اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ما لا ندرسه في كتب التاريخ


Recommended Posts

في كتب التاريخ المصري هناك أجزاء كاملة سقطت "سهوآ" ... أجزاء لا تقل أهمية عن الأخري المتواجدة ... و حتي الآن ليس هناك بالفعل سبب مقنع لعدم تدريسها للأجيال الجديدة .. ما نعرفه عن تاريخ بلدنا يتكلم بتلخيص شديد عن العصر الفرعوني .. ثم تختفي فترة ... ثم يظهر العصر الأسلامي .. ثم تختفي فترة أخري .. ثم يبدأ التاريخ المركز ( بتفاصيله البطولية التي تخلي من السرد الصادق الموضوعي لمن يتعرض لهذه المسئولية الكبيرة ) و أعني الجزء الخاص بتاريخ مصر منذ قيام الثورة ....

أسوأ أسلوب تدريس تاريخ لأطفال و شباب بلد يعتبر في العالم كله أبو التاريخ ... فقط نحن من يحتقره و يعامله شر معاملة ...

لنحاول معآ أن نقدم الفكرة .. أو المادة الخام التي يمكن أن تساعد أولي الأمر علي ملأ تلك الثقوب السوداء في كتب التاريخ الدراسية .. و سوف أبدأ بنفسي بأول اضافة و التي منطقيآ ستكون خاصة بالتاريخ القبطي ... هذا التاريخ المجهول لمعظمنا .. حتي الأقباط منا ... و اتمني ان يقوم بقية الأخوة .. اذا استطاعوا أو أرادوا .. باضافة ما يرونه قد يساعد في تلك الفكرة ... ما سأتحدث عنه الآن سيتركز في هيئة "كبسولات" حول علاقة المسيحيين بالأسلام تحت مختلف العصور الأسلامية ...

رجاء خاص لأبن مصر الشهير بأحمد محمود و الذي بحكم دراسته و قراءاته.. بالطبع في حالة استطاعته و توافر بعض الوقت .. يستطيع ان يضيف جزء قيم عن عصر محدد هو يعلمه مثلما وعد ...

المراجع :

المسيحية العربية و تطوراتها ... سلوي بالحاج صالح

تعدد الأديان و أنظمة الحكم ... جورج قرم

العصر القبطي تأصيل و معاصرة ... ملاك ابراهيم يوسف

الأقباط وطنية و تاريخ ... القمص بولس ميخائيل

المسيحية و العرب ... نقولا زيادة

قراءات و مقالات مختلفة لفهمي هويدي .. هاني لبيب .. الأب جان كربون ...و ما علق بالذاكرة من مقالات عربية و أجنبية ..

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

ما قبل الدولة الأسلامية ...

سأخرج عن مصر في باديء الأمر .... فالتاريخ الوطني ليس بالضرورة أن يكون مركزه بلد واحدة .. خصوصآ عندما تتداخل أحداث .. و تتحرك شعوب ... و أول لقاء بين الأسلام و المسيحية حدث هناك .. في شبه الجزيرة العربية ..فالوجود المسيحي هناك يعود الي قبل الدعوة الأسلامية بستة قرون .. أي الي القرن الأول الميلادي .. فلقد عاش المسيحيين في شمال شبه الجزيرة العربية في الصحراء التي تفصل بين الأمبراطوريتين البيزنطية و الفارسية ..و إتخذت كل أمبراطورية من العرب المتاخمين ستارآ يدافع عنها ... فبسط الفرس نفوذهم علي اللخميين الذين أستقروا حول مدينة الحيرة ... و مد البيزنطيين تأثيرهم إلي الغساسنة في منطقة الحوران و بادية الشام .... أما جنوب شبه الجزيرة العربية فقد كان مسرحآ للعديد من الهرطقات و الأنشقاقات .... و يمكن القول جملآ بأن انتماء مسيحيي الجزيرة العربية للمسيحية كدين كان واهيآ ما عدا في منطقتي نجران و اليمن ...

و منذ فجر الدولة الأسلامية ... عقدت المعاهدات بين الرسول عليه السلام و بين المسيحيين العرب .. و خضع التعامل معهم علي أساس ضوابط و أحكام القرآن الكريم .. كما تم معاملتهم بسياسة تتسم بالتسامح الديني .. و هي المعاملة التي يأمر بها القرآن من خلال الحفاظ علي ديانتهم و النهي عن إكراههم علي تركه .. و بالتالي لم يقرر الرسول عليه السلام القضاء علي المسيحية بين صفوف العرب مثلما قضي علي الوثنية العربية .. غير انه نجح في أخضاعهم لسلطاته و ابقائهم في دائرة نفوذه ...

و الجدير بالذكر أن الوثنيين لم يحظوا بمثل هذه المعاملة .. فقد وجدوا أنفسهم أمام أحد إختيارين : فإما أعتناق الأسلام .. أو القتال ...

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل سكوب

ممتع جدا سردك للتاريخ حيث يسقط منا سهوا دائما كم تمتعت وانا ادرسه سابقا واتمنى ان الم بالمزيد منه وانت محق فالحلقات المفقودة كثرٌ بدايه من نهاية عهد الاسرات اولا (الاسرة التاسعة)وعودته مرة اخرى (الاسرة الثانية عشر) والكثير مم لا نعلم تفاصيله وسقط من ذاكرتنا ان نبحث فيه

امتعنا بهذا سكوب فكم نحتاج لان نتعلم كيف كنا والام وصلنا من خلال سرد امين للاحداث

اعتذر عن مقاطعتك وانتظر الحلقات القادمة

دمت بكل الخير

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

عصر الفتوحات الأسلامية

بدأت الفتوحات الأسلامية منذ عهد الرسول عليه السلام .. و لكنها أتت ثمارها في عصر الراشدين .. و بصفة عامة .. أتسمت مقاومة الجماعات المسيحية للفتح باللين .. فمن جهة كانت هذه الجماعات منهكة بسبب الضغوط الأقتصادية و الأضطهاد العقائدي الذي مارسته بيزنطة .. و من جهة أخري يمكن القول بأنه كان هناك شبه تعاون و مساندة في بعض البلاد للفتح .. فقد فتحت للفاتحين المسلمين أبواب دمشق و أورشليم و حمص .. و أنضمت لهم الجماعات المسيحية ضد البيزنطيين .. و لا سيما القبائل المسيحية في حران من الجنس العربي نفسه ...

و قد شهدت خلافة أبي بكر الصديق الأنتصار علي المتمردين في الأطراف الشمالية من الجزيرة العربية ... ثم شهدت خلافة عمر بن الخطاب أحداثآ و تطورات شملت أجلاء مسيحيي نجران و توطينهم في جنوب العراق ..و ارتحال جماعات أخري من البلاد المفتوحة .. و اخضاع المسيحيين العرب الذين رفضوا الأسلام دينآ بدفع الجزية .. و في خلافة عثمان بن عفان زالت المسيحية من عمان ... أما خلافة علي بن ابي طالب .. فقد شهدت القضاء علي تمرد المسيحيين .. و رغم ضعف الحضور المسيحي العربي في فترة الخلافة و تلاشيه جغرافيآ .. و تقلصه بشريآ ...فإن كلا من المسيحية السريانية و المسيحية اليونانية قد صمدتا ...

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الدولة الأموية

ولدت الدولة الأموية بعد أول صراع سياسي في الدولة الأسلامية بين أنصار علي بن أبي طالب و معاوية بن سفيان ( والي الشام حينذاك ) ... و أنتصر معاوية و نقل مقر الخلافة إلي دمشق ..حيث أسس بلاطآ للحكم علي نمط البلاط البيزنطي ...و كان للمسيحيين عنده مكانة مهمة .. إذ كانوا اداريي البلاد و مسئوليها الماليين .. و لا سيما عن الجزية و الخراج .. بل كان للمسيحيين دور في الحرب بين يزيد بن معاوية و عبد الله بن الزبير ... ناصروا فيها يزيد ضد عرب شبه الجزيرة .. و كان المسيحيين من مناضلين الدولة الأموية حتي أستقرارها في عهد عبد الملك بن مروان ...

و منذ عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز .. شهدت السياسة الأموية بعض التصلب .. و في عهود الخلفاء التاليين أعتنق الكثيرين الإسلام رغبة في المساولة مع المسلمين و هربآ من الضرائب .. و من بعض القمع الذي حدث في عهدي عبد العزيز بن مروان و الوليد بن مروان ..

و إن تطرقنا إلي الجانب الثقافي في العصر الأموي وجدنا المسيحيين عاملآ أساسيآ في إثراء اللغة و الثقافة العربية .. ففيهم المترجمون و الكُتاب .. و الأطباء و الفلاسفة الذين كان لهم دور كبير في نقل الحضارة اليونانية و الرومانية الي العرب ... و قد ساعدهم هذا العمل علي الندماج أكثر و أكثر معهم ...

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

جهد جميل يا سكوب تابع اخى الفاضل فما خفى كان اعظم ويستحق ان يلقى عليه الضوء

اشكرك على دقة التحليل والطرح

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

الدولة العباسية

أضفي العباسيون علي الأنتماء للإسلام مكانة أعلي من الأنتماء الي العروبة .. و أكدوا علي البُعد الديني للخلافة و علي المساواة بين المؤمنين المسلمين ... و هكذا قربوا منهم الفرس .. و لا سيما سكان خراسان .. فوصلوا الي دوائر الحكم ... و أستغلوا المسيحيين العرب ككبش فداء للأنتقام من العرب الذين سلبوهم الصفوف الأولي في الحكم ... و قُتل في ذلك كثير من المسيحيين و خاصة في عهدي المهدي و المتوكل .. و يشيربعض المؤرخين إلي أن العهد العمري قد نشأ فعليآ في عصر المتوكل .. فهو الذي أمر بإجبار أهل الذمة بلبس "الطيالسة و الزنانير" .. و أمر بهدم بيعهم المستحدثة .. و نهي أن يستعان بهم في الدواوين .. كما نهي أن يتعلم أولادهم في كتاتيب المسلمين ... و غير ذلك ...

و قد شهد العصر العباسي كذلك نهضة ثقافية لا مثيل لها في الخلافة الأسلامية ... ساهم المسيحيون فيها بترجمة مشاهير الكتب اليونانية و من النصوص المنقولة الي السريانية ... فترجموا أعمال أفلاطون و جالينوس و أرشيميدس و بطليموس.... و برزت أسماء كثيرة في نقل الفلسفة الهيلينية الي العربية ... و علي سبيل المثال نجد منهم : ابراهيم المروي و يحيي بن عدي و الفارابي ... الذي أكد علي ان جميع الرواد في نقل الفلسفة اليونانية الي العربية مسيحيون ... و كما يقول فيلسوف العرب "الكندي" عن أساتذته من المسيحيين : إنه لولاهم ما كنا سنصل قط لو كرسنا كل وقتنا للبحث المكثف ..

أما عن العلوم فقد برز فيها يوحنا بن مساوية الذي تولي ادارة بيت الحكمة الذي أسسه الخليفة المأمون عام 830 م. ثم سلم أدارته الي حنين بن إسحاق ...

و في ذلك الزمان كتب المسيحيون اللاهوت لأول مرة باللغة العربية .. فكان منهم الأسقف لحران ثيودوروس أبو قرة ... و معاصره اليعقوبي أبو رائطة التكريتي...

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الدولة الفاطمية و الدولة الأيوبية

في عصر الخلفاء الأولين للدولة الفاطمية ... شهد المسيحيون عصرآ ذهبيآ للحرية .. و لكن ما لبث لأن أنهار مع الحاكم بأمر الله الذي دمر الكنائس و الأديرة .. و أجبر المسيحيين علي أرتداء صليب ثقيل .. و منعهم من بعض المأكولات و أمرهم بلبس ملابس متميزة .. و الجدير بالذكر ان بعضآ من تلك الأوامر قد نالت من المسلمين أيضآ ... ثم تجددت المضايقات و الأضطهادات الصريحة في العصر الأيوبي بسبب الحروب الصليبية ... و التي كانت مفاجأة كبيرة للمسلمين ... و لكنهم سرعان ما استعادوا أنفاسهم و قاوموا الصليبيين .. و أنتصروا عليهم في "حطين" ...

و قد أيقظت كثافة الغزوات روح الجهاد في نفوس المسلمين .. و كان حتمآ أن تضيق دائرة التسامح الأسلامي علي المسيحيين ز. شرقيين و غربيين بدون تمييز ... و خاصة لأن بعض الكنائس الشرقية ( و منها الموارنة و الأرمن ) قد قامت بتأييد الغزاة ...

الدولة المملوكية

شهد العصر المملوكي سلسلة من الأضطهادات للمسيحيين سواء من ناحية المغول الذين اسلم منهم عدد كبير أو من قبل المماليك الذين أرادوا الأنتقام من الأحتلال الغربي .. فلم يجدوأ امامهم سوي المسيحيين ...

و تعرضوا في تلك المرحلة لتباين في العلاقة فمثلآ قامت الفئات العليا من قبط الدواوين بدور مهم في الأدارة المالية للبلاد .... بل أن أفرادآ منهم تقلدوا مناصب علي قدر كبير من الأهمية في الإدارة المصرية حتي أصبحوا وزراء ... كل هذا منح البيروقراطية القبطية وضعآ متميزآ في الجهاز الأداري للدولة .. و كان من نتائج ذلك أن عاني كبار الموظفين القبط بسبب الصراع بين فصائل المماليك المتعددة ... فتعرضوا للمصادرات و غيرها من اجراءات البطش التي نالتهم خاصة إذا تدهور الحال بالمملوك الذي يعملون لديه ...

و في ظل الأزمة الأقتصادية و نتيجة لأستغلال البيروقراطية بصفة عامة للشعب .. ثارت الجماهير ضدها .. و كان بعض السلاطين يوجهون هذه الثورة ضد الأقباط لكيلا تتوجه ضدهم ... و أباح البعض الآخر منهم نهب بيوتهم و كنائسهم فيما عُرف تاريخيآ فيما بعد بأسم "مسئولية الأقليات عن أزمة المجتمع " ...

أضف الي هذا ظهور فئة من المثقفين المسلمين لديها تطلع إلي نصيب متزايد من العمل في جهاز الدولة كمصدر للقوة و الثروة ... و هو ما ترتب عليه ازدهار الدعوات التي ترفض عمل المسيحيين في الوظائف الحكزمية .. و علي سبيل المثال : كتاب " منهاج الصواب في قبح أستخدام أهل الكتاب " لأبن دُريهم ... و كتاب البوصيري حيث دعا فيه السلطان إلي أن يترك جهاد المغول و الصليبيين . و يتفرغ الي جهاد قبط الدواوين و أمثالهم من اليهود بل و أثرياء المسلمين و كبرائهم ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أضف الي هذا ظهور فئة من المثقفين المسلمين لديها تطلع إلي نصيب متزايد من العمل في جهاز الدولة كمصدر للقوة و الثروة ... و هو ما ترتب عليه ازدهار الدعوات التي ترفض عمل المسيحيين في الوظائف الحكزمية .. و علي سبيل المثال : كتاب " منهاج الصواب في قبح أستخدام أهل الكتاب " لأبن دُريهم ... و كتاب البوصيري حيث دعا فيه السلطان إلي أن يترك جهاد المغول و الصليبيين . و يتفرغ الي جهاد قبط الدواوين و أمثالهم من اليهود بل و أثرياء المسلمين و كبرائهم ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل .. العزيز Scorpion

احمد الله واشكر فضله ان ابدأ مشوار عودتى للمنتدى بهذا الرد .. رغم أنى اواصل منذ صباح اليوم قراءة ما فاتنى فى المحاورات .. وهناك الكثير اود ان اسعد بالكتابه فيه .. استوقفنى موضوعك .. وكم كنت اود ان نتناوله فى فترة اخرى .. بعد ان نخلص بإذن الله من صفوت واعوانه .. واعتقد انه من الضرورى علينا كعنصرى الامة هذه الايام ان نحاول تركيز جهدنا فى البحث عن وسائل انقاذ الوطن وكشف الادوار المريبة التى يلعبها معدومى الضمائر منذ سنوات على مسرح العرائي بالمحروسة الحبيبة .. وهى مسرحية مفضوحه .. انكشفت معظم فصولها .. ولذا أناشدك أن تحول الموضوع الى الدور الوطنى العظيم الذى قام به اقباط مصر على مدى التاريخ المصرى .. واقباط مصر هم اهل مصر .. وليسوا مهاجرين او ضيوف فى ارض الكنانه .. ويقول " صبح الاعشى فى الجزء الثانى من كتابه " صبح الاعشى " أن فى عصر المماليك الذين لهفو المحروسة فى القرن السابع الهجرى - مش مماليك اليومين دول مماليك الكاكى اللى بنلعهم كل يوم سبع مرات قبل الاكل وبعده وعند كل صلاه - كان اقباط مصر كانوا يحصلون على ما اسموه " تقليد " عندما ينتخبوا بطريرك جديد .. يعنى لازم السلطان يصدر فرمان بتعينه بطريرك للأقباط .. وكان هولاء يقدمون مذكرة للسلطان بفضائل من ينتخبوه .. واقرأ معى جزء مما كتبوه فى عام 764 ه .. :

" ولما كان الحضرة السامية ، القديس المبجل الجليل المكرم ، الموقر الكبير الديان ، الرئيس الروحانى الفاضل المؤتمن جرجس ابن القس مفضل اليعقوبى ، عماد بنى المعمودية، وكنز الامة المسيحية ، منتخب الملة الصليبية، ركن الطائفة النصرانية ، اختيار الملوك والسلاطين ، اطال الله بهجته ، واعلى على طائفته درجته ، قد حاز من فضائل ملته اسماها ، وصعد من درجات الترقى على ابناء جنسه أعلاها ، فنزه نفسه عن مشاركة التاس ، وتقشف بين اهله فى المأكل والملبس ، وترك الزواج وانكاح ، واشتغل بعبادته التى لازم عليها فى المساء والصباح . .. " الخ ..

أم الذى شد على النصارى فى اواخر ايام الدولة الفاطمية فكان السلطان أسد الدين شيركوه .. الذى ضيق على النصارى والزمهم بشد الزنانير على اوساطهم ومنعهم من ارحاء عذبات العمائم فوق رؤوسهم تشبها بالمسلمين .. وقد استاء النصارى انذا ذام من تلك الاوامر .. وعبر احدهم وهو الشاعر النصرانى زكريا بن ابى المليح مماتى فكتب فى رقعه رفعها الى السلطان شركوه بها بيتان من الشعر تقول ..

يا اسد الدين ومن عدله .. يحفظ فينا سنة المصطفى

كفى عيارا شد اوساطنا .. فما الذى اودب كشف القفا ؟

والحمد لله أن ايام مماليك زمان ما كنش فيه طرقعة القفا .. وتنجيد القفا لاحتمال تمارين .. الجبارين .. ذوى الاصبع الوسطى .. !!

ولاقباط مصر أدوار من نور فى تاريخ المحروسة واذكرك اذا سمحت لى أن معظم القوانين والوائح فى العصور الديمقراطية التى مرب بها البلاد كانت من اعداد وكتابة الكثيرين من اقباط مصر .. وجنتكلم عليها باذن الله بعد وكسة المسرحية المفضوحة والتى تحمل اسم انتخابات الرئاسة ..

تقبل خالص تقديرى واعزازى

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

اخي العزيز سكوب!! علي الرغم ان ماتكتبة لم يسقط سهوا الا من التاريخ المدرسي!! فالكتب والمراجع موجودة في كل مكان لمن يرغب في معرفة معرفة التاريخ!!

ولكن عذرا: معظم مرجعياتك لاخوة مسيحيين!! التاريخ دائما يكتب حسب الهوي ولمعرفة الحقيقة يجب قراءة اكثر من راي من الجانبيين!! لاادعي العلم بكل ماذكرت في مداخلاتك !! ولكن للمصداقية يجب قراءة الراي الاخر!!!

شكرا علي سعة صدرك!!

تم تعديل بواسطة mnman

إلي كل المصريين:

لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنياً.

رابط هذا التعليق
شارك

ببساطة شديدة كتابة التاريخ أو قل تاريخ الحكم العربى و بتحديد أكثر تاريخ الحكم الإسلامى لم تتم أصلا .. و الصورة الوردية أو صورة اليوتوبيا للدولة الإسلامية ما هى إلا صورة زائفة أو أقل الأمور أنها بالضرورة تحوى كل الأخطاء الموجودة فى تاريخ كل الأمم و لكن ربما لسبب إقتران الدين بالحكم فيرى البعض أن التاريخ كله تنصب عليه قداسة ما هو مقدس من الدين الإسلامى

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

قصدت مما سبق أن أميط لثام القداسة عن تاريخ الحكم العربى أو الحكم الإسلامى بالتأكيد ليس كل من شارك فى حكم الدولة الإسلامية - سواء عريية أو فارسية أو تركية أو أندلسية - يتمتع بالقداسة أو قل الإحترام الذى نضفيه نحن المسلمون على عهد الخلافة الراشدة.

المؤكد أنه تمت الكثير من التجاوزات فى فترات مختلفة من التاريخ و لكن لأسباب لم أعرفها أغفل التاريخ كل ما ليس جميلا فى التاريخ و لم نجد صوت الشعب أو علاقة الحاكم بالشعب يظهر فى معظم الكتابات التاريخية.

و ماذكره الفاضل سكوربيون عن المظالم التى تعرض لها الأقباط الأرجح أنها صحيحة و لكنها نالت أيضا من كل المحكومين سواء مسلمين أو أقباط فمثلا الأحكام التعسفية للحاكم بأمرالله نالت من كل فئات الشعب و درسنا فى طفولتنا تحريم أكل الملوخية و حظر تصنيع الأحذية للسيدات.

سيأتى اليوم الذى سيعاد فيه دراسة تاريخ المنطقة بالكامل أو قل تاريخ الدولة الإسلامية و سنواجه وقتها تاريخنا بكل كبرياء و ثقة و سنفصل بين فساد الدولة و بين دين الدولة.

هل سمع أحدكم عن تعبير " أغوات و خصيان" إنه أحد فضائح التاريخ التى لم نقرأ عنها فى أى حضارة أخرى و ربما غلفت - وقت ظهورها - بغلاف من مقتضيات الدين.

و حتى لا يضيع غرضى من هذه المداخلة أوجز الأمر أن المظالم نالت الجميع و قد أغفلها التاريخ كل التاريخ و ليس التالتاريخ الذى يدرس فى المدارس فقط.

الفاضل سكوربيون أرجو ألا تتصور أن عندى أى نوع من التحفظ على الموضوع اللهم إلا أننا جميعا كنا سواء.

الفاضل إخناتون ... يسعدنى دائما أن أرى و أستمتع بكتاباتك تلك الكتابات الصادرة من قلب إنسان " واجعاه مصر" سيدى أشد على يديك و أستسمحك فى إلغاء تعبير " عنصرى الأمة " إلغاء تام فالحقيقة نحن عنصر واحد عنصر واحد بالكامل يدين بعضنا بالإسلام و البعض الآخر بالمسيحية و ربما البعض الآخر بأى ديانة أخرى و لكنى - و بصدق - أعجز بالكامل عن التمييز بين المصريين.

و أنا أذكر لك رأى قديم عن مناقشة الوقائع التاريخية - هل تذكر موضوع خميس و البقرى - أنها ذات جدوى قليلة و قد نختلف فى ذلك.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

أصدقائي و أساتذتي ....

لا أستطيع أن اوفي حقكم من الشكر لأهتمامكم بهذا الموضوع ... و يكفيني مداخلات الفاضل الغالي أخناتون .. عمدتنا اللي رجعت كلماته تنور المحاورات ... و أخي العزييز منمان ... و أستاذي عادل أبو زيد كي اطمئن علي مسار هذا الموضوع و انه سينتهي لما اريد ايصاله بالفعل ...

و الآن يجب أن أوضح أمرآ ... لماذا ؟ لماذا هذا الموضوع و لماذا الآن ؟

عندما أردت أن أكتب عن الحلقات المفقودة في تاريخنا ... وجدتني بلا شعور افكر في التاريخ القبطي ... و اعتقد ان السبب اكثر من واضح .. و لكن كوني أبتدأت بالجانب "الحساس" منه ... لم يكن أكثر من مدخلي الي البحث عن الباقي ... و صدقني أخي منمان ما ستجده بين تلك السطور وجدت مادته في مراجع عديدة .. الأسلامية منها ( و أعني بها الكتابات المحايدة و التي تحترم العقل و لا تدغدغ العواطف و المشاعر ) تفوق نظيرتها المسيحية ( و التي تفعل نفس الشيء ).. و ان كنت لم اكتب جميع المراجع و اكتفيت بجزء منها .. فكان لأعتقادي انه لن يهتم بها الكثيرين ...

لقد تعمدت أستاذي العزيز عادل أبو زيد أن أكتبها بصيغة ملخصة .. بدون تفاصيل عقيمة لن تضيف شيء و لن تغير شيء و لكن في خلاصتها الرسالة التي أتمني أن استطيع ايصالها لأقباط بلدي .... فهو أحد الأسباب الرئيسية لكتابته ... بل قد يكون السبب الرئيسي ... فمعظمنا كمسيحيين .. و ليس فقط من الأجيال الجديدة .. لا يعلم شيئآ عما قام به أجداده ... اريد ان يفهموا ان أجدادنا لم يتقوقعوا ابدآ ... لم يتقاعسوا عن آداء دورهم في لحظة ... فبرغم المضايقات بل و الايذاء الذي تعرضوا له في تاريخهم ... و الذي لا يقارن بأي شكل و لا بأي حال عما يحدث لهم من فترة لأخري الآن .. و لكنهم لم "يغسلوا ايديهم " من القيام بدورهم ... لم ينفصلوا و استسهلوا الحجة و عاشوا فيها ... بل يخيل لي أحيانآ انها اصبحت الذريعة السهلة كي لا يجهدوا انفسهم ... قد تغضبوا مني .... قد تعتبروني لا أعيش الواقع ... و ان ايدي في الميه .. و لكن هذا لن يغير من الأمر شيئآ .. لقد استسلمتوا و لا تريدون ان ترفعوا حتي اصبع للتغيير ... فكل ما فعله أجدادنا راح هباء ...

هذا ما أريد ايصاله أخي الفاضل أخناتون ... قد يتبادر للذهن في باديء الأمر انها حلقة أخري من البكائيات ... و لكني اريدها صفعة علي وجوه شبابنا ... نحن دائمآ جزءآ من هذا الوطن ... و اجدادنا في ظروف قاسية بالفعل كانوا دائمآ هناك ... فماذا ينقصنا نحن لنكون مثلهم....

يا أخوتي ....ما حك جلدك مثل ظفرك .....

تلك هي مداخلتي رقم 1000 في محاورات المصريين ... و لقد دار معظمها حول هذه الموضوع فهل انا بحالم ؟؟؟؟؟؟

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

من الخلافة العثمانية الي الحملة الفرنسية

أقام العثمانيون نظام "الملل" لإدارة شئون الأقليات الدينية و تحصيل الجزية في الأمبراطورية المترامية الأطراف ... و فيه يصبح لكل طائفة دينية يعترف بها الباب العالي حق الولاية علي جميع الأمور الدينية و التعليمية و الرعاية الأجتماعية و التنظيم القانوني للأحوال الشخصية من زواج و مواريث ... و أيضآ الأوقاف و التعداد و جميع السلطات التي كانت موكلة الي شيخ الأسلام ... و عهدت الدولة بذلك الي القادة الدينيين المنتخبين ( البطاركة ) .... و كانت الدولة هي السلطة الرقابية علي الأنتخابات البطريركية ... و منذ ذلك الحين أصبحت الحياة الأجتماعية منظمة في إطار الأنتماء الطائفي .... و أصبح لمنصب البطريرك بجانب الشق الديني جانبآ أداري و قضائي أيضآ .... و صارت لأحكامه قوة القوانين التي تنفذها - إن دعت الحاجة - جنود الأنكشارية العثمانية ....

و في مصر تعاقبت علي الأقباط في العهد العثماني فترات من الأستقرار النسبي و أخري من المظالم و المضايقات ... ففقد الأقباط في بداية الحكم العثماني نفوذهم علي الأدارة المالية المصرية .... و إن كام عادوا اليها فيما بعد ... و في النصف الأول من القرن الثامن عشر زيدت عليهم الجزية ... و كان لهم محكمة خاصة لأهل الذمة هي "محكمة القسمة العربية" ...

و في هذه الفترة ظهر تباين واضح بين تطور حال الأقباط و نظرائهم من الجماعات المسيحية في المشرق العربي ...( و التي تطورت في ظل نظام الملل و التأثير الأجنبي ) .. فلق قامت الأخيرة بالتمحور علي ذاتها علي أسس طائفية و إقليمية بل و سلالية .. فنادت بإقامة وطن قومي لها ... بعكس الأقباط الذين ظلوا دائمآ جزءآ من النسيج القومي لمصر مما جعلهم يلعبوا فيما بعد دورآ أساسيآ في الدولة الحديثة التي بناها محمد علي ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

مجهود ممتاز يا كامل ولكن لماذا اغفلت 500 علم من تاريخ مصر ولم تشر اليها ؟؟؟؟ وهو دخول المسيحيه الى مصر؟؟

اسمح لى ان اضيف انا هذه الفقره..

كان القديس مرقس الرسول كاتب أحد أول الأناجيل . بمجيئه إلى مصر بدأ بزوغ فجر المسيحية فيها.

و رغم اختلاف الآراء على تحديد سنة وصوله إلى الإسكندرية ، عاصمة مصر الشهيرة فى تلك الفتره ، حيث ترجع بعض المصادر وصوله إلى مصر إلى عام 48م فى حين تقول مصادر أخرى أنه جاء سنة 55 أو 58 بل و هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك و أرجعها إلى عام 61م ، إلا أن كل الآراء قد اتفقت على أنه استشهد فى الإسكندرية سنة 68م . و قد استطاع القديس مرقس في هذه الفترة القصيرة أن يكسب نفوسا كثيرة اعتنقت المسيحية و أسس الكنيسة فى مصر و من ثم انتشرت المسيحية بسرعة فى كل أرجاء مصر. كان من أهم ما ساعد على ذلك هو أن المصرى كان بطبعه مهتما بالدين ، فعقول المصريين القدماء كانت دائمة البحث و التفكير فى مجال الأديان حتى توصلوا فى النهاية إلى عقائد و معتقدات كان من الممكن لاحقا مضاهاتها ببعض الأفكار و التعاليم السامية فى الديانات السماويه ولقد قبل المصريون أو" الأقباط "المسيحية بسرعة كبيرة مما دفع الرومان للقيام بسلسلة من الاضطهادات فى محاولة لقمع انتشار هذا الدين الذى كان يعارض علنا فكرة ألوهية الإمبراطور. ثم صدر مرسوم عام 202م بوجوب منع الناس من اعتناق المسيحية بأى ثمن . تلاه مرسوم آخر عام 250م يأمر كل المواطنين أن يحملوا معهم فى جميع الأوقات شهادة صادرة من السلطات المحلية تثبت أنهم قد قاموا بتقديم القرابين للآلهة . أما الذين رفضوا الانصياع لهذا الأمر فقد تعرضوا لصنوف من التعذيب الوحشى لم يسبق لها مثيل ، فمنهم من قطعت رأسه و منهم من ألقى للأسود و آخرين حرقوا أحياء بعد أن تعرضوا جميعا لأقسى أنواع العذاب بغض النظر عن السن أو الجنس . و أمرت السلطات بإغلاق مدرسة التعليم الديني بالإسكندرية و رغم ذلك استمر أعضائها يلتقون في أماكن سرية . و جاء وقت حددت فيه الدولة عدد الأساقفة بثلاثة فقط . و يعتبر الأقباط أن ذروة عصر الاضطهاد الدينى كانت أثناء حكم الإمبراطور دقلديانوس ( 284 - 305 م ) . فمن كثرة القتل الجماعى و وحشية التعذيب اعتبر الأقباط اليوم الذى اختير فيه دقلديانوس من قبل الجند ليصبح إمبراطورا بداية عصر الشهداء الأقباط، فاتخذوا من هذا اليوم بداية للتقويم القبطى و الذى يعرف فى العالم الغربى (Anno Martyrum) أو سنة الشهداء . كما اثرت تلك الفتره الداميه على الفن القبطى نفسه فلم يظهر فن الايقونات الا فى تلك الفتره حيث كانت تعتبر تلك الايقونات بمثابه شعائر سريه يحتفظ بها المؤمن بصوره او شعيره ويخبئها مخافه ان تظهر فيعذب بها .

و بالرغم من كل هذا القتل و التعذيب نمت الكنيسة المصرية و ازدهرت حتى وصلت إلى شكلها النهائى فى خلال القرن الثانى. و بحلول القرن الثالث كان للكنيسة القبطية هيئة منظمة من رجال الكهنوت تتدرج بدءا من البطريرك فى الإسكندرية و حتى أبسط كاهن ومرورا بالرهبان الذين يعيشون فى الصحراء الشرقية و الغربية .

و كان لهذه النهضة الكهنوتية التى تزامنت مع الاضطهاد الرومانى أكبر الأثر فى تعميق انتماء و ترابط الشعب القبطى مع كنيسته فى الإسكندرية . و لقد استمر هذا الشعور بالانتماء بل و تزايد عندما أعادت الدولة البيزنطية اضطهاد الأقباط فى عهود لاحقة و لأسباب مختلفة .

حدث أول انقسام فى الكنيسة الرسولية أثناء مجمع خلقيدونيا سنة 451م و ذلك بسبب اختلاف لاهوتي يتعلق بطبيعة المسيح بين الكنيسة الشرقية (الأرثوذكسية) و بين الكنائس الغربية ( الروم الكاثوليك) . ففى حين دعا الأقباط إلى الإيمان "بطبيعة واحدة للمسيح" ، نادت روما و القسطنطينية بفكرة أن له "طبيعتين و مشيئتين" . و الحقيقة أن الخلاف كان يعود أساسا لأسباب سياسية و ليس لأسباب تتعلق بدراسة اللاهوت . و كان السبب غير المعلن هو أن الكنائس الغربية كانت تريد نقل البابوية من الإسكندرية إلى روما . و مما يؤكد ذلك أن الحوار الحالى بين الروم الكاثوليك و الكنيسة الأرثوذكسية قد أدى إلى اتفاق الكنيستين فيما يتعلق بطبيعة المسيح ، و لكن بعض المسائل اللاهوتية الأخرى مثل موضوع المطهر و الحبل بلا دنس ما زالت قيد المناقشة.

و ما نتج عن مجمع خلقيدونيا هو مرحلة من أسوأ الفترات فى تاريخ المسيحية القبطية فى العصور القديمة . فلقد قامت السلطات المدنية و الكنسية الغربية بعزل و نفى بطريرك الإسكندرية الأرثوذكسى ثم قام البيزنطيين بتنصيب بطريرك تابع للإمبراطورية البيزنطية على إيبارشية الإسكندرية مما أثار غضب الأقباط الذين قاموا بدورهم ردا على هذا الإجراء بانتخاب بطريرك أرثوذكسى من أبناء وطنهم . و هكذا انقسمت أبرشية الإسكندرية بين بطريركين ، واحد يتبع الإمبراطورية و هو خلقيدونى من القسطنطينية و الثانى من أبناء الوطن و هو يعقوبى غير خلقيدونى أى يؤمن بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح . بعد ذلك قام البيزنطيين تساعدهم السلطات المدنية باضطهاد الأقباط و ارتكبوا المجازر الوحشية التى لم يمنعهم عنها حتى وجود الأقباط داخل الكنائس للصلاة . و إذ فشلت كل المحاولات للمصالحة بين الجانبين ، استمر الحال هكذا حتى جاء الفتح العربى إلى مصر معلنا بداية فصل جديد فى تاريخ الأقباط .

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

بسم الله الرحمن الرحيم

قلت لجدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " ليلة امبارح .. أعمل معروف ..

يا جدى .. وقبل أن ابدأ معك الحكاية .. عاوز ارد على اخى العزيز عادل ابو زيد .. حينما طلب منى ان اشطب من رأسى مصطلح " عنصرى الامة " لأننا فى المحروسة عنصر واحد ..

قال جدى وابتسامه خفيفه تبدوا داخل عيناه .. هو اخوك عادل ده يا ولد .. بعدين وياه .. كل شئ فى دنيانا عناصر .. وهى فى العاده متجانسه متناغمه وتأكيد أن الامة المصرية من عنصرين فقط دليل على انهما نجحا فى لفظ آى عصر غريب .. ولا يمكن ان ننكر ان العنصران نتاج ارض واحده .. آى انهما عنصر واحد اتضح بعد تحليلة انه شقان .. او عنصران .. ولذا فلا مانع أن نقول عنصرى الامة وهو تعبير درجت عليه الأجيال منذ أن وصلت أرض الكنانه رسالة المسيح عليه السلام .. وكان من قبله الرومان .. ومن بعده الاسلام .. وكلنا فى الحقيقة بقية أمة عريقة فى المجد .. عظيمه فى الشرف –بكل معانيه- كبيرة فى السلطان وضخامة الملك ,, رغم الخليط الغريب من الجنسيات المختلفه التى زحفت على جنة الله فى الارض .. المحروسة بأمره واذنه سبحانه وتعالى .. ولولا رعاية الله ونعمته لتهنا فى بحر تاريخنا وتغلب علينا آى غازى من الغزاه الذين تواتروا على هذا البلد الجميل .. من أيام الفراعنه أصل اهل مصر .. وحتى الاستعمار الفرنسى والبريطانى فى العصور الاخيره .. واجمل ما كتب عن هذه التطورات .. كتبه استاذنا العظيم احمد لطفى السيد

.. وقد كتب مره فى مقال طويل عن الوطنيه المصرية .. والقومية المحلية فى جريدة الجريده فى فبراير 1908 فقال :-

" إن منا من لا ينفك يفخر بانتسابه الى العرب الأولين كأنما انتسابه الى الجنس المصرى نقص وعيب .. ولا يزال بعضنا ممن دست فيه العروق التركية يميل الى تضحية العصبية المصرية للعصبية التركية .. كما أن منا من يفضل الرابطة الدينية على الروابط الجنسية والوطنية .. فان لم نذهب عنا – بعزيمة – هذا التحلل نمت اسبابه .. وبقينا كما كنا فى الماضى نقضى حياتنا القومية تابعين للصدفة . "

والحقيقة .. هناك وقائع مؤكده تثبت ان المصرية فى كل العهود تعنى بكل لغة وتحليل.. مسلمى واقباط مصر.. وتقول كتب التاريخ أن استاذنا احمد لطفى السيد دعا المصريين للأحتفال بعيد الهجرة النبوية فى 13 يناير 1910 وكان ضمن الحاضرين الاستاذ مرقص حنا وهو احد الوطنيين المصريين ممن دفع اجداده الجزية واحتفظوا بدينهم عند دخول الاسلام مصر .. استأذن يومها الاستاذ مرقص والقى كلمه فى الاحتفال جاء فيها .. :-

" هذه السنة – يعنى السنة الهجرية – ليست سنتكم فقط .. بل سنة المصريين اجمعين .. لأننا نرى هذا الاحتفال قد ضم بين جوانبه الشبيبة المصرية كلها .. فقد احتشدت فيه الشبيبة الاسلامية ، وشاركتهاالشبيبةالمسيحية للإحتفال برأس السنة الهجرية لدين شريف مبدؤه أن محبة الوطن من الايمان . "

جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " شاف عيونى زاغت .. ولسانى خرج بره بدون دعوه او تبرير .. مد ايده وهز دماغى .. وطلب منى ابص قدامى .. واسرح بفكرى معاه .. واسترجع التاريخ

الحديث لهذه المآساه .. وخلع الشبشب من رجليه .. ومسك الفردتين فى اديه .. وقال خساره انك فى سريرك .. ومش لابس غير شراب مقطوع .. قوم ياولد – كسرة تحت الواو – شوف جزمه قديمه .. نعلها دايب وتقيله .. نحدهم سوا مع الشبشب على دماغ الانجليز والمنافقين

وحتى يشرح كالعاده .. قال :

عندما فرضت بريطانيا حمايتها على مصر فى سنة 1914 .. لم ترحم شعبها من المظالم .. سواء كان مسلم او مسيحى فهم جميعا مصريين .. وقد ادى ذلك تعميق التآخى والتفاهم بين الاثنين .. ولا تنسى ياولد المثل المصرى القديم " انا واخويا على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب " .. واللى يقرأ عن حماس المنقطع النظير فى الكفاح الوطن سنة 1919 ودور المصريين المسيحيين فى العمل من اجل استقلال وتطهير البلاد من احقر العباد .. وايامها كان الكتاب والشعراء المسيحيون يبدعون فى كتاباتهم .. يلهبون بها الوجدان .. ويومها ردد المثقفون ابيات شعر احد ابناء مصر من الاقباط التى تقول :

آل الهلال ويا آل الصليب كفى .... ما ذقتم من حزازات واضغان

أخوه جمعتكم تحت رايتها .... مدى الحياة فلا تفصم بأزمان

قد لم شملكم الله العلى فهل .... يسطيع تفريقكم بهتان إنسان

عيسى واحمد قرا فى خلودهما ... بمسلم لم يطق ضيما ونصرانى

وفى 1922 كانت احد الاعيب المستعمر .. فاعلن الانجليزتصريح 28 فبراير واحتفظوا لانفسهم بحق حماية الاقليات ، وعرضوا المصريين المسيحيين ان يكونوا ضمن الاقليات المحمية .. فرفضوا رفضا باتا .. كلاما وعملا .. فلجأ الانجليز الى الدسائس للتفرقة بين المسيحين والمسلمين المصريين .. وكانوا يعدون دستور 1922 .. فاوحوا الى " سماره ابو زماره " بتاع ايامها .. وكان رئيس تحرير جريده أسمها " الاستقلال " .. ابو زماره هذا كان كاتب مسلم اسمه " محمود عزمى " فكتب عدة مقالات طالب فيها لأول مرة فى التاريخ بحق التمثيل النسبى للأقلية القبطية فى المجالس النيابية .. وقلده المسيحى المصرى توفيق دوس فى مقال طويل نشرته جريدة الاهرام ايامها .. قال فيه :

" أرى انا أنه من ضمن ما قد يؤخذ عذرا تبنى عليه حماية الاقليات عدم تمثيلها فى المجالس النيابية . وهناك خطر شديد الا تمثل مطلقا اذا لم يوضع نصا يضمن هذا التمثيل .."

وفى فقرة اخرى يقول :

" إن أغلبية الامة الساحقة بما فى ذلك غالبية الاقلية من الأميين ، واخشى كثيرا إذا لم يوضه لهم نظام يتضمن حق تمثيلهم "

والحقيقة تقال .. ما كاد المصريون المسيحيون يطلعون على هذا المقال حتى ثاروا على توفيق دوس ، واجتمعوا فى الكنيسة المرقسية واعربوا عن استنكارهم لما جاء فى مقال " دوس " ..وهتفوا بسقوط الكاتب ووصفوه انه عميل للمستعمر الانجليزى .. وتسابق كتاب ومثقفى مصر من المسيحيين والمسلمين فى شرح وجهات النظر القانونية والدستورية فى ادعاء البعض ان فى المجتمع المصرى اكثرية واقلية بين المواطنين .. وكان على رأس هؤلاء الكتاب سلامة موسى وعبد الحميد بدوى .. الاول قبطى والثانى مسلم والاثنان مصريان ..

نقول كمان ولا كفايه .. أنا طولت كثيرا .. وعشان كده بعد الانتخابات سأكتب لكم عما كتبه الاعلام المصرى فى نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينات عن تلك الكبسوله التى اطلقها بتحريض من المستعمر .. " سمارة ابو زمارة " .. ملك النفاق فى العشرينيات ..

وقبل ان يستعد جدى الشيخ حسن " رحمة الله عليه " للرحيل .. القى على سمعى بعض ابيات الشعر كنبها نصر لوزا الاسيوطى - احد المصريين الاقباط – فى رثاء زعيم الامة سعد باشا زغلول قال :-

أتباع أحمد والمسيح تصافحوا بك فى الجهاد تصافح الاخوان

وبك المساجد والكنائس خشعا رفعت أهلتها مع الصلبـان

كم صحت فى وجه المفرق قائلا مصر لنا والدين للديان

فهل لنا بعد كل هذا كلام ..؟؟

تقبلوا جميعا اجمل تحياتى ..

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

مدارس الأحد

تشبه مواضيع المحاورات كتب شارك في كتابتها خليط متباين من مثقفي مصر .. نتركها علي رف ما لفترة الي أن يأتي واحدآ منا ... يتذكرها ... ينفخ من فوق سطحها بعض الغبار .. ثم يعرضها مرة أخري للمناقشة ... و هذا الموضوع بما له من مكانة خاصة لدي بما يحتويه من كتابات أعضاء احترمهم احترام التلميذ لأستاذه .. اغراني مرة أخري للعودة في النبش بين صفحاته ....

و عملآ بنصيحة أساتذتي أخناتون و عادل ابو زيد .. سأقفز فوق صفحات عديدة .. و اتوقف عند بدايات القرن الماضي ... و تحديدآ عند شخصية قبطية اسمها "حبيب جرجس" و أجعل منه مدخلي الي جانب آخر من هذا الموضوع .. حبيب جرجس اخوتي هو صاحب مبادرة تحديث كنيستنا المصرية ... و التي كانت واقعة تحت ضغط تحديات عديدة في هذا الوقت .... مثل الأرساليات الأجنبية التي أجتذبت بعض الأقباط الأرثوزكس خلال نصف قرن بسبب حداثة ما تقدمه من خدمات تعليمية و صحية ....و التيارات الأسلامية المختلفة... و الأهم المتمثل في الأنقطاع عن تقاليد الكنيسة المصرية في النسخ و الطباعة و دورها العالمي في الحوار اللاهوتي .... و امام تلك التحديات قام بأحياء الكلية الأكليريكية لتخريج الوعاظ و الكهنة المثقفين ...بالأضافة إلي اسهاماته في إنشاء مدارس الأحد لحماية النشء القبطي من الأرساليات الأجنبية ...

و قد صمدت الكنيسة القبطية الأرثوزوكسية .. و لم تحافظ علي استقلالها اللاهوتي فحسب .. و لكن أيضآ حافظت في كثير من المواقف علي الأستقلال الوطني من خلال أستقلالها الكنسي ...و علي هذا النحو ... لا يمكننا فهم دور الغرب في علاقته بالمسألة الطائفية في مصر بدون الأقتراب من السياق التاريخي الذي وفد في الغرب إلينا .. و فهم السبب و الدافع الرئيسي لقدومه .. خاصة ان علاقته بالمسألة الطائفية .. التي تعد في مجملا سلبية ... كانت الذريعة التي هيأت له القدوم إالينا و البقاء فوق أرضنا في مرحلة سابقة ... و التدخل في شئوننا في مرحلة لاحقة ...

بديهي أن يكون الهدف الرئيسي من صراع الغرب الأستعماري معنا أقتصاديآ بحتآ .... و كانت عملية التجزئة هي الآلية التي يتم بها مشاريعه لدينا ... و للقيام بعملية التجزئة تلك تحرك من خلال محورين ... الأول ... احداث انفصام حضاري بين نموذجين للتطور و التنمية مما يؤدي الي الهيمنة ...

و الثاني (الذي مازلنا بصورة او بأخري نفع ثمنه حتي الآن) هو شق الجماعة الوطنية علي اساس طائفي الي أقباط و مسلمين .. و للوصول الي غرضه هذا استخدم كثيرآ من الوسائل ...

استخدم استراتيجية الرعاية المذهبية ... بوصفها تطور للأمتيازات الأجنبية ...

أستخدم أستراتيجية الأقتناص و التفكيك ... التغيير المذهبي لأقباط مصر الي بروتستانت و كاثوليك .. مما يؤدي الي تفكيك العقبة الرئيسية و المتمثلة في الكنيسة الأرثوزكسية ...

أستراتيجية تدويل مصر .. تحت عذر حماية مصالح الغرب الرأسمالي و حماية الأقليات الأجنبية الدينية في مصر ...

أستراتيجية التفتيت و الغزو من الداخل ... تفتيت الجماعة الوطنية و حملات التشكيك علي الجانبين الأسلامي و المسيحي ...

أستراتيجية التوسع .... من خلال التدخل في ظل الشرعية الدولية و حماية حقوق الأنسان بما فيها حقوق الأقليات ....

هذه الرؤية تمثل خطوط الخريطة المصرية و طريقة التعامل معها من قبل الغرب في التاريخ المعاصر ... و هو ما سنتوقف عنده بعد الرجوع قليلآ الي الماضي القريب في ظل الحكم العثماني عندما أسس محمد الفاتح نظام "الملة" .. و الذي عهد بمقتضاه إلي كل بطريرك من بطاركة الطوائف المسيحية بحقوق الولاية علي جميع الأمور الدينية و التعليمية و الأجتماعية للطائفة ... أما فيما يتعلق بالأقباط فقد تعاملوا مع نظام الملة في سياق ثقافي و أقتصادي مختلف ....

و للحديث بقية

المصادر

الأنبا غريغوريوس : تاريخ الفكر الديني المسيحي

غالي شكري : الأقباط في وطن متغير

طارق البشري : المسلمون و الأقباط في اطار الجماعة الوطنية ...

علي الدين هلال : الأقليات سمة أجتماعية أم مشكلة سياسية ..

كتابات و مقالات مختلفة ل : هاني لبيب و وليم سليمان قلادة

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

مع استشراء النفوذ و الأختراق الأوربي في بلاد السلطنة العثمانية من خلال اساليب متعددة .. و التي كانت في مقدمتها الإرساليات التبشيرية ... حصلت الدور الأوربية علي امتيازات ترتب عليها تحول نظام الملل العثماني من نظام مثالي للتعددية و الحريات الدينية و السياسية الي نظام أسهم بفعل مرونته الي تسهيل ربط هذه الملل بالدول الأوربية ... و بالتالي تحول مفهوم الملة غير الأسلامية الي مفهوم الأقلية / الطائفة ... فأرتبطت مصالح المسيحيين الكاثوليك بفرنسا و النمسا ... و مصالح الروم الأرثوزكس بروسيا القيصرية ... ثم حولوا نظام الحماية الدينية الي شبكة من المصالح الأقتصادية .. و بذلك بدأ غزو الأمبراطورية العثمانية بأسم الدين من خلال تعاون فرنسا مع الفاتيكان في دفع الطوائف الكاثوليكية الي أحضان الكنيسة الرومانية ... و في تلك العاصفة امتنع فقط أقباط مصر عن التعاون مع تلك الأرساليات ... و رفضت الكنيسة المصرية الأعتراف بسيادة كرسي روما علي الكنيسة القبطية في مقابل بسط الحماية علي الأقباط ....

و مع ازدياد تدخل الغرب في شئون العالم الأسلامي ... ازداد في المقابل نشاط حركات التبشير في حياة المسيحيين ... و هو ما ترتب عليه زيادة التوتر الذي اساء اليهم ... و علي الرغم من المحاولات التي تمت ل"كثلكة" الأرثوزكس بعد الحملة الفرنسية علي مصر .. فان الكنيسة الأرثوزكسية كانت تنظر الي العرب المسيحيين الأرثوزكس علي انهم خوارج ...

و قد اتخذ البطريرك " ديميتريوس الثاني" الذي تولي رئاسة الكنيسة من عام 1862 الي عام 1870 موقفآ عنيفآ من التأثيرات الأجنبية ... فهاجم الأرسالية الأمريكية البروتستانتية التي وصلت فصيلتها الأولي الي مصر حينما كان اسقفآ .. و هو ما جعل الخديو اسماعيل يقف بجانبه ضد تلك الأرسالية التي نددت بالكنيسة الأرثوزكسية متهمين اياها بالهرطقة و الفساد و الجهل ... و في الوقت نفسه الذي مكنتهم الحماية الديبلوماسية من دعم مقرها الرئيسي في اسيوط و بناء مدارس و كنائس في جميع انحاء مصر .. و في مواجهة ذلك .. قرر الخديو اسماعيل منح الكنيسة القبطية الف و خمسمائة فدان لكي تتمكن من تطوير مدارسها ... كما فتح المدارس الحكومية أمام غير المسلمين ... اما المبشرون الكاثوليك الذين تواجدوا علي الساحة قبل الأرساليات البروتستانية .. فكانوا أقل ميلا للهجوم علي الكنيسة الكاثوليكية هجومآ مباشرآ ...

و للحديث بقية

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

عندما نقرأ تاريخنا المعاصر ... نجد أن محمد علي عندما أراد تنفيذ مشروعه الخاص ... قام بخلق إطارات من أبناء البلد الأصليين ( أقباط و مسلمين ) لتجسيم حلمه علي أرض الواقع ... فألغي قيود الملبس علي الأقباط ... و في ظل حكم الخديوي سعيد أسقطت الجزية عن الأقباط ... و أصدر الأمر بدعوة الأقباط الي حمل السلاح أسوة بالمسلمين .. و أخذت الدولة تتعامل مع المسيحيين كمواطنين متخلية عن نظام الملة السابق ...

و أثناءالأحتلال الأستعماري البريطاني أتخذت مكونات الجماعة الوطنية من الأقباط و المسلمين موقف الوحدة بأجلي مظهر ... الأمر الذي جعل السلطات البريطانية تشجع نشاط المبشرين للعمل علي إحتواء المؤسسة الدينية الوطنية و المتمثلة في الكنيسة الأرثوزكسية و تفكيكها ...

و يمكننا هنا أن نرصد بعض الملاحظات علي دور الكنيسة الوطني في مواجهة الأحتلال البريطاني ... و لكن يجب أولآ أن الفت النظر ان أقباط مصر نظروا دائمآ لأنفسهم منذ العصور الوسطي علي اساس انهم كيان مختلف تمامآ عن مسيحيي الغرب طقسيآ و مذهبيآ ....

بادل الأنجليز أنفسهم الكنيسة القبطية عداء بعداء عندما اصطدموا بتشددها تجاههم .. كما ظهر من كتابات اللورد كرومر ( المعتمد البريطاني في مصر ) في الجزء الثاني من كتابه "مصر الحديثة" ؟؟ حيث اتهم المسيحيين بأن مسيحيتهم محافظة شأنهم في ذلك شأن المسلمين ... و هو عكس ما يراه من المسيحية الغربية من مرونة و تقدم ...

ملاحظة أخري .. ان فترة الأحتلال البؤيطاني تزامنت مع وجود البابا "كيرلس الخامس" و الذي يذكر التاريخ مواقفه العنيفة و المضادة للأحتلال علي طول الخط ...

نذكر أيضآ ان ثورة 1919 أدت الي ربط الأصلاح الطائفي القبطي ( لأول مرة ) بالسعي إلي الأستقلال الوطني ... فأنضمت شخصيات قبطية ذات نفوذ .. أمثال واصف بطرس غالي ... مرقص حنا ... ويصا واصف ... و مكرم عبيد الي سعد زغلول و الوفد .. و تحولوا الي ساسة وطنيين .. و هو ما جعل صحيفة "مصر" القبطية تضم مسلمين الي هيئة تحريرها .. و صارت صحيفة قومية مناصرة للوفد ... ... و علي خلاف الحكومات الموالية للقصر .. كانت الحكومات الوفدية تقف بوجه عام الي جانب الأصلاح الطائفي القبطي و الإسلامي ..

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

الزميل العزيز سكوربيون اختيار موفق

و مساهمه متواضعه للاخوه الزملاء انقل رؤيه اخرى للتاريخ لنفس الفتره التى ذكرها الزميل سكوب لزياده الفائده للجميع ارجو ان نستفيد منها جميعا

http://www.saaid.net/feraq/mthahb/64.htm

(· ما أن ظهرت بشائر الفتح الإسلامي منطلقة من الجزيرة العربية حتى رحبت بها الكنيسة المصرية، للتخلص من ظلم واضطهاد إخوانهم نصارى الإمبراطورية البيزنطية.

وما إن وطئت طلائع الفتح الإسلامي أرض مصر بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه، ودانت لهم، حتى أُعيد بنيامين بطريرك(*) الكنيسة المصرية إلى كرسيه، واجتمع به عمرو بن العاص ووافقه على ما أبداه من مقترحات لحفظ كيان الكنيسة(*)، كما وافقه على تشييد ما دعت إليه الحاجة من الكنائس وتجديد إصلاح البعض الآخر.

- تأثر الكثير من النصارى المصريين بعدالة الإسلام، وسماحة مبادئه، حيث ترك لهم حق الاعتقاد وحرية(*) ممارسة العبادة والشعائر الخاصة بهم، كما سمح لهم بالمشاركة في بعض وظائف الدولة، مما فتح قلوبهم لقبول الحق، والدخول في دين(*) الإسلام أفواجاً، وبذلك صارت اللغة العربية لغتهم ولغة البلاد، وأصبح منهم العلماء والقادة فيما بعد.

• رغم ذلك لم يهدأ لكنيسة روما بال عن فرض سيادتها على كنائس الشرق، مستخدمة في ذلك أساليب الحرب والقوة تارة، والدبلوماسية والمفاوضات تارة أخرى. ففي سنة 1219م قامت الحملة الصليبية الخامسة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في محاولة لإخضاع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية لمذهب(*) الكنيسة الغربية الكاثوليكية. وقد تمكنت في بادئ الأمر من احتلال مدينة دمياط وفرض بطريرك كاثوليكي من الآباء الفرنسيسكان عليها، ليمثِّل أول وجود كاثوليكي في مصر، فما أن هب المسلمون لصد العدوان حتى انهزمت الحملة وأُسر قائدها وبذلك باءت مخططاتها بالفشل.

- وفي سنة 1769م أعادت الكنيسة الغربية الكَرَّة، ولكن هذه المرة عن طريق المفاوضات والمصالحة، وعرض انضمام الكنيسة المصرية إليها، ليقابلها بطريرك الكنيسة المصرية يؤانس الثامن عشر بالرفض التام.

• بدأت بوادر حركة إصلاح وتطوير الكنيسة المصرية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبخاصة في عهد البطريرك كيرلس الرابع 1854 – 1862م "أبو الإصلاح" كما يسميه أتباع الكنيسة لإدخاله العديد من الإصلاحات لمواجهة نشاط الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية، التي زاد نشاطها واستطاعت تأسيس مراكز للدعوة إلى مذاهبهم في صعيد مصر بوجه خاص. وكانت استجابة بعض الأرثوذكس لهم دافعاً للقيام بهذه الإصلاحات وافتتاح مدارس للبنين والبنات، وإنشاء المدرسة البطريركية، بالإضافة إلى إدخال أول مطبعة إلى مصر.

- وبأسلوب آخر تصدى البطريرك(*) ديمتريوس الثاني 1862- 1874م للتبشير الكاثوليكي والبروتستانتي في مصر، بإصدار قرارات الحرمان ضد المرسلين الأمريكيين ومن يتصل بهم من الأقباط(*).

- ازدادت حملة الكنيسة(*) المصرية ضراوة ضد إرساليات الكنائس الغربية في مصر في عهد البطريرك كيرلس الخامس 1874 – 1927م حيث أغلق مدارسهم، وأصدر قرارات تَعتبر هذه الكنائس وإرساليتها وتابعيها ومن ينضم إليها من الأقباط مهرطقين، ولم يفلح تدخل القنصل الأمريكي وليم تاير والمنصِّر جون هوم في إقناع البطريرك من أن نشاطهم غير موجه ضد الأرثوذكس.

• يُعد حبيب جرجس 1867-1951م من أبرز رواد الإصلاح والتطوير في الكنيسة المصرية، حيث أنشأ مدارس الأحد والمدرسة الإكليريكية، ودعم وساهم في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي توسَّعت بعده إلى حد كبير، فظهرت المجلات والجرائد النصرانية، كما أنشأ العديد من المدارس والمكتبات ودور النشر التي تهتم بنشر التعاليم النصرانية بين المسلمين. وازدادت تبعاً لذلك عدد المؤسسات الاجتماعية المختلفة التي تخدم الأرثوذكس، كل هذا بغية التصدي للإرساليات التبشيرية الغربية.

• لكن هذا الموقف الرافض للتعاون أو القبول بوجود الكنائس الغربية بين الأرثوذكسية تغيَّر بشكل ملحوظ أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، الذي ساعد وشجع هذا الاتجاه بما أثاره في نفوس الأقباط من أن أرض مصر المسلمة أرض نصرانية وأن المسلمين دخلاء يجب طردهم، وشجع حبيب جرجس على رفع شعار الأمة القبطية مقابل الأمة الإسلامية.

• وفي عهد الخديوي إسماعيل دخل عدد كبير من الأرثوذكس القضاء والمجالس النيابية وكلفوا بالخدمة العسكرية، وظهرت في الساحة السياسية أسماء كبيرة متعاونة مع الاستعمار الإنجليزي مثل بطرس باشا غالي ويوسف باشا سليمان.

ـ بعد مؤتمر 1910م والذي انعقد بمناسبة مقتل بطرس باشا غالي، زاد نفوذهم السياسي وبخاصة بعد انضمامهم إلى حزب(*) الوفد وتولَّي مكرم عبيد منصب نائب رئيس الحزب.

في عهد البطريرك يوساب الثاني أصدر القس إبراهيم لوقا مجلة اليقظة للدعوة إلى تقارب الكنيستين(*): البروتستانتية الأسقفية والقبطية(*)، كما دعا إلى أن الوقت قد حان لأن يتبادل قسوس(*) الطوائف النصرانية(*) المختلفة الوعظ في كنائس بعضهم البعض.

- في عام 1921م عُقد مؤتمر حلوان بضاحية حلوان بمصر لعموم الكنائس الشرقية والغربية بهدف توحيد جهود الكنائس(*) لتنصير المسلمين لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة المصرية.

وإمعاناً في التقارب انضمت الكنيسة المصرية إلى عضوية مجلس الكنائس العالمي الذي أنشئ عام (1946م).

• في عام (1952م) عاد الأقباط مرة أخرى إلى الانزواء داخل الكنيسة لخوفهم من حكومة جمال عبد الناصر، ومن ثم هاجر الكثير منهم إلى أوروبا وأمريكا، مما كان لذلك أكبر الأثر في تحويل الرأي العام الغربي نحو الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ومساندتها وممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على الحكومة المصرية لتحقيق مركز ديني وسياسي واجتماعي متميز للأقباط الأرثوذكس في مصر.

• وفي هذه الأثناء أعلن إبراهيم فهمي المحامي أحد خريجي مدارس الأحد تأسيس جماعة الأمة القبطية وأنشأ لها فروعاً على مستوى محافظات مصر. وقد دعا إلى إحياء مفهوم الأمة القبطية من خلال التمسك بالعادات والتقاليد الكنسية، وبإحياء اللغة القبطية، واستخدام التقويم القبطي، وكذلك بإصدار الجرائد والمجلات التي تهتم بالأقلية القبطية، وهكذا تطور معه الأمر إلى أن أعلن بياناً يطالب فيه بالحكم الذاتي لأقباط مصر.

- في عام 1954م قامت جماعة الأمة القبطية باختطاف البطريرك(*) يوساب الثاني وإجباره على توقيع وثيقة تنازل عن كرسي البابوية، ودعوة المجمع المقدس للانعقاد، ووضع وثيقة جديدة لانتخاب البطريرك(*) تشارك فيها كل الطوائف النصرانية، لذلك ألقت الحكومة المصرية القبض على زعيم الجماعة واعتقلت أفرادها، ثم قامت بحلها وإعادة البطريرك إلى كرسيه.)

تم تعديل بواسطة abaomar

<strong class='bbc'><strong class='bbc'>وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا</strong></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'>يَعْمَلُ </span></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'><strong class='bbc'>الظَّالِمُونَ</strong></span></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'>إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ</span></strong><br /><br /><br /><br /><br /><br /><p class='bbc_center'><span style='font-size: 18px;'><strong class='bbc'>(24) إبراهيم </strong></span></p>

رابط هذا التعليق
شارك

تداولك للتاريخ المصر ... وإسعادنا بتذكيرنا عن "التاريخ القبطى" ... بادرة لك عليها ألف شكر قلبى

وكم أتمنى أن تتفضل بالتطرق الى مشاركة "الأخوة والأشقاء" الأقباط فى تشكيل تاريخ وحضارة مصر

فلم تتخلى أى وزارة فى جميع العصور السابقة عن وزراء من جميع الأديان ... بل كان فى أوقات الخديوية

وزراء ينتمون الى الديانة "اليهودية" .. وكان تشكيل الوزارة صورة حقيقية عن مجتمعنا المتسامح

وأرجو التكملة وتصحيحى عندما أذكر بأن الأستاذ الدكتور "مـكــرم عــبــيد" كان من أقوى الذين يعرفون

القرآن الكريم

للنظر الى مجتمعنا سابقا ... والى العئلات قديما ، فقد كان ألأختلاط والزواج "المختلط" أحد مزايا مجتمعنا

بلأ أن أفضل مثال على "التشابك والتعاون والتسامح والتكامل" بين الأقباط والمسلمين تواجد فى "حزب الوفد" المصرى

الذى كان يضم "الــمـــصـــــــريين" ...

إنها أيام لن تمحى من تاريخ مصر .... وأتمنى أن لا ندع حقائقهم يطمسون ... وما زلت أتذكر جملة

"الدين لله والوطن للجميع"

ياريتك تواصل

يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...