اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

النظام العام فى الشارع المصرى ......" يوك "


محمود تركى

Recommended Posts

النظام العام فى الشارع المصرى ......" يوك "

الزملاء الأعزاء,تعلمت كلمة يوك أثناء تواجدى فى تركيا قرابة نهاية رحلتنا السنوية.و لقد أخترت هذه الكلمة فى عنوان هذا الموضوع لسببين:

أولا: كلمة يوك تعنى بالتركية.... "لا يوجد" ... أو ..." خالى" ... أو " عديم"..أو كما نقول بالعامية: ........." مافيش"

ثانيا: فى اللغة التركية كلمة.... " تمام."......... تعنى..." على ما يرام".

فالخصائص التى يحب أن تتوفر فى القانون إذا كان " تمام" , و يكفل حفظ النظام العام, , و منتجا للآثار المرجوة من وجوده. تتطلب النقاط الآتية:

1- أن يكون القانون واضحا و مفهوما

2-أن يقدم القانون حلا أو حلولا لمشاكل إجتماعية أو إقتصادية, أو سياسية أو أمنية.

3- أن تكون هذه الحلول قابلة للتنفيذ

4- أن تتوافر الآليات اللازمة لتطبيق هذه الحلول بكفاءة

5- أن تكون عقوبة المخالف للقانون عادلة, و رادعة فى نفس الوقت

6- أن يسرى القانون على الجميع بدون إستثناء.

فإذا نظرنا إلى ما يحدث الآن فى الشارع المصرى, و لا أقصد بكلمة الشارع, شارع عماد الدين مثلا, بل أقصد ما يحدث فى حياتنا اليومية, و ما يتعرض له المواطن المصرى أثناء بحثه عن لقمة العيش, أو الذهاب إلى عمله, أو قضاء احتياجاته, أو محاولة الترفيه عن نفسه و أسرته, سواء قبل ثورة 25 أو بعدها,

و لو نظرنا إلى ما يحدث الآن للقانون و النظام العام, لرأينا أن القانون يُركل بالحذاء كل يوم, و كأن النظام العام قد إنتقل إلى رحمة الله. ..... أى أصبح " يوك".... أو " مافيش"

نحن دولة تملك كم هائل من القوانين, و قد كان لدينا حكومة, و حاليا, لدينا رئيس جمهورية, و رئيس وزارة, ووزراء , كلهم مؤقتون, و لدينا محاكم تعمل يوما, و تبطل اليوم التالى, و مع ذلك, ليس لدينا نظام عام, و ليس لدينا معايير محددة واضحة, لماهو مسموح و( يقال له بالتركية: سلاملك) أو ما هو ممنوع ( و يقال له بالتركية: حراملك).

و اليكم بعض اللقطات من الشارع المصرى, التى تؤيد هذا الزعم

:المرور:

من يستطيع أن يدعى أن لدينا قواعد لتنظيم المرور قبل أو بعد ثورة يناير؟ و إذا أتى لى شخص ببعض الكلمات المطبوعة, و التى تقول أنها قوانين تنظيم المرور, فسأقول له أن هذه اللوائح و القوانين لا تساوى ثمن الحبر المطبوعة به,

فالمرور كان فوضى, و أصبح الآن كارثة, و الإشارة الحمراء معناها" إندفع" , و الخضراء معناها" أنت و حظك", و الحوارى المحددة باللون الأبيض على الطريق( إذا وجدت) ليست سوى ديكور, او لتذكرك أنك تسير على خط هامايونى, و ليس خط أبيض.

أما عبور المشاة, فهو أكبر نكتة يضحك عليها زوارنا من السياح, ليس سياح الخارج, بل سياح الداخل, حتى لو كانوا من مجاهل أفريقيا.

و الخطوط البيضاء الدولية ( زبرا أى مخططة مثل الحمار المخطط أبيض و أسود) التى تحدد مكان عبور المشاة, هى" صك وفاة" لمن يؤمن بها, فلا أحد مسئول يراقب تنفيذها, و لا أضواء حمرا و خضراء تُوجد لضمان أدائها واجبها.و أولوية المرور فى الميادين لا يراعيها أحد, و تتم بالفهلوة, و الذى يضع أنف سيارته أولا مهما كان مخالفا, هو الكسبان, تماما مثل سباق الإنتخابات البرلمانية..

و المسافة القانونية بين السيارات أثناء السير لا يعرفها السائق المصرى, و لا أحد يهتم

و لا يقوم أفراد شرطة المرور بواجبهم, هذا إذا وجدوا أصلا, و نراهم, إذا تواجدوا, يتسكعون, و يتجمعون على نواصى الشوارع, يدردشون, و يدخنون, و لا مانع من سندوتش و زجاجة " سبريت".و ركن السيارات فى الشوارع أصبح على المزاج, بل أحيانا ضرورة, لنفاذ البنزين,

و الكل مسموح, مادام الشرطة و الجيش يد واحدة مع المواطن ... الذى يستطيع الدفع.أو الذى يظهر شعار جيش, أو بوليس,

أو من يقول للشرطى بهنجعية و إزدراء: أنت مش عارف أنا مين؟

ماذا عن الشارع نفسه؟

لا يوجد شارع واحد فى مصر يمكن أن نقول أن له رصيف بالمعنى المألوف سوى الشوارع التى يسكنها " صفوة المجتمع" أى المقربون, و النهابون, و الوزراء, و خدمهم, و حواريهم, و أقاربهم من الدرجة الرابعة, و حتى تلك الشوارع قد نالها ما نالت بقية شوارع حوش بردق.

عدا ذلك, فالرصيف ليس محدد الإرتفاع, و يرتفع و ينخفض مستواه كل عشرة أمتار, هذا إذا لم يختفى الرصيف كله بعد غارات التتار, أو خلف إشغالات الطريق, و عربات الخضار و الفاكهة, , و معروضات المحلات التى تحتل المساحة التى تقع أمام محلهم و كأنها ملكهم و ليست ملك الشعب,

فقد رأيت محلا فى شارع جامعة الدول يستعمل الرصيف بالكامل كامتداد لمحل الجزارة, حيث كان نصف الرصيف محتلا بموائد عليها قطعيات من أجزاء مختلفة من حيوانات لم أتأكد من هويتها, و اكتفى صاحبها بوضع بعض قطع من الثلج حولها, للتمويه طبعا, بينما تربع هو و صبيانه فى النصف الآخر من الرصيف.

و قد سمعت من شقيقتى قريبا أن الشارع كله أصبح كذلك.

أما عن التلوث البيئى:, فلا أعتقد أنى سأوفى الموضوع حقه حتى إذا ذكرت كل ما رأيته من كم الزبالة الذى وجدته فى شوارع مصر فى آخر زيارة لى منذ عدة شهور, و أعلم من أسرتى ( تليفونيا و على ال سكيب) أن عددا من الشوارع فى المناطق المعقولة ( مثل المهندسين حيث تسكن شقيقتى) قد تم انسدادها بالكامل بعربات بيع الخضار, و المُتلازم معها من تلال الزبالة التى ترفض أن تترك المنطقة, عشقا فيها.

و سمعت أن عددا كبيرا من سكان القاهرة قد أصابهم الربو بسبب الأتربة و الكربون المتصاعد من عادم السيارات التى لا تسير, بل تزحف ببطئ بسبب تعطيل المرور, كما أن عدد كبيرا من صغار السن و كبارهم قد أصابهم الحر و الغبار باحمرار فى العيون, و أصبحت كأنهم يهددون بإظهار العين الحمراء إذا لم يتوقف هذا العبث بمقدرات الوطن.

نسأل الله اللطف بأهلنا, و إنزال الرحمة فى قلوب مسئولينا, و إعادة مصر لما كانت عليه قبل الهجوم الهكسوسى.

آميــــــــــــــــــــــــــــــــن.

مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...