اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مقال اعجبني


سقراط المصري

Recommended Posts

الاهرام---------------------------------------الكتاب

43275 ‏السنة 129-العدد 2005 مايو 31 ‏23 من ربيع الآخر 1426 هـ الثلاثاء

دردشة في الأمن القومي‏3‏ ــ‏3‏

بقلم‏:‏ أمين هويدي

ونختم هذه الدردشة بالحديث عن موضوع مهم هو علاقة الأمن القومي بالأمن الحربي‏,‏ إذ يعتقد الكثيرون ــ كما سبق القول ــ أن الأمن الحربي هو العامل الرئيسي لتحقيق الأمن القومي‏,‏ وبمعني آخر أن القوة العسكرية هي الركن الأساسي لتحقيق القدرة الشاملة‏..‏ هذا القول غير صحيح ورجائي ألا يخطر ببال أحد في أثناء مناقشة القضية أنني أقلل من عامل القوة العسكرية‏,‏ فهذا بعيد عن خاطري‏,‏ فقد نشأت في المؤسسة العسكرية وكنت في أحد الأيام علي قمتها كوزير للدفاع‏,‏ كما أن لي مؤلفات عدة في مواضيع بما في ذلك وسائله وعقائده وتطوره‏,‏ ولكن معالجتي للقضية سوف تكون في إطار النظر إلي الكل مع عدم إهمال الجزء النظر إلي كل الجسم وليس فقط إلي عضلاته وتضخمها لأن الجسم الضعيف بعضلات بارزة هو تشوه خلقي لا يقوي علي المقاومة‏,‏ حديثنا عن الغابة الكثيفة وليس عن شجرة منها مهما كانت ضخامتها‏..‏ حديثنا علي وجه الدقة عن القدرة الشاملة وليس عن جزء واحد منها‏.‏

فالأجدي لمساعدة أي إنسان تزويده بشص بدلا من إعطائه سمكة‏,‏ فالسمكة تكفي وجبة واحدة وينتهي الأمر‏,‏ أما السنارة فسوف تزوده بأسماك تكفي وجبات عديدة‏,‏ علاوة علي أنها سوف تغنيه عن السؤال‏,‏ خاصة من يد لئيمة تعتبر المساعدات نوعا من الضغوط لتحقيق أغراض قد تكون خبيثة‏,‏ ثم لعلنا نذكر حكاية راعي الغنم وتقطيع الأغنام والكلب‏..‏ اكتشف الراعي أن ذئبا أكل خروفا من قطيعه ونصحه أصدقاؤه بحراسة القطيع بالكلاب‏,‏ إلا أن الذئاب ــ وحيلهم كثيرة ــ وجدوا طريقهم إلي القطيع‏,‏ خاصة بعد أن جاع الكلاب وأصبحوا غير قادرين علي الحراسة‏,‏ فأخذ الراعي يذبح من القطيع لإطعام الكلاب ــ لأنه لم يدبر وسائل أخري لإطعامها ــ وبمرور الأيام انتهي القطيع ولم يبق إلا الكلاب التي حينما لم تجد ما تأكله إستدارت إليه تنهشه ومعها الذئاب‏.‏

إذن فالقدرة الشاملة هي الأساس وهي القاعدة الوطيدة التي يمكنها بناء الدرع التي تحميها لأنه لايجوز للدولة أن تقتحم غابة السياسة إلا إذا كانت قادرة ومعها حارسها الأمين‏..‏ الحارس وحده لايوفر الأمن‏,‏ ولكن القدرة الذاتية هي القوة الدافعة للتحرك الهادف والمناورات الذكية دون أي قيود عند اتخاذ القرار‏,‏ لأنه من الحكمة أن نتساءل دائما‏:‏ هل السياسة من صنع القوة أم أن القوة هي من صنع السياسة؟‏!!‏

وهنا علينا أن ندخل سويا إلي القاعة الكبري حتي نستمع إلي محاضرة عنوانها خير أن تتعلم من تجارب غيرك لا من تجارب نفسك يلقيها علينا عالم عجوز حكيم اسمه التاريخ كان المحاضر يتحدث بصوت خافت رصين وببطء حتي يفهمه الحاضرون مبتدئا بمأساة الاتحاد السوفيتي وقد سقط حينما كان يريد ميخائيل جورباتشوف إصلاحه عن طريق البريسترويكا والجلاسنوست‏..‏ سقطت الامبراطورية التي كانت صواريخها برءوسها الذرية تصل إلي كل بقعة في الكوكب الذي يعيش فيه وكلبته لايكا ورجاله وعلي رأسهم جاجارين يصلون إلي القمر‏,‏ وذلك لأن الروبل ظل أداة محلية للتعامل وإنتاجه عاجزا عن المنافسة في الأسواق الخارجية وحياة الناس تعيسة والسلع قليلة لا تكفي احتياجاتهم الضرورية‏,‏ مما دفع جورباتشوف إلي التساؤل في مؤتمر الحزب الشيوعي عام‏1968:‏ لماذا يستمر عرض القضايا نفسها في المؤتمرات المتتالية؟ لقد أخفق النظام في تلبية الاحتياجات الفعلية والواجبة للمجتمع‏.‏ وجعل بوريس يلتسن الذي لم يكن يعرفه أحد يتساءل وفي نفس المؤتمر السياسة الاقتصادية ومؤسساتها جامدة لا تتغير وتبلد المجتمع واعتاد الناس علي الرشوة وتعاطي الخمور والفساد وأصبح الاقتصاد والصناعة غارقين في حساء كثيف في البيروقراطية‏,‏ ولذلك فيجب تجميد التوسع الأفقي حتي يتحسن الانتاج وينمو وتزداد الإنتاجية والسيطرة علي الاستهلاك العشوائي للمواد الخام‏.‏

ويرتفع صوت الأستاذ الكبير مذكرا بأنه في الوقت الذي تضاعفت فيه القوة العسكرية السوفيتية أيام بريجنيف بهدف الوصول إلي حالة التعادل‏Parity‏ مع الغرب وتضاعف هذه الرغبة عند إعلان رونالد ريجان مبادرته بحرب النجوم بابتزازه كان اهتمام الاتحاد السوفيتي بالزراعة يتراجع‏,‏ فالفلاحون في المزارع الجماعية لايهتمون بالأرض‏,‏ فقل الإنتاج وتراجع‏,‏ خاصة بعد أن فرض جيمي كارتر حظر بيع القمح الأمريكي عند دخول القوات السوفيتية أفغانستان عام‏1980‏ وكان رد فعل حظر القمح‏,‏ ثم بعد ذلك استنزاف سباق حرب النجوم مؤثرا علي وفرة المواد الغذائية للشعب‏,‏ وكانت الولايات المتحدة علي علم بالحالة فتمسكت أكثر باستراتيجية حرب النجوم وسباق التسلح‏,‏ مما جعل بريجنيف يتراجع عن محاولاته في تحقيق التعادل‏,‏ فتحتم علي جورباتشوف حينما تولي الحد من ميزانية الدفاع لاستخدام الفائض لمواجهة احتياجات الشعب‏,‏ مستغلا الحادث المشهور لهبوط ماتيوس روست بطائرته في الميدان الأحمر دون اعتراض من نظام الدفاع الجوي‏,‏ مما جعل القيادة السوفيتية العسكرية تدخل في الصف وتمتنع عن الاعتراض‏.‏

واستخلص الأستاذ العجوز درسا مهما هو أنه لايمكن أن يكون للدولة سياسة خارجية مؤثرة إلا إذا دعمتها قدرة ذاتية متجانسة ذات درع حارسة تحميها وتصد عنها العدوان‏..‏ واحدة منهما غير كافية واذا كان لنا أن نفاضل بينهما فإن القوة الاقتصادية والجبهة الداخلية وتعزيزهما يكونان علي رأس القائمة لأن الأساس قادر علي إفراز الفرع بمتطلباته‏.‏

نابليون بونابرت وصل بجيوشه واسطوله إلي مصر وعكا ثم حاول توحيد أوروبا باستخدام قواته وانتصاراته في معارك شهيرة ثم اندفاعه في أعماق الروسيا حتي وصل إلي موسكو إلا أن إستراتيجية الأرض المحروقة للمارشال كوتوزوف معززا إياها باستغلال الشتاء جعلاه يتراجع من حيث أتي ليقضي عليه في معركة ووترلو أمام الجنرال ولنجتن والجنرال بالوخر ولكن كان العامل الأهم هو تضعضع الجبهة الداخلية التي عجزت عن إمداده باحتياجاته من غذاء وملابس في مواجهة العسكرية في روسيا فانسحب جيشه بملابس ممزقة ووحدات جائعة‏,‏ مما أتاح للجنرالين الانجليزي والبروسي البت في أمره وأمر الجمهورية في مؤتمر فيينا‏1812‏ ـ‏1814‏ بواسطة التحالف الأوروبي تحت قيادة المستشار ميترنيخ مستشار النمسا ووزير خارجية انجلترا كاستلروا‏.‏ كانت أطماع الإمبراطور التي كان يريد تحقيقها بواسطة جيوشه اكبر كثيرا من طاقة موارده فانهارت الجمهورية وعادت الملكية مرة أخري بينما كان يقضي أيام سجنه في جزيرتي إلباوسانت هيلانة حيث قضي نحبه بفعل القدر وقيل إنه بفعل البشر‏.‏

قوات البانزر الألمانية وقت الحكم النازي برئاسة أدولف هتلر وقادته العظام توقف تقدمها في صحرائنا الغربية لقلة الوقود الذي حاولوا استعواضه بغزو أوكرانيا ثم اضطرهم إلي التقوقع خلف حائط الأطلنطي حتي كان هجوم الأردن الأخير الذي فشل ليصل بألمانيا النازية إلي معركتها الأخيرة في برلين وبانتحار هتلر وزوجته إيفا براون في مبني الرايشتاج أمام القدرة الأمريكية الهائلة الكاسحة التي مكنتها من إمداد جبهات أوروبا في الشمال وفي الجنوب والشرق الأقصي بل في الجبهة الروسية في شرق أوروبا بالطائرات والدبابات والمواد الغذائية والبترول في الحرب العالمية الثانية‏..‏ كان لهتلر عضلات كبيرة ضخمة ولكن استحال عليها التصدي للقدرة الانتاجية الهائلة‏,‏ فالقوة العسكرية وحدها لاتكفي ولابد لها أن تنطلق من قاعدة وطيدة ذات قدرة شاملة‏.‏

عقب الحرب العالمية الثانية حرمت معاهدات الصلح علي ألمانيا في أوروبا واليابان في الشرق الأقصي بناء قوات عسكرية فعالة فركزت الدولتان علي بناء قدرتهما في المجالات الأخري بحيث أصبحت ألمانيا قوة اقتصادية ضخمة في أوروبا كما أصبحت اليابان قوة اقتصادية ضخمة في الشرق الأقصي وأخذت الولايات المتحدة تحضهما علي زيادة ميزانية الدفاع للمساعدة في تصديها للاتحاد السوفيتي والصين‏...‏ وتعزيزا لقول الأستاذ العجوز رأيت بنفسي في إحدي زياراتي لليابان كيف ينتج مصنع العربات نيسان في يوكوهاما العربات بواسطة الروبوت لتنقل خطوط الإنتاج العربات إلي بطن السفن الراسية في الميناء كحبال المكرونة الإسباجتي وبسفن الأسطول السابع في المياه العميقة واقفة ككلاب الحراسة‏..‏ سألت المرافق لم لاتديرون المصنع في وردية ثانية وثالثة‏!‏ فقال هامسا معني ذلك قيام الحرب العالمية الثالثة فأمريكا لاتتحمل هذا ونحن لم ننس هيروشيما وناجازاكي بعد‏.‏

وفي ختام محاضرته ارتفع صوت الأستاذ الكبير وهو يقول علي الدولة أن تكون كالفيل الضخم المرعب‏,‏ وكالأسد المهيب والأقوي‏,‏ وكالثعلب الرشيق والأمكر‏,‏ وكالأفعي الملساء تلدغ وتلسع‏,‏ وكالحرباء التي تغير لونها حسب الواقع الذي تعيش فيه ولملم أوراقه وخرج‏.‏

وقلت في نفسي ياإلهي ما أثقلها من مسئولية لتكون صاحب قرار‏!!‏ فمن لديه القدرة علي تحقيق ذلك فليتقدم إلي الانتخابات الرئاسية القادمة التي قيل إنها تجمع بين تعددية الترشيح والانتخاب الحر المباشر وصوتي الانتخابي في جيبه فهذا كل ما أملك‏.‏ وقلت أيضا ما قلناه هو مقتل إسرائيل فوسيلتها الوحيدة لممارسة السياسة ذراعها الطويلة وترسانتها الحربية وهي قوة مستعارة والقوة يوم معك ويوم عليك‏..‏ مسكينة ظروفها صعبة لأنها زرعت نفسها في المكان الخاطيء ولأنه لايوجد من قادتها من هم قادرون علي أن يوجهوها كجار طيب‏!!

تم تعديل بواسطة سقراط المصري

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      فى صالة شقة بدور أرضى من بيت قديم فى منتصف شارع مدرسة التوفيقية الثانوية العريقة بحى شبرا تجمع ما لا يزيدعرض المقال كاملاً
    • 0
      تشابكت ثلاثة مفاهيم تتعلق بالتعليم فى ظل خفوت اهتمام «الماميز» هذه الأيام بالمنظومة، فارتأيت أنه وقت مناسب لمناقشتها. تساءلت قبل أشهر فى مقالات ولقاء تليفزيونى عن السبب الذى يدعونا أو لا يدعونا لنتعلم. بمعنى آخر، ما الذى يدفع الأب والأم لإرسال ابنتهما أو ابنهما إلى المدرسة أو يقرران بقاءه فى البيت، ثم العمل؟، وبدأ يومى أمس بحوار سريع مع سيدة محترفة تسول فى مدينة «الشروق»، حيث تتمركز تقريبًا فوق مطب يجبر السيارات على تهدئة سرعتها، واضعة يدها على خدها أو باكية كل يوم على مدار أيام العام وحولها عدد
    • 0
      كثير من اللغط والاختلاف يظهر دائما حينما تثار قضية ما.. أو حدث تاريخى معين ومن تلك القضايا التاريخية هو ما حعرض المقال كاملاً
    • 2
      جريمة «سعد الهلالى»     منذ بضعة أيام، ظهر الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مع «عمرو أديب»، ليدلى بدلوه في مسألة «حجاب الأنثى»، وهل هو «فريضة» أم لا. حسب منهجه المعروف به، عرض «الهلالى»- مع حفظ الألقاب- مختلف الآراء الفقهية في المسألة، مع تأكيده أنه «لا يوجد نص يؤكد فرضية الحجاب». انتفضت المؤسسات الإسلامية وقادتها وأذرعها الإعلامية، وتوالت البيانات والتصريحات لتؤكد «فرضية» الحجاب. وكذلك ثار العديد من الناس وعبّروا عن غضبهم بكتاباتهم عبر وسائل التواصل
    • 0
      هى الصبيّةُ المتفوقة الجميلة التى كانت من أوائل الجمهورية فى شهادة الثانوية العامة، ثم اختارت أن تلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، لتتخرج فيها حقوقيةً نابهةً ذات عقل نيّر مشرق تعرف حقوق الإنسان وحقوق المجتمع وتمتهن المهنة الأشرف: «مهنة صناعة العدل». بعد تخرجها فى الجامعة امتهنت المحاماة ثلاثين عامًا لتدافع عن المظلومين وتعيد الحقوق إلى أصحابها. نظرًا لفرادتها وتميّزها، كانت أول امرأة مصرية تعتلى كرسى القضاء، لتغدو «قاضية»، بعدما ظلَّ ذلك المنصب الرفيع حكرًا على الرجال وحسب. وشكرًا للرئيس عبد الف
×
×
  • أضف...