اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اللعب على المكشوف


Recommended Posts

تعيش مصر الان ومنذ قيام ثورتها المجيدة حالة من الصعود والهبوط ... فمنذ تنحي رأس النظام وكانت الثورة رمزا يتفاخر الجميع بالمشاركة فيها والانتساب لها وتأييدها ... فوجدنا عموم المصريين وهم ينزلون الى شوارع مصر كي يلتقطوا العديد من الصور التذكارية الى جوار المدرعات والدبابات العسكرية التي كانت سببا قويا في حماية الثورة والثوار من بطش النظام الفاسد ... بعد ان تعالت الهتاف (الجيش والشعب ايد واحدة) .

وخرج علينا افراد المجلس العسكري بتصريحاتهم الرنانة التي تحمل رسالة تأييد للثورة والادعاء حمايتها وانهم كانوا خلف عموم المصريين الثائرين على النظام الفاسد حتى انهم قاموا بالتحية العسكرية للشهداء على ما قدموا من ارواحهم فداء للوطن .

واصبح من يؤيد النظام السابق ورئيسة المخلوع اما ان يختار طريقا اخر ويتحول الى مؤيد للثورة متناسيا تاريخة في تاييد مبارك ونفاقة المستمر او ان يختار الابتعاد عن المشهد المصري الذي اصبح فقط للثورة والثوار .

وضع الشعب ثقتة الكاملة في المجلس العسكري في ادارة شؤون البلاد بعد تفويضهم من قبل الرئيس المخلوع ! ... آملين في حدوث تغيير جذري في مختلف مناحي الحياة الفاسدة في كل شيء قبل الثورة العظيمة.

تناسى الشعب المصري التفويض المباشر من الرئيس المخلوع للمجلس العسكري بادارة شؤون البلاد ... وتناسوا انه كان القائد الاعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري وما له من اثر في علاقتة المباشرة بافراد المجلس العسكري الوطيدة التي استمرت في ادارة الجيش المصري طوال العقود الماضية ... واعطى الشعب لنفسة بارقة امل في المجلس العسكري بصفتهم قيادات الجيش المصري صاحب الانجازات التاريخية وليسوا مساعدين مبارك واحد اركان النظام الفاسد.

ليبدا المسلسل المدبر والمخطط في القضاء على الثورة وتجريدها من اهدافها وممن قاموا بها .

لم يكن ابدا لدى المجلس العسكري اي نية في اظهار مثل هذا المخطط وايضاحة على شعب طار فرحا بثورتة المجيدة التي نجحت في اسقاط المستحيل اسقاطة .

فكان اللعب بالاوراق المغطاة والتخطيط المحكم ضد الثورة حتى يتم تجريد الثورة من اهدافها وتحويلها من ثورة مجيدة الى مخطط لهدم الدولة ... فتتحول الثورة من حدث يفتخر كل الشعب بالانضمام له ... الى معرة وخزي يتبرأ منه الجميع!

لتبدا اولى حلقات تفرقة الشعب باستفتاء التعديلات الدستورية وتقسيم الشعب الى مسلم ومسيحي على الرغم من عدم وجود اي بند من بنود التعديلات يشير الى ذلك ولكن وجب ان تتم اولى حلقات تفرقة المصريين بعد ان توحدوا على حب الثورة وتحويلهم الى فرق وطوائف ... مع بعض الاحداث المفتعلة وحرق بعض الكنائس وايهام الشعب بانه هناك فتنة طائفية وهي اكذوبة لم ولن تحدث على مر التاريخ المصري القديم والحديث.

وتتوالى حلقات اجهاض الثورة عندما بقى الرئيس المخلوع في حماية المجلس العسكري باحد قصور الرئاسة في شرم الشيخ والابقاء على رموز النظام الفاسد في مناصبهم او حتى منازلهم دون محاكمة لاكثر من شهرين بعد التنحي .

لتبدا اهم حلقات اجهاض الثورة بالقبض على الثوار وتحويلهم الى المحاكمة العسكرية او بافتعال احداث عنف وشغب بين الاجهزه الامنية والثوار وعلى مدار كل شهور السنة المنقضية او بداية السنة الجديدة تنتهي الى قتل بعض الثوار لتزيد الثورة من رصيد شهدائها في عملية تصفية حساب مع الثوار الذين قاموا على قائد المجلس العسكري المخلوع .

ولا ننسى بالتأكيد في هذه الحلقات الدرامية من مسلسل اجهاض الثورة الدور الاعلامي الحقير في تشوية صورة الثوار المصريين لدى عموم الشعب وتحويلهم الى مخربين وعملاء واصحاب اجندات اجنبية لاسقاط الدولة وهو نفس التفكير العقيم الذي كان يستخدمة مبارك مع معارضية الحقيقين.

ومن يخرج عن ميثاق العهر الاعلامي هذا ... يتحول الى عاطل بلا عمل والى اعلامي بلا اعلام.

ومن اجل ان يكتمل مسلسل اجهاض الثورة ... فمن الواجب ان يتفق المجلس العسكري مع بعض الاحزاب دون الاخرى كي يتشتت الاحزاب وتتنازع على الوصول الى البرلمان وتنشغل بالقضية الاساسية في استكمال الثورة والوصول بها الى مبتغى عموم الشعب من التغيير .

ومع كل هذه المخططات المدبرة ... ومع تساقط المزيد من الشهداء في احداث مفتعلة ... لم يهدأ الثوار في الضغط على المجلس العسكري لتحقق مطالب الثورة ... حتى انه ولولا ضغط الثوار ... لما كان الرئيس المخلوع رهن الاحتجاز الاحتياطي بالمستشفى الفندقي الخمس نجوم! ... ولما تم الحبس الاحتياطي لرموز النظام السابق وابناء مبارك الفاسدين ... ولما تم تقديم موعد تسليم السلطة الى سلطة مدنية منتخبة من منتصف عام 2013م كما زعم المجلس العسكري الى منتصف العام الحالي ... ليبقى الثوار بما يقدموه هم حجر الاساس في انجاح ثورة تآمر عليها الكثير.

ليبقى النزاع قائم بين مجلس عسكري لا يعلم احد نواياة الحقيقية وبين ثوار واضحين في مطالبهم وامانيهم وتضحياتهم في سبيل التغيير.

اما آن الآوان ان يتم اللعب على المكشوف ... ليخرج المجلس العسكري ما بجعبتة من قرارات ما من شأنها ان تعطي للشعب المصري دليل اما على تأييدة او على رفض بقائة؟! ... بعد ان اصبح الشعب المصري في حالة من التوهان والضياع فلا يعلم من الشريف الطاهر ومن الخائن العميل.

اقترب اللعب على المكشوف ... واقتربت الثورة من نجاحها ... فلا باطل ينتصر في النهاية ... ولا يحتاج الحق الى قناع .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...