اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مصر ....الواقع الفكري


الفياض

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )

مقدمة

أي محاولة لبناء فهم سليم لظاهرة ما يجب أن يكون مبنياً على فهم خصائص الظاهرة نفسها بمعنى أنك لن تستطيع أن تفهم التلغراف دون أن تفهم خصائص الفلزات والكهرباء أليس كذلك.؟

على نفس المنوال نقدر أن نقول أن الحديث عن الظاهرة محل الدراسة هنا يتعذر بشكلِ كامل دون الإلمام بخصائصها وبما إن هذه الظاهرة هي مصر "رعى الله أهلها" فيجب علينا أن نضبط المصطلح قبل الحديث عن خصائصه ليصبح السؤال على الشكل التالي , ما هي مصر.؟.

في الواقع إن مصر كقيمة هي الإنسان المصري حسب قناعتي التي أؤمن بها بشدة والتي تقول لا قيمة لوطن لا قيمة للإنسان فيه طبعاً هذا ينطبق على أي وطن في العالم وحتى لا أفهم خطأ فيجب أن أقول أني لا أنكر أهمية الوطن كجغرافيا ولكن أقول أن هذه الأهمية الكبرى لمصر كجغرافيا ليست أهمية ذاتيه نابعة من خصائصها الجغرافية ولكنها نتيجة تابعة لأهمية الإنسان المصري .

طبعاً هذا الكلام واضح فنحن حين نتحدث عن تاريخ مصر أو دورها الحضاري أو منتجها الثقافي فنحن لا نتحدث عن الجغرافيا ولكن عن الإنسان المصري ومن هنا نستطيع أن نقول إن الظاهرة محل البحث والتي نحاول تحديد خصائصها من أجل تحقيق فهم أكبر لها هي في الحقيقة ظاهرة بشرية .

هذه الظاهرة البشرية المصرية تتشابه مع كل ظاهرة بشرية أخرى لا يوجد هنا اختلاف جيني ولا عرقي لا بالتفوق ولا بالانحدار.

هذا السطر أعلاه هو أهم الخصائص لأي ظاهرة بشرية بما فيها الظاهرة البشرية مدار البحث أما التمايز بين المجتمعات البشرية والذي نستطيع أن نسميه الهوية الخاصة بهذه الجماعات البشرية فيعود لعوامل مؤثرة تساهم في تمايز هذه المجتمعات البشرية واختلافها مثل البيئة والموقع الجغرافي والخلفية الحضارية والدينية وكثير غيرها .

هذا الكلام يشكل الخاصية الثانية من خصائص الظاهرة البشرية محل الدراسة ومن باب ترتيب الكلام ندمج هاتين الخاصيتين في القاعدة التالية

"إن أي ظاهرة بشرية تتشابه في ذاتها مع الظواهر البشرية الأخرى ولكن الاختلاف والتباين الملاحظ على الظواهر البشرية يعود لاختلاف وتباين المؤثر الواقع عليها"

هذا القاعدة قطعية علمياً وأخلاقياً والمنكر لها لا يمكن إلا أن يكون نخاساً أو من أبناء العم توم طبعاً هذا الكلام عليه دلائل وسنتحدث عنها في حينه ولكن قبل هذا يجب أن نجيب على السؤال الذي يستفهم عن أهمية إدراك هذه الحقيقة بالنسبة لموضوعنا وإجابة هذا السؤال تكون في أمرين

الأمر الأول إن إدراك هذه الحقيقة يقود لإدراك نتاجها ابتداء بالسلوك الجمعي لجميع مكونات الظاهرة البشرية وانتهاء بالإفراد ومروراً بالتكتلات الفكرية والحزبية أزيد على هذا أن أدركنا لهذه الحقيقة لا يقود فقط لإدراك نتائجها ولكنه يقود أيضاً للتنبؤ بمستقبلها .

الأمر الثاني والذي يقودنا له أدركنا للحقيقة السالفة الذكر هي إن تطور الظواهر البشرية منوط بالتغير الذي يطرأ على المؤثرات الواقعة على هذه الظواهر البشرية .

طبعاً أحب أن أقول هنا إننا سنبذل غاية الجهد في توضيح هذا الكلام ولكن هذا سيكون في حديثنا القادم إن شاء الله .

عند هذه النقطة يجب أن نقدم أدلتنا على مقدار صحة كلامنا عن تشابه الظواهر البشرية وإن مناط الاختلاف يعود لاختلاف المؤثر الواقع عليها ونحن ملزمون هنا أن تكون أدلتنا غير قابلة للنقض لأننا قلنا أنها قاعدة قطعية لا تحتمل الشك وأيضاً يجب هنا أن تكون أدلتنا تستند لثوابت علمية وأخلاقية لأننا صرحنا بهذا سابقاً

أول هذه الأدلة العلمية هو الدليل الذي يقدمه علم النفس وهو الدليل الذي يقول إن كل دليل يثبت الفروق الفردية هو في الحقيقة دليل يدحض الفروق الإثنية

الدليل الثاني والذي يقدمه علم الاجتماع والذي يثبت إن معظم المجتمعات البشرية الموجودة الآن مجتمعات متعددة الأعراق.

الدليل العلمي الثالث والأخير وهو الذي يقدمه علم التشريح والذي يثبت التشابه التام بين الأجناس البشرية تشريحياً وكل اختلاف بينها عادة ما يكون قشري لا يتعدى لون البشر والشعر والعينين وملامح الوجه وهو اختلاف ناتج عن تنوع السلالات البشرية ولا يمس الخصائص الأساسية للبشر .

ومن النقاط الطريفة هنا أن المجتمعات الغربية التي تراهن على لون البشرة وتؤمن بالتفوق العرقي هي نفسها التي فيها خطاب ساخر موجه ضد أصحاب الشعر الأشقر حيث يعتبرهم أقل ذكاء خصوصاً إن كانوا من النساء .

هذا فيما يتعلق بالدليل العقلي أما الحديث عن استدلال أخلاقي على صحة العبارة السابقة فهو ببساطة هو أنه لا يمكن لك أن ترفض القاعدة السابقة في نفس الوقت الذي ترفض فيه العنصرية أو الطبقية أو النزعة الاستعمارية أو التطهير العرقي أو أي شكل من أشكال التمييز .

طبعاً هذا الكلام كافي لإثبات قطعية صواب العبارة السابقة أخلاقياً مع أنه يوجد كلام كثير من الممكن لنا أن نقوله هنا ولكن أجد إن ما ذكرناه كافي على الأقل الآن .

قبل أ أختم هذا الجزء من الموضوع والذي يشكل مقدمته أريد أن أشير لنقطة هنا قد يقول قائل أني بذلت جهداً كبيراً في أثبات بديهية . وأني فصلت وأسهبت فيما لا يحتاج لتفصيل أو إسهاب

بمعنى آخر كل هذا الكلام من أجل أن أقول إن المجتمع المصري ناس مثل كل الناس.؟؟؟

أقول وكرد استباقي على هذا الكلام إن هذا الكلام لا يعتبر بديهية في أذهان كثير من المصريين لأنهم ولسنوات وعقود وهم يتعرضون لخطاب مخادع يتعامل معهم كما يتعامل الراشدين مع الأطفال من خلال خطاب متملق منافق وهي ظاهرة معروفة ومصنفة تملق النخبة للعوام ظاهرة معروفة وإشكالاتها أيضاً معروفة وأبرزها أنها تفقد المجتمع حسه النقدي وبالتالي القدرة على النهوض والتطور وتفقده القدرة على إنتاج الفرد المثقف المستنير بل تتسبب في وأده وتدمر مقاييس المجتمع الفكرية والأخلاقية والجمالية لتحل ثقافة الفهلوة مكان ثقافة الحرفية وتحل ثقافة السباب محل ثقافة الحوار وتحل ثقافة التنازلات مكان ثقافة المبدأ لنجد مصر التي أنتجت حافظ ابراهيم واحمد شوقي وإبراهيم ناجي وأمل دنقل تخرج الآن شعراء يكتبون لشعبان عبد الرحيم وسعد الصغير .

في وطن يمجد خطابه الثقافي الطين والتراب في نفس الوقت الذي يهمش الإنسان بالخديعة مرة وبالعسف مرة ستجد مجتمعاً يحتاج بشدة لأن يعيد قراءة نفسه

حديثنا القادم إن شاء الله سيكون حول عدد من المحاور أهمها أنماط الظواهر البشرية مثل الأقليات والأغلبية والأمم القومية والمجتمعات حديثة النشأة أما محورنا الثاني فسيتطرق للحديث عن العوامل المؤثرة على الظواهر البشرية وخصائص هذه المؤثرات أما المحور الثالث وهو شديد الأهمية وسيكون عن الحضارة الغربية وتلك اللحظة التاريخية التي تغير فيها الواقع الغربي عندما تغير أحد المؤثرات الواقعة عليها .

يتبع...

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم / الفياض

بالله لـ علمك من أسمك نصيب أن شاء الله

موضوع مميز وكلام زين

افض علينا من علومك

انتظر منك تكملة الموضوع

تقديري واحترامي

تم تعديل بواسطة حسين امبابي

ألا كل شئ ما خلا الله باطلا

رابط هذا التعليق
شارك

في حديثنا السابق ذكرنا قاعدة تقول إن أي ظاهرة بشرية تتشابه في ذاتها مع الظواهر البشرية الأخرى وإن الاختلاف الحاصل بين الظواهر البشرية يعود لاختلاف المؤثرات التي تقع عليها و تؤدي لتمايزها واكتسابها هويتها الحضارية .

أي محاولة لتقديم فهم عقلاني رصين لأي ظاهرة بشرية يجب أن يجعل من هذه القاعدة أساساً يبني عليه قراءته للظاهرة البشرية .

طبعاً نحن لن نستطيع أن نحصي كل المؤثرات الواقعة على الظواهر البشرية قد يكون هذا المؤثر زوج من الفئران قرر أن يصعد لسفينة ما وقد يكون دين أو حرب أو نزوة مستبد ...ألخ

ولهذا فنحن هنا نحتاج فهم خصائص المؤثرات والتي سنناقشها على شكل نقاط

النقطة الأولى : تداخل المؤثرات ونقصد به اختلاف نتائج المؤثر الواحد على ظاهرتين بشريتين بسبب وجود مؤثر آخر في إحدى هاتين الظاهرتين , على سبيل المثال أوربا كل أوربا وجدت نفسها في مواجهة الجوار الإسلامي مما كان له أثر واضح عليها لكن هذا الأثر يختلف ما بين منطقة البلقان شرق أوربا و أوربا الغربية والسبب في هذا يعود لتداخل المؤثرات لا لطبيعة المؤثر فالمؤثر في مثالنا واحد وهو الجوار الإسلامي أوربا الغربية في ذلك الوقت كانت أكثر انفتاح بسبب التجارة التي تقودها البندقية وهذا الأمر ساعد أوربا الغربية على التعاطي بطريقة مختلفة مع الجوار الإسلامي عن تلك التي تعاطت به البلقان معها من البلقان التي كانت تكابد العزلة ونير الإقطاع بالإضافة للتهديد العسكري من قبل الدولة العثمانية .

لاحظوا هنا في مثالنا هذا أن المؤثر الذي وقع على أوربا الغربية والبلقان واحد وهو الجوار الإسلامي ولكن تفاوت الانفتاح والعزلة بين هاتين الظاهرتين البشريتين والذي كان في صالح أوربا الغربية بسبب امتهانها للتجارة قاد لاختلاف أثر الجوار الإسلامي بينهما .

هذا الكلام شديد الأهمية لأننا نستطيع أن نبني عليه القاعدة التالية:

"إن الظواهر البشرية لا تكتسب هويتها من خلال مؤثر واحد ولكن من خلال عدد كبير من المؤثرات التراكمية التي تتداخل فيما بينها لتشكل الهوية الخاصة لكل ظاهرة بشرية"

حتى نفهم أكثر دعونا نسأل السؤال التالي

هل هوية الظواهر البشرية تتفاعل مع المؤثرات الواقعة عليها .؟

الإجابة نعم لأن هذه الهوية تشكلت نتيجة تراكمية المؤثرات والمؤثرات تتداخل فيما بينها كما قلنا سابقاً .

طيب ما الذي يترتب على كلامنا هذا كله

في الواقع هذا الكلام يجعلنا في مواجهة مع الجدلية الفلسفية حول الثابت والمتغير حيث نجد إن المؤثر الواقع على الظاهرة الإنسانية يمكن له أن يتفاعل مع مؤثر آخر موازي له أو يتفاعل مع مجموعة من المؤثرات المترسخة والتي أخذت شكل الهوية الحضارية فعلى الرغم من إن الهوية الحضارية للظواهر البشرية ليست إلا مجموعة من المتغيرات المتمثلة في مجموعة من المؤثرات المتفاعلة مع بعضها البعض إلا أنها تأخذ شكلاً له ثبات أكبر لاحظ هنا أني لا أقول إن المؤثرات التي أخذت شكل الهوية تحولت من كونها متغيرات لتصبح ثوابت ولكن أقول إن المؤثرات التي أخذت شكل الهوية أكثر ثباتاً من المؤثرات الآنية .

طيب هل يعني هذا الكلام إن المؤثر يتفاعل فقط مع المؤثرات الأخرى سواء الآنية منها أو المترسخة على شكل هوية .؟

ولو كانت الإجابة بنعم فمن أين لهذه المؤثرات المترسخة على شكل هوية أن تكون أكثر ثباتاً .

إجابة هذا السؤال يأخذنا مباشرة للخاصية الثالثة من خواص المؤثرات على الظواهر البشرية حيث إن الخاصية الأولى كانت تداخل المؤثرات والخاصية الثانية هي تحولها لشكل أكثر ثباتاً حين تأخذ شكل الهوية.

وكإجابة على سؤلنا السابق نقول

إن أي مؤثر يقع على الظواهر البشرية لا يتفاعل فقط مع المؤثرات الأخرى الواقعة عليها ولكنه يتفاعل أيضاً مع خصائص الظاهرة الذاتية الثابتة .

لو رجعنا لقاعدتنا الرئيسية في الجزء الأول والتي تقول

تقول إن أي ظاهرة بشرية تتشابه في ذاتها مع الظواهر البشرية الأخرى وإن الاختلاف الحاصل بين الظواهر البشرية يعود لاختلاف المؤثرات التي تقع عليها و تؤدي لتمايزها واكتسابها هويتها الحضارية .

في الجزء المحدد في هذه القاعدة افترضنا وجود تشابه بين الظواهر البشرية وهذا التشابه يكمن في الثوابت المرتبطة بها مثل الحاجة للأمن والحاجة للاجتماع فكلما كان أثر المؤثر الواقع على الظاهرة البشرية متفاعلاً بطريقة إيجابية مع هذه الثوابت الإنسانية (الحاجة للأمن والحاجة للاجتماع) كلما كان أكثر رسوخاً وثباتاً فيها ومن هنا تكتسب المؤثرات المتغيرة بطبيعتها صفة الثبات ولهذا نجد إن أعظم المؤثرات التي ترسخت في واقع الظواهر البشرية واتسمت بالثبات والاستدامة كانت الأديان لأنها من أهم المتغيرات الواقعة على الظواهر البشرية والمحققة لثوابت الحاجة للأمن والحاجة للاجتماع فيها .

هذا الحديث عن تفاعل المؤثرات مع ثوابت الظواهر البشرية يفسر أمرين

الأمر الأول - لماذا تأخذ المؤثرات التي تتحول لهوية للظواهر البشرية شكلاً أكثر ثباتاً من المؤثرات الأخرى

السبب (لأنها تتفاعل مع ثوابت الظاهرة الاجتماعية)

الأمر الثاني - لماذا مع التنوع الكبير للمؤثرات الواقعة على الظواهر البشرية لا نجد تنوعاً كبيراً في أنماط الظواهر البشرية .؟

السبب ( إن ثوابت الظاهرة البشرية تشكل المحددات والقواعد التي لا تستطيع المؤثرات الواقعة على الظاهرة البشرية أن تتجاوزها)

ولهذا سيكون حديثنا القادم إن شاء الله عن أنماط الظواهر البشرية لكن قبل أن نختم أحب أن أذكر هنا أهم خصائص المؤثرات التي تساهم في تشكل الهوية الحضارية للظواهر البشرية

1- إن المؤثرات الواقعة على الظواهر الاجتماعية تتداخل

2- تحولها لشكل أكثر ثباتاً حين تأخذ شكل الهوية

3- تكون أكثر ثباتاً إذا كان تفعلها مع ثوابت الظواهر البشرية إيجابياً محققاً لها

في ختام هذا الجزء يجب أن أنوه على بعض النقاط وأهمها أن بعض خصائص المؤثرات لم يتم التطرق لها على سبيل المثال كون هذه المؤثرات ليست حتمية ومتفاوتة الأثر وعندها قابلية للتطور والتراجع كل هذه الخصائص وأكثر لم يتم التطرق لها حتى لا يتشعب الموضوع المتشعب أصلاً

النقطة الثانية وهي كما تلاحظ أيه المبارك أن جميع ما ذكر أعلاه كلام نظري لم نضرب عليه سوى مثال واحد وهو مثال تداخل المؤثرات متمثلاً في الجوار الإسلامي لأوربا والسبب في هذا هو إن هذا الجزء يتبعه حديث عن أنماط الظواهر البشرية وفي هذا الجزء سنجد مساحة واسعة للحديث عن أمثلة على كلامنا هنا

النقطة الثالثة والأخيرة بعد الحديث عن أنماط الظواهر البشرية سيكون الحديث عن الحضارة الغربية وقد يكون هذا في الجزء القادم أو الذي يليه وهذه الأجزاء من الجزء الأول حتى الجزء الذي يتحدث عن الحضارة الغربية كلها نحاول من خلالها وضع قواعد معينة لنا في فهم الوقع الذي تعيش الظاهرة البشرية المصرية .

الجزء القادم سيكون بعنوان المؤثرات والنمط الاجتماعي

يتبع...

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...