اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مأزق نظام الحكم فى مصر


sha3ooor

Recommended Posts

الهيرالدتريبيون الأمريكية ترصد قلق الشارع المصرى وتفتح الملف الحساس

مأزق نظام الحكم فى مصر

فترة نقاهة طويلة للرئيس مبارك لتجنب أية حركة مفاجئة قد تكون لها مضاعفات

غياب نائب للرئيس يقلق المصريين وفرص جمال مبارك لتولى الرئاسة ضئيلة

بعد المقال الطويل الذى نشرته منذ أسبوعين مجلة النيوزويك الأمريكية وكان أشبه ما يكون بالمقال الدعائى الذى يروج ل جمال مبارك باعتبار أنه أمل مصر فى الخلاص مما تعانيه وذلك بفضل أفكاره البراجماتية والليبرالية. تأتى مجموعة أخرى من المقالات حول أزمة الحكم التى تعانى منها مصر الآن ولكن نشرتها هذه المرة جريدة الهيرالدتريبيون الدولية وكان بمناسبة مرض الرئيس مبارك وسفره لألمانيا لتلقى العلاج من انزلاق غضروفى. تقول الهيرالدتريبيون بتاريخ 25 يونيو أنه رغم أن الأجهزة الإعلامية المصرية حرصت ربما فى حالة نادرة من نوعها على الكشف عن مرض رئيس الجمهورية وذهابه لألمانيا لتلقى العلاج إلا إنها حرصت فى نفس الوقت على أن تؤكد أن المرض الذى يعالج منه الرئيس مبارك وهو الانزلاق الغضروفى هو مرض بسيط جدا. وأن الرئيس يتمتع بصحة جيدة وبروح معنوية عالية. الرئيس مبارك نفسه فى الحديث الذى أذاعه له التليفزيون المصرى يوم 24 يونيو حرص أيضا على أن يؤكد أنه بصحة جيدة رغم أن وجهه يتسم بالشحوب الشديد. وقد ذكر مبارك للمشاهدين أن الأمر يبدو كما لو كان أسبوع استرخاء واستجمام وأنها أشبه بالعطلة التى يقوم بها أى فرد منكم. والأكثر من هذا وحتى تحاول أجهزة الإعلام الرسمية نفى شائعات عن صحة مبارك قالت الرسالة التى تم بثها عن مبارك أنه حتى وهو مريض يتابع ما يجرى فى البلاد بنفسه وأنه يجرى اتصالات مع المسئولين ويتلقى التقارير وأن الحكومة تعمل فى غيابه بصورة طبيعية. إلا أنه رغم هذه التأكيدات فإن المرض الذى تعرض له الرئيس مبارك والعملية الجراحية التى اجريت له فى ظهره تمثل لحظة فارقة فى تاريخ حكم مبارك. فقد خلقت هذه العملية كما تقول التريبيون انطباعا عاما لدى الرأى العام بأن صحة وقدرة الرئيس مبارك لم تعد كما كانت فى السابق. فالرئيس كما تقول الجريدة حتى بعد عودته فإنه سيكون مضطرا لفترة طويلة من النقاهة والاسترخاء لتجنب أى حركة مفاجئة قد تكون لها مضاعفات. وبالطبع تقول الجريدة إن مصر المتخمة بالمشاكل آخر شيء تتمناه فى هذا التوقيت أن يكون رئيس الجمهورية مريضا. وكل هذا فى وقت يتحدث فيه الجميع عن التغيير. إن مرض الرئيس مبارك وغيابه بالخارج ومضاعفات هذا بدون وجود نائب رئيس جمهورية أو طريقة واضحة للخلافة أصبح هو الشغل الشاغل للشعب المصرى الذى يعانى الآن من حالة قهر وكبت وزهق كبير من الطريقة التى يتم بها تسيير الأمور داخل البلاد. وبتاريخ 23 يونيو تقول إن مرض الرئيس مبارك وسفره للخارج للعلاج له تداعيات كبيرة على مصر أكثر مما يبدو على السطح. ففى غياب الرئيس تأكدت الأخبار تقريبا بأن الرئيس مبارك قرر تعيين صفوت الشريف الذى يعتبر أقوى شخصية فى مجلس الوزراء المصرى على حد قول الجريدة رئيسا لمجلس الشورى وهذا المنصب مجرد منصب شرفى لأن هذا المجلس يعين الرئيس مبارك نصف أعضائه (الأصح أنه الثلث).

وواضح من القرار أن الرئيس مبارك يريد إبعاد الشريف عن أى منصب يمكن أن يتحول منه إلى مركز قوة خطير ولم يجد الرئيس مبارك أفضل من وجوده فى ألمانيا للعلاج لكى يبلغ به الشريف ويحد من سلطاته. وحسبما تتداعى الأخبار من القاهرة كما تقول التريبيون فإن الروايات المتداولة أن قرار الرئيس بالتخلص من الشريف وركنه فى مخزن مجلس الشورى إنما هو يعكس نوعا آخر من صراع القوى داخل مصر بين ما يسمى بالحرس القديم والحرس الجديد الذى يتزعمه ابن الرئيس جمال، وأن قرار قصقصة أجنحة الشريف هو تمهيد الطريق لجمال مبارك لوراثة والده. وتقول الجريدة إن الشريف كان يشغل منصب وزير الإعلام وهو منصب له نفوذ كبير جدا يستطيع من يقوده أن يهيمن على أجهزة الإعلام الحساسة والهائلة فى مصر والتى تشمل قنوات كثيرة فى التليفزيون والراديو علاوة على أن الشريف يشغل منصبا آخر خطيرا، وهو الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم. وتقول الجريدة إن خلع الشريف من وزارة الإعلام ربما سيكون خطوة لإلغاء هذه الوزارة بالكامل ولكنها ليست خطوة فى سبيل الإصلاح السياسى وجعل الإعلام فى مصر أكثر استقلالية وحرية ولكنها خطوة لضمان عدم وجود شخصية أخرى (أو صفوت الشريف آخر) تستحوذ على نفوذ وسلطات أكثر من اللازم. من ناحية أخرى تقول الجريدة وفى الوقت الذى يتم فيه تكسير الحرس القديم وتشتيته يأخذ جمال مبارك ابن الرئيس صورة المصلح الذى يحث الشباب على أن يلعب دورا أكبر فى مؤسسات الدولة، خصوصا بعد أن قام والده بتعيينه فى لجنة السياسات التابعة للحزب الحاكم وأيضا رئاسته لما يسمى بالمجلس الأعلى للسياسات، ومن ثم إشراكه فى جميع السياسات المستقبلية الخاصة بمصر. ثم تعود الجريدة وبتاريخ 24 يونيو وتقول إنه بعد مرض الرئيس مبارك لم يعد ممكنا على مصر تحمل تجاهل قضية انتقال السلطة أكثر من هذا. وتقول إن قرار مبارك بتخويل رئيس وزرائه عاطف عبيد بعض سلطاته الدستورية طوال فترة علاجه فى ألمانيا تبين بوضوح أنه لم يعد ممكنا أى تجاهل لقضية تداول وانتقال السلطة فى مصر، وأنه يجب على الرئيس مبارك وبمجرد عودته ولو كان حريصا حقا على استقرار بلاده أن يحسم هذه القضية، وذلك لثلاثة أسباب هى:

أولا: إن الشعب المصرى أصبح مدركا أن صحة مبارك لم تعد على ما يرام أو لم تعد كما كانت من قبل، وأنه من غير المحتمل على شعب يريد التغيير بسرعة، ويغلى من الداخل أن يتحمل هذا الوضع المهترئ والغامض لفترة طويلة.

وثانيا: وهو الشيء الذى سيزيد من قضية الخلافة وانتقال السلطة حدة أن العام القادم سوف يشهد انتخابات رئاسية جديدة، والمعروف والمتداول أن مبارك يسعى لترشيح نفسه لفترة رئاسة خامسة.. فهل بعد مرضه سوف يسعى مبارك لهذا الأمر مرة أخرى.

وثالثا: لأن واشنطن تمارس الآن الكثير من الضغوط على القاهرة وتقول لها إنها لا تحتمل أن ترى حليفتها الرئيسية فى الشرق الأوسط هكذا بدون القيام بأى إصلاحات. وتقول الجريدة إنه مما يزيد من تعقيد الأمور أن مبارك لم يعين أى نائب له منذ توليه السلطة، ولذلك فإنه فى هذه اللحظة يبدو أن الرئيس مبارك أصبح ممزقا بين اعتبارات خاصة بعائلته، خصوصا ابنه جمال واعتبارات خاصة بالأوضاع المتعارف عليها فى مصر منذ 1952. وتشرح الجريدة هنا قائلة إن مبارك مثله مثل الحكام العرب يميل إلى توريث السلطة إلى ابنه جمال ولكنه إذا فعل ذلك، فإنه لن يثير حفيظة الشعب المصرى فقط، ولكنه سيكسر عادة جرت عليها الأمور فى مصر منذ عام 1952، الاَّ وهى اختيار حاكم من صفوف قيادات الجيش الكبرى، والمعروف أن مبارك نفسه كان ضابطا فى الجيش

ثم تقول الجريدة إن مبارك عمل على إدخال ابنه جمال إلى الحياة السياسية من مدخل الإصلاح وأنه يمكن للمصريين والأمريكان فى واشنطن أن يطلقوا عليه اسم مستر مصلح الذى سيقع عليه عبء تأمين مستقبل البلاد فى الفترة المقبلة.

وتقول الجريدة إن مستر مصلح يبدو للرئيس مبارك هو أفضل غلاف يمكن أن يغلف به الأمر على الناس، بحيث يتم إعداده وهيئته لتولى الرئاسة فى هذا الوقت الذى تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على العالم العربى فى سبيل الإصلاح. وتقول الجريدة إنه منذ عام 2000 وجمال مبارك يلعب الدور الذى رسمه له والده وهو دور مستر مصلح. فقد أصبح جمال مبارك يحضر اجتماعات مجلس الوزراء ويصحب والده رئيس الجمهورية فى رحلات رسمية للخارج علاوة على تعيينه رئيسا للجنة جديدة مختصة برسم السياسات فى الحزب الحاكم وإصلاح الأمور والحياة السياسية حسبما يقولون ويروجون للناس. وتقول الجريدة إن هناك حول الرئيس من يرون أن الإصلاح يجب أن يتم بالتدريج فقط وأن جمال مبارك سوف يكون له دور كبير فى هذه العملية لأنه طاهر من أى اتهامات بالفساد علاوة على أنه تلقى تعليما غربيا، وكان يعمل فى أحد البنوك الأمريكية فى لندن لبضع سنوات. وتنتهى الجريدة بالقول إن مبارك يعتقد أنه حتى ولو لم ينجح فى جعل ابنه رئيس مصر من بعده فإنه سيكون على الأقل قد أظهر لواشنطن أن لديه نوايا طيبة نحو الإصلاح وأن مستر مصلح هو أداته فى تحقيق هذا الإصلاح. الجريدة تتجاهل رأيا ثالثا (وهو الرأى الأهم) وهو رأى الشعب المصرى كله الذى يرفض التوريث والذى سيكون له الرأى الأكبر فى تقرير من سيكون الرئيس القادم من خلال اختيار ديمقراطى حر.

جمال محمد

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...