اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هلوسات ادبيه ...


Recommended Posts

لا تأنس بجوار النار

شعر / رياض الدليمي

...........................

صبرا آل نفسي

سأعيدُ تدوين الآهات 

بأقلام الرثاء

أحلامي باتت رثة في قواميس رؤياك.

من يفكُ أغلال الحزن

وسلاسل قلب هوى واندحر؟

أيها الثائر على صمت العزلة

وغربة الروح

لمن تشكو,

لمن تبوح 

هل تتوق لنسمة صيف :

رائحة مطر 

ووطن بلسم

للجروح؟.

أثورُ على اِحمرار جفني

مرارة عَلقم حنينك في فمي،

أنا المفطوم في مهد العزلة

أقسمُ بالأرق

وهمس المطر

ببيت عشقنا العتيق

وقيامة النبض.

أَحلفُ باِسْمَينا

آن لا أخون السطور

وما تركناه على بياض الأيام ،

عندما خُلعتْ زرقة السماء عنك

اِنضوت الروح عني

جثتي أُثلجتْ ،

أَفرُّ من زرقة السماء

فتصفعني زرقة دجلة،

في مهد اللحظة أتضورُ

أَهجعُ تحت أشجار ظلكِ الأخضر 

لا قدرة لي على تلقى كرز الجنات 

وهو يتساقط على فمي

أُفرغُ مني

أنا الثائر على الغربة

وطيبة ارضي

أحملُ كُلي 

 انحني لزهر الوجنات ،

سوسنك يبعثر أنفاسي من خلف الحجب

 قيودي تتكسر

 نسيج عزلتي يتمزق،

من يقلد الثوار لحظة الهزيمة

أيشفع السوسن ؟

سرني المساء ذات شتاء

همس لي:

اِمكثْ جليساً محاذيا للجنات

ولا تأنس بجوار النار.

..............................

1 نيسان 2016

ابراهيم رياض

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 57
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

الصور المنشورة

FB_IMG_1459944279037.jpg

مغتسل بجرم الأنوثه
جلس وحيداً غير قادر
 على احتمال حرائقه
روحه عود ثقاب لثمَ 
الهشيم 
فثار اللهيب يخط سفر 
الرماد 
صورة انثى
مقعد شاغر
يصفعه سكون الفراغ 
يملؤه صقيع الصمت
 تطرق بابه خيول الحلم 
تجري فوق رصيف قلبه
المهجور منذ ألف شوقٍ 
ولهفه 
 فينسياب من قلبه
 المثقوب 
قطرة 
قطرة

وفا ديب

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

صروف الزمان 

قِفْ بِالْمَرابعِ وَاسْألْ دُرَّها الْخَضِلا 
عَنِ اللّواتي غَدَتْ في دَهْرِها مَثَلا

عَنِ النّجومِ وَقَدْ تاقَتْ لِرُؤْيَتِها 
وَاذْكُرْ لَيالي الْهَوى فَالْبَدْرُ قَدْ أَفِلا

وَرَنَّةُ الْكَأْسِ وَالأنْغامُ ضِحْكَتُها 
وَالْهَمْسُ في نَبْسِهِ قَدْ ضارَعَ الْعَسَلا

وَاللّيلُ ظَلَّ لِسِرِّ الشّوقِ مُرْتَقِبا 
وَالْقَلْبُ مِنْ نارِهِ قَدْ شَبَّ وَاشْتَعَلا

عَلامَ في رَسْمِها ذِكْرى أُقَلِّبُها 
في خاطِري تَنْتَضي الْأسْيافَ وَالَأسَلا

وَالْهَجْرُ قَدَّ سُوَيْداءَ الْفُؤادِ وَفي 
حُشاشَتي زَرَعَ الْأدْواءَ والعِلَلا

رَبّاهُ مَنْ لِكَسيرِ الْقَلْبِ يَجْبُرُهُ
إذا صَريعُ الهوى قَدْ شارَفَ الْأجَلا

هذي صُروفُ الزّمانِ الْمُرِّ قَدْ عَصَفَتْ
بِوالِهٍ يَرْتَجي في ضَغْثِهِ الَأمَلا

هَيهاتَ إنَّ الأْماني فيهِ فانِيَةٌ
وَالْعُمْرُ تَجْري بِهِ الْأيَامُ مُرْتَحِلا

فَالرُّوحُ تَمْضي عَلى مِعْراجِ بارِئِها
 وَالْقَلْبُ يا خالِقي يَأْتيكَ مُبْتَهِلا

ضمد كاظم الوسمي

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

فَوقَ ارْتعاشَةِ غَيبٍ 
يَتوَسلُ
كأسَ أمْنيةٍ
تَتخَثَر ..
 
فوْقَ عَرَبَةِ احْتمَالٍ ..،
تَشُدُّ الوَعْدَ  
لـ زَاويَةٍ خَجْلى ..

لكَ أنْ
تَكْمُشَ دَهْشَةً ..
تُؤجلُ مَفاتِيحَ السَّؤال ..،
إلى مَا وَراء قَدَرْ

لِي أنْ
أتَضَلَّعَ..،
في جَسدِ مَعنَى ،
يَركُلُ الأرْضَ مَطَرًا ..

لنَا أنْ
نُقَشرَ السَّمَاءَ،
نَصْعَدَ
علَّى رُسْغِ
مَشِيئَةٍ..،
مِنْ هُدْبِ البَحْر 
و

نَ 
تَ
نَ
فَّ
سْ

........

هالة نور الدين

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

FB_IMG_1461376558676.jpg

سهام الشعشاع - سوريا

"لم أنتهِ"

لم أنتهِ
تابعْ فإني أشتهي
أن تنحني كالياءِ في الليلِ البهي
أو كالفواصلِ في كلامِ العاشقين
تذيبُ ثلجَ تأوّهي
تابعْ فبعضُ القولِ أكثرُ حنكةً
في غزل ثوبِ الحبِّ للجسدِ الشهي·

 

 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 أسابيع...

متى أتوقف عن ارتكاب حماقة الليل؟
عاهدت نفسي مراراً أن ألتزم بالحمية
ألا أستنشق الرطوبة التي تفوح من العتمة
ألا أطحن الهواجس و أصنع منها وجبة شهية
ألا أغمس أصبعي في زيت التساؤلات
لأتذوق ملوحة الفراغ
ألا أضيف توابل الفلسفة إلى ضياعي
كي لا أقضمني بنهم أكبر
ألا أطبخ الأرق على نار الخوف
ولا أنسى رأسي في وعاء النار...

من يريد أن يصبح سندريلا عندما ينتصف الليل؟!
أريد ان أتحول إلى ملعقة خشبية
ترقص في قدر النار ولا تذوب
أو تمثالا خزفيا ذا عيون مطمئنة وجلسة توحي بالتأمل
هكذا أخرج عن جمودي عندما
تجمع العتمة أدواتها الحادة
وتغلق عباءتها على الليل العقيم
وتمضي...

Haneen Al Sayegh

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

حين ترحل..
أتمنى أن تغيرَ الأرضُ جهة الدوران
أن يأخذ القمر شكلاً أزليا ً في ظلِّها.
أن يأتي الربيع، في كل الفصول
و تتعرى الأشجار أبدا ً،
أن أبتاع قلبا ًجديداً
وأن تصاب أحلامي بعنَّةِ الوقت
حتى لا أنتظر شروقك في أوردتي كل يوم
حتى لا أشتهي صوتك كل حين
حتى لا أتلو أنفاسكَ
في صدري
وجهك..
أطعنه..
ثم أعيد ترتيبه
ثم..
وثم
وثم
أنتظر عودتك.

وداد سلوم

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

نورا جويدة تكتب ..

إلي رجل لا يبالي

====

وماذا بعد ...؟

آثرت

وجعي

ودمعي

وضعفي

ما التالي؟

أنت رجل لا يبالي

لا يغار

لا يشتاق

لا يهتم

ولا يملك مطلقاً

أجابة لسؤالي

دعنا نفترض بأنك رجل عظيم

رجلاً مختلف

رجل تحبه كل النساء

قنن غرورك ياصاحب المعالي

ربما مارست جنونى معك قليلاً

مارست طفولتي قليلاً

ربما كنت لا شيئاً فيك

وكنت غالي

ياسيدى

من اللحظة

سجلني غائبة

أكتبنى متمردة

توقف عن السؤال عني

وعن حالي

سألملم كبرياء أنوثتي وأرحل

سأكون مجرد سيدة

قتلها سهم الخذلان

وماتت واقفة في زيي النبيلات المثالي

ربما صنعتك في الحلم فارسي

ولم تكن مطلقا

ربما منحتك مفاتيح قلبي

وراقصتك

وقبلت جبينك الف

وكنت وهماً صنعه خيالي

سأتعلم مثلك الان

أن لا ابالي

أرشفتك أمن السكن في روحي يوماً

تذوق اليوم طعم ترحالي

قد كنت فيك ككل النساء

حكاية وتمر

ياقيس ليلي

ليلاك رحلت

ولا تسأل عنها الليالي

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

9 ساعات مضت, باهى الطائر الحزين said:

ياقيس ليلي

ليلاك رحلت

ولا تسأل عنها الليالي

هذا حال ليلى قيس 

فما هو حال ليلاك أستاذ باهي 

حمد لله على سلامة الرجوع ونورت من جديد

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

4 ساعات مضت, tarek hassan said:

هذا حال ليلى قيس 

فما هو حال ليلاك أستاذ باهي 

حمد لله على سلامة الرجوع ونورت من جديد

تقصد ليلاتي ..

ستقرأها بصيغة الجمع

وهي مفرده !

نسم علينا الهوي بعبورك

طارق بك

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

[فوبيا  الجسد]
......................
أعجبُ على من يتسوّلُ
مرتدياً لباس الملوكِ
على ابواب امرأةٍ أنكرتهُ
أخبريهِ أنّكِ تعشقينَ رجلاً
ليس  على مائدتهِ
غير كسرة خبز
******
لن يعلن َ ابليسُ توبتهُ
قبل أن يقضّي ليلةً
مع منقّبةٍ
لم تستطعْ اخفاء نهديها 
بعدما تعلّقا بطرق السماء 
لو التفتتْ
هبطتْ بناتُ نعش حاسراتٍ
يطفنَ على خصرها 
هي أنتِ
امنحيهِ فرصةً  اخرى للوجود 
اما ترينَ هذه الحربَ 
غير متكافئةٍ 
ولا سواكِ لايقافها 
*********
أوقديني سجارة مالبورو
بين شفتيكِ
أحبسي أنفاسكِ
لاتطلقي الدخان َ
كي يتحوّلَ سحائبَ
على مدينةٍ جاحدة 
دعيهِ يخترقُ ثغري 
لنصنعَ قبلةً من رمادٍ
لا تطفئها الامطار 
************
لا تكوني ك هيلين 
أقتلي  فينوس 
 ليس  غيرها
من خانتكِ
مع  باريس 
أتركيها  عاريةً
أعيدي بناء المملكةِ 
على جسدها 
كي لا تهزمَ طروادةُ 
مرة اخرى 
.................
كاظم مجبل الخطيب -بغداد

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

أريدُ أن أتحدّث إلى أيِّ غريب 
أيِّ غريب ..
عن أشياء لا تعنيه ، ولن يفهمها مطلقاً .
أصادفه في الشارع مثلاً 
أعطّله عن عمله قليلاً .. 
أجلسه على الرصيف ، لأخبره بأنّي  لستُ فتاة مُتطلّبة ، لكنّني أكره العاديّ ، وتأسرني اللّفتات .
وبأنّني لست سيّئة بما يكفي لأشبههم ، فأكرههم .
وبأنّني نديّة .. نديّة قبل أن يموت السُّقاة عطشاً .
وبأنّني كنت "وردة" قبل أن تقصفني سنين الحرب . 
وأنّني كنت ثريّة ، قبل أن يسرفوا في نهبي . 
وبأنّني كنت "عامرة" قبل أن يعجبهم مشهد خرابي .
وبأنّني لم أكن بهذه البدانة قبل أن أجوع لصوت من أحبّ 
وبأنّني مضغتُ كثيراً من الذّكريات حتّى ذهبتُ بكلّ حلاوتها ، وصار لا بدّ أن أبصقها بوجه أحدهم .
أريد التّحدّث إلى أيّ غريب 
عن أشياء كثيرة ..
كمقتي لأيّام الخميس ،
و للرّفاق
وتلك المرأة ..
لكنّني دائماً أتظاهر بعدم الاكتراث .
 يوجعني الأذى، 
وشوك الصّبار  .. يوجعني بشكل مضاعف ، و اعتدت ألّا أشكو 
أخجل أن أشكو أصلاً .
أريد أن أخبره أنّني أكبر مما أبدو للجميع ، 
 لكنّني أغطّي قلبي جيداً ، 
 وأضحك كثيراً ،
وأحاول أن أنسى .
في الحقيقة أفضّل ألّا أتحدث ، بل أن يمعن النّظر في عينيَّ إلى أن  ينفجر الكلام ..
كلّ الكلام في وجهه 
ربما يتشظّى ، لكنّني لا أريد أن أبالي 
فهذه " لحظة لي" 
فقط قد أعتذر عمّا سببته له من تأخير . 
أنهض وكأن لا شيء حدث 
أنفض كفيَّ 
وأمضي ..
خفيفة 
خفيفة

اسماء كاردي

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

فاطمة

Posted on June 2, 2016 by civicegypt

غادة كمال غادة كمال

لوحات إعلانية

زخم بشر

لا تدري متى كان عند ذلك الإله كل هذا الوقت لينفخ فيهم من روحه.. فهي طالما كانت تشعر بالتعب لنفخ بالونة في عيد ميلاد أحدهم.. بجانب ذلك الشباك المجاور لكرسي مهترىء في أتوبيس نقل عام كانت تجلس تحصي أعداد لوحات إعلانية لسيارات وتجمعات سكنية فخمة وأطعمة وغيرها من الزخم الرأسمالي الذي طالما لم تفهمه برغم أنها لم تسمع حتى عن كارل ماركس يوما ما.

 

فاطمة تلك الفتاة العشرينية لأسرة فقيرة تعمل في أحد المصانع الغير معروفة… ذات شعر أسود مسدل على عنقها الطويل. تملك عينان تحملان داخلهما معرفة لم ترتويها من كتب المثقفين أو الشيوعيين. فهي تعرف بالفطرة. وحينما كانت تعد على أصابعها عدد اللوحات الإعلانية التي تتابعها بكثب خلال رحلتها في الأتوبيس وبالتحديد عند رقم سبعة جاء صوت الكمسرى.

قال (بضيق): الأجرة يا آنسة

تركها بعد أن أخذت التذكرة حينها كانت تنظر للوحة إعلانية لسيارة فخمة تقف فيها فتاة جميلة بثوب أحمر ترقص التانجو مع شاب

فجأة

قفزت تلك الفتاة من الإعلان لتجلس بجوار فاطمة وهذا كان معتاد الحدوث معها.

قالت لها فاطمة: جميل فستانك.

فابتسمت الفتاة.

ثم سألتها: ليه عملتي الإعلان ده.

أدمعت عيناها وقالت: خايفة أكبر وأعجز وأموت من غير ما حد يعرفني وأنا جميلة ولكنها فجأة ارتعبت وقفزت عائدة للوحة عندما جاء راكب آخر مجهول ليجلس بجانب فاطمة.

فشخصيات تلك اللوحات كانت تخشى كل البشر دون فاطمة. ثم سرحت فاطمة تتساءل: لماذا لا نفقد الذاكرة يوميًا.

لماذا كل هذه الإعلانات ؟.وقد كانت لها عادة يومية غريبة فقد كانت تصنع جدول يومي تضع فيه خانة لعدد اللوحات الإعلانية التي احصتها في ذلك اليوم و مقابلها خانة تحوي عدد المشردين والباعة المتجولين بالمناديل وغيرهم من المسحوقين .وقبل أن تخلد للنوم في الركن الصغير المخصص لها في البدروم المزدحم كانت تسأل الله بكل وضوح: أهذا هو العدل ؟.

لكن رحلة فاطمة اليوم لم تكن للعمل بل كانت رحلة مختلفة. فمنذ سنة تقريبًا تعرفت صدفة على رسام متجول. أحبته وعلى ما يبدو أنه أحبها. وكانت تملك أحلاما وردية في ظل العبث المحيط بها فقد كانت تحلم بأن تكون عروسة.

ولكن كان الرسام كثيرًا ما يسخر من هذه الفكرة وكانت حجته: أي عروسة وأي زواج في ظل هذه الفوضى.

وكانت لفاطمة مخاوف مختلفة منها أنها كانت تخشى أن يظهر منها شيء من جسدها برغم جمالها وعدم إيمانها بالحجابامرأةببساطة كانت عندما تسأل لماذا لا ترتديه؟ كانت تجاوب بكل براءة إذا خلق الله لي هذا الجمال لماذا أقتله.

أيهبني الشيء ثم يأمرني بدفنه. ويبدو أن براءتها وثقافتها الغير معقدة هي ماجذب لها ذلك الرسام المتجول البوهيمي. وبدأت مخاوفها تتلاشى رويدا رويدا فبدأت تنظر لثنايا جسدها في المرآة وتبتسم بعد أن رسم لها بورترية عارية واندهشت لجمال جسدها الذي لم تلحظه من قبل. وكانت يوميا تنتهي من عملها في المصنع لتذهب إليه في غرفته على سطح إحدى عمارات وسط المدينة وكانت حجتها (وردية ليلية في المصنع )كان ملاذ أحلامها المؤجلة، فقد كانا يعبثان ويمرحان حتى تتبخر آخر قطرة عرق على جسديهما مع آخر شهقة .

ولكنها الحياة يافاطمة هكذا قالت لنفسها بصوت مسموع وهي تنظر من النافذة.

ذهبت ذات مرة فوجدت السطح خالي كرحم امرأة عاقر. ومنذ حينها مر شهر ولا تعلم لذلك البوهيمي عنوان أو أثر.

يقول البعض إنه قتل ويقول الآخرين أنه انتحر ويشاع أنه تم القبض عليه لنشاط فني مناهض للنظام.

دمعت عيناها وانتبهت أنه قد فاتها لوحات إعلانية لم تحصيها في القائمة اليومية فابتسمت لأنها سوف تحصيها في طريق العودة.

صاح الكمسري: اللي نازل السيدة زينب. اللي نازل السيدة زينب

نزلت تلك الفاطمة وصعدت للدور الثالث.

الممرضة (ببرود ): إنتي فاطمة؟

أجابت: أيون أنا.

الممرضة: استني الدكتور عنده آخر كشف. ماتخافيش العملية سهلة

وغمزتها كأنها تقول لها سرًا: عادي بتحصل كل يوم.

ثم جاء دورها فدخلت للغرفة وفتحت قدميها على ذلك الكرسي وقبل أن تغيب عن الوعي وقعت عيناها على إعلان مصغر عن حليب للأطفال فابتسمت.

وعندما أفاقت

قال لها الطبيب: حمد الله على السلامة يا فاطمة دي روشتة دوا هاتيها واشوفك بعد أسبوع .

هبطت مسرعة رغم الألم كي تكمل رحلتها في إحصاء أعداد المشردين واللوحات الإعلانية. ولكن سوف يزيد في أعداد القائمة اليوم طفل لم يجد له مكان في هذه الأرض في ضمن إحصائية المشردين. ولوحة طبيب يقتلع الأجنة من أرحام النساء عنوة ضمن إحصائية اللوحات الإعلانية.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

كونشرتو اسمه: رمضان
 
0201606050723370.Jpeg?7851
 
فاطمة ناعوت
 
الأحد 5 يونيو 2016 / 20:17
google-share-75.png facebook-share-75.pngtwitter-share-75.png
 

ويقول العارفون إن مَن لم يحضر شِطرًا من شهر رمضان في مصر، فقد فاته الشيءُ الكثير. شهرٌ لا يشبه أيَّ شهر آخر يمرُّ على مصر، ولا يشبهه أيُّ رمضان آخر يجولُ في العالم. هل هي نوستالجيا الحنين للوطن؟ ربما. لكن هذا الشهر الكريم يخرج عن كونه شهرًا دينيًّا، ليتحول إلى سيمفونية احتفال بالحياة. يتبارى فيه الأطفالُ والشيوخُ، وما بينهما من أعمار، ليجعلوا منه كونشرتو شعبيًّا يعزف الأوركسترا فيه سونتات فرح وولائم وزينات وأنوار وألوان وتزاور وصلات رحم وسهراتٍ لا يعرفها إلا رمضان. لا تكاد تعرف فيه المسلمَ عن غير المسلم. لأن المصريين على كافة عقائدهم وألوانهم وطبقاتهم المادية والاجتماعية والتعليمية يتسابقون في رسم الفرح على الوجوه وعلى جدران الأبنية وسماوات الشوارع والأزقة والميادين. يتفق المسلمون، وغيرُ المسلمين، على أن لرمضانَ في مصرَ طعمًا مميزًا، ونكهةً لا مثيلَ لها في أية دولة آخرى.

 ما السبب؟ إنه سرًّ المصريين الخاص، منذ آلاف السنين، قبل نزول الرسالات. تعويذةٌ تصبغُ الأشياءَ بلون مصر، وتسبغُ على الأيام طعمَ النيل. إنها فرادةُ المصريين في صناعة الفرح، وامتلاكهم مَلَكةَ "الاحتفال". المناسباتُ الدينية لدينا هي مناسبةٌ للحياة. فتلتقي السماءُ والأرضُ في قطعة موسيقية بديعة، ليست تشبه المقطوعاتِ السماويةَ الخالصة، ولا المعزوفات الأرضية الخالصة. مزيجٌ فريد. فقط في مصرَ، يأتيك من السماء، صوتُ سيد النقشبندي عند الفجر يشدو: "قُلْ اِدعُ اللهَ، أو اِدعُ الرحمنَ، أيًّا ما تدعوه فله الأسماءُ الحُسنى"، ثم يأتيك عند المغرب شجوُ محمد رفعت مؤذّنًا؛ فلا تُخطئُ صوتَه بين ألف صوت عداه. تخرج، فتجد الشوارعَ غارقةً في اللون والضوء والصَّخب. فكأنك في عيد قوامُه ثلاثون ليلةً متّصلات، ليغدو أطولَ عيد في التاريخ. الناسُ في بلادي ساهرون لا يعرفون النومَ في ليالي رمضان. يتجاوزون الفجرَ، وينتظرون حتى ينسلَّ الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسود. هو الشهرُ الذي لن تميّز فيه المسلمَ من المسيحيّ. فالكلُّ يحتفل؛ كأنه شهرٌ مصريٌّ، وليس دينيًّا وحسب.

 المسيحيُّ يصوم مع المسلم؛ لأنه يؤمن أنه لا يليق أن يشبعَ وأخوه جائع. وإن باغته أذانُ المغرب وهو في الطريق، سيجد الصِّبيةَ والصبايا يستوقفونه على رؤوس الشوارع وتقاطعات الميادين مبتسمين يلوّحون له بالخير. يفتح نافذة سيارته ويتناول كأسَ العصير وحبّاتِ التمر لكي "يكسر صيامه". فإن قال لهم العابرُ: "شكرًا لكم بس أنا مسيحيّ!"، قد يُفاجأ بأغرب ردٍّ في الوجود: "واحنا كمان مسيحيين، كل سنة وأنت طيب!" يحدث فقط في مصر؛ أن يقفَ شبابٌ مسيحيّون ليسقوا ظِماء الصائمين المسلمين، زارهم المغربُ وهم خارج بيوتهم. 

ونحن صغار، كنا نجمع قروشنا الشحيحة ونركض إلى مكتبة "الطالب"، لنشتري الورقَ الملوّن والصمغ ومقصّات الورق البلاستيكية، بعدما نكون قد جمعنا عصوات الخب طوال العام وخبأناها تحت أسرّتنا، ثم نسهر مع أطفال الحيّ لنصنع زينة رمضان والفانوس الكبير الذي سيُعلّق في منتصف شارعنا. يتبارى أطفالُ كل شارع ليكون فانوسُهم أكبرَ، وزينتُهم أكثرَ أناقة وأكثفَ لونًا. لم ننتبه، إلا حين كبرنا، أن نصفَ أطفال شارعنا من صانعي زينة رمضان، كانوا مسيحيين. رمضانُ شهرُ الجميع، وبهجةُ الجميع، وصلاةُ الجميع لإله واحد مالكِ هذا الكون الشاسع؛ نعبده جميعًا، كلٌّ عبر رؤيته. ونحبُّه اللهَ جميعًا، كما أحبَّنا اللهُ وخلقنا وجعلنا شعوبًا وقبائلَ لنتعارفَ ونتحابّ ونتآخى. 

لا أعرفُ ماذا يعمل أطفالُ هذه الأيام في رمضان. لكنني أعرفُ أن دمَ المصريين الواحد، وعِرقنا العريقَ الواحد، ونسيجَنا الصافيَ الواحد، لن يعبثَ به العابثون. كل سنة وأنتم طيبون. كلُّ سنة ومصرُ، مصرُ.
 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

تعددت الأسباب

والجحود واحد )

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

FB_IMG_1467483280175.jpg

رسالة رثاء من ميساء لميساء

أمرّر أناملي على وجهي، أتذكر وجهي؟ طلما قلت لي أنّه جميل، هادئ ومضيء كنجمة ليليّة بعيدة. لكنّني الآن أراه قبيحاً، قبيحاً بشكل فظيع.
آثار الكدمات الزرقاء والأرجوانية أحيانا تغطي كامل جسدي، بالأمس أشبعني أخي ضرباً لأنه اكتشف أنني أدخّن، كلّ كدَمة تذكرني بنفس من الدخان اللذيذ الذي ملأ خلايا دماغي، ضربني شقيقي الذي يستهلك علبتين من السجائر يوميّاً.

انحدر يدي نحو ثنايا جسدي المنهك، أتلمّس الزوايا المنتفخة.. أتعلم؟ هذا العالم بائس، ويجعل منّا بؤساء كلّ يوم، هذا العالم عبارة عن عملية تحيّل كبيرة، قام بها الله، أو لا أعلم من قام بها حقيقة، كي يوهمننا أنّنا أحياء. وكي نتخبّط لسنوات طويلة، سائرين بخطى حثيثة نحو الموت.

الموت، تلك الكلمة الكبيرة، كم يغريني الموت لو تعلم، ويدفعني كلّ يوم نحوه، حين أكتشف أننا لا نحيا، بل نحن في انتظار الموت الذي نخافه، و لكن لا نتوقف عن ذكره في نفس الوقت: نحن نشاهد الموت في الأخبار، نتحدث عنه في المقاهي و البرامج التلفزيونية والدينية والترفيهية، نلبسه في أدبشتنا، بل نحتفي في العيد بذبح حيوان مسالم.نحن، با صديقي، حتى في أوقات الحب الجنوني ، نهتف " نموت عليك!"

لا أعلم إن كان الله على حق حين خلقني، ثم جعلني وسط هؤلاء النّاس، الجميع ينظر إلي شزراً حين أمشي في الشارع، أتحوّل لقحبة لمجرّد أنني أرفض أن أتصرف كامرأة/ عبد : تعود من المعهد كي تطبخ وتنظف وترتب أدباش أخبيها وأبيها ثم تجلس كي تتحدث عن الزواج والعفّة والشرف والزوج المستقبلي. هل كان الله على دراية بأن مملكته التي نصبها على الأرض يتتحوّل الى مذبحة يوميّة؟ عل تعمّد جعل الشرق الذي كان فيه جميع أنبياءه، مقبرة للنساء؟ لمَ يجرّنا جرّا نحو الموت، تلك الآلهة التي تنافسه سطوةً، واغراءً، وخلقا من جديد؟

من أخبرك أن الموت أمر سيئ؟ هل الحياة ، بالمقابل، أمر جيّد؟ هل تسمي الاختناق اليومي، وتلك الأيادي التي تمتد كلّ يوم كي تعبث بك، حياةً؟ أنا آسف لحالنا فعلاً، أنا ككل امرأة في الشرق، لا أجيد الدفاع عن نفسي، أكير كل يوم وامتلأ حقداً على اللاعدلة التتي تتكدّس هنا، على الهرسلة التي تعذبنا، نحن النساء، كل يوم، على لفظة " العاهرة" التي تتربص بنا في كل زاوية، دون أن نفلح شيئاً أمام جبروت هذا المجتمع، نحن نموت كل يوم مرّات، حين نحسّ بالعجز .

أنا لم أعد أطيق الموت، أريد أن أولد، ان اخلق نفسي من ممرات جديدة/ مخيفة، هذا العالم -يا صديقي- لم يعد يتسع لي، أريد جنانا فسيحة وسحابات أحلم فوقها، أريد أن أحيا.

سيأخذني هذا الحبل بعيداً بعيداً،هذا الحبل الطري سيخنقني بوطأة أقل بكثير مما أختنق كل يوم.

ستجدني بجانبك أن احتجتني، فلا تحزن يا صديقي، واتبعني أن شئت)

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

FB_IMG_1467414359800.jpg

الأن انا وحيدا

وحيد كضوء شارع

يبحث عن فراشه ...

في الرد علي ميساء )

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

أذكر أنّني، قرأت يومًا بحثًا نفسيًّا، يقول إنّ وقوعنا في الحبّ، لا علاقة له بمن نحبّ، بل لتصادف مروره في حياتنا بفترة نكون فيها دون مناعة عاطفيّة، لأنّنا خارجون توًّا من وعكة عشقيّة، «فنلتقط حبًّا»، كما نلتقط «رشحًا» بين فصلين!
واستنتجت يومها أنّ الحبّ عارض مرضيّ.
ثمّ قرأت بعد ذلك مقالاً طبّيًّا عن «كيمياء الحبّ» جاء فيه أنّنا نرتكب أكبر حماقاتنا في الصّيف لأنّ الشّمس تغيّر مزاجنا. ولها تأثيرات غريبة في تصرّفاتنا: فأشعّتها تخترق بشرتنا وكرياتنا الدمويّة.. فتعبث بجهازنا العصبيّ، وتحوّلنا أناسًا غريبين بإمكانهم فعل أيّ شيء.
وقلت.. الحبّ إذن حالة موسميّة.
وقرأت أيضًا.. أن الكتابة تغيّر علاقتنا بالأشياء، وتجعلنا نرتكب خطايا، دون شعور بالذّنب، لأنّ تداخل الحياة والأدب يجعلك تتوهّم أحيانًا أنّك تواصل في الحياة، نصًّا بدأت كتابته في كتاب، وأنّ شهوة الكتابة ولعبتها تغريك بأن تعيش الأشياء، لا لمتعتها بل لمتعة كتابتها.
واستنتجت أنّ مشكلة الكاتب أنّه لا يقاوم أحيانًا شهوة الخروج عن النصّ، والتورّط الأدبيّ مع الحياة، حتّى في سرير.
وهكذا بعد شيء من التفكير، توصّلت إلى كون ما حدث لي لا علاقة له بالمنطق، بل بتصادف عدّة شروط لا منطقيّة.
فقد دخل هذا الرّجل حياتي ذات صيف، مستفيدًا من فقداني أيَّ مناعة عاطفيّة، وانشغالي بين فصلين، بكتابة قصّة حبّ وهميّة. وحبّه ليس إلّا تصادف اجتماع عدّة ظروف استثنائيّة.
في الواقع، من كثرة ما قرأت، اكتشفت أنّ مصيبتي هي في كوني لست أمّيّة. فكم من الأشياء قد تحدث لنا بسبب ما نقرأ..
ذلك أنّ ثمّة قراءات تفعل بنا فعل الكتابة، وتوصلنا إلى حيث لا نتوقّع.
احلام " فوضى الحواس "

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

  • الموضوعات المشابهه

    • 17
      ارجو من الجميع المشاركه فى هدا الموضوع . فلتملؤه بالاعمال الادبيه المميزه.
×
×
  • أضف...