اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

طارق الذى لم يفتح الأندلس..


Salwa

Recommended Posts

المربع الأول ..

قبل طارق زوجته فى جبهتها وقال لها :

- وداعا ..سأذهب لفتح الأندلس.

خفق قلبها بسرعة لكنها دارت ذلك بابتسامة .

- وداعا ..رافقتك السلامة .

لوح لها بيده وانتحى ركنا من اركان البراكة وجلس ..رتب جنوده المصنوعين من نوى التمر واعقاب السجائر على ترابها ..حفر امامهم خندقا ملأه بالماء وقال لهم :

- ايها الجنود ..الى الفتح والجهاد فى سبيل الله .

هللوا : الله اكبر ...الله اكبر ..

ركبوا السفن وقطعوا الخندق ..نزلوا بالبر الآخر ..بدت لهم الأرض غريبة وموحشة فاشتعلت فى داخلهم الرغبة فى المغامرة واعتناق المجهول .

تقدمهم طارق ووقف امامهم :

- اخوانى ..هاهى الأندلس ..وهانحن وايماننا وسيوفنا .فاعلموا ان معاركنا ستكون قاسية وان اعداءنا كثيرو العدد ..لكننا مصممون على النصر وسننتصر فالى الأمام .

هللوا : الله اكبر ...الله اكبر .

زادهم التهليل قوة فانطلقوا كالسيل ..فاتحين كل شبر امامهم ..

المربع الثانى ...

فى الجهة الأخرى من البحر جلس موسى بن نصير متابعا اخبار طارق بن زياد بفارغ صبر ..كانت البرقيات لا تأتى الا حاملة اخبار انتصارات :

- حاربنا لوذريق وانتصرنا عليه --- طارق.

- استولينا على ( أستجة ) --- طارق.

- فتحنا قرطبة --- طارق .

- دخلنا ( رية ) سالمين -- طارق .

- وصلنا غرناطة -- طارق .

أخذ التخوف والندم يكبران كل لحظة ..مع تكاثر البرقيات ..فى قلب موسى .فكر بأنه كان ابله حقا عندما ظن ان فتح الأندلس صعب .وعندما اراد ابعاد طارق فوهبه الفرصة فى الظهور .وبأنه لايمكن تدارك الموقف الآن الا بعمل حاسم عليه ان يشرع فى التفكير به بكل قواه ...

المربع الثالث ...

كانوا يحاصرون طليطلة ..كل المدن - تقريبا - كانت تمتنع عنهم فيحاصرونها حتى تستسلم لهم ..كان النهار عاديا ..وبغتة برز من خلف التلال المحيطة بالمدينة فارس يرتدى الأخضر والأصفر يخب نحوهم بجواده ..توقف عند بداية خيامهم وسأل عن خيمة طارق فاخذوه اليه..وقف امامه وحياه وسلم له رسالة قال انها من موسى بن نصير .

فتح طارق الرسالة :

( من موسى بن نصير والى امير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بافريقية الى خادمنا الأرضى طارق بن زياد .

بعد السلام والتحية والاكرام .

يسعدنا اخباركم بان ما تحاربون من اجله الآن .اى تحرير الأندلس من الطغاة والكافرين ..قد تم اتفاق بشأنه مع الحاكم الأريب لوذريق .وعلى هذا ..نطلب منكم ايقاف الفتوحات توا والعودة الى البلاد .

ودمتم فى حفظ الله ورعايته ..

الامضاء..موسى بن نصير ..

قرأ الرسالة مرتين ..شك ان تكون مزورة ..لكن خاتم موسى بأسفلها ويستحيل تزويره

وتوجس منها هيفة .لكن فرحة طغت عليه ذهبت بها ..فكر ان موسى انما يحتاج للجنود لفتح الجنوب ..بعد ان تحققت النتيجة التى يطمحون اليها من وراء الفتح فى الشمال ..

جمع جنوده وقرا عليهم الرسالة ..سرت بلبلة بينهم ورفض كثير منهم العودة ..قالوا انهم لايؤمنون بمثل تلك الاتفاقيات وان الجهاد وحده هو الذى يحقق ما يرجونه ..

فال انه يعرف ذلك ايضا ..لكن مادام الأمر اتى من الذى يصدر الأمر اليهم فما عليهم الا الطاعة ..همهموا ..وتشاوروا مع بعضهم ..وارتأى اغلبهم ان ما قاله طارق صحيح ..

وان عليهم طاعة امر الوالى ..

ثم ركبوا السفن وعادوا الى البلاد ...

المربع الرابع ...

دخل طارق الى بلاط موسى ..فاستقبله موسى بابتسامة عريضة جدا اعرض من وجهه

- اهلا اهلا ..مرحبا بالفاتح العظيم .

عانقه طويلا وقدمه لرجال البلاط ..واحدا واحدا ..ثم اجلسه بجواره .

طلب من الخدم ان يحضروا زجاجات الكوكاكولا والبلاك اندوايت فرحا بعودة البطل الميمونة ..وفرح طارق بكل هذه الحفاوة ..فلم يجرؤ ...تواضعا وخجلا ...على رفع عينيه من سجاد البلاط .....

اخذ الحضور يرحبون به ويسألونه عن الأندلس ..مدنها ونسائها وانهارها ..وكان يجيب

بقدر امكانه .الى ان امتلك بعضا من الجرأة فدار الى موسى وسأله :

- كتبتم - مولاى - الينا انكم اتفقتم مع لوذريق .فكيف حدث ذلك ؟؟

قهقه موسى واغرق فى القهقهة ..قهقه معه المجلس ..

فى الواقع لم يكن هناك اى اتفاق بيننا وبينه ..

التواضع والخجل يتحولان الى علامة استفهام كبيرة ..كيف ؟؟؟

يواصل موسى قهقهته :

- لقد سمعنا انهم يعدون لكم جيشا يبلغ عدده ثلثمائة الف رجل فخفنا عليكم ولما لم تكن هناك طريقة اخرى تدفعكم للعودة فكرنا فى هذه ..هذا كل ما فى الأمر.

احمرت عينا طارق ..شعر انه اهين فى كرامته ..كرجل وكمحارب بأنه وحيد وضعيف

انطلقت القهقهات من رجال البلاط ..قاه قاه قاه ..اخذت تعلو وتعلو وتعلو ...حاصرته كاللعنة ...احس بانه وحيد وضعيف اكثر ولا شئ بيده ..

المربع الأخير ....

رفع طارق رجله عليه وركل بها كل النوى واعقاب السجائر ثم خبأ راسه بين كفيه وغرق فى نشيج حاد ..

اقبلت زوجته على صوت نشيجه وباستغراب ودهشة سألت ؟؟

- ماذا ؟؟ عدت ؟؟ متى عدت ؟؟ وما الذى يبكيك ؟؟

رفع راسه ..مسح عينيه ولم يجبها ...فقط اخرج سبسيا ومطويا من جيبه .ملأ السبسى بالكيف ..وضع قصبته بين شفتيه ..اشعل عود ثقاب ..ادناه من الكيف حتى اتقد ...

واخذ نفسا عميقا ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

لو كنت فعلا فعلا مش فاهم حاجة ....

انا بقى اللى حاجمع اوراقى واقلامى وارحل لكوكب آخر ....

اخترت هذه القصة من مجموعة قصص من الضفتين ...مجرد كلمات تعبر بطريقة بسيطة عن حاضر اكثر من ...ماض.

اعتقد انها واضحة وضوح قوة شمس النهار ....

الا اذا كنت لاتكترث لابتاريخ ولا ..جغرافيا ..ولا (( اتفاقيات )) ...ولا غيره ..

برافو احمد محسن ....يابختك .

انا سوف اصدق نفسى انك فقط ...تسخر ...لكن ؟؟ ماذا تقصد بهذه الوجوه ...(( عدم الفهم ايضا ؟ ))..

ام مجرد تساؤل فعلا ؟؟؟

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

مدام سلوى

حقا موجزة ...موفقه ...رائعة....ومحبطة

لقد جمعتى فى حروفك كل شىء

وبين ضفتى الحكاية

واطلال من رحلوا

واضغاث ما نحياه

وضعف من لا يملك من الامر شىء

هل حقا ستكون هذه النهاية

لا ادرى ;) :blink:

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

اختى الفاضلة البنت المصرية .

شكرا لحسن ردك واستيعابك لما يقصده الكاتب ..

حقيقة وجدت القصة توضح بما لايدع اى مجال للشك حالنا ببساطة ..

لست ادرى لماذا ربطت بين احداثها وما حدث فى اكتوبر ايضا ...

وغيره وغيره وغيره ..

كل يغنى على ليلاه ....

حقيقة شعرت عند قراءتها بغصة ...

مازلنا كما كنا ...والقوى والصالح منا يختفى بجرة قلم ...وهم جالسون يتناوبون الأنخاب ويقهقهون ..والحسرة والغصة لمن كافح وجاهد وناضل ...وعاد كما كان ...لكنه هذه المرة فقد حتى الحلم ...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...