اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الثورة و أولويات التاريخ


Scorpion

Recommended Posts

إنشغل الجميع .. و ما زالوا ( و نحن منهم ) ... في تكييف و تحديد ما قام به عبد الناصرو صحبه ليلة الثالث عشر من يوليو 52..

أهي حركة ... أو كما أُُُطُلق عليها منذ البداية "حركة الجيش المباركة" ؟

نعم ! لأنها تعتقد أنها تحركت في الوقت المناسب للقيام بعملية إنقاذ وطنية.. فإذا تطلع انسان من نافذة منزله و رأي رجلا يسقط فجأة و ليس من ينقذ.. قد يتحرك تلقائيآ و بصورة حادة .. و قد يتحرك بعد تفكير خاطف ليتأكد من جدوي تحركه .. قد يفكر نفعيآ فيما يغنم من وراء تحركه .. و ربما يحجم خوفآ من الضرر .. و عندئذ.. و غالبآ.. يشعر بالعار داخله .. فالجيش اندفع الي الشارع للأنقاذ تحت واحدة أو أخري من هذه المحرضات...

أهي إنقلاب ... كما يصر أصحاب التوصيف العلمي لها.. بإعتبارها كلاسيكيآ نوعآ من ثورة القصور .. تنتقل فيها السلطة فوقيآ .. دون أن يكون للشعب دورآ أو رأيآ فيها .. بل قد تكون ضد مصالحه ؟

نعم إنها أنقلاب ! فد ترددت الأحوال بمصر و سادت الفوضي و الفساد.. و جاء حريق القاهرة.. و قيام وزارات اليوم الواحد ..لتضيف نذرآ بتفاقم الوضع.. و كان لابد لأصحاب الضمير الوطني أن "ينقلبوا" ضد المسئولين في محاولة لاقتلاعهم من مراكز صنع القرار.. قبل أن يتسع نطاق الأنهيار...

أهي ثورة ؟؟؟

نعم هي ثورة ! فأولآ جاء سقوط فاروق مفاجأة أذهلت العالم... فقد ساد الأعتقاد بقوة عرشه .. و انه آخر من يسقط من ملوك المنطقة..

و ثانيآ .. لأنها فعلآ أحدثت هزة كبري في المنطقة.. بل في العالم الثالث كله.. و لعبت دور المحّفز أم الملهم لعديد من حركات التحرير فيه ..

و ثالثآ ... لأنها قلبت موازين القوي في المنطقة .. و في الجتمع المصري ذاته .. كما هزت مفاهيمه .. و غيرت وجه خريكته الأجتماعية و السياسية...

و رابعآ .. لأن إحساسآ عامآ سيطر علي جماهير الشعب .. أن الجيش قام بالنيابة عنه با كان يود أن يقوم به ... فهي ثورة بالتوكيل أو بالتفويض.. و إذا كانت ثورة الفلاحين .. الأولي في تاريخ العالم.. عام 2880 قبل الميلاد.. قامت علي أكتاف الفلاحين .. فحركة 1952 الثورية قامت علي يد أبناء الفلاحين .. فالجيش المصري .. منذ أن أنشأه محمد علي.. كان من الفلاحين..

فهي إذآ "حركة إنقلاب ثورية".. قام بها الجيش بأعتباره ممثل الطبقة الوسطي و ما دونها ... و إستجابة لشعب عريق يصبو الي تحرير نفسه و قراره .. و استرداد كرامته ..و تأمين مستقبله في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.. الذي تعالت فيه الصيحات لتصفية الأستعمار..

كل محاولة جادة لدراستها.. و تحديد طبيعتها و هويتها. .. من أجل الأمانة التاريخية تستحق التقدير فعلآ .. و إن بدت للبعض نبشآ في الماضي و لا جدوي منه .. لأنه المهم هو أنها قامت .. و قامت في الوقت الذي قامت فيه ...فللتاريخ حكمة في تحديد الأزمنة و تهيئة الظروف التي تصنع أقدار الشعوب و الأوطان..و إن كان التاريخ و الأنسان كثيرآ ما يتبادلان الأدوار في صنع أحدهما للآخر... و في صنع هذه الأقدار... و لا جدال إن أفلاس النظام الذي انبثق من ثورة 1919 و أفرز حكومة حكومة الوفدهو الذي هيأ المناخ المناسب لقيام نظام جديد... و قيادة جديدة.. لتدخل مصر في مرحلة جديدة...

بعض المراجع :

أحمد رشدي صالح ... الأدب الشعبي

أحمد فخري ... مصر الفرعونية

جاك تاجر ... أقباط و مسلمون

جمال حمدان .. شخصية مصر

كتابات ل د. انطوان ميخائيل و د. سليمان حزين

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

كان المشروع الوطني الذي تم تقديمه للمصريين مع قيام ثورة 23 يوليو يتلخص في :

- الأستقلال الوطني .. و المواجهة مع الغرب .. و المواجهة مع أسرائيل.. و إن كانت المواجهة معها لم تتبلور إلا بعد الأعتداء علي غزة سنة 55 و غزو سيناء سنة 56..

- إعادة توزيع الثروة .. التحديث و الديموقراطية...

و في خضم التعبئة السياسة التي تم القيام بها لتنفيذ هذه الخطوات و ما صاحبها من صراعات داخلية و خارجية.. اُغفلت أولويات لها أهميتها ..أولها تقديم الثورة لنفسها كمدرسة للتربية السياسية الواعية.. مدرسة قادرة علي ترميم الأخلاق و ترسيخ المواطنة...و بناء معنويات شعب كامل بما تحتوي من أحلام و آمال دون أن تخيب أو تتبدد.. فالثورة فرصة تاريخية نادرة.. قد لا تتكرر .. و لا يريد العاقل لها أن تتكرر لما يحف بها من مخاطر و صراعات قد تعصف بالوطن نفسه.. فالشواهد التاريخية تؤكد سؤ سمعة الثورات .. فهي غالبآ ما أسفرت عن نتائج دموية مدمرة .. لم تكن في حساب المخططين لها .. كما أنها كثيرآ ما أنحرفت عن مسارها الأصلي.. و تفرعت الي مسارات سلبية..

أهم فرصة فوتتها الثورة علي الشعب المصري هي فرصة أن يتعلم في ظلها... أن يتفاعل معها و يكون جزءآ لا يتجزأ منها..وقت كانت النفوس مهيأة بالفعل للخطوة السليمة و التضحية المطلوبة.. و لكن تم فصل الثورة عن الشعب و قامت بدور الراعي لقطيع لا يفقه شيئآ....فلا أقل إذن من أن نعيد قراءة الماضي مرة أخري .. و لنحلله معآ للعبرة و الأتعاظ كي لا نكرر أخطاء و قد نصل بها الي حلول مناسبة...

ثالوث " الأتحاد و النظام و العمل"...

الذي بشرت به الثورة في بدايتها كان يوحي بالطاقة التي سيتم توظيفها بأسلوب رائع و مثالي... فبعد ايام قليلة بدت الأمور و قد أستقرت للثورة الوليدة.. ففاروق الملك في يخته في عرض البحر المتوسط في طريقه الي المجهول.. غير مأسوفآ عليه من الكثيرين... أما جماهير الشعب فكانت قد انفصلت عنه منذ فترة طويلة .. و لما أطلقت الثورة شعارها .. تلقفه الجميع بالترحيب .. فقد رأوا فيه مؤشرات لعهد ومجتمع جديد... لقد كانت الناس عطشي لحدث مثل هذا .. و كانوا في حاجة أن يتحول هذا الثالوث من مجرد شعار مرفوع الي مشروع وطني ...

فالدعوة واضحة ... أولآ الأتحاد ... اتحاد الشعب بكافة طبقاته و فئاته بحيث يتجاوز انقساماته الحزبية .. و يتخطي فواصل الطبقية و حواجزها.. و يهزم كافة المحاولات التي شتتته و بددت طاقته .. و يتحدي اسباب التفرقة و خاصة الدينية منها...

ثانيآ النظام .. و الكلمة مرادفها بالأنجليزية Discipline .. و تعني في أصلها اللاتيني الإدراك و التعلم .. دعوة للفرد أن يلتزم بالنظام و الترتيب و حسن الأداء في حياته الخاصة و المجتمعية.. في الحياة العامة و المهنية .. دعوة لكل المجتمع أن ينبذ الهرجلة .. و الغوغائية.. الكلفتة و الفهلوة... دعوة بأن يتمسك بأسباب الأنضباط و الترتيب في كل تصرفاته إبتداءآ بأبسطها.. من الأنتظار في الطوابير.. الي التوظف بدون وسائط... هي خطوة نحو التمسك باحترام القانون و عدم الألتفاف حوله أو لوي ذراعه .. أو فتح الثغرات فيه ليصبح بلا معني...

ثالثآ العمل ... أي الكد و الجد للأنتاج.. فالعمل شرف و حق.. واجب و حياة و فن أيضآ.. الوسيلةالوحيدة للتقدم .. النمور الأسيوية بدأوا بعد الثورة و لكنهم أذهلوا العالم اليوم بتفوقهم .. لأنهم عرفوا السر.. و هو العمل ... و العمل ... كان هذا من شأنه غلق باب التسكع و التنطع و الأسترزاق بالنفاق .. و محاولات التسلق علي أكتاف الملتزمين الصادقين...

كان هذا هو المبدأ الأول ...مبدأ رائع كان كفيلآ بجعلنا في مقدمة الصفوف الآن... فكيف تم تنفيذه ؟؟

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

لو تنبهت الثورة و طرحت هذا الشعار للدراسة و الحوار .. علي مختلف الأصعدة ..في جميع أنحاء البلاد .. في القرية كما في المدينة .. في الشارع .. في الحي .. في المدرسة و الجامع و الكنيسة ..لدبت فيه الحياة و أصبح جزءآ من تفكير الناس .. جزءآ من خطابهم .. و كأنه منهم .. فيكون إجماعهم عليه و التزامهم به شيئآ داخليآ نابعآ منهم مباشرة.. بدلآ من اعتباره أمرآ فوقيآ ... فالفوقية قاتلة للمبادرات الشعبية ..

سلوك الأنسان يقوم أساسآ علي التربية و التعلم .. و القدوة هي العصا السحرية .. فالقوانين و الأوامر و التعليمات ما هي الا علامات ارشادية في حياتنا ... تطبيقها و الألتزام بها هو الذي يتطلب برنامج من التعلم و التربية ... من التدريب و الممارسة .. من التحفيز و التشجيع و أيضآ من الثواب و العقاب ...

لم تتنبه الثورة لتقديم النموذج الحي الذي يحتذي به الشعب ... فهي من البداية طالعت الشعب بصيغة غير مألوفة لديه ..صيغة شّكلها من خلال نضال طويل .. و هي صيغة الجماعة الوطنية المصرية التي جمعت طوائف الوطن في سبيكة واحدة .. و لا جدال ان هذه "الطلعة" أثارت تساؤلات و قلق المجتمع كله.. و بدا الأمر و كأن شرخآ ما قد حدث .. ثم وقعت الأنقسامات في مجلس الثورة ذاته .. و زادت قائمة الشرائح التي صُنفت كأعداء للثورة .. سواء حرصآ من الثورة علي حماية نفسها .. أو إنطلاقآ من مخاوفها و هواجسها شأن كل الأنقلابات الثورية .. تولد في الخوف .. و تعيش فيه .. إلي أن تحدث معجزة الشرعية و الأستقرار .. عندما حدث كل هذا سقط هذا الشعار المثالي .. ثم اختفي شيئآ في شيء تاركآ مكانه لشعارات الأشتراكية مثل " تلاحم قوي الشعب العامل " و غيرها ...

و حتي لما وضع "الميثاق" كل عامل في موضع المسئولية عن عمله .. و نبه علي تبعة القادة في كل موقع .. و بثتها الأذاعة في اناشيد و أغنيات مشهورة... و لم يتغير المناخ .. و لم يكن حظ " النظام و العمل " أفضل .. فالأساس لقيامهما و احترامهما لم يتوافر .. فالتغيير المطلوب لابد أن يكون تغييرآ في الظروف و في المناخ العام .. و الا فإن أي أشخاص جدد في نفس الظروف و المناخ .. سوف يسيرون في نفس الطريق التي سبقهم إليها غيرهم .. و لأن الثورة أنشغلت بالقضايا الكبري عن تغيير المناخ و تهيئته ليتحقق التغيير السلوكي .. و القيمي .. فقد ضاعت الفرصة علي انتشار النظام و قيم العمل كما كانت الرغبة الأساسية عندما تم اطلاق هذا الشعار .. و الذي أخذ يتواري خجلآ يومآ بعد يوم .. الي أن أفل نجمه تمامآ .. و هكذا ضاعت فرصة ذهبية أتيحت للثورة لتكون مدرسة لتربية الأجيال الجديدة...

كان هذا اول مبدأ مثالي للثورة و لكن خطوات تنفيذه باءت بالفشل التام ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 10 شهور...

كانت للثورة مهمة أخري تنتظرها لها طبيعة الأولوية القومية ... و هي تأصيل تاريخ مصر الوطني ... فتاريخ الشعب بمثابة شريانه الحيوي و انفصاله عنه اشبه بأقتلاع شجرة من جذورها ...ففي كل دول العالم وعي الأمة مرتبط بوعيها لتاريخه .. و الألمام بهذا التاريخ ... و احترامه ... بمثابة ركيزة من ركائز تقدمها .. بينما العبث به اشبه بالعبث بالبوصلة فتختلط الأتجاهات ,,,

كانت من أولويات الثورة .. و هي تدشن نظامآ سياسيآ جديدآ .. بأعلان الجمهورية .. لأول مرة في تاريخ أقدم دولة ملكية في العالم ... أن تواصل هذا التاريخ و لا تنفصل عن نهائيآ ...أن تقدم نفسها كحلقة من حلقاته المتصلة ... و أن تعرض بالأمانة صفحات نضال شعبنا الطويل ... فاذا كانت الثورة في تلك اللحظة كانت تمثل القمة ... فالطريق الي هذه القمة كان قد بدأ من وقت طويل ... و من سلسلة أحداث ... صنعها رجال آخرون ... كطوابق البناء ؟... طابق فوق طابق .. و تربعت الثورة فوق أعلاها .. و كانت غريبة تلك الجملة التي ابتدأت تتردد مع بداية الثورة في دوائر الحكم و في الصحف القومية و التي كانت تدور أن مصر "تبدأ من الصفر" ( و التي اثبت حاضرنا تلك الأكذوبة فهي كانت بداية العد التنازلي للوصول الي الصفر الذي نعيشه الآن ).... و أن الثورة ردت الروح الي مصر .. و أحيتها بعد موات ... و لو كانت فعلآ ميتة فكيف أمكنها ان تنهض من خلال جيشها .. و حوله شعبها ...

كيف تكون سنة 1952 هي بداية تاريخ مصر الحديث؟؟؟؟ و يَشطب بجرة قلم قرن و نصف من تاريخها ... و يتضخم التشكيك في منجزاته و في رجاله ...... كيف يشطب بجرة قلم صفحة كاملة تتكون من العقود الخمسة الأخيرة منه مليئة باشرف صفحات العمل الوطني ... و التي تبلور خلالها بحق صيغة المواطنة الحقة صهرت خلالها جميع المصريين في سبيكة واحدة يفخر بها المجتمع المصري علي نظائره من مجتمعات الأرض ؟؟؟ ...

و للأسف لم يستمر هذا مجرد حيث مجالس .. او خطابات منابر ...أو نشر صحفي يروجه المنافقون الذين تواجدوا في كل عصر ... و لكن الكارثة انه تسرب الي مناهج التاريخ و كتبه في المدارس ... بصورة أو بأخري ... حتي بدا الأمر و كأنه عملية تزييف مقصودة .. و من العجيب ان خصوم الثورة يتم اتهامهم اليوم بمحاولة تزييفها و تحجيم دورها و تشويه تاريخها ...

و الحصيلة المأساوية ان اجيال مصر الثورة قد اهتزت ثقتها .. و داخلها شكوك في تاريخها .. الذي اخذ كل فريق يشوهه و يزيفه علي طريقته .. و يفرغه من مضمونه ... و صارت هذه الشكوك واحدة من أسباب سلبيتنا و غربتنا .. و زعزعة انتمائتنا ...

لا شك أن الثورة مثلت نقطة تحول في تاريخ مصر ... و هي واحدة من نقاط تحول مرت بها .... و تميز خطابها السياسي و مفردات فكرها بقدر كبير من النضج .. جسد كثرآ من أحلام الوطنيين .. و المثقفين خصوصآ .. الباحثين عن التقدم بالتغيير و الثورة ... علي أن هذا لا يبرر أطلاقآ ما خلقته من بلبلة حول ماضي الوطن القريب ... أو يكون عذرآ لأهمال أولوية كان الشعب ينتظرها من ثواره ... تتركز في احترام تاريخه و تأصيله ....

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

لقد لخص الفقيد العظيم جمال حمدان فى كتابه الرائع شخصية مصر عن حركة 23 يوليو

باربع كلمات " إنقلاب ناجح وثورة فاشلة

كنت دائماً ما أقول ياأهل مدينتنا : أنفجروا أوموتوا

أما وقد إنفجرتم و ثورتم : فأنتم أجمل وأنبل وأشجع شباب أنجبته هذه الأمة!!! م الغزالى

رابط هذا التعليق
شارك

أشد على يديك على هذا التحليل الرائع مع إختلافى الشديد فى بعض الجوانب.

لقد قمت بسرد تحليلى لثورة الجيش أو إنقلاب الجيش سنة 52 و قد بدأت أن الوضع كان قد تردى بما لايسمح إلا بثورة و قد جائت الثورة من رحم الشعب ممثلا فى القوات المسلحة و هذا سليم تماما من خلال بيانات مجلس قيادة الثورة و بيانات وزارة الإرشاد القومى.

و إستطردت فى الشرح و إستعنت بالفلاش باك لشرح الإنحرافات التى أدت لعدم نضوج تجربة الثورة المصرية - بحساب الأمر الواقع- و عدم وصولها إلى الشعب نفسه.

الرجاء المرور على موضوع خميس و البقرى أو البداية الحقيقية لزراعة الخوف تحت الجلد

لقد قدمت إلينا الثورة فى بدايتها وزارة الإرشاد القومى (وزارة الإعلام اليوم) و ما صاحبها من رقابة على كل وسائل النشر بل ووجود مندوب للقيادة فى كل مجالات الحياة و أذكر أنى قرأت أن فتحى رضوان هو من نصح بهذه الوزارة.

و قدمت لنا تلك الثورة فى بداياتها مجموعة كبيرة من المهرجانات الإعلامية فى صورة محاكمات علنية بقصد الإرهاب.

سيدى الفاضل

أكاد أميل إلى تصنيف الثورة كأحد الإنقلابات الفاشية أو النازية و التى كانت مودة العصر و التى نجحت فى الإستيلاء على مصر و قطع كل الألسنة التى يمكن أن تختمر مع الشعب و تتزاوج مع الإنقلاب العسكرى و تنتج ثورة شعبية

و ليتك تعود لأحداث 1953 و احداث 1954 و رشوة عمال النقل من الأجل الهتاف ضد الديموقراطية.

قد لا تكون المسألة بوضوح الأبيض و الأسود و لكن ماحدث من وقتها حتى الآن هو عزل كامل للشعب مع محاولات لوأد أى فكر لا يتفق مع السلطة طوال السنوات الماضية.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

أستاذي العزيز عادل ابو زيد ...

ارحب بأختلافك معي في بعض الجوانب ... فهو شيئآ يفيدني دائمآ ... و لكن دعني اشرح نقطة صغيرة .. طرحي لهذا الموضوع هي محاولة لتحليل حركة غير عادية أثرت في تاريخ بلدنا و مصيرها .. و ما زلنا نعيش تحت آثارها الي وقتنا الحالي ...

فقط هي محاولة لكشف اسباب قيامها .. اهدافها المعلنة و التي تفاعل معها شعب كامل و تحمس له .. و اسلوب تنفيذ هذه الأهداف و الأخطاء التي شابته و التي أدت بها في رأيي الشخصي .. و الذي أجزم ان هناك الكثيرين من يشاركوني فيه .. الي الأنتهاء بالفشل التام في تنفيذ أي هدف من أهدافها .. بل لقد أدت الي خراب بلد من أعرق بلاد الأرض ...

هذا الموضوع يتناول بنظرة حيادية (حتي ولو لم أكن من أنصار الثورة أو عبد الناصر و أجد فيهم أسباب تخلفنا ) الثورة و هي تخطو اول خطواتها ... احاول ان افهم شخصيآ لماذا فشلت حينما كان بأمكانها ان تكون قفزة التحول في تاريخنا ...

ماذا حدث بعد ذلك .. و اكتشافها للحقيقة المرة ... استحالة تحملها لمسئولية ادارة بلد و شعب بأسلوب ديموقراطي .. فمن قاموا بها لم يكونوا مؤهلين لهذا الدور .. و لذلك كان تحولهم الي أدمان السلطة و تشبثهم بها متخذين هم أنفسهم جميع الأساليب التي قاموا بالثورة كي يقضوا عليها ... و قضية خميس و البقري ما هي الا عنوان لهذا الكتاب الجديد الذي قدموه للمصريين كدستور ....

تحياتي و احترامي دائمآ ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضل (سكوربيون) عشان مش عايز أقول عقرب :D

أولا: أحييك على محاولتك الموضوعية في طرح تاريخ الثورة وما إذا كانت انحرفت عن أهدافها و(كيف).. ولكنك لم تحاول أن تقول (لماذا) بنفس الموضوعية التي حاولتها بعيدا عن الأفكار الجاهزة والمنقولة والمقتبسة أحيانا للبعض كأحكام مطلقة على طريقة (هوه كده وخلاص).

عزيزي الفاضل.. إذا كنت تريد أن تقرأ تاريخ الثورة فعليك أن تقرأ ايضا الظروف الدولية والإقليمية، بل والداخلية أيضا.. وعليك أن تضع في الحسبان أن تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بها لم يكن مجرد مجموعة من العسكر، وإنما كانوا بالأحرى مجموعة من الأفكار والأيدلوجيات المتعددة والمتباينة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، أو كما يقال ألوان الطيف السياسي والفكري.

والسؤال هنا إذا أخذنا في الاعتبار كل تلك الظروف؛ لماذا لم تحقق الثورة كل أهدافها؟ وهل لا يمكن لمن يقرأ تاريخ ثورة يوليو أن يجد لها أي منجز وأي إيجابية؟

ثانياً: فلتسمح لي أخي الفاضل بالتعقيب على بعض ما ورد في تحليلك، وخاصة فيما يخص تساؤلك (كيف يشطب بجرة قلم صفحة كاملة تتكون من العقود الخمسة الأخيرة المليئة بأشرف صفحات العمل الوطني).. ثم قولك: (للأسف لم يستمر هذا مجرد حديث مجالس .. او خطابات منابر ...أو نشر صحفي يروجه المنافقون الذين تواجدوا في كل عصر ... و لكن الكارثة انه تسرب الي مناهج التاريخ و كتبه في المدارس ... بصورة أو بأخري ... حتي بدا الأمر و كأنه عملية تزييف مقصودة .. و من العجيب ان خصوم الثورة يتم اتهامهم اليوم بمحاولة تزييفها و تحجيم دورها و تشويه تاريخها).. فلا أدري أخي الكريم أي تاريخ تقصد الذي قامت الثورة بتشويهه منهجيا أو بشكل متعمد؟! فنحن درسنا في التاريخ كافة مراحل النضال الوطني، كما مجدت المناهج أبطال تلك المرحلة بدءًا بعمر مكرم ومحمد كريم وحتى أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهم.. بل أن الثورة لم تشوه تاريخ محمد علي ذاته، وتناولته بموضوعية، أي بما له وما عليه.. فهذا ما درسناه في المدارس، وما عبرت عنه أدبيات الثورة ونتاج مرحلتها الأدبي والفني والثقافي.. أما فيما يخص خصوم الثورة فهم مازالوا حتى الآن ـ هم وورثتهم ومنسوبيهم وأتباعهم من بعدهم ـ يمارسون هذا التشويه ويصادرون على أي منجز أو أي إيجابية تمت في تلك المرحلة، فحتى السد العالي تمت مهاجمته، وحاولوا تشويه دوره وأهميته، بل أنهم هم الذين يريدون ويحاولون حتى الآن أن يشطبوا تلك الفترة من التاريخ المصري كله.

أخي الكريم.. أرجو أن تواصل تحليلك للمرحلة بمزيد من الموضوعية والحياد، وبدون موقف مسبق من أي نتيجة كانت سلبا أو إيجابا، مع وضع الحدث في ظرفه التاريخي والجغرافي والاجتماعي، داخليا وخارجيا، دوليا وإقليميا.. وأعتقد انك ستصل بإذن الله إلى نتائج جيدة سوف تفيدنا جميعا..

مع خالص محبتي

العشب طاطا للنسايم ونـــــــــــــــــــخ

أخضر طري مالهش في الحســــــن أخ

عصفور عبيـط انا .. غاوي بهجه وغـــــنا

ح انزل هنا.. وانشالله يهبرني فـــــــــخ

b8.JPG

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل عصفور طاير

شيء مدهش .. و لكنه في نفس الوقت يطمئن قلبي اني لم احيد عن الحيادية في هذا العرض حتي الآن ... فلقد خالفني الأستاذ عادل في بعض الجوانب .. و من الجانب الآخر ها هو حضرتك تخالفني في جوانب أخري ....

بالطبع قد يكون جانبني الصواب في عرض ما اقتنع به ... و هو لعلم حضرتك وليد قراءات كثيرة جدآ و البحث بين السطور في محاولة للفهم.. فللأسف لم اكن من جيل الثورة الأول و ان كنت اشك ان هذا سيغير شيئآ ... فكثيرين ممن عاصروها لا يختلفون عني ...

نرجع الي مداخلتك و دعني اقتبس جزءآ من مداخلة في موضوع "حكومة الوفد" ... فبها اعتقد الرد علي سؤالك ...

اولآ : الرد علي سؤالك الأول ...." لماذا" ؟؟؟

للإنقلابات العسكرية محاذيرها... فهي تُولد في الخوف.. و يظل الخوف هاجس أصحابها... و معه التشكك و القلق من أن يحل بهم ما أصابوا به غيرهم.. و يؤدي هذا الجو الي توترات عميقة بينها و بين المحكومين... فالكل خصوم الثورة إلي أن يثبت العكس... و الأعداء ( وهمآ أو حقيقة ) يتربصون بها من كل جانب.. مما يؤدي الي إجراءات إستثنائية قاسية.. و إلي صراعات داخلية و خارجية... بسبب غياب الثقة و الطمأنينة النفسية..ثم أن الثورة في مفهوم علم الأجتماع و السياسة.. كالنار... و كنار تحتاج دائمآ الي وقود لتستمر مشتعلة..و يستمر وهجها... و قد يكون الوقود من بين أقطابها أنفسهم.. أو من بين خصومها السياسيين ... أو من بين من تبتكرهم و تتخيلهم.. أو من هؤلاء جميعا.... و هي و إن انطلقت من مثاليات و برامج و مباديء براقة.. فقد ينتهي بها الأمر إلي العجز و الأفلاس.. شأن الحكومات التي انقلبت ضدها... فتلجأ الي العنف و القمع لتغطيةعجزها.. أو إختلاق كباش الفداء و تقدمها علي مذابحها...

أما الجزء الخاص بالأستمرارية دون قطع الخيوط مع التاريخ ... فلقد تميز النموذج المصري لثورة 23 يوليو .. في بدايته... بموروثات الحضارة المصرية العريقة.. فكانت ثورة بيضاء لم تراق فيها قطرة دم...و خرج الملك... غير مأسوف عليه ..و لكن دون أن تمس شعرة من رأسه.. و ساد نوع من الصرامة الممتزجة بالعدل...

علي أن الثورة إنحصرت بأسمها و مضمونها في "مجلس الثورة" و حسب.. فهي لم "تُصب" الشعب.. لم تنتقل عدواها إليه.. و لم يعن ترحيبه بها أنه صار من الثوار.. أو صانع ثورة.. فلو أنها ولدت في حضن الشعب.. في قراه و أزقته... في مدنه و مصانعه و حقوله.. مثلما ولدت في ثكنات جيشه.. لجرت لمصر صياغة جديدة.. و للشعب مفاهيم جديدة ( كما حدث مع الثورة الفرنسية ).. و لكن الذي حدث إن الشعب عجز عن التفاعل معها.. و النضج بها..

يمكن القول إنها افتقدت نموذج الجامعة الوطنية المصرية..الذي تبلور مع ثورة 1919.. و الذي تحقق للأمة من خلال فكر حزب الوفد الأصلي من خلال تطورها التدريجي الليبرالي نحو مجتمع منفتح.. لا تحدد علاقة أفراده علي أساس الدين و حسب.. فصار سبيكة واحدة إنصهرت فيها مختلف فئات الأمة.. دون أي تفرقة دينية أو أجتماعية... و هنا أخطأت الثورة في عدم ألتقاطها هذا الخط.. حيث أنتهي... في بدايتها لتبني عليه ..

تحياتي ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

و لكن الذي حدث إن الشعب عجز عن التفاعل معها.. و النضج بها..

تحياتي ...

و هذا هو بيت القصيد ..

و لا ينكر أحد ظلمة الفترة التي سبقت الثورة .. و لكن ما فعلته الثورة كان أشبه بمن أنقذ إنسان من الاغتصاب .. لكي يغتصبه هو .

و لا نستطيع أن نلوم الناس علي عدم تفاعلهم مع الثورة في ظل تواجد الدولة البوليسية , والتي غابت بها المحاسبة , و ترسخت الديكتاتورية و الفاشية و الفساد .

أخرست الالسنه - بضم الهمزه - في و جود زوار الفجر الذين كانوا يقتحمون منازل المعارضين فى الفجر لاعتقالهم وسط دموع أطفالهم وزوجاتهم ,أخرست بسبب معتقلات التعذيب التى رأت من أهوال التعذيب و الهوان ما يتواري جنبها خجلا ما فعله أبو جهل و أميه بن خلف في المسلمين .

و لا زلنا حتي اليوم ندفع فاتوره عصور التهميش و البطش لمن تسول له نفسه بالمشاركه حتي بالرأي , و الذي إنعكس تماما حتي علي فقر شديد في إفراز شخصيات سياسيه معروفه و موثوق بها حتي بعد مرور أكثر من نصف قرن علي الثورة .

You can.... If you think you can

رابط هذا التعليق
شارك

ثانياً: فلتسمح لي أخي الفاضل بالتعقيب على بعض ما ورد في تحليلك، وخاصة فيما يخص تساؤلك (كيف يشطب بجرة قلم صفحة كاملة تتكون من العقود الخمسة الأخيرة المليئة بأشرف صفحات العمل الوطني).. ثم قولك: (للأسف لم يستمر هذا مجرد حديث مجالس .. او خطابات منابر ...أو نشر صحفي يروجه المنافقون الذين تواجدوا في كل عصر ... و لكن الكارثة انه تسرب الي مناهج التاريخ و كتبه في المدارس ... بصورة أو بأخري ... حتي بدا الأمر و كأنه عملية تزييف مقصودة .. و من العجيب ان خصوم الثورة يتم اتهامهم اليوم بمحاولة تزييفها و تحجيم دورها و تشويه تاريخها).. فلا أدري أخي الكريم أي تاريخ تقصد الذي قامت الثورة بتشويهه منهجيا أو بشكل متعمد؟!

ذكرت يا سيدى أن ضباط الثورة كانوا تشكيلة من كل الأطياف السياسية على الساحة .... و هذا بالضبط ما قامت الثورة بمحوه و قتله و إخفاءه ... هل تذكر أنك درست أو مرت بك أى معلومة عن الحراك السياسى فى مصر خلال الخمسين سنة السابقة على الثورة ؟ هل قرأت شيئا عن وجهات النظر المختلفة قبل الثورة ؟ هل لم يكن هناك رجال ووطنيين قبل الثورة ؟

هل تعلم أنه كانت هناك سيدة فاضلة إسمها الدكتورة درية شفيق و كانت داعية لحقوق المرأة و كانت تصدر مجلة منذ الأربعينيات إسمها بنت النيل ... هذه السيدة إعترضت و إعتصمت أمام البرلمان - فى بدايات الثورة - و غضبت عليها الثورة و لأنها شخصية معروفة على مستوى العالم قامت الثورة المجيدة بتحديد إقامتها و فوق ذلك قاموا بإعدام كل إنتاجها الفكرى المنشور و ربما أيضا المكتوب بالقلم

هل قرأت شيئا عن القضية الوطنية قبل الثورة ؟ هل تعلم شيئا عن قضية السودان قبل الثورة و ماذا كانت وجهات النظر القائمة وقتها ؟

أظنك تعرف الآن أن الثورة قامت بقتل كل إمكانيات التطور السياسى و التى تكونت طوال سنوات منذ ثورة عرابى إلى 1952.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

لقد لخص الفقيد العظيم جمال حمدان فى كتابه الرائع شخصية مصر  عن حركة 23 يوليو

باربع كلمات  "  إنقلاب ناجح وثورة فاشلة 

نجاح او فشل الثورة نسبي ولا يمكن ان نتصور ان تنجح اي ثورة بشكل جزئي .. حركة يوليو او ثورة يوليو صنعت ما لم يحدث علي مدي تاريخ سبعة الاف عام .. حدث حراك اجتماعي ضخم في مصر سمح بأن يكون الفلاح طبيب و مهندس و عالم و ان تنضم ملايين من الشعب المصري المهمشة طوال تاريخها اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا للطبقة المتوسطة .. وهو في حد ذاته نجاح ولكن للاسف لم يكن هناك فكر واضح لادارة هذا التغيير الاجتماعي السريع و المفاجئ ...

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

عادل أبوزيد  اليوم, 03:31 PM 
هل قرأت شيئا عن القضية الوطنية قبل الثورة ؟ هل تعلم شيئا عن قضية السودان قبل الثورة و ماذا كانت وجهات النظر القائمة وقتها ؟

أظنك تعرف الآن أن الثورة قامت بقتل كل إمكانيات التطور السياسى والتى تكونت طوال سنوات منذ ثورة عرابى إلى 1952

أخي الفاضل عادل..

بداية أجيبك أنه نعم قرأت الكثير عن القضية الوطنية قبل ثورة يوليو، بل أن الثورة ـ كما ذكرت ـ مجدت زعماء العمل الوطني كافة عرابي وسعد زغلول ومصطفى كامل و محمد فريد بل وطلعت حرب والعديد غيرهم. وقد درسنا ذلك في المدارس. وقرأناها في كافة أدبيات ومنتجات تلك المرحلة الأدبية والثقافية.

بل أن موقف الثورة من حزب الوفد وتاريخه لم يكن موقفا عدائيا، ولكن بعض رجال الوفد الذين عاصروا الثورة هم الذين اتخذوا مواقف عدائية منها، بعضها معلن وبعضها خفي. ولعلك قرأت مذكرات السفير عيسى سراج الدين الذي كان يلعب دور الوسيط بين رجال الثورة ورجال الوفد، وكيف حمل مسئولية تكدير الأجواء والعلاقات بينهما إلى (عمه)فؤاد سراج الدين بسبب عنجهية الأخير في التعامل، وكذلك بعض الوشايات التي لا يجب أن ينكرها أحد. أضف إلى ذلك سلوكيات بعض الوفديين والسعديين من الإقطاعيين أمثال عدلي لملوم في الصعيد والفقي إقطاعيي كمشيش بالمنوفية، وغيرهم.

أما عن (بنت النيل) الدكتورة درية شفيق، فلعلك تعلم أنها لم تصطدم تماما مع الثورة رغم مع أشيع عن تلقيها دعما من السفارتين الانجليزية والامريكية بالقاهرة، ورغم ذلك لم تصطدم بالثورة ذاتها حتى غالت هي في مطالباتها بالحرية، إلى أن اصطدمت مع الدين ورجاله بنفيها لحجاب المرأة في الإسلام،

أما عن اعتصامها أمام البرلمان فلم يكن في بداية الثورة كما ذكرت سعادتك، ولكن حدث ذلك في فبراير سنة 1951 . وقد اقتحمت البرلمان بالفعل وطالبت بعدد من الطلبات من بينها وضع تشريع بمنع تعدد الزوجات وتقنين الطلاق، وهي ـ كما تعلم ـ تشريعات دينية لا يجوز المساس بها، ولذلك رفض رئيس الوزراء بعد ذلك مقابلتها، وتم استدعؤها للمثول أمام المحكمة بعد أن وجه لها النائب العام تهمة اقتحام البرلمان.

وبعد قيام الثورة‏1952‏طلبت من الحكومة تحويل‏ اتحاد بنت النيل ‏ الي حزب سياسي وسجلت نفسها رئيسة له‏,‏ وقد قبل طلبها ليصبح‏(‏ اتحاد بنت النيل‏)‏ اول حزب نسائي سياسي‏,‏ لم يتوقف طموح‏(‏ درية‏)‏ فعند تشكيل اللجنة التأسيسية عام‏1954‏لوضع دستور جديد للبلاد احتجت لأن اللجنة لم تضم بينها امرأة واحدة فأضربت عن الطعام هي وبعض زميلاتها في نقابة الصحفيين لمدة‏8‏ أيام ولم توقف الإضراب الا بعد أن ذهب اليها محافظ القاهرة حاملا اليها رسالة شفوية من الرئيس محمد نجيب يعدها بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسي‏... ولكنها اعتزلت الحياة بعد طلاقها من أحمد الصاوي. حتى انتحرت عام 1975. وهذا يؤكد أخي الفاضل أن الثورة لم تضطهد درية شفيق لمواقفها السياسية أو لدعواتها للتحرر ولكن السيدة ذاتها ـ رحمها الله ـ هي التي كانت من عشاق التمرد إلى حد الشطط أحيانا .

أما الأخ (سكروبيون) .. فأشكرك جزيل الشكر على محاولتك الإجابة على تساؤلاتي، وإحالتي إلى موضوع حكومة الوفد، وهو قابل للنقاش بالطبع، ولكن ما وددت أن أقوله أنه لاتوجد ثورة ولا حركة وطنية ولا حتى حكومة شبه مستقرة وذات خبرة كحكومات الوفد، بلا أخطاء، فحتى الوفد ذاته انحرف عن مساره في مواضع ومواقف كثيرة غير التي أسس من أجله، بل أن الصراعات التي دارت داخله أو ضده من قبل الملك جعلته يتحالف مع الاحتلال في بعض الأحيان لكسب الجولة كما فعل النحاس في حكومته الثانية التي تولاها بقوة الجيش الانجليزي، فبات الأمر وكأنه صراع على السلطة وتشبث بها، وليس المصلحة الوطنية.

مع خالص تحياتي

العشب طاطا للنسايم ونـــــــــــــــــــخ

أخضر طري مالهش في الحســــــن أخ

عصفور عبيـط انا .. غاوي بهجه وغـــــنا

ح انزل هنا.. وانشالله يهبرني فـــــــــخ

b8.JPG

رابط هذا التعليق
شارك

لقد لخص الفقيد العظيم جمال حمدان فى كتابه الرائع شخصية مصر  عن حركة 23 يوليو

باربع كلمات  "  إنقلاب ناجح وثورة فاشلة 

نجاح او فشل الثورة نسبي ولا يمكن ان نتصور ان تنجح اي ثورة بشكل جزئي .. حركة يوليو او ثورة يوليو صنعت ما لم يحدث علي مدي تاريخ سبعة الاف عام .. حدث حراك اجتماعي ضخم في مصر سمح بأن يكون الفلاح طبيب و مهندس و عالم و ان تنضم ملايين من الشعب المصري المهمشة طوال تاريخها اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا للطبقة المتوسطة .. وهو في حد ذاته نجاح ولكن للاسف لم يكن هناك فكر واضح لادارة هذا التغيير الاجتماعي السريع و المفاجئ ...

سيدى الفاضل هذه المعلومة بالذات هى الأكذوبة الكبرى ....

نظرة بسيطة على الخريطة الإجتماعية فى فترة الخمسين السابقة على الثورة تثبت أن التعليم كان متاحا للجميع بل أنه فى عام 1950 أعلن الوفد وقتها أن العلم كالماء و الهواء و أذكر فى ذلك الوقت أن تم فتح القبول لإستكمال كل الأعداد الشاغرة بالمدارس الأميرية و بدأت حركة تقديم لإمتحانات القبول فى تلك المدارس ......

و قبل ذلك فإن طلاب الجامعات المصرية كلهم أو فى أغلبهم كانوا من الطبقة المتوسطة أو الطبقات الدنيا بل للحقيقة لم تكن هناك خطوط فاصلة بين الطبقات اللهم إلا شريحة ضئيلة جدا تعتبر نفسها قمة الهرم الإجتماعى

و أذكر وقتها أن النبيل عباس حلمى و كان أحد أفراد العائلة المالكة كان يعتبر نفسه ممثلا للعمال و تزعم كثير من الحركات العمالية وقتها.

و مع بداية الثورة أنشئت وزارة الإرشاد القومى - الإعلام - الآن و كانت مهمتها - و مازالت - غسيل مخ أبناء الوطن.

الفاضل أبو حلاوة أدعوك لمراجعة هذه المعلومة التى ذكرتها و قم بسؤال أقاربك و جيرانك و حاول أن تعرف كم منهم ما كان ليتعلم لولا الثورة.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

حركة يوليو كما تصورها اللواء محمد نجيب :

لم يكن الهدف من إنقلاب 23 يوليو هو الإستيلاء علي السلطة و إلغاء الملكية كما يتصور الكثير

بل كان هناك هدف واحد أراده اللواء محمد نجيب و هو عزل الملك فاروق عن الحكم و تعيين ابنه الرضيع ( سبعة

أشهر ) الأمير أحمد فؤاد ملكاً علي مصر تحت الوصايا إلي أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره ( يناير 1970 ) و يتولي

سلطاته الدستورية كملك علي مصر و السودان و في خلال هذه الفترة ( 52 - 70 ) ستصبح مصر ملكية برلمانية

خالصة و تصبح السلطة الفعلية كلها في يد رئيس الوزراء الذي يتم إنتخابه من قبل عامة الشعب و طبعاً يعود

الضباط إلي مواقعهم بالجيش و لا يكون لهم أي صلة بالحكم من قريب أو من بعيد و سبب قيام هذه الحركة هو عدم

إستقرار الحياة السياسية في مصر منذ عام 1950 خاصة في العام الاخير قبل قيام الثور ( 1952 ) بعد إسقاط وزارة

النحاس تعاقبت أربعة وزارات في خلال خمسة أشهر فقط !!! و هو الأمر الذي عجل بقيام الإنقلاب و كانت برئاسة كل

من

علي ماهر باشا

نجيبي الهلالي باشا

حسين سري باشا

نجيب الهلالي باشا ( لم تدم سوي بضعة ساعات قبل حركة يوليو )

إلا أن هذا الحلم الجميل لم يتحقق فالضباط لم يتركوا السلطة للسياسين بل قضوا عليهم و حلو الأحزاب

و وضعوا كل الضباط الذين هم فوق رتبة يوزباشي تحت الإقامة الجبرية و أعتقلوا كل اللوأت تقريباً كما أعتقلوا

اللواء محمد نجيب و تولي الجيش شاب طائش لم يتجاوز السابعة و العشرين من عمره !!! و أصبح المسؤوليين عن

البلد مجموعة من الشباب الفشلة و تولي الكثير منهم أشياء ليس لديهم أي خبرة تؤهلهم لتوليها مثل صلاح سالم

الذي تولي وزارة الموصلات !! و جمال سالم الذي ترأس محكمة الثورة !!! و تولي زكريا محي الدين وزارة الداخلية

بإختصار قضوا علي الدولة المدنية الديموقراطية و أسسوا دولة عسكرية ديكتاتورية تفضل أهل الثقة عن أهل

الخبرة و كانت النتيجة هي القضاء علي مصر سياسياً و إقتصادياً !!!

بدون توقيع مؤقتاً

رابط هذا التعليق
شارك

العزيز سكوربيون

الاخوه الافاضل

بدايه اعتقد ان الفرق بين تعريفى الثوره و الانقلاب هو ان الثوره لابد و ان تكون على نطاق شعبى واسع اى تتحرك فيها قطاعات عريضه من الشعب تحت قياده زعماء شعبيين نحو المطالبه بمطالب محدده او تغيير نظام قائم - عاده ما يكون ملكيا - بينما الانقلاب تقوم به مجموعه محدوده - نسبيا - من الاشخاص - غالبا ما تكون عسكريه - تطيح بالنظام القائم و تتولى مقاليد الامور و يتفاعل معها الشعب لاحقا

و اذا اخذنا بهذا التعريف فيمكننا ان نصنف الثوره الفرنسيه و الثوره البلشفيه فى روسيا و ثوره 1919 فى مصر بانها ثورات

بينما ينسحب عن ثوره يوليو فى مصر و ثوره الفاتح فى ليبيا تعريف الثوره فيصبح التعريف الصحيح لها بانها انقلاب عسكرى

و كون ان ثوره يوليو كانت انقلابا لا ينقص من شانها فالانقلاب - فى حد ذاته - قد يكون محمودا

ولا ريب ان قطاعات عريضه من الشعب تفاعلت مع قاده ثوره يوليو - خاصه جمال عبد الناصر - و انتفعت بمكاسب - قد تكون وقتيه و دعائيه اكثر منها اصلاحيه و ثوريه

بيد ان الانقلابات - بشكل عام - يعيبها ان اصحابها غالبا ما يشعرون انهم غير مدينين للشعب بشىء بل العكس هو الصحيح اذ يكفى انهم خلصوا الشعب من القهر الذي كان يرزح تحته

و لتقييم ثوره يوليو فان هذا يحتاج الى كثير من المعلومات عن التغير فى احوال مصر - سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا - قبل و لعد الثوره

وهذا بالتحديد لب المشكله لان المعلومات عن تلك الفتره تعرضت لكثير من التشويه و التحريف و الاخفاء و بالطبع كان كل ذلك لصالح الثوره

و لكن يبقى ان نذكر ان اكبر خطايا ثوره يوليو هو انفراد القائمين بها بالحكم و عدم ارسائهم لدعائم دوله مؤسسات قويه يحكمها الشعب بنفسه بواسطه حكام مدنيين و لعل الوحيد الذى امن بان ذلك كان اهم واجبات الثوره نحو الشعب هو المرحوم محمد نجيب الشهيد الحى للثوره الذى دفع مكانته و حريته ثمنا لمعتقداته عندما اصطدم فكره المثالى الحالم بطموحات و اطماع الضباط الاحرار

ليس شرطا للموت ان يكفن الميت

ولا ان ينشر له نعيا

او ان يضعوا شاهدا على قبره

انت تموت عندما تصمت بينما كان ينبغى عليك ان تتكلم

"shinercorner"

رابط هذا التعليق
شارك

لقد لخص الفقيد العظيم جمال حمدان فى كتابه الرائع شخصية مصر  عن حركة 23 يوليو

باربع كلمات  "  إنقلاب ناجح وثورة فاشلة 

نجاح او فشل الثورة نسبي ولا يمكن ان نتصور ان تنجح اي ثورة بشكل جزئي .. حركة يوليو او ثورة يوليو صنعت ما لم يحدث علي مدي تاريخ سبعة الاف عام .. حدث حراك اجتماعي ضخم في مصر سمح بأن يكون الفلاح طبيب و مهندس و عالم و ان تنضم ملايين من الشعب المصري المهمشة طوال تاريخها اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا للطبقة المتوسطة .. وهو في حد ذاته نجاح ولكن للاسف لم يكن هناك فكر واضح لادارة هذا التغيير الاجتماعي السريع و المفاجئ ...

سيدى الفاضل هذه المعلومة بالذات هى الأكذوبة الكبرى ....

نظرة بسيطة على الخريطة الإجتماعية فى فترة الخمسين السابقة على الثورة تثبت أن التعليم كان متاحا للجميع بل أنه فى عام 1950 أعلن الوفد وقتها أن العلم كالماء و الهواء و أذكر فى ذلك الوقت أن تم فتح القبول لإستكمال كل الأعداد الشاغرة بالمدارس الأميرية و بدأت حركة تقديم لإمتحانات القبول فى تلك المدارس ......

و قبل ذلك فإن طلاب الجامعات المصرية كلهم أو فى أغلبهم كانوا من الطبقة المتوسطة أو الطبقات الدنيا بل للحقيقة لم تكن هناك خطوط فاصلة بين الطبقات اللهم إلا شريحة ضئيلة جدا تعتبر نفسها قمة الهرم الإجتماعى

و أذكر وقتها أن النبيل عباس حلمى و كان أحد أفراد العائلة المالكة كان يعتبر نفسه ممثلا للعمال و تزعم كثير من الحركات العمالية وقتها.

و مع بداية الثورة أنشئت وزارة الإرشاد القومى - الإعلام - الآن و كانت مهمتها - و مازالت - غسيل مخ أبناء الوطن.

الفاضل أبو حلاوة أدعوك لمراجعة هذه المعلومة التى ذكرتها و قم بسؤال أقاربك و جيرانك و حاول أن تعرف كم منهم ما كان ليتعلم لولا الثورة.

عزيزي استاذ عادل

عندما منح طه حسين مجانية التعليم قبل الجامعي واطلق مقولته الشهيرة التعليم كالماء و الهواء كان ذلك في بداية الخمسينات في وزارة النحاس الاخيرة و حاول كثيرا اطلاق مجانية التعليم الجامعي و لكن كلا من الملك و النحاس رفضوا ذلك .. لا اعرف عدد جامعات مصر قبل يوليو قد لا يزيد عددها عن ثلاثة ابراهيم باشا-- عين شمس والملك فؤاد-- القاهرة-- و جامعة الاسكندرية و بعدها و لكني لا اشك اطلاقا ان العديد من الجامعات تم انشاءها في اواخر الخمسينات و بداية الستينات و هو ما اتاح فرصة التعليم الجامعي للكثير من ابناء الاقاليم التي لم تكن لتتح لهم الفرصة دون ذلك ....

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

قبل ان استمر في الحوار .. ارجو الا نعتبر هذا الموضوع من سلسلة مواضيع محاكمة الثورة ... فهذا ليس الغرض من فتحه للنقاش ...

في مداخلته السابقة مس العزيز ابو حلاوة نقطة من اهم النقاط علي الأطلاق و التي ارتبطت صورتها باسم الثورة ... مجانية التعليم ...

بداية .. من ذا الذي لا يرحب بقانون مجانية التعليم .. ليصبح التعليم كالماء و الهواء مثلما نادي طه حسين .. و من حق الجميع بدون تمييز ؟ ... لقد جعلته الثورة من أولي أهتماماتها .. و ان كان لم يسلم من آثار ثقل القرار السياسي عليه .. الذي كان يتجه عادة الي التأكيد علي ريادة الثورة فيما تقتحمه من مجالات تهم الشعب ...و لكن دائمآ ما كان ينطلق من الشعار قبل المضمون و استيعاب ابعاده ... ثم يجري التنفيذ بسرعة "سلق البيض" ... لا ينفي هذا ان الأهتمام كان صادقآ .. و انه كان قرار نبع من ادراك كامل لأهمية التعليم بأعتباره الركيزة الأساسية لنهضة مصر .. و لذلك رصدت له نسبة معقولة من ميزانية البلاد ....

هذه هي الأولوية ... الفكرة الصحيحة ... و لكن كيف تم التنفيذ ؟

لم تحظ قضية التعليم ... في حينها ... بدراسة شاملة أو بسياسة مستقبلية بعيدة لنظر .. فجري كل شيء بصورة متعجلة..و بدوافع القرار السياسي ..و دليلنا ما وصل اليه التعليم اليوم .... فالمجانية كانت غاية في ذاتها .. و كان هدفها التخفيف علي الطبقات الكادحة و من أجل فتح الباب أمام المحرومين ... و وقتها كانت الفئات المحرومة متعددة و قد طال بها الحرمان فعلآ .... و أظهر النظام كرمآ بالغآ بتطبيق المجانية علي جميع مراحل التعليم .. و هو كرم فاق ما يحدث في البلاد الغنية الغربية التي جعلت المجانية حتي المرحلة الثانوية فقط ... و حصرتها في المتفوقين بالنسبة للتعليم الجامعي ... و عن طريق منح تمنحها الجامعات لهم .. و أغلبها جامعات خاصة تابعة لهيئات أهلية تعتمد لي التبرعات لتمويل تلك المنح ... و تأسست فلسفة هذه البلاد أن التعليم الأساسي حق للجميع للقضاء علي الأمية في المهد .. و علي التعليم الثانوي لعد العودة الي الأمية فيما بعد .. و هي فلسفة سليمة و عادلة ...

و ما كان لأحد أن يلوم الثورة لو تدرجت في تعميم المجانية .. و لكن منطق العدل الأجتماعي .. و الرغبة في تخفيض الفوارق الأجتماعية ... هما اللذان أوحيا بأن تكون للجميع في وقت واحد ... فكان الأهتمام "بالكم" لا "بالكيف" .. و هي نظرة مثالية بصرف النظر عن الدوافع السياسية .. لا تؤدي في أغلب الأحيان الي نتائج مثالية .. بل قد تؤدي الي العكس في بعض الأحيان .. و هذا هو ما حدث بالفعل ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

لم تحظ قضية التعليم ... في حينها ... بدراسة شاملة  أو بسياسة مستقبلية بعيدة لنظر .. فجري كل شيء بصورة متعجلة..و بدوافع القرار السياسي ..و دليلنا ما وصل اليه التعليم اليوم .... فالمجانية كانت غاية في ذاتها .. و كان هدفها التخفيف علي الطبقات الكادحة و من أجل فتح الباب أمام المحرومين ... و وقتها كانت الفئات المحرومة متعددة و قد طال بها الحرمان فعلآ .... و أظهر النظام كرمآ بالغآ بتطبيق المجانية علي جميع مراحل التعليم ..  و هو كرم فاق ما يحدث في البلاد الغنية الغربية التي جعلت المجانية حتي المرحلة الثانوية فقط ... و حصرتها في المتفوقين بالنسبة للتعليم الجامعي ... و عن طريق منح تمنحها الجامعات لهم .. و أغلبها جامعات خاصة تابعة لهيئات أهلية تعتمد لي التبرعات لتمويل تلك المنح ... و تأسست فلسفة هذه البلاد أن التعليم الأساسي حق للجميع للقضاء علي الأمية في المهد .. و علي التعليم الثانوي لعد العودة الي الأمية فيما بعد .. و هي فلسفة سليمة و عادلة ...

و ما كان لأحد أن يلوم الثورة لو تدرجت في تعميم المجانية .. و لكن منطق العدل الأجتماعي .. و الرغبة في تخفيض الفوارق الأجتماعية ... هما اللذان أوحيا بأن تكون للجميع في وقت واحد ... فكان الأهتمام  "بالكم" لا "بالكيف" .. و هي نظرة مثالية بصرف النظر عن الدوافع السياسية .. لا تؤدي في أغلب الأحيان الي نتائج مثالية .. بل قد تؤدي الي العكس في بعض الأحيان .. و هذا هو ما حدث بالفعل ...

عزيزي سكوربيون

اتفق معك في الكثير مما كتبته .و لكن لي عدة تعليقات. تعليم الثورة كان تعليم الكم و ليس الكيف .. و لكن لاحداث تغيير اجتماعي سريع عنصر الكام هام ايضا ... مجانية التعليم التي اقامتها الثورة ليست حكرا علي مصر.. في فرنسا العام الدراسي في الجامعة بيتكلف من 185 ل 300 يورو في السنة يعني حوالي 185 جنية في السنة بمستوي المعيشة المصري .. مداخلتك هامة بالفعل و تستحق ردا اكثر تفصيلا للاسف انا مضطر للذهاب الان وسأعود بعد قليل لاستكمال المداخلة

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

في انتظار تحليلك أخي العزيز ابو حلاوة .. فلتسمح لي أن استمر في في القاء نظرة علي جانب آخر من تلك النقطة ...

مصر عام 1952 لم تكن في حاجة الي حزب جديد يلبس الزي العسكري ...و لا الي ايدولوجيات جديدة .. محلية أو مستوردة ... ففي تراثها الحضاري و الثقافي وعي بالأحداث الدولية .. و استعداد للتفاعل مع التطورات العالمية ... مصر كانت في حاجة فقط الي فترة من التفكير الهاديء الرزين .. لتستكشف احتياجاتها الحقيقية لتنضم الي موكب النهضة و التقدم ... دون الدخول في صراعات لا جدوي منها ... و كان الأحتياج الأول هو التربية و التدريب ... كان الأحتياج الأهم من الدخول في صراعات خارجية هو تنمية الأنسان المصري .. في مختلف المجالات ... و في التعليم كانت الفرصة مهيأة للثورة لتسد هذا الأحتياج ...

فلو انها بدأت بالسؤال الساذج المذكور سابقآ ... الكم و الكيف ... لوضعت خطآ تحت "كيف؟ " بأعتباره نقطة البداية .. و التي نستطيع أن نجد فيها الحل حتي في وقتنا الحاضر ...

جواب هذا السؤال هو المعلم ... ثم المعلم ... ثم المنهج و الكتاب ... ثم مباني المدرسة ...

أولآ المعلم .. فهو من يجب أن يتم اختياره من النوعيات المتفوقة علميآ .. و يتم تدريبه تدريبآ متفوقآ ... مجانآ و بحوافز ... و ترسل المتفوق منه في بعثات للخارج للتخصص .. و تعد له "كادرآ" خاصلآ مثل الفئات المتميزة .. و هذا حقه .. فدوره هو مربي الأجيال و من صناع المستقبل ....

و لأعدت ثانيآ في الوقت ذاته .. خريطة لتوزيع المنشئات المدرسة وفقآ للتوزيع السكاني... فتقيمها نموذجية مستوفاة لكافة الشروط ... و لا مانع من الأستفادة من الجهود الذاتية ... فألمانيا بعد الحرب اشترطت علي الطلبة ان يشتركوا في بناء مدارسهم عددآ من الساعات ... يحملون فيها الطوب و الأسمنت ... فقاموا بذلك و عملوا ساعات أكثر مما طلب منهم .. و اشترك أيضآ أهاليهم معهم في اعمال البناء .. فكان ذلك قمة المشاركة و الولاء للبلاد .. و زرع المسئولية في نفوسهم ...

و لشكلت ثالثآ لجانآ متخصصة ... تظل في حالة انعقاد دائم .. لاعداد البرامج و المناهج المدرسية .. و تعديلها اذا كان لذلك اهمية او كلما استجد داع .. و يكون التجديد بمقتضي فلسفة تربوية و تعليمية ... يتم الوصول اليها عن طريق ندوات و حوارات ليس فقط بين القيادات التعليمية و لكن قبل الجميع عن طريق المعلم و الطالب نفسه ....

هذا الأسلوب العلمي و العملي الدقيق في الأعداد و التجهيز لتحقيق المشروعات الكبري .. ليس غريبآ علي العقلية العسكرية .. بل و يتفق مع فلسفتها . و منهجها العام... فهي لا ترسل كتائب الي الميدان قبل تدريبها علي اعلي المستويات ... و لكن للأسف اضاعت الثورة تلك الفرصة الذهبية ...

فلو تأنت الثورة في تنفيذ مجانية التعليم ... و أعدت لتنفيذه العدة الكاملة .. و لو تطلب ذلك بضع سنوات .. و تكلف الملايين ... و نفذته بصورة متدرجة .. بحيث يتوفر لكل طالب و طالبة كل مقومات التعليم الصحيح .. و ذلك من سنة الي سنة ... لكان حالنا اليوم مختلفآ ... ليس فقط في مجال التعليم ... بل و في نوعية الأنسان المصري نفسه ... كطالب.. و موظف... و مهني ..و حرفي .. و مزارع ... الي آخره.. و في نوعية المجتمع نفسه و قيمه و سلوكه بل و تفكيره أيضآ ... لأن التعليم يضم بجانب التلاميذ و الطلاب ... أهلهم و جيرانهم و زملائهم ...الذين يتأثرون بالقطع بما يطلقه التعليم من "إشعاعات" حسنت أو ساءت ...

و جاء التزام الدولة بتعيين الخريجين ... و لكن لهذا حديث آخر

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...