اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الاستراتيجية الاسرائيلية - تحليل المفكر جارودي


لماضة مصرية جدا

Recommended Posts

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الكتاب مش جديد

للمفكر الفرنسي جارودي و كتابه الشهير اللي اتعرض للمنع "الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية"

لقيت مقالة بيقوم فيها الفكر الفرنسي بتحليل تقرير للمنظمة الصهيونية العالمية و يتناول "استراتيجية اسرائيل في الثمانينات و التسعينات"

في البداية قولت دي هتبقي حاجة قديمة

لكن لما قريتها لقيتها بتنطبق بشكل كبير علي الاحداث اللي بتحصل دلوقتي

الاستراتيجية الإسرائيلية في الثمانينيات والتسعينيات

التقرير يكشف الأساليب التي تنوي إسرائيل اتباعها، من أجل التدخل المنظم ضد أنظمة الحكم في جميع البلدان العربية، بغية تفتيتها، وذلك بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

التقرير يذكر أن حلم إسرائيل الكبرى يستلزم‏:‏ استعادة سيناء بثرواتها،

وأنه من السهل أن يتم ذلك في 24 ساعة، وأن أسطورة مصر زعيمة العالم العربي قد ماتت‏.‏

التقرير يكشف هدف الصهاينة وهو‏:‏ تقسيم مصر والسودان وليبيا والسعودية وبقية العالم العربي إلى أقاليم جغرافية متباينة‏.‏

المفكر الفرنسي يؤكد أن التعاون وثيق يين الجيش الإسرائيلي والجيش الأمريكي، وأن أمريكا تدعم الاستراتيجية الإسرائيلية‏.‏

لقد نشرت مجلة ‏"‏كيفونيم الإسرائيلية‏"‏ مقالًا ‏"‏ للمنظمة الصهيونية العالمية بالقدس‏"‏ تحت عنوان ‏"‏الخطط الاستراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات‏"‏ جاء فيه عرض لاستراتيجـية إسرائيل في الثمـانينيات والتسعينيات ويعلق جارودي علي هذا التقرير بقوله‏:‏ ‏"‏وفي هذا النص كشف واضح للأساليب التي تنوي إسرائيل اتباعها، من أجل التدخل المنظم والعام ضد أنظمة الحكم في جميع البلدان العربية، بغية تفتيتها، مما يتجاوز نطاق كل الاعتداءات السابقة‏.‏

ومما ورد في التقرير يتضح أن هذا المشروع الصهيوني لا يتعلق فقط بجزء محدود من العـالم، ولكنه يهدد الشعوب جميعًا، والنص الذي نستشهد به يدل على أن زعماء الصهيونية ينوون تنفيذه، وهذه التطلعات الاستعلائية النابعة من جنون العظمة خطيرة جدًا‏؟‏ لأنه قد اتضح وثبت حتى الآن أن دولة إسرائيل تنفذ ما سبق أن أعلنت عزمها على السير فيه ‏.‏

وسنعرض فيما يلي فقرات أخرى ذات دلالة هامة وردت في ذلك المقال الصادر عن المنظمة الصهيونية، والذي يكشف عن آفاق المستقبل بالنسبة للحلم المغرق في القدم، حلم ‏"‏إسرائيل الكبرى‏"‏‏:‏ ومن هذه الفقرات‏:‏

‏"‏ استعادة سيناء بثرواتها هدف ذو أولوية، ولكن اتفاقات كامب ديفيد تحـول الآن بيننا وبين ذلك‏.‏‏.‏‏.‏لقد حرمنا من البترول وعائداته، واضطررنا للتضحية بأموال كـثيرة في هذا المجـال، ويتـحـتم علينا الآن استـرجـاع الوضع الذي كـان سائدًا في سيناء قبل زيارة السادات المشئومة، وقبل الاتفاقية التي وقعت معه في 1979 ‏"‏‏.‏

‏"‏الوضع الاقتصادي في مصر، وطبيعة النظام الموجود بها، وسياستها العربية كل هذا سيؤدي إلى مجـموعة ظروف تدفع بإسرائيل إلى التدخل‏.‏‏.‏، فمصر، بسبب نزاعاتها الداخلية، لم تعد تشكل بالنسبة إلينا مشكلة استراتيجية، ومن السهل أن نجـعلها تعود خلال 24 ساعة إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيو 1967، ‏"‏

لقد ماتت أسطورة مصر ـ زعيمة العالم العربي وفقدت مصر 50% من قدرتها، وسنستطيع بعد أجل قصير أن نستفيد من استرجـاع سيناء، ولكن ذلك لن يغير من ميزان القوى، ومصر كبناء موحد أصبحت جثة هامدة، وبخـاصة إذا أخـذنا في الاعتبار المجـابهة المتزايدة والمتصاعدة بين المسلمين والمسيحيين بها‏"‏ ‏"‏ويجب أن يكون هدفنا هو تقسيمها إلى أقاليم جغرافية متباينة في التسعينيات، على الجـبهة الغربية‏"‏، فإذا ما تمت تجزئة مصر، وإذا فقدت سلطتها المركزية، فلن تلبث بلدان مثل‏:‏ ليبيا والسودان، وبلدان أخرى أن يصيبها التحلل ‏.‏

ويعتبر تشكيل حكومة قبطية في صعيد مصر، وإقامة ِكيانات صغيرة إقليمية، هو مفتاح الحل لتطور تاريخي يؤخره حاليا اتفاق السلام، ولكنه تطور آتٍ لا محالة على الأجل الطويل ‏.‏

‏"‏ ومشكلات الجبهة الشرقية أكثر وأشد تعقيدًا من مشكلات الجبهة الغربية، وهذا على عكس ما يبدو في الظاهر، وتقسيم لبنان إلى خمسة أقاليم‏.‏‏.‏ يوضح ما سيحدث في البلدان العربية كلها، وتفتيت العراق وسوريا إلى مناطق تحدد على أساس عنصري أو ديني، يجب أن يكون هدفًا ذا أولوية بالنسبة إلينا، على الأجـل الطويل، وأول خطوة لتحـقيق ذلك هي تدمير القوة العسكرية لتلك الدول العراق وسوريا ‏"‏ ‏.‏

‏"‏والتشكيل السكاني لسوريا يعرضها لتمزق قد يؤدي إلى إنشاء دولة شيعية على طول الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، وإنشاء كيان درزي قد يرغب في تشكيل دولته الخـاصة به على أرض الجـولان التابعة لنا، تضم الحوران وشمال المملكة الأردنية،‏.‏‏.‏ ومثل هذه الدولة ستكون على المدى الطويل ضمانًا للامن والسلام في المنطقة، وهذا الهدف في متناولنا فعلًا تحقيقه ‏"‏‏.‏

‏"‏وأما العراق فهي غنية بالبترول، وفريسة لصراعات داخلية، وسيكون تفككها أهم بالنسبة لنا من تفكيك سوريا‏؟‏ لأن العراق يمثل على الأجل القصير أخطر تهديد لإسرائيل، وقيام حرب سورية عراقية، سيساعد على تحطيم العراق داخليا، قبل أن يصبح قادرًا على الانطلاق في نزاع كبير ضدنا، وكل نزاع داخلي عربي سيكون في صالحنا، وسيساعد على تفكك العرب‏.‏‏.‏‏.‏ وربما ساعدت الحرب العراقية الإيرانية على ذلك الانحلال والضعف في صفوف العرب ‏"‏‏.‏

‏"‏وشبه الجزيرة العربية بأسرها، مهيأة لهذا اللون من التحلل تحت ضغوط داخلية وهذا صحيح بالنسبة للسعودية بصفة خاصة‏؟‏ لأن اشتداد الصراعات الداخلية، وسقوط النظام يتمشيان مع منطق التركيبات السياسية الحالية فيها ‏"‏‏.‏

‏"‏والأردن هدف اسـتراتيـجي في التـو واللحظة، ولن يشكل أي خطر لنا على الأجل الطويل، بعـد تفككه ونـهاية حكم الملك حـسين، وانتـقـال السلطة إلى أيدي الأغلبـيـة الفلسطينية، وذلك أمر يجب أن يسترعي انتباه السياسة الإسرائيلية، فمعنى هذا التغير هو حل مشكلة الضفة الغربية ذات الكثافة السكانية العربية الكبيرة‏.‏‏.‏‏.‏ فهجرة هؤلاء شرقًا ـ إما بالسلم أو بالحرب ـ وتجميد نموهم الاقتصادي والسكاني، هي الضمانات الأكيدة للتحولات المقبلة، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا للإسراع بتلك العملية‏"‏ ‏"‏وينبغي رفض خطة الحكم الذاتي، وأية خطوة أخرى تتضمن حلًا وسطا أو تعايشًا، وتصبح بالتالي عقبة في سبيل فصل الأمتيْن‏"‏ ‏.‏

‏"‏ويجب أن يفهم العرب الإسرائيليون ـ أي الفلسطينيون ـ أنه لا يمكن أن يكون لهم وطن إلا في الأردن‏.‏‏.‏‏.‏ ولن يعرفوا الأمن إلا بالاعتراف بالسيادة اليهودية على كل ما يقع بين البحر ونهر الأردن‏.‏‏.‏‏.‏ ولم يعد ممكنًا ـ ونحن على مشارف العهد النووي ـ أن نرضى بوجود ثلاثة أرباع السكان اليهود مركزين في ساحل مزدحم بالسكان ازدحـامًا كبيرًا‏.‏، وتوزيع هؤلاء السكان هو من أول واجباتنا في سيـاستنا الداخلية‏.‏ فيـهودا والسامرة والجليل، هي الضمانات الوحيدة لبقائنا على قيد الحياة كأمة، وإذا لم تصبح لنا الأغلبية في المناطق الجبلية فسيكون مصيرنا كمصير الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد‏"‏‏.‏

‏"‏ وينبـغي أن نعـمل على إعـادة التـوازن إلى المنطقـة في المسـتـويات السكانيـة

والاستراتيجية والاقتصادية، وأن يكون ذلك على رأس ما نصبو إليه‏.‏ ويتضمن هذا الأمر الإشراف على الموارد المائية بالمنطقة، من بئر سبع إلى الجليل العليا، وهي منطقة خـالية من اليهود تقريبًا اليوم ‏"‏‏.‏

‏"‏وما تنوي السياسة العنصرية الاستعمارية الصهيونية عمله، بعد طرد العرب الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم، واتباع سياسة القمع معهم، وبعد سلسلة من الحروب العدوانية في الشرق الأدنى، هو أن تحطم كل الدول العربية، مما يشكل خطرًا على سلام العالم ‏"‏‏.‏

وقد يبدو عجيبًا أن يستطيع بلد ضيق المساحة، قليل السكان، أن يلعب مثل هذا الدور في السياسة العالمية‏.‏ ولكى نفـهم الأمر لا يكفي أن نذكر موقع إسرائيل الاستراتيجـي، رغم أهميته عند ملتقى القارات الثلاث، وقد أصاب ‏"‏حـاييم وايزمان‏"‏ حـينما لوح لمحـادثيه البريطانيين بأن ‏"‏فلسطين اليهودية ستكون ضمانًا لبريطانيا، وبخاصة فيما يتعلق بقناة السويس ‏"‏‏.‏ وإذا كان الوضع قد تغير الآن فلم تعد إسرائيل تعمل لحساب بريطانيا، فإنها بعد تغير السيطرات في العالم، أصبحت تعمل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح دور إسرائيل كـشرطي في الشرق الأوسط أشد إلحاحًا بالنسبة للولايات المتحـدة منذ سقوط الشاه، وزوال قواعدها في إيران‏.‏ يمكن إذن لإسرائيل وحـدها أن تشرف لا على قناة السويس فحسب، ولكن على المنطقة البترولية، وأن تقدم قواعد في منطقة البحـر المتوسط الشرقي، ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على أن تؤدي هذا الدور بنفسها‏؟‏ لأن تجربة فيتنام قد تركت أثرها في أمريكا، فيما يتعلق بالتدخل المباشر في دول العالم الثالث ‏"‏فهي إذن تقوم بمهامها عن طريق وسيط هو إسرائيل، وتقدم لها عونًا غير مشروط وغير محدود، وأصبح الوضع بالنسبة لها أيسر وأفضل، ومن الممكن أن توافق أمريكا من وقت إلى آخر على إدانة شفهية لإسرائيل، ولكنها تحميها بواسطة حق الاعتراض ـ الفيتو ـ من كل عقوبة حقيقية قد تعوق عملها، كـما أنها تقدم لها كل ما يلزمها من مال وسلاح، لمساعدتها على القيام بهذه المهام الحيوية، والحفاظ على مركز الولايات المتحدة في التوازن العالمي‏.‏

ومما يسترعي النظر حقا أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل أحدث الأسلحـة‏.‏ وقد جاء في جريدة ‏"‏ إنترناشيونال هرالدتربيون‏"‏، عدد 22 يوليو 1982، أن الحكومة الإسرا ئيلية أنفقت خلال ذلك العام خـمسة مليار دولار ونصف على التسلح، وثلث هذا المبلغ تدفعه الخزانة الأمريكية‏"‏ ‏"‏وكل التجهيزات الحربية تقريبًا في الجيش الإسرائيلي قد تم الحصول عليها، بموجب برنامج المساعدة العسكرية الأمريكية للخارج، وحصلت إسرائيل وحدها على 15 مليار من 28 مليار دولار وزعت على العالم بأسره منذ 1951‏"‏، ‏"‏ومن بين الى 567 طائرة التي كانت لدى إسرائيل عشية الغزوة اللبنانية، كان منها 457 طائرة اشتريت من الولايات المتحـدة بقروض مقدمة من واشنطن، ولم يحـدث أي تأجيل في تسليم السلاح الأمريكي إلى إسرائيل، باستثناء القنابل الانشطارية، وقد أصبح الإسرائيليـون اليوم قادرين على صنعـها، ووفقًا لما تقوله وزارة الدفاع بأمريكا، بل وأقوال الإسرائيليين أنفسهم، فإن الخـمس عشرة طائرة إف 15، ستسلم في مواعيدها، وكذلك الصواريخ الموجهة عن بعد، والشاحنات، بـ والعربات المصفحة الأخرى‏"‏‏.‏

‏"‏والتعاون الوثيق بين الجـيشين الأمريكي والإسرائيلي، وبين صناعة السـلاح في البلدين، يجـعل أي مشروع لاتخـاذ عقوبات ضد إسرائيل أمرًا غيـر مرغوب، وتصل للبنتاجون معلومات مفصلة من إسرائيل ‏"‏بشأن أنواع الأداء لمختلف أنواع الأسلحة، والتي لم تستخدم بعد ـ في بعض الأحيان ـ في الجيش الأمريكي ذاته، وسيحدث نفس الشيء بالنسبة لطائرة الاستطلاع ‏"‏عين الصقر‏"‏ التي استخـدمت فعلًا لرصد أهداف بعيدة بسوريا، في المرحلة الأولى من حرب لبنان ‏"‏،‏"‏ وهكذا يستطيع الجـيش الأمريكي تجـربة أسلحته المتقدمة، تجربة حقيقية في جيش إسرائيلي أكثر فعالية بكثير من أي قوة أمريكية ترسل لمثل تلك الأغراض ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

‏(‏‏(‏دور جنوب إفريقيا في التحالف الصهيوني‏)‏‏)‏‏:‏

وقد عالج جارودي هذا بقوله‏:‏ ‏"‏ومن الناحية الجـغرافية ـ السياسية كما كـان يقول الهتلريون ـ تستطيع جنوب إفريقيا وحدها وهي المشرفة على الطريق الآخر نحو آسياـ رأس الرجـاء ـ وتمارس ضغطًا على إفريقيا، أن تؤدي خـدمات مماثلة للولايات المتحـدة الأمريكية، ولو أن تلك الخدمات أقل جدًا من خدمات إسرائيل ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

"‏وهذا التكامل بين إسرائيل وجنوب إفريقـيـا، بالإضـافـة إلى القرابة بين نظامين عنصريين، وإلى تماثل في أوضاع البلدين ـ فكل منهم في صراع مع الشعوب المحلية‏:‏ جنوب إفريقيا ضد العالم الأسود، وإسرائيل ضد العالم العربي يؤدي إلى تضامن وثيق بين البلدين‏"‏‏.‏

‏"‏ وفي عام 1967، حددت مجلة الشؤون اليهودية‏"‏ ذلك التكامل الاستراتيجي، فقالت‏:‏ تعتبر جنوب إفريقيا أن الشرق الأوسط ـ حيث تقوم إسرائيل بمهمة حارس بسيط، ولكن لا يمكن أن يوجد له بديل ـ هو الخط الأمامي لدفاعها، وبعبارة أخرى‏:‏ تحمي إسرائيل وستحمي أطول وقت ممكن مدخل الممر الذي قد يصبح أكبر طريق يعبره المعتدون‏.‏‏.‏‏.‏ ومستقبل الممر بين البحر المتوسط والمحيط الهندي أمر بالغ الأهمية لإسرائيل، وكذلك بالنسبة لجنوب إفريقيا، ولطريق رأس الرجاء الصالح نفس الأهمية، ولو وقعت هذه المنطقة في أيد معادية، فسيصبح الطريق البحري لرأس الرجاء في خطر، وتصبح مشاكل الأمن بالنسبة لجنوب إفريقيا عسيرة جدًا‏.‏ وبالنسبة لإسرائيل يعتبر وجود دولة ـ في أقصى الطرف الجنوبي لإفريقيا ـ يقظة وقوية اقتصاديًا عاملًا أساسيًا لاستراتيجية فعالة تؤمن خطوطها الخلفية‏"‏‏.‏

وهذه العلاقة الوثيقة بين جنوب إفريقيا وإسرائيل لا تظهر فقط في زيارات هامة مثل رحلة ‏"‏فورستر‏"‏ إلى إسرائيل في 1976، ولكنها تظهر أيضًا في التعـاون الوثيق في المجالات العسكرية والتجارية والثقافية‏.‏ ومما هو جدير بالذكر بمناسبة زيارة رئيس الوزراء ‏"‏فورستر‏"‏ لإسرائيل، فإن هذا الرجل كان برتبة جنرال أثناء الحرب في منظمة مناصرة للنازي ـ تدعي أوساوا براندواج ـ وقد كتبت الصحيفة الإسرائيلية ‏"‏ها آرتس‏"‏ في عدد 26 أبريل 1976 بمناسبة تلك الزيارة، فقالت‏:‏ ‏"‏لقد كنا دائمًا ننقب في ماضي أفراد أقل أهمية من ‏"‏فورستر‏"‏، لنعلم ماذا كان تصرفهم أثناء الحرب العالمية الثانية، فكيف نغض الطرف الآن عن ماضي‏"‏فورستر‏"‏‏؟‏ هل لأن المصلحة القومية لإسرائيل أهم من ذكرى ستة ملايين من ضحايا المذبحة النازية‏؟‏ ‏"‏‏.‏

‏"‏ومنذ المباحثات الأولى 1975 بين ‏"‏شيمون بيريز‏"‏ و بوتا‏"‏ وزير دفاع جنوب إفريقيا، ازدادت العلاقات بين البلدين توثيقًا‏.‏ وتتخذ الشركات التابعة لجنوب إفريقيا من إسرائيل سبيلًا للتخلص من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من بقية العالم، ويتيح الاتفاق ـ المبرم بين السوق المشتركة واسرائيل ـ لجنوب إفريقيا أن تدخل منتجاتها لبلدان السوق المشتركة عن طريق إسرائيل‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

‏"‏ولكن بالإضافة إلى كل العلاقات بين البلدين، تعتبر العلاقات العسكرية بينهما أساس الصداقة بين البلدين ‏"‏

‏"‏وتعانى جنوب إفريقيا ـ بسبب الحظر على الأسلحةـ من الحـصول على أسلحـة حديثة، وإسرائيل من البلدان القليلة التي تمدها بذلك النوع من السلاح، كما أنها تفيدها بتجاربها التي اكتسبتها من حربها ضد العرب‏.‏‏.‏‏.‏ وفي السنوات الأخيرة ازداد التشابه بين البلدين، والتماثل في كثير من الأمور حتى قيل‏:‏ إن النظامين متشابهان تمامًا ‏"‏‏.‏

‏"‏وقد أرسل رئيس المؤتمر اليهودي خطابًا إلى أمين عام الأمم المتحدة في 1976، قال فيه‏:‏ إنه لاحظ ـ مع الأسف ـ أن إسرائيل مدرجة بين البلدان التي تقدم السـلاح إلى جنوب إفريقيا‏"‏

و العملة الصعبة‏"‏ المتوفرة لدى جنوب إفريقيا هو عنصر الأورانيوم، وهو مطمع ترنو إليه إسرائيل، وقد كان لديها في نوفمبر 1976 ترسانة ذرية تحوي من 13 إلى 20 قنبلة من طراز قنبلة هيروشيما ‏"‏‏.‏

ولقد شدد شلومو أهارونسون على ‏"‏ضرورة إعادة النظر في الوضع الاستراتيجي ـ السياسي الإسرائيلي‏"‏ ، وأضاف قائلًا‏:‏ ‏"‏السلاح الذرى الذي هو أحـد الوسائل التي يمكن أن تقلب آمال العرب‏"‏ من نصر نهائي على إسرائيل‏.‏‏.‏، فوجود عدد كاف من القنابل الذرية يمكن أن يسبب خسائر فادحة في كل العواصم العربية، وأن يدمر خزان أسوان ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ولو أن لدينا عددا أكبر من القنابل الذرية لاستطعنا أن نصيب المدن العربية المتوسطة والمنشآت البترولية‏.‏‏.‏‏.‏ وفي العالم العربي حوالي مائة هدف، لو دمرت لفقد العرب كل المزايا التي جنوها من حرب الغفران‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

جارودي يتساءل ويجيب‏"‏كيف استطاعت دولة إسرائيل الصهيونية أن تحصل على مثل هذه الأهمية في الاستراتيجية الكلية للدول الكبرى، بحيث تستطيع اليوم أن تعرض السلام العالمي للخطر‏؟‏ ‏"‏

سبق أن قال هرتزل في كتابه ‏"‏الدولة اليهودية‏"‏ ما يلي‏:‏ ‏"‏إننا هنا في فلسطين ونعتبر بالنسبة إلى أوربا الحارس ضد البربرية‏"‏، ولكن منذ ذلك الحين تغير الوضع، ولم تعد دولة إسرائيل وكيلة الاستعمار الغربي فحسب، ولكنها صارت بالنسبة للولايات المتحدة بصفة خاصة سلاحًا قويًا تستخدمه على الصعيد العالمي‏"‏‏.‏

‏"‏ويعرف الزعماء الصهيونيون كيف يستفيدون بكل مهارة من هذا الوضع، وفي المقال الذي نشرته مجلة ‏"‏كيفونيم‏"‏، وسبقت الإشارة إليه، يستخـدم الزعماء الصهيونيون الموضوعات الكبرى ‏"‏في الحرب الباردة‏:‏ كمحاولة الاتحاد السوفيتي تحقيق أحد أهدافه الكبرى بهزيمة الغرب، عن طريق الاستيلاء على الموارد الضخمة في الخليج الفارسي، وفي جنوب إفريقيا، حيث تتركز أغلب الموارد المعدنية العالمية ‏"‏‏.‏

‏"‏وهذا الاستغلال للعداء للشيوعية في مستوي رجل مثل ‏"‏مناحم بيجن‏"‏ هو من الأشياء المميزة للصهيونية السياسية‏.‏ وهي تستطيع ـ دون أن تغير جوهرها ـ التعبير بطريقة أدق من خـلال رجل مثل ‏"‏شيمون بيريز‏"‏ الذي يقدم السم في الدسم‏.‏ وإحـلال ‏"‏بيريز‏"‏ محل ‏"‏بيجن ‏"‏ هو أمل من آمال ‏"‏ريجان‏"‏، الذي ينوي متابعة نفس السياسة، ولكن في صورة أقل بشاعة ‏"‏‏.‏

‏"‏لم تجـد وقاحـات ‏"‏بيجن‏"‏ وغطرسته شيئًا، فاعتماد إسرائيل على الولايات المتحـدة اعتمادًا تامًا في النواحي المالية والعسكرية‏"‏‏.‏

‏"‏بعد إعلان إسرائيل ضمها للجولان ردًا على بعض مآخذ شفهية لحكومة ‏"‏ريجـان‏"‏، أرسل ‏"‏بيجن‏"‏ إلى سفير الولايات المتحدة مذكرة جـاء فيها‏:‏، ‏(‏مرة أخرى تعلنون عن نيتكم في معاقبة إسرائيل‏.‏‏.‏‏.‏ فما معنى هذه العبارة، هل إسرائيل بلد تابع لأمريكا‏؟‏ هل نحن من جمهوريات البلدان منتجة الموز‏؟‏ ‏"‏‏.‏

‏"‏وليس لهذه الوقـاحـة من جـانب ‏"‏ بيجن ‏"‏ أي خطر على إسـرائيل‏؟‏ لأن السيـاسة الصهيونية الإسرائيلية مطابقة تمامًا لأهداف الولايات المتحدة العالمية، ولها دور فيها لا يمكن لغيرها أن يؤديه‏؟‏ بحيث إن إسرائيل صاحبة ثقة لن يصيبها أذى، ولهذا فهي تقول ما تشاء، ومالية إسرائيل تكشف لنا عن طبيعة هذه الدولة ‏"‏‏.‏

‏"‏وإذا أخذنا في الحسبان المعونة الأمريكية وحدها، نجد أنه في الفترة من 1945 إلى 1967 أعطت الولايات المتحدة لكل إسرا ئيلي 435 دولارًا، ولكل عربي 36 دولارًا‏.‏‏.‏‏.‏ وأهم ما في هذه المعونة السنوية هو كميات الأسلحة المقدمة إلى إسـرائيل، والتي أراد الكونجرس أن يخفي ضخامتها، وأن يتجنب نقد الجماهير لها، فقرر أسلوب تمويل خاص بها، كما ورد في ‏"‏قرار الإشراف على تصدير السلاح، عام 1976 ‏"‏‏.‏

‏"‏وهكذا تم في عام 1980 المالي، بيع أسلحـة لإسرائيل تقدر ثمنها بمليار دولار، وفور تسليم الصفقة تقرر حذف 500 مليون دولار، وأضيف الـ 500 مليون دولار الأخـرى إلى دين إسرائيل لحكومة أمريكا،‏.‏، وهذا الدين يتمتع بفترات سماح تمتد إلى أكثر من 10 سنوات‏.‏

وأكثر من هذا، فإنه نظرًا للوضع الاقتصادي المتدهور دائمًا في إسرائيل منذ 1973،

فإن هذه التسديدات لا تتم، لأنها تعوض فورًا بمعونة سنوية جديدة مضافة من جانب الولايات المتحدة ‏(‏88‏)‏‏.‏

‏"‏وحتى قبيل العدوان الإسرائيلي في عام 1956، كان السلاح المقدم من أمريكا يمثل كمية ضخمة، ولقد كتب الصهيوني ‏"‏ميشيل بار زوهار‏"‏‏:‏ ‏"‏ابتداء من شهر يونيو، بدأت تنهال على إسرائيل كميات ضمخمة من الأسلحة بموجب اتفاق سري جدًا، وهذه الكميات لن تعرف في واشنطن ولا في الهيئة الإنجليزية الفرنسية المكلفة برقابة تعادل القوي في الشرق الأوسط، لن تعرفها كذلك الخارجية الفرنسية التي تعارض التقارب مع إسرائيل، لأنه قد يعرض للخطرما بقى من علاقات بين فرنسا وعملائها العرب ‏"‏‏.‏

‏"‏وتزداد هذه المعونة بسبب العقود من الباطن، وبخاصة في مجال الطيران ـ على سبيل المثال، تحصل مؤسسة صناعة الطيران في إسرائيل على عقود لصناعة أجزاء من طائرات إفـ 4 إفـ 15 ‏"‏ ‏.‏

‏"‏وأخيرًا تشمل المعونة الاقتصادية تيسيرات تمنح للصادرات الإسرائيلية للولايات المتحدة الأمريكية وتتمتع بالأفضلية الجمركية التي تمنح للبلدان النامية، مما يتيح لإسرائيل أن تحصل على إعفاءات جمركية تصل 96% من صادراتها إلى أمريكا، وهكذا تتلاشى كثير من الأساطير، وأولها وأخطرها أسطورة إسرائيل الصغيرة الضعيفة، إسرائيل التي تتعرض بصفة مستمرة إلى خطر عارم، من جانب الدول العربية، إسرائيل التي فرض عليها القتال، من أجل بقائها على قيد الحياة ‏"‏على حين أنها تملك ـ بفضل الولايات المتحدة ـ إمكانات تعطيها القدرة على أن تبلغ خلال 48 ساعة دمشق، أو بغداد، أو عمان، أو القاهرة كما بلغت بيروت‏.‏ تلك أسطورة إسرائيل المعرضة للخطر والتدمير، بينما هي مصدر الخطر الدائم على جميع جيرانها‏"‏‏.‏

‏"‏الدولة الصهيونية بإسرائيل، تجثم بكل الثقل الأمريكي على صدر منطقة الشرق الأوسط، التي تتلاقى فيها القارات الثلاث ‏"‏‏.‏

انتهي

و فعلا خلص الكلام

الكتاب مرة اخري

الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية

المفكر الفرنسي جارودي

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...