية البالية في تشكيل تلك الحياة ... بالله عليكي هل هناك عائلة ترضى أن تُزوج إبنتها أو بنتها لإنسان / أنسانة لقيط ؟ ولو كان في دراسة فكيف سيكون نظرة بقية الطُلاب إليه ؟.. ده لو إفترضنا إنه هايختلط بهم في مرحلة معينة ... يعني هايطلع من الدار أو الإصلاحية زي ما بيسموها ويختلط بالمجتمع المدني العادي شيء صعب وإحساس أصعب ... وتُهم وذنوب يتحملها شخص نيابة عن آخرين ... من حوالي 3 سنوات تقريباً إتعرض مُسلسل إسمه ( للعدالة وجوه كثيرة ) وكان يحي الفخراني بيمثل دور من أرقى أدوارة وكان عبارة عن إنسان لقيط لكنه ناجح في حياته وأستطاع أن يكون مليونير شريف وهو عشان عارف إن المجتمع ما بيرحمش ... إخترع لنفسه نسب وعيله وتاريخ عشان ما حدش يعرف إنه لقيط ... ويشاء السميع العليم أن يتشابه إسمه اللي إختاره مع إسم مجرم هارب من حكم الإعدام .. وبالتالي إنفرط العقد وأنكشف السر اللي كان محتفظ به طوال حياته .. وأنفض الجميع من حوله وكانت أولهم زوجته وبعد ما كانوا بيحترموه إبتدوا يعاملوه كلقيط ومالوش أب ولا أم ... مع إنه ناجح وشريف وإنسان مُرهف الحس .. لكن تقولي لمين ؟ عشان كده كان الرسول دايماً يوصينا بالأيتام ويُبشر المحسنين إليهم بثوابهم العظيم يوم القيامة حتى لو الواحد مسح بإيده على شعرهم في حنان ، يعني مجرد إحساس وشعور لا يُكلف الإنسان شيئاً ... يــــــــــــــــاه ... كم هي قاسية الحياة في بعض الأحيان ... وما يزيد من قسوتها عندما تتحول قلوب بعض الناس إلى أحجار صماء ... ده حتى ربنا قال وإن من الحجارة لما يتفجر منه الماء ... يعني حتى الحجارة ساعات بتبقى حنينه ولديها عطاء وتنبع منها الحياة الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق .. و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة .. فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً .. و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً رابط هذا التعليق شارك المزيد من خبارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان