اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تلخيص برنامج السيسي للنهوض ب مصر


عادل أبوزيد

Recommended Posts

السيسى يكشف لـ«الأهرام» عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابى

الخـروج من دائرة الفقـر محور التركيز خـلال الأعـوام الأربعـة المقبلـة

تأهيل الشباب فى كل المواقع والوزارات لقيادة الدولة

تنفيذ مشروع ممر التنمية خلال 18 شهرا بدلا من 10 أعوام

أجرى الحوار ـ محمد عبدالهادى علام :

256555طباعة المقال

المشير السيسي خلال حواره مع رئيس تحرير الاهرام

فى إطلالة غير تقليدية للمرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسي، تحدث المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية القادمة إلى «الأهرام» عن مشوار طويل من النشأة فى حى الجمالية إلى الالتحاق بالقوات المسلحة ثم صعوده فى سلم الترقى، وصولا إلى توليه حقيبة وزارة الدفاع فى توقيت بالغ الدقة بعد وصول جماعة الإخوان إلى السلطة فى عام كارثي، انتهى بخروج شعبى كبير ضد الرئيس السابق ومكتب الإرشاد فى 30 يونيو الماضى

وتوالت الأحداث وبدأت ملامح الصورة تتكشف أمام الرجل بأن ترشحه للرئاسة هو «استدعاء» من الشعب، فلم يعد أمامه مفر من التسليم بأن الشعبية الجارفة لها ثمن وهو ثقة قطاعات كبيرة من المصريين ومن الدول العربية الصديقة فى شخصه وفى قدرته على قيادة سفينة الوطن لانتشاله من شبح الفشل وتربص قوى الظلام به.. فى حواره يؤكد المرشح عبد الفتاح السيسى أن ما دفعه للترشح هو المصلحة الوطنية، وهى كانت الأمر الغالب وأن «مصلحة مصر وحمايتها هو ما دفعنى لاتخاذ خطوة الترشح للرئاسة». ويؤكد الرجل على ماسبق أن تحدث به بوضوح أن الموقف الاقتصادى ـ غير المستقر ـ مترد لن يتحمله المواطنون، مشيراً إلى أن «هناك تيارا يعمل ضد الدولة، كما أن هناك أجهزة مخابرات أجنبية فى الداخل تعمل ضد مصر». ويشير السيسى فى أكثر من موضع فى حواره إلى حتمية أن تعبر مصر من فقرها لأنه أكبر تحد يواجه استقرار الأمن والتطور ويقول إن «الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية هى مكاسب لن يستطيع أحد سلبها من الشعب المصرى مرة أخري»، ويؤكد أن «المناخ الحالى لابد أن يتطور حتى نعيش ديمقراطية حقيقية ونحن نتوجه تجاه هذا التطور». ويفصل المرشح الرئاسى رؤيته التى يقول أنها تقوم على مبدأ مهم وهو «البدء فى مشروع استعادة الدولة الحديثة وحديثى مع الناس كان يركز على طمأنة المواطنين لأن الجيش ليس قوة غاشمة». ويضع السيسى أمام الرأى العام حقائق واضحة بشأن الموقف الداخلى فيقول إنه لا يوجد لدينا وقت للمجاملة لأن حجم التحدى أكبر من أى تصور ، وحجم التحدى الموجود فى مصر سواء فى الداخل أو الخارج ضخم ولم يحدث من قبل، ولكنه يعود فى أكثر من موضع فى حواره للتأكيد على أن «المصريين عليهم أن يختاروا ما يشاءون وأنه لا يقبل أن يجبر المصريون على أحد بعينه» فيما يحاول ـ حسب قوله ـ أن يصل برسالته لجموع المصريين بأن الواقع الحالى صعب .. وفى سبيل هدفه يشير إلى حواراته الأخيرة مع جميع قطاعات المجتمع المصرى فى محاولة لتشكيل فهم حقيقى للواقع، واستدعاء المسئولية الوطنية لكل الناس لمواجهة هذه التحديات وإعادة استنهاض الهمم واستعادة ثقة المواطنين فى بعضهم البعض ويقول إنه لا يحب المزايدة ولا مخاطبة المواطنين من أجل المصلحة الشخصية حيث «المصلحة التى تجمعنا هى أن تستمر مصر وتعيش فى أفضل حالاتها». فى إطار المصلحة الوطنية، يعود المرشح عبد الفتاح السيسى لتأكيد محورية التنمية الاقتصادية، كاشفا أن العام الأول فى حال إنتخابه سوف يشهد ضخ من 3 إلى 4 مليارات جنيه فى كل محافظة لتأسيس بنية أساسية قوية تضع مصر على خريطة الاستثمار، ووضع بنية تحتية سليمة للقرى الأكثر فقرا يؤسس لها بنية تحتية قوية، وإدراج مناطق بعينها فى أولويات هذه الخطة مثل الصعيد وحلايب وشلاتين وسيناء والمنطقة الغربية، وتوجيه اهتمام أكبر لمحافظات الصعيد وممر التنمية وقناة السويس، ويشير السيسى إلى أن ممر التنمية سيتم تنفيذه على مدى عام ونصف العام على امتداد 1200 كيلو متر وهو المشروع المقدر لإقامته10 سنوات، بينما معدات العمل الخاصة بإطلاق مشروع ممر التنمية موجودة وجاهزة للبدء فى التنفيذ، وقال أن طريق ممر التنمية سيمتد من الاسكندرية إلى أسوان غرب النيل ثم تخرج منه محاور عرضية تصل إلى محافظات البحر الأحمر لإتاحة الفرصة لإقامة مشروعات مثل التعدين واستصلاح الأراضى والسياحة.. وبعد إستعراض لجوانب عديدة من الأفكار التى تصب فى مصلحة زيادة الإنتاج ورفع كفاءة جهاز الدولة وتحفيز المواطنين على استخدام الطاقة الذاتية الكامنة فى المجتمع فى سبيل ترشيد الاستهلاك وتنمية العمل الأهلى من خلال الإسهامات التى يقدمها الأغنياء من أجل الطبقات الفقيرة يقول السيسى «سيتم إطلاق مشروعات على الأرض خلال الأشهر المقبلة ستفاجئ المواطنين»، موضحا أن المهمة المباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة هى الخروج من دائرة الفقر والمهمة الثانية هى الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذى يستحقه المصريون على صبرهم وفقرهم..

باختصار يحدد السيسى فى حواره اليوم المهمات الملقاة على عاتقه فى الأشهر الأولى من حكمه وفى السنوات الأربع التى هى عمر الفترة الرئاسية والتى اجملها فى مهمة محاربة الفقر لدى قطاعات واسعة من الشعب وقيادة الشباب للمستقبل من خلال خطط واضحة .. فإلى نص الحوار:

- أولوياتنا فى الشهور الأولى من خطة التنمية ستكون مفاجأة للمواطنين

- سوف نعتمد على قوتنا الذاتية لتمويل المشروعات الجديدة

> نعلم أنك كنت ترفض خوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وقلت إن شرف حماية البلاد, أعز عندك من شرف حكم مصر، وبعدها بشهور حينما ألحت الجماهير عليك للترشح, لم تغلق الباب وقلت: والله غالب على أمره, ثم أخيرا أعلنت يوم 26 مارس الماضى أنك تنوى الترشح. متى كانت اللحظة التى حسمت فيها قرارك بينك وبين نفسك قبل أن تعلنه؟

ـ السيسي: رأيى تشكل بناء على تقدير موقف يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. أما المصلحة الشخصية فكانت تقول إنى وزير دفاع والدستور يكفل لى بقائى فى منصبى 8 سنوات، لكنى أمام المصلحة الوطنية وفى ظل وجود وطن مهدد تنتفى المصلحة الشخصية.

وفى البداية حينما كنت أعتزم إعلان عدم نيتى الترشح، كان الموقف مختلفا، فقد تغير النظام، وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، وكان التقدير أن رد الفعل سيكون التعامل مع الموقف بسلام، غير أن هذا لم يحدث، وكان القرار الحاسم لذلك التيار كما كانت قراراتهم دائما هى المجابهة.

لذلك وجدنا أنفسنا أمام تهديد داخلى من جانب تيار يريد هدم البلد، ولو هدمها فلن يستطيع هو أو غيره أن يمسك بها. فالدولة لها أذرع تمسك بها لكنها ظلت تتآكل وتضعف على مدى 40 عاما أو أكثر، وحالة الانفلات والضعف الأمنى أدت إلى إضعافها وتراجع قدراتها.

وتساءلت هل هناك قدرات لأحد على تولى المسئولية فى هذه المرحلة؟.. وإلى أى مدى سيتحمل الناس أعمال القتل والتخريب التى يمارسها التيار الذى يريد هدم الدولة؟.. إلى أى مدى سيتحمل الناس الموقف الأمنى غير المستقر والوضع الاقتصادى المتردي؟.. فضلا عن التهديدات الداخلية والخارجية, ووجود أجهزة مخابرات خارجية تعمل فى الداخل ضد الدولة.

ووجدت أن حماية مصر التى قلت إنها أعز عندى من حكم البلاد, تدفعنى للترشح, وإننى لن أكون مسئولا أخلاقيا ولا وطنيا ولا تاريخيا ولا دينيا أمام الله، لو لم أتصد للمشهد.

لهذا اتخذت قرارى بينى وبين نفسى يوم 27 يناير الماضي، وفى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة, شرحت موقفي, وكان حديثى معهم إنسانيا، فطوال عمرى كنت أعيش معهم، وأظن أن لى رصيدا عندهم, وطرحت حجم التحديات، وتركوا لى حرية اتخاذ القرار, وكان قرارى هو خوض الانتخابات، لأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار, حتى لو كان الثمن فى المستقبل هو ضياع شعبيتي.

> من أول من فاتحته فى قرارك؟

ـ صديق عزيز وزميل عمر, دائما كان يضغط على فى هذا الاتجاه بعد قيام ثورة 30 يونيو، وكان يقول لى إن البلد لن يتحمل، تجارب مريرة أخري.

> الناس كانت تتصور أنه بمجرد انتهاء مهلة الأيام السبعة ونزولها إلى الشوارع والميادين بعشرات الملايين يوم 30 يونيو, أنه ستتم الاستجابة فورا لإرادة الشعب وإزاحة النظام، لكنك أعطيت الرئيس السابق محمد مرسى مهلة أخرى 48 ساعة.. لماذا؟

ـ نحن لم ننقض على السلطة. الانحياز للشعب شيء والانقضاض على السلطة شئ آخر. منذ يناير 2013 وأنا أنبه بكل شفافية من أجل المصلحة الوطنية. وكان الغرض من مهلة الـ7 أيام هو محاولة الوصول إلى حل يؤدى إلى إجراء استفتاء على رئاسته. وعندما نزل الشعب بالملايين، سجلنا نزوله، وشاهد التسجيلات، لكنه قال أن العدد لا يتجاوز 130 ألفا، وعندما قلت له: هل كل هذه الأعداد هو 130 ألفا فقط؟.. رد قائلا: ده فوتو شوب.

المهلة الثانية وهى مهلة الـ 48 ساعة، جاءت اتساقا مع ضميرى الوطنى والإنساني, وقلت إنها مهلة لإنقاذ ماء وجهه. وظللت أحاول معه حتى الساعة الرابعة عصر يوم 3 يوليو، ولو كان قبل إجراء الاستفتاء على استمراره أو عدم استمراره، كانت هناك فرصة للحل.

لكن الشعب بعد خروجه يوم 30 يونيو لم يكن ليقبل الاستفتاء, وكانت المطالب قد تجاوزت هذه الخطوة.

كانت هناك فرصة لو وافق بأن نقنع الجماهير بإجراء استفتاء خلال شهر مثلا, لكنه رفض، ولو كان متأكدا أنه سينجح فى الاستفتاء لكان وافق، لكنه كان يدرك أن حتى من انتخبوه من الناس الغلابة تخلوا عنه.

> كيف ترى التحدى الأكبر أمامك, لو قدر لك أن تحوز ثقة الشعب؟

ـ التحدى الأكبر, أن مصر لابد أن تعبر حالة العوز وتخرج من فقرها, فالفقر هو المعول الذى هدم مؤسسات الدولة.

أنا لا أنام, الناس تسأل: لماذا هو مهموم؟.. همى هو القضاء على الجهل والفقر, من أجل استعادة الدولة الحديثة. فالدولة المصرية الحديثة بدأت فى عهد محمد علي, ثم توقفت وسقطت. وعادت من جديد فى عهد عبدالناصر وسقط المشروع عام 1967، وما نراه الآن هو آثار وامتداد ماجرى عام 1967. أريد إقامة ركائز للدولة الحديثة وهى الركائز التى وئدت، فأول خطة خمسية (1962 / 1967) كانت هى آخر خطة حقيقية.

خطابى ليس هو خطاب العواطف, وعندما كنت أقول للناس: أنتم نور عنينا, كنت أعنيها وأقصد أن هذه القوة الضخمة وهى الجيش المصرى لن تكون أبدا ضدكم.

علينا أن نعيش الواقع, ويجب أن يكون الضمير الوطنى حاضرا فى التشجيع والمجابهة.

- ترشيد الإنفاق الحكومى من خلال الاستغلال الأمثل لأصول الدولة

- تهيئة مناخ الاستثمار والتغلب على العقبات الإدارية مع اعتماد تقسيم إدارى وعمرانى جديد

- تهيئة المواطن لبرلمان مستعد لمواجهة التحديات الحالية

> هناك من يقول إن حديثك ليس حديث مرشحين للانتخابات؟

ـ لا وقت للمجاملة, حجم التحدى أكبر مما نتصور وهو غير مسبوق فى تاريخ الدولة المصرية. من حق الناخبين أن يقولوا: لا. وأنا لا أقبل على المصريين أن يقودهم نحو اختيارهم أحد, ولا يشرفنى أن يقودهم أحد لذلك.

الديمقراطية الحقيقية أن أتحدث كلاما حقيقيا وصريحا.. هل تريدون أن تبقوا معى على صراحتى.

أنا أتحدث مع إعلاميين وصحفيين ومسئولين وخبراء, أحاول تشكيل فهم حقيقى للواقع المصري, وأستدعى المسئولية الوطنية لدى كل الناس. لماذا أفعل هذا ولمصلحة من؟.. أنه لمصلحة الوطن. ولو قدرت أخدم بلدى بأى شيء, فسوف أخدمه بعمري. ولست ممن يقولون: «يا أنا.. يا بلاش».. من يريد أن يتقدم فليتقدم.

> بالتعبير العسكري.. ماهو المهمة المباشرة التى تريد انجازها, خلال السنوات الأربع للرئاسة, إذا فزت بثقة الشعب؟

ـ المهمة المباشرة هى الخروج بملايين الفقراء من دائرة الفقر. ثم تأتى بعد ذلك المهمة الرئيسية فى بناء الدولة الحديثة, وهى الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذى يستحقه المصريون على صبرهم إزاء الفقر والعوز.

وهذه المهمة لابد أن نجهز لها أبناءنا للمستقبل ونعد قيادات حقيقية لقيادة البلاد والدولة المصرية, وأنا سأكون سعيدا بهم, وأقول إن الدولة المصرية يجب ألا تكون مبنية على كتف شخص واحد, إذا مات تروح فى «داهية».

> نأتى للبرنامج الانتخابي.. تحدثت عن بعض ملامحه فى لقاءات تليفزيونية.. لكنك لم تعرضه بالتفصيل؟

ـ هنا يقف المشير السيسى من مجلسه, ويحضر حقيبته الخاصة, ويخرج منها 3 مجلدات كبري, أضخمها يحمل عنوان «الأمل المصرى»، ويقلب المشير السيسى أمامنا فى صفحات المجلدات التى تتضمن رؤيته الكاملة للنهوض بالبلاد فى مختلف المجالات، والمشروعات التى ينوى تنفيذها بالتفاصيل والتوقيتات الزمنية والمواقع ونستشعر معه أن الإعلان عن بعضها قبل أوان التنفيذ ربما يضر ولا يفيد فى ظل ظروف أمنية معقدة.

ثم يقول المشير السيسي: كل من تتخيلون من خبراء مصريين سواء من المقيمين فى الداخل أو الخارج جلست معهم فى نقاش حقيقى مطول، نطالع أبحاثا ودراسات عن واقع مصر ومستقبلها.

> ونسأل: ما هى أولويات المشروعات فى البرنامج؟

ـ يقول: البنية الأساسية. فالهدف هو توسعة خارطة مصر العمرانية التى تبلغ مساحتها 7% من إجمالى مساحة البلاد. وسوف نزيد هذه الخارطة بنسبة كبيرة خلال عامين.

ويضيف المشير السيسى قائلا: على سبيل المثال سيتم إنشاء ما بين 4 إلى 5 آلاف كيلو متر من الطرق لتحقيق الربط وسهولة الاتصال والحركة بين مناطق البلاد.

أيضا ستتم إضافة 10 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية من خلال إقامة 3 محطات كبرى فى جنوب هضبة الفيوم وشرق العوينات وأسوان، وقد أظهرت الدراسات أن أرض مصر كلها تسمح لعمل 9 ساعات يومياً من الطاقة الشمسية.

سيتم تخصيص ما بين 3 و4 مليارات جنيه لكل محافظة فى العام الأول لتطوير البنية الأساسية ووضع مصر على خريطة الاستثمار، مع الاهتمام بمحافظات الصعيد وسيناء ومطروح ومنطقة حلايب وشلاتين.

بالنسبة لمياه الري.. أمامنا بدائل منها ترشيد استخدام المياه عن طريق تطوير نظم الرى للمساحة المزروعة، لتوفير 10 مليارات متر مكعب من المياه من أجل استخدامها فى الاستصلاح.

أما عن الزراعة.. فهناك مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام على 3 طوابق فوق الفدان الواحد، وهذا الفدان بهذه الطريقة يستهلك 10% فقط مما يستهلكه الفدان الذى يروى بالنظام العادي، ويحقق 8 أمثال إنتاجية الفدان فى الأرض القديمة ويوفر فرص عمل من 8 إلى 12 فرصة ويمكن زراعته بالخضراوات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح.

هناك أيضا أفكار كثيرة لترشيد الإنفاق مثل عدم استخدام 20% من السيارات يوما واحدا فى الأسبوع وهذا معناه خفض استهلاك الوقود 20%. كذلك أفكار عن حسن إدارة أصول الدولة.

هناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع لتجنب فقد ما نسبته 20 إلى 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع ضخم آخر لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة وثالث لتوفير السلع الغذائية فى المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع.

أما المشروعات القومية الكبرى فهى ممر التنمية.. ومحور قناة السويس.. وتنمية سيناء، وكذلك وصل غرب النيل بشرقه والوصول بمحافظات الصعيد إلى البحر الأحمر.

ومشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلو متر، ومثل هذا الطريق ينشأ فى 10 سنوات، كم تتصور أن يستغرق من الوقت بأسلوبي؟..

لن يستغرق أكثر من 18 شهراً.

> أين موقع الفقراء والمهمشين فى برنامجك، خاصة أن الهدف الرئيسى الذى حددته هو الخروج بالملايين من دائرة الفقر خلال عامين؟

ـ على المدى العاجل سنقيم أسواقا موازية ومجتمعات استهلاكية لتوفير الخضر والفاكهة والسلع الغذائية للناس الغلابة بأسعار معقولة، سنتصدى بحسم لمشكلة العشوائيات، لكن إنهاء المشكلة يتطلب سنوات لرفع مستواها من حيث الخدمات والمرافق، أيضا سندخل المياه والكهرباء إلى القرى المحرومة خلال عامين، وسنراجع أيضا المواقف الحالية للضمان الاجتماعي، وسيجد الفقير تحسنا فى الخدمات المقدمة له ولأبنائه فى الصحة والتعليم.

ويصمت المشير السيسى قليلا.. ثم يقول بتأثر: نسبة الفقر عالية جدا. ماحدش أنصف الغلابة ولا أعطاهم حقوقهم, الغلابة هم الذين يعانون من البطالة والغلاء وتدنى المرتبات وسوء حالة الخدمات والإسكان.

نحن سنعمل بجد من أجل مواطنينا الغلابة. سأضخ فى شرايين الاقتصاد فى مدة زمنية بسيطة حجما من الأموال يعطى لهؤلاء فرصة العمل والكسب والعيش, جنبا إلى جنب مع جهود ضبط الأسعار وتحسين الخدمات.

لكن كل هذا هو حلول جزئية, أما الحل الجذرى لمشكلة الفقر, فهو التنمية المستدامة وتأسيس مشروع وطنى عملاق يحقق عائدا هائلا للمصريين.. وهذا مانريد تحقيقه.

ويضيف المشير السيسى قائلا: غير ذلك هناك مشروعات سيفاجأ بها الناس, بدأ العمل بها حينما كنت قائدا عاما للقوات المسلحة, مثل الطريق الدائرى الإقليمى الذى يربط محافظات عديدة وسيصل بنهاية الشهر القادم إلى الفيوم وفى نهاية العام إلى الإسكندرية, كذلك طريق القاهرة بورسعيد الذى سيصبح 4 حارات بنهاية العام, ومحور روض الفرج وغيره.

> أين موقع الفلاح المصرى ومشاكله؟

ـ مشاكل الفلاح المصرى يكمن حلها فى 4 عناصر:

أولا: إعادة النظر فى آليات بنك الائتمان الزراعى ليكون هدفه هو خدمة الفلاح ودعمه وليس العكس.

ثانيا: حل مشاكل البذور والأسمدة, لتوفير أفضل مستلزمات إنتاج له بأنسب الأسعار.

ثالثا: دعمه بالبحوث الزراعية لتطوير محاصيله وإنتاجيته.

رابعا: إيجاد آلية تسويق تساعده ليستفيد من كامل محصوله.

> السؤال.. من أين يأتى التمويل لكل هذه المشروعات ؟

ـ يبتسم المشير السيسى .. ويجيب: كما قلت من قبل.. التمويل الذاتى للمصريين, ومساعدات الأشقاء, والاستثمار العربى والأجنبي.

وبالنسبة لرجال الأعمال فى مصر, يعملون حسابا يشرفون عليه من أجل الإنفاق على المشروعات, وهذه ضرورة وطنية وامنية.. باختصار كله هيدفع.

ويضيف قائلا: عندما تحدثت عن الرفق والحنو كنت اقصد أن كل صاحب مال يجب أن يعرف أن الجرى وراء المال ستكون نتيجته الاضرار بالفقراء. لابد أن يراعى الناس الآخرين. ويمكن أحيانا أن تكون قاسيا من اجل الرفق وما قصدته هو الرحمة بالفقراء.

> تحدثت عن محاربة الفساد وقلت إنه لا مكان عندك لفساد؟

ـ بحدة يقول السيسي: الفساد عدو حقيقى لي. حتى الفساد الأخلاقي. أنا لا أتعامل بأنصاف الأشياء. وأقول بوضوح لا مجال عندى لفساد أو مجاملة أو محاباة. هناك ثوابت فى شخصيتى لا تقبل المجاملة ولا تشجعها وإنما تجابهها.

> حينما تحدثت عن الديمقراطية.. البعض حاول أن يصور أنها قضية مؤجلة عندك.. كيف تنظر إلى قضية الحريات والديمقراطية؟

ـ السيسي: الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، مكاسب حققتها الجماهير فى ثورتين ولن يستطيع أحد أن ينتزعها من الشعب.

الديمقراطية فرضها الشعب، ولا يوجد أحد يحترم شعبه ويحب أبناء وطن يفكر فى أن يتدخل فيها أو ينتقص منها. نحن نمارس التجربة الديمقراطية، ومن مصلحتنا أن يكون هناك مناخ ديمقراطى حقيقي، ولابد من أن يتحسن المناخ الحالي، حتى نرى ممارسة حقيقية، هذا هو التطور الطبيعى من أجل إنضاج تجربتنا مثل الدول الكبرى والديمقراطيات العريقة.

وأقول إن الديمقراطية فى مصر ليست مهددة، وحجم الوعى الذى تشكل فى وجدان المصرى البسيط ارتفع للغاية، فالكل يتحدث فى السياسة، وهذا مؤشر على الوعى بأهمية المشاركة السياسية.

وأذكر أننى منذ 9 سنوات، أعددت ورقتى البحثية للحصول على درجة الزمالة بكلية الحرب العليا الأمريكية، وقلت فيها: إن الديمقراطية فى الشرق الأوسط تحتاج إلى محاربة الفقر والجهل، ورفع مستوى التعليم، وتغيير الخطاب الدينى والتركيز على دور الإعلام.

وبعد ثورة 25 يناير جاءتنى السفيرة الأمريكية آن باترسون فى مكتبى كمدير للمخابرات الحربية، وكانت قد قرأت الورقة وأبدت دهشتها من تحليلى للوضع المتوقع فى الشرق الأوسط.

> قلت إنك تهدف إلى إيجاد كوادر شبابية وقيادات شابة للمستقبل، كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟

ـ ليس من طبيعتى المزايدة لكنى أقول بصدق إن شباب مصر بالنسبة لى هم طاقة الأمل للمستقبل. طاقة هائلة. هم النقاء والضمير الوطنى والهمة. وأقسم بالله هناك شباب كثير وطنى أتمنى أن يكونوا بجواري. أقول لهم: لا تعطوا ظهركم لبلدكم بعد كل ما فعلتموه من أجلها. بلدكم يحتاج إليكم، ولا يوجد أحد يحب وطنه لا يريد الشباب بجانبه.

سيكون الشباب النجباء القادرون بجوارى فى كل مواقع العمل. الشباب الأنقياء الشرفاء أصحاب الهمة.

وسأوفر للشباب التأهيل اللائق للمناصب القيادية، مثل إعداد باقة للدراسات فى كليات الدفاع الوطنى والاقتصاد والجامعة الأمريكية وغيرها. سنوفر باقة فكر وثقافة هائلة من خلال منظومة عمل تشارك فيها وزارات الشباب والإعلام والأوقاف والتعليم والآثار والثقافة.

وسنعد برنامجاً متكاملاً لشباب مصر فى المدن والقرى بالاستفادة من 4 آلاف مركز شباب، يمكن تحويلها إلى خلايا حية للنهوض بالرياضة والثقافة والمعرفة والوعى السياسي.

نحن لا نحتاج إلى إقامة منظمة موازية كمنظمة الشباب أو غيرها للقيام بهذا الدور، فالمجتمع لابد أن يتناغم مع محيطه، ولهذا سنرفع كفاءة مراكز الشباب ونعيد تأهيلها ويمكن تحقيق هذا من خلال تخصيص 5 ملايين جنيه لكل مركز.

غدا الجزء الثاني من الحوار

رابط دائم:

19

اضف تعليقك البريد الالكترونىالاسمعنوان التعليقالتعليق

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

إنها تركة ثقيلة وتكليف صعب


وأتمنى أن يتعاون المخلصون معا للنهوض بمصر ودفع العجلة للأمام.


--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

ويتعلق جزء من الأسئلة بطبيعة مؤسسة الرئاسة والفريق المعاون لرئيس الدولة وكيفية اختيارهم. أما الجزء الآخر فيتركز على علاقات مصر الإقليمية والخارجية ومنظور المرشح عبد الفتاح السيسى لأفضل السبل لإدارتها بما يخدم مصلحة الوطن, وبخاصة أزمة سد النهضة الإثيوبي.

ويرى السيسى فى هذا الصدد أن مؤسسة الرئاسة تتطلب إعادة تنظيم كوادرها البشرية, والقوانين المنظمة لعملها لضمان حسن الأداء وبالمعدلات المرجوة, ويقر بأن الرئاسة لايمكن أن تستمر فى الأداء بالشكل القديم الذى سبق ثورة 25 يناير وكانت له سلبياته الكثيرة.

واستبعد فكرة تشكيل حزب سياسي, قائلا إنه يتطلع إلى ظهير فكرى ووطنى من شعب مصر ، فأدبيات السياسة قد تتسبب فى عرقلة الأداء دون قصد. وفى المقابل, أعرب السيسى عن اعتقاده بأن الأحزاب السياسية القائمة فى حاجة إلى إعادة التنسيق فيما بينها والتكتل فى كيانات سياسية أقوى وأقل عددا. ووعد بتشجيع هذا الاتجاه.

وعلى الصعيد الإقليمي, أعرب السيسى عن اعتقاده بأن الوقت قد حان لترميم الحالة العربية الراهنة من خلال التنسيق والتعاون والتوافق بين مختلف الدول العربية, وحذر من الآثار السلبية البالغة لاستمرار الأزمة السورية على الوطن العربى كله, مطالبا بضرورة العمل على حل المشكلة سلميا، بما يضمن حماية سيادة سوريا وسلامة أراضيها مع إنهاء خطر المتطرفين والتكفريين على المنطقة بأسرها.

وأكد السيسى خطأ من يعتقدون أن تحسن العلاقات مع روسيا موجه إلى الولايات المتحدة, وأوضح أن علاقات مصر الدولية يجب أن تقوم على التوازن وأن يحكمها عامل المصلحة الوطنية وليس الانتهازية السياسية.

وأشار إلى أن واشنطن أدركت الآن أن ما شهدته مصر فى 30 يونيو و 3 يوليو كان تحركا شعبيا واسع النطاق ضد محاولات لتغيير هوية الوطن.

وفيما يلى نص الحوار:

- السيسى يطرح رؤيته للمستقبل فى حوار شامل مع «الأهرام والأخبار»[2-2]

- الكفاءة والقدرة على الإبداع والنزاهة معايير اختيار الفريق الرئاسى

- مؤسسة الرئاسة تتطلب إعادة تنظيم وبنية قانونية جديدة

> استدعاكم الشعب للترشح, ففى حال انتخابكم هل تعتبرون هذا الانتخاب تفويضا مكملا لتفويض 26 يوليو الماضي؟

{ تفويض 26 يوليو كان استدعاء للضمير الوطنى للاصطفاف فى مواجهة تحديات المستقبل كلها داخليا وخارجيا ، وكان رسالة للداخل وللخارج ، لأنه بعد ما حدث فى الثالث من يوليو.. نسى الناس ما فعلوه، وأدت ممارسات هذه الجماعة وكثافة الآلة الإعلامية فى اعتصامى رابعة والنهضة إلى ارتباك الناس واهتز اصطفافها، فكان لابد من إجراء آخر كهجوم مضاد، كرسالة للخارج بالأساس ، وهذا ما أرجو أن تنتبهوا إليه, فقد كان الخروج فى 26 يوليو تأكيداً من الجماهير على أن ما جرى يوم 30 يونيو هو إرادة شعب رفض تغيير هويته ولم يقبل بمثل ذلك الأداء الهزيل فى إدارة الدولة.

التفويض القادم إذا شاء الله سيكون تفويضاً من الشعب بإدارة مستقبل وطن يقول فيه الشعب: أرنا ماذا ستفعل.. ونحن معك.

> ما هى أول قراراتك كرئيس للجمهورية حال انتخابك؟

{ ستكون هناك عدة قرارات أهمها تهيئة المناخ للعمل من أجل التغلب على المشكلات وبما يسهم فى تحريك مناخ الاستثمار فى البلد بشكل جيد, ومصارحة الناس بالحقائق, وهنا لابد للضمير الوطنى أن يكون جاهزا للتعامل مع التحديات حتى لا نعرقل بعضنا البعض, وهذا يحتاج أيضا إلى خطاب إعلامى متوازن.

والقرارات جميعها سأعمل فيها كل ما فيه تحقيق المصلحة الوطنية, وكل قرار سنتعامل فيه مع المواقف فى اطار عناصر واعتبارات كثيرة.. فقد يكون القرار صحيحاً لكن وقته أو ظروفه غير مناسبة, فمقومات القرار ليست كونه قراراً مناسباً, وإنما الذى تتوافر له عناصر نجاحه لتحقيق المصلحة الوطنية، وليس مطلوبا فى المصلحة الوطنية أن تراهن أو تغامر.

> هل تفكر فى عقد مؤتمر اقتصادى مثلا وآخر للمثقفين والمفكرين بعد انتخابك لإيجاد توافق حول السياسات والقضايا الوطنية؟

{ نحن فى حاجة إلى مؤتمر اقتصادى ثقافي.. يأتى الخبراء ونستمع إليهم، ونخرج كتلة واحدة متفقة على أفكار، فلابد أن نتواصل بشكل مستمر ونعقد مؤتمرات دورية.. نحن نريد أن ننجح وأن نستكمل نجاحنا.

> ماذا عن التعامل مع إرهاب جماعة الإخوان؟

{ التعامل سيكون فى إطار الصراع القائم، ولكن يكون مقبولاً ما يفعلونه. لكن ما يتم الآن، أقل مما كان منذ 4 أشهر، ولابد أن يقل. الأوضاع الأمنية تتحسن، ولابد من تفعيل القانون مهما يكن حجم المتجاوزين.

> وماذا عن قانون التظاهر؟

{القانون يتعلق بتنظيم الحق فى التظاهر، هو لا يمنع التظاهر وإنما يتضمن آلية يجب احترامها. فمن يرد تنظيم مظاهرة فعليه أن يحدد المكان والموعد ولن يرفض أحد طلبه.

> هل لو توليت منصب الرئيس، ستعفو عن الشباب الذين سجنوا لمخالفة قانون التظاهر؟.

{ لكل حادث حديث.

> ماذا تعنى كلمة «سياسة» عندك؟

{ ممارسة السياسة، كلمة جيدة، لو وظفت لصالح الوطن وكل ما تعنيه المصلحة الوطنية من دلالة.

> لابد أنك تعكف على اختيار فريقك الرئاسى المعاون.. ما هى معاييرك فى الاختيار، وهل انتهيت من تشكيله؟

{ مازلت فى مرحلة الاختيار، ولم أنته منها ، بل أعانى من الاختيار، وأدعو الـله أن يوفقني.. والمحددات الرئيسية للاختيار هى التحلى بالقيم الأخلاقية والإنسانية، وإلا فلن نتعاون مع بعضنا البعض، وكذلك امتلاك القدرة على الإبداع، بجانب الإخلاص والأمانة والنزاهة والشرف وطاقة العمل العاملة. وسوف أعين مجموعة من المستشارين فى مختلف المجالات، وكلما كانت كفاءتهم العلمية والمهنية وطاقة إبداعهم عالية، فإن ذلك سينعكس على الأداء.

والكتلة القائدة فى مؤسسة الرئاسة لابد أن تسهم فى إدارة العجلة ولا تعرقل العمل. وكما نعلم فإن مؤسسة الرئاسة سقطت يوم 25 يناير، والمسألة لم تأخذ وقتاً لتشكيل مؤسسة رئاسة بشكل جديد، بمعنى أننا سنفكر فى تنظيم آخر يتناسب مع الدستور الجديد ومهام الرئاسة والحكومة فى ضوء ما ينص عليه الدستور، ولابد من وجود بنية قانونية كبيرة فى مؤسسة الرئاسة لأننا مقبلون على تحديات كبيرة وتشريعات كثيرة.

> البرلمان الجديد قد يأتى بكتل نيابية لا تشاركك نفس التصور بالنسبة لبرنامجك، كيف ستتعامل مع هذا، وهل قد يدفعك ذلك إلى البحث عن ظهير سياسى رغم أنك عبرت عن رفضك تأسيس حزب؟

أولاً.. إذا كانت هناك قيادة فكرية، وتواصل بين الرئاسة والحكومة والبرلمان والإعلام، فلن تكون هناك مشكلات، فضلاً عن أن البرلمان يعبر عن ضمير الوطنية المصرية، ومن ثم لا أظن أننا سنعرقل بعضنا البعض.

وهناك دور مهم للبرلمان فى البناء التشريعي، لذا لابد من أن تكون لديه بنية قانونية قادرة على التطور، خاصة أننا مقبلون على إصدار القوانين المكملة للدستور التى ستحدد شكل الدولة ومستقبلها.

أما عن مسألة الظهير، فإننى أريد ظهيرا فكريا وطنيا يستدعى عمله وأداءه الوطن، لا ظهيراً سياسياً، فأدبيات السياسة قد تتسبب فى عرقلة دون قصد. وأرى أن اندماج الأحزاب السياسية فى كتل أمر مهم، وسأدعم فى هذا الاتجاه، لتكون الأحزاب أكثر تأثيرا فى الحياة السياسية، لأنه كلما ازدهرت، ازدهر معها النظام السياسي.

> إذا انتخبت.. هل ستستمر معك الحكومة الحالية أم ستقوم بتغييرها؟

{ ليس من مصلحة البلد ولا استقراره تغيير الحكومة كل عدة أشهر، علينا أن نعدل أداء الحكومة وهو يزيد يوماً بعد يوم بالحوار والتواصل.. ومن الخطأ الإسراف فى التغيير، فإلى متى ستتحمل البلد إجراء تغيير كل فترة. وإذا تطلبت مصلحة البلد فى أى وقت إجراء تغيير، نقوم بذلك، والمهم الآن هو مصلحة البلد.

> ما أهم ركائز السياسة الخارجية لمصر فى حال توليك الرئاسة؟

{ رؤيتى للسياسة الخارجية لمصر أنها ستكون سياسة تصالحية لا تتصادم مع أحد ، ولا تتدخل فى شئون الآخرين ، ولا تقبل من الآخرين بأقل من ذلك.

> ورؤيتك بالنسبة للوضع فى سوريا الذى بات يهدد الأمن القومى العربى ؟.. وكيف ترى دور مصر فيه؟

{ من المهم جداً التوصل إلى حل سلمى فى سوريا حتى لا تؤدى نتائج ما يحدث إلى تقسيمها وحتى لا تستمر معاناة الشعب السورى أكثر من ذلك، مع التركيز على تصفية موقف المتطرفين والتكفيريين، فهذا عامل حاسم لابد أن نضعه فى الاعتبار حتى نتجنب "أفغنة سوريا" ونخلق أفغانستان جديدة فى المنطقة.

ودور مصر فى هذا الصدد أن تسعى إلى التنسيق والتفاهم مع الأشقاء من أجل ترميم الحالة العربية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فلابد أن نعود كعرب أقوى مما كنا وهذا ليس ضد أحد.

> وبالنسبة للقضية الفلسطينية؟

{ بطبيعة الحال دور مصر فى القضية الفلسطينية محورى مع استدعاء أى دور لأشقائنا العرب يحقق حلاً مناسباً لها، وأنا هنا أشدد على كلمات الاتفاق والتعاون وليس الانفراد والريادة، حيث سيكون هناك شكل جديد للممارسة السياسية لدور مصر.. فأنا شخصيا لا أميل إلى استخدام مثل هذه الكلمات... الريادة والزعامة فأدوارنا كأشقاء عرب أراها أدواراً تكاملية وليست تنافسية أو تصادمية.

> وكيف سيكون شكل العلاقة مع الولايات المتحدة؟

{ الحقيقة كل يوم يمر يزداد تفهم الولايات المتحدة للواقع المصرى والتطورات الحاصلة . ويتأكد لهم أن ما حدث هو إرادة شعب وليس شيئاً آخر، فقد بدأ الأمريكان يشعرون بقلق من مخاطر تطور خريطة العنف والإرهاب ليس فى المنطقة فقط بل فى العالم.

> وهل العلاقات مع روسيا ستشهد المزيد من التطور تأسيساً على زيارتكم كوزير للدفاع لموسكو فى فبراير الماضى؟

{ ليس من الصواب ربط العلاقات بين مصر وأمريكا بالعلاقات بين مصر وروسيا، فنحن نستطيع أن ندير علاقاتنا مع جميع دول العالم بشكل متوازن كما يجب ألا يكون هناك مجال للانتهازية، فالعلاقات مع دولة ليست بالتأكيد على حساب العلاقات مع دولة أخرى، وأرى أن علاقاتنا مع دول العالم يجب أن تُدار بهذا الشكل.

> وما رؤيتك للإدارة السليمة للأزمة مع إثيوبيا حول سد النهضة؟

{ رؤيتى – كمواطن – أن الحوار والتفاهم حول المصالح المشتركة هو السبيل المهم كمخرج من الأزمة وهذا أفضل من الدخول فى خصومة أو عداء مع أحد، ومن ثم يجب إيجاد وسيلة تحقق المصالح المصرية الإثيوبية المشتركة، وشخصياً أنا مستعد لأن أقوم بأى عمل من أجل مصلحة مصر، وأى تحرك أراه فى مصلحة مصر سأفعله ولو وجدت أن فى مصلحة مصر أن أذهب لزيارة إثيوبيا فسأفعل ولن أتردد فى القيام بأى تحرك من أجل بلدى وحقوقها المائية فهذه مسألة حياة أو موت.

- تعاون كامل مع الأشقاء العرب للمساعدة في حل القضية الفلسطينية

- مستعد للذهاب الى إثيوبيا وأدعو رئيسها الى زيارة القاهرة اذا كان هذا في مصلحة بلادي

> ما أنجزته فى القوات المسلحة خلال 19 شهرا وقت توليك وزارة الدفاع يشيع التفاؤل حول ما يمكن أن تحققه فى حال توليك الرئاسة؟

{ يوجد داخل القوات المسلحة عوامل نجاح تمكنها من تحقيق معدلات التنفيذ والنجاح التى نحلم بها، فالقوات المسلحة مؤسسة شديدة الانضباط والوطنية والإخلاص لبلدها، والسلم القيادى فيها لا يتيح التقدم إلا للأكفاء.

خلال عملى لم أكن أفتش وراء أحد يعمل.. فالقيادات تجتمع وتضع التقديرات ويبدأ التنفيذ والكل يشتغل.. ولو أن هذا موجود فى القطاع المدنى سنستطيع أن نعمل هذه القفزة.

> ما طرحته حول "القيادة الدينية" أثار تساؤلات؟

{ إحدى الإشكاليات التى نواجهها فى العالم الإسلامى هى انحطاط الخطاب الدينى ودليل ذلك هو صورة الإسلام فى دول العالم.. فهل من الدين العمل على إسقاط هذا أو ذاك لكى تنجح أنت وتدفع بأنصارك على حساب أصحاب الكفاءات فى البلد؟. عندما تشعر بعدم القدرة على التعامل مع مدعى التدين فالمشكلة إذن معه وليست مع الدين.

نود أن نتجه بالحوار إلى أسئلة ذات بعد شخصي..

> لمن تقرأ من الكتاب؟

{ كنت أقرأ بنهم كبير جدا فى السياسة والفكر والثقافة حتى توليت منصب وزير الدفاع حيث قل الوقت المتاح لى للقراءة .

> هل هناك كتاب معين تأثرت به؟

{ كتاب "رجال حول الرسول".

> لمن تستمع من المطربين الكبار؟

{ أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.

> هل تفضل أغانى معينة؟

{ الحقيقة الوطن الآن يستدعى أكثر من أى وقت آخر أغنية "مصر تتحدث عن نفسها" لأم كلثوم خصوصاً جملة "وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى"، وأغنية "بالأحضان" لحليم خصوصاً جملة "يجعل يومنا الواحد بكفاح أجيال".. الواقع الآن فى البلد يحتاج هذه الكلمات.

> هل تشاهد أفلاما سينمائية، وما هو الفيلم الذى أثار إعجابك عندما شاهدته؟

{ الحقيقة هذه الأيام لا أشاهد أفلاماً، فالظروف لا تسمح بارتياد السينما، لكن هناك التليفزيون.

> من الأفلام القديمة.. ما الفيلم الذى لا تمل من مشاهدته؟

{ فيلم "رد قلبى".

ومن قارئ القرآن الكريم الذى تحب الاستماع إلى التلاوة بصوته؟

{ كلهم الحقيقة.. الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ الطبلاوى و... ومن المنشدين الشيخ سيد النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار.. كلهم.. وأخشى أن أنسى أحداً منهم... ولا تنسوا أننى نشأت فى حى سيدنا الحسين والوقت ده كان كل شىء فى مصر جميلا.. وفى رحاب الحسين والأزهر كنت أصلي، وكنت أجد الدنيا منورة، وأجمل ما فى هذا المكان أنه "لم يكن هناك أحد يشعرك أنه أحسن منك ولا أنت تشعر أنك أحسن من أحد".

> من الملاحظ أنك لا تضع دبلة زواج بل خاتما فضيا بفص أسود.. ما حكاية هذا الخاتم؟

{ هذا الخاتم عزيز علىّ فهو إهداء من والدى – يرحمه الله – الذى كان رجلاً جادا جداً وعبقريا بالفطرة، وقد أهدانى هذا الخاتم قبل وفاته (عام 2002) بنحو 15 يوماً وقال لى: "أنا خبيتك من الناس".

> ماذا عن أولادك؟

{ لدىّ أربعة أبناء الرائد محمود والنقيب مصطفى وحسن خريج لغات وترجمة والصغرى آية خريجة الأكاديمية البحرية.

> من منهم ستهديه الخاتم؟

{ لهم كلهم.

> كم لديك من الأحفاد.. وكيف يتعامل معهم زملاؤهم فى المدرسة؟

{ يشرق وجه السيسى بابتسامة عريضة ويقول: لدىّ خمسة أحفاد.. أربع بنات وولد أكبرهم عمرها خمس سنوات فى KG1، ويقولون لى إن أصحابهم فى الحضانة يعرفوننى ويقولون لهم "بوسو لى السيسى".

> اعتاد الناس أن يروك ترتدى نظارة سوداء.. وفى أحيان أخرى لا ترتديها.. لماذا؟

{ لم أكن أخفى شيئاً بارتدائها.. فأنا ليس لدى شيء أخفيه، لكن الناس اعتادت أن ترانى بها حينما كنت قائدا عاما، وكنت أرتديها فى المشروعات التدريبية بالصحراء، لكن كنت أجرى بدون نظارة.

> البعض يرى أنك أحياناً تخفى بها مشاعرك؟

{ أنا لا أخفى مشاعرى لكنى إنسان أتأثر بالناس الغلابة.. وتدمع عيناى عندما أرى معاناتهم، ولست أعز من سيدنا محمد (ص) وسيدنا أبى بكر كانا يبكيان.. فمن أنا منهما؟

> عندما تفتح دولاب ملابسك وتجد البزة العسكرية وعليها الرتب.. بماذا تشعر؟

{ أتذكر حياتى كلها منذ كان عمرى 14 عاماً عندما التحقت بالثانوية الجوية عام 1970 فى نفس العام الذى توفى فيه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

> هل بكيت عندما سمعت خبر وفاة عبدالناصر؟

{ بكيت؟!.. ياااااه.... مصر كلها بكت.. بل العالم والضمير الإنسانى والوطنى كله بكى.

> بماذا شعرت يومها؟

{ شعرت بأن "الدنيا كلها راحت أكثر مما هى رايحة".

> برغم أنك عملى جداً فى التعامل مع قضايا الوطن إلا أنك تبدو قدرياً فى التعامل مع كثير من الأمور؟

{ الدرس الذى يجب أن يستوعبه الجميع هو أنه لا يستطيع أحد لى قدر الله.. فهذا درس عظيم يجب أن نعيه كلنا وليس الشباب فقط.. وأقول إنه لو أننا نحترم قدر الله لم تكن أمور كثيرة قد حدثت وتحدث فى البلاد فالاجتهاد مطلوب لكن دون تجاوز وعلينا أن نأخذ بالأسباب دون أن نفتن بها، فكل ما يحدث فى حياة البشر حكمة الله لأن أسماء الله الحسنى تسرى فى الوجود وفى البشر لكن بعض الناس ليس متنبهاً لذلك.. وبالنسبة لى فأنا أقف فى الموقع الذى يقول فيه القدر كلمته.. فعلينا أن نجتهد ونقبل بالنتائج.

> ما هو أصعب موقف مررت به فى حياتك؟

{ أصعب موقف فى الحياة أن أتحمل مسئولية الوطن والناس.. وهذا كان يوم 27 يناير الماضى عندما اتخذت قرارى بالترشح لرئاسة الجمهورية.

> متى تغضب؟

{ عندما يتحدث الكذب.

> وما العمل الذى لا تسامح أحداً عليه؟

{ الخيانة.

> هل هناك قرار شعرت بالندم بعدما اتخذته؟

{ يارب لا يكون فيه قرار أندم عليه... الندم صفة من صفات الإنسان الذى يعود إلى صوابه بعد أن يخطئ، لكن الشيء الذى تكرهه فى الندم هو لماذا أخطأت.

> ومتى تشعر بالفرح؟

{ إسعاد الناس أكثر ما يفرحنى.. وليس لدى متعة تجعلنى أنحت فى الصخر مثل إسعاد الناس وإسعاد أى إنسان موجوع... مساعدة سيدة غلبانة... بنت عايزة تتجوز.. ابن مش لاقى شغل... الحاجات دى تجعلنى عايز أفرحه أو أفرحها وأرضى خاطره أو خاطرها... ربنا يقدرنى أعمل كده.

> فى بداية عهد أى مسئول يلتف حوله انتهازيون ومنافقون وأصحاب المصالح الخاصة.. كيف تنظر إلى مثل هؤلاء وكيف ستتعامل معهم؟

{ بصراحة عندما أرى هؤلاء أشعر بالحزن على ضعف الناس... النفاق ضعف، وأتألم لضعف الناس.. وأقول لهؤلاء: لن يأخذ أحد أكثر من نصيبه، ليس لدىّ ما أعطيه لأحد.. بل سآخذ منكم... ومثل هؤلاء مع الوقت سيبتعدون عنى لأنه ليس لدى شيء أعطيه لهم ولأنى أنا الذى سآخذ منهم لبلدى وللناس.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

لفت نظري تلك الفقرة

ومشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلو متر، ومثل هذا الطريق ينشأ فى 10 سنوات، كم تتصور أن يستغرق من الوقت بأسلوبي؟..

لن يستغرق أكثر من 18 شهراً.

يعني بحسبة بسيطة كل سنة يخلص 800 كيلو

اما نشوف وياريت مانشوفش اعذار وحجج وده تقريبا اول وعد قدرت اتحصل عليه من السيسي ونشوف ده كلام في الهوا ولا هانلاقي التبريرات وربنا يدينا طولة العمر ونطلع غلطانين ونعلن اعتذارنا على الملأ او نقول احمد زي الحج احمد

(.....إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : 88 )



رابط هذا التعليق
شارك

قرأت الحديث أكثر من مرة ، و أصدقكم القول كنت أبحث عن أي ثغرة أو نوع من التعارض بين أجزاء البرنامج

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

الجزء الهام في نظري هو الخاص بمؤسسة الرئاسة ... الكلام جميل جدا. بل أن كل الكلام جميل جدا بل أنه ذكر أن بعض جزئيالت العمل بدأت فعلا مثل الطريق الإقليمي الدائري هل يعني ذلك أن القوات المسلحة ستكون قاطرة المقدمة في إعادة كتابة خريطة مصر ؟

هل كل هذه الامكانيات و القدرات و فرص العمل موجودة منذ ثلاثون عاما و لم يكلف أحد خاطرة ان حتى يناقشها أو يناقش بعضها ؟

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

زائر
هذا الموضوع مغلق.
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...