اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

سيادة الرئيس ..أنقذ مبادرتك


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

لوجه الله والوطن

يا سيادة الرئيس.. أنقذ مبادرتك

د. يحيي الجمل

ما أظن أن شيئا أسعد المصريين في الفترة الأخيرة قدر سعادتهم بمبادرة الرئيس مبارك باقتراح تعديل المادة 76 من الدستور لكي يتم اختيار رئيس الجمهورية بطريق الانتخاب العام المباشر من بين مرشحين متعددين بدلا من طريقة الاستفتاء التي اتبعتها كل دساتير ثورة يوليو وحتي الآن. ولكني وبأمانة شديدة أقول إن سعادة المصريين بهذه المبادرة لم تدم طويلا: ذلك أن محاولات جرت لإفراغ هذه المبادرة من مضمونها وتحويلها إلي عكس المطلوب منها تماما.. وليس من شأني أن ألقي الكلام علي عواهنه ولكن أي مقارنة موضوعية وهادئة بين ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية الذي وجهه إلي مجلسي الشعب والشوري وبين ما انتهي إليه أمر هذه المبادرة ومشروع المادة المقترحة التي يفترض أن تعرض علي الاستفتاء يوم 25 مايو القادم نكشف أن الأمر مختلف جدا.. كذلك فإن أي رصد موضوعي محايد لمشاعر المصريين يوم طرح المبادرة ومشاعرهم الآن وبعد قرابة شهرين يظهر بوضوح مدي السعادة التي عمت كل المصريين في أوائل مارس ومدي الإحباط الذي يشعر به جميع الحريصين علي هذا البلد الآن ونحن في أوائل مايو من نفس العام. لماذا البهجة.. ولماذا الإحباط؟. أعتقد أن لذلك أسبابا موضوعية. وأعتقد مخلصا أنه ما زال بالإمكان أن تعود مبادرة الرئيس إلي طريقها السليم، وسأحاول هنا وبهدوء شديد وموضوعية أشد، أن أبين الخطوات نحو ذلك..اقتراح الرئيس انصب أساسا علي تعديل طريقة اختيار رئيس الجمهورية من الاستفتاء إلي الانتخاب العام السري المباشر.. هذا هو اقتراح تعديل النص..وفي تقديري أن التعديل كان يجب أن يتقيد بالغرض الأساسي منه ألا وهو طريقة اختيار رئيس الجمهورية.. هناك أمور أخري أشار إليها خطاب الرئيس منها إنشاء لجنة عليا للإشراف علي الانتخابات وأقترح لذلك نصا دستوريا خاصا منها ضرورة إعادة النظر في حزمة من القوانين المتعلقة بمباشرة الحقوق السياسية ، ومنها ضرورة توافر الجدية فيمن يتقدمون للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وكلها أمور واردة وضرورية. ولكن جوهر اقتراح التعديل هو تغيير طريقة اختيار رئيس الجمهورية من الاستفتاء إلي الانتخاب العام الحر المباشر.. فماذا حدث؟. حدث أن المادة 76 بعد مشروع تعديلها أصبحت أشبه 'بعرضحال' يضم أشتاتا من الموضوعات التي مكانها الطبيعي القانون العادي بل ومكان بعضها يأتي في لوائح تنفيذية أي في مرتبة أدني من القانون العادي.. ولكن الذين صاغوا مشروع المادة 76 من الدستور المعدلة ابتكروا نوعا من الصياغة لم يسبقهم إليه أحد في كل دساتير العالم. وأظن أنني ممن يدعون أنهم علي إلمام بهذا الموضوع وأنني علي دراية بالغالبية العظمي من دساتير العالم المعاصر شرقه وغربه. وما أظن أن وسائل الاتصال الحديثة جعلت هذا أمرا صعبا حتي علي غير المتخصصين. وأزعم أن هذه الصياغة التي جئنا بها لا مثيل لها في ترهلها وعدم سبك صياغتها وما تحويه من عوار ونقائص أجهضت كل محاولة للإصلاح الدستوري الذي كان يفترض أن رئيس الجمهورية يهدف إليه..إن موضوع ضمانات جدية الترشيح، موضوع أساسي ولكن مكانه الطبيعي القانون العادي ولكن يبدو أن واضعي النص أدركوا أن ما يريدونه لا يمكن أن يستقيم دستوريا وأنه إذا وضع في قانون عادي فإن ذلك القانون سيكون معيبا دستوريا لأنه يقضي علي أصل الحق في الانتخاب العام المباشر وأراد هؤلاء الإخوة أن يحصنوا كل هذه العيوب الدستورية فلم يجدوا سبيلا إلا أن يضعوها في الدستور نفسه حتي يضمنوا أنه لا توجد وسيلة للطعن في الدستور بعدم الدستورية. لتوضع كل العيوب الدستورية في نص الدستور نفسه فهذا هو أضمن الحلول لعدم الطعن فيها وهكذا ننقل كل أنواع العوار الدستوري إلي الدستور نفسه. هل هذا سائغ أو مقبول؟ وهل هذا هو ما كانت تتجه إليه إرادة رئيس الجمهورية من مبادرته؟ ما أظن ذلك..كذلك فإن ضمانات جدية الترشيح لا يمكن أن تصل مهما كانت قسوتها وشدتها إلي حد القضاء علي فكرة الانتخاب العام المباشر. إن مطالبة من يرشح نفسه بالحصول علي تأييد خمسة وستين نائبا وخمسة وعشرين شيخا لا يمكن أن تتفق مطلقا مع منطق الانتخاب العام المباشر وإنما هي أقرب إلي طبيعة الانتخاب علي درجتين.. والانتخاب علي درجتين ليس بيقين هو الانتخاب العام المباشر..ولست أدري لمصلحة من نسد كل منافذ التحول السلمي للديمقراطية ونتعامي عن رياح التغيير العاتية التي تهب علي العالم كله ونحن جزء منه والتي إن لم تفتح لها الأبواب فإنها ستقتلعها من أمامها؟ لست أدري لمصلحة من ندفع الناس إلي العنف وما يؤدي إليه العنف من قمع وما يؤدي إليه القمع من رد فعل وما يؤدي إليه ذلك كله من كوارث مصر في غني عنها؟.. مازال لديٌ أمل في أن السيد رئيس الجمهورية وهو يمتلك ذلك دستوريا سيرد إلي مجلسي الشعب والشوري ما اقترفوه في حق مبادرته من تشويه وإفراغ من مضمونها عسي الله أن يهديهم إلي الصواب وإلي صالح هذا البلد..يا سادة يا كرام. فكروا في مصر وفي مستقبل مصر ولا تفكروا في شخص أو في حزب أو في هذا أو ذاك. مصر وحدها هي الباقية وكلنا زائلون. وهناك تاريخ سيقسو علينا إن لم نعد إلي الصواب. والله المستعان.. وهو سبحانه وتعالي قادر علي أن يهدينا إلي الصواب حتي وإن كان ذلك عسيرا علي بعض النفوس.

http://www.elosboa.com/elosboa/issues/426/0212.asp

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...